(( ماذا يعني استهداف مرقدي الامامين العسكريين في سامراء ))؟.
____________________________________________
ربما طرح ويطرح بعض الاخوة من المهتمين بالشأن العراقي السياسي وغير السياسي اليوم هذا التساؤل بنوع من البحث لكشف النوايا السياسية والدينية التي تدفع بأعداء العراق والانسانية الى ممارسة العنف والارهاب بكل جوانبه اللاخلاقية ضد الشعب العراقي وأصالته ومميزاته الادبية والفنية والعقلية وكذا مزاراتها الدينية وتراثه الحضاري البشري ؟.
نعم لماذا مرقدي الامامين العسكريين بالذات ؟.
ألانه مثلا الاقدر على تحريك المشاعر الدينية لدى المسلمين الشيعة ومن ثم لاثارتهم ضد اخوانهم العراقيين من اهل السنة ، أو جرهم لحرب طائفية تقلب الطاولة وتعيد المعادلة السياسية من جديد ليضمن المهمشون فيها الان من انصار الحقبة الصدامية الماضية بعض المكاسب الجديدة ؟.
أم لأن القائمين بهذه الاعمال اللاخلاقية هم حفنة من بقايا السلفية الوهابية التي لاتعير اي اهتمام لرموز الامة الاسلامية ومدى تحويلهم الى رموز بشرية شاخصة في تشييد مراقدهم الشريفة ، لذا هم ومن هذه الذهنية المنغلقة التي اتخذها الشيطان مرتعا لصولاته وجولاته يوحي لاوليائه بوجوب التخلص من هذه الشواخص الاسلامية الكبيرة واعتبارها ضلالة وشرك وعبادة للاصنام البشرية وقاسمهم الشيطان باني لكم من الناصحين في هذه الفكرة؟.
الحقيقة ان التساؤل الاول له جنبة سياسية ، من خلال القول ان هناك مجموعة من المتورطين في الاجرام الصدامي ضد الشعب العراقي يحاولون من خلال اثارة الحرب الاهلية قلب المعادلة السياسية العراقية الجديدة واعادة صياغتها بشكل يؤمن لهم مكاسب سياسية جديد ، ويهددون باثارة هذه الحرب ان لم يتجاوب معهم العراق الجديد حسب هذه المطالب السياسية ، لذا هم وكلما دارت العجلة السياسية قليلا حاولوا الرجوع وممارسة ((حرب المراقد والمساجد )) كأحد العناوين القادرة على اثارة المشاعر الدينية هنا وهناك ؟!.
أما التساؤل الثاني فله جنبة عقدية لادينية ، من خلال وجود مجموعات من طريدي الحضاري الانسانية من وهابية سلفية يعيثون في الارض فسادا ويحسبون انهم يحسنون صنعا ، اضلهم الضالون فاتخذهم الشيطان له انصارا ، واستولى على كل وجودهم المسخ ليكون لهم العيون التي يرون بها والاذان التي يسمعون بها والعقول التي يفكرون بها ، فيعتقد هؤلاء الانعام بل الاضل سبيلا ان معالم المراقد من ال محمد ص ماهي الا منافاة لشريعة التوحيد التي يؤمنون بها والتي اوحى الشيطان لهم بها من خلال اقيسته الضالة وابتداعاته المتنافية فاقسمو بعزة الله - كشيطانهم عندما اقسم لله بعزته لاغوين ابناء ادم اجمعين الا عباد الله المخلصين - ان لايبقوا لمعالم الاسلام من مراقد ال محمد ص باقية فابتدأوا باضرحتهم المقدسة في المدينة المنورة لمحو ذكر ال محمد ودينهم ليجدوا انفسهم في العراق مهد الحضارة وناموس الاسلام وجمجمة العرب ، أمام المعالم الشامخة لعترة الرسول العظيم محمد ص يحاطون بافضل العناية ويعاملون باكمل التوقير والاحياء والذكر لال محمد ص فغاضهم المشهد وعادوا الى سيرتهم الاولى في هدم بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ، بالاضافة الى وجود هذه الزمر الضالة من السلفية الى حواضن سياسية متعطشة لسفك الدماء العراقية من الصداميين الذين رحبوا بهذه الفرصة من الظلاميين ليشكل الشيطان واعوانه محرقة العصر للاسلام واهله !.
