مرض يصيب اليهود فقط !!
مرض دماغي وراثي خبيث جرى اكتشافه مؤخرا وما يزال يثير الذعر في إسرائيل والحيرة لدى أطبائها بسبب انحصاره بيهود إسرائيل المتحدرين من أصول ليبية وتونسية ومصرية بصورة خاصة•
تفاصيل مثيرة حول هذا المرض نطالعها في هذا التقرير العلمي الذي يعكس حيرة العلماء من هذه الظاهرة الغريبة•
دق ناقوس الخطر في جزيرة جواديلوب في نهاية مايو الماضي مع ظهور الإصابة البشرية الرابعة بمرض جنون البقر•• ومما زاد في إثارة الذعر إن المصابة كانت امرأة في السابعة والأربعين من عمرها فقط، في حين إن مرض كروتزفلد - جاكوب لا يصيب قبل سن الخامسة والخمسين•• مما أثار شكوك الأوساط الطبية بظهور نوع جديد متفرع من مرض كروتزفلد - جاكوب خصوصا وان العوارض المرضية التي ظهرت على المريضة الجواديلوبية المذكورة جاءت مختلفة جزئيا عن العوارض التقليدية•• وبحيث أمكن الأطباء الجزم بأن إصابة تلك المريضة لا تندرج ضمن الإطار الوراثي للمرض الذي يتناقل ضمن أفراد العائلة الواحدة في ما بين عشرة و15 في المائة من الحالات•
أما المفاجأة المثيرة فجاءت من فيليب سولا لابي رئيس الجمعية الفرنسية للأمراض الدماغية، الذي أعلن إن جده لوالدته كان يهوديا ليبيا وان والدته قد توفيت منذ خمسة عشر عاما بمرض كروتزفلد - جاكوب، مما يعني انه هو نفسه معرض بنسبة عالية للإصابة به•
لابي يستند في مخاوفه هذه إلى ما كان أعلنه مؤخرا الدكتور ايستر كاهانا، رئيس قسم طب الأعصاب في مستشفى ايشكلون بإسرائيل، والذي قال ان البيانات الإحصائية التي شملت الإسرائيليين اليهود المصابين بمرض كروتزفلد - جاكوب أظهرت إن نسبة احتمال إصابة اليهود المتحدرين من أصل ليبي بهذا المرض هي أعلى بمائة مرة من المعدل الوسطي العام•
أما اليهود المتحدرون من أصل تونسي فخطر إصابتهم أعلى بنسبة 5 في المائة من المعدل العام، بحسب احصائيات الدكتور كاهانا، والذي يحذر من ان العائلات اليهودية التي سبق وأصيب احد أفرادها بمرض كروتزفلد - جاكوب يكون احتمال ظهور إصابة جديدة فيها بمعدل فرد واحد من كل اثنين!•
مرض عنصري!
هذه الأرقام المخيفة أحدثت موجة ذعر في إسرائيل تجاه هذا المرض الخبيث والذي وصفته صحيفة يديعوت احرونوت بالمرض العنصري والمعادي للسامية ! وقد طالبت بعض الجمعيات الأهلية بإجراء فحوصات وقائية مسبقة على يهود إسرائيل المتحدرين من أصول عربية للتأكد من عدم حملهم لبذور مرض الـكروتزفلد - جاكوب وخصوصا في عمليات نقل الدم أو وهب الأعضاء•
البروفيسور لابلانش، رئيس قسم الأمراض العصبية في مستشفى تل أبيب الحكومي، شدد بدوره على أهمية تلك الفحوصات المسبقة خصوصا وإنها ستساعد برأيه على تحديد دقيق لهذا المرض الغريب والذي يربك الأطباء بوجود حوالي العشرين من أشكال عوارضه الخادعة•• إضافة إلى إن توافر حالات ما قبل الإصابة به تشكل فرصة مهمة جدا لإمكان عزل وكشف أسرار هذا المرض الوراثي الذي ما يزال مجهول المنشأ حتى الآن، اضافة الى انه ما يزال يحير العلماء في مسألة شدة انتشاره لدى اليهود العرب بالتحديد•
