إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

    قال تعالى(( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدّقا ً لما بين يديه إنّ الله بعباده لخبير ٌ بصير* ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابق ٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفوز الكبير* جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلــّـون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)). ســـورة فــاطر آية31 > 33
    فإيراث الكتاب تركه عند الغير ليقوم بأمره بعده والكتاب هنا جاء بمعنى المعارف القرآنية. كما أنّ التعبير بالعباد المصطفين في الآية هنا يشير إلى ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل التي ينحدر منها رسول الله(ص) باعتبار أنّ المصطفين ذرية ٌ بعضها من بعض قال تعالى(( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العلمين * ذرية ٌ بعضها من بعض والله سميعٌ عليم)) )) ويؤكد ذلك قوله تعالى((وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا ً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)) فهذه الآيات تشير إلى دعاء إبراهيم وإسماعيل وطلبهما من الله أن يجعل في ذريتهما جماعة ًمسلمة ً تحمل المعارف الإلهية وقد استجاب الله لهما وهذا ما يشير إليه قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)). أما الإصطفاء فهو مأخوذ ٌ من صفوة الشيء أي خلوّه من الشوائب فالمصطفون هم المعصومون الذين لا تشوب طاعتهم لله أيّ ذنبٍ أو معصيةٍ أو إثمٍ . كما أنّ كلمة المصطفين جاءت بصيغة مفعول ٍ في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الله هو الذي عصمهم واختارهم واستخلصهم لنفسه ولكنّ الآية القرآنية بعد أن ذكرتْ أنّ هناك مصطفون قد أورثوا الكتاب بعد رسول الله , استدركتْ لتوضّح بأنّ الإصطفاء هنا جاء من باب التعبير عن الجزء بالكل أي أنها عبّرتْ عن الذرية التي ينحدر منها المصطفون(السابقون بالخيرات بإذن الله) بأنها ذرية ٌ مصطفاة ٌ بالرغم من وجود الظالمين لأنفسهم والمقتصدين فيها وبعبارةٍ أخرى فإنّ الآية أرادت أن تشير إلى أنّ هناك أفراداً مصطفين من تلك الذرية لا أنّ كل فردٍ من تلك الذرية مصطفى وهذا الأسلوب شائعٌ في القرآن الكريم كما في قوله تعالى(( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين)) سورة البقرة آية 47 وقد أشار القرآن إلى نوع هذا التفضيل في قوله تعالى(( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ً وآتاكم ما لم يُؤتِ أحدا ً من العالمين)) سورة المائدة آية 20 إذاً هذه الآيات تشير إلى أنّ التفضيل هنا للأنبياء من بني إسرائيل على غيرهم من العالمين لا أنّ كلّ فردٍ من بني إسرائيل مفضّلٌ على غيره من العالمين كما أنّ الآيات أرادت أن تشير إلى أنّ هناك ملوكاً من قوم موسى لا أنّ كل فردٍ من قوم موسى هو ملكٌ . إذاً فالآية القرآنية تقسِّم الذرية التي أورثها الله الكتاب أي الذرية التي حملت الكتاب واعتقدت وآمنت بما فيه إلى ثلاثة أقسام فقسمٌ هم الظالمون لأنفسهم أي المقصِّرين في الطاعة وقسمٌ هم المقتصدون أي الملتزمين بعموم الطاعات وقسمٌ هم السابقون بالخيرات بإذن الله وهم المعصومون وهذا القسم الأخير من تلك الذرية هم الذين اصطفاهم الله ويؤكد ذلك تقييد الآية لهم بأنهم سابقين بالخيرات بإذنٍ من الله في إشارةٍ إلى العناية الخاصة من الله بهم وهو هنا الإصطفاء. والظاهر بأنّ هذه الأصناف الثلاثة جميعهم في الجنة ويؤكد ذلك وصف الآية اللاحقة للذين أورثوا الكتاب بأنهم في الجنة قال تعالى(( جنات عدنٍ يدخلونها)) ويؤكد ذلك أيضاً وصف الذين لم يحملوا هذا الكتاب ولم يعتقدوا به في الآيات اللاحقة بأنهم في النار قال تعالى((والذين كفروا لهم نار جهنم)) وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة:
    1ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( ولد فاطمة(ع) والسابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام)). الكافي ج1 ص215
    2ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال ((ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق يعني أهل الكوفة قال قلتُ يقولون إنها لهم قال مما يخوِّفهم إذا كانوا من أهل الجنة قلتُ فما تقول أنت جُعِلتُ فداك قال هي لنا خاصة يا أبا إسحاق أما السابقون بالخيرات فعلي والحسن والحسين والإمام منا والمقتصد فصائمٌ بالنهار وقائمٌ بالليل والظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفورٌ له)) تأويل الآيات ص 470
    3ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال((إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة إلى أن قال فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم قال المأمون ومن العترة الطاهرة فقال الرضا(ع) الذين وصفهم الله في كتابه فقال( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله إني مخلفٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض انظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلــِّموهم فإنهم أعلم منكم إلى أن قال فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين)) وسائل الشيعة ج 27 ص 188
    4ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي وفاطمة(ع))). مستدرك الوسائل ج17 ص332
    5ـ عن الصادق(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هم آل محمد والسابق بالخيرات هو الإمام)). بحار الأنوار ج23 ص217
    6ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( نزلت فينا أهل البيت قال أبو حمزة فقلت بأبي أنت وأمي فمن الظالم لنفسه منكم قال من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالمٌ لنفسه فقلت من المقتصد منكم قال العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين فقلت فمن السابق منكم بالخيرات قال من دعا والله إلى سبيل الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضداً ولا للخائنين خصيماً ولم يرضَ بحكم الفاسقين إلاّ من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعواناً)) بحار الأنوار ج 23 ص 214