ان هذين البعدين الديني والسياسي هما المشهد البارز على اللوحة التي تتناول بالتحليل مقولة لماذية استهداف مراقد ال محمد ص في سامراء كلما تقدمت العملية السياسية العراقية في المضي ، بعد يريد مكاسب سياسية ، وبعد غريب يريد ادلجة هذه العمليات الاجرامية دينيا ليعطيها الغطاء الديني في هدم المراقد المقدسة لال محمد ص رموز الاسلام وأئمة المسلمين وفكرهم الناضج وحوزتهم المنيعة !.
نعم هناك الابعاد الاخرى السياسية التي لم يتعرض لها الكثير بالتحليل ، او لم يصل الى عقدة الوصل بين لماذا يراد ازاحة مرقدي الامامين العسكريين من سامراء ع وبين مآرب الصداميين الحقيقية بهذا العمل الاجرامي وهذا ماسنحاول استقراءه الان ، لنتساءل : لماذا وحتى في حقبة المقبور صدام حسين حاول هذا النظام وجلاوزته من التخلص من هذين المرقدين الاسلاميين الشريفين في سامراء ؟.
وماذا يعني وجود أئمة للمسلمين الشيعة في سامراء جغرافيا وسياسيا ؟.
الحقيقة ان اعداء الشعب العراقي يدركون ان منائر ال محمد ص ومشاهد قبورهم الذهبية هي رمز سياسي وديني وثوري خطير جدا على الحالة الطاغوتية السياسية العراقية بالخصوص والعربية الاسلامية بالعموموم !.
نعم ماذا يعني شموخ قباب ذهبية تعانق السماء بكل تألق لثوري هنا في سامراء وثوري هناك في كربلاء واخر ثالث في ايران ، كانوا لايمثلون الا حالة الرفض للنظام الدكتاتوري القائم في زمانهم ؟.
هم ليسوا ملوكا ولا جبابرة ولا خلفاء سياسيون ، فماذا يعني ان يكون أماما تعتقد بامامته ثلة من المسلمين الشيعة ، ينالون هذا التوقير العظيم وهذه المنزلة الرفيعة التي كلما مر الزمان ازدادت تألقا ومعانقة ولمعانا للبشرية ؟.
هل المقصود من القباب الذهبية العالية جدا والتي يقيمها شيعتهم الابرار وبنائها حولا بعد حول ، ممارسة لنصرة الشعار والفكرة الداعية لرفض الطاغوت والظلم والتجبر السياسي القائم ، واذا كانت الرمزية التقديسية هذا هو منشأها لال محمد ص باعتبارهم فتية امنوا بربهم فزادهم الله هدى ، فماهو موقف الطواغيت من هذه الرمزية جيلا بعد جيل ؟.
كيف كان يشعر يزيد بن معاوية بوجود الحسين بن علي ع في الحياة معه ؟.
كيف كان يشعر هارون اللارشيد وبجانبه العالم العابد الكاظم موسى ابن جعفر ع ؟.
كيف كان يشعر المتوكل وبجانبه الهادي علي بن محمد العسكري ع ؟.
كيف كان يشعر صدام حسين وهو يرى ويرقب قباب الحسين الثائر العملاق على الظلم والطاغوت وقد التفت حوله الملايين لزيارة موقفه الرافض للذل والرضوخ والاستسلام للطاغوت ؟.
كيف كان يشعر نظام المشنوق انذاك بامر العدالة العراقية صدام حسين ومن ثم انصاره والراتعين بسحته سابقا ، عندما يروون قباب سامراء الذهبية عالية تعانق السماء كل صباح لتعلن لهم ان لاحياة للطاغوت ولا تقديس الا للمقاومة ورفض العبودية والاذلال ؟.
نعم اينما وجد ال محمد ص هذا الامتداد الرائع لرسالة السماء الاسلامية الرافضة لكل ماهو رخيص وهابط ودنيوي وطاغوتي ....، وجدت المنائر الذهبية والتقديس وافئدة من الناس تهوي اليهم لتجدد العهد والولاء والنصرة لموقف الرفض للظلم ومحاربة العبودية وشجب العدوان والطاغوت وعبادة غير الله سبحانه وتعالى ؟.