وفي السياق نفسه أبدت الدكتورة نيلي زيلبر، العاملة في مستشفى هداثا بالقدس، حماسها الشديد لإلزامية الفحص الوقائي المسبق والذي يساعد على تحديد العوارض النفسانية الأولى التي تظهر على المريض في المراحل الأولى للإصابة•
ومن هذا المنطلق، تقول الطبيبة الإسرائيلية البلغارية الأصل: علينا أن ندرك إن اليهود المتحدرين من أصل ليبي وتونسي هم بمثابة ثروة طبية لا تقدر بثمن•• لأنه من خلال الفحوصات الشاملة لهم نستطيع تحديد شجراتهم العائلية وتتبع آثار عاداتهم وسلوكياتهم الغذائية والعضوية والاجتماعية، مما سيساعد بالتأكيد على فهم أكثر عمقا لطبيعة هذا المرض ولآليات انتشاره وفتكه التي تحصل بطريقة فوضوية تحير الأطباء والعلماء•
مرض•• فوضوي
ومن مظاهر فوضوية مرض كروتزفلد - جاكوب مثلاً، كما تقول الدكتورة زيلبر: إننا ما نزال نجهل لماذا تموت شقيقتان حاملتان لهذا المرض الوراثي في سن السابعة والخمسين والتاسعة والخمسين في حين إن والدتهما التي كان تحمله وراثيا لم تمت به إلا في سن السبعين وبدون ان تظهر عليها اية عوارض اضطرابات عصبية سلوكية بعكس ما ظهر على ابنتيها قبل وفاتهما•
اسبانيا أولا
وماذا، أخيرا، عن هذا المرض؟•
لقد تم اكتشاف هذا المرض في مطلع التسعينات الماضية، وعلى يد الباحثين البريطانيين في طلب الأعصاب البروفيسوريين كروتزفلد وجاكوب اللذين أطلقا اسميهما عليه، والذي تبين منذ البداية انه مرض وراثي يتناقل لدى أفراد العائلة الواحدة بالدرجة الأولى•
ومن البداية أيضا، تبين إن هذا المرض منتشر في عدد كبير من بلدان العالم، ولكن القسم الأعظم من الإصابات به محصورة داخل إسرائيل وخصوصا لدى اليهود المتحدرين من أصول ليبية وتونسية ومصرية• إضافة إلى انتشاره أيضا، ولكن بمعدلات محدودة، في سلوفاكيا وبولونيا وايطاليا واسبانيا واليابان وتشيلي•• وفي بعض الأرياف الفرنسية•
وبالإجمال، فقد تمكن الطب حتى الآن من تحديد طبيعة الإصابة بهذا المرض في 70 في المائة من حالاته، حيث تبين ان نوعه المسمى F002k يضرب الشعيرة رقم 200 وهي المنطقة الأكثر حساسية من الـ: D.n.a•• كما تبين أيضا أن هذا النوع من المرض ليس مرتبطا بالوراثة العائلية في كافة حالاته، بل انه يتكون بصورة مستقلة في نسبة لا بأس بها من الحالات•
وقد تبين بحسب تحليل المؤشرات الجينية الوراثية، كما يقول الدكتور لابلاش، إن اصابات الكروتزفلد - جاكوب المسجلة في منطقتي البحر المتوسط وتشيلي العائدة إلى الفئة نفسها قد انفصلت عن بعضها بفعل غزو أميركا في القرن السادس عشر•• وهذا ما يعني ان المصابين بهذا المرض في مناطق أخرى من العالم قد يكونون متحدرين من أصل اسباني مشترك•
غير أن الدكتورة زيلبر تشكك بمثل هذا الاحتمال الذي يتعارض مع أسماء حاملي الكروتزفلد جاكوب كما مع المسارات التاريخية لعائلاتهم•
وفي المقابل تصر الطبيبة الإسرائيلية على إن النظرية الأكثر واقعية حتى الآن هي تلك القائمة على إن جذور هذا المرض الأولى قد نشأت لدى يهود ليبيا منذ القرن•• السابع!•