  • #2
    بارك الله فيك عزيزي وفقك الله تعالى

    من طول في الغيبة جاء بالغنائم

    شكر الله سعيك

    تعليق


    • #3
      ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما

      تعليق


      • #4
        اخي العزيز هنالك اية كريمة في القران الكريم لم يتدبروا فيه فان من وراء ذلك معنى عظيم

        و الاية هذه :

        اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا

        انت و الكل يعلم ان اسرائيل هو من ذرية ابراهيم و لكن لماذا افردت و قال ( ومن ذرية ابراهيم واسرائيل ) و لم يقل ذرية ابراهيم فقط , اذ اسرائيل من ذرية ابراهيم , و هذا التكرار اذا لم يكن دون سبب , يكون طعنا بالقران الكريم لانه يكون تكرارا لا داعي له و جزافا لا فائدة منه و العياذ بالله , فما هو السبب .

        نحن نعلم ان اسرائيل من ذرية اسحاق و يعقوب على رسول الله و اله و عليهما افضل الصلاة و السلام , فبذا يتضح ان المقصود من ذرية ابراهيم هنا , نسل اسماعيل , و المقصود من ذرية اسرائيل , هو نسل اسحاق , الان بما عرفنا المقصود من ذرية ابراهيم و اسرائيل , فلننظر بما وصفهم الله تعالى في هذه الاية الكريمة ,

        اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا

        و قد يقول سائل ان الله عزو جل قال في هذه الاية الكريمة , ان المقصود من المنعمين هم الانبياء فقط لوجود حرف التبعيض , من , في قوله تعالى ( من النبيين ) , نجيبه قائلين ان في هذه الاية الكريمة تكررت حرف التبعيض , من , اكثر من مرة , هذا مضافا الى ان ذرية اسماعيل حسب الظاهر لم يكونو كلهم انبياء , و انت بما تقدم من كلامنا عرفت بان المقصود من ذرية ابرتهيم هنا , هم نسل اسماعيل , و ايضا هذا مضافا الى قوله تعالى شانه و تقدس ( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ) فان الانعام ليست مختصة بالنبيين فقط بل يشمل غيرهم من الصديقين و الشهداء و الصالحين ايضا .

        هنا توجد نقظة يجب ان نلتفت اليها و هي في ذيل الاية الكريمة , انت عرفت ان من المنعم عليهم هم الصديقين و الشهداء , الان انظر الى ذيل الاية الكريمة المتقدمة الذكر ( وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا )

        انت تعلم بما تقدم من البحوث ما معنى الشاهد و الشهيد في القران , انه بمعنى الشاهد على الاعمال , و لا تستعمل لفظة الشهيد في القران بمعناه العرفي المقتول , اذ يستخدم بدل من ذلك و الذين يقتلون في سبيل الله ,

        الان و بعد هذه المقدمة نرجع الى بحثنا الذي نريد ان نربطه مع الشهداء ( الشهداء على الاعمال ) انت تعلم ان القران يفسر بعضه بعضا , تدبر هذه الاية الكريمة :

        ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )

        الاية تتحدث عن اشخاص من ذرية ابراهيم يكونون هم من الشهداء على الناس و رسول الله عليهم شهيدا , الان انظر الى اول اية في بحثنا هذا ( وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) ترى ان المجتبون هم نفسهم الشهداء و هم من ذرية ابراهيم .

        و لكن من هم هولاء , انت اذا تدبرت في اية الشهادة ( الشهادة على الاعمال ) :

        ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )

        ترى ان هولاء الشهداء المقصودين في هذه الاية الكريمة , هم يكونون بعد رسول الله صلى الله عليه و اله الاطهار , ( وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) و هم من ذرية ابراهيم عليه السلام ومن ذرية رسول الله صلى الله عليه و اله الاطهار , فهم ال محمد اللهم صل على محمد و ال محمد الاطيبين الاطهرين . و هم المقصودون في :

        ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين

        انظر الى معنى الولاية هنا


        انه ليس بغريب اذهم , اي الذين امنوا في هذه الاية الكريمة (اعلاه) هم نفسهم الذين امنوا في هذه الاية :
        انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون

        قبل ان انتقل الى النقطة الثانية
        انظر الى هذه الفقرة من هذه الاية الكريمة ( يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) الان ارجع و اقرئ اية الشهادة (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )


        هل ترى كيف تنطبق الاوصاف , انها ايات القران الكريم , يفسر بعضها بعضا .

        ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين

        و انظر الى معنى الاولوية هنا :

        ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول و اولي الامر منكم )

        و صلى الله رسوله محمد و ال بيته الاطيبين الاطهرين و اللعنة الدائمة و الوبيلة على اعدائهم و ظالميهم اجمعين .



        تعليق


        • #5
          عزيزي لواء الحسين
          بداية ً أعتذر لطول الغياب

          عزيزي لواء الحسين
          لقد أحسنتَ و أجدتَ وبرعتَ وأصبتَ و.....ماذا أقول...شكراً جزيلاً لك فما أروع تلك اللفتات واللمحات التي أشرتَ إليها في مداخلتك
          نعم إنّ المتأمل في آيات الله يدرك تلك الحقيقة جيداً يقول تعالى(( الله الذي نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانيَ تقشعرُّ منه جلود الذين يخشون ربهم)) وكلمة مثاني مأخوذة من الثني أي أنّ آيات القرآن تنثني بعضها على بعض وتفسّر بعضها بعضاً وتصدّق بعضها بعضاً

          إنّ مما يُؤسف له أنّ الكثيرين ممن يقرأون القرآن لا يتدبّرون آياته وإلاّ لأدركوا بأنّ المقصود من ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل أو آل إبراهيم الموصوفون بالمجتبين والمصطفين والشهداء والصديقين والصالحين هم آل محمد(صلوات الله عليهم)

          على أي حال ستكون لنا إن شاء الله وقفة مع كل آية من الآيات التي ذكرتها عزيزي لواء الحسين ولكن في أبحاث مستقلة عن هذا البحث وإن شاء الله تكون تلك اللفتات التي أشرتَ إليها عزيزي لواء مقدمة ً للأخوة الأعزاء ليتدبّروا فيها إلى أن تأتي أبحاثها الخاصة بها

          تحياتي الخالصة لك

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك مولاي العزيز

            شكر الله سعيك

            نحن باشد الشوق لابحاثكم الكريمة مولاي العزيز

            جزاكم الله خيرا كثيرا

            نسئلكم الدعاء

            تعليق


            • #7
              عزيزي لواء الحسين
              مولاك رسول الله(صلى الله عليه وآله)
              ومنكم نستفيد أيضاً عزيزي
              جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية المصطفين السابقين بالخيرات محمد وآل محمد