اذا هي ثورة مقامة على دعائم منارة ذهبية هنا وقبة نورانية هناك ، تدعوا المعذبين في الارض الى راحة افئدتها من تعب الطغاة ؟.
اذا هي مطالبة بالعدالة ورفض للتمييز ، تمتلئ افئدة اللذين ظلموا منها رعبا ؟.
وهكذا كلما اطلّ طاغية صدامي صغير او كبير ميت او حي اليوم من شرفة داره في سامراء ليرى قباب ال محمد للهادي والعسكري ع لامعة في بصره انقض مضجعه وملئ رعبا من القلوب التي ستهفوا يوما لتحيط بهذا الرمز الكبير لرفض الطاغوت ؟.
ان الاهداف الحقيقية التي تدفع الصداميين من جهة والظلاميين الشيطانيين من الوهابيين السلفيين من جانب اخر للرعب من رموز ماذن وقباب ال محمد ع انها وعلى مدى التاريخ وحتى اليوم اينما وجدت ذكرّت بمعركة (( الحق والباطل والطاغوت والعدل ويزيد والحسين وعلي ومعاوية وفاطمة وطاغية قريش والكاظم وهارون والهادي والمتوكل .......، والمهدي المنتظر ودجالين العرب والمسلمين في المستقبل )) وهذه هي الكارثة بالنسبة لطغاة الحاظر والماضي والمستقبل في اقامة النصب التذكارية الممثلة ببيوت وقبور ال محمد ومساجدهم والارتفاع بها نحو السماء بقباب ذهبية لامعه ؟.
نعم خوف الصداميين من مرقدي الاماميين العسكريين ع سياسي بحت وشيطاني بامتياز ، لذالك هم يروون بوجود مرقدي امامين من المؤمنين في جغرافية سامراء الطاهرة ستجلب حتما طال الزمان او قصر تلك القلوب المولعة بحب العدالة والحق والطهارة التي يمثلها ال محمد ع لذا فالصداميون مملوؤن رعبا من المستقبل وماتحمله هذه القباب والماذن من رمزية عالية القيمة الاسلامية واللاهوتية والقادرة على الجذب والتوطين من اقطار الارض الواسعة ، فهم لذالك يستبقون المستقبل بازالة معالم ال محمد ع خشية من قدرتها العظيمة على نشر فكرة المساواة والعدالة في هذه الارض !.
بلغة سياسية اكثر وضوحا نقول ان استهداف الصداميون وكذا التكفيريون لمراقد ال محمد ع بالهدم ومحو الذكرلهم من خلال محاولة طمس معالمهم ماهي الا محاولة للتخلص من الرمزية التي توحيها هذه المعالم الاسلامية للخط الاخر في الاسلام والذي يمثل حالة الرفض للطاغوت وللمستبد من خلفاء الجور وسلاطين الدنيا ، وعليه كان المخطط ولم يزل في عملية هدم الشواخص الاسلامية لقبور ال محمد ع مستهدفا :
اولا : طمس معالم الرفض للطاغوت المتحكم برقاب البشر باسم الاسلام المزيف ، وهذا لايتم ان كانت هناك معالم شاهقة تقدس الحسين بن علي او علي الهادي عليهم السلام جميعا كرموز غير موالية لسلطة الحاكم المستبد في وقته وحتى اليوم .
ثانيا : التخلص من الرمزية التي توجدها هذه الاضرحة المقدسة عندما تكون نواة لجذب انصار فكرة الحق والعدالة والمساواة مما يجعل عملية الجذب وبلا مخططات سياسية او غير سياسية هي عامل تكتل جغرافي لانصار الحسين بن علي ع بفكرته ، وكذا انصار علي الهادي او الحسن العسكري ع حولهم مما يغير وتلقائيا من الصيغة السكانية لهذه الجغرافية او تلك ؟.
نعم مايرعب الصداميون ان اضرحة ائمة اهل البيت ع تحولت الى بؤر لتجمع الثوريون والمحبون والولهون لال محمد ص ومنهجهم الاسلامي مما يهيئ لهم خلق حلقات اجتماعية تلتف حول وجودهم الرمزي الذي يضفي على الجغرافية نوعا من الحركة والنشاط والابداع الانساني ، ومن هنا كان النظام السابق يتوجس خيفة من مرقدي الاماميين العسكريين في سامراء ، كما ان ذيوله اليوم تتوجس خيفة من وجود هذه الاضرحة المقدسة في سامراء العراقية الطاردة لكل طاغية بطبيعة مراقدها الشريفة ، والجاذبة لكل محب للعدالة والحق لها ؟.
