ذلك الشيء الذي أن حققته لنفسك. حققت لها مكسبا يضمن لها جانبا من السعادة يمتد مع وجودك بأي شكل كان. وبذلك تكون قد ضمنت لنفسك نافذة تـــطل على بحر بلا ساحل لتبعث فيك البهجة والسرور إذا اعتلاك الهم وغطاك ببرده الحزين فيكون مفتاح رمز قلبك يفتحه متى احتجت لذلك. في حين يعجز كل من في الكون عن ذلك ـ حتى اقرب الناس إليك ـ وربما يكون اقرب إليك ومن نفسك بدليل أن هناك أشياء تحار في كنهها. فيأتي ذلك الوجود وينفذ إلى ما عجزت عنه في أعماقك فيكون لسانك المعبّر عمّا تكنّه في داخلك وعلى هذا ـ فأنت باقتنائك ولو صديقا واحدا على ما يحمله المعنى الكامل للصداقة وأرسيت بينكما العلقة التي تجمع بين القلبين ليذوبا فيكونا وجوداً واحداً بهذا تكون قد أنجزت شيئاً عظيماً ربما لا تدركه الا بفقدانه. واذا حدث وفقدته ضاقت عليك الدنيا بما رحبت، وصرت لا تبرح تفارق ذكراه ولا تملأ قلبك الا به لتعرض عن كل الناس أيا كانوا ومن الواضح أن الصداقة التي لا يدميك فراقها بسم الحزن والوحدة ليست الا ضربا من ضروب المكاشرة اليومية مع الناس. اما هذا، واما أن تكون كياناً بلا إحساس إذ إنك فاقد لأروع أنواع التماسك الروحي بين طرفين.
تعليق