مرض دماغي وراثي خبيث جرى اكتشافه مؤخرا وما يزال يثير الذعر في إسرائيل والحيرة لدى أطبائها بسبب انحصاره بيهود إسرائيل المتحدرين من أصول ليبية وتونسية ومصرية بصورة خاصة•
تفاصيل مثيرة حول هذا المرض نطالعها في هذا التقرير العلمي الذي يعكس حيرة العلماء من هذه الظاهرة الغريبة•
دق ناقوس الخطر في جزيرة جواديلوب في نهاية مايو الماضي مع ظهور الإصابة البشرية الرابعة بمرض جنون البقر•• ومما زاد في إثارة الذعر إن المصابة كانت امرأة في السابعة والأربعين من عمرها فقط، في حين إن مرض كروتزفلد - جاكوب لا يصيب قبل سن الخامسة والخمسين•• مما أثار شكوك الأوساط الطبية بظهور نوع جديد متفرع من مرض كروتزفلد - جاكوب خصوصا وان العوارض المرضية التي ظهرت على المريضة الجواديلوبية المذكورة جاءت مختلفة جزئيا عن العوارض التقليدية•• وبحيث أمكن الأطباء الجزم بأن إصابة تلك المريضة لا تندرج ضمن الإطار الوراثي للمرض الذي يتناقل ضمن أفراد العائلة الواحدة في ما بين عشرة و15 في المائة من الحالات•
أما المفاجأة المثيرة فجاءت من فيليب سولا لابي رئيس الجمعية الفرنسية للأمراض الدماغية، الذي أعلن إن جده لوالدته كان يهوديا ليبيا وان والدته قد توفيت منذ خمسة عشر عاما بمرض كروتزفلد - جاكوب، مما يعني انه هو نفسه معرض بنسبة عالية للإصابة به•
لابي يستند في مخاوفه هذه إلى ما كان أعلنه مؤخرا الدكتور ايستر كاهانا، رئيس قسم طب الأعصاب في مستشفى ايشكلون بإسرائيل، والذي قال ان البيانات الإحصائية التي شملت الإسرائيليين اليهود المصابين بمرض كروتزفلد - جاكوب أظهرت إن نسبة احتمال إصابة اليهود المتحدرين من أصل ليبي بهذا المرض هي أعلى بمائة مرة من المعدل الوسطي العام•
أما اليهود المتحدرون من أصل تونسي فخطر إصابتهم أعلى بنسبة 5 في المائة من المعدل العام، بحسب احصائيات الدكتور كاهانا، والذي يحذر من ان العائلات اليهودية التي سبق وأصيب احد أفرادها بمرض كروتزفلد - جاكوب يكون احتمال ظهور إصابة جديدة فيها بمعدل فرد واحد من كل اثنين!•
مرض عنصري!
هذه الأرقام المخيفة أحدثت موجة ذعر في إسرائيل تجاه هذا المرض الخبيث والذي وصفته صحيفة يديعوت احرونوت بالمرض العنصري والمعادي للسامية ! وقد طالبت بعض الجمعيات الأهلية بإجراء فحوصات وقائية مسبقة على يهود إسرائيل المتحدرين من أصول عربية للتأكد من عدم حملهم لبذور مرض الـكروتزفلد - جاكوب وخصوصا في عمليات نقل الدم أو وهب الأعضاء•
البروفيسور لابلانش، رئيس قسم الأمراض العصبية في مستشفى تل أبيب الحكومي، شدد بدوره على أهمية تلك الفحوصات المسبقة خصوصا وإنها ستساعد برأيه على تحديد دقيق لهذا المرض الغريب والذي يربك الأطباء بوجود حوالي العشرين من أشكال عوارضه الخادعة•• إضافة إلى إن توافر حالات ما قبل الإصابة به تشكل فرصة مهمة جدا لإمكان عزل وكشف أسرار هذا المرض الوراثي الذي ما يزال مجهول المنشأ حتى الآن، اضافة الى انه ما يزال يحير العلماء في مسألة شدة انتشاره لدى اليهود العرب بالتحديد•