              تعليق


              • #8
                اللهم صلي على محمد وآل محمد

                تعليق


                • #9
                  يرفع عاليا ليستفيد منه الإخوة الكرام

                  تعليق


                  • #10
                    الاخ باقر علم النبيين
                    كيف حالكم؟
                    لا ادرى ما مقدار علمك أ كان غزيرا ام ضحلا
                    ولكنى اضع بين يديك بحثا لاحد الزيديين وطبعا هو ينتصر لمذهبه
                    بعد ان تقرأ البحث رجاءا قل رايك فيه
                    باقى الاخوة الشيعة ايضا مدعوون لقول رايهم فى البحث
                    واخص بالذكر اخى صندوق العمل طالبا منه ان يدلى بدلوه ويقول رايه
                    وللبحث بقية سوف احضرها ان طلبتم ذلك
                    اللهمّ صل على محمد وآل محمد ...........
                    تمهيد الحِوار :
                    * اتففت الزيدية والجعفرية على أنّ الإمام بعد رسول الله (ص) ، هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وأنّ الإمام بعد علي هو الحسن بن علي (ع) ، وأنّ الإمام بعد الحسن هو الحسين بن علي (ع) ، كلّ هؤلاء أئمّة بنصّ رسول الله (ص) ، وأئمة بالاستحقاق إذا ما قورِنَ حالهم وفضلهم بحال غيرهِم.
                    * ثمّ اختلفت الزيدية والجعفرية بعد الإمام أبي عبدالله الحسين (ع) ، فقالت الجعفرية أنّ الإمامة مازالت مُستمرّة بالنّص وأنّها في تسعة من أبناء الحسين ، ابتداءً بعلي بن الحسين زين العابدين ، ثمّ ابنه الباقر محمد بن علي ، ثمّ ابنه الصادق جعفر بن محمد ، ثمّ ابنه الكاظم موسى بن جعفر ، ثمّ ابنه الرّضا علي بن موسى ، ثمّ ابنه الجواد محمد بن علي ، ثمّ ابنه الهادي علي بن محمد ، ثم ابنه العسكري الحسن بن علي ، ثمّ ابنه المهدي محمد بن الحسن العسكري الغائب منذ عام 255 هـ حتى عامنا هذا (1428هـ) ، وقالت الزيدية أنّه لم يثبُت نصّ من رسول الله (ص) بعد الحسين بن علي (ع) ، وإخبارات الرّسول (ص) بفضل أهل البيت يدخل فيها أبناء الحسن والحسين ، كخبر الثقلين والسفينة والنجوم ، فهم أئمةٌ الناس في أديانهِم ، والدين فلا يفترق عن السياسة ، فمتى كان الرجل متبوعاً لعلمه وفضله كان واجباص أن يكون زمام الأمّة بيده لأنّه لن يُخرِجَهُم من اهتداءٍ إلى ضلال ، من نورٍ إلى ظُلمَة ، خُصوصاً إذا كان مِصباحُ هذا المتبوع الفاطمي هُو كتاب الله تعالى ، وصحيح سنة رسول الله (ص) ، وإجماع علي والحسن والحسين ومَن حذا حذوهُم من أبنائهم ، فهذا يعصمهُ من الولوج بالنّاس في مُكفهرّات الأمور ، نعم! فقالت (الزيدية) أنّ الإمامة بعد الحسين (ع) هي في أفضل النّاس ، ليسَ هذا وحسب ، بل في مَن ضمن الله والرّسول أن تكون جماعتهُم على الحق إلى ورود الحوض ، ولارتباط الدين والسياسة ، وأنّ السياسة لا تَصلُح إلاّ بعلم ، قالت أنّ أهل البيت سادات بني الحسن والحسين هم أهل الإمامة .
                    * موضع الاختلاف إذاً هو الدليل الذي استدلّت به الجعفرية على الإمامة النصيّة بعد أبي عبدالله (ع) ، الذي استدلّت به أنّ الأئمّة تسعة بعد الحسين (ع) ، لأنّه إن ثبتَ هذا سقطَ قول الزيدية رأساً .
                    النقطة الأولى : مُدراسة مَسألة النصّ على الأئمة التسعة بعد الحسين (ع) :
                    * نعترضُ على الجعفرية بقولِهم بالإمامة النصيّة بعد أبي عبدالله الحسين (ع) بأدلّة عدّة منها :
                    1- من القرآن الكريم :
                    كتاب الله تعالى يُخبرُ بأنّ اصطفاء الله تعالى لأهل البيت كان اصطفاءً عامّا لذرية الحسن والحسين ، وليسَ لذريّة الحسين فقط ، بل ليس لتسعة فقط من ذرية الحسين (ع) . قال الله تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)) [فاطر :32] ، والعِبادُ الذين اصطفاهُم الله تعالى فأورَثَهُم الكتاب ، بمعنى أورثَهُم الحقّ وأنّه لن يَخرُجَ منهم وعنهم إلى ورود الحوض ، فالحقّ مُلازمٌ لجماعةٍ منهم إلى يوم القيامة ، أخبرَ الله تعالى أنّ من هؤلاء العباد الذين اصطفاهُم مَن هُو (ظالمٌ لنفسه) بفعل المعاصي وإنزاله نفسه لمرتبةٍِ شرّفه الله عنها ، و (مُقتصد) عالمٌ عابد ، و ((سابقٌ بالخيرات)) عالمٌ عابدٌ عامِل مُجاهد ، فهلاّ أخبَرَنا الجعفريّة هَل هُناكَ عبادٌ مُصطَفونَ غير أئمتهم الإثني عشر ؟! ، إن قالوا : لا . قُلنا : فالآيَة القريبةُ خاصّةٌ بأئمّتكم دون غيرهم من النّاس (لأنّها إنّما خاطَبَت عباداً اصطفاهُم الله تعالى) ، فأخبرونا مَن مِن أئمّتكم (ظالمٌ لنفسه) ، ومَن من أئمتكم (مُقتصد) ، ومَن من أئمتكم (سابقٌ بالخيرات) ؟! أمّا إن قالوا : بلى ، هُناك عبادٌ مُصطفونَ من أمّة محمد بن عبدالله (ص) غير أئمّتنا . فعندها سنقول : أخبرونَا مَن هُم ؟! ومَا هُو الدليلُ على ذلك ؟! ثمّ لماذا خَصَصتُم التسعة من ولد الحسين بالاصطفاء دون بقية بني