تويت
من محاضرات الشيخ الوحيد الخراساني في مقام الامام الرضا(ع)
ان سيد الشهداء الامام الحسين ابن علي عليهما الصلاه والسلام حلق في افق لا يناله تعريف ووصف وكذلك عمله فانه مما وراء الوصف والتعبير
ان الامام الصادق عليه السلام امر يونس ابن ظبيان حين قال يونس للامام عليه السلام ان قلبه يخفق عندما يتذكر الحسين ويهوي اليه وعندما راى منه الامام هذه القابليه ووجد فيه الارضيه امره وعلمه ان يقول:"السلام عليك يا ابا عبد الله"يكررها ثلاثا...ثم قال له اذا اردت زياره ذلك الحرم فاغتسل ثم البث ثيابك الطاهرة ثم امش حافيا فانك في حرم الله واكثر من التكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله والصلاه على محمد وال بيته حتى تصير الى باب الحسين عليه السلام ثم امش حتى تاتيه من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبله بين كتفيك(خلفك) ثم تقول:
"السلام عليك يا حجة الله وابن حجته ثم قال:السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله ثم:السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ثم:السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والارض" فهنا يوجد تسليمان التسليم الاول:التسليم العام والتسليم الثاني :التسليم الخاص.هناك ثلاث تسليمات خاصة وتسليم واحد عام...
ان الحكمة والمعرفة ولباب العلوم مبثوثة في كلام ائمة الدين وادراك عقل الانسان لتلك الومضات اللامعة والاشعاعات المنبثقة من تلك الشموس الساطعة مفتقر الى المدد الالهي ورهين منه وعنايته سبحانه وتعالى فالسلام الاول جاء بعباره "يا حجة الله وابن حجته" ولهذا التسليم وجهة عامة تسري في بقية الائمة ايضا ولكن من هذا الموضع وما يليه فان العبائر تشير الى مقام مختص بالامام الحسين لا شريك له فيه حتى والده ففي هذا المقام الذي يلي المقام العام يكون الامام الحسين فيه وحده لا شريك له انه مقام:
"قتيل الله وابن قتيله" لا يوجد في عالم الخليقه من اقصاه الى ادناه انسان خلع عليه من عالم الغيب هذا اللقب والعنوان وهنا تتجلى لطافة التعبير ودقته فما يجعل الامر مختصا في الخطاب"السلام عليك يا قتيل الله" هو انك ذو مقامين مما لم يحظ به احد فكما انك قتيل الله فانت ايضا ابن قتيل الله وكما انك ثار الله فانت ابن ثار الله...وعلى اثر ذلك تاتي عبارة "وتر الله الموتور في السماوات والارض" ثم ياتي ما يحير الكمل وذوي الالباب فبعد ذكر المقامات الثلاثه تاتي عباره الامام "اشهد ان دمك سكن في الخلد واقشعرت له اظلة العرش" ثم تاتي العباره الاخرى "وبكى له جميع الخلائق"....
من هو؟وماذا فعل؟وماذا جرى؟
ان جوهرة الوجود الفريدة انما هي منحصره في فرد واحد سواء من جهة الوجود او من جهة الاداء والعمل فهو منحصر في فرد
ما الذي جرى حتى راح الدم ليسكن في الخلد!؟ان القاعدة تقتضي ان تعرج الروح الى الخلد اللهم الا ان يحدث انقلاب بحيث تسمو الروح فوق الخلد ويصبح الخلد مأوى ومقر للدم.وهذا يعني ان الحسين ابن علي عليهما السلام بلغ حدا كان فيه الخلد مأوى ومسكن لدمه الشريف..اما روحه فاين مأواها؟؟؟
"اشهد ان دمك سكن في الخلد" وعلى اثر هذه السكنى هناك اقشعرار واي اقشعرار؟؟؟!! "اقشعرت له اظلة العرش"لقد سكنت دماءك الخلد لكنها بعثت القشعريره في اظلة العرش.ان في اسناد السكنى الى الدم واسناد الاقشعرار الى اظلة العرش معان يضج بها البحث...
وعلى اثر هاتين العبارتين تاتي عباره "بكى له جميع الخلائق"..اين المفكرون اين ذوو البصيره اين اهل الدقه ليمعنوا النظر في اطلاق الامام الصادق عليه السلام لفظ الجمع المحلى بالالف واللام "الخلائق" مع ذلك جعله مسبوقا بلفظة "جميع" وبعد جميع الخلائق عمد الى التفصيل بعد الاجمال...فيقول :
"وبكت له السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى"
والحديث الذي يدور هنا يتعلق بالدم اما اين هي نفسه الشريفه؟؟فالدم هو ما يجري في العروق اما الروح المتعلقة به فلها شان ومقام اخر!..
