إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد على مقدمة الحق المبين للشيخ الكوراني وما ورد فيها من اتهامات للسيد الشهيد الصدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على مقدمة الحق المبين للشيخ الكوراني وما ورد فيها من اتهامات للسيد الشهيد الصدر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جاءت المقدمة بشكلها العام ليس لشيء سوى ما ابتدعه سماحة الشيخ وما أسماه الاتجاه الشيعي الالتقاطي تحت الفقرة الخامسة من تقسيمه للاتجاهات في فهم النبي وأهل البيت عليهم السلام, شارعاً هجومه من خلال الكلمات الاولى التي عرف بها هذا النوع من التشيع قائلا : ( وهو الإتجاه المتأثر بأفكار السنيين وأحياناً بأفكار الغربيين ) .. والحقيقة أن كل ما يريده الشيخ من المقدمة بل ومن الكتاب أصلاً هو هذا الابداع الجديد في ابتداع مذهب شيعي التقاطي ليس الا , وهذا ليس تقولاً على الكاتب انما يصرح بنفسه مباشرة بعد تعريفه لهذا الاتجاه مبرراً سبب التوسع في البحث حوله ( وقد توسعنا فيه لأنه يتصل بموضوعنا مباشرة ) فالموضوع اذاً هو هذا الاتجاه الالتقاطي - كما أسماه - المتأثر بأفكار السنيين وأفكار الغربيين !!. والسؤال هنا أين هي الأفكار السنية والغربية عند هذا الاتجاه ؟ أليس الأحرى بالشيخ أن يعطي الأدلة على مزاعمه ؟! فهذه مزاعم تحتاج الى دليل لاثباتها ..
    نعم ذكر الشيخ بعض ذلك منها اقتباس من كلام للسيد الشهيد من كتاب بحث حول الولاية وسنأتي عليه .. ثم ذكر رؤية السيد الشهيد التحليلية حول دور الأئمة في كتابه "أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف" إضافة الى تناوله تفسير السيد الشهيد لآية قرآنية واحدة طابق تفسيره تفسير سيد قطب رحمه الله وبالتالي تكون أصابع الكاتب موجهة بشكل واضح لا يقبل النقاش الى السيد الشهيد بالدرجة الأولى ليعطي للقارئ فكرة أن الصدر هو رائد هذا الاتجاه المسمى بالتشيع الالتقاطي بالرغم من أنه حاول أن يشخص ويجيب على السؤال المقدر : من هم أصحاب هذا الاتجاه ؟ قائلا : ( وأصحاب هذا الإتجاه ليسوا فرقة متميزة عن الشيعة ، بل هم أفرادٌ أو كتلة في أوساطهم ، ويظهر اتجاههم من أقوالهم وبعض كتاباتهم ) .. لكنه لم يعطينا أقوالهم ولا بعض كتاباتهم الا ما ذكرته من الأمثلة أعلاه وبالتالي فالسيد الشهيد الصدر أول صدر تتوجه إليه السهام بعد أكثر من عقدين من الزمن مضت على سهام البعثيين التي اغتالت جسده الطاهر ولم تستطع اغتيال فكره النير! .
    ثم يشرع بشرح أبرز معالم الاتجاه الالتقاطي فــ : ( الأول ، أن أصحابه ينكرون عدداً من فضائل الأئمة ومقاماتهم عليهم السلام ، مثل أن الله خلق نورهم قبل خلق العالم ، وأنهم وسائط عطاء الله تعالى وفيضه ، وأن لهم ولاية تكوينية على العالم.. الخ. ويحرصون على تقديم شخصياتهم عليهم السلام بعيدةً عن عناصر الغيب التي فيها ، كأنهم مجرد أئمة مذهبٍ من المذاهب! بينما هم عليهم السلام أئمةٌ ربانيون معينون من الله تعالى ، وعلمهم منه سبحانه ، فهم ورثة الكتاب والعلم الإلهي ، وعندهم مواريث الأنبياء عليهم السلام ، وهم ملهمون من الله تعالى ، فلا يقاس بهم أحد ، ولا تقاس شخصياتهم بغيرهم ، ولا مذهبهم ببقية مذاهب الدول التي اضطهدتهم وأقامت مقابلهم علماء أسسوا لها هذه المذاهب ، وجمعوا أصولها وفروعها خليطاً من مصادر الإسلام ، ومقولات أهل الكتاب ، وظنون مؤسسيها !) انتهى
    الشيخ مطالب أولا بإثبات هذه الدعوى وقد قال بنفسه إن اتجاههم يظهر من أقوالهم وكتاباتهم ! فأين الدليل ؟ أما التخرصات والظنون والهواجس النفسية والتفسيرات القائمة على المواقف الشخصية فهو أمر يناسب مقام بعض منتديات الانترنت ! أين ومتى أنكر السيد الشهيد فضائل أهل البيت ؟ من هو الذي أنكر أن الائمة وسائط عطاء الله وفيضه وأين ؟! الخ .. ولو أخذنا مفردة واحدة مما أثاره الكاتب في هذا المّعْلم الأول لوجدنا انهم ( ينكرون أن لأهل البيت ولاية تكوينية على العالم .. ) ولا أدري كيف زج الشيخ هذه النقطة المختلف فيها بين علماء الشيعة قديما وحديثا ليضعها مفردة من معالم الاتجاه الشيعي الإلتقاطي ؟! وهو يعلم قبل غيره أن الولاية التكوينية مفادها ونتيجتها أن الأئمة يتحكمون بالكون والعالم بما شاءوا وكيفما شاءوا وبالتالي فهو القول بالتفويض شئنا أم أبينا كما يرى ذلك علماء لهم باع في الحوزة العلمية ولا زالوا وهم من القائلين بالولاية التشريعية لا التكوينية للأئمة عليهم السلام .. لو فرضنا أن الشيخ يُقلد - ولا تقليد في هذا - من يقول بالولاية التكوينية كيف يجيز لنفسه أن يكون قيما ووليا (تكوينياً) على التشيع ليسمي من لا يقول بها اتجاهاً التقاطياً في التشيع ؟! ثم أليس من حقنا أن نلزم الكاتب بما ألزم به نفسه وقرر أن هذا الاتجاه متأثر بالأفكار السنية والغربية , نلزمه ونقول له هات برهانك وأرنا أفكار السنة والغربيين وما فيها حول القول بالولاية التشريعية التي تعتبرها انحرافاً عن التشيع الصحيح ؟! أما بالنسبة للأفكار الغربية فهذا ما يُضحك الثكلى وأما الأفكار السنية فهم لا يؤمنون بالولاية لأهل البيت أصلاً فضلاً من التكوينية أو التشريعية !!
    أما المَعْلم البارز الثاني : ( يدعو أصحاب هذا الإتجاه الشيعة الى تركيز اهتمامهم على الولاية دون البراءة ، وأن يكتفوا بذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام دون ذكر مظالمهم والبراءة من أعدائهم وظالميهم ، حتى لا يثيروا بذلك حساسية أتباع المذاهب السنية ، وغيرتهم على أئمتهم وحكامهم الذين ظلموا أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ! وقد يفرط بعضهم في التنازل عن ظلامة أهل البيت عليهم السلام فيعتبر أنها مسألة تاريخية لا يصح أن نهتم بها كثيراً ، لأن الإهتمام بالقضايا العامة أولى منها !) انتهى

