إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وسيطية اهل السنة في الرواية عن الرواة المبتدعة في كتب الحديث

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وسيطية اهل السنة في الرواية عن الرواة المبتدعة في كتب الحديث

    وسطية أهل السنة مع الرواة الشيعة أصحاب العقائد والذين نُعِتوا بـ "رافضي" والشتاميين للسلف وغيرهم من المبتدعة في الكتب الستة

    جمع ودراسة

    أسد الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، والمبعوث رحمة للعالمين سيد ولد آدم محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
    إن الله سبحانه جعلنا أمة وسطا لنكون شهداء على الناس، ومن وسطية هذه الأمة، والمتمثلة في علمائها، وبالخصوص محدثيها، الذين نضر الله وجوههم، لما رووا حديث نبيهم ، تحروا الدقة في روايته، ووضع القوانين في سبيل ضبط ذلك، والعمل به.
    ومن القوانين التي وضعوها في ذلك، الرواية عن الرواة أصحاب البدعة، وقسموا البدعة، ومن حيث التكفير وعدمه.
    وأكبر مثال على وسطية علماء الحديث النبوي روايتهم عن رجال مخالفين لهم في العقيدة، وليس هذا غفلة منهم بل لأنهم وجدوا صحة ما رووه، وعرفوا صحة ذلك عن طريق الشواهد والمتابعات، أو عن طريق ثقة هذا الراوي.
    ومن المخالفين في العقيدة الذين روى عنهم أهل السنة، الروافض، ولا أعني الشيعة في إصطلاح المتقدمين، ولكن أعني الروافض الشتاميين للصحابة ، وأصحاب العقائد الباطلة المشهورة عندهم، كما ضممت إليهم الشتاميين للصحابة من غير الرافضة، كما هو مبين في محله. وقد رووا عن غير الروافض كالقدرية والخوارج وغيرهم، وقد أقتصرت هنا على الروافض والشتاميين منهم ومن غيرهم.

    كتبه
    أسد الله

    تعريف البدعة

    "البِدْعةُ: الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّين بعد الإِكمال.
    البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ. وفي حديث عمر  في قِيام رمضانَ: "نِعْمتِ البِدْعةُ هذه".
    البِدْعةُ بدْعتان: بدعةُ هُدى، و بِدعة ضَلال، فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب الله إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأَن النبي  ، قد جعل له في ذلك ثواباً فقال: (مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها)، وقال في ضدّه: (مَن سَنَّ سُنّة سيئة كان عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها)، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله .
    ومن هذا النوع قول عمر : "نعمتِ البِدْعةُ هذه"، لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَماها بدعة ومدَحَها لأَنَّ النبي ، لم يَسُنَّها لهم، وإِنما صلاَّها لَيلِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها، ولا كانت فـي زمن أَبي بكر وإِنما عمر، رضي الله عنهما، جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها فبهذا سماها بدعة، وهي على الحقيقة سنَّة لقوله ، (عليكم بسنّتي وسنة الخُلفاء الراشدين من بعدي) ، وقوله : (اقْتَدُوا باللذين من بعدي: أَبي بكر وعمر) ، وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث الآخَر: (كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة)، إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السنة، وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ. والمبتَدِع الذي يأْتي أَمْراً على شبه لم يكن ابتدأَه إِياه".
    انظر لسان العرب (8/6 مادة بدع )

