إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هنا أيتها الأخت راهبة الدير عن جيش إسامة لعدم تغيير الموضوع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    حياكما أنتما الإثنين معاً

    الأخت راهبة الدير هاتي مالديك


    الأخ شيعي منصف ممكن تكتب لي الحديث سنداً ونصاً



    أذكر بأسئلتي :
    1- أين كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( بدون كلام إنشائي ) ؟؟؟

    2- هل لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتخلف عن الجيش إذا نعم فأين نجد صحة هذا النص ؟؟


    3- هل من خلق الرسول صلى الله عليه وعلى آله أنه لعان ولمذا يلعن المسلمين ( أصحابه ) أما كان من المناسب مع عظيم خلقه عليه الصلاة والسلام أن يحثهم بدلاً من اللعن ؟؟

    تعليق


    • #47
      - هل لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتخلف عن الجيش إذا نعم فأين نجد صحة هذا النص ؟؟

      هل قرات مشاركتي القبل الاخيرة يا اخي العزيز
      هدانا الله واياكم ان شاء الله
      اخوك شيعي منصف

      تعليق


      • #48
        عن الصديق رضي الله عنه فنقول قد استثناه معلمه وحبيبه ونيبه وصهره عليه وعلى آله الصلاة السلام بتكليفه بالإمامة الصغرى كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة

        أما الفاروق عمر رضي الله عنه فبعد أن رضي الله ورسوله أبا بكر للإمامة الصغرى فقد رضيه الصحابة ( ومنهم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) لدنياهم وأصبح خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام بإنفاذ جيش أسامة رضي الله عنه بالرغم من مشورة بعض الصحابة بأن لا ينفذ جيش إسامة لارتداد القبائل عن الإسلام وقال :
        ( والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله، ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله ) وفي رواية أنه قال: ( لو ظننت أن السباع تخطفني، لأنفذت بعث أسامة ، كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته ) ووجه أسامة لإتمام المهمة التي أوكلها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

        وخرج أبو بكر ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له "يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن ) فرد أبوبكر "والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة ) ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له "ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل ) ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم ،وعاد الجيش بلا ضحايا ، وقال المسلمون عنه "ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة )
        لا دلالة على ذلك ... واقرا هذا واعتذر لان الوقت لا يسمح لي بالكتابة وبما ان الروابط لا تفتح فهذا سوف يبطل ما قلته
        لا دلالة للاستخلاف في إمامة الصلاة على الخلافة :
        وعلى فرض صحة حديث أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر بالصلاة في مقامه ... فإنه لادلالة لذلك على الامامة الكبرى والخلافة العظمى ... لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خرج عن المدينة ترك فيها من يصلي بالناس ... بل إنه استخلف ـ فيما يروون ـ ابن أم مكتوم للامامة وهو أعمى ، وقد عقد أبو داود في ( سننه ) بابا بهذا العنوان فروى فيه هذا الخبر ... وهذه عبارته : « باب إمامة الاعمى حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري أبو عبد الله ، ثنا ابن مهدي ، ثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى » (138) ... سفهل يقول أحد بإمامة ... ابن أم مكتوم لانه استخلفه في الصلاة ؟ !
        ولقد اعترف بما ذكرنا ابن تيمية ـ الملقب بـ « شيخ الاسلام » ـ حيث قال : « الاستخلاف في الحياة نوع نيابة لا بد لكل ولي أمر ، وليس كل من يصلح للاستخلاف في الحياة على بعض الامة يصلح أن يستخلف بعد الموت ، فإن النبي استخلف غير واحد ، ومنهم من لا يصلح للخلافة بعد موته ، كما استعمل ابن أم مكتوم الاعمى في حياته وهو لا يصلح للخلافة بعد موته ، وكذلك بشير بن عبد المنذر وغيره » (139).
        بل لقد رووا أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلى خلف عبد الرحمن بن عوف وهو ـ لو صح ـ لم يدل على استحقاقه الخلافة من بعده ، ولذا لم يدعها أحد له ... لكنه حديث باطل لمخالفته للضرورة القاضية بأن النبي لا يصلي خلف أحد من أمته ... فلا حاجة إلى النظر في سنده .
        وعلى الجملة ، فإنه لا دلالة لحديث أمر أبي بكر بالصلاة ، ولا لحديث صلاته صلى الله عليه وآله وسلم خلفه حتى لو تم الحديثان سندا ...
        وأما سائر الدلالات الاعتقادية والفقهية والاصولية ... التي يذكرونها مستفيدين إياها من حديث الامر بالصلاة في الشروح والتعاليق ... فكلها متوقفة على ثبوت أصل القضية وتمامية الاسانيد الحاكية لها ... وقد عرفت أن لا شيء من تلك الاسانيد بصحيح ، فأمره صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه أبا بكر بالصلاة في موضعه غير ثابت .. .

        وجوه كذب أصل القضية :
        بل الثابت عدمه ...
        وذلك لوجوه عديدة يستخرجها الناظر المحقق في القضية وملابساتها من خلال كتب الحديث والتاريخ والسيرة ... وهي وجوه قوية معتمدة ، تفيد ـ بمجموعها ـ أن القضية مختلقة من أصلها ، وأن الذي أمر أبا بكر بالصلاة في مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أيام مرضه ليس النبي بل غيره ...
        فلنذكر تلك الوجوه باختصار :

        1 ـ كون أبي بكر في جيش أسامة :
        لقد أجمعت المصادر على قضية سرية أسامة بن زيد ، وأجمعت على أن النبي صلىالله عليه وآله وسلم أمر مشايخ القوم : أبا بكر وعمرو ... بالخروج معه ... وهذا أمر ثابت محقق ... وبه اعترف ابن حجر العسقلاني في « شرح البخاري » وأكده بشرح « باب بعث النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الذي توفي فيه » فقال : « كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بيومين ... فبدأ برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجعه في اليوم الثالث ، فعقد لاسامة لواء بيده ، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرب ، وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والانصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ، فتكلم في ذلك قوم ... ثم اشتد برسول الله وجعه فقال : أنفذوا بعث أسامة » .
        وقد روي ذلك عن الواقدي وأبن سعد وأبن إسحاق وأبن الجوزي وأبن عساكر ....» (140) .
        فالنبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أمر بخروج أبي بكر مع أسامة ، وقال في آخر لحظة من حياته : « أنفذوا بعث أسامة » بل في بعض المصادر « لعن الله من تخلف عن بعث أسامة » (141) .


        هذا اولا .
        وثانيا : لقد جاء في صريح بعض الروايات كون أبي بكر غائبا عن المدينة ، ففي ( سنن أبي داود عن ابن زمعة ) : « وكان أبو بكر غائبا ، فقلت : يا عمر ، قم فصل بالناس » .
        وثالثا : في كثير من ألفاظ الحديث « فأرسلنا إلى أبي بكر » ونحو ذلك ، مما هو ظاهر في كونه غائبا .
        وعلى كل حال فالنبي الذي بعث أسامة ، وأكد على بعثه ، بل لعن من تخلف عنه ... لا يعود فيأمر بعض من معه بالصلاة بالناس ، وقد عرفت أنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إذا غاب أو لم يمكنه الحضور للصلاة استخلف واحداً من المسلمين وإن كان ابن أم مكتوم الاعمى !

        2 ـ التزامه بالحضور للصلاة بنفسه ما أمكنه :
        وكما ذكرنا فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يستخلف للصلاة إلا في حال خروجه عن المدينة ، أو في حال لم يمكنه الخروج معها إلى الصلاة ... وإلا فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم ملتزما بالحضور بنفسه ... ويدل عليه ما جاء في بعض الاحاديث أنه لما ثقل قال : « أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك . قال : ضعوا لي ماء ... » فوضعوا له ماء فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمي عليه (142) وهكذا إلى ثلاث مرات ... وفي هذه الحالة صلى أبو بكر بالناس ، فهل كانت بأمر منه ؟ !
        بل في بعض الاحاديث أنه كان إذا لم يخرج لعارض حضره المسلمون إلى البيت فصلوا خلفه :
        فقد أخرج مسلم عن عائشة ، قالت : « اشتكى رسول الله صلى الله عليه
        [وآله ] وسلم فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه ، فصلى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جالساً فصلوا بصلاته قياماً » (143) .
        وعن جابر : « اشتكى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره » (144) .
        وأخرج أحمدعن عائشة : « أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم صلى في مرضه وهو جالس وخلفه قوم ...» (145) .
        ويشهد لما ذكرنا ـ من ملازمته للحضور إلى المسجد والصلاة بالمسلمين بنفسه ـ ما جاء في كثير من أحاديث القصة من أن بلالا دعاه إلى الصلاة ، أو آذنه بالصلاة ، فهو كان يجيء متى حان وقت الصلاة إلى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ويعلمه بالصلاة ، فكان يخرج بأبي هو وأمي بنفسه ـ وفي أي حال من الاحوال كان ـ إلى الصلاة ويصلي بالناس .