    أولاً : هي دعوى كسابقتها تحتاج الى دليل حسي وليس حدسي كما نقرأ ! وثانياً اعتراف بالتركيز على الولاية باعتراف الكاتب وبذكر فضائل أهل البيت بينما في المَعْلم الأول يدعي أنهم ينكرون عدداً من الفضائل , بالوقت الذي لم يقيد في النقطة الثانية بأنهم يذكرون (عدد من ) فضائل أهل البيت بل يطلق ! ولا ندري بأيهما نأخذ بما جاء بالمَعْلم الأول أم بالمَعْلم الثاني من المعالم البارزة ؟! ثم يحاول أن يعزف على وتر تهييج مشاعر العامة من الناس من خلال التبرير المختلق (لا يثيروا بذلك حساسية أتباع المذاهب السنية) .. بالرغم من أن هذا التبرير يُراد منه الاثارة بطريقة صحفية في أزمات سياسية انتخابية الا أنه لا يُثبت أنهم ينكرون البراءة من أعداء أهل البيت وظالميهم بل تماماً بعكس ما يريد الشيخ أن يثبته , فهم - اصحاب الاتجاه الالتقاطي المزعوم - يركزون على الولاية لكنهم لا يعلنون البراءة .. وهذا يعني أنهم يبرؤون من أعداء أهل البيت غاية الأمر أنهم لا يعلنون , هذا ما يقوله الكاتب . والمشكلة هنا هل المقصود من ( دون ذكر البراءة من أعدائهم ) هو الذكر على المنابر وفي الصحف والمؤلفات أم المقصود ذكر الشخص بينه وبين ربه لتلك البراءة وإنها عقيدة يؤمن بها الانسان ويعمل على اساسها ؟ وهل البراءة من اعداء أهل البيت تتحقق بالذكر فقط ولقلقة اللسان كي يصبح الشيعي شيعيا وليس التقاطي ؟! أم أن المقصود من البراءة التي أرادها أهل البيت منا لأعدائهم تتحقق بالايمان الذي يتبعه الفعل والعمل ؟! لا أزيد على أن أقول للكاتب أن عقيدة البراءة التي تكتفي أنت منها بالذكر طبقها من تتهمهم بالالتقاط بالعمل قبل الصراخ ! بذلوا الغالي والنفيس في سبيلها وجادوا بأنفسهم مقارعين أعداء أهل البيت من سلاطين الجور و ( الجود بالنفس أقصى غاية الجود ) والائمة أمروا أتباعهم أن يكونوا لهم دعاة صامتين بغير ألسنتهم .. فلا يمكن وصف ما جاء في هذه النقطة الا مزايدة على السير على نهج أهل البيت عليهم السلام الذي لم يمت منهم واحداً حتف أنفه !
    أما الافراط بالتنازل كما يصفه الكاتب في آخر سطرين من الفقرة الثانية والمسائل التاريخية . هي فعلا مسائل تاريخية ولا يستطيع الكاتب ولا ألف ممن وجد فيهم ضالته أن يثبتوا غير ذلك . فهي تاريخ وعلينا أن نستفيد من التاريخ لصالح الاسلام وخط أهل البيت .. نأخذ منه العبر لحياتنا المعاصرة وقضايانا العامة والهامة ونستوعبه لهذا الغرض لا أن نستغرق فيه من أجل أن نعيش ونعشعش في شرنقة الظلامات ونتباكى ليل نهار دون أن نعمل مثقال ذرة !! فوق هذا وذاك فالكاتب نفسه وقد أفرط كثيراً في مسألة عدم التركيز على ظلامات أهل البيت واتهم من يثيرها على المنابر عملاء الاستعمار كما جاء في كتابه - طريقة حزب الله في العمل – فلاحظ قول الشيخ الكوراني هناك : (العائق الثالث عن تحقيق الوحدة الفروق المذهبية وقد تقدم ما يتعلق بهذا الموضوع في الاساس السادس وغيره , ونذكر هنا نقطتين مناسبتين :
    الاولى : أن الاختلافات المذهبية التي تطرح في عصرنا بين الشيعة والسنة أو بين الزيديين والشوافع أو بين مذهب اسلامي ومذهب , يشتغل فيها بعض المسلمين من أتباع المذاهب . حقيقتها في الغالب انها خلافات سياسية وليست عقيدية حول الامامة والخلافة والفقه .. بدليل بسيط هو أن هؤلاء المشتغلين بها المتحمسين لها حالتهم ليست واحدة في الحماس , فنراهم يتحركون في فترات تطول أو تقصر وعند ما نلاحظ فترات تحركهم وحماسهم وخطبهم وطتبهم وكراريسهم , وفترات سكوتهم وسكونهم , أو تحول بعضهم الى دعاة للوحدة الاسلامية والتقريب بين المذاهب .. نجدها منسجمة مع الوضع السياسي الاستعماري وما يريده العدو الكافر من توتير العلاقات أو تهدئتها بين بعض الدول التي يسكنها الشيعة والسنة , أو داخل الدولة الواحدة .. إن هذه الموسمية في الحماس للتشيع وأئمة أهل البيت عليهم السلام وفقههم أو الحماس للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وأئمة المذاهب الاربعة رضي الله عنهم , توجب أن نتساءل عن مناسبتها وهبوبها وسكونها , ومن يستفيد منها , ومن يدفع اليها .. ولا يعني ذلك إن كل المشتغلين بها مرتبطون باعدائنا الكفار وأتباعهم المنافقين , ففيهم أناس صادقون في حماسهم للصحابة وفقه المذاهب السنية وعدائهم للشيعة ومذهبهم , وأناس صادقون في حماسهم لأهل البيت ومذهبهم وشيعتهم وعدائهم للسنة ومذاهبهم .. ولكنهم مدفوعون من حيث لا يشعرون .. نعم هؤلاء الطيبون غير معذورين في أمر واحد هو أنهم يدركون أن بلادنا يحكمها فقه ريغان وميتران وتاتشر وكرباتشوف وبيريز , وفقه جماعتهم المنافقين , وليس فقه السنة أو فقه الشيعة , وأن هذه الاثارات المذهبية والنيل من الشخصيات المقدسة عند هذا المذهب أو ذاك تخدم استخدام سيطرة الاعداء وفقههم , ولا تقربنا شبرا من حكم فقه الامام جعفر الصادق أو فقه المذاهب الأربعة , أو حكم جماعة علي أو جماعة أبي بكر وعمر .
    هذا المعمم الضرير البسيط الذي يُنقل أنه كان يقرأ التعزية على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ع في مسجد بطهران قرب السفارة العثمانية أيام الدولة العثمانية والصفوية , وكان ينال من الخليفة أبي بكر (رض) باعتباره ظلم الزهراء وصادر منها منطقة فدك التي نحلها اياها النبي (ص) وينال من الخليفة عمر (رض) باعتباره دخل دار علي بدون اذن وهدد باحراقه عليهم ان لم يبايع علي (ع) .. هذا المعمم كان صادقا في اعتقاده بمظلومية الزهراء وغضبه على من ظلمها ولكنه كان بذلك يخدم اعداء الزهراء والنبي وأبي بكر وعمر , ويقبض أجرته منهم من حيث لا يشعر .. فعندما تنبه الى ذلك أحد المتدينيين الواعين وسأل الشيخ عن قراءة هذا الموضوع لأيام متتالية أخبره أن صاحب الدكان المجاور نذر قراءة تعزية على الزهراء عليها السلام وذم من ظلمها , وطلب منه أن يقرأ ذلك لمدة خمسة عشر يوما .. ولما
    تتبع هذا المتدين المسألة قال له صاحب الدكان انه ليس هو صاحب النذر وأن رجلا أعطاه ثلاثين روبية وكلفه أن يستأجر قارئا بما شاء ويأخذ الباقي وانه قد اعطى القاريء النصف واخذ هو النصف , ولما تابع الرجل بحثه وصل بعد عدة أشخاص الى صاحب النذر الاصلي الذي هو سفارة صاحب الجلالة ملك بريطانيا ووجد أن مبلغ النذر كان خمسمائة روبية , وأن هدفه أن يسمع موظفوا السفارة العثمانية المساس بالخلفاء عندما يصلون في ذلك المسجد فيخبرون بذلك دولتهم ويصبون النار على الخلاف المذهبي الذي أشعله الاوربيون بين الدولة العثمانية والصفوية حتى وصل الامر الى الحرب بينهما .. بشكل عام فان المشتغلين بالحماس المذهبي والاثارات المذهبية يقومون عن علم أو جهل بتنفيذ نذورات أعدائنا الكفار واتباعهم
    المنافقين ويقرؤون التعازي التي يتصورون تخذم قضية أهل البيت والخلفاء والمذاهب ولكنها في الواقع تخدم الكفر العالمي وتضر بالمسلمين جميعا . ) انتهى كلام الشيخ