    حكم الرواية عن المبتدع

    لأئمة الحديث النبوي الشريف ومنظَّري علم المصطلح والرجال، كلام كثير حول البدعة، والرواية عن المبتدع، وقسموا المبتدع إلى: داعية وغير داعية، والبدعة إلى: مكفرة وهي الكبرى، وغير مكفرة، و هى الصغرى المفسقة.
    قال الذهبي رحمه الله: "البدعة، كبرى وصغرى".
    وعرف الصغرى بأنها: "كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة".
    انظر ميزان الإعتدال (1/114).
    وعرف الكبرى بأنها: "كالرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء الى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة".
    ثم إنه رحمه الله حرر قوله فيما سبق حيث قال:
    "فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم، هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة، ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا  وتعرض لسبهم، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذى يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين ايضا فهذا ضال مفتر"
    انظر ميزان الإعتدال في نقد الرجال (1/118)
    نخلص من رأي الذهبي رحمه الله إلى أن بدعة التشيع: "بدعة صغرى، كتقديم علي على الشيخين، وكبرى وهي السب والشتم للصحابة ، والثالثة تكفيرهم".
    أما الحافظ ابن حجر فقد ذهب إلى أن البدعة: إما مُكفِّرة، وإما مُفسِّقة، ومما قاله رحمه الله، في ذلك:
    "أما البدعة فالموصوف بها إما أن يكون ممن يُكفر بها، أو يُفسق. فالمكفر بها لا بد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة، كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي، أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة أو غير ذلك، وليس في الصحيح من حديث هؤلاء شيء البتة . والمفسق بها، كبدع الخوارج والروافض الذين لا يغلون ذلك الغلو، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافا ظاهرا، لكنه مستند إلى تأويلٍ ظاهر سائغ".
    انظر مقدمة فتح الباري (1/385).
    قلت: ولم يتعرض للمٌكَفَّرين للصحابة، والذي يكفر الصحابة، كافر للحديث النبوي: (من قال لأخيه: با كافر فقد باء بها أحدهما). متفق عليه من حديث عمر.
    ثم ذكر الحافظ حكم الرواية عن هؤلاء، فقال:
    "اختلف أهل السنة في قبول حديث من هذا سبيله، إذا كان معروفا بالتحرز من الكذب، مشهورا بالسلامه من خوارم المروأة، موصوفا بالديانة والعبادة. فقيل: يقبل مطلقا. وقيل: يرد مطلقا. والثالث: التفصيل بين أن يكون داعية أو غير داعية". انظر مقدمة فتح الباري (1/385).
    البدعة الصغرى الغير مكفرة
    نخلص مما سبق أن البدعة الصغرى بعضها غير مٌفسِّق: كالتشيع بلا غلو ولا إنحراف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق. على رأي الذهبي السابق.
    وبعضها مٌفسِّق: كبدع الخوارج والروافض الذين لا يذهبون إلى تأليه علي، وأنه يعود قبل يوم القيامة، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافا ظاهرا، لكنه مستند إلى تأويل ظاهرة سائغ. على رأي ابن حجر.

    يتبع يتبع

  • #2
    تابع

    البدعة الكبرى المُكَفِّرة

    من كلام الذهبي السابق الذكر في حكم الرواية عن المبتدع، لم يتطرق إلى أن هناك بدعة مكفرة ومفسقة، لكنه ذكر أن التشيع الذي في عهده هو تكفير الصحابة  والسلف الصالح، لكن كلامه متضمن ذلك. وكلام ابن حجر بعده أكثر دقة وتحريرا، حيث قال: "فالمكفر بها لا بد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة، كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي، أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة أو غير ذلك". انظر مقدمة فتح الباري (1/385).
    لكنه لم يتطرق للمُكَفِّرين للسلف من الروافض.
    قلت: الذي يظهر لي من كلام الحافظين الذهبي و ابن حجر رحمهما الله تعالى، أن الغلو في الرفض، وشتم السلف ليس ببدعة مكفرة، وإنما المكفر هو دعوى الألهية لعلي، والإيمان برجوعه إلى الدنيا، وغيره. وأزيد واحدة أن المكفر للسلف في حكم الكافر، للحديث السابق الذكر: (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهم).
    من هذا نخلص إلى أن البدعة الكبرى قسمين "مكفرة، وغير مكفرة"، وكلاهما لايحتج بأصحابها، على خلاف، في الداعية العدل كما سيأتي.

    المبتدع العدل

    ذهب أئمة الحديث النبوي ألى جواز الرواية عن المبتدع العدل، بشروط تضمنها كلامهم.
    قال الذهبي عن عن المبتدعة العدول: "فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة".
    انظر ميزان الإعتدال في نقد الرجال (1/118)
    وقال أيضا: "إذا عُلم صدقة في الحديث وتقواه، ولم يكن داعيا إلى بدعته، فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته والعمل بحديثه". انظر سير أعلام النبلاء (7/154).
    وقال الحافظ ابن حجرا: "وينبغي ان يقيد قولنا بقبول رواية المبتدع إذا كان صدوقا ولم يكن داعية، بشرط ان لا يكون الحديث الذي يحدث به مما يعضد بدعته ويشيدها، فإنا لا نأمن حينئذ عليه غلبة الهوى والله الموفق.
    فقد نص على هذا القيد في هذه المسئلة الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني شيخ النسائي، فقال في مقدمة كتابه في الجرح والتعديل:
    ومنهم زائغ عن الحق صدوق اللهجة، قد جرى في الناس حديثه لكنه مخذول في بدعته مأمون في روايته، فهؤلاء ليس فيهم حيلة الا ان يؤخذ من حديثهم ما يعرف، الا ما يقوى به بدعتهم فيتهم بذلك.
    وقال حماد بن سلمة: حدثني شيخ لهم يعني الرافضة، قال: كنا إذا اجتمعنا شيئا جعلناه حديثا.
    وقال مسيح بن الجهم الأسلمي التابعي: كان رجل منا في الأهواء مدة ثم صار الى الجماعة. وقال لنا: أنشدكم الله ان تسمعوا من أحد من أصحاب الأهواء، فانا والله كنا نروي لكم الباطل ونحتسب الخير في اضلالكم.
    وقال زهير بن معاوية: حدثنا محرز أبو رجاء وكان يرى القدر فتاب منه، فقال: لا ترووا عن أحد من أهل القدر شيئا، فوالله لقد كنا نضع الأحاديث ندخل بها الناس في القدر، نحتسب بها فالحكم لله. وهذه فصول يحتاج إليها في هذه المقدمة". انظر لسان الميزان (1/11)

