بسم الله الرحمن الرحيم .
من المفارقات ذات المعنى .. ان يتم تنصيب رئيس وزراء بريطانيا الجديد براون من قبل رئيسها القديم بلير .. في ايام شهدت تنصيب ابي بكر لعمر خليفة من بعده .. حيث تشير الروايات التاريخية الى ان موت ابي بكر كان في 22 من شهر جمادى الثانية .. فيحتمل ان الوصية بالتنصيب قد جرت في مثل هذه الايام .
(( قال فطر بن خليفة عن عبد الرحمن بن سابط قال: أوصى أبو بكر عمر بن الخطاب حين استخلفه فقال: إني مستخلفك، وأوصيك بتقوى الله يا عمر،..الخ )) .
اذن ..
لا يمضي بلير حتى ينّصب براون
ولا يمضي ابا بكر حتى ينّصب عمر
ولا يمضي عمر حتى ينّصب عثمان
...
ولكن يمضي النبي الاكرم صلى الله عليه وآله دون ان ينّصب أحداً ؟؟؟؟؟
أليس تنصيب الخليفة هو ما يفعله العقلاء في العالم .. بعيداً من موقفنا من دينهم ..
وبعيداً عن تقييمنا لهم .. ان كانوا كفرة او منافين ...
ان الادعاء بل الافتراء بان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله مضى دون ان ينّصب خليفة من بعده .. هو اتهام صريح لمقامه المقدّس .. والنيل من عقله .. وحكمته .. وهو اعقل واحكم ولد آدم .
وهو قبل ذلك .. تكذيب لآيات الله الكريمة .. التي أمرت النبي صلى الله عليه وآله بتنصيب امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام .. ( فاذا فرغت فانصب ) .. ( يا ايها الرسول بلغ ما أُنزل اليك من ربك فان لم تفعل ما بلّغت رسالته ) ..( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ..
وهو بعدُ تكذيب للنبي الاكرم واحاديثه الشريفة التي اكد فيها الوصية لعلي امير المؤمنين عليه السلام .. سيما في بيعة الغدير المباركة .. كما رواها اهل السنة الى جانب الشيعة