    ولقد أعجبني جداً وخاصة في العبارة التالية : (.. إن هذه الموسمية في الحماس للتشيع وأئمة أهل البيت عليهم السلام وفقههم أو الحماس للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وأئمة المذاهب الاربعة رضي الله عنهم , توجب أن نتساءل عن مناسبتها وهبوبها وسكونها , ومن يستفيد منها , ومن يدفع اليها ) !!! وبهذه العبارة وغيرها الكثير تحت هذا العنوان في كتابه "طريقة حزب الله في العمل" يكون الشيخ الكوراني قد فاق الشهيد الصدر وأصحاب الاتجاه الالتقاطي جميعا بعمق انتمائه الى هذا الاتجاه !

    فهل هذا يعني أن الشيخ الكوراني من منظري التشيع الالتقاطي أم أنه كتب "طريقة حزب الله في العمل" قبل مرحلة الوعي ! علماً أن تأليف الكتاب كان بعد استشهاد السيد الصدر بقرابة العقد من الزمان ! أم تغيرت رؤاه , وله الحق الكامل في هذه ولكن ليس له الحق في طعن واتهام من يخالفه أفكاره .

    أما المَعْلم الآخر - البارز - الذي يذكره الكاتب للدلالة على الاتجاه الشيعي الالتقاطي فهو : ( الثالث: يشارك أصحاب هذا الإتجاه السنيين في نظرتهم الى تاريخ الإسلام على العموم ، ويرون أن الدعوة الى إقامة النظام الإسلامي في عصرنا تعني الدعوة الى إعادة ما يسمى بأمجاد الحضارة الإسلامية ، وأمجاد نظام حكم الخلافة الإسلامية في صدر الإسلام ، وتطبيق ما يختاره الحاكم من فقه المذاهب الأربعة أو الخمسة . كما أن نظرتهم الى نظام الخلافة الذي أسست بطون قريش في السقيفة ، وما نتج عنه من صراعات الخلفاء على الحكم ، أقرب الى نظرة السنيين . وإذا ذكرت أمامهم الجرائم التي ارتكبها الخلفاء مع أهل البيت عليهم السلام ، فقد يقرون بهولها ، لكنهم يريدون الإغماض عنها وترك مناقشتها ! والأمر الأسوأ في آرائهم أنهم يريدون من الشيعة أن يقدموا أهل البيت عليهم السلام الى الأمة ويربُّوا أبناءهم على أنهم شخصيات قيادية ضمن المسار العام للأمة وكأن الأئمة عليهم السلام ارتضوا هذا المسار وعملوا في تقويته ! مع أنهم أدانوا كل المسار ، وحكموا بأنه انحراف عن الإسلام ، وتعاملوا معه من باب الضرورة ، لحفظ كيان الأمة ، وما يمكن حفظه من الإسلام ، وتثبيت خطه الصحيح ! ) انتهى
    كالعادة من المقدمة كلها ( السنة .. والسنيين .. والسقيفة .. وما ارتكبه الخلفاء في حق أهل البيت الخ ) يعزف الشيخ الكاتب على هذا الوتر المحبوب ذي النغمة الموسيقية التي تطرب لها الآذان الطائفية ! ! ولكي نثبت أن المقصود بهذه التهمة هو السيد الشهيد الصدر قبل غيره أنقل كلام الكاتب في الصفحة 33 من المقدمة اذ يقول : ( سألت استاذنا الصدر قدس سره عن الشخصيات التي أثرت في تكوين وعيه في نشأته وشبابه - وكنت أكثر تلامذته أسئلة له عن القضايا الفكرية بما فيها مكونات شخصيته - فتحدث عن اعجابه بالخطيب كاظم آل نوح رحمه الله وأن مجالسه في صحن الحرم الكاظمي قد أثرت في نشأته المبكرة كثيراً , وأن صداها ما يزال يرن في أذنه الى الآن , حيث كان الخطيب يتحدث عن أمجاد تاريخ الاسلام في دولته وحضارته , وكيف شملت أكثر العالم وحققت اعظم الانجازات وأننا في الحضارة والمدنية أأصل من غيرنا وأقدم - ثم يسترسل الكاتب في نفس الصفحة كنتيجة لسؤاله ذاك ليقرر - لكن هذا الفكر ان صح جواباً في مواجهة الثقافة الغربية والشيوعية , فلا يصح أن يؤثر علينا فنعطي الشرعية لمسار هذا التاريخ وانظمته , وننتقص من مقام أهل البيت الطاهرين عليهم السلام بصفتهم أصحاب المشروع البديل لكل التاريخ الاسلامي , وان لم يُطبق مشروعهم بعدُ . ) .. انتهى
    وبهذا يكون المقصود عند الكاتب ممن ينتقص من مقام أهل البيت هو السيد الشهيد الصدر وبصورة مباشرة لا لف فيها ولا دوران ! ولا إشكال من أن يتهم كاتب المقدمة أي شخص كان بهذه التهمة لكن الاشكال أن يكون الدليل ما تدعي ثم تكون أنت خصماً وحكما ! فلاحظ :
    المدعي : الشيخ الكوراني
    المتهم : الشهيد الصدر
    الدعوى : أن السيد ينتقص من مقام أهل البيت وبالتالي فهو التقاطي المذهب !
    الدليل : أن المدعي نفسه (الشيخ الكوراني) سأل المتهم ( الشهيد الصدر ) يوما حول من أثر في شخصيته ؟ فأجاب بأنه الشيخ كاظم آل روح وكان الخطيب يتحدث عن الحضارة والمدنية وأمجادهما الاسلامية !
    الحاكم : المدعي نفسه ( الشيخ الكوراني )
    الحُكم : الصدر التقاطي المذهب وينتقص من مقام أهل البيت !!
    نوع الحكم : غيابي !!