    حكم الرواية عن دعاة البدعة

    اختلف أئمة الحديث، ومنظري علم المصطلح والرجال في المبتدع الداعية، بين القبول والرد:
    ذكر العقيلي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال:
    "اترك من كان رأسا في البدعة يدعو إليها، قال يحيى: كيف تصنع بقتادة؟ كيف تصنع بأبي داود وعمر بن ذر؟ وعَدّ يحيى قوما، ثم قال يحيى: هذا إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا. حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:
    ثلاثة لا يحمل عنهم، الرجل المتهم بالكذب، والرجل كثير الوهم والغلط، ورجل صاحب هوى يدعو إلى بدعة". انظر ضعفاء العقيلي (1/8)
    قال الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 16): "الداعي إلى البدعة لا يكتب عنه ولا كرامة، لإجماع جماعة من أئمة المسلمين على تركه".
    قال الذهبي: "وترددوا في الداعية، هل يؤخذ عنه؟ فذهب كثير من الحفاظ إلى تجنب حديثه وهجرانه، وقال بعضهم: إذا علمنا صدقة وكان داعية ووجدنا عنده سنة تفرد بها، فكيف يسوغ لنا تلك السنة، فجميع تصرفات أئمة الحديث تؤذن بأن المبتدع إذا لم تبح بدعته خروجه من دائرة الإسلام، ولم تبح دمه، فإن قبول ما رواه سائغ. وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي، والذي أتضح لي منها: أن من دخل في بدعة ولم يُعَدّ من رؤوسها ولا أمعن فيها يقبل حديثه، كما مَثَّل الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم".
    انظر سير أعلام النبلاء (7/154)
    قال الحافظ ابن حجر: "ان اشتملت رواية غير الداعية على ما يشيد بدعته ويزينه ويحسنه ظاهرا، فلا تقبل وأن لم تشتمل فتقبل. وطرد بعضهم هذا التفصيل بعينه في عكسه في حق الداعيه، فقال: أن اشتملت روايته على ما يرد بدعته قبل وإلا فلا. وعلى هذا إذا اشتملت رواية المبتدع، سواء كان داعية أم لم يكن، على ما لا تعلق له ببدعته أصلا، هل ترد مطلقا أو تقبل مطلقا؟ مال أبو الفتح القشيري إلى تفصيل آخر فيه، فقال: إن وافقه غيره فلا يلتفت إليه، هو اخماد لبدعته واطفاء لناره، وأن لم يوافقه أحد ولم يوجد ذلك الحديث الا عنده مع ما وصفنا من صدقه وتحرزه عن الكذب واشتهاره بالدين، وعدم تعلق ذلك الحديث ببدعته، فينبغي أن تقدم مصلحة تحصيل ذلك الحديث، ونشر تلك السنة على مصلحة اهانته وإطفاء بدعته والله أعلم". انظر مقدمة فتح الباري (1/385)
    وخلاصة القول ما قال الحافظ:
    "يقبل غير الداعيه ويرد حديث الداعية، وهذا المذهب هو الأعدل وصارت إليه الطوائف من الأئمة وادعى بن حبان إجماع أهل النقل عليه".انظر مقدمة فتح الباري (1/385)
    لكن في توجيه الذهبي، والحافظ، في الداعية العدل، ما يدعو لقبول روايته بشروطه المذكورة، وسبقهم إلى ذلك يحيى بن معين كما ذكرنا آنفا، حينما قال لعبدالرحمن بن مهدي: كيف تصنع بقتادة؟ كيف تصنع بأبي داود وعمر بن ذر؟ وعَدّ يحيى قوما، ثم قال يحيى: هذا إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا.

    الرواة المبتدعة الدعاة في الكتب الستة

    روى أصحاب الكتب الستة عن رواة مبتدعة دعاة، من الخوارج، والنواصب، والروافض، والقدرية، والمعتزلة، والمرجئة.
    فيا ترى هل نجد هذه الوسطية والإعتدال عند الشيعة مع اهل السنة. وعدة الرواة المبتدعة في الكتب الستة جاوز الثلاثمئة راو.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    10 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X