        3 ـ استدعاؤه عليا عليه السلام :
        فأبو بكر وغيره كانوا بالجرف ... الموضع الذي عسكر فيه أسامة خارج المدينة ...
        وهو صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي بالمسلمين ... وعلي عنده ... إذ لم يذكر أحد أنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أمره بالخروج مع أسامة ...
        حتى اشتد به الوجع ... ولم يمكنه الخروج ... فقال بلال : « يا رسول الله ، بأبي وأمي من يصلي بالناس ؟ » (146) ...هناك دعا عليا عليه السلام ... قائلا : « أدعو لي عليا » قالت عائشة : « ندعو لك أبا بكر ؟ » وقالت حفصة : « ندعوا لك عمر ؟ » ...

        فما دعي علي ولكن القوم حضروا أو أحضروا ! ! « فاجتمعوا عنده جميعا . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : انصرفوا .فإن تك لي حاجة أبعث إليكم ، فانصرفوا » (147) .
        إنه كان يريد عليا عليه السلام ولا يريد أحدا من القوم ، وكيف يريدهم وقد أمرهم بالخروج مع أسامة ، ولم يعدل عن أمره ؟ !

        4 ـ أمره بأن يصلي بالمسلمين أحدهم :
        فإذ لم يحضر علي ، ولم يتمكن من الحضور للصلاة بنفسه ، والمفروض خروج المشايخ وغيرهم إلى جيش أسامة ، أمر بأن يصلي بالناس أحدهم ... وذاك ما أخرجه أبو داود عن ابن زمعة فقال :
        « لما استعز برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة . فقال : مروا من يصلي بالناس » .
        وفي حديث أخرجه ابن سعد عنه قال : « عدت رسول الله في مرضه الذي توفي فيه ، فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله : مر الناس فليصلوا .
        قال عبد الله : فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم ، فلما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه ، وكان أبو بكر غائبا ، فقلت له : صل بالناس يا عمر . فقام عمر في المقام ... فقال عمر : ما كنت أظن حين أمرتني إلا أن رسول الله أمرك بذلك ، ولولا ذلك ما صليت بالناس .
        فقال عبد الله : لما لم أر أبا بكر رأيتك أحق من غيره بالصلاة » (148) .
        وفي خبر عن سالم بن عبيد الاشجعي قال : « إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه ، فكان كلما أفاق قال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا بلالا فليصل بالناس « (149) .
        وقد كان من قبل قد استخلف ابن أم مكتوم وهو مؤذنه في الصلاة بالناس كما عرفت.

        5 ـ قوله : إنكن لصويحبات يوسف :
        وجاء في الاحاديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة وحفصة : « إنكن لصويحبات يوسف ! » وهو يدل على أنه قد وقع من المرأتين ـ مع الالحاح الشديد والحرص الاكيد ـ ما لا يرضاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... فما كان ذلك ؟ ومتى كان ؟
        إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما عجز عن الحضور للصلاة بنفسه ، وطلب عليا فلم يدع له ـ بل وجد الالحاح والاصرار من المرأتين على استدعاء أبي بكر وعمر ثم أمر من يصلي بالناس والمفروض كون المشايخ في جيش أسامة أغمي عليه ـ كما في الحديث ـ وما أفاق إلا والناس في المسجد وأبو بكر يصلي بهم ...فعلم أن المرأتين قامتا بما كانتا ملحتين عليه ... فقال : « إنكن لصويحبات يوسف » ثم بادر إلى الخروج معجلاً معتمداً على رجلين ، ورجلاه تخطان في الارض ... كما سيأتي .
        فمن تشبيه حالهن بحال صويجبات يوسف يعلم ما كان في ضميرهن ، ويستفاد عدم رضاه صلى الله عليه وآله وسلم يفعلهن مضافاً إلى خروجه ...
        فلو كان هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة لما رجع باللوم عليهن ، ولا بادر إلى الخروج وهو على تلك الحال ...
        ولكن شراح الحديث الذين لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة ـ اضطربوا في شرح الكلمة ومناسبتها للمقام :
        قال ابن حجر : « إن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الامامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ، ومرادها زيادة على ذلك هو أن لا يتشاءم الناس به ، وقد صرحت هي فيما بعد بذلك . وبهذا التقرير يندفع إشكال من قال : إن صواحب يوسف لم يقع منهن إظهار يخالف ما في الباطن » (150) .
        قلت : لكنه كلام بارد ، وتأويل فاسد .
        أما أولا : ففيه اعتراف بأن قول عائشة : « إن أبا بكر رجل أسيف فمر عمر أن يصلي بالناس » مخالفة للنبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، ورد عليه منها ، بحيث لم يتحمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال هذا الكلام .
        وأما ثانيا : فلانه لا يتناسب مع فصاحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكمته ، إذ لم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يشبه الشيء بخلافه ويمثله بضده ، وإنما كان يضع المثل في موضعه ... ولاريب أن صويحبات يوسف إنما عصين الله بأن أرادت كل واحدة منهن من يوسف ما أرادته الاخرى وفتنت به كما فتنت به صاحبتها ، فلو كانت عائشة قد دفعت النبي عن أبيها ولم ترد شرف ذلك المقام الجليل له ، ولم تفتتن بمحبة الرئاسة وعلو المقام ، لكان النبي في تشبيهها بصويحبات يوسف قد وضع المثل في غير موضعه ، وهو أجل من ذلك ، فإنه نقص ... وحينئذ يثبت أن ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما كان لمخالفة المرأة وتقديمها بالامر ـ بغير إذن منه صلى الله عليه وآله وسلم ـ لابيها ، لانها مفتونة بمحبة الاستطاعة والرغبة في تحصيل الفضيلة واختصاصها وأهلها بالمناقب كما قدمناه في بيان طرف من أحوالها .
        وأما ثالثا : فقد جاء في بعض الاخبار أنه لما قالت عائشة : « إنه رجل رقيق فمر عمر » لم يجبها بتلك الكلمة بل قال : « مروا عمر » (151) ومنه يظهر أن السبب في قوله ذلك لم يكن قولها : « إنه رجل أسيف » .
        وقال النووي بشرح الكلمة :
        « أي : في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه ، وفي مراجعة عائشة : جواز مراجعة ولي الامر على سبيل العرض والمشاورة والاشارة بما يظهر أنه مصلحة وتكون تلك المراجعة بعبارة لطيفة ، ومثل هذه المراجعة مراجعة عمر في قوله : لا تبشرهم فيتكلوا . وأشباهه كثيرة مشهورة » (152) .
        قلت : وهذا أسخف من سابقه ، وجوابه يظهر مما ذكرنا حوله ، ومن الغريب استشهاده لعمل عائشة بعمل عمر ومعارضته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلم في مواقف كثيرة ! !
        ومما يؤكد ما ذكرنا من عدم تمامية ما تكلفوا به في بيان وجه المناسبة ، أن بعضهم ـ كابن العربي المالكي ـ التجأ إلى تحريف الحديث حتى تتم المناسبة ، فإنه على أساس تحريفه تتم بكل وضوح ، لكن الكلام في التحريف الذي ارتكبه ... وسنذكر نص عبارته فانتظر .

        6 ـ تقديم أبي بكر عمر :
        ثم إنه قد جاء في بعض تلك الاحاديث المذكورة تقديم أبي بكر لعمر ـ بل ذكر ابن حجر أن إلحاح عائشة كان بطلب من أبيها أبي بكر (153) ـ ... وقد وقع القول من أبي بكر قوله لعمر : صل بالناس ـ موقع الاشكال كذلك ، لانه لو كان الامر بصلاة أبي بكر هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يقول أبو بكر لعمر : صل بالناس ؟ ! فذكروا فيه وجوها :
        أحدها : ما تأوله بعضهم على أنه قاله تواضعاً .
        والثاني : ما اختاره النووي ـ بعد الرد على الاول ـ وهو أنه قاله للعذر المذكور ، أي كونه رقيق القلب كثير البكاء ، فخشي أن لا يسمع الناس !
        والثالث : ما احتمله ابن حجر ، وهو : أنيكون فهم من الامامة الصغرى الامامة العظمى ، وعلم ما في تحملها من الخطر ، وعلم قوة عمر على ذلك فاختاره » (154) .
        وهذه الوجوه ذكرها الكرماني قائلا : « فإن قلت : كيف جاز للصديق مخالفة أمر الرسول ونصب الغير للامامة ؟ ! قلت : كأنه فهم أن الامر ليس للايجاب . أو أنه قاله للعذر المذكور ، وهو أنه رجل رقيق كثير البكاء لا يملك عينه . وقد تأوله بعضهم بأنه قال تواضعا » (155) .
        قلت : أما الوجه الاول فتأويل ـ وهكذا أولوا قوله عند ما استخلفه الناس وبايعوه : « وليتكم ولست بخيركم » (156) ـ لكنه ـ كما ترى ـ تأويل لا يلتزم به ذو مسكة ، ولذا قال النووي : « وليس كذلك » .
        وأما الوجه الثاني فقد عرفتما فيه من كلام النبي .
        وأما الوجه الثالث فأظرف الوجوه ، فإنه احتمال أن يكون فهم أبو بكر ! ! الامامة العظمى ! ! وعلم ما في تحملها من الخطر ؟ ! علمقوة عمر على ذلك فاختاره ! ولم يعلم النبي بقوة عمر على ذلك فلم يختره ! ! وإذا كان علم من عمر ذلك فعمر أفضل منه وأحق بالامامة العظمى ! !
        لكن الوجه الوجيه أنه كان يعلم بأن الامر لم يكن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعمر كان يعلم ـ أيضا ـ بذلك ، ولذا قال له في الجواب : « أنت أحق بذلك » ، وقوله لعمر : « صل بالناس » يشبه قوله للناس في السقيفة : « بايعوا أي الرجلين شئتم » يعني : عمر وأبا عبيدة ...


