إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

(الإمام)أفضل من (النبي الرسول الإمام)!!!!!!!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (الإمام)أفضل من (النبي الرسول الإمام)!!!!!!!!!!

    مدخل:الأنبياء أعلم الناس بالله لأنهم يوحى إليهم وأعظم العلم الوحي من الله
    قال الله(إنما يخشى الله من عباده العلماء)وسمى الله الوحي علما ونورا
    (وعلمناه من لدنا علما)

    أيها الإخوة والزملاء لنتحاور هنا من غير هوى ولاعصبية إلا للدليل

    يقول الدكتور الشيعي عبدرب الرسول الغفار في كتاب(شبهة الغلو عند الشيعة)ص253عند كلامه عن السهو عند الأئمة والأنبياء(وأقول مقام النبوة أرفع شأناً من منصب الإمامة فمن باب أولى أن ينزه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السهو)
    وأقول انا لكم:-
    1-مالدليل على أن أئمتكم أفضل من إبراهيم مع أنه أوتي النبوة والإمامة؟

    2-هل ينقص قدر محمد لو كان إماما فقط لانبيا؟أو الأكمل أن يكون حاصلا على النبوة والإمامة؟؟لماذا كان محمد أفضل من علي أليس لأجل النبوة؟أليست نبوته ورسالته هي التي جعلته أفضل من علي
    علماؤكم يقولون لاندري مالفرق بين محمد وعلي إلا النبوة
    أليس محمد أفضل الخلق؟

    3-كيف تخطى الأئمة مرحلة النبوة إلى مرحلة الإمامة؟

    4-قال تعالى عن إبراهيم(وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب)
    و لم يقل(النبوة والإمامة والكتاب)مع أنهم أئمةممايدل على أن أرفع رتبة هي ماذكرها
    5-منزلة النبوة لاينالها حتى الأتقياء إلا رحمة من الله وقال الله عنها(أهم يقسمون رحمة
    ربك)
    لكن الإمامة يحصل عليها غير الأنبياء لقوله تعالى حاثا المؤمنين على طلب الإمامة(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما [ (الفرقان:74
    لذا فكل نبي إمام وليس كل إمام نبي والإمام مطلقا يجب أن يكون نبيا لأنه لوكان تبع رسول لكان مأموما
    -والإمامة إما سياسية أو إمامة هدى فإمامة الهدى ليست خاصة بمعصومين فقد جعلها الله لبني اسرائيل (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)وجعلها عامة لكل مستضعف فقال (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)


    6-ماالفرق بين إمامة الحسين رضي الله عنه وإمامة السيستاني
    -إن كان هناك فرق فالإمامة ليست مرحلة بعد النبوة
    -إن لم يكن هناك فرق فالسيستاني أفضل من ابراهيم


    7-فسروا قوله تعالى(الله أعلم حيث يجعل رسالته)أليس معناها في أفضل الناس وأزكاهم وأعظمهم أمانة؟؟
    8-وقوله(إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)فهو اصطفاء للرسل على الناس
    9-(إن الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم ول عمران على العالمين)

    10-(ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً)
    لماذا لم يذكر الأئمةأو الإمامة لأن الأئمة ليسو أنبياء فلايدخل الكفر بهم في الكفر بالأنبياء فيجب أن يذكره صريحا


    11-(الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)ماتفسيرها

    -هاتوا دليلكم من القران على أن الأئمة أفضل من الأنبياء
    نريد دلليلا صريحا لايكون دليلا كيميائيا في فك وتركيب وخلط اية على اية



    والذين يستدلون علينا بحديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل نقول لهم إنه موضوع
    (سلسلة الضعيفة466)





    أما جوابنا عن معنى قوله(جاعلك للناس إماما)فذلك لأنه أول من اختتن وأول من أكرم الأضياف وأول
    من استحد وأول من قلم أظفاره وقص الشارب وأول من ثرد الثريد ، وأول من ضرب بالسيف ، وأول من استاك ، وأول من استنجى بالماء ، .وأول من ابتلي هذه الابتلاءات العظام وأول من شاب فلذلك لما رأى الشيب قال يارب ماهذا؟ الخ وأول من أذن في الناس بالحج
    ولأن الله أمر بالصلاة خلف مقامه ولأن الله أمر بإتباع ملته(أن اتبع ملة إبراهيم)(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه)و(ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا)
    ولأن أثر قدمه قبلة للمسلمين
    ولأن الأديان على شدةاختلافها وتنافيها فأكثرها ينتمي أو يزعم أنه ينتمي إلى ملة إبراهيم فهو معظّم من البر والفاجر

    نحن نجادلكم على أن احفاد علي عليه السلام لهم إمامة خاصة وهذا عجيب فأثبتوا أولا أنهم أئمة بالقرآن


    فإن الإمامة المطلقة للأنبياء فإن الأنبياء عليهم السلام أئمة يجب على الخلق اتباعهم قال الله تعالى : { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } فسماهم أئمة.