وفي السياق نفسه أبدت الدكتورة نيلي زيلبر، العاملة في مستشفى هداثا بالقدس، حماسها الشديد لإلزامية الفحص الوقائي المسبق والذي يساعد على تحديد العوارض النفسانية الأولى التي تظهر على المريض في المراحل الأولى للإصابة•
ومن هذا المنطلق، تقول الطبيبة الإسرائيلية البلغارية الأصل: علينا أن ندرك إن اليهود المتحدرين من أصل ليبي وتونسي هم بمثابة ثروة طبية لا تقدر بثمن•• لأنه من خلال الفحوصات الشاملة لهم نستطيع تحديد شجراتهم العائلية وتتبع آثار عاداتهم وسلوكياتهم الغذائية والعضوية والاجتماعية، مما سيساعد بالتأكيد على فهم أكثر عمقا لطبيعة هذا المرض ولآليات انتشاره وفتكه التي تحصل بطريقة فوضوية تحير الأطباء والعلماء•
مرض•• فوضوي
ومن مظاهر فوضوية مرض كروتزفلد - جاكوب مثلاً، كما تقول الدكتورة زيلبر: إننا ما نزال نجهل لماذا تموت شقيقتان حاملتان لهذا المرض الوراثي في سن السابعة والخمسين والتاسعة والخمسين في حين إن والدتهما التي كان تحمله وراثيا لم تمت به إلا في سن السبعين وبدون ان تظهر عليها اية عوارض اضطرابات عصبية سلوكية بعكس ما ظهر على ابنتيها قبل وفاتهما•
اسبانيا أولا
وماذا، أخيرا، عن هذا المرض؟•
لقد تم اكتشاف هذا المرض في مطلع التسعينات الماضية، وعلى يد الباحثين البريطانيين في طلب الأعصاب البروفيسوريين كروتزفلد وجاكوب اللذين أطلقا اسميهما عليه، والذي تبين منذ البداية انه مرض وراثي يتناقل لدى أفراد العائلة الواحدة بالدرجة الأولى•
ومن البداية أيضا، تبين إن هذا المرض منتشر في عدد كبير من بلدان العالم، ولكن القسم الأعظم من الإصابات به محصورة داخل إسرائيل وخصوصا لدى اليهود المتحدرين من أصول ليبية وتونسية ومصرية• إضافة إلى انتشاره أيضا، ولكن بمعدلات محدودة، في سلوفاكيا وبولونيا وايطاليا واسبانيا واليابان وتشيلي•• وفي بعض الأرياف الفرنسية•
وبالإجمال، فقد تمكن الطب حتى الآن من تحديد طبيعة الإصابة بهذا المرض في 70 في المائة من حالاته، حيث تبين ان نوعه المسمى F002k يضرب الشعيرة رقم 200 وهي المنطقة الأكثر حساسية من الـ: D.n.a•• كما تبين أيضا أن هذا النوع من المرض ليس مرتبطا بالوراثة العائلية في كافة حالاته، بل انه يتكون بصورة مستقلة في نسبة لا بأس بها من الحالات•
وقد تبين بحسب تحليل المؤشرات الجينية الوراثية، كما يقول الدكتور لابلاش، إن اصابات الكروتزفلد - جاكوب المسجلة في منطقتي البحر المتوسط وتشيلي العائدة إلى الفئة نفسها قد انفصلت عن بعضها بفعل غزو أميركا في القرن السادس عشر•• وهذا ما يعني ان المصابين بهذا المرض في مناطق أخرى من العالم قد يكونون متحدرين من أصل اسباني مشترك•
غير أن الدكتورة زيلبر تشكك بمثل هذا الاحتمال الذي يتعارض مع أسماء حاملي الكروتزفلد جاكوب كما مع المسارات التاريخية لعائلاتهم•
وفي المقابل تصر الطبيبة الإسرائيلية على إن النظرية الأكثر واقعية حتى الآن هي تلك القائمة على إن جذور هذا المرض الأولى قد نشأت لدى يهود ليبيا منذ القرن•• السابع!•
تعليق