فيقول(ع):عندما سكنت دماءك هناك فان اظلة العرش اقشعرت وبكى له جميع الخلائق وبعد جميع الخلائق يعقب الامام والسماوات والارضون واهل السماوات واهل الارضين والمهم:من اين بدأ والى اين انتهى التاثير والانقلاب في نقطتي الصعود والنزول؟!وهذا الموضع من حديث الامام يدخل في معجز بيانه وكانه شق القمر في العلم والمعرفة لمخاطبيه من اهل الفقه الاكبر.
فعندما يعرف الامام الصادق(ع) الامام الحسين بن علي(ع) بدمه لا بنفسه فيكون غرضه تفهيم المخاطب بان من يقصر البيان عن تعريف دمه فكيف يمكن ادراك روحه والاحاطة بها؟ وفي اي مرتبه ودرجه يكون صاحب الدم!؟
ان علامة الوجود الامام الصادق(ع) يقول في كلامه "ان اهل الجنه بكوا لهذا الدم واهل جهنم بكوا كذلك لهذا الدم "فكما تغير الصعود وانقلبت احواله فان النزول كذلك لقد اضطرب الوجود كله امام هذا الدم من اعلى قمة الصعود الى ادنى حضيض النزول..اية ضجة واي زلزال هذا!؟
وما كان الامام الصادق(ع) ليكتفي بهذا بل جاء بعبارة "ما يرى وما لا يرى" حتى يعلم من قدر الله له ورزقه فهمها لقد ذكر الامام(ع) ان كل ما يمكن رؤيته بكى لدم الحسين(ع) وكل ما لا يمكن رؤيته بكى ايضا لدمه!
"اشهد ان دمك سكن في الخلد" ان الاضافه تجعل من النكرة معرفة كل نكرة تكتسب التعريف باضافتها والان لننظر في اضافة لحقت مضافا صيرته فوق حدود التعريف وهذا برهان علمي..
ان ما في المضاف اليه(المعرفه) ينتقل الى المضاف(النكرة) فاذا لحقت الاضافه مضافا اليه فوق حدود التعريف ونطاق الوصف فان الحكم يسري الى المضاف ويصبح هو الاخر فوق حدود التعريف ونطاق الوصف.
وهناك اضافة من نوع اخر وهي الاضافه الفنائيه ولها حكم اخر ...
فاذا كانت الاضافه اضافه الفاني الى المفني فيه فان احكام المفني فيه تسري الى الفاني وتترتب اثار المفني فيه على الفاني..
انظروا هنا الى اضافه الحسين ابن علي(ع) الى الله من اي الاضافات هي؟ليعلم السر في قوله "السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله"
من هو هذا القتيل؟
هناك جملة في دعاء علقمة جمله في منتهى العظمة "وباسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين" لقد نبع ذلك الدم من هذا الاصل .
ان الدم الذي اريق خرج من بدن يحمل اسم الله الاعظم والى اي حد وباي مقدار؟ان لذلك الاسم 73 حرفا استأثر مقام الباري عز وعلا وجل بحرف واحد منها فلا شريك له في ذلك الحرف وبقي في ذلك الاسم 72 حرفا اخر اعطي منها المسيح ابن مريم حرفان فقط فكان يحيي الموتى ويبرىء الاكمى والابرص ويخلق الطير باذن الله كل ذلك بذينك الحرفين وعندما بلغ الامر النبي ابراهيم صار العدد 8 احرف ولم يتجاوز الاعطاء بعد ابراهيم ال8 احرف قط
ومن8 احرف لدى نبي الله ابراهيم(ع) الى 72 كامله في قلب الحسين بن علي(ع) فهو حامل لهكذا جوهرة ثم ان الدم اريق من هكذا قلب..
مع كل تلك الجراحات في ذلك البدن الطاهر وقف في طرف الميدان ليستريح ساعة كان على هذه الحال وفي مثل هذا الوضع وتلك الحال ترى كم بلغ من التعب؟انه انسان على اية حال وكان المفترض ان يتم هذا الامتحان الالهي في افق البشريه ونطاق هذه النشأة كان قد مر لتوه على جنازة اخيه ابي الفضل العباس ونظر نعش ولده علي الاكبر وخلق ذلك الاضطراب واقام تلك الضجة في الميدان.."فوقف يستريح ساعة" في مثل هذه الحال "صك الحجر جبينه" فرفع طرف ثوبه ليمسح الدم...