        7 ـ خروجه معتمدا على رجلين :
        إنه وإن لم يتعرض في بعض ألفاظ الحديث إلى خروج النبي إلى الصلاة أصلا وفي بعضها إليه ولكن بلا ذكر لكيفية الخروج ... إلا أن في اللفظ المفصل ـ وهو خبر عبيدالله عن عائشة ، حيث طلب منها أن تحدثه عن مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ جاء : « ثم إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجد من نفسه خفة ، فخرج بين رجلين أحدهما العباس » .
        وفي حديث آخر عنها : « وخرج النبي يهادى بين رجلين ، كأني أنظر إليه يخط برجليه الارض » .
        وفي ثالث : « فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة ، فقام يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد » .
        وفي رابع : « فوجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من نفسه خفة ، فخرج وإذا أبو بكر يؤم الناس » .
        وفي خامس : « فخرج أبو بكر فصلى بالناس ، فوجد رسول الله من نفسه خفة ، فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض » .
        أقول : هنا نقاط نلفت إليها الانظار على ضوء هذه الاخبار :

        1 ـ متى خرج أبو بكر إلى الصلاة ؟
        إنه خرج إليها والنبي في حال غشوة ، لانه لما وجد من نفسه خفة خرج معتمداً على رجلين ...

        2 ـ متى خرج رسول الله ؟
        إنه خرج عند دخول أبي بكر في الصلاة ، فهل كانت الخفة التي وجدها في نفسه في تلك اللحظات صدفة بأن رأى نفسه متمكنا من الخروج فخرج على عادته أو أنه خرج عندما علم بصلاة أبي بكر إما بإخبار مخبر ، أو بسماع صوت أبي بكر ؟ إنه لا فرق بين الوجهين من حيث النتيجة ، فإنه لو كان قد أمر أبا بكر بالصلاة في مقامه لما بادر إلى الخروج وهو على الحال التي وصفتها الاخبار !

        3 ـ كيف خرج رسول الله ؟
        لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقادر على المشي بنفسه ، ولا كان يكفيه الرجل الواحد بل خرج معتمدا على رجلين ، بل إنهما أيضا لم يكفياه ، فرجلاه كانتا تخطان في الارض ... وإن خروجا كهذا ـ ليس إلا لامر يهم الاسلام والمسلمين ، وإلا فقد كان معذورا عن الخروج للصلاة جماعة ، كما هو واضح ... فإن كان خروج أبي بكر إلى الصلاة بأمر منه فقد جاء ليعزله ، كما كان فيقضية إبلاغ سورة التوبة حيث أمر أبا بكر بذلك ثم أمر بعزله وذاك من القضايا الثابتة المتفق عليها ، لكنه لم يكن بأمر منه للوجوه التي ذكرناها ...

        4 ـ على من كان معتمدا ؟
        واختلفت الالفاظ التي ذكرناها فيمن كان معتمدا عليهما ـ مع الاتفاق على كونهما اثنين ـ فمنها : « رجلين أحدهما العباس » ومنها : « رجلين » ومنها : « فقال : أنظروا لي من أتكى عليه ، فجاءت بريرة ، ورجل آخر فاتكأ عليهما » . وهناك روايات فيها أسماء أشخاص آخرين ...
        ومن هنا اضطربت كلمات الشراح ...
        فقال النووي بشرح « فخرج بين رجلين أحدهما العباس » :
        وفسر ابن عباس الاخر بعلي بن أبي طالب . وفي الطريق الاخر : فخرج ويد له على رجل آخر ، وجاء في غير مسلم : بين رجلين أحدهما أسامة بن زيد. وطريق الجمع بين هذا كله : إنهم كانوا يتناوبون الاخذ بيده الكريمة تارة هذا وتارة ذاك وذاك ، ويتنافسون في ذلك . وأكرموا العباس باختصاصه يبدو استمرارها له ، لما له من السن والعمومة وغيرها ، ولهذا ذكرته عائشة مسمى وأبهمت الرجل الاخر ، إذ لم يكن أحد الثلاثة الباقين ملازما في جميع الطريق ولامعظمه ، بخلاف العباس ، والله أعلم » (157) .
        وفي خبر آخر عند ابن خزيمة عن سالم بن عبيد : « فجاءوا ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج إلى الصلاة »(158) .
        ترى أن « الرجل الاخر » في جميع هذه الطرق غير مذكور ، فاضطر النووي إلى ذكر توجيه لذلك ، بعد أن ذكر طريق الجمع بين ذلك كله ، لئلا يسقط شيء منها عن الاعتبار ! ! بعد أن كانت القضية واحدة ...
        وروى أبو حاتم أنه خرج بين جاريتين ، فجمع بين الخبرين بأنه « خرج بين الجاريتين إلى الباب ، ومن الباب أخذه العباس وعلي ، حتى دخلا به المسجد » (159) .
        لكن خبر خروجه بين جاريتين وهم صدر من الذهبي أيضا (160) .
        وذكر العيني الجمع الذي اختاره النووي قائلا : « وزعم بعض الناس » ثم أشكل عليه بقوله : « فإن قلت : ليس بين المسجد وبيته مسافة تقتضي التناوب ...» فأجاب بقوله : « قلت : يحتمل أن يكون ذلك لزيادة في إكرامه أو لالتماس البركة من يده » (161).
        وأنت تستشم من عبارته « وزعم بعض الناس » ثم من الاشكال والجواب عدم ارتضائه لما قاله النووي وكذلك ابن حجر رد ـ كما ستعلم ـ على ما ذكره النووي بما جاء في رواية معمر : « ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير » ورواية الزهري : « ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير » .

        والتحقيق : إن القضية واحدة ، و « الرجل الاخر » هو علي عليه السلام « ولكن عائشة ... » أما ما ذكره النووي فقد عرفت ما فيه ، وقد أورد العيني مافي رواية معمر والزهري ثم قال : « وقال بعضهم : وفي هذا رد على من زعم أنها أبهمت الثاني لكونه لم يتعين في جميع المسافة ولا معظمها » قال العيني : « أشار بهذا إلى الرد على النووي ولكنه ما صرح باسمه لاعتنائه به ومحاماته له » (162) .
        قلت : والعيني أيضا لم يذكر اسم القائل وهو ابن حجر ، ولا نص عبارته لشدتها ، ولنذكرها كاملة ، فإنه كما لم يصرح باسم النووي كذلك لم يصرح باسم الكرماني الذي اكتفى هنا بأن قال : « لم يكن تحقيراً أو عداوة ، حاشاها من ذلك» (163) وهي هذه بعد روايتي معمر والزهري :
        « وفي هذا رد على من تنطع فقال : لا يجوز أن يظن ذلك بعائشة ، ورد من زعم أنها أبهمت الثاني لكونه لم يتعين في جميع المسافة ... وفي جميع ذلك الرجل الاخر هو العباس ، وأختص بذلك إكراما له . وهذا توهم ممن قاله ، والواقع خلافه ، لان ابن عباس في جميع الروايات الصحيحة جازم بأن المبهم علي فهو المعتمد « (164) .
        إلا أن من القوم من حملته العصبية لعائشة على أن ينكر ما جاء في رواية معمر والزهري ، وقد أجاب عن ذلك ابن حجر حاملاً الانكار على الصحة فقال : « ولم يقف الكرماني على هذه الزيادة فعبر عنها بعبارة شنيعة » (165) .

        8 ـ حديث صلاته خلف أبي بكر :
        وحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم اتم في تلك الصلاة بأبي بكر ـ بالاضافة إلى أنه في نفسه كذب كما سيأتي ـ دليل آخر على أن ، أصل القضية ـ أعني أمره أبا بكر بالصلاة ـ كذب ... وبيان ذلك :