    وقال تعالى(يوم ندعو كل أناس بإمامهم)
    ومدح إبراهيم بالنبوة(وكان صديقا نبيا)

    فالإمام كل من يؤتم به حتى في الباطل لقوله (وجعلناهم أئمةيدعون إلى النار)فليس وراء الكفر ذنب ولامرتبةففرعون كافر وأي انسان استهزأ بالدين ولولمرة في حياته ولم يتب فهو كافر
    فالإثنان سواء ولكن الذي يطعن في الدين يكون إماما في الكفرلقوله) وان نقضوا أيمانهم من بعد عهدهموطعنوا فيدينكمفقاتلوا أئمة الكفر)فهذا الكافر بطعنه في الدين يكون إماما في الكفر
    فالإمامةفي الكفر ليست مرحلة بعد الكفر
    وكل مشرك كافر ولاأحد أضل منه ولو كان هناك أحد أضل منه لكانت مرتبة بعد الكفر لقوله تعالى(ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له)
    ومن معاني(للناس إماما)و(لاينال عهدي الظالمين)أي لايطاع الظالمون من ذريتك وليس لهم طاعة(وهوقول مجاهد والضحاك) يعني الظالم يحرم من أن يطيعه الناس وهذه هي الإمامة

    إبراهيم في صريح القرآن أنه أعطي النبوة والإمامة تصريحا
    وسيدنا علي لم توجد ولاآية صريحة تدل على أنه إمام ولانبي
    فكيف يصرح الله بالمفضول ويترك الأفضل؟؟؟؟

    قد تقول إبراهيم تأخرت إمامته وعلي ولد إماما فنقول الله صرح أن نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ماكان يدري مالكتاب ولاالإيمان فكيف علي يولد إماما

    قال تعالى عن عيسى(قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا)
    وعن يحيى(وآتيناه الحكم صبيا)هل هذا جعلهم أفضل من محمد؟

  • #2
    لعل أحد أن يقول موضوع مكرر

    أقول لترتيبه وجمع الأدلة وتوضيح النقاش

    تعليق


    • #3
      فاتح له مجلد ويبي يناقش !
      :d
      لكن لفت نظري سؤال :
      مالفرق بين إمامة الحسين وإمامة السيستاني؟
      بالله عليكم هل هذا مستوى أعضاء تريدا لنقاش ؟
      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
      ومن الغباء ماقتل

      تعليق


      • #4
        وهل هذه اخلاق ناس تريد النقاش

        تعليق


        • #5
          بعدين ياذكي جاوب الأربع اسئلة الاولى أقل شي

          أما امامة الحسين وامامة السستاني
          فأنتم قلتم الإمامة أعلى من النبوة ولم تفرقوا
          وتقولون الامام الحسين والامام السستاني


          لكن فؤادك أفرغ من فؤاد إم موسى

          تعليق


          • #6
            مطفئ الموبذان

            راح يجيبولك حديث ملفق يحاولن فيه رفع درجه على لاقصى الحدود
            والله العظيم انه لا يحتاج اي تعظيم فهو ابن عم الرسول وصهره والخليفه والشهيد .

            تعليق


            • #7
              الأخ مطفئ
              شكلك متحمس على النقاش , وهذا الموضوع فيه فروع كثيرة جدا
              فبحث الإمامة بمفرده يضج هذا المنتدى الكريم به فلماذا تفتحه من جديد !
              حسبك فقط البحث وسترى المواضيع مشبعة وكاملة ووافية
              ولكنه مووضع مستهلك
              واسمح لي أخي لا يوجد لديكم ما يشجع على النقاش
              لا يوجد لديكم إلا اسطوانة مشروخة
              تأتون المنتديات الشيعية ولديكم نفس الشبهات ومع ذلك تكررون الطرح
              فلماذا نتعب أنفسنا معكم ؟
              ولا زلت أكرر
              لا تفتح مجلد للنقاش
              لأنه سيغدو موضوع مستهلك ومضحك في نفس الوقت

              تعليق


              • #8
                رمتنا بدائها وانسلت

                أنتم أصلا قائمون على مبدأ(عنز ولوطارت)

                لاشيء عندكم صحيح

                الكافي كله فضائح ويوثقه علماؤكم واذا الزمناكم برواية فيه قلتم ليس كل الكافي صحيحا

                اما اعادتي للموضوع فقد بررت ذلك لأني أعلم ان العقول تختلف
                في هذا الطرح مايختلف عن سوابقه ولوبقليل

                تعليق


                • #9
                  الى الاخ علي الجنان:

                  لن يغصبك احد على الاجابه ......وعلى ما يبدو انك مميز فهل من التميز التعليق على المواضيع

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مطفئ الموبذان
                    رمتنا بدائها وانسلت

                    أنتم أصلا قائمون على مبدأ(عنز ولوطارت)

                    لاشيء عندكم صحيح

                    الكافي كله فضائح ويوثقه علماؤكم واذا الزمناكم برواية فيه قلتم ليس كل الكافي صحيحا

                    اما اعادتي للموضوع فقد بررت ذلك لأني أعلم ان العقول تختلف
                    في هذا الطرح مايختلف عن سوابقه ولوبقليل
                    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
                    1- اي داء وأي انسلت بارك الله فيك , تقريبا لا تقرأ التعقيبات جيدًا فارجع لها .
                    2- " صحيح " ما توافق مع القران هو صحيح ولو كان رواية ضعيفة السند , وماخالف القران نرفضه تمامًا , فلا داعي لكلمة فضائح , فلو أردنا أن نلجمك بصحيح البخاري لأريناك اين تكمن الفضائح :

                    سأعطيك مثالاً :

                    1-تقولون أن السب ليس من دينكم , وأن مافي البخاري كله صحيح , فتفضل لهذا التناقض ( الفضائح ) في صحيح البخاري :

                    نفض الغبار جيدًا عن صحيح البخاري وافتح - الحديث رقم 6549
                    ‏حدثنا ‏ ‏عمر بن حفص ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شقيق ‏ ‏قال قال ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر .

                    ثم أدر الصفحات في صحيح البخاري وانظر إلى - الحديث رقم5884
                    ‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أنه ‏‏سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة .


                    فيا أخي :
                    فهل في حديث ينهى عن سب , وفي حديث آخر يقر بالسب ؟ واين ذلك في كتاب صحيح كل مافيه وانه بعد القران لديكم ؟

                    هذا غيض من فيض , وأحببت أن أعطيك مثالا قد يكون غائبًا عنك , وحديثي أنك تفتح مواضيع كثيرة جدًا وتريد نقاشها وهي :
                    اشبعت بحثا , فأنتم تطنطنون بنفس الأسطوانة المشروخة ,
                    فمالذي يتعبك لو بحثت في النت عن شبهاتك

                    ---------------------

                    KHLOOFY
                    الى الاخ علي الجنان:

                    لن يغصبك احد على الاجابه ......وعلى ما يبدو انك مميز فهل من التميز التعليق على المواضي
                    لو كنتَ في الفصل وسأل الأستاذ سؤالا وأجاب طالب فهل تكرر نفس السؤال ؟
                    نعم تكرر نفس السؤاللو كنتَ غبيًا !
                    أما إذا أردتَ أن تكون أكثر غباءًا فإن الاستاذ يجعلك تسمع أحد الطلاب يجيب ومن ثم يطلب منك قراءة الجواب لتفهم ...
                    يعني التكرار ينفع الحمار ...أعزكم الله
                    فنكرر

                    هذه الأسئلة مكررة ومستهلكة ولا يوجد فيها إلا اسطوانة مشروخة مكررة من عقول ابت الإذعان للأحجار في أفواه من سبقهم ويأتون اليوم يكررون نفس الأسئلة ونفس الطروحات ...
                    أفهمتم أم نكرر عليكم

                    تعليق


                    • #11
                      لا نريد كلام انشائى

                      باختصار

                      ما الدليل على افضلية سيدنا على على باقى الانبياء من القران والسنه ؟؟؟؟؟ظ


                      تعليق


                      • #12
                        ما الدليل على افضلية سيدنا على على باقى الانبياء من القران والسنه ؟


                        فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران : 61]
                        ذكر هذا من علماء السنة ورواتهم :
                        (1) صحيح مسلم:7/120 .
                        (2) مسند أحمد:1/185 .
                        (3) صحيح الترمذي:5/596 .
                        (4) خصائص أمير المؤمنين:48 .
                        (5) المستدرك على الصحيحين:3/150 .
                        (6) فتح الباري في شرح صحيح البخاري:7/60 .
                        (7) المرقاة في شرح المشكاة:5/589 .
                        (8) احكام القرآن للجصاص:2/16 .
                        (9) تفسير الطبري:3/212 .
                        (10) تفسير ابن كثير:1/319 .
                        (11) الدر المنثور:2/38 .
                        (12) الكامل في التاريخ:2/293 .
                        (13) أسد الغابة:4/26 .
                        -----------------------------------------
                        بما أن النفس هنا هو رسول الله صلى الله عليه وآله , وهو الأفضل على الإطلاق من كل الكائنات من بدء الخليقة ليوم القيامة فله فضل خاص , وبما أنه أخرج عليًا عليه السلام فقط دون غيره من الرجال فهو يقرُ صلى الله عليه وآله أن عليًا هو نفسه ( وأنفسنا ) والنتيجة هي :

                        أن عليًا عليه السلام أفضل من الأنبياء عدا النبي محمد صلى الله عليه وآله -بصريح القران وكونه عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله , إلا في مقام النبوة وذلك بصريح حديث المنزلة ( أما ترضى بأن تكون منزلتك مني بمنزلة هارون من موسى ألا أنه لا نبي بعدي ".
                        فمنزلته عليه السلام هي منزلة النب يمحمد صلى الله عليه وآله ولا شك أن منزلة النبي محمد صلى الله عليه وآله أرقى من منزلة سائر الأنبياء , ولذا حاز عليٌ عليه السلام فضل المنزلة بمنزلة الرسول محمد صلى الله عليه وآله التي تفوق منزلة الأنبياء .