ما الذي جرى عندها وماذا حدث عندما رفع ثوبه؟انه وضع يده تحت الدماء المتدفقة من قلبه لماذا وضع يده؟ما هو الوجه في هذه الحركه؟نعم لو سقط من تلك الدماء شيء على الارض لما بقيت الارض ولا اهل الارض.
هذا هو معنى "يا رحمة الله الواسعة ويا باب نجاة الامة" تلقى الدماء بيده ولم يتركها تهرق على الارض.
جمع الدم بكفيه وقال "باسم الله وبالله" ثم قال "وفي سبيل الله" ثم قذف به نحو السماء "اليه يصعد الكلم الطيب" فاقام تلك القيامةزيقول الامام الباقر(ع) :فما رجع الى الارض من ذلك الدم قطرة...
هذا هو الدم الذي سكن الخلد..
روى احمد ابن حنبل المجسم المشبه في مسنده ج1 ص242وورواه ايضا ابن حجر في الاصابه ج1ص335والحاكم في المستدرك ج4ص397 والبغدادي في تاريخه ج1ص142 وابن الاثير في اسد الغابه ج2ص22ورواه ايضا ابن عبد البر في الاستيعاب والترمذي في سننه والسيوطي في تفسيره والبيهقي في سننه ان ابن عباس قال:
"رايت رسول الله(ص) في المنام بنصف النهار اشعث اغبر معه قاروره فيها دم يلتقطه او يتتبع فيها شيئا قلت يا رسول الله ما هذا؟قال(ص):دم الحسين واصحابه لم ازل اتتبعه منذ اليوم"
هل فهم هؤلاء العامة ممن رووا هذه الروايه ماذا تعني تلك الرؤيا؟هل علموا معنى الكلام؟ليس دم الحسين وحده بل دم الحسين واصحاب الحسين هذه الدماء كلها تنقل الى العرش وهذا يعني ان رسول الله وكانه يقولانني كنت بستاني عالم البشرية وقد اينعت ثمار بستاني فجئت للجني والحصاد....تفتحت الورود فجمعت ماء الورود وها انا ذا اخذها حيث "في مقعد صدق عند مليك مقتدر"....السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله...
ان سيد الشهداء الامام الحسين ابن علي عليهما الصلاه والسلام حلق في افق لا يناله تعريف ووصف وكذلك عمله فانه مما وراء الوصف والتعبير
ان الامام الصادق عليه السلام امر يونس ابن ظبيان حين قال يونس للامام عليه السلام ان قلبه يخفق عندما يتذكر الحسين ويهوي اليه وعندما راى منه الامام هذه القابليه ووجد فيه الارضيه امره وعلمه ان يقول:"السلام عليك يا ابا عبد الله"يكررها ثلاثا...ثم قال له اذا اردت زياره ذلك الحرم فاغتسل ثم البث ثيابك الطاهرة ثم امش حافيا فانك في حرم الله واكثر من التكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله والصلاه على محمد وال بيته حتى تصير الى باب الحسين عليه السلام ثم امش حتى تاتيه من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبله بين كتفيك(خلفك) ثم تقول:
"السلام عليك يا حجة الله وابن حجته ثم قال:السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله ثم:السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ثم:السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والارض" فهنا يوجد تسليمان التسليم الاول:التسليم العام والتسليم الثاني :التسليم الخاص.هناك ثلاث تسليمات خاصة وتسليم واحد عام...
ان الحكمة والمعرفة ولباب العلوم مبثوثة في كلام ائمة الدين وادراك عقل الانسان لتلك الومضات اللامعة والاشعاعات المنبثقة من تلك الشموس الساطعة مفتقر الى المدد الالهي ورهين منه وعنايته سبحانه وتعالى فالسلام الاول جاء بعباره "يا حجة الله وابن حجته" ولهذا التسليم وجهة عامة تسري في بقية الائمة ايضا ولكن من هذا الموضع وما يليه فان العبائر تشير الى مقام مختص بالامام الحسين لا شريك له فيه حتى والده ففي هذا المقام الذي يلي المقام العام يكون الامام الحسين فيه وحده لا شريك له انه مقام:
"قتيل الله وابن قتيله" لا يوجد في عالم الخليقه من اقصاه الى ادناه انسان خلع عليه من عالم الغيب هذا اللقب والعنوان وهنا تتجلى لطافة التعبير ودقته فما يجعل الامر مختصا في الخطاب"السلام عليك يا قتيل الله" هو انك ذو مقامين مما لم يحظ به احد فكما انك قتيل الله فانت ايضا ابن قتيل الله وكما انك ثار الله فانت ابن ثار الله...وعلى اثر ذلك تاتي عبارة "وتر الله الموتور في السماوات والارض" ثم ياتي ما يحير الكمل وذوي الالباب فبعد ذكر المقامات الثلاثه تاتي عباره الامام "اشهد ان دمك سكن في الخلد واقشعرت له اظلة العرش" ثم تاتي العباره الاخرى "وبكى له جميع الخلائق"....