غريبة هذه الاضرحة المقدسة لال محمد ص اينما حلّت طردت الطغاة وجذبت العلم والعدالة ؟.
ضريح محمد رسول الله وممثل الاسلام الكبير طرد كل الطغاة من المدينة المنورة ليبعد كل المستبدين من ارضه الشريفة ، وحاولوا باسم الاسلام قتل الاسلام في هدم ضريح محمد ص لكنهم فشلوا ؟.
ضريح علي بن ابي طالب طرد طغاة بني العباس من الكوفة التي اسست لهم ملكهم وكانوا يعتقدون انها اساس نصرتهم ، ولكن فجأة ومن غير اي خطة سياسية او غير سياسية وجد بنو العباس انفسهم يهربون الى نقطة ليس فيها علي ع بعلمه وعدالته وزهده وحلمه وكل رمزيته الخطيرة على اصحاب الطغيان ؟.
وفي بغداد استقر الطغاة طويلا حتى استقدموا هم انفسهم جعفر بن محمد الصادق ع وبعده ولده الكاظم موسى ابن جعفر ع ليدفن في بغداد ، وماهي الا غلوة من وقت حتى تحول ضريح موسى ابن جعفر الكاظم ع كابوس مرعب يقض مضاجع الطغاة من سلاطين الجور والطغيان ، موسى الكاظم ع بكل ماله من رمزية يمثلها ضريحه الشاخص الى عنان السماء ، من تواضع وحلم وحكمة وعبادة وعلم نافس السلطان القائم في ملكه ليدفعه للهرب الى سامراء بعيدا عن موسى الكاظم ع وما يقارنه الناس بين هذا الامام وذاك السلطان الفاسد ؟.
وفي سامراء استقدم سلاطين الجور وعبّاد الدنيا علي بن محمد الهادي ع ، ليكون تحت ذبالة سيوفهم المجرمة ، ولكن وكعادت التاريخ وسننه تحول الامام العسكري ع الى منافس للسلطان في حياته ، وطاردا له بعد مماته ، فشكل وتلقائيا والاهيا ضريح الامامين العسكريين ع في سامراء ماكنة طرد لحكم الطغيان والاستبداد ، ليتراجع السلاطين شيئا فشيئا الى ان انمحى ذكرهم تماما من هذه الدنيا ، وتصاعد ذكر الامام وقبابه وماذنه شيئا فشيئا الى عنان السماء ليذكر مع كل مقولة الله اكبر من ماذن هذه الاضرحة المقدسة ؟.
هذا هو الفرق بين ال محمد ع واعدائهم ؟.
كما انه هذا هو الفرق بين انصار ال محمد ع وانصار اعداء ال محمد في الوقت الحاضر والماضي والمستقبل ؟.
انها قصة الحياة التي ينتصر فيها دائما قبر على حياة ، اخرة على دنيا ، تقوى على شر ، وعدالة على استبداد !.
هل بعد ذالك يزول ضريح الائمة من ال محمد ع من قلوب المؤمنين اذا ازيلت اضرحتهم المقدسة ؟.
وماذا عن الرمزية التي خلقتها هذه الثلة من ال محمد ع في قلوب المؤمنين الرافضين للظلم والعبودية والاذلال ، فهل يمكن ازالتها وهدمها ومحو ذكرها من قلوب المؤمنين ؟.
عندما كان الصداميون والتكفيريون يقاتلون ويقتلون اتباع محمد واهل بيته ع كنت من المعتقدين ان البلاء سيطول قليلا !.