        9 ـ وجوب تقديم الاقرأ :
        هذا ، وينافي حديث الامر بالصلاة منه صلى الله عليه وآله وسلم ما ثبت عنه من وجوب تقديم الاقرأ في الامامة إذا استووا في القراءة ، وفي الصحاح أحاديث متعددة دالة على ذلك ، وقد عقد البخاري « باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم » (166) .
        وذلك لان أبا بكر لم يكن الاقرأ بالاجماع ... وهذا أيضا من المواضع المشكلة التي اضطربت فيها كلماتهم :
        قال العيني : « اختلف العلماء فيمن هو أولى بالامامة فقالت طائفة : الأفقه ، وقال آخرون : الاقرأ » فأجاب عن الاشكال بعدم التعارض : « لانه لا يكاد يوجد إذ ذاك قارىء إلا وهو فقيه » قال : « وأجاب بعضهم بأن تقديم الاقرأ كان في صدر الاسلام » (167) .
        وقال ابن حجر بشرح عنوان البخاري المذكور :
        « هذه الترجمة منتزعة من حديث أخرجه مسلم من رواية أبي مسعود الانصاري وقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أن شعبة كان يتوقف في صحة هذا الحديث . ولكن هو في الجملة يصلح للاحتجاج به عند البخاري .قيل : المراد به الافقه . وقيل : هو على ظاهره .
        وبحسب ذلك اختلف الفقهاء ، قال النووي قال أصحابنا : الافقه مقدم على الاقرأ ، ولهذا قدم النبي أبا بكر في الصلاة على الباقين ، مع أنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم نص على أن غيره أقرأ منه ـ كأنه عنى حديث : أقرؤكم أبي ـ قال : وأجابوا عن الحديث بأن الاقرأ من الصحابة كان هو الافقه » .
        قال ابن حجر : « قلت : وهذا الجواب يلزم منه أن من نص النبي على أنه أقرأ من أبي بكر كان أفقه من أبي بكر ، فيفسد الاحتجاج بأن تقديم أبي بكر كان لانه الافقه » .
        قال : « ثم قال النووي بعد ذلك : إن قوله في حديث أبي مسعود : فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم في الهجرة . يدل على تقديم الاقرأ مطلقاً . إنتهى » .
        قال ابن حجر : « وهو واضح للمغايرة » (168) .
        أقول : فانظر إلى اضطراباتهم وتمحلاتهم في الباب ، وما ذلك كله إلا دليلا على عجزهم عن حل الاشكال ، وإلا فأي وجه لحمل حديث تقديم الاقرأ على « صدر الاسلام » فقط ؟ أو حمله على أن المراد هو « الافقه » ؟ ! وهل كان أبو بكر الافقه حقاً ؟ !
        وأما الوجه الاخر الذي نسبه النووي إلى أصحابه فقد رد عليه ابن حجر ... وتراهم بالتالي يعترفون بوجوب تقديم الاقرأ أو يسكتون ! !
        إن المتفق عليه في كتابي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان هو الامام في تلك الصلاة . وكذا جاء في حديث غيرهما ... فهذه طائفة من الاخبار صريحة في ذلك ...
        وطائفة أخرى فيها بعض الاجمال ... كالحديث عند النسائي : « وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلى قاعدا ، وأبو بكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر » .والاخر عن ابن ماجة : « ثم جاء رسول الله حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر صلاته » .
        وطائفة ثالثة ظاهرة أو صريحة في صلاته خلف أبي بكر ، كالحديث عند النسائي وأحمد : « إن أبابكر صلى للناس ورسول الله في الصف » والحديث عند أحمد : « صلى رسول الله خلف أبي بكر قاعدا » وعنده أيضا : « وصلى النبي خلفه قاعدا ».
        ومن هنا كان هذا الموضع من المواضع المشكلة عند الشراح ، حيث اضطربت كلماتهم واختلفت أقوالهم فيه ...قال ابن حجر : « وهو اختلاف شديد » (169).
        فابن الجوزي وجماعة اسقطوا ما أفاد صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلف أبي بكر عن الاعتبار ، بالنظر إلى ضعف سنده ، وإعراض البخاري ومسلم عن إخراجه (170) قال ابن عبد البر : « الاثار الصحاح على أن النبي هو الامام » (171) وقال النووي : « كان بعض العلماء زعم أن أبا بكر كان هو الامام والنبي مقتد به ، لكن الصواب أن النبي كان هو الامام وقد ذكره مسلم » (172) .
        لكن فيه : أنه إن كان دليل الرد ضعف السند ، فقد عرفت أن جميع ما دل على أمره أبا بكر بالصلاة ضعيف ، وإن كان دليل الرد إعراض الشيخين فقد ثبت لدى المحققين أن إعراضهما عن حديث لا يوهنه ، كما أن إخراجهما لحديث لا يوجب قبوله . نعم ، خصوم ابن الجوزي وجماعته ملتزمون بذلك .
        وعبد المغيث بن زهير وجماعة قالوا : كان أبو بكر هو الامام أخذا بالاحاديث الصريحة في ذلك قال الضياء المقدسي وابن ناصر : « صح وثبت أنه صلى خلفه مقتدياً به في مرضه الذي توفى فيه ثلاث مرات ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل لا علم له بالرواية » (173) .

        لكن فيه : أنها أحاديث ضعيفة جدا ، ومن عمدتها ما رواه شبابة بن سوار المدلس المجروح عند المحققين ... على أن قولهما : « ثلاث مرات » معارض بقول بعضهم « كان مرتين » وبه جزم ابن حبان (174) وأما رمي المنكرين بالجهل فتعصب ...
        والعيني وجماعة على الجمع بتعدد الواقعة ، قال العيني : « روي حديث عائشة بطرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما ، وفيه اضطراب غير قادح .
        وقال البيهقي ، لاتعارض في أحاديثها ، فإن الصلاة التي كان فيها النبي إماما هي صلاة الظهر يوم السبت أو يوم الاحد ، والتي كان فيها مأموما هي صلاة الصبح من يوم الاثنين وهي آخر صلاة صلاها حتى خرج من الدنيا .
        وقال نعيم بن أبي هند : الاخبار التي وردت في هذه القصة كلها صحيحة وليس فيها تعارض ، فإن النبي صلى في مرضه الذي مات فيه صلاتين في المسجد ، في إحداهما كان إماماً وفي الاخرى كان مأموماً » (175) .

        قلت :
        أولا : إن كلام البيهقي في الجمع أيضا مضطرب ، فهو لا يدري الصلاة التي كان فيها إماما أهي صلاة الظهر يوم السبت أو يوم الاحد ! ؟ وكأن المهم عنده أن يجعل الصلاة الاخيرة ـ يوم الاثنين ـ صلاته مأموماً كي ثبت الامامة العظمى لابي بكر بالامامة الصغرى ! !
        وثانيا : إن نعيم بن أبي هند ـ الذي حكم بصحة كل الاخبار ، وجمع كالبيهقي بالتعدد لكن من غير تعيين لجهله بواقع الامر ! ـ رجل مقدوح مجروح لا يعتمد على كلامه كما تقدم في محله .
        وثالثا : إنه اعترف بوجود الاضطراب في حديث عائشة ، وكذا اعترف بذلك ابن حجر ، ثم ذكر الاختلاف ، وظاهره ترك المطلب على حاله من دون اختيار ، ثم أضاف أنه « اختلف النقل عن الصحابة غير عائشة ، فحديث ابن عباس فيه : أن أبا بكركان مأموما وحديث أنس فيه : أن أبا بكر كان إماما . أخرجه الترمذي وغيره » (176)

        والتحقيق :
        إن القصة واحدة لا متعددة ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج في تلك الواقعة إلى المسجد ونحى أبابكر عن المحراب ، وصلى بالناس بنفسه وكان هو الامام وصار أبو بكر مأموما ...
        هذا هو التحقيق بالنظر إلى الوجوه المذكورة ، وفي متون الاخبار ، وفي تناقضات القوم ، وفي ملابسات القصة ... ثم وجدنا إمام الشافعية يصرح بهذا الذي انتهينا إليه ... قال ابن حجر :
        « صرح الشافعي بأنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لم يصل بالناس في مرض موته في المسجد إلا مرة واحدة ، وهي هذه التي صلى فيها قاعدا ، وكان أبو بكر فيها أولا إماما ثم صار مأموما يسمع الناس التكبير »(177) .
        ثم إن هذا الذي صرح به الشافعي من أن أبا بكر « صار مأموما يسمع الناس التكبير » مما شق على كثير من القوم التصريح به ، فجعلوا يتبعون أهواءهم في رواية الخبر وحكاية الحال ، فانظر إلى الفرق بين عبارة الشافعي وما جاء مشابها لها في بعض الاخبار ، وعبارة من قال :
        « فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله وهو جالس ، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر » .
        ومن قال :
        فكان أبو بكر يصلي قائما ، وكان رسول الله يصلي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر » .
        ومن قال :
        « فصلى قاعدا وأبو بكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر » .
        ومن قال :
        « فكان أبو بكر يأتم بالنبي والناس يأتمون بابي بكر » .
        ومن قال :
        « جاء رسول الله حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قبض أبو بكرصلاته » .
        إنهم يقولون هكذا كي يوهموا ثبوت نوع إمامة لابي بكر ! ! وتكون حينئذ كلماتهم مضطربة مشوشة بطبيعة الحال ! ! وبالفعل فقد وقع التوهم ... واختلف الشراح في القضية وتوهم بعضهم فروعا فقهية ، كقولهم بصحة الصلاة بإمامين ! ! :
        فقد عقد البخاري : « باب الرجل يأتم بالامام ويأتم الناس بالمأموم » وذكر فيه الحديث عن عائشة الذي فيه : « وكان رسول الله يصلي قاعدا ، ويقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر » (178) .
        وقال العيني بعد الحديث وفيه : « قيل للاعمش : وكان النبي يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم ! » .
        قال : « استدل به الشعبي على جواز ائتمام بعض المأمومين ببعض وهو مختار الطبري أيضا ، وأشار إليه البخاري ـ كما يأتي إن شاء الله تعالى ـ .
        ورد بأن أبابكر كان مبلغا ، وعلى هذا فمعنى الاقتداء اقتداؤه بصوته ، والدليل عليه أنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كان جالسا وأبو بكر كان قائما ، فكانت بعض أفعاله تخفى على بعض المأمومين ، فلاجل ذلك كان أبو بكر كالامام في حقهم » (179) .
        أقول : ولذا شرح السيوطي الحديث في الموطأ بقوله :
        « أي يتعرفون به ما كان النبي يفعله لضعف صوته عن أن يسمع الناس تكبير الانتقال ، فكان أبو بكر يسمعهم ذلك » (180) .
        ويشهد بذلك الحديث المتقدم عن جابر : « اشتكى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد ، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره » .
        بل لقد عقد البخاري نفسه : « باب من أسمع الناس تكبير الامام » وأخرج الحديث تحته (181) ! !

        10 ـ لا يجوز لاحد التقدم على النبي :
        هذا كله بغض النظر عن أنه لا يجوز لاحد أن يتقدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما بالنظر إلى هذه القاعدة المسلمة كتابا وسنة فجميع أحاديث المسألة باطلة ، ولقد نص على تلك القاعدة كبار الفقهاء ، منهم : إمام المالكية وأتباعه ، وعن القاضي عياض إنه مشهور عن مالك وجماعة أصحابه ، قال : وهو أولى الاقاويل (182) وقال الحلبي بعد حديث تراجع أبي بكر عن مقامه : « وهذا استدل به القاضي عياض على أنه لا يجوز لاحد أن يؤمه صلى الله عليه [ وآله] وسلم ، لانه لا يصح التقدم بين يديه ، في الصلاة ولا في غيرها ، لا لعذر ولا لغيره ، وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك ، ولا يكون أحد شافعا له ، وقد قال : أئمتكم شفعاؤكم . وحينئذ يحتاج للجواب عن صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف ركعة ، وسيأتي الجواب عن ذلك » (183) .
        قلت : يشير بقوله : « وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك » إلى قوله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) (184) وقد تبع في ذلك إمامه مالك بن أنس كما في فتح الباري (186) لكن من الغريب جدا قول ابن العربي المالكي : « قوله تعالى ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) أصل في ترك التعرض لاقوال النبي ، وإيجاب أتباعه والاقتداء به ، ولذلك قال النبي في مرضه : مروا أبابكر فليصل بالناس . فقالت عائشة لحفصة : قولي له : إن أبابكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس من البكاء ، فمر عليا (186) فليصل بالناس ، فقال النبي : إنكن لانتن صواحب يوسف ، مروا أبابكر فليصل بالناس .
        يعني بقوله : صواحب يوسف الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز » (187)
        أقول : إن الرجل يعلم جيدا بأن النبي صلىالله عليه وآله وسلم لم يتمثل بقوله : « إنكن صواحب يوسف » إلا لوجود فتنة من المرأتين ، فحرف الحديث من « فمر عمر » إلى « فمر عليا » ليتم تشبيه النبي المرأتين بصويحبات يوسف ، لان المرأتين أرادتا الرد عن الجائز « وهو صلاة أبي بكر » إلى غير الجائز « وهو صلاة علي ! » .
        إذن ، جميع أحاديث المسألة باطلة.
        أما التي دلت على صلاة النبي خلف أبي بكر فواضح جدا .
        واما التي دلت علىأنه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الامام فلاشتمالها على استمرار أبي بكر في الصلاة ، وقد صح عنه أنه في صلاته بالمسلمين عندما ذهب رسول الله إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم .. لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الصلاة « استأخر » ثم قال : « ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله » ...
        وهذا نص الحديث عن سهل بن سعد الساعدي :

        « إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال : أتصلي للناس فأقيم ؟ قال : نعم .فصلى أبو بكر . فجاء رسول الله والناس في الصلاة ، فتخلص حتى وقف في الصف ، فصفق الناس ، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته .
        فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فأشار إليه رسول الله أنامكث مكانك . فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله من ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فصلى .
        فلما انصرف قال : يا أبابكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ فقال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله ...».
        وقد التفت ابن حجر إلى هذا التعارض فقال بشرح الحديث :
        « فصلى أبو بكر . أي : دخل في الصلاة ، ولفظ عبد العزيز المذكور : وتقدم أبو بكر فكبر . وفي رواية المسعودي عن أبي خازم : فاستفتح أبو الصلاة وهي عند الطبراني .
        وبهذا يجاب عن الفرق بين المقامين ، حيث امتنع أبو بكر هنا أن يستمر إماماً وحيث استمر فيمرض موته صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حين صلى خلفه الركعة الثانية من الصبح كما صرح به موسى بن عقبة في المغازي . فكأنه لما أن مضى معظم الصلاة حسن الاستمرار ، ولما أن لم يمض منها إلا اليسير لم يستمر » (188) .
        وهذا عجيب من ابن حجر ! !
        فقد جاء في الاحاديث المتقدمة : « فصلى » كما في هذا الحديث الذي فسره بـ « أي : دخل في الصلاة » : فانظر منها الحديث الاول والحديث السابع من الاحاديث المنقولة عن صحيح البخاري .

        بل جاء في بعضها : « فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة » فانظر الحديث الثامن من أحاديث البخاري .
        لكن بعض الكذابين روى في هذا الحديث أيضا : « فصلى رسول الله خلف أبي » قال الهيثمي : « رواه الطبراني وفي إسناده عبد الله بن جعفر بن نجيح وهو ضعيف جدأ » (189) .
        فظهر إن لا فرق ... ولا يجوز لابي بكر ولا لغيره من أفراد الامة التقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا في الصلاة ولا في غيرها ...

        11 ـ رأي ميرالمؤمنين عليه السلام في القضية :
        وبعد أن لاحظنا متون الاخبار ومداليلها ، ووجدنا التعارض والتكاذب فيما بينها ، بحيث لا طريق صحيح للجمع بينها بعد كون القضية واحدة ... واستخلصنا أن صلاة أبي بكر في مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن بأمر منه قطعا .... فلنرجع إلى مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام لنرى رأية في أصل القضية فيكون شاهدا على ما استنتجناه ، ولنرى أيضا أن صلاة أبي بكر بأمر من كانت ؟ ؟
        لقد حكى ابن أبي الحديد المعتزلي عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني حول ما كان بين أمير المؤمنين وعائشة ، جاء فيه :
        « فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه ، أنفذ جيش أسامة وجعل فيه أبا بكر وغيره من أعلام المهاجرين والانصار ، فكان علي عليه السلام حينئذ بوصوله إلى الامر إن حدث برسول الله حدث أوثق ، وتغلب على ظنه أن المدينة لو مات لخلت من منازع ينازعه الامر بالكلية ، فيأخذه صفوا عفوا ، وتتم له البيعة فلا يتهيأ فسخها لو رام ضد منازعته عليها . فكان من عود أبي بكرمن جيش أسامة بإرسالها إليه وإعلامه بأن رسول الله يموت ما كان ، ومن حديث الصلاة بالناس ما عرف .
        فنسب علي عليه السلام إلى عائشة أنها أمرت بلالا ـ مولى أبيها ـ أن يأمره فليصل بالناس ، لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما روي قال : « ليصل بهم أحدهم » ولم يعين ، وكانت صلاة الصبح ، فخرج رسول الله وهو في آخر رمق يتهادى بين علي والفضل بن العباس ، حتى قام في المحراب كما ورد في الخبر ثم دخل ، فمات ارتفاع ، الضحى ، فجعل يوم صلاته حجة في صرف الامر إليه ، وقال : أيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله في الصلاة ؟ ! ولم يحملوا خروج رسول الله إلى الصلاة لصرفه عنها ، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن . فبويع على هذه النكتة التي اتهمها علي عليه السلام على إنها أبتدأت منها .
        وكان علي يذكر هذا لاصحابه في خلواته كثيرا ويقول : إنه لم يقل صلى الله عليه وآله وسلم إنكن لصويحبات يوسف إلا إنكاراً لهذه الحال وغضباً منها ، لانها وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما ، وإنه استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ، فلم يجد ذلك ولا أثر ، مع قوة الداعي الذي كان يدعو إلى أبي بكر ويمهد له قاعدة الامر وتقرر حاله في نفوس الناس ومن اتبعه على ذلك من أعيان المهاجرين والانصار ...
        فقلت له رحمة الله : أفتقول أنت : إن عائشة عينت أباها للصلاة ورسول الله لم يعينه ؟ !
        فقال : أما أنا فلا أقول ذلك ، ولكن عليا كان يقوله ، وتكليفي غير تكليفه ، كان حاضراً ولم أكن حاضرا ....» (190)

        نتيجة البحث :
        لقد استعرضنا أهم أحاديث القضية وأصحها ، ونظرنا أولا في أسانيدها ، فلم نجد حديثا منها يمكن قبوله والركون إليه في مثل هذه القضية ، فرواة الاحاديث بين « ضعيف » و « مدلس » و « ناصبي » و « عثماني » و « خارجي » ... وكونها في الصحاح لا يجدي ، وتلقي الكل إياها بالقبول لا ينفع ....
        ثم نظرنا في متونها ومداليلها بغض النظر عن أسانيدها ، فوجدناها متناقضة متضاربة يكذب بعضها بعضها .... بحيث لا يمكن الجمع بينها بوجه ... بعد أن كانت القضية واحدة ، كما نص عليه الشافعي ومن قال بقوله من أعلام الفقه والحديث ..
        ثم رأينا أن الادلة والشواهد الخارجية القويمة تؤكد عل استحالة أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي أمر أبابكر بالصلاة في مقامه .
        وخلاصة الامر الواقع : أن النبي لما مرض كان أبو بكر غائبا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان مع أسامة بن زيد في جيشه ، وكان النبي يصلي بالمسلمين بن بنفسه ، حتى إذا كانت الصلاة الاخيرة حيث غلبه الضعف واشتد به المرض طلب عليا فلم يدع له ، فأمر بأن يصلي بالناس أحدهم ، فلما التفت بأن المصلي بهم أبو بكر خرج معتمدا على أميرالمؤمنين ورجل آخر وهو في آخر رمق من حياته لان يصرفه عن المحراب ويصلي بالمسلمين بنفسه لا أن يقتدي بأبي بكر ! ويعلن بأن صلاته لم تكن بأمر منه ، بل من غيره ! ! .
        ثم رأينا أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يرى أن الامر كان من عائشة و « علي مع الحق والحق مع علي » (191) .
        وصلى الله على رسوله الامين ، وعلى علي أميرالمؤمنين والائمة المعصومين ، والحمد لله رب العالمين .


        الهوامش:
        (126) راجع الفصل الاخير من كتابنا « التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف » .
        (127) هذا كلام موضوع على أمير المؤمنين عليه السلام قطعا ، والذي جاء به ... مرسلا كما في الاستيعاب 3 | 971 هو الحسن البصري المعروف بالارسال والتدليس والانحراف عن أمير المؤمنين عليه السلام ! !
        (128) الاربعين : 284 .
        (129) شرح طوالع الأنوار ، في علم الكلام : مخطوط .
        (130) هذا من أحاديث سلسلتنا هذه إن شاء الله تعالى .

        (131) تفسير النيسابوري .سورة التوبة .
        (132) الكواكب الدراري ـ شرح البخاري 5 | 52 .
        (133) عمدة القاري شرح البخاري 5 | 187ـ 188 .
        (134) وذلك لان أبا بكر قال لعمر : صل بالناس ... وكأن أقوال أبي بكر وأفعاله حجة ؟ ! على أنهم وقعوا في إشكال من هذه الناحية ، كما ستعرف !
        (135) المنهاج ، شرح صحيح مسلم ، هامش إرشاد الساري 3 | 56 .

        (136) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير 5 | 521.
        (137) فواتح الرحموت ـ شرح مسلم الثبوت ، في علم الاصول 2 | 239 هامش المستصفى للغزالي .

        (138) سنن أبي داود 1 | 98 .
        ( 139 ) منهاج السنة 4 | 91 .

        (140) فتح الباري 8 | 124 .
        (141) الملل والنحل 1 | 29 لابي الفتح الشهرستاني ، المتوفى سنة 548 هـ ، توجد ترجمته والثناء عليه في : وفيات الاعيان 1 | 610 ، تذكرة الحفاظ 4 | 104 طبقات الشافعية للسبكي 4 | 78 ، شذرات الذهب 4 | 149 ، مراة الجنان 3| 289 وغيرها .

        (142) في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغمى عليه ـ بما للكلمة من المعنى الحقيقي ـ أولا ؛ كلاما بين العلماء لا نتعرض إليه لكونه بحثاً عقائدياً ليس هذا محله .
        (143) صحيح مسلم بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري 3 | 51 .
        (144) صحيح مسلم بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري 3 | 51 .
        (145) مسند أحمد 6 | 57 .
        (146) مسند أحمد3 | 202 .
        (147) تاريخ الطبري 2 | 439 .
        (148) الطبقات الكبرى 2 | 220 .

        (149) بغية الطلب في تاريخ حلب .
        مخطوط .الورقة 194 ، لكمال الدين ابن العديم الحنفي ، المتوفى سنة 660 هـ . ترجم له الذهبي واليافعي وأبن العماد في تواريخهم وأثنوا عليه . وقال ابن شاكر الكتبي : « كان محدثا فاضلا حافظا مؤرخا صادقا فقيهاً مفتياً منشئاً بليغاً كاتباً محموداً » فوات الوفيات 2 | 220 .
        (150) فتح الباري 2 | 120 .
        (151) تاريخ الطبري 2 | 439 .

        (152) المنهاج بشرح صحيح مسلم ، هامش القسطلاني 3 | 60 .
        (153) فتح الباري 1 | 123 .

        (154) فتح الباري 1 | 123 .
        (155) الكواكب الدراري ـ شرح البخاري 5 | 70 .
        (156) طبقات ابن سعد 3 | 182 .
        (157) المنهاج شرح مسلم هامش إرشاد الساري 3 | 57
        (158) عمدة القاري 5 | 187 .
        (159) عمدة القاري 5 | 187.
        (160) عمدة القاري 5 | 190 .
        (161) عمدة القاري 5 | 187 .

        (162) عمدة القاري 5 | 191 .
        (163) الكواكب الدراري 5 | 52 .
        (164) فتح الباري 2 | 123 .
        (165) فتح الباري 2 | 123 .

        (166) صحيح البخاري بشرح العيني 5 | 212 .
        (167) عمدة القاري 5 | 203 .

        (168) فتح الباري 2 | 135 .
        (169) فتح الباري 2 | 120 .
        (170) لابن الجوزي رسالة في هذا الباب أسماها « آفة أصحاب الحديث » نشرناها لاول مرة بمقدمة وتعاليق هامّة سنة 1398 هـ .
        (171) عمدة القاري 5 | 191 .
        (172) المنهاج ، شرح صحيح مسلم 3 | 52 .
        (173) عمدة القاري 5 | 191 ، لعبد المغيث رسالة في هذا الباب ، رد عليها ابن الجوزي برسالته المذكورة .

        (174) عمدة القاري 5 | 191 .
        (175) عمدة القاري 5 | 191 .

        (176) فتح الباري 2 | 120 .
        (177) فتح الباري 2 |138 .

        (178) صحيح البخاري ـ بشرح العيني 5 | 250 .
        (179) عمدة القاري 5 | 190 .

        (180) تنوير الحوالك ـ شرح موطأ مالك 1 | 156 .
        (181) فتح الباري 2 | 162.
        (182) نيل الاوطار 3 | 195 .
        (183) السيرة الحلبية 3 | 365
        (184) سورة الحجرات 49 : 1 .

        (185) فتح الباري 3 | 139 .
        (186) فكان الحديث بثلاثة ألفاظ 1 ـ « فمرغيره » 2 ـ « فمر عمر » 3 ـ « فمر عليا » وهذا من جملة التعارضات الكثيرة الموجودة بين ألفاظ هذه القضية الواحدة ! ! لكنا نغض النظر عن التعرض ليس خوفاً إلا من الاطالة .
        (187) أحكام القرآن 4 | 145 .

        (188) فتح الباري 2 | 133 .
        (189) مجمع الزوائد 5 | 181 .
        (190) شرح نهج البلاغة 9 | 196 ـ 198 .
        (191) كما في الاحاديت الكثيرة المتفق عليها بين المسلمين . أنظر من مصادر أهل السنة المعتبرة : صحيح الترمذي 3 | 166 ، المستدرك 3 | 124 ، جامع الاصول 9 | 420 ، مجمع الزوائد 7 | 233 وغيرها .

        تعليق


        • #49
          طلبك ليس طلب بل هو امر يا مولاتي الفاضلة وارجو ان لا يزعل الاخ توحيد رباني ولكن يعز علي فعلا رفض اي طلب لمولاتي راهبة الدير وانا اعني ما اقول
          ان شاء الله متابع ومشارك باي معلومة املتكها باذن الله
          اخوكم شيعي منصف
          حاشا ان نامر عليكم يا اخينا شيعي منصف وشكرا لقبول طلبنا ؟؟؟؟
          توحيد رباني بعد الذي ذكر والذي اثبتناه بكتبكم قبل كتبنا ... لم يستثني الرسول ابو بكر ولم يجعله خليفة اولا...... وثانيا... لقد أجمعت المصادر على قضية سرية أسامة بن زيد ، وأجمعت على أن النبي صلىالله عليه وآله وسلم أمر مشايخ القوم : أبا بكر وعمرو ... بالخروج معه ... وهذا أمر ثابت محقق ... وبه اعترف ابن حجر العسقلاني في « شرح البخاري » وأكده بشرح « باب بعث النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الذي توفي فيه » فقال : « كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بيومين ... فبدأ برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجعه في اليوم الثالث ، فعقد لاسامة لواء بيده ، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرب ، وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والانصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ، فتكلم في ذلك قوم ... ثم اشتد برسول الله وجعه فقال : أنفذوا بعث أسامة » .
          وقد روي ذلك عن الواقدي وأبن سعد وأبن إسحاق وأبن الجوزي وأبن عساكر ....» .
          فالنبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أمر بخروج أبي بكر مع أسامة ، وقال في آخر لحظة من حياته : « أنفذوا بعث أسامة » بل في بعض المصادر « لعن الله من تخلف عن بعث أسامة » . اذن كل من ابو بكر وعمر كانا في جيش اسامة وانهم خالفوا اوامر الرسول

          فأبو بكر وغيره كانوا بالجرف ... الموضع الذي عسكر فيه أسامة خارج المدينة ...
          وهو صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي بالمسلمين ... وعلي عنده ... إذ لم يذكر أحد أنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أمره بالخروج مع أسامة ...
          حتى اشتد به الوجع ... ولم يمكنه الخروج ... فقال بلال : « يا رسول الله ، بأبي وأمي من يصلي بالناس ؟ »...هناك دعا عليا عليه السلام ... قائلا : « أدعو لي عليا » قالت عائشة : « ندعو لك أبا بكر ؟ » وقالت حفصة : « ندعوا لك عمر ؟ » ...
          فما دعي علي ولكن القوم حضروا أو أحضروا ! ! « فاجتمعوا عنده جميعا . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : انصرفوا .فإن تك لي حاجة أبعث إليكم ، فانصرفوا »
          إنه كان يريد عليا عليه السلام ولا يريد أحدا من القوم ، وكيف يريدهم وقد أمرهم بالخروج مع أسامة ، ولم يعدل عن أمره ؟ !



          والان اعطني حديث او رواية امر فيها الرسول الاعظم الامام علي بالخروج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          ننتظر الجواب لكي نكمل

          تعليق


          • #50
            راهبة الدير وشيعي منصف صدقاني أنا يكفيني دليل واحد فقط لا غير ويكون دليلاً صحيحاً لأتبع الحق ، دليل واحد فقط صحيح وأتبع الحق ولا أريد بحوثاً مطولة .

            وعلى هذا فأنا أطلب ما يأتي :
            لأخ شيعي منصف ممكن تكتب لي حديث اللعن المزعوم سنداً ونصاً مع ذكر المصدر ورقم الصفحة ( حديث واحد فقط صحيح يكفيني لإتباع الحق )


            أين كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( بدون كلام إنشائي ) ؟؟؟

            2- هل لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتخلف عن الجيش إذا نعم فأين نجد صحة هذا النص ؟؟

            3- هل من خلق الرسول صلى الله عليه وعلى آله أنه لعان ولمذا يلعن المسلمين ( أصحابه ) أما كان من المناسب مع عظيم خلقه عليه الصلاة والسلام أن يحثهم بدلاً من اللعن ؟؟



            أذكركم دليل واحد فقط لا غير ويكون صحيحاً يكفيني ودعوا عنكم أسلوب المرواغة والهروب !!!!!

            تعليق


            • #51
              اخونا توحيد ......... طلبت منا المناقشة ... ونحن لبينا ....اما انك لا تريد بحوث مطولة عجيب يا اخي .... ماذا تريد ان اكتب لك سطر او سطرين على قضية قد جعلت الامة الامة تنقلب على رأس على عقب بعد وفاة الرسول الاعظم .... الان الرسول لم يستثني لا ابو بكر ولا عمر ... وانه امرهم بالخروج مع جيش اسامة لكن تثاقلوا ولم يلبوا ... على الرغم من تتكرار الرسول لهم بالخروج مع جيش اسامة ...وقدموا اعذار واهية لعدم الخروج يعني يا اخي الله سبحانه يقول ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة غذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )
              ثانيا يبقى سؤالنا اعطني حديث امر فيها الرسول الامام علي بالخروج مع جيش اسامة ... وقلت لك هذه هي شروط الحوار

              تعليق


              • #52
                الصفحه الثالثه ما رضت تفتح معنا ليه

                تعليق


                • #53
                  عن الصديق رضي الله عنه فنقول قد استثناه معلمه وحبيبه ونيبه وصهره عليه وعلى آله الصلاة السلام بتكليفه بالإمامة الصغرى كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة

                  أما الفاروق عمر رضي الله عنه فبعد أن رضي الله ورسوله أبا بكر للإمامة الصغرى فقد رضيه الصحابة ( ومنهم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) لدنياهم وأصبح خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
                  وسنعيد الرد على ما كتبت بصيغة ابسط
                  يرى بعضهم أن ما نقل في بعض الكتب من أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي استشهد فيه: (مروا أبا بكر فليصل بالناس) دليلاً على تصريحه (صلى الله عليه وآله) باستخلافه، غير أن مجموعة من الإثارات التي عالجت هذا المبحث وصلت إلى نتيجة تخالف ما ذكر، بل وتدلل على حقيقة نص وتعيين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً وخليفة من بعده.



                  • الإثارة الأولى: إن هذه الرواية التي وردت في صحيح البخاري (ج2 ص 130) تصطدم بجمع من الروايات التي ذكرت في غيره من صحاح أهل السنة، ففي سنن ابن داود (... دعاه بلال للصلاة، فقال (صلى الله عليه وآله): مروا من يصلي بالناس...). وفي الطبقات لابن سعد (ج2 ص 220): (... فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله: مرِ الناس فليصلوا...). وعلى هذا فإن نص الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على أبي بكر غير ثابتحتى عند أهل السنة أنفسهم، بلالثابت أنه أمر الناس بأن يصلي بعضهم فيهم.




                  • الإثارة الثانية: إذا كانت هذه الرواية صحيحة فلماذا لم يستدل بها أبو بكر في اجتماع السقيفة، إذ إنها دليل قوي على أنه المرشح للخلافة. والثابت تاريخياً أن أبا بكر لم يستدل على أحقيته بالخلافة بهذه الحادثة المزعومة.



                  • الإثارة الثالثة:
                  عندما ننظر إلى حديث (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وتكملته، نكتشف أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن راضيا بإمامة أبي بكر ولم يأمره أصلاً بذلك. فنتأمل جيداً: (فلما دخل أبو بكر في الصلاة، وجد رسول الله في نفسه خفة، فقام يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض حتى دخل المسجد ونحّى أبا بكر وصلى بالناس) صحيح البخاري (ج2 ص 162 وغيره). وهذا يدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن قد أمر أبا بكر بالصلاة بالناس، لأنه إن كان الأمر كذلك فلم خرج من مسكنه ما إن سمع صوت أبا بكر يكبّر تكبيرة الإحرام (يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض) أي أنه كان في غاية المرض والتعب إلى الدرجة التي خرج فيها متكئا ومستنداً لا على رجل واحد بل على رجلين، وقد كانت قدماه الشريفتان تخطان على الأرض أي لا يستطيع الوقوف عليهما من شدة التعب؟!



                  • الإثارة الرابعة: ثبت في جميع طرق هذا الحديث بروايته التامة أنه بعدما افتتح أبو بكر الصلاة، خرج النبي (صلى الله عليه وآله) يتهادى بين رجلين هما علي (عليه السلام) والفضل بن العباس فصلى بهم إماماً وتأخر أبو بكر عن موضعه فصلى مؤتماً بالنبي عن يمينه. وقد أثبت ذلك تحقيقاً أبو الفرج بن الجوزي (من علماء أهل السنة) في كتاب صنفه لهذا الغرض، فقسمه إلى ثلاثة أبواب جعل أولها في إثبات خروج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى تلك الصلاة وتأخيره أبا بكر عن إمامتها، وخصص الباب الثاني في بيان إجماع الفقهاء على ذلك، فذكر منهم: أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وأثبت في الباب الثالث وهن الأخبار (ضعفها) التي وردت بتقدم أبي بكر في تلك الصلاة، ووصف القائلين بها بالعناد واتباع الهوى (انظر كتابه بعنوان: آفة أصحاب الحديث).
                  -
                  وقال ابن حجر العسقلاني: تضافرت الروايات عن عائشة بالجزم بما يدلّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان هو الإمام في تلك الصلاة (انظر كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج2 ص 123).ومن هنا عرفنا أن رسول الله (عليه وآله الصلاة والسلام) خرج حتى أتى المسجد وتقدم فنحّى أبا بكر عن مقامه وقام في موضعه، ولو كانت إمامته بأمره (صلوات الله عليه وآله) لتركه على إمامته وصلى خلفه، كما ذكر أهل السنة من أنه (صلى الله عليه وآله) خلف عبد الرحمن بن عوف.




                  • الإثارة الخامسة: مما يعزز هذه الحقيقة، ما ورد في كتب السنة عن ابن عباس من أنه قبل أن يؤذن بلال لتلك الصلاة قال النبي (صلى الله عليه وآله): (ادعوا علياً). فقالت عائشة: لو دعوت أبا بكر! وقالت حفصة: لو دعوت عمر! وقالت أم الفضل: لو دعوت العباس! فلما اجتمعوا رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه فلم يرَ علياً (عليه السلام)!! (انظر مسند أحمد: ج1 ص 356 وتاريخ الطبري: ج3 ص 196). وعلى هذا يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دعا علياً (عليه السلام) للصلاة بالناس، لكن أزواجه منعنه من ذلك لأنه كان - بأبي هو وأمي - طريح الفراش عليلاً.



                  • الإثارة السادسة: ذكر ابن أبي الحديد والطبري وابن الأثير (من علماء أهل السنة) أن عائشة هي التي أمرت بلالاً أن يأمر أباها بالصلاة بالناس، فاعتقد بلال أنه أمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله ويدلل على ذلك أنه (صلى الله عليه وآله) ما إن أتم الصلاة بعد إزاحة أبي بكر عنها توجه إلى عائشة موبخاً قائلاً لها: (إنكن لصويحبات يوسف) وذلك لغضبه الشديد عليها لأنها بادرت إلى تعيين أبيها بدلاً من علي (عليه السلام) للصلاة. (انظر شرح نهج: ج9 ص 197 وتاريخ الطبري: ج2، ص 429 والكامل في التاريخ: ج 2 ص 322 وسيرة ابن هشام: ج 4 ص 301).وقد طعن ابن عباس في هذا الحديث طعناً عبقرياً لم ينتبه إليه أحد، إذ كانت عائشة تقول في روايتها لهذا الحديث: (خرج النبي يتهادى بين رجلين، أحدهما الفضل بن العباس) ولا تذكر الرجل الآخر، فلما عرض أحدهم حديثها على عبد الله بن عباس قال: فهل تدري من الرجل الذي لم تسمّه عائشة؟ قال: لا. قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ولكن عاشة لا تطيب له نفساً بخير! (انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج2 ص 123 والمصنف لعبد الرزاق: ج 5 ص 429).