                        ودمتم بولاية محمد وآل محمد ترفلون يا شيعة الحق والهداية



                        أحسنت يا مسلم حق , بدأت تفهم كيف يبدأ أحدكم النقاش والحوار بنقطة نقطة
                        التعديل الأخير تم بواسطة علي الجنان; الساعة 02-07-2007, 08:14 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          والله هذه اسئلة نواصب وعداء لاهل البيت ولكن هذا شرح مبسط للمشككين والذين في قلوبهم مرض يعني لااعرف لماذا كل هذا الكره والتقلليل من شان اهل البيت سلام الله عليهم

                          تفضيل الأئمة على الأنبياء (عليهم السلام)

                          السيد علي الميلاني

                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          تمهيد:
                          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.
                          موضوع البحث مسألة تفضيل الأئمة (عليهم السلام) على الأنبياء (عليهم السلام).
                          هذه المسألة مطروحة في كتب أصحابنا منذ قديم الأيام، ولهم على هذا القول أو هذا الاعتقاد أدلتهم الخاصة، ونحن جريا على دأبنا في بحوثنا في هذه الليالي، حيث نستدل فقط بما ورد عن طرق أهل السنة، وما يكون متفقا عليه بين الطرفين، ومقبولا لدى الفريقين، جريا على دأبنا هذا وسيرتنا هذه، نبحث في هذه المسألة على ضوء الأحاديث الواردة عند الطرفين والمقبولة عند الفريقين. وإن كان لأصحابنا أدلتهم على هذه المعتقدات، وهم مستغنون عن دلالة دليل من خارج كتبهم، وغير محتاجين إلى الاستدلال على معتقداتهم بما عند الآخرين، إلا أن هذه الجلسات وهذه البحوث بنيت على أن تكون بهذا الشكل الذي ذكرته لكم. يمكن الاستدلال لتفضيل الأئمة سلام الله عليهم على الأنبياء بوجوه كثيرة، منها الوجوه الأربعة الآتية:

                          الوجه الأول: مسألة المساواة بين أمير المؤمنين (عليهم السلام) والنبي (صلى الله عليه وآله).

                          الوجه الثاني: تشبيه أمير المؤمنين بالأنبياء السابقين.

                          الوجه الثالث: كون علي أحب الخلق إلى الله مطلقا.

                          الوجه الرابع: صلاة عيسى خلف المهدي.

                          هذه الوجوه الأربعة، وعندنا وجوه أخرى أيضا، لكني أكتفي بهذه الوجوه وأبينها لكم على ضوء الكتاب، وعلى ضوء السنة المقبولة عند الفريقين.