اما عندما تحوّل قتال الصداميون وتخريبهم وارهابهم مع التكفيريين الى مراقد وشواخص واضرحة ال محمد ع فتيقنت ان بقائهم كصداميين وكتكفيريين في العراق حتما سيزول من الوجود العراقي تماما وهذا ماعلمنا التاريخ به كسنة
( ان شانئك هو الابتر )) صدق الله العظيم
_____________________________________________
____________________________________________
ربما طرح ويطرح بعض الاخوة من المهتمين بالشأن العراقي السياسي وغير السياسي اليوم هذا التساؤل بنوع من البحث لكشف النوايا السياسية والدينية التي تدفع بأعداء العراق والانسانية الى ممارسة العنف والارهاب بكل جوانبه اللاخلاقية ضد الشعب العراقي وأصالته ومميزاته الادبية والفنية والعقلية وكذا مزاراتها الدينية وتراثه الحضاري البشري ؟.
نعم لماذا مرقدي الامامين العسكريين بالذات ؟.
ألانه مثلا الاقدر على تحريك المشاعر الدينية لدى المسلمين الشيعة ومن ثم لاثارتهم ضد اخوانهم العراقيين من اهل السنة ، أو جرهم لحرب طائفية تقلب الطاولة وتعيد المعادلة السياسية من جديد ليضمن المهمشون فيها الان من انصار الحقبة الصدامية الماضية بعض المكاسب الجديدة ؟.
أم لأن القائمين بهذه الاعمال اللاخلاقية هم حفنة من بقايا السلفية الوهابية التي لاتعير اي اهتمام لرموز الامة الاسلامية ومدى تحويلهم الى رموز بشرية شاخصة في تشييد مراقدهم الشريفة ، لذا هم ومن هذه الذهنية المنغلقة التي اتخذها الشيطان مرتعا لصولاته وجولاته يوحي لاوليائه بوجوب التخلص من هذه الشواخص الاسلامية الكبيرة واعتبارها ضلالة وشرك وعبادة للاصنام البشرية وقاسمهم الشيطان باني لكم من الناصحين في هذه الفكرة؟.
الحقيقة ان التساؤل الاول له جنبة سياسية ، من خلال القول ان هناك مجموعة من المتورطين في الاجرام الصدامي ضد الشعب العراقي يحاولون من خلال اثارة الحرب الاهلية قلب المعادلة السياسية العراقية الجديدة واعادة صياغتها بشكل يؤمن لهم مكاسب سياسية جديد ، ويهددون باثارة هذه الحرب ان لم يتجاوب معهم العراق الجديد حسب هذه المطالب السياسية ، لذا هم وكلما دارت العجلة السياسية قليلا حاولوا الرجوع وممارسة ((حرب المراقد والمساجد )) كأحد العناوين القادرة على اثارة المشاعر الدينية هنا وهناك ؟!.
أما التساؤل الثاني فله جنبة عقدية لادينية ، من خلال وجود مجموعات من طريدي الحضاري الانسانية من وهابية سلفية يعيثون في الارض فسادا ويحسبون انهم يحسنون صنعا ، اضلهم الضالون فاتخذهم الشيطان له انصارا ، واستولى على كل وجودهم المسخ ليكون لهم العيون التي يرون بها والاذان التي يسمعون بها والعقول التي يفكرون بها ، فيعتقد هؤلاء الانعام بل الاضل سبيلا ان معالم المراقد من ال محمد ص ماهي الا منافاة لشريعة التوحيد التي يؤمنون بها والتي اوحى الشيطان لهم بها من خلال اقيسته الضالة وابتداعاته المتنافية فاقسمو بعزة الله - كشيطانهم عندما اقسم لله بعزته لاغوين ابناء ادم اجمعين الا عباد الله المخلصين - ان لايبقوا لمعالم الاسلام من مراقد ال محمد ص باقية فابتدأوا باضرحتهم المقدسة في المدينة المنورة لمحو ذكر ال محمد ودينهم ليجدوا انفسهم في العراق مهد الحضارة وناموس الاسلام وجمجمة العرب ، أمام المعالم الشامخة لعترة الرسول العظيم محمد ص يحاطون بافضل العناية ويعاملون باكمل التوقير والاحياء والذكر لال محمد ص فغاضهم المشهد وعادوا الى سيرتهم الاولى في هدم بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ، بالاضافة الى وجود هذه الزمر الضالة من السلفية الى حواضن سياسية متعطشة لسفك الدماء العراقية من الصداميين الذين رحبوا بهذه الفرصة من الظلاميين ليشكل الشيطان واعوانه محرقة العصر للاسلام واهله !.