    الحقيقة أن المرء يقف خجلاً من أن يُناقش مثل هكذا أدلة تُساق في مقام مناقشة علمية لأخطر تهمة توجه للانسان في عقائده ! ولا أدري كيف سمح الكاتب لنفسه أن يكون هو الخصم والشاهد الوحيد والحاكم في هذه القضية التي يكون فيها الآخر الوحيد هو المتهم الشهيد الصدر قبل أكثر من عقدين !! وفوق هذا وذاك نجد أن مؤلفات المتهم وهو السيد الصدر وآثاره تدل على عكس ما ادعاه الكاتب وأولها ( فدك في التاريخ ) وثانيها ( بحث حول الولاية ) وأذكر على سبيل المثال لا الحصر كلام السيد الصدر رداُ على اتهامه بأنه يعطي الشرعية لمسار هذا التاريخ وانظمته وينتقص من مقام أهل البيت . يقول السيد الصدر في كتاب أهل البيت " تنوع ادوار ووحدة هدف صفحة 131 " تحت عنوان : دور الأئمة تجاه هذا التسلسل : ( فيتلخص بأمرين الأول : الذي كان الأئمة (ع) يعيشونه في حياتهم , هو محاولة القضاء على الانحراف الموجود في تجربة المجتمع الاسلامي , وارجاعها الى وضعها الطبيعي وذلك باعداد طويل المدى , وتهيئة الظروف الموضوعية التي تتناسب وتتفق مع ذلك . فمتى ما كانت الظروف الموضوعية مهيئة لذلك , كان الأئمة (ع) على استعداد لأن يمارسوا ارجاع التجربة الى الوضع الطبيعي , كما مارس أمير المؤمنين (ع) وقال : بأن الله سبحانه وتعالى أخذ عهدا على الانسان أن لا يقر على الظلم مع وجود الناصر , وفي كلمة الناصر استبطن كل الحدود والظروف الموضوعية التي سوف تذكر في ما بعد والتي ذكرناها سابقا , التي تجعل في قدرة الانسان , الامام المعصوم , ان يحاول اعادة التجربة الاسلامية الى وضعها الطبيعي ووضعها الصحيح الكامل .) وفي صفحة 132 يقول السيد الصدر : ( ولقد وقع الانحراف بعد وفاة الرسول (ص) هذه البداية في تسلسل هذه الفكرة وكان هذا الانحراف الذي وقع بعد وفاة النبي (ص) انحرافا سياسيا خطيرا جدا , بالرغم من أن هذا الانحراف لم يمس بحسب الظاهر الا ميدانا واحدا من الميادين التي كان يعتمد عليها الاسلام , في بداية الأمر لعل كثيرا من الناس بدا لهم أن هذا الانحراف لا يعني أكثر من أن شخصا كان مرشحا من قبل النبي (ًص) أو من قبل الله سبحانه وتعالى وهذا الشخص قد أقصي أو غُصب حقه وأعطي لشخص آخر بدلاً عنه , قد يكون هذا الشخص الآخر قادراً على أن يقوم مقامه في هذه المهمة . الا أن هذا الانحراف لم يكن انحرافاً شخصيا أو سهلا أو بسيطا بهذا المقدار .......) ثم يقول السيد الصدر صفحة 134 ... ( هذا الانحراف كان يُشكل بداية خطر على التجربة الاسلامية كلها , على عملية التربية الاسلامية كلها , ولم يكن مجرد استبدال شخص بشخص آخر , كان ظلما للتجربة الاسلامية كلها , وبالتالي للبشرية كلها .) .
    هذا مجرد مثال واحد سقته للدلالة على مدى تهافت الادعاءات والتهم التي جاء بها كاتب مقدمة الحق المبين الشيخ الكوراني والتي وجهها للسيد الصدر وتياره العام , فتبين عدم صحتها بخط السيد الصدر ولا أجدني بحاجة الى تعليق على عبارات السيد الصدر وشرحها فهي واضحة كل الوضوح لترد بنفسها على من أراد لها أن تكون منتقصة لمقام أهل البيت عليهم السلام أو أنها تعطي الشرعية لمسار التاريخ الاسلامي وانظمته كما يدعي الكاتب بحق السيد الصدر رضوان الله تعالى عليه الذي يثبت أن الانحراف الذي وقع بعد وفاة الرسول هو ظلم للبشرية كلها وليس ظلماً لأهل البيت فقط .! على أنني سأضع علامات استفهام حول ما جاء في كلام الكاتب التالي : ( سألت استاذنا الصدر قدس سره عن الشخصيات التي أثرت في تكوين وعيه في نشأته وشبابه - وكنت أكثر تلامذته اسئلة له عن القضايا الفكرية بما فيها مكونات شخصيته - فتحدث عن اعجابه بالخطيب كاظم آل نوح رحمه الله وأن مجالسه في صحن الحرم الكاظمي قد أثرت في نشأته المبكرة كثيراً , وأن صداها ما يزال يرن في أذنه الى الآن , حيث كان الخطيب يتحدث عن أمجاد تاريخ الاسلام في دولته وحضارته , وكيف شملت أكثر العالم وحققت اعظم الانجازات وأننا في الحضارة والمدنية آصل من غيرنا وأقدم - ثم يسترسل الكاتب في نفس الصفحة كنتيجة لسؤاله ذاك ليقرر - لكن هذا الفكر ان صح جواباً في مواجهة الثقافة الغربية والشيوعية , فلا يصح أن يؤثر علينا فنعطي الشرعية لمسار هذا التاريخ وانظمته , وننتقص من مقام أهل البيت الطاهرين عليهم السلام بصفتهم أصحاب المشروع البديل لكل التاريخ الاسلامي , وان لم يُطبق مشروعهم بعدُ . ) ..
    فالكاتب يقول ( لم يُطبق مشروعهم بعد ) وهل يعني الكاتب أن سني حكم الامام علي عليه السلام لم تُعتبر من مشروع أهل البيت عليهم السلام , بمعنى أن حكومة الامام علي لم تكن من مشروع أهل البيت عليهم السلام وهذا ما تعنيه عبارة الكاتب دون أي تأويل ( بصفتهم أصحاب المشروع البديل لكل التاريخ الاسلامي , وان لم يُطبق مشروعهم بعد ) . يبدو أن الكاتب يعتبر أن مشروع أهل البيت لم يتم تطبيقه فعلاً في زمن الامام علي عليه السلام وأنه يقصد من مشروعهم هو حكومة الأمام المنتظر عج , وما يهمه من حكومة الأمام المنتظر ما يؤمن به من أنه سيأتي بالخليفتين ويأمر بأخذ القصاص منهما وينتقم لظلامات أهل البيت !! وعلينا أن نؤمن بما يؤمن به الكاتب وحده كي لا نخرج من التشيع !! .
    ومسألة أخرى أسلط شيئا من الضوء عليها وقد أثارها الكاتب في هذه الفقرة التي يستشهد بها على صحة دعواه بالتقاطية هذا الاتجاه الشيعي - على حد تعبيره - وهي قوله : ( والأمر الأسوأ في آرائهم أنهم يريدون من الشيعة أن يقدموا أهل البيت عليهم السلام الى الأمة ويربُّوا أبناءهم على أنهم شخصيات قيادية ضمن المسار العام للأمة وكأن الأئمة عليهم السلام ارتضوا هذا المسار وعملوا في تقويته ! مع أنهم أدانوا كل المسار ، وحكموا بأنه انحراف عن الإسلام ، وتعاملوا معه من باب الضرورة ، لحفظ كيان الأمة ، وما يمكن حفظه من الإسلام ، وتثبيت خطه الصحيح ! ) انتهى.
    دعوى أخرى من دعاوى الكاتب بأن الصدر وأتباعه الفكريين يريدون أن يقدموا أهل البيت للأمة على أنهم شخصيات قيادية ضمن المسار العام للأمة .. أما مسألة أن الأئمة شخصيات قيادية فلا ريب في ذلك ولا نقاش في هذا , وأما ضمن المسار العام للأمة فهو ادعاء لا يملك الكاتب عليه دليلاً ليثبت زعمه , بل بالعكس تماماً سنضع بين يديه الدليل على عكس مدعاه وهو قول السيد الصدر في ص 143 من كتاب "أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف" اذ يقول رضوان الله تعالى عليه : ( وهنا نجد تصوراً شائعا لدى كثيرين من الناس , الذين احتاجوا أن يقيموا الأئمة بوصفهم أناسا مظلومين فقد اُقصوا عن مركز القيادة , وذاقوا بسبب ذلك ألوان الاضطهاد والحرمان , فهؤلاء الناس يعتقدون أن دور الائمة في حياتهم كان دورا سلبيا على الاغلب نتيجة لاقصائهم عن مجال الحكم , فحالهم حال من يملك داراً فيُغصب منه وينحصر أمله في امكان استرجاعها وهذا التفكير بالرغم من أنه خاطئ فانه يعتبر خطأ من الناحية العملية وانه يحبب الى الانسان السلبية والانكماش والابتعاد عن مشاكل الامة ومجالات قيادتها , ولهذا أعتقد ضرورة أن نثبت خطأ هذا التفكير وندرس حياة الائمة على أساس نظرة كلية لتتبين إيجابيتهم الرسالية على طول الخط ودورهم المشترك الفعال في حفظ الرسالة وحمايتها . )
    ومن نص السيد الشهيد هذا يتضح جلياً زيف دعوى أن السيد الصدر وتياره يريدون أن يقدموا الأئمة على أنهم شخصيات قيادية "فقط" في المسار العام للأمة , وهذا النص يرفض رفضاً قاطعا هذه الرؤية بل يثبت خطأ هذا التفكير الذي يؤدي الى وضع الأئمة في زاوية الباحث عن القيادة وحسب ! بل يُثبت السيد الشهيد دور الأئمة الرئيسي في حفظ الرسالة وحمايتها .