                          المساواة بين أمير المؤمنين (عليه السلام) والنبي (صلى الله عليه وآله) نستدل لذلك بالكتاب أولا، بآية المباهلة، إن دلالة قوله تعالى: (وأنفسكم)(1) على المساواة بين أمير المؤمنين والنبي (صلى الله عليه وآله).
                          ولما كان نبينا أفضل من جميع الأنبياء السابقين بالكتاب وبالسنة وبالإجماع، فيكون علي أيضا كذلك، وهذا الوجه مما استدل به علماؤنا السابقون، لاحظوا تفسير الفخر الرازي، وغيره، حيث يذكرون رأي الإمامية واستدلالهم بهذه الآية المباركة على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين.
                          يقول الرازي - في ذيل آية المباهلة -: كان في الري رجل يقال له محمود بن الحسن الحمصي، وكان معلما للاثني عشرية، وكان يزعم أن عليا أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد. قال: والذي يدل عليه قوله: (وأنفسنا وأنفسكم)، وليس المراد بقوله: (وأنفسنا) نفس محمد (صلى الله عليه وآله)، لأن الإنسان لا يدعو نفسه، بل المراد به غيره، وأجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب، فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد، ولا يمكن أن يكون المراد منه أن هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة، وفي حق الفضل أي الأفضلية، لقيام الدلائل على أن محمدا كان نبيا وما كان علي كذلك، ولانعقاد الإجماع على أن محمدا كان أفضل من علي، فيبقى فيما وراءه معمولا به، ثم الإجماع دل على أن محمدا كان أفضل من سائر الأنبياء، فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء، فهذا وجه الاستدلال بظاهر الآية المباركة(2).
                          والشيخ محمود بن الحسن الحمصي من علماء القرن السابع، له كتاب المنقذ من الضلال، وطبع هذا الكتاب أخيرا وهو في علم الكلام.
                          ثم يقول الرازي في جواب هذا الاستدلال - لاحظوا الجواب -: والجواب: إنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمدا أفضل من علي، فكذلك انعقد الإجماع بينهم - أي بين المسلمين - قبل ظهور هذا الإنسان - أي الشيخ الحمصي - فالإجماع منعقد قبل ظهور هذا وقبل وجوده على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، وأجمعوا - أي المسلمون - على أن عليا ما كان نبيا، فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص بحق محمد، فكذلك مخصوص في حق سائر الأنبياء.
                          ويتلخص الجواب: في دعوى الإجماع من عموم المسلمين على أن غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وعلي ليس بنبي، فالاستدلال باطل. ولو راجعتم تفسير النيسابوري أيضا لوجدتم نفس الجواب، وكذا لو رجعتم إلى تفسير أبي حيان الأندلسي البحر المحيط.
                          النيسابوري يقول، وعبارته ملخص عبارة الرازي: فأجيب بأنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمدا أفضل من سائر الأنبياء، فكذا انعقد الإجماع بينهم على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، وأجمعوا على أن عليا ما كان نبيا.
                          ونفس الكلام أيضا تجدونه بتفسير أبي حيان(3)، وتفسير النيسابوري مطبوع على هامش تفسير الطبري(4). فكان الجواب إذن دعوى الإجماع من عموم المسلمين قبل الشيخ الحمصي على أن من ليس بنبي لا يكون أفضل من النبي.
                          لو ثبت هذا الإجماع، أو كان مستندا إلى أدلة قطعية، ولم يكن في مقابله أدلة قطعية، لسلمنا ووافقنا على هذا الجواب. ولكن القول بأفضلية أئمة أهل البيت من سائر الأنبياء سوى نبينا (صلى الله عليه وآله)، هذا القول موجود بين علماء هذه الطائفة قبل الشيخ الحمصي، فأين دعوى الإجماع - إجماع المسلمين - قبل ظهور هذا الإنسان. الشيخ الحمصي كما ذكرنا، وفاته في أوائل القرن السابع، لكن الاستدلال الذي ذكره الشيخ الحمصي إنما أخذه من الشيخ المفيد، والشيخ المفيد وفاته سنة (413)، فقبل الشيخ الحمصي هذا القول موجود، وهذا الاستدلال مذكور بالكتب، على أنا إذا راجعنا كلام الشيخ المفيد لوجدناه ينسب الاستدلال إلى من سبقه من العلماء، فهذا الاستدلال موجود من قديم الأيام، وإذا كان الدليل هو الإجماع، إذن لا إجماع على أن غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وليس للرازي ولا لغيره جواب غير الذي قرأته لكم.
                          وأما المساواة بين أمير المؤمنين والنبي من السنة، فهناك أدلة كثيرة وأحاديث صحيحة معتبرة، متفق عليها بين الطرفين، صريحة في هذا المعنى، أي في أن أمير المؤمنين والنبي متساويان، إلا في النبوة، لقيام الإجماع على أن النبوة ختمت بمحمد (صلى الله عليه وآله).
                          نذكر بعض الأحاديث: منها: حديث النور: خلقت أنا وعلي من نور واحد، ففي تلك الأحاديث يقول رسول الله: إن الله سبحانه وتعالى قسم ذلك النور نصفين، فنصف أنا ونصف علي، قسم ذلك النور نصفين، وهما مخلوقان من نور واحد، ولما كان رسول الله أفضل البشر مطلقا، فعلي كذلك، وقد قرأنا هذا الحديث.
                          ومن الأحاديث أيضا قوله (صلى الله عليه وآله) بالنص: أنا سيد البشر تجدون هذا الحديث في صحيح البخاري (5)، وفي المستدرك (6)، وفي مجمع الزوائد (7)، وإذا كان علي مساويا لرسول الله بمقتضى حديث النور، وبمقتضى آية المباهلة، فعلي أيضا سيد البشر، وإذا كان سيد البشر، فهو أفضل من جميع الأنبياء.
                          قوله (صلى الله عليه وآله): أنا سيد ولد آدم، وهذا الحديث تجدونه في صحيح مسلم(8)، وفي سنن الترمذي(9)، ومسند أحمد(10)، وفي المستدرك(11)، وفي مجمع الزوائد(12) وغير هذه المصادر.
                          وإذا كان علي (عليه السلام) بمقتضى آية المباهلة وبمقتضى حديث النور مساويا لرسول الله، فيكون أيضا سيد ولد آدم.

                          تشبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالأنبياء (عليهم السلام) السابقين
                          وهذا الوجه أيضا ذكره الشيخ الحمصي، وأورده الفخر الرازي في الاستدلال، لكن الشيخ الحمصي ذكر هذا الدليل كتأييد لدلالة آية المباهلة، لكنا نعتبره دليلا مستقلا، وهذا الحديث نسميه بحديث الأشباه أو حديث التشبيه، وهو قوله: من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحا في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى في هيبته، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
                          وهذا هو اللفظ الذي ذكره الشيخ الحمصي، وللحديث ألفاظ أخرى، هذا الحديث بألفاظه المختلفة موجود في كتب الفريقين، أذكر لكم بعض أعلام الحفاظ والأئمة من أهل السنة الرواة لهذا الحديث بألفاظه المختلفة:

                          1 - عبد الرزاق بن همام، صاحب المصنف وشيخ البخاري.
                          2 - أحمد بن حنبل.
                          3 - أبو حاتم الرازي.
                          4 - أبو حفص ابن شاهين.
                          5 - الحاكم النيسابوري.
                          6 - ابن مردويه الإصفهاني.
                          7 - أبو نعيم الإصفهاني.
                          8 - أبو بكر البيهقي.
                          9 - ابن المغازلي الواسطي.
                          10- أبو الخير القزويني الحاكمي.
                          11- الطبري، صاحب الرياض النضرة.
                          12- ابن الصباغ المالكي.
                          وغير هؤلاء من العلماء، يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن عدة من صحابة رسول الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله).
                          ومن رواته: ابن عباس، وأبو الحمراء، وأبو سعيد الخدري، ومن رواته صحابة آخرون أيضا.
                          ولا بد من الكلام والبحث حول هذا الحديث سندا ودلالة ليتم الاستدلال.
                          أما سندا، فإني أذكر لكم سندين من أسانيده، وقد حققتهما، وهما سندان صحيحان، وبإمكاني تحقيق صحة أسانيد أخرى لهذا الحديث أيضا، لكني أكتفي بهذين السندين: يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء بترجمة محمد ابن أحمد بن عبيد الله الكاتب المعروف بابن المفجع، هذا الشخص نظم حديث التشبيه في قصيدة، والقصيدة اسمها قصيدة الأشباه، يقول الحموي ياقوت: وله قصيدة ذات الأشباه سميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره: الخبر الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال:
                          قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في محفل من أصحابه: إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في خلته، وموسى في مناجاته، وعيسى في سننه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل، فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب، فأورد المفجع ذلك في قصيدته وفيها أي في هذه القصيدة مناقب كثيرة.
                          ياقوت الحموي معروف بأنه من المنحرفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا مذكور بترجمته، لاحظوا كتاب وفيات الأعيان، لاحظوا شذرات الذهب وغيرهما من المصادر، وقد ذكروا أنه تكلم في سنة 613 ه،‍ في دمشق بكلام في علي، فثار الناس عليه وكادوا يقتلونه، فانهزم من دمشق، ذكر هذا ابن خلكان ونص على أنه كان متعصبا على علي.
                          وأما عبد الرزاق بن همام، فهذا كما أشرنا وذكرنا وفي الجلسات السابقة أيضا ذكرناه، هذا شيخ البخاري وصاحب المصنف ومن رجال الصحاح كلها، ولم يتكلم أحد في عبد الرزاق ابن همام بجرح أبدا، حتى قيل بترجمته: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله مثل ما رحلوا إليه، توفي سنة 211 ه‍. معمر بن راشد، من رجال الصحاح الستة، توفي سنة 153 ه‍.
                          الزهري هو الإمام الفقيه المحدث الكبير، من رجال الصحاح الستة، وقد تجرأ ابن تيمية وادعى بأن هذا الرجل أفضل من الإمام الباقر (عليه السلام).
                          وإما سعيد بن المسيب، فكذلك هو من رجال الصحاح الستة، توفي بعد سنة 90 ه‍، وهذا الشخص يروي هذا الحديث عن أبي هريرة. وأبو هريرة عندهم من الصحابة الثقات والموثوقين، الذين لا يتكلم فيهم بشكل من الأشكال.
                          فهذا السند صحيح إلى هنا. وسند آخر، وهو ما ذكره الحافظ ابن شهر آشوب المازندراني في كتابه مناقب آل أبي طالب، المتوفى سنة 588 ه‍. هذا من علمائنا، لكن يترجمون له في كتبهم في كتب التراجم، ويثنون عليه الثناء الجميل، وينصون على أنه كان صادق اللهجة، وسأقرأ لكم عبارة ابن شهر آشوب يقول: روى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وأيضا روى ابن بطة في الإبانة بإسناده عن ابن عباس، كلاهما عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سمته، وإلى محمد في تمامه وكماله وجماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل)، قال: فتطاول الناس بأعناقهم فإذا هم بعلي كأنما في صبب وينحل عن جبل. وتابعهما أنس، أنس بن مالك أيضا من رواة هذا الحديث إلا أنه قال: (وإلى إبراهيم في خلته، وإلى يحيى في زهده، وإلى موسى في بطشته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب)(13).
                          وهذا السند نفس السند، إلا أن الراوي عن عبد الرزاق هو أحمد بن حنبل، وأحمد بن حنبل لا يحتاج إلى توثيق.
                          وأما ابن شهر آشوب، فهو أحد كبار علماء طائفتنا، إلا أن أهل السنة أيضا يحترمونه ويثنون عليه، ويترجمون له، فلاحظوا الوافي بالوفيات للصفدي، لاحظوا بغية الوعاة للسيوطي، ولاحظوا غير هذين الكتابين، يقولون هناك بترجمته: وكان بهي المنظر، حسن الوجه والشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجد(14).
                          وأما دلالة حديث التشبيه، فهذا الحديث يدل على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين، بلحاظ أنه قد اجتمعت فيه ما تفرق في أولئك من الصفات الحميدة، ومن اجتمعت فيه الصفات المتفرقة في جماعة، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة، وهذا الاستدلال واضح تماما، ومقبول عند الطائفتين، وسأقرأ لكم بعض العبارات: يقول ابن روزبهان في الجواب عن هذا الحديث: أثر الوضع على هذا الحديث ظاهر، ولا شك أنه منكر، لأنه يوهم أن علي بن أبي طالب أفضل من هؤلاء الأنبياء، وهذا باطل، فإن غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وأما أنه موهم هذا المعنى فلأنه جمع فيه من الفضائل ما تفرق في الأنبياء، والجامع للفضائل أفضل من الذين تفرق فيهم الفضائل، وأمثال هذا من الموضوعات. فيضطر ابن روزبهان بعد أن يرى تمامية دلالة الحديث على مدعانا، يضطر إلى رمي الحديث بالوضع(15).
                          وقد أثبتنا نحن صحة الحديث، وأثبتنا أنه حديث متفق عليه بين الفريقين، وذكرنا عدة من أعيان رواة هذا الحديث من أهل السنة. ويقول ابن تيمية: هذا الحديث كذب موضوع على رسول الله بلا ريب عند أهل العلم بالحديث(16).
                          وكأن عبد الرزاق، وأحمد، وأبا حاتم الرازي، وغير هؤلاء ليسوا من أهل العلم بالحديث، لكن الظاهر أنه يقصد من أهل العلم بالحديث نفسه وبعض من في خدمته من أصحابه المختصين به!! ومما يدل على تمامية الاستدلال بهذا الحديث سندا ودلالة: إذعان كبار علماء الكلام بهذا الاستدلال، لاحظوا المواقف في علم الكلام وشرح المواقف(17) وشرح المقاصد(18)، فالقاضي الإيجي والشريف الجرجاني والسعد التفتازاني يذكرون هذا الاستدلال، ولا يناقشون لا في السند ولا في الدلالة، وإنما يجيب التفتازاني بأن هذا الحديث وأمثاله مخصصة بالشيخين، لأن الشيخين أفضل من علي، للأدلة القائمة عندهم على أفضلية الشيخين، فحينئذ لا بد من التخصيص، ودائما التخصيص فرع الحجاة، لا بد وأن يكون الحديث صحيحا سندا، ولا بد أن تكون دلالته تامة، فحينئذ يدعى أن هناك أدلة أيضا صحيحة قائمة على أفضلية زيد وعمرو ومن علي، فتلك الأدلة القائمة على أفضلية زيد وعمرو تلك الأدلة تكون مخصصة لهذا الحديث، وترفع اليد عن هذا الحديث بمقدار ما قام الدليل على التخصيص.
                          لاحظوا عبارة هؤلاء، عندما يذكر صاحب المواقف، وأيضا شارح المواقف، يذكران أدلة أفضلية علي يقول: الثاني عشر قوله (صلى الله عليه وسلم): (من أراد أن ينظر إلى آدم... ) إلى آخر الحديث، وجه الاستدلال: قد ساواه النبي بالأنبياء المذكورين - أي في هذا الحديث - وهم أفضل من سائر الصحابة إجماعا، وإذا كان الأنبياء المذكورون في هذا الحديث أفضل من الصحابة، فيكون من ساوى الأنبياء أفضل من الصحابة إجماعا. ثم أجابوا لا بالمناقشة في السند ولا في المناقشة في الدلالة، بل بأنه تشبيه، ولا يدل على المساواة، وإلا كان علي أفضل من الأنبياء المذكورين، لمشاركته ومساواته حينئذ لكل منهم في فضيلته واختصاصه بفضيلة الآخرين، والإجماع منعقد على أن الأنبياء أفضل من الأولياء. هذه عبارة المواقف وشرحها.
                          وفي شرح المقاصد يذكر التخصيص فيقول: لا خفاء في أن من ساوى هؤلاء الأنبياء في هذه الكمالات كان أفضل. ثم ناقش في ذلك بقوله: يحتمل تخصيص أبي بكر وعمر منه، عملا بأدلة أفضليتهما، إذن، لا مناقشة لا في السند ولا في الدلالة، وإنما المناقشة بأمرين:

                          الأول: الإجماع القائم على أن غير النبي لا يكون أفضل من النبي. وقد أثبتنا أن لا إجماع.

                          الأمر الثاني تخصيص هذا الحديث بما دل على أفضلية الشيخين.

                          ولكن هذا أولا الكلام. وتلخص: إن هذا الحديث يدل على أفضلية أمير المؤمنين، والمناقشات، أما في سنده فمردودة، إذ رمى ابن تيمية وابن روز بهان هذا الحديث بالوضع، وقد ظهر أنه ليس بموضوع، بل إنه صحيح ومقبول عند الطرفين، وأما المناقشة بالدلالة، فهي إما عن طريق الإجماع المذكور، وإما عن طريق التخصيص، يقول السعد التفتازاني: يحتمل تخصيص هذا الحديث. وقد ذكره على نحوه الاحتمال.
                          ومن جملة ما يستدل به لأفضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأنبياء السابقين قوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)(19). محل الاستدلال كما ذكر الرازي وغيره من المفسرين: إن هذه الآيات المباركة تدل على أفضلية نبينا من سائر الأنبياء، لأن قوله تعالى: (فبهداهم اقتده) دليل على أنه قد اجتمع فيه الخصال المحمودة المتفرقة فيهم، كالشكر في داود وسليمان، والصبر في أيوب، والزهد في زكريا وعيسى ويحيى، والصدق في إسماعيل، والتضرع في يونس، والمعجزات الباهرة في موسى وهارون، فيكون منصبه - منصب نبينا - أجل من منصبهم، ومقامه أفضل من مقامهم.
                          وهذا نفس الاستدلال الذي نستدل به على ضوء حديث التشبيه بأن عليا قد جمع ما تفرق في أولئك الأنبياء، نفس الاستدلال في هذه الآية، بحسب ما ذكره المفسرون.
                          وإذا كان نفس الاستدلال، فحينئذ يتم استدلالنا بحديث التشبيه هذا أولا. وثانيا إذا كان بهذه الآيات رسول الله أفضل من الأنبياء السابقين، فعلي ساوى رسول الله، فهو أيضا أفضل من الأنبياء السابقين. لاحظوا التفاسير في ذيل هذه الآية، كتفسير الفخر الرازي(20)، وتفسير النيسابوري(21)، وتفسير الخطيب الشربيني(22)، ولربما تفاسير أخرى أيضا يتعرضون لهذا الاستدلال.