ان هذين البعدين الديني والسياسي هما المشهد البارز على اللوحة التي تتناول بالتحليل مقولة لماذية استهداف مراقد ال محمد ص في سامراء كلما تقدمت العملية السياسية العراقية في المضي ، بعد يريد مكاسب سياسية ، وبعد غريب يريد ادلجة هذه العمليات الاجرامية دينيا ليعطيها الغطاء الديني في هدم المراقد المقدسة لال محمد ص رموز الاسلام وأئمة المسلمين وفكرهم الناضج وحوزتهم المنيعة !.
نعم هناك الابعاد الاخرى السياسية التي لم يتعرض لها الكثير بالتحليل ، او لم يصل الى عقدة الوصل بين لماذا يراد ازاحة مرقدي الامامين العسكريين من سامراء ع وبين مآرب الصداميين الحقيقية بهذا العمل الاجرامي وهذا ماسنحاول استقراءه الان ، لنتساءل : لماذا وحتى في حقبة المقبور صدام حسين حاول هذا النظام وجلاوزته من التخلص من هذين المرقدين الاسلاميين الشريفين في سامراء ؟.
وماذا يعني وجود أئمة للمسلمين الشيعة في سامراء جغرافيا وسياسيا ؟.
الحقيقة ان اعداء الشعب العراقي يدركون ان منائر ال محمد ص ومشاهد قبورهم الذهبية هي رمز سياسي وديني وثوري خطير جدا على الحالة الطاغوتية السياسية العراقية بالخصوص والعربية الاسلامية بالعموموم !.
نعم ماذا يعني شموخ قباب ذهبية تعانق السماء بكل تألق لثوري هنا في سامراء وثوري هناك في كربلاء واخر ثالث في ايران ، كانوا لايمثلون الا حالة الرفض للنظام الدكتاتوري القائم في زمانهم ؟.
هم ليسوا ملوكا ولا جبابرة ولا خلفاء سياسيون ، فماذا يعني ان يكون أماما تعتقد بامامته ثلة من المسلمين الشيعة ، ينالون هذا التوقير العظيم وهذه المنزلة الرفيعة التي كلما مر الزمان ازدادت تألقا ومعانقة ولمعانا للبشرية ؟.
هل المقصود من القباب الذهبية العالية جدا والتي يقيمها شيعتهم الابرار وبنائها حولا بعد حول ، ممارسة لنصرة الشعار والفكرة الداعية لرفض الطاغوت والظلم والتجبر السياسي القائم ، واذا كانت الرمزية التقديسية هذا هو منشأها لال محمد ص باعتبارهم فتية امنوا بربهم فزادهم الله هدى ، فماهو موقف الطواغيت من هذه الرمزية جيلا بعد جيل ؟.
كيف كان يشعر يزيد بن معاوية بوجود الحسين بن علي ع في الحياة معه ؟.
كيف كان يشعر هارون اللارشيد وبجانبه العالم العابد الكاظم موسى ابن جعفر ع ؟.
كيف كان يشعر المتوكل وبجانبه الهادي علي بن محمد العسكري ع ؟.
كيف كان يشعر صدام حسين وهو يرى ويرقب قباب الحسين الثائر العملاق على الظلم والطاغوت وقد التفت حوله الملايين لزيارة موقفه الرافض للذل والرضوخ والاستسلام للطاغوت ؟.
كيف كان يشعر نظام المشنوق انذاك بامر العدالة العراقية صدام حسين ومن ثم انصاره والراتعين بسحته سابقا ، عندما يروون قباب سامراء الذهبية عالية تعانق السماء كل صباح لتعلن لهم ان لاحياة للطاغوت ولا تقديس الا للمقاومة ورفض العبودية والاذلال ؟.
نعم اينما وجد ال محمد ص هذا الامتداد الرائع لرسالة السماء الاسلامية الرافضة لكل ماهو رخيص وهابط ودنيوي وطاغوتي ....، وجدت المنائر الذهبية والتقديس وافئدة من الناس تهوي اليهم لتجدد العهد والولاء والنصرة لموقف الرفض للظلم ومحاربة العبودية وشجب العدوان والطاغوت وعبادة غير الله سبحانه وتعالى ؟.