    وفي النقطة الرابعة والاخيرة من المعالم البارزة لما أسماه الكاتب بالاتجاه الالتقاطي في فهم أهل البيت يقول ( الرابع: يتبنى أصحاب هذا الإتجاه مفهوماً خاطئاً للوحدة الإسلامية ، فيتصورون أنها تعني الوحدة الفكرية بين المسلمين على القواسم المشتركة بين المذاهب في العقيدة والفقه ، وأنه يجب إهمال ماعدا المشتركات! مع أن الوحدة بهذا المعنى هدف خيالي لا يمكن تحقيقه إلا بالتنازل عن مجموعة من عقائد المذاهب وأحكامها ! والوحدة الإسلامية الصحيحة هي وحدة المسلمين السياسية في مواجهة أعدائهم ، ووحدتهم بتعاونهم لتحقيق النهوض بشعوبهم ، وهذا لا يتنافى مع المحافظة على حرية المذهب ، وحرية البحث العلمي المذهبي مع حفظ الأدب الاسلامي ، ولا مع العمل لبيان ظلامة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله . ) انتهى
    لا يختلف اثنان على أن هذه الدعوى التي يسوقها الكاتب ما هي الا فرية من المفتريات الكثيرة التي يشنها أعداء الوعي لتأجيج عواطف الغوغاء من الناس ! , ومن يدعي غير ذلك فعليه أن يطالب الكاتب بالدليل على مدعاه ! .. صحيح أن الصدر والتيار الفكري الواعي الذي أحدثه يتبنى الوحدة الاسلامية والتقارب والتعايش بين المسلمين ضمن المفهوم الصحيح للوحدة الاسلامية وهو الاتفاق والاتحاد فيما هو متفق عليه بين المذاهب وكل له خصوصياته في الامور المختلف عليها ! أما الكاتب فيختلق القضايا من عندياته بشكل يثير الاشمئزاز عند القارئ الحصيف ! من مثل عبارته ( وانه يجب اهمال ما عدا المشتركات ) ! ان كان المقصود من الاهمال هو الاهمال من دائرة الوحدة فهذا لا اختلاف فيه الا ان الكاتب ولا ريب يقصد من الاهمال هو الترك من الطرفين ودون العودة اليه ليأتي ويضع ظلامات أهل البيت ومسألة الخلافة والعصمة وما الى ذلك ليوحي للقراء بأن هذا التيار يريد الوحدة مع مذاهب المسلمين الاخرى على حساب أهل البيت وعلى طريقة اسلام بلا مذاهب !! بدليل الاسطر الأخيرة في هذه النقطة . وبالتالي وتأسيساً على كلام الكاتب فإن السيد البروجردي والشيخ كاشف الغطاء وجمال الدين الافغاني وهبة الدين الشهرستاني وغيرهم الكثير ممن يوضعون في دائرة الاتجاه الالتقاطي في فهم أهل البيت لأن هؤلاء وغيرهم ممن تبنى الوحدة الاسلامية مع المذاهب الاخرى ولعل كلمة الشيخ كاشف الغطاء حفظتها الاجيال الواعية جيلا بعد جيل : ( قام الاسلام بكلمة التوحيد ووحدة الكلمة ) . قد تكون نداءات السيد الشهيد الصدر للشعب العراقي هي التي جعلت من كاتب المقدمة أن يتصور ما يتصوره من أوهام في هذه القضية بالذات , نداءات السيد الصدر من مثل ( أنت يا أخي الشيعي وأنت يا أخي السني .... ) أو ( يا أبناء علي ويا أبناء عمر ... ) أو كتابة (رض) بعد ذكر الخليفة الاول والثاني في كتابه فدك في التاريخ ! . ربما هذا ما أباح للكاتب أن يعتبر ذلك تبنياً لمفهوم الوحدة الاسلامية على حساب أهل البيت عليهم السلام , وفي هذا من التجني الكثير من قبل الكاتب وتغافل وتناسي لمفهوم المصلحة العليا التي اختطها الامام علي عليه السلام في تعاطيه مع احداث الفترة الاولى من الخلافة بعد وفاة الرسول وقولته ( لاُسالمن ما سلمت أمور المسلمين .... ولم يكن فيها جور الا علي خاصة ) .
    الوحدة أصل مهم بل الاصل في الاسلام هو الوحدة بين المسلمين انسجاما وقوله تعالى ( ان هذه أمتكم أمة واحدة وأناْ ربكم فاعبدون ) الانبياء91 . فمن يعمل على تفرقة هذه الامة لا شك ولا ريب أنه يعمل على خلاف النص القرآني وعلى خلاف الامر الالهي الوارد في ذيل الآية : ( وأنا ربكم فاعبدونِ ) , فالربط في الآية واضح بين التوحيد ووحدانية الله تعالى وبين وحدة هذه الأمة وأن العمل على وحدة هذه الأمة انما هو عبادة وطاعة وتنفيذ لأمر الله تعالى . ومن الملفت في أهمية الوحدة في القرآن تجد أن الآية التالية لآية الوحدة الآنفة الذكر تقول : ( وتقطعوا أمرهم بينهم كلٌ الينا راجعون ) في اشارة صريحة الى عدم الأخذ بالأمر الالهي في وحدة الأمة بل العمل على خلافه والانغماس في تقطيع أوصال الجسد الواحد . ويتكرر المشهد ثانية في سورة المؤمنون 91-92 في بيان ولا أروع منه لتكريس الأهمية القصوى لمفهوم الوحدة بين أبناء الأمة الاسلامية , قال تعالى : ( إنَ هذه أمتكم أمة واحدة وأناْ ربكم فاتقون * فتقطَعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزبٍ بما لديهم فرحون ). الخطاب الالهي صريح في الأمر بالوحدة وذم الطائفية والفرقة وتقطيع أوصال الأمة الواحدة الى مذاهب وأحزاب وجماعات الأمر الذي يؤدي بل أدى الى وقوع أمة القرآن فريسة سهلة بين أنياب أعداء الاسلام والقرآن الذين لا يميزون كثيرا بين الشيعة والسنة أو بين الزيدية والحنابلة ! . ولا أدري هل السباب والشتائم لأبي بكر وعمر بن الخطاب وحفصة وعائشة هو المنهج الرباني لأهل البيت الذي يطالب الكاتب به - مثلاً - لاثبات ما اذا كان الشيعي شيعيا أم التقاطياً ؟! .
    ينهي الكاتب المعالم البارزة لهذا الاتجاه بالقول : ( لهذه الأسباب وغيرها ، صحت تسميتهم أصحاب الإتجاه الإلتقاطي التركيبي. ) .. يقر الكاتب اذاً بصحة هذا التسمية على أصحاب هذا التوجه الواعي في فهم أهل البيت من مثل فهم اللشهيد الصدر وغيره .
    ويمكننا أن نسأل الكاتب هل يقبل أن نسميه مثلاً أنه على رأس اتجاه خرافي مغالٍ لفهم أهل البيت ؟! ونسوق له بعض المعالم البارزة لهذا الاتجاه الخرافي من مثل :
    الاول : يؤمن أصحاب هذا الاتجاه بأفضلية علي عليه السلام وأهل البيت على الانبياء والرسل !
    الثاني : يؤمن اصحاب هذا الاتجاه بطهارة دم وفضلات الائمة , وان الائمة ليس من جنس البشر ولا من جنس الملائكة (كما هو رأي الكاتب في المقدمة) انما هم بين هذا وذاك !! بمعنى أنهم يلتقطون شيئاً من الملائكة وشيئاً من البشر ! خلافاً لقوله تعالى : ( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول أني ملك . هود30). وخلافا لجملة من الآيات المؤكدة على هذه الحقيقة الهامة .
    الثالث : يُركز أصحاب هذا الاتجاه على كرامات أهل البيت واظهار ظلاماتهم ويعتمدون على مصادر موضوعة ومدسوسة في هذا المجال من مثل حديث رد الشمس ويصورونها للعامة أنها من عقائد اهل البيت !
    الرابع : يركز اصحاب هذا الاتجاه الخرافي المغالي على الشعائر المتخلفة والمستوردة على أهل البيت من مثل التطبير والضرب بالسلاسل وشج القفا بالسكاكين وعمل التشابيه من أمثال " شبيه القاسم " التي يندى لها الجبين ويصرفون الملايين من حقوق فقراء الشيعة على هذه المسائل وأمثالها ! ولهذه الاسباب وغيرها صحت تسميتهم بالاتجاه الخُرافي المغالي .. أيقبل كاتب المقدمة على هذه الطريقة من سوق التسميات والأدلة عليها ؟!!

    وبعد أن ينتهي كاتب المقدمة من ذكر المعالم البارزة للاتجاه الالتقاطي كما قرأنا , يشرع بالتحدث عن الذات والأنا وتجربته في فهم أهل أهل البيت وهذا لا يُغني ولا يُسمن من جوع اذ الكاتب يقول أنه قد رأى صاحب كتاب الغدير وهو يصلي في صحن أمير المؤمنين وغير ذلك مما ينفرد به خاصة !! حتى يصل الى دلالة أخرى على منهج السيد الشهيد الصدر وأنه التقاطي من خلال تفسيره للآية : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ.(سورة الأنبياء:30) حيث يزعم الكاتب أن السيد الصدر أخذ هذا التفسير من سيد قطب ثم يقول أن سيد قطب أخذ تفسيره من التفسير الأموي !! كي يوقع القارئ في مسألة رياضية منطقية كالتالي :
    السيد الصدر أخذ تفسير الآية من سيد قطب
    تفسير سيد قطب تفسير أموي
    النتيجة : تفسير السيد الصدر للآية تفسير أموي !!
    وهذا استدلال منطقي من الشكل الثاني ! .
    على كل حال وبهذه السهولة يسوق الكاتب التهم للسيد الشهيد الصدر ! وكان للكاتب أن يُثبت هذه الدعوى وعليه أن ينقل لنا الاجماع عند الشيعة في تفسير الآية كما ذكره هو ! حتى يكون السيد الصدر قد خالف الاجماع ! والكاتب يعرف قبل غيره أن دون اثبات ذلك "خرط القتاد" .. كيف يسمح الكاتب لنفسه أن يضع غيره ضمن الخط الأموي لمجرد تفسير صادف أن يوافق أحد المفسرين السنة !! طبعاً الذين لا يرتضيهم الشيخ الكوراني العاملي وهو لا يقبل أي سني على وجه الأرض لا لشيء الا لأن هذه المسألة مادة دسمة جداً لاثارة الفتن والعيش فيها وفي خضمها ! . ولا يحتاج المرء أن يبذل جهداً كبيراً لاثبات ما في دعوى كاتب المقدمة من حقد على السيد الصدر كي يظهره للقارئ وكأنه من أتباع الخط الأموي المتأثر بتفسيرهم لآي القرآن ! لا يحتاج أي جهد للوقوف على خطأ هذه الدعوى من خلال مراجعة التفاسير الشيعية ليرى عكس ما ادعاه الكاتب وفي تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي ما يكفي لدحض دعوى كاتب مقدمة الحق المبين .

    يقول العلامه الطبطبائي في تفيسره الآية المباركة : ( ضمير التثنية في - كانتا رتقا ففتقناهما - للسماوات و الأرض يعد السماوات طائفة والأرض طائفة فهما طائفتان اثنتان، ومجيء الخبر أعني رتقا مفردا لكونه مصدرا وإن كان بمعنى المفعول والمعنى كانت هاتان الطائفتان منضمتين متصلتين ففصلناهما. وهذه الآية والآيات الثلاث التالية لها برهان على توحيده تعالى في ربوبيته للعالم كله أوردها بمناسبة ما انجر الكلام إلى توحيده ونفي ما اتخذوها آلهة من دون الله وعدوا الملائكة وهم من الآلهة عندهم أولادا له، بانين في ذلك على أن الخلقة والإيجاد لله والربوبية والتدبير للآلهة. فأورد سبحانه في هذه الآيات أشياء من الخليقة خلقتها ممزوجة بتدبير أمرها فتبين بذلك أن التدبير لا ينفك عن الخلقة فمن الضروري أن يكون الذي خلقها هو الذي يدبر أمرها وذلك كالسماوات والأرض و كل ذي حياة والجبال والفجاج والليل والنهار والشمس والقمر في خلقها وأحوالها التي ذكرها سبحانه.
    فقوله: ( أ و لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ) المراد بالذين كفروا بمقتضى السياق هم الوثنيون حيث يفرقون بين الخلق والتدبير بنسبة الخلق إلى الله سبحانه والتدبير إلى الآلهة من دونه وقد بين خطأهم في هذه التفرقة بعطف نظرهم إلى ما لا يرتاب فيه من فتق السماوات والأرض بعد رتقهما فإن في ذلك خلقا غير منفك عن التدبير، فكيف يمكن قيام خلقهما بواحد وقيام تدبيرهما بآخرين. لا نزال نشاهد انفصال المركبات الأرضية والجوية بعضها من بعض وانفصال أنواع النباتات من الأرض والحيوان من الحيوان والإنسان من الإنسان وظهور المنفصل بالانفصال في صورة جديدة لها آثار وخواص جديدة بعد ما كان متصلا بأصله الذي انفصل منه غير متميز الوجود ولا ظاهر الأثر ولا بارز الحكم فقد كانت هذه الفعليات محفوظة الوجود في القوة مودعة الذوات في المادة رتقا من غير فتق حتى فتقت بعد الرتق وظهرت بفعلية ذواتها وآثارها. والسماوات والأرض بأجرامها حالها حال أفراد الأنواع التي ذكرناها وهذه الأجرام العلوية والأرض التي نحن عليها وإن لم يسمح لنا أعمارنا على قصرها أن نشاهد منها ما نشاهده في الكينونات الجزئية التي ذكرناها، فنرى بدء كينونتها أو انهدام وجودها لكن المادة هي المادة وأحكامها هي أحكامها والقوانين الجارية فيها لا تختلف ولا تتخلف. فتكرار انفصال جزئيات المركبات والمواليد من الأرض ونظير ذلك في الجو يدلنا على يوم كانت الجميع فيه رتقا منضمة غير منفصلة من الأرض وكذا يهدينا إلى مرحلة لم يكن فيها ميز بين السماء والأرض وكانت الجميع رتقا ففتقها الله تحت تدبير منظم متقن ظهر به كل منها على ما له من فعلية الذات وآثارها. فهذا ما يعطيه النظر الساذج في كينونة هذا العالم المشهود بأجزائها العلوية والسفلية كينونة ممزوجة بالتدبير مقارنة للنظام الجاري في الجميع وقد قربت الأبحاث العلمية الحديثة هذه النظرة حيث أوضحت أن الأجرام التي تحت الحس مؤلفة من عناصر معدودة مشتركة وكل منها بقاء محدود وعمر مؤجل وإن اختلفت بالطول والقصر ) ويقول رحمه الله : ( هذا لو أريد برتق السماوات والأرض عدم تميز بعضها من بعض وبالفتق تميز السماوات من الأرض ولو أريد برتقها عدم الانفصال بين أجزاء كل منهما في نفسه حتى ينزل من السماء شيء أو يخرج من الأرض شيء وبفتقها خلاف ذلك كان المعنى أن السماوات كانت رتقا لا تمطر ففتقناها بالإمطار والأرض كانت رتقا لا تنبت ففتقناها بالإنبات وتم البرهان وربما أيده قوله بعد: ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) لكنه يختص من بين جميع الحوادث بالإمطار والإنبات، بخلاف البرهان على التقريب الأول . وذكر بعض المفسرين وارتضاه آخرون أن المراد برتق السماوات والأرض عدم تميز بعضها من بعض حال عدمها السابق ، وبفتقها تميز بعضها من بعض في الوجود بعد العدم فيكون احتجاجا بحدوث السماوات والأرض على وجود محدثها وهو الله سبحانه.) انتهى كلام العلامة الطباطبائي . وللقاريء أن يحكم هل العلامة الطباطبائي كان متأثراً بالتفسير الأموي وتفسير الشهيد سيد قطب رحمه الله ؟ وأن فكره كان التقاطياً ؟! .
    وقبل أن يتحول الكاتب الى تحليل السيد الصدر حول دور الائمة عليهم السلام من خلال كتابه "أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف" قبل الخوض في ذلك يقول كاتب مقدمة الحق المبين : ( إن تفسير هذه الآية ما هو إلا نموذج بسيط ليس فيه معاناة تذكر ، لكن المعاناة كانت عندما تصطدم النصوص بتصورنا الذي غرسناه في أذهاننا عن الأئمة عليهم السلام ! فكم فكرت في مشروع فهمهم كما قدمه أستاذنا الشهيد الصدر قدس سره ، فلم أستطع تطبيقه على نصوص سيرتهم عليهم السلام ، ولا على أصول فعل الله تعالى العليم بعلمه المطلق ، الحكيم بحكمته المطلقة .) انتهى
    وهنا تُسكب العبرات ! فكم فكر الكاتب في مشروع أهل البيت كما قدمه السيد الصدر .. فكر وفكر وفكر ! فلم يستطع أن يطبقه على سيرتهم عليهم السلام , وهذه يمكننا أن نبلعها بأي حال من الاحوال ! لكن ما لم يمكن هضمه هو أن الشيخ الكوراني لم يستطع أن يطبق مشروع فهم الائمة كما قدمه السيد الصدر , لم يستطع تطبيق ذلك على أصول فعل الله تعالى بعلمه المطلق ! . يا للهول ! كاتب مقدمة الحق المبين يدعي ادعاءً جنونيا ! فهو لم يستطع تطبيق التحليل في فهم أهل البيت على أصول فعل الله ! يعجز القلم من التعبير أمام هكذا جرأة إن دلت على شيء انما تدل على استبداد فكري مطلق يطال حتى أصول فعل الله تعالى ! .

    يتبع__________________
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم


  • #2
    التجني على الشهيد الصدر :

    في النتيجة الرابعة التي رتبها الشيخ الكوراني من جراء فهم ما أسماه بالاتجاه الالتقاطي للتشيع وأهل البيت نجد هجوماً عنيفاً على السيد الشهيد بعد اقتباس نص من كتاب "بحث حول الولاية" ص 59 , والذي فهم منه صاحب المقدمة أن السيد الشهيد يعطي حق الامامة والقيمومة للأمة ولجيل الصحابة والمهاجرين , بل يذهب في فهمه الى أكثر من ذلك اذ يرى الشيخ أن مذهب السيد الشهيد هو مذهب حسن البنا وسيد قطب – رحمهما الله – وأن السيد الصدر يقول بشرعية السقيفة فبعد إيراد نص من كتاب الشهيد الصدر يقول صاحب المقدمة معلقاً : ( وهذا نفس مذهب حسن البنا وسيد قطب وهو يعني على الأقل إعطاء نوع من الشرعية للسقيفة ودولة أبي بكر وعمر ) ! .

    وقبل البدء في توضيح أكبر عملية تجني قام بها الكاتب على الشهيد الصدر لابد من الاشارة الى ما أعلنه بعد أن أحدثت مقدمته ضجة في مختلف الأوساط اذ قال : ( يعلم الله إني لم أكن أقصد من بحثي في مقدمة كتاب الحق المبين الاساءة الى استاذنا الشهيد الصدر قدس سره بل مناقشة بعض أفكاره كما عودنا على مناقشة آرائه وآراء كبار العلماء .. وما نسبه اليه من الانحراف والالتقاط اشتباه مني في التعبير لم أكن أقصده به ..الخ ) انتهى . وجميل هذا الاعتراف بالاساءة للسيد الشهيد واتهامه بالانحراف والالتقاط وهو أمر صريح وظاهر في المقدمة كما هو ظاهر نسبة عدم الوعي للسيد الشهيد وعدم العلم والشذوذ في الرأي والفكر والاسقاط في المنهج وما شابه . جميل كل هذا ولو اُلحقه باعتذار لكان أجمل , لكنه القفز على حبل آخر ومحاولة التبرير بأن ( ما وقع لم يُقصد ) وإنما هو اشتباه في التعبير لا يعدو كونه محاولة فاشلة أمام وثيقة التجني الصريحة هذه . فهل يصح – مثلاً – أن أقول : الصدر منحرف والتقاطي واسقاطي ومتسنن وغربي وأنه يعطي نوعا من الشرعية للسقيفة ..الخ . ثم أتبع ذلك – تحت الضغط – وأقول إني لم أقصد الصدر في هذا وما حصل اشتباه في التعبير ! متى وفي عُرف يُعقل مثل هذا الكلام .

    وأما عملية التجني الكبرى وكون السيد الشهيد يعطي نوعا من الشرعية للسقيفة لأنه يرى أن الامامة والقيمومة للأمة بعد وفاة الرسول والاستدلال عليه من خلال النص المنقول من كتاب "بحث حول الولاية ص59" , فهو في الحقيقة تجن مركب ! , فمن جانب أن السيد الشهيد لا يرى القيمومة للأمة بما هي ككل يتغلغل في صفوفها المنافقون والمندسون والمؤلفة قلوبهم , بل القيمومة إنما تصح هنا بوجود القيادة الرشيدة وهي قيادة المعصوم ويرى السيد الشهيد أن إمامة الامة والقيمومة على الدعوة بعد وفاة الرسول لا تصح حتى وإن امتلك زمامها أولئك الذين مثلوا النمط الرفيع رسالياً من جيل الصحابة أمثال أبي ذر وعمار لأن تجاربهم تحتمل الخطأ والصواب وأن الاسلام رسالة السماء لا بد لزعامتها من استيعاب لكل تفاصيل وأحكام ومفاهيم السماء بشكل لا يُحتمل معه وقوع الخطأ .. ولنقرأ رأي السيد الشهيد في هذا المضمار من بحثه حول الولاية ص 56 – 58 : ( غير أن هذا لا يعني بحال من الاحوال أنها – الأمة – مهيأة لكي تتسلم هذه الزعامة وتقود بنفسها التجربة الجديدة لأن هذه التهيئة تتطلب درجة أكبر من الانصهار الروحي والايماني بالرسالة واحاطة أوسع كثيرا بأحكامها ومفاهيمها ووجهات نظرها المختلفة عن الحياة وتطهيرا اشمل لصفوفها من المنافقين والمندسين والمؤلفة قلوبهم الذين كانوا لا يشكلون جزءاً من ذلك الجيل له أهميته العددية ومواقعه التاريخية كما أن له آثاره السلبية بدليل حجم ما تحدث به القرآن عن المنافقين ومكائدهم ومواقفهم , وتواجد أفراد في ذلك الجيل قد استطاعت التجربة أن تبنيهم بناءً رسالياً رفيعاً , وتصهرهم في بوتقتها كسلمان وأبي ذر وعمار وغيرهم . أقول – والكلام لا يزال للشهيد الصدر – أن تواجد هؤلاء الافراد ضمن ذلك الجيل الواسع لا يبرهن على أن ذلك الجيل ككل بلغ الى الدرجة التي تبرر اسناد مهمة التجربة اليه من أساس الشورى . وحتى أولئك الافراد الذين مثلوا النمط الرفيع رسالياً من ذلك الجيل لا يوجد في أكثرهم ما يبرر افتراض كفائهتم الرسالية لزعامة التجربة من الناحية الفكرية والثقافية على الرغم من شدة اخلاصهم وعمق ولائهم لأن الاسلام ليس نظرية بشرية لكي يتحدد فكريا من خلال الممارسة والتطبيق وتتبلور مفاهيمه عبر التجربة المخلصة , وانما هو رسالة الله التي حددت فيها الافكار والمفاهيم وزُودت ربانيا بكل التشريعات العامة التي تتطلبها التجربة , فلا بد لزعامة هذه التجربة من استيعاب للرسالة بحدودها وتفاصيلها ووعي على احكامها ومفاهيمها والا اضطرت الى استلهام مسبقاتها الذهنية ومرتكزاتها القبلية وأدى ذلك الى نكسة في مسيرة التجربة وبخاصة اذا لاحظنا ان الاسلام كان هو الرسالة الخاتمة من رسالات السماء التي يجب أن تمتد مع الزمن وتتعدى كل الحدود الوقتية والاقليمية والقومية , الأمر الذي لا يسمح بأن تمارس زعامته التي تشكل الاساس لكل ذلك الامتداد تجارب الخطأ والصواب التي تتراكم فيها الاخطاء عبر فترة من الزمن حتى تُشكل ثغرة تهدد التجربة بالسقوط والانهيار . وكل ما تقدم يدل على أن التوعية التي مارسها النبي "ص" على المستوى العام في المهاجرين والانصار لم تكن بالدرجة التي يتطلبها اعداد القيادة الواعية الفكرية والسياسية لمستقبل الدعوة وعملية التغيير , وانما كانت توعية بالدرجة التي تبني القاعدة الشعبية الواعية التي تلتف حول قيادة الدعوة في الحاضر والمستقبل . ) انتهى .

    تعليق


    • #3
      . فالصدر حصين والحصين غير مفتقر للدفاع , إنما ندافع في الصدر ولا ندافع عنه , فسلامٌ على الصدر في الخالدين يوم ولد ويوم اُستشهد ويوم يُبعث حيا ويوم تُبعث أفكاره في عراقه وعراق آبائه الطاهرين وتشرق أرض الرافدين بنور صدرها

      تعليق


      • #4
        وألان نسئل الشيخ ان يكتفي بما بذمتة من حق لمراجع الحق

        تعليق


        • #5
          بارك الله بك يا أخي

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            كان من الاحرا بك ان توجه هذا الكلام الى سماحة الشيخ الكوراني

            وعند رغبتك بنشر الموضوع

            تطرح رأيك مع رأي الشيخ الكوراني

            هذا فقط لتبين الاسلوب العلمي .

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم........أعلم أخي.....1-أنني ناقل خقائق..2-الشيخ عضو في المنتدى.........والسلام على أهل الحق

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X