                  • الإثارة السابعة: أثبت كثير من أصحاب التاريخ والسير أن أبا بكر كان أيام مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأخير، مأمور بالخروج في بعثة أسامة المتوجه إلى الشام، وكان الرسول (عليه وآله السلام) يشدد كثيراً في إنفاذ هذا الجيش وقد لعن المتخلف عنه، فكيف ينسجم هذا الأمر مع تقديمه أبا بكر للصلاة؟ ناهيك عن قصد الإشارة إلى استخلافه! (انظر الطبقات الكبرى: ج 4 ص 66 وتهذيب تاريخ دمشق: ج 2 ص 395 وتاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 77 وتاريخ الخميس: ج 2 ص 172 وغيرها).



                  • الإثارة الثامنة: إن علماء أهل السنة يقولون بالفصل بين إمامة الصلاة والإمامة العامة، إذ يقول ابن حزم: (أما من ادعى أنه (أي أبا بكر) إنما قدّم قياساً على تقديمه إلى الصلاة، فباطل بيقين، لأنه ليس كل من استحق الإمامة في الصلاة يستحق الإمامة في الخلافة، إذ يستحق الإمامة في الصلاة أقرأ القوم وإن كان أعجمياً أو عربياً، ولا يستحق الخلافة إلا قرشي؛ فكيف؟ والقياس كله باطل) (الفصل: ج 4 ص 109).
                  والأغرب من ذلك أنهم حتى يثبتون صحة دعواهم في استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر نسبوا حديثاً مكذوباً لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول فيه: (لقد رضي رسول الله أبا بكر لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا)، مع العلم أن الثابت في صحاح السنة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر وإنما كانت بيعة صورية أكرهوه عليها بعد ستة أشهر، فكيف ذلك؟ كما أن الصحيح المشهور عنه (صلوات الله عليه) خلاف ذلك، فجوابه كان حين بلغه احتجاج أبي بكر وعمر في السقيفة بأنهم قوم النبي وأولى الناس به، قال (عليه السلام) كما في نهج البلاغة:
                  (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة) حيث إن أهل بيت النبي (عليهم السلام) هم أقرب الأقرب!!



                  • الإثارة التاسعة:روى السنة أن عبد الرحمن بن عوف قد صلى إماماً بالمسلمين وكان فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما كان قد عاد للتو إلى المدينة، فعلى تلك الرواية ينبغي للعامة أن يقدموا ابن عوف على أبي بكر لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) خلفه ولم يثبت أنه صلى خلف أبي بكر! (انظر مسند أحمد: ج 3 ص 248 وصحيح مسلم باب الطهارة وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وسنن النسائي). كما رووا أن عمرو بن العاصكان أميراً على جيش ذات السلاسل، وكان يؤمهم في الصلاة حتى صلى بهم بعض صلواته وهو جنب، وفيهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة! فهل يستدل من هذا على أن عمرو بن العاص أفضل من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وأولى بالخلافة منهم؟ (انظر سيرة ابن هشام: ج 4 ص 272 والبداية والنهاية: ج 4 ص 312).




                  • الإثارة العاشرة:إن إمامة الصلاة وفقاً لمدرسة أهل السنة والجماعة لا يترتب عليها أي فائدة في التفضيل والتقديم، فالفقه عندهم يجيز إمامة المفضول على الفاضل، بل يجيز إمامة الفاسق والفاجر لأهل التقوى والصلاح، وكثيراً ما نرى الاستدلال على ذلك بصلاة بعض الصحابة خلف الوليد بن عقبة وهو سكران، وصلاتهم خلف أمراء بني أمية ممن لم تكن له فضيلة تذكر!


                  فهذه إثارات عشر - وغيرها كثير - تنقض القصة المذكورة حول أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد قدّم أبا بكر للصلاة. وحقيقة ما حدث نجده في الرواية المنطقية التي وردت في كتبنا وهي تقول: (... إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما مرض كان بلال يأتيه في كل فريضة فيقول: الصلاة يا رسول الله. فإن قدر (صلوات الله عليه وآله) على الخروج خرج وصلى بالناس، وإن لم يقدر أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يصلي بهم.
                  وذات يوم جاءه بلال يؤذنه بصلاة الفجر، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى الصلاة يرحمكم الله. وكان رأس النبي (صلى الله عليه وآله) في حجر خليفته علي (عليه السلام)، فقال يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي. فعندئذ قالت عائشة: مروا أبا بكر فليصل بالناس! ولما بلغ الخبر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) غضب وخرج معصّب الرأس، يتهادى بن علي (عليه السلام) والفضل بن العباس ورجلاه تخطان على الأرض من الضعف، فتقدّم ونحّى أبا بكر عن المحراب وصلى بالناس جالساً،


                  المصادر:


                  رواه من الصحابة على وأبو بكر وابن عباس وأنس بن مالك وسعد بن أبي وقاص وحبشى بن جنادة وعمران بن حصين .

                  1 . مسند أحمد : ج4 ص164 و165 عن يحيى بن آدم وحبشى بن جنادة .
                  2 . فضائل الصحابة للنسائى : ص15 .
                  3 . سنن الترمذى: ج5 ص300 ح3803. قال هذا حديث حسن غريب صحيح.
                  4 . سنن ابن ماجة : ج1 ص44 الحديث119 عن حبشى بن جنادة .
                  5 . مجمع الزوائد : ج3 ص239 . عن أبي بكر الصديق .
                  6 . مسند أبي يعلى : ج1 ص100 الحديث104 .
                  7 . أسد الغابة لابن أثير : ص1910 عن عمران بن حصين .
                  8 . المعجم الكبير للطبراني : ج11 ص316 . عن ابن عباس .
                  9 . الجامع الصغير للسيوطى : ج2 ص177 الحديث5595 .
                  10 . كنز العمال : ج11 ص603 الحديث32913 .
                  11 . السنن الكبري للنسائى ج5 ص45 ح8147 وص128 ح8458 ـ 8462 .
                  12 . خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ص90 وص92 .
                  13 . كشف الخفاء للعجلوني : ج1 ص205 الحديث618 .
                  14 . فيض القدير للمناوى : ج4 ص470 الحديث5595 .
                  15 . كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم : ص552 الحديث1189 وص595 الحديث1384 عن سعد بن أبي وقاص .
                  16 . شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : ج1 ص305 ح309 وص308 ح315 وص317 الحديث327 عن ابن عباس وأنس بن مالك .
                  17 . فتح الباري لابن حجر : ج8 ص66 وص241 عن أنس .
                  18 . جامع البيان للطبري : ج10 ص84 الحديث12727عن الباقر .
                  19 . المنتخب من ذيل المذيل للطبري : ص67 عن حبشى بن جنادة .
                  20 . تفسير ابن كثير : ج2ص347 .
                  21 . السيرة النبوية لابن كثير : ج4 ص424 عن يحيى بن آدم .
                  22 . المناقب للخوارزمى : ص165 الحديث196 .
                  23 . ذكر أخبار اصبهان للاصفهاني : ج1 ص253 عن حبشى .
                  24 . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6ص168وفى مواضع أخري من كتابه
                  25 . تحفة الأحوذى للمباركفورى : ج10 ص152 عن حبشى بن جنادة .
                  26 . الدر المنثور للسيوطى : ج3 ص209 عن سعد بن أبي وقاص .
                  27 . سيرة ابن هشام : ج4 ص972 عن محمد بن على الباقر .
                  28 . البداية والنهاية لابن كثير : ج5 ص45 عن محمد بن على الباقر .
                  29 . ينابيع المودة للقندوزى : ج1 ص169 الحديث9 عن حبشى بن جنادة .
                  30 . حلية الأولياء للاصفهاني: ص73عن حذيفة وفى ص1315عن زيد بن أرقم
                  31 . لسان الميزان لابن حجر : ص432 عن حذيفة . اخينا توحيد اين الاستثناء المزعوم ؟؟؟؟
                  ويبقى السؤال : نريد حديثا واحد يخبرنا ان الرسول الاعظم امر عليا بالخروج مع جيش اسامة ؟؟؟؟؟


                  تعليق


                  • #54
                    يا توحيد ......... رباني ......... وكفى هروبا من اسألتك .........

                    تعليق


                    • #55
                      الأخت راهبة الدير كم دليلاً تريدين على عدم أمانتك العملية !!!


                      وإلى الآن الأخت راهبة الدير لم تأتي برواية صحيح فيها يلعن من خلقه القرآن ومن نهانا أن نكون لعانين سبابين شتامين بذيئين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ويلعن من عليه والصلاة السلام يلعن المسلمين ( أصحابه )


                      هيا يا أخت راهبة الدير تكرمي علينا براوية واحد فقط ( وهي سوف تكفيني لإتباع الحق ) لا أريد إلا رواية واحدة فقط لا غير !!!

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                      استجابة 1
                      10 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                      ردود 2
                      12 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      يعمل...
                      X