التربية طرق وليست طريقاً واحداً وهي في النتيجة (علم) و(أدب) و(فن) ومنها ما يُلهَمهُ الإنسان المربّي (أباً أو أماً) بالفطرة، ومنها ما يأتي بالاكتساب والخبرة والتجربة، وليس هناك ـ حتى وإن أدّعى ـ من يمتلك كلّ الحصائل التربوية ويجيد استخدامها بدرجة عالية من دون الحاجة الى تجارب تربوية أخرى يستند إليها أو يستفيد منها. كما أن كتب التربية ـ قديمها وحديثها ـ لم تتوافر على استقصاء كلّ التجارب التربوية النافعة والصالحة لتضعها بين يدي القارئ قائلة: هذه هي طرق وأساليب التربية برمّتها ولست بحاجة إلى سواها.
إذا كانت المسألة كذلك، فسوف لن يعجزنا البحث عن تجارب ووسائل عملية قريبة المنال يمكننا التقاط اكثرها صلاحاً وصلاحية لتوظيفها أو ضمّها مع ما لدينا من تجارب ذاتية في هذا المجال. فالأب والأم على السواء لا يعدمان أصدقاء وصديقات أو الأقرباء والجيران ممن يترافدون معه في تجاربه في تربية أبنائه وبناته، فقد يفتح لي أسلوب لم أعهده ولم أجرّبه باباً لحل مشكلة استعصت علي، أو يساعدني في تجريب ما لم أجرّبه في الوصول إلى نتائج أفضل، فليس عيباً أن أسأل صديقي أو جاري: كيف تتعامل مع ابنك المراهق في مثل هذه الحالة أو تلك؟ وليس محرجاً ولا انتقاصياً أن تسأل الأم أمّاً أخرى في كيفية تعاطيها مع ابنتها في هذه المسألة أو تلك المشكلة.. العيب والاحراج والانتقاص أن يكون الماء مبذولاًُ لشاربه ونحن نكابر على عطشنا ولسنا في موارد الصيام حتى يكون ذلك من دواعي الفخر والاعتزاز، بل نحن أشدّ ما نكون حاجة لأيّ سبيل نافع نسلكه وصولاً لاداء اعظم مهماتنا على الاطلاق وعلى خير وجه.
ومما ينبغي الانتباه إليه هو أن (تبادل التجارب) لا يعني (استنساخ التجارب) فقد تنجح عملية الاستنساخ في مواقع، وقد تحتاج التجربة إلى شيء من التنقيح والتعديل، وقد تفتح لي أفقاً في تحويرها بما يناسبُ أولادي وبناتي بما أعرفه من خصوصيات طبائعهم وأمزجتهم وشخصياتهم.
وقد يكون نافعاً أحياناً الاشارة إلى النموذج الحيّ إذا كان معروفاً لدى الاولاد والبنات فيكون دافعاً للاقتداء والتأسي، وقد يكون مضراً أو يؤدي الى نتائج عكسية أو سلبية في حال استشعار الغيرة والحسد، ولذا فإنّ قدرة الأبوين على توظيف التجارب التي يستقونها من المحيط الخارجي توظيفاً سليماً وبما لا يتسبب في خدش المشاعر والاحاسيس، هي التي تعطي للتجربة المستقاة حيويتها في المحيط الجديد الذي يراد تجربتها فيه، وقد لا يكون من الضروري الاشارة إلى مصدر التجربة، بحيث يتم التعامل معها كما لو كانت من بنات أفكار الاب والام، ولعل ذلك هو الاصلح في الغالب أو العديد من الحالات.
إذا كانت المسألة كذلك، فسوف لن يعجزنا البحث عن تجارب ووسائل عملية قريبة المنال يمكننا التقاط اكثرها صلاحاً وصلاحية لتوظيفها أو ضمّها مع ما لدينا من تجارب ذاتية في هذا المجال. فالأب والأم على السواء لا يعدمان أصدقاء وصديقات أو الأقرباء والجيران ممن يترافدون معه في تجاربه في تربية أبنائه وبناته، فقد يفتح لي أسلوب لم أعهده ولم أجرّبه باباً لحل مشكلة استعصت علي، أو يساعدني في تجريب ما لم أجرّبه في الوصول إلى نتائج أفضل، فليس عيباً أن أسأل صديقي أو جاري: كيف تتعامل مع ابنك المراهق في مثل هذه الحالة أو تلك؟ وليس محرجاً ولا انتقاصياً أن تسأل الأم أمّاً أخرى في كيفية تعاطيها مع ابنتها في هذه المسألة أو تلك المشكلة.. العيب والاحراج والانتقاص أن يكون الماء مبذولاًُ لشاربه ونحن نكابر على عطشنا ولسنا في موارد الصيام حتى يكون ذلك من دواعي الفخر والاعتزاز، بل نحن أشدّ ما نكون حاجة لأيّ سبيل نافع نسلكه وصولاً لاداء اعظم مهماتنا على الاطلاق وعلى خير وجه.
ومما ينبغي الانتباه إليه هو أن (تبادل التجارب) لا يعني (استنساخ التجارب) فقد تنجح عملية الاستنساخ في مواقع، وقد تحتاج التجربة إلى شيء من التنقيح والتعديل، وقد تفتح لي أفقاً في تحويرها بما يناسبُ أولادي وبناتي بما أعرفه من خصوصيات طبائعهم وأمزجتهم وشخصياتهم.
وقد يكون نافعاً أحياناً الاشارة إلى النموذج الحيّ إذا كان معروفاً لدى الاولاد والبنات فيكون دافعاً للاقتداء والتأسي، وقد يكون مضراً أو يؤدي الى نتائج عكسية أو سلبية في حال استشعار الغيرة والحسد، ولذا فإنّ قدرة الأبوين على توظيف التجارب التي يستقونها من المحيط الخارجي توظيفاً سليماً وبما لا يتسبب في خدش المشاعر والاحاسيس، هي التي تعطي للتجربة المستقاة حيويتها في المحيط الجديد الذي يراد تجربتها فيه، وقد لا يكون من الضروري الاشارة إلى مصدر التجربة، بحيث يتم التعامل معها كما لو كانت من بنات أفكار الاب والام، ولعل ذلك هو الاصلح في الغالب أو العديد من الحالات.
تعليق