الحسن والحسين ، مع أنّ الله تعالى يُخبرُ أنّه اصطفى الجميع ، نعم ! خُلاصَة الإلزام السّابق هُو الخروج بأنّ هُناكَ عبادٌ اصطفاهُم الله تعالى غير أئمة الجعفرية التسعة ، بمعنى أنّ اصطفاء الله تعالى كان عامّا لذرية الحسن والحسين وليس اصطفاءً خاصّا للتسعة من ذرية الحسين . إن قالت الجعفرية : ما دليلُكم على أنّ الآية خاصّة بذرية الحسن والحسين (ولد فاطمة) ، فنحنُ قد نذهبُ كما ذهب غيرنا من مفسري أهل السنة إلى أنّ الآية عامّة في جميع الأمّة . قلنا سنذكرُ الدليل من كتب الجعفرية ، ومن كتب الزيدية ، ثمّ نُطالبُ بعد قراءة الدليل والتمعن فيه الجواب عن : لماذا خصّ الجعفرية التسعة من ولد الحسين بالاصطفاء الإلهي دون إخوتهم وبني عمومتهم ، مع أنّ النص كان عامّا شاملاُ لهُم جميعاً ، وبمعنى آخَر : لِماذا خصّت الجعفرية صفة السّبق بالخيرات (الأئمة) بتسعة من ولد الحسين ، مع أنّ صفة الظلم للنفس والاقتصاد والسّبق بالخيرات عامّة شاملة لجميع ولد فاطمة (أبناء الحسن والحسين) ، إذ الزيدية تقول من آية فاطر أنّ الظالم لنفسه هُو مقترف المعاصي من أبناء الحسن والحسين ، وأنّ المُقصد هو العالمُ العابدُ الزّاهد من أبناء الحسن والحسين ، وأنّ السّابق بالخيرات هو العالم العابدُ الزّاهد العاملُ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من أبناء الحسن والحسين ، نعم ! ودون تطويل ، فهذه أدلّة الفريقين :
                    من كتب الزيدية :
                    1- قال فقيه أهل البيت وعالهم الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (ع) (ت247هـ) :
                    (( ... وقال سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا}، وهذه الآية لأهلِ بيت رسول الله (ص) خّاصة [ أبناء الحسن والحسين ]، فالظالم لنفسه: الذي يقترف من الذنوب ما يقترف الناس، والمقتصد: الرجل الصالح الذي يعبد الله في منزله، والسابق بالخيرات: الشاهر سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ... )) اهـ ، من جامع آل محمد ، ج6، للشريف الحافظ محمد بن علي البطحاني الكوفي ( من ذريّة الحسن بن زيد بن الحسن ).
                    2- قال إمام أهل البيت الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط (ع) (ت298هـ) :
                    ((وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾[فاطر: 32]، فأخبـر بما ذَكَرنَا مِن اصطفَائهم [ أهل البيت ] عَلى الخلق، ثم ميَّزهم فذكر منهم الظالم لنفسه باتباعه لهوى قلبه، وميله إلى لذته؛ وذكر منهم المقتصد في علمه، المؤدي إلى الله لفرضه، المقيم لشرائع دينه، المتبع لرضاء ربه، المؤثر لطاعته؛ ثم ذكر السابق منهم بالخيرات، المقيمين لدعائم البركات، وهم الأئمة الظاهرون، المجاهدون السابقون، القائمون بحق الله، المنابذون لأعداء الله، المنفذون لأحكام الله، الراضون لرضاه، الساخطون لسخطه ، ... إلخ )) ، اهـ من كتاب القياس للإمام الهادي إلى الحق (ع) .
                    من كتب الجعفرية :
                    [ أولاً : أقوال أئمة الجعفرية في خصوصيّة آية فاطر بأهل بيت الرسول(ص) ] :
                    1- روى الصّفار في بصائر الدرجات (ص44) ، بسنده :
                    ((عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في هذه الآية : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا . . الآية ، قال : السابق بالخيرات الاِمام ، فهي في ولد علي وفاطمة عليهم السلام )) .
                    تعليق : تأمّل تأويل الباقر صلوات الله عليه للآية ، واشتمالِها بنصّه (ع) على أبناء علي وفاطمة ، وأبناء علي وفاطمة يدخلُ فيهم بنوا الحسن والحسين ، وهذا فدليلٌ على صحّة ما ذهبنا إليه من الاصطفاء العام من الله تعالى لبني فاطمة بعموم .
                    2- أورد المجلسي في البحار 23/218 :
                    ((عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجاً فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية : ثمأورثنا الكتاب . . الآية ؟ فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق ؟ يعني أهل الكوفة ، قال : قلت يقولون إنها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة ؟ ! قلت : فما تقول أنت جعلت فداك ؟ فقال : هي لنا خاصة يا أباإسحاق ، أما السابق بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا أهل البيت [ وأهل البيت هم ذرية فاطمة بني الحسن والحسين ] ، وأما المقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل ، وأما الظالم لنفسه ففيه ما جاءفي التائبين وهو مغفور له )) .
                    تعليق : وهُنا تأمّل إنكار الباقر (ع) ، لقول أهل الكوفة أنّ الآيَة لهُم ، يُريدون أنّها لجميع الأمة ، فيردّهم الباقر (ع) ، بقوله : ((هِيَ لَنا خاصّة)) ، أي هِيَ لنا يا بني فاطمة خاصّة دون بقيّة النّاس . وبني فاطمة يدخل فيهم بنوا الحسن والحسين ، فيكون هذا دليلاً على الاصطفاء العام من الله تعالى لهم جميعاً .