                          حديث الطير :
                          علي (عليه السلام) أحب الخلق إلى الله وهذا ما دل عليه حديث الطير: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر).
                          وقد ذكرنا سند هذا الحديث ودلالته في ليلة خاصة، ودرسنا ما يتعلق بهذا الحديث بنحو الإجمال، وإذا كان علي (عليه السلام) أفضل الخلق إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون أفضل من الأنبياء، كما هو واضح.
                          ولا يقال إن المراد من أفضل الخلق إلى الله، أي في زمانه، أي في ذلك العصر، لا يقال هذا، لعدم مساعدة ألفاظ الحديث على هذا الاحتمال، مضافا إلى أن بعض ألفاظه يشتمل على الجملة التالية: (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك من الأولين والآخرين)، فيندفع هذا الاحتمال.

                          صلاة عيسى (عليه السلام) خلف المهدي (عليه السلام)
                          ومن الأدلة على أفضلية الأئمة (عليهم السلام) من الأنبياء السابقين، قضية صلاة عيسى خلف المهدي، وهذا أيضا مما نقش فيه بعضهم كالسعد التفتازاني من حيث أن عيسى نبي، وكيف يمكن أن يقتدي بمن ليس بنبي، وعليه فإن هذه الأحاديث باطلة.
                          لاحظوا عبارته يقول: فما يقال إن عيسى يقتدي بالمهدي شئ لا مستند له فلا ينبغي أن يعول عليه، نعم هو وإن كان حينئذ من أتباع النبي، فليس منعزلا عن النبوة، فلا محالة يكون أفضل من الإمام، إذ غاية علماء الأمة الشبه بأنبياء بني إسرائيل(23). هذه عبارة سعد الدين التفتازاني. ونحن نكتفي في جوابه بما ذكره الحافظ السيوطي، فإنه أدرى بالأحاديث من السعد التفتازاني، يقول الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي: هذا من أعجب العجب، فإن صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة بإخبار رسول الله، وهو الصادق المصدق الذي لا يخلف خبره(24).
                          وفي الصواعق لابن حجر دعوى تواتر الأحاديث في صلاة عيسى خلف المهدي سلام الله عليه(25).
                          إذن، أثبتنا أفضلية أئمتنا من الأنبياء السابقين بأربعة وجوه، على ضوء الكتاب والسنة المقبولة عند الفريقين.
                          ولما كان هذا القول غريبا في نظر أهل السنة ولا يتمكنون من أن يقبلوا مثل هذا الرأي أو هذه العقيدة، أخذوا يناقشون في بعض الأحاديث، أو يناقشون في الاستدلال ببعض الآيات، وقد وجدتم الاستدلالات، وقرأت لكم عمدة ما قالوا، وما يمكن أن يقال في هذا المجال، وظهر اندفاع تلك المناقشات كلها. وصلى الله عليه محمد وآله الطاهرين.







                          الهوامش:
                          1- سورة آل عمران: 61.
                          2- تفسير الرازي 8 / 81.
                          3- البحر المحيط في تفسير القرآن 2 / 480.
                          4- تفسير النيسابوري - هامش الطبري 3 / 214.
                          5- صحيح البخاري 6 / 223.
                          6- المستدرك على الصحيحين 4 / 573.
                          7- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9 / 116.
                          8- صحيح مسلم، كتاب الفضائل باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق.
                          9- سنن الترمذي 2 / 195.
                          10- مسند أحمد 1 / 5.
                          11- المستدرك 3 / 124.
                          12- مجمع الزوائد 10: 376.
                          13- مناقب آل أبي طالب 3 / 264، ط طهران.
                          14- الوافي بالوفيات 4 / 164، بغية الوعاة: 77، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: 240، طبقات المفسرين 2 / 199.
                          15- إبطال الباطل، أنظر: دلائل الصدق 2 / 518.
                          16- منهاج السنة 5 / 510.
                          17- شرح المواقف 8 / 369.
                          18- شرح المقاصد 5 / 299.
                          19- سورة الأنعام: 84 - 90.
                          20- تفسير الرازي 13 / 69 - 71.
                          21- تفسير النيسابوري (هامش الطبري) 7 / 185.
                          22- تفسير الخطيب الشربيني = السراج المنير 1 / 435.
                          23- شرح المقاصد 5 / 313.
                          24- الحاوي للفتاوي 2 / 167.
                          25- الصواعق المحرقة: 99.

                          تعليق


                          • #14
                            haider82 [IMG]images/statusicon/user_online.gif[/IMG] vbmenu_register("postmenu_822138", true);
                            يعيطك ألف عافية ..
                            حبيبي نحن نتسلى فقط مع هؤلاء المساكين ..
                            دمت بعافية وسلامة

                            تعليق


                            • #15
                              اخي علي الجنان والله صحيح هؤلاء مساكين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا اي شي تحاججهم فيه يقلك الحديث ضعيف الاية نسخت عمر حرم ابن جحش حلل :d والله مساكين والله من اقراء اقوالهم اسجد لله شكر انه احنا على مذهب اهل البيت سلام الله عليهم

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X