من هو؟وماذا فعل؟وماذا جرى؟
ان جوهرة الوجود الفريدة انما هي منحصره في فرد واحد سواء من جهة الوجود او من جهة الاداء والعمل فهو منحصر في فرد
ما الذي جرى حتى راح الدم ليسكن في الخلد!؟ان القاعدة تقتضي ان تعرج الروح الى الخلد اللهم الا ان يحدث انقلاب بحيث تسمو الروح فوق الخلد ويصبح الخلد مأوى ومقر للدم.وهذا يعني ان الحسين ابن علي عليهما السلام بلغ حدا كان فيه الخلد مأوى ومسكن لدمه الشريف..اما روحه فاين مأواها؟؟؟
"اشهد ان دمك سكن في الخلد" وعلى اثر هذه السكنى هناك اقشعرار واي اقشعرار؟؟؟!! "اقشعرت له اظلة العرش"لقد سكنت دماءك الخلد لكنها بعثت القشعريره في اظلة العرش.ان في اسناد السكنى الى الدم واسناد الاقشعرار الى اظلة العرش معان يضج بها البحث...
وعلى اثر هاتين العبارتين تاتي عباره "بكى له جميع الخلائق"..اين المفكرون اين ذوو البصيره اين اهل الدقه ليمعنوا النظر في اطلاق الامام الصادق عليه السلام لفظ الجمع المحلى بالالف واللام "الخلائق" مع ذلك جعله مسبوقا بلفظة "جميع" وبعد جميع الخلائق عمد الى التفصيل بعد الاجمال...فيقول :
"وبكت له السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى"
والحديث الذي يدور هنا يتعلق بالدم اما اين هي نفسه الشريفه؟؟فالدم هو ما يجري في العروق اما الروح المتعلقة به فلها شان ومقام اخر!..
فيقول(ع):عندما سكنت دماءك هناك فان اظلة العرش اقشعرت وبكى له جميع الخلائق وبعد جميع الخلائق يعقب الامام والسماوات والارضون واهل السماوات واهل الارضين والمهم:من اين بدأ والى اين انتهى التاثير والانقلاب في نقطتي الصعود والنزول؟!وهذا الموضع من حديث الامام يدخل في معجز بيانه وكانه شق القمر في العلم والمعرفة لمخاطبيه من اهل الفقه الاكبر.
فعندما يعرف الامام الصادق(ع) الامام الحسين بن علي(ع) بدمه لا بنفسه فيكون غرضه تفهيم المخاطب بان من يقصر البيان عن تعريف دمه فكيف يمكن ادراك روحه والاحاطة بها؟ وفي اي مرتبه ودرجه يكون صاحب الدم!؟
ان علامة الوجود الامام الصادق(ع) يقول في كلامه "ان اهل الجنه بكوا لهذا الدم واهل جهنم بكوا كذلك لهذا الدم "فكما تغير الصعود وانقلبت احواله فان النزول كذلك لقد اضطرب الوجود كله امام هذا الدم من اعلى قمة الصعود الى ادنى حضيض النزول..اية ضجة واي زلزال هذا!؟
وما كان الامام الصادق(ع) ليكتفي بهذا بل جاء بعبارة "ما يرى وما لا يرى" حتى يعلم من قدر الله له ورزقه فهمها لقد ذكر الامام(ع) ان كل ما يمكن رؤيته بكى لدم الحسين(ع) وكل ما لا يمكن رؤيته بكى ايضا لدمه!
"اشهد ان دمك سكن في الخلد" ان الاضافه تجعل من النكرة معرفة كل نكرة تكتسب التعريف باضافتها والان لننظر في اضافة لحقت مضافا صيرته فوق حدود التعريف وهذا برهان علمي..
ان ما في المضاف اليه(المعرفه) ينتقل الى المضاف(النكرة) فاذا لحقت الاضافه مضافا اليه فوق حدود التعريف ونطاق الوصف فان الحكم يسري الى المضاف ويصبح هو الاخر فوق حدود التعريف ونطاق الوصف.