اذا هي ثورة مقامة على دعائم منارة ذهبية هنا وقبة نورانية هناك ، تدعوا المعذبين في الارض الى راحة افئدتها من تعب الطغاة ؟.
اذا هي مطالبة بالعدالة ورفض للتمييز ، تمتلئ افئدة اللذين ظلموا منها رعبا ؟.
وهكذا كلما اطلّ طاغية صدامي صغير او كبير ميت او حي اليوم من شرفة داره في سامراء ليرى قباب ال محمد للهادي والعسكري ع لامعة في بصره انقض مضجعه وملئ رعبا من القلوب التي ستهفوا يوما لتحيط بهذا الرمز الكبير لرفض الطاغوت ؟.
ان الاهداف الحقيقية التي تدفع الصداميين من جهة والظلاميين الشيطانيين من الوهابيين السلفيين من جانب اخر للرعب من رموز ماذن وقباب ال محمد ع انها وعلى مدى التاريخ وحتى اليوم اينما وجدت ذكرّت بمعركة (( الحق والباطل والطاغوت والعدل ويزيد والحسين وعلي ومعاوية وفاطمة وطاغية قريش والكاظم وهارون والهادي والمتوكل .......، والمهدي المنتظر ودجالين العرب والمسلمين في المستقبل )) وهذه هي الكارثة بالنسبة لطغاة الحاظر والماضي والمستقبل في اقامة النصب التذكارية الممثلة ببيوت وقبور ال محمد ومساجدهم والارتفاع بها نحو السماء بقباب ذهبية لامعه ؟.
نعم خوف الصداميين من مرقدي الاماميين العسكريين ع سياسي بحت وشيطاني بامتياز ، لذالك هم يروون بوجود مرقدي امامين من المؤمنين في جغرافية سامراء الطاهرة ستجلب حتما طال الزمان او قصر تلك القلوب المولعة بحب العدالة والحق والطهارة التي يمثلها ال محمد ع لذا فالصداميون مملوؤن رعبا من المستقبل وماتحمله هذه القباب والماذن من رمزية عالية القيمة الاسلامية واللاهوتية والقادرة على الجذب والتوطين من اقطار الارض الواسعة ، فهم لذالك يستبقون المستقبل بازالة معالم ال محمد ع خشية من قدرتها العظيمة على نشر فكرة المساواة والعدالة في هذه الارض !.
بلغة سياسية اكثر وضوحا نقول ان استهداف الصداميون وكذا التكفيريون لمراقد ال محمد ع بالهدم ومحو الذكرلهم من خلال محاولة طمس معالمهم ماهي الا محاولة للتخلص من الرمزية التي توحيها هذه المعالم الاسلامية للخط الاخر في الاسلام والذي يمثل حالة الرفض للطاغوت وللمستبد من خلفاء الجور وسلاطين الدنيا ، وعليه كان المخطط ولم يزل في عملية هدم الشواخص الاسلامية لقبور ال محمد ع مستهدفا :
اولا : طمس معالم الرفض للطاغوت المتحكم برقاب البشر باسم الاسلام المزيف ، وهذا لايتم ان كانت هناك معالم شاهقة تقدس الحسين بن علي او علي الهادي عليهم السلام جميعا كرموز غير موالية لسلطة الحاكم المستبد في وقته وحتى اليوم .
ثانيا : التخلص من الرمزية التي توجدها هذه الاضرحة المقدسة عندما تكون نواة لجذب انصار فكرة الحق والعدالة والمساواة مما يجعل عملية الجذب وبلا مخططات سياسية او غير سياسية هي عامل تكتل جغرافي لانصار الحسين بن علي ع بفكرته ، وكذا انصار علي الهادي او الحسن العسكري ع حولهم مما يغير وتلقائيا من الصيغة السكانية لهذه الجغرافية او تلك ؟.
نعم مايرعب الصداميون ان اضرحة ائمة اهل البيت ع تحولت الى بؤر لتجمع الثوريون والمحبون والولهون لال محمد ص ومنهجهم الاسلامي مما يهيئ لهم خلق حلقات اجتماعية تلتف حول وجودهم الرمزي الذي يضفي على الجغرافية نوعا من الحركة والنشاط والابداع الانساني ، ومن هنا كان النظام السابق يتوجس خيفة من مرقدي الاماميين العسكريين في سامراء ، كما ان ذيوله اليوم تتوجس خيفة من وجود هذه الاضرحة المقدسة في سامراء العراقية الطاردة لكل طاغية بطبيعة مراقدها الشريفة ، والجاذبة لكل محب للعدالة والحق لها ؟.
غريبة هذه الاضرحة المقدسة لال محمد ص اينما حلّت طردت الطغاة وجذبت العلم والعدالة ؟.
ضريح محمد رسول الله وممثل الاسلام الكبير طرد كل الطغاة من المدينة المنورة ليبعد كل المستبدين من ارضه الشريفة ، وحاولوا باسم الاسلام قتل الاسلام في هدم ضريح محمد ص لكنهم فشلوا ؟.
ضريح علي بن ابي طالب طرد طغاة بني العباس من الكوفة التي اسست لهم ملكهم وكانوا يعتقدون انها اساس نصرتهم ، ولكن فجأة ومن غير اي خطة سياسية او غير سياسية وجد بنو العباس انفسهم يهربون الى نقطة ليس فيها علي ع بعلمه وعدالته وزهده وحلمه وكل رمزيته الخطيرة على اصحاب الطغيان ؟.
وفي بغداد استقر الطغاة طويلا حتى استقدموا هم انفسهم جعفر بن محمد الصادق ع وبعده ولده الكاظم موسى ابن جعفر ع ليدفن في بغداد ، وماهي الا غلوة من وقت حتى تحول ضريح موسى ابن جعفر الكاظم ع كابوس مرعب يقض مضاجع الطغاة من سلاطين الجور والطغيان ، موسى الكاظم ع بكل ماله من رمزية يمثلها ضريحه الشاخص الى عنان السماء ، من تواضع وحلم وحكمة وعبادة وعلم نافس السلطان القائم في ملكه ليدفعه للهرب الى سامراء بعيدا عن موسى الكاظم ع وما يقارنه الناس بين هذا الامام وذاك السلطان الفاسد ؟.
وفي سامراء استقدم سلاطين الجور وعبّاد الدنيا علي بن محمد الهادي ع ، ليكون تحت ذبالة سيوفهم المجرمة ، ولكن وكعادت التاريخ وسننه تحول الامام العسكري ع الى منافس للسلطان في حياته ، وطاردا له بعد مماته ، فشكل وتلقائيا والاهيا ضريح الامامين العسكريين ع في سامراء ماكنة طرد لحكم الطغيان والاستبداد ، ليتراجع السلاطين شيئا فشيئا الى ان انمحى ذكرهم تماما من هذه الدنيا ، وتصاعد ذكر الامام وقبابه وماذنه شيئا فشيئا الى عنان السماء ليذكر مع كل مقولة الله اكبر من ماذن هذه الاضرحة المقدسة ؟.
هذا هو الفرق بين ال محمد ع واعدائهم ؟.
كما انه هذا هو الفرق بين انصار ال محمد ع وانصار اعداء ال محمد في الوقت الحاضر والماضي والمستقبل ؟.
انها قصة الحياة التي ينتصر فيها دائما قبر على حياة ، اخرة على دنيا ، تقوى على شر ، وعدالة على استبداد !.
هل بعد ذالك يزول ضريح الائمة من ال محمد ع من قلوب المؤمنين اذا ازيلت اضرحتهم المقدسة ؟.
وماذا عن الرمزية التي خلقتها هذه الثلة من ال محمد ع في قلوب المؤمنين الرافضين للظلم والعبودية والاذلال ، فهل يمكن ازالتها وهدمها ومحو ذكرها من قلوب المؤمنين ؟.
عندما كان الصداميون والتكفيريون يقاتلون ويقتلون اتباع محمد واهل بيته ع كنت من المعتقدين ان البلاء سيطول قليلا !.
اما عندما تحوّل قتال الصداميون وتخريبهم وارهابهم مع التكفيريين الى مراقد وشواخص واضرحة ال محمد ع فتيقنت ان بقائهم كصداميين وكتكفيريين في العراق حتما سيزول من الوجود العراقي تماما وهذا ماعلمنا التاريخ به كسنة

_____________________________________________
al_shaker@maktoob.com