                    3- روى الشيخ الصدوق في أماليه ، المجلس التاسع والسبعون ، ص615 :
                    ((عن الريان بن الصلت، قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق والخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) . فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الامة كلها. فقال المأمون: ما تقول، يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة .. إلخ )) .
                    تعليق :وهُنا يُردّ الرضا علي بن موسى (ع) ، قولَ مَن قال أنّ العباد في الآيَة تعني جميع الأمّة ، ويُثبتُ صلوات الله عليه أنّ الآية تخصّ العترَة الطاهرة ، ولو تتبّعنا كامل الرواية المُشار إليها لوجدنا أنّه يقصد بالعترة جميع بني الحسن والحسين ، لا أنّهُ يعني أفراداً مُيّنين منهم .
                    4- روى في الثاقب في المناقب للطوسي (ص566) :
                    ((وعنه قال : كنتُ عندَ أبي محمّد [الحسن العسكري] عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى : ((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)) ؟ فقال عليه السلام : كلهم من آل محمد عليهم السلام ... إلخ . )) .
                    تعليق : وآل محمّد فهم ذرية الحسن والحسين .
                    5- روى ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني في أصول الكافي 1/215 :
                    ((عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية، قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام ... إلخ )) .
                    6- روى الصّفار في بصائر الدرجات (ص66) ، بسنده :
                    ((عن عمّار الساباطى عن أبى عبد الله عليه السلام : ((ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) قال : قال : هم آل محمد .. إلخ )) .
                    7- روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل (وهو كتاب لهُ مكانتُه عند الجعفرية) ، 2/156:
                    ((عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ، قَال : إنّي لَجَالِس عِندَهُ ، إذ جَاءَه رَجُلان مِن أهل العِراق ، فقالا : يا ابن رسول الله جئناكَ كَي تُخبِرَنَا عَن آياتٍ مِنَ القرآن . فَقَال : وَ مَا هِيَ ؟ قَالا : قول الله تعالى : ((ثمّ أورَثنا الكتاب الذين اصطَفينا)) فَقال (ع) : يَا [و] أهلَ العِراق أيش يقولون ؟ قَالا : يقولون : إنّها نَزَلَت في أمّة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فَقال : علي بن الحسين : أمّة محمّد كلّهم إذا في الجنة ! ! قّال : فَقلتُ مِنْ بَين القَوم : يَا ابن رسول الله فِيمَن نَزَلَت ؟ فَقَال : نَزَلت و الله فِينَا أهل البَيت ثَلاث مَرّات . قُلتُ : أخبِرنَا مَنْ فِيكُم الظّالِمُ لِنَفسِه ؟ قَال : الذي استوَت حَسَنَاتُه و سَيئاتُه و هو في الجنّة ، فَقلتُ : و المُقتصد ؟ قال : العابِد لله في بيته حتى يأتيه اليَقين ، فَقلت : السّابق بالخيرَات ؟ قَال : مَنْ شَهَرَ سَيفَه وَ دَعَا إلى سَبيلِ ربّه )) .
                    تعليق : وزين العابدين (ع) هُنا يردّ قولَ مَن قال أنّ لفظة العباد تعني جميع الأمة دون بني فاطمة أبناء الحسن والحسين . وهذا الأثر عن زيد العابدين (ع) نطقَ بعقيدة الزيدية ، وخالفَ على الجعفرية ، فالزيدية هي مَن تشترطُ الدّعوة في الإمام ، لأنّ الخروج بالسيف يعني إشهار الدّعوة ، وقول زين العابدين هذا هو نفس قول سادات أبناء عمومته من ساداتي بني الحسن والحسين ، فهذا حفيده الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (ت247هـ) ، يقول بنفس قول جده ، وقوله (ع) في السّابق بالخيرات : ((والسّابق بالخيرات: الشاهر سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، )) .
                    8- وجاء في تفسير أبي حمزة الثمالي ، ص276 ، لجامعه عبدالرزاق حسين حرز الدين ، والذي قدّم له الشيخ العلامة محمد هادي معرفة ، والصادر في إيران ، جاء فيه رواية عن الشيخ الصدوق تُشبه رواية الحسكاني ، اللهم ان الصدوق رواها عن أبي جعفر الباقر (ع) ، فجاء في التفسير ، ما نصّه :
                    ((249 - [ الصدوق ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي، قال حدثنا عبد الله بن يحيى، عن يعقوب بن يحيى، عن أبي حفص، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له: يابن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما: اسألا عما جئتما. قالا: اخبرنا عن قول الله عزوجل: ((ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرت بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير)) إلى آخر الآيتين. قال: نزلت فينا أهل البيت. قال أبو حمزة فقلت: بأبي أنت وامي فمن الظالم لنفسه ؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه. فقلت: من المقتصد منكم ؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين. فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضدا. ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا)) .