وهناك اضافة من نوع اخر وهي الاضافه الفنائيه ولها حكم اخر ...
فاذا كانت الاضافه اضافه الفاني الى المفني فيه فان احكام المفني فيه تسري الى الفاني وتترتب اثار المفني فيه على الفاني..
انظروا هنا الى اضافه الحسين ابن علي(ع) الى الله من اي الاضافات هي؟ليعلم السر في قوله "السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله"
من هو هذا القتيل؟
هناك جملة في دعاء علقمة جمله في منتهى العظمة "وباسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين" لقد نبع ذلك الدم من هذا الاصل .
ان الدم الذي اريق خرج من بدن يحمل اسم الله الاعظم والى اي حد وباي مقدار؟ان لذلك الاسم 73 حرفا استأثر مقام الباري عز وعلا وجل بحرف واحد منها فلا شريك له في ذلك الحرف وبقي في ذلك الاسم 72 حرفا اخر اعطي منها المسيح ابن مريم حرفان فقط فكان يحيي الموتى ويبرىء الاكمى والابرص ويخلق الطير باذن الله كل ذلك بذينك الحرفين وعندما بلغ الامر النبي ابراهيم صار العدد 8 احرف ولم يتجاوز الاعطاء بعد ابراهيم ال8 احرف قط
ومن8 احرف لدى نبي الله ابراهيم(ع) الى 72 كامله في قلب الحسين بن علي(ع) فهو حامل لهكذا جوهرة ثم ان الدم اريق من هكذا قلب..
مع كل تلك الجراحات في ذلك البدن الطاهر وقف في طرف الميدان ليستريح ساعة كان على هذه الحال وفي مثل هذا الوضع وتلك الحال ترى كم بلغ من التعب؟انه انسان على اية حال وكان المفترض ان يتم هذا الامتحان الالهي في افق البشريه ونطاق هذه النشأة كان قد مر لتوه على جنازة اخيه ابي الفضل العباس ونظر نعش ولده علي الاكبر وخلق ذلك الاضطراب واقام تلك الضجة في الميدان.."فوقف يستريح ساعة" في مثل هذه الحال "صك الحجر جبينه" فرفع طرف ثوبه ليمسح الدم...
ما الذي جرى عندها وماذا حدث عندما رفع ثوبه؟انه وضع يده تحت الدماء المتدفقة من قلبه لماذا وضع يده؟ما هو الوجه في هذه الحركه؟نعم لو سقط من تلك الدماء شيء على الارض لما بقيت الارض ولا اهل الارض.
هذا هو معنى "يا رحمة الله الواسعة ويا باب نجاة الامة" تلقى الدماء بيده ولم يتركها تهرق على الارض.
جمع الدم بكفيه وقال "باسم الله وبالله" ثم قال "وفي سبيل الله" ثم قذف به نحو السماء "اليه يصعد الكلم الطيب" فاقام تلك القيامةزيقول الامام الباقر(ع) :فما رجع الى الارض من ذلك الدم قطرة...
هذا هو الدم الذي سكن الخلد..
روى احمد ابن حنبل المجسم المشبه في مسنده ج1 ص242وورواه ايضا ابن حجر في الاصابه ج1ص335والحاكم في المستدرك ج4ص397 والبغدادي في تاريخه ج1ص142 وابن الاثير في اسد الغابه ج2ص22ورواه ايضا ابن عبد البر في الاستيعاب والترمذي في سننه والسيوطي في تفسيره والبيهقي في سننه ان ابن عباس قال:
"رايت رسول الله(ص) في المنام بنصف النهار اشعث اغبر معه قاروره فيها دم يلتقطه او يتتبع فيها شيئا قلت يا رسول الله ما هذا؟قال(ص):دم الحسين واصحابه لم ازل اتتبعه منذ اليوم"
هل فهم هؤلاء العامة ممن رووا هذه الروايه ماذا تعني تلك الرؤيا؟هل علموا معنى الكلام؟ليس دم الحسين وحده بل دم الحسين واصحاب الحسين هذه الدماء كلها تنقل الى العرش وهذا يعني ان رسول الله وكانه يقولانني كنت بستاني عالم البشرية وقد اينعت ثمار بستاني فجئت للجني والحصاد....تفتحت الورود فجمعت ماء الورود وها انا ذا اخذها حيث "في مقعد صدق عند مليك مقتدر"....السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله...