السّلفيّة .
جمال الدّين الأفغاني .
للبدأ بمشروع ألبرت بايك باشعال ثلاث حروب عالمية في القرن العشرين , كان لا بد من تحقيق عامل مهم و هو التّسلل خفية في العالم الاسلامي و اختراق قيادته لجره اتجاه صدام مع الغرب . الوسائل التي كان من المقرر أن يتم إنجازه عبرها كانت من خلال انتشار الماسونية الاسكتلندية في الشرق الاوسط ، من اجل تعيين اعضاء في المؤامرة ، سيسهمون عبر العمل كمصلحين بتضليل العالم الاسلامي الى الرجعيّة و مبادىء عدائية , لتشكل ما بات يعرف بالأصوليّة .
هذه الاستراتيجيه كانت رأس حربة ما يشار اليه على أنه حركة اوكسفورد , التي انشئت في عام 1820 , مع مجموعة من المبشّرين يعيّنهم تجمّع مشترك من جامعة أكسفورد و الكنيسة الانجليكانية و كليّة الملوك من جامعة لندن , و الكل كان تحت الماسونية الاسكوتلنديّة [1]. مركز هذا التّحرك كان مصر . الحركة ستواصل الاستفادة من الماسونية المصرية التي أوجدها كاغليوسترو , لكون مصر في هذه الحالة تتسم بأهمية خاصة حيث يعتبر الماسونيون أنفسهم الورثة للتقاليد الغنوصيّة الكلاسيكية التي انتقلت عبر المحفل الاسماعيلي الفاطمي الكبير .
المشجعين الرائدين لحركة أوكسفورد كانوا زملاء بايك الأعضاء في البلادين رايت , اللورد بالمرستون و رئيس الوزراء بنجامين ديسرائيلي , و ادوارد بلوير-ليتون زعيم لفرع منظمة الصليب الوردي الانكليزيّة (روزيكروسيانيسم), و هي فرع من الروزيكروسيانيسم الذي تطور من الأخويّة الآسيويّة . تلقت حركة اوكسفورد مزيد من الدعم من اليسوعيين .و كذلك من الاسرة المالكة البريطانية نفسها و العديد من رؤساء الوزراء و مساعديهم . بنجامين ديسرائيلي كان المرشد الاكبر للماسونيّة ,و كذلك برتبة فارس في تنظيم غارتر . لقد اعترف في كونينغسبي عبر شخصيّة مسمّات سيدونيا على غرار صديقه ليونيل دو روثتشيلد , "ان العالم تحكمه شخصيات مختلفة جدا عما يتصورها اولئك الذين ليسوا من خلف الكواليس".
عن تأثير الجمعيّات السريّة , أضاف ديسرائيلي ملاحظات في مناقشه برلمانيّة :
[2]
بولوير-ليتون هو الراعي الكبير لمجتمع الصليب الوردي في انجليا ,الذي أنشأه روبرت ونت وورث ليتل في عام 1865 ، على اساس الاخويّة الآسيوية. العديد من اعضاء الأخويّة الاسيويّة ، أو فراتريس لوكيس ، اصبحوا أعضاء في المحفل الماسوني الألماني المدعو "ل اورور نيسّانت"او "الفجر الوليد" ، الذي تأسّس في فرانكفورت-اون-مين سنة 1807 . و كان انتساب اللورد بولوير-ليتون في هذا المحفل [3]. بولوير - ليتتون ، الذي عمل رئيسا للمكتب الاستعماري البريطاني ومكتب الهند ، كان ايضا عضوا في جمعيّة عبادة ايزيس واوزوريس . من مؤلّفاته :"آخر أيّام بومبيي" ، و "العرق القادم "، او "مدينة زانوني"، الذي أرسى فيه الأسس للنظريات العنصرية النازية. لقد أصبح الجد لأخويّة الرافائيليين لجون روسكن , و مجتمع برتراند راسل الميتافيزيكي ، والجمعيّات الباطنيّة كالفجر الذهبي لآلدوس هوكسلي ، و جمعية السيدة بلافاتسكي الثيوزوفيّة .
في مصر , لقد ركّزت حركة أوكسفورد على خلق الحركة الاصلاحيّة في الاسلام ,المعروفة بالسلفيّة , لخدمة الإلّوميناتي (المتنوّرين) في حماية مصالحهم النامية في قناة السّويس , التي ستصبح فيما بعد نقطة أساسيّة لشحن النفط لأوروبا و مناطق أخرى . في 1845 و 1856 حصل فرديناند دو ليسبس على امتياز من سعيد باشا والي مصر , الذي اجاز انشاء شركة لغرض بناء قناة بحريّة مفتوحة أمام جميع سفن الامم. تركت القناة اثرا كبيرا على التجارة العالمية ، لاعبة دورا هاما في زيادة التغلغل والاستعمار الأوروبي لافريقيا.
في عام 1875 ، تزايدت ديون سعيد باشا الذي خلف اسماعيل باشا ، مما اجبره على بيع حصة مصر في القناة للبريطانيين.و هكذا فإن الحكومة البريطانية ،تحت رئاسة بنجامين ديسرائيلي و بتمويل من صديقه ليونيل روثتشايلد ، حصلت على حوالى نصف اجمالي الأسهم في شركة قناة السويس ، ورغم انها ليست حصّة غالبة ، ولكن لأغراض عمليّة كانت حصّة تتيح التحكّم.
لقد أسّست في عام 1878 لجنة للتحقيق في خسائر اسماعيل المالية ، برئاسة السيدة ايفلين بارينغ ,الإيرل الأوّل لكرومر , و آخرين , أجبرت الوالي على التنازل عن عقاراته لمصلحة الأمّة لتبقى تحت الادارة البريطانية والفرنسية , و قبول منصب ذات سيادة دستوريّة .
تجمّع المصريّون الغاضبون حول أحمد عرابي , الذي وفّر تمرّده في نهاية المطاف ذريعة للبريطانيين للمضي في "حماية" قناة السويس ,
تلاها غزو و احتلال رسمي جعل من مصر مستعمرة. العامل المسبّب للتمرد ضد اسماعيل باشا كان من تنظيم حركة جمال الدين الأفغاني , مؤسس ما يسمى السلفية , حركة "الاصلاح" في الاسلام . الافغانى هو الشخص الذي من خلاله كانت البعثة البريطانية تعمل ليس فقط لهدم السيادة المصرية ، بل لنشر نفوذها الباطني في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
طوال أربعين عاما كموظف في المخابرات البريطانية ، كان جمال الدين الافغاني يسترشد باثنين من المتخصصين بالشؤون الاسلاميّة و التنظيمات الدّينيّة ويلفرد سكاون بلانت و ايدوارد ج. براون . [4] إ. ج. براون كان من قياديي المستشرقين البريطانيين في القرن التاسع عشر ، و كان من بين محسوبيّاته هاري "عبد الله"أو سانت جون ب فيلبي أحد المتخصّصين بالمخابرات البريطانيّة الذي كان وراء نشوء الحركة الوهّابيّة . ويلفرد س. بلانت , عضو آخر في المدرسة الاستشراقية البريطانية , أناطت به الماسونيّة الاسكتلنديّة مسؤوليّة تنظيم المحافل الفارسيّة و محافل الشرق الأوسط .لقد كان الأفغاني عميلهم الأوّل .[5]
لا يعرف الا القليل جدا عن أصول جمال الدين الافغاني .على الرغم من أن كنيته"الافغاني"، التي اعتمد عليها و بها كان يعرف ، تشير بعض التقارير الى انه كان يهوديا[6] .ومن جهة اخرى ، فإن بعض العلماء يعتقدون انه لم يكن افغانيا بل كان من الايرانيين الشيعة. وعلى الرغم من تموقعه كمصلح للإسلام القويم ، الا أنّه كان بمثابة داعية الى العقيدة البهائيّة , و هي اول مشروع مسجّل لحركة اوكسفورد , و هي عقيدة ستصبح محور لأجندة المتنوّرين باقامة ديانة واحدة عالميّة .
في سنة 1845 , عائلة الأفغاني أدخلته في مدرسة اسلاميّة في النّجف الأشرف في العراق , حيث تلقّفه أتباع الأحسائي و أدخلوه الى العلوم السريّة . الشيخ زين الدّين احمد الأحسائي هو مؤسس المدرسة للشيخيّة. و خلفه بعد وفاته سيد محمد الرشتي , الذي عرض فكرة "الشيعي الكامل" , المسمّى بالباب . في 1844 ، ادعى ميرزا محمد علي انّه الباب الموعود ، وأسّس البابيّة ، و كان من بين اتباعه من تربطه بالأفغاني روابط أسرية . [7]
أحد أتباع الباب , ميرزا حسينعلي نوري اعلن انه كان مظهر "الذي هو أعظم من نفسه" الذي تنبّأ به الباب , و تسمّى ببهاء الله . كان ينحدر من سلالة حكّام مقاطعة مازندران في شمال ايران المطلّة على بحر قزوين في الشمال . كانت سلالة حاكمة اسماعيليّة تصاهرت مع أحفاد بوستاناي , رئيس يهودي (إيكزيل-أرك أو حاكم المسبيين) من القرن السابع الميلادي. [8] مشيرا الى نفسه ,أعلن بهاء الله أنّ "القانون الأعظم قد جاء , والجمال القديم يخيّم على عرش داوود .كذلك تكلّم قلمي بما أملت تواريخ الأزمنة المندرسة " .
لقد أسّس بهاء الله الديانة البهائيّة على خليط من الاسلام و المسيحية و الزرادشتيّة و اليهوديّة ولكنه ادعى أنّه يجبّ كل الاديان الاخرى في "ديانة عالميّة واحدة". المعتقدات الرئيسية البهائيّة هي وحدة جميع الأديان و وحدة الانسانيّة . يعتقد البهائيّون أنّ جميع مؤسّسي ديانات العالم الكبرى هم تجلّيات الله وعملاء لخطّة الهيّة تدريجيّة لتعليم الجنس البشري. لذا ، وفقا للبهائيّة ، انّ ديانات العالم الكبرى رغم خلافاتها تدرّس حقيقة مطابقة .
ومع ذلك ، سرعان ما وجدت البهاءيّة نفسها مكروهة في بلاد فارس لتطرّفها. في 1852 ، اعتقل زعيم البهائيين لمحاولة اغتيال شاه بلاد فارس ، بعد ذلك جرى قمع الحركة و تمّ نفي كثير من اعضائها الى بغداد و اسطنبول. وطوال هذا الوقت ، حسب تقارير روبرت دريفوس , حافظ قادة البهائيّة على علاقات وثيقة مع للماسونيّة الاسكتلنديّة ومختلف الحركات التي بدأت تنتشر في جميع أرجاء الهند و الامبراطوريّة العثمانيّة و روسيا و حتى افريقيا. [9]
يُعتقد أنّ الأفغاني من أسدآباد ، وهي مدينة تقع في بلاد فارس بالقرب من حمدان ، و هي مركز استيطان اسماعيلي . كالاسماعيليين الذين سبقوه , كان يؤمن الأفغاني بضرورة إبقاء الدّين للجماهير ، مع احتفاظ الصّفوة بالسّر بحقيقة الالحاد . حسب نيكي ر. كيدديي ، في دراستها عن الأفغاني , "على قدر ما قدّمت الاسماعيليّة الباطنيّة في القرون السابقة من مستويات مختلفة لتفسير النصوص نفسها ملزمة الجماهير والنّخبة في برنامج مشترك , كذلك ممارسة جمال الدين لمختلف مستويات التعاليم من الممكن أن تكون قد صهرت عقلانيي النّخبة والجماهير الأكثر تديّنا في حركة سياسية مشتركة." [10]
العديد ممّن شهد تعاليم اللأفغاني أكّد على انحرافه عن العقيدة. بينهم لطفي جمعة ، الذي ذكر "معتقداته غير مبنيّة على الاسلام الصّحيح بالرّغم من أنّه كان يقدّمها كذلك ، و لا يمكنني ان أحكم على معتقدات أتباعه". ومرّة أخرى ، كتب الدّكتور شبلي شميّل وهو أحد السّوريين المعجبين ، عندما سمع انّ الأفغانى قد كتب اطروحة ضد "المادّيين" علّق قائلا : "لقد استغربت ذلك , لأنّني اعلم انه ليس رجلا متديّنا . من الصّعب بالنّسبة لي بعد تجربتي الشّخصيّة مع الرّجل أن أصدر حكم نهائي بشأن ما سمعت عنه بعد ذلك ، ولكنّني الآن اكثر ميلا الى الاعتقاد بانه ليس مؤمنا."[11]
بالاضافة الى ذلك لقد اكتسب الأفغاني معرفة كبيرة في الفلسفة الاسلاميّة ، وبخاصّة فلسفة الفرس ، وابن سينا ، و نصير الدّين الطوسي ، وغيرهم ، و كذلك من الصّوفيّة.تثبت الأدلّة انّه كان يملك مثل هذه الأعمال و أظهر أيضا إهتماما بالمواضيع الغيبيّة مثل الابجديّة الرّوحانيّة , و التّركيبات العدديّة ، و الخيمياء و المواضيع القاباليّة . و ما يشير كذلك الى اهتمام الأفغاني بالتّصوّف , من النّوع النيوبلاتوني , هي أطروحة عن الغنّوصيّة (العرفان) من اثنا عشر صفحة نسخها بيده .
هناك الكثير من الجدل فيما عن أنشطة الأفغاني خلال الفترة من 1858-1865.وفقا لأحد كتّاب السّيرة ، سالم الأنهوري ، و هو كاتب سوري التقى به لاحقا في مصر , أوّل سفريّات الأفغاني خارج ايران كانت الى الهند . و من هناك ، يؤكد الكاتب, تكوّنت عند الأفغاني نزعة الهرطقة و دراساته في الدّين أدّت به الى الإلحاد و الإيمان بوحدة الموجود. اساسا ، يعتقد الأفغاني يفلسفة شبيهة بالقابالا اللّوريانكيّة ، في التّطور الطّبيعي للكون ، الذي يشكّل التّقدم الفكري للانسان جزءا منها. كما وصف الأنهوري ، كان الأفغاني يعتقد أنّ :
في 1866 ، ظهر الأفغاني في قندهار أفغانستان ، بعد أقل من عقدين من محاولات البريطانيين الفاشلة بالتحالف مع عصبة الآغا خان. و بناءا على تقرير , من رجل لا بد أن يكون أفغانيا مع الحكومة المحليّة الأفغانيّة , الأفغاني كان :
وفي نهاية 1866 أصبح الأفغاني مستشار خاص لعزّام , الحاكم في أفغانستان . أن يبلغ أجنبي هذا المنصب بهذه السّرعة قد دوّن في الكتابات المعاصرة . بعض الباحثين اعتبر أنّ الأفغاني الذي تسمّى آنذاك بالإسطنبولي , كان , أو قدّم نفسه على أنّه عميل روسي قادر أن يأتي له بالأموال الرّوسيّة و دعم سيّاسي بوجه البريطانيين , حيث كان عزّام على علاقة سيّئة معهم .عندما خسر عزّام العرش لصالح أحد منافسيه علي شير , انتابه الشك اتّجاه الافغاني و طرده من إقليمه في تشرين الثاني / نوفمبر 1868.
طوال فترة اقامته فى أفغانستان , لقد حافظ الأفغاني على روابط مع البهائية و الماسونية البريطانية و بعض الصوفيين في الهند حيث التقى ايضا بالمسلمين النيزاريين . ووفقا لتقارير الاستخبارات البريطانية في ذلك الوقت أثناء أسفاره المتكررة الى الهند , تسمّى الأفغاني بجمال الدّين أفندي . آنذاك التقى بآغا خان ، زعيم الإسماعيليين. و على الرغم من تموقعه كشيخ صوفي من الطريقة المولويّة , أو كمولوي, أي يتبع الشاعر الصوفي الإيراني من القرن الثالث عشر الأشد تأثيرا جلال الدين الرومي , لقد كان يبشّر أيضا بالبهائيّة و لعلّة كان موكّل بهذه المهمّة من بهاء الله نفسه .
احد هذه التقارير ، المؤرّخة في عام 1891 ، هي من مسلم هندي غير مسمّى كان عميلا للبريطانيين ,تظاهر أنّه أصبح بهائيّا من اجل جمع معلومات اكثر ، هذا نصّها :
في 21 سمبتمبر 1891 , المخبر نفسه كتب مباشرة الى المشرف العام في قي قسم تاغي و داكايتي المسؤول عن مراقبةالمجرمين و المشاغبين , ما يلي :
[15]
ظهر الأفغانى في اسطنبول عام 1870 , أحضره علي باشا الذي كان هو نفسه ماسوني , و "صدر أعظم" خمس مرّات في عهد السلطان عبد المجيد والسلطان عبد العزيز. كان جمال الدين مكروها بشدّة من رجال الدّين لوجهات نظره الهرطقيّة . حسن فهمي ، أبرز علماء عصره ، و شيخ الاسلام في الأمبراطوريّة العثمانيّة ، أصدر فتوى تعلن أنّ الافغاني كافر تمّ نفيه على أثرها .
في سنة 1871 , ذهب الأفغاني الى القاهرة برعاية رئيس الوزراء مصطفى رياض باشا الذي التقاه في اسطنبول ,و الذي تكفّل له براتب سخيّ و عيّنه في جامعة الأزهر الاسلاميّة .
في البدء لقد بقي الأفغاني مسلم تقليدي بشدّة , و لكنّه في سنة 1878 انتقل الى الحيّ اليهودي في القاهرة حيث بدء بالتنظيم السياسي علنا .
ثمّ من بعدها أعلن عن تأسيس المجتمع العربي الماسوني . و بالرّغم عن ممارستهم العلنيّة