                    تعليق : وهُنا يُقال بقولنا السّابق ، ويُضاف أنّ قول الباقر (ع) نطق بعقدية الزيدية في اشتراط وجود النّاصر للقيام والدعوة وسلّ السيف .
                    9- روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل (وهو كتاب لهُ مكانتُه عند الجعفرية) ، 2/157:
                    ((عن أبي خالد ، عن زيد بن علي في قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب و ساق الآية إلى آخرها و قال : الظالم لنفسه المختلط منا بالناس و المقتصد العابد و السابق الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه )) .
                    تعليق : وهذا قول الزيدية بعينه .
                    [ ثانياً : أقوال مُفسّري وفقهاء الجعفرية في خصوصيّة آية فاطر بأهل بيت الرسول(ص) ] :
                    10- تفسير السيد محمد حسين الطباطبائي الجعفري لقول الله تعالى (( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطَفينا من عبادنا فمنهُم ظالمٌ لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابقٌ بالخيرات )) ، مع العلم أنّ هذا السيّد قد نطق بعقيدة الزيدية في الآية تماماً ، فتأمّل تفسيره الأمثل :
                    ملاحظة : ما بين الـ [ ] ، هُو زيادةٌ منّي للتوضيح ، [ ما كان باللون الأحمر فهو منّي ] والبقيّة من كلام السيّد.
                    (( وقيل وهو المأثور [ تأمّل] عن الصادقين ( عليهم السلام ) ، في روايات كثيرة مُستفيضة [تأمّل] ، أنّ المُراد بهم ذرية النّبي (ص) من أولاد فاطمة [ وهُوَ قول الزيدية ، وأولاد فاطمة هُم بنو الحسن والحسين] ، وهُم[ تأمّل] الدّاخلون في آل إبراهيم في قوله : " إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم ..." .... [ إلى أن قال ، مُفسّراً الطوائف الثلاث ] .... وقوله : " فمنُهم ظالمٌ لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات " ، يُحتمل أن يكون ضمير " منهُم " راجعاً إلى " الذين اصطَفينا " ، فيكون الطوائف الثلاث ، الظالم لنفسه والمُقتصد والسابق بالخيرات ، شُركاء في الوراثة [تأمّل ، فهذا هُو قولُ الزيدية] ، وإن كانَ الوارث الحقيقي [ من أولاد فاطمة ، بنو الحسن والحسين] العالم بالكتاب والحافظ له ، هُوَ السّابق بالخيرات .
                    [ إلى أن قال السيّد الطباطبائي ]
                    وما في الآية من المُقابلة بين الظالم لنفسه والمُقتصد ، والسّابق بالخيرات ، يُعطي أنّ المُراد بالظّالم لنفسه [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين] : مَن عليه شيء من السيئات وهُوَ مُسلمٌ من أهل القرآن لكونه مُصطفىً ووارثاً [ وهُوَ قول الزيدية ، وتأمّل شمول الاصطفاء للظالم لنفسه في كلام السيّد] ، والمُراد بالمُقتصد [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين] : المتوسّط الذي هو في قصد السبيل وسواء الطريق . والمُراد بالسابق بالخيرات بإذن الله [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين ، وهُوَ قول الزيدية دون الجعفرية ، فالجعفرية على كلام السيّد السّابق أثبتت اشتمال الآية على ذرية فاطمة بعموم ، في صفتي الظلم للنفس والاقتصاد ، ثمّ خصّصت صفة السّبق لبطنٍ من بطون ذريّة فاطمة ، بل لجزءٍ من بطن الحسين ، مثّله التسعة ، وهذا لا يستقيم ، فإمّا أن يقولوا أنّ المُقصود بالمُصطفين هم ذريّة فاطمة بعموم ، وعليه فعليهم تعميم جميع الطوائف عليهم وتجويز الإمامة في الحسني والحسيني ، وإمّا أن يقولوا أنّ المقصود بالمُصطفين هُم ذرية الحسين التسعة ، ومنهُ ، فعليهم إلصاق جميع الطوائف ( الظالمة للنفس ، والمقتصدة ، والسابقة بالخيرات ) ، في هؤلاء التسعَة ، نعم ! نعود لتفسير السيّد للسابق بالخيرات مَن هُو ، فيقول هُوَ ] : مَن سبَقَ الظالم والمُقتصد إلى درجَات القُرَب ، فهُوَ إمامُ غيره بإذن الله ، بسببِ فعل الخيرات ... إلخ تفسيره )) اهـ من تفسير الميزان ، ج17 ، سورة فاطر .
                    11- يقول علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (تفسير القمي) 2/209 : ((ثمّ ذَكَرَ [الله] آل محمد ، فَقَال : (( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) ... إلخ )) .
                    12- أيضاً انظر تفسير نور الثقلين (4/361) وما بعدها ، للشيخ عبدعلي العروسي الحويزي ، تجده جامعاً الأخبار الدالّة على اختصاص بني فاطمة بالآية دون غيرهم من الناس ، بشكل جيّد ، فراجعه .
                    نعم ! وبهذا القدر من النقولات أكتفي ، وهي لذوي الألباب كافيَة .
                    إن قيل : فدليلٌ آخَر (غير آية فاطر) من كتاب الله تعالى تحتجّون به علينا على شموليّة الاصطفاء الإلهي لجميع ذريّة الحسن والحسين ، وعدم اختصاص التسعة من ولد الحسين بها :
                    قلنا : من الأدلّة على اشتراك عموم الذرية في صففة الاصطفاء والتفضيل الإلهي :
                    1- قول الله تعالى : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))[البقرة:124] .
                    على ضوء الآية السابقة ، فإنّ الله تعالى ، وافق إبراهيم الخليل صلوات الله عليه على جعل الإمامة في ذريّته ، ولكنّه استثنى الظالمينَ منهُم . فالاصطفاء أتى قبلَ الاستثناء . وذريّة إبراهيم ( هي ذريّة محمّد ، هي ذريّة الزهراء (ع) ، بني الحسن والحسين ، لا أنّ بني الحسين التسعة هُم فقط ذريّة براهيم ، المخصوصون بالإمامة ، كما تذهب إليه الجعفريّة ) .
                    مثال ( يُناسب الآية ) ، ولله المَثلُ الأعلى :
                    لو قال الوزير للملك ، اجعل الرئاسة والمُلك في ذريّة ابنك إبراهيم ، فأجابه الملك : نعم ! سنجعلها في ذريّة إبراهيم ( وهُنا اصطفاء واختيارٌ لعموم ذريّة إبراهيم ) ، ثمّ استدرَكَ الملك قائلاً ، ولكنّ الظّالمينَ من هذه الذريّة سنمنَعُهُم الرئاسَة لعدم استحقاقهِم لها . ( وهُنا جاء الاستثناء بعد الاصطفاء ) .
                    ومنه أخي الجعفري ، فإنّ الآية حقاً تُفيد اصطفاء الله لعموم ذريّة الزهراء (ع) ( بطوائفها الثلاث : الظالمة ، والمقتصدة ، والسابقة بالخيرات ) ، ثمّ استثنى الله طائفة الظالمين من استحقاق الإمامة .
                    2- قوله تعالى : ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ))[الحديد:26] .
                    وهُنا نجد الاصطفاء العام ظاهرٌ جلي ، فالله جعلَ في ذريّة نوح وإبراهيم النبّوة والعلم بالكتاب (وهذا اصطفاءٌ عام لجميع الذريّة) ، ثم أخبرَ تعالى أنّ من هذه الذريّة المُصطفاة (التي تكون النبوّة وعلم الكتاب فيها) من يكون مُهتدٍ ، ومَن سيكون فاسقاً ، والفاسقون أكثرُ من المُهتدون .
                    مثال ( يُناسب الآية ) ، ولله المَثلُ الأعلى :
                    لو قال المَلِك لوزرائه وكُبراء أتباعه ، سأجعلُ المُلكَ في ذريّة نوح وإبراهيم (وهذا لو تُلاحِظ ، اصطفاء عام لجميع الذرية ) ، مع أنّني أعلمُ أنّ الجديرُ بالمُلك (لصلاحه وعِلمِه وعَمَلِه) هم القليل من هذه (الذريّة) ، وأنّ الكثير من هذه الذريّة (لن يُقدرّوا جعلي لهم من أصحاب المُلك والسّلطان) وسَيظلموا أنفُسَهُم الدرجة التي شرّفتُهُم بها وسيكونوا فَاسقين .
                    ومنه أخي الجعفري ، فإنّ الآية حقاً تُفيد اصطفاء الله لعموم ذريّة الزهراء ، وهذه الآية تقوّي آية فاطر ، وآية فاطر تُقوّيها ، وآية البقرة تُعضدها جميعاً .
                    خلاصَة هذا الطرح :
                    * أنّ الجعفرية بنَت قولَها بالإمامة النصيّة في حقّ التسعة من ولد الحسين دون بقية بني الحسين وبني الحسن ، بسبب اصطفاء الله لهم ، واختياره لهم ، واعتمدُوا في هذا على روايات حددّت أعداداً وأسماءً لهؤلاء التسعة ، وكتاب الله تعالى يُخالف على هذه الروايات ، إذ أنّ الكتاب يُبيّن أنّ الاصفاء الإلهي لأهل البيت (ع) ، كان اصطفاءً عامّا جُمليّا ، لم يخصّ فيه بالختيار وزيادة التفضيل بطنٌ عن بطن ، ولا نسلٌ عن نسل .
                    * أنّ الجعفريّة مُطالبَة بتحديد تخصيص الإصطفاء الإلهي للتسعة من ذرية الحسين دون غيرهِم من أبناء الحسن والحسين . إن قالوا : النص الإثني عشري يُخصّص التسعة بالاصطفاء . قلنا : ولكنّه يُعارضُ كتاب الله تعالى ، وقد أجمعنا وأنتم أنّ قول الرّسول لن يُخالف كتاب الله تعالى . وإن قلتُم : حديث الثقلين ((كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) ، وخبر السفينة ((مثل أهل بيتي فيكم)) ، هذه الأخبار تخصّص الاصطفاء بالتسعة . قلنا : على العكس من ذلك تماماً فهذه الأخبار تُقوّي ما ذهبنا إليه ، إذ هي أتت في جميع أهل البيت بنصّ عامٍ لا خاصّ ، ولم تقل في تسعة من ذرية الحسين ، فهي مُطابقَة لكتاب الله تعالى وللاصطفاء الذي جاء فيه ، إذ الاصطفاء في الكتاب كان عامّا شاملاً لجميع أهل البيت ، فقول الرسول (ص) في خبر الثقلين والسفينة يُوافق كتاب الله تعالى في الاصطفاء العام ، ويُخالف عليكم أصحاب الاصطفاء الخاص .
                    * الاعتراضات السابقة هي ما يخصّ الدلالة من قول الله عزّ جل في كتابه الكريم ، على شمولية الاصطفاء والتفضيل لذرية الحسن والحسين ، وعدم اختصاص الإمام بنسل دون نسل ، ويتبعه (بعد إتمام نقاش ما سبق والخروج بنتيجة) ، استعراض الدلالات على صحّة قولنا من قول الرّسول (ص) ، وقول أهل البيت (ع) ، ومن التاريخ بعموم .
                    اللهم صلّ على محمد وآل محمد

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                    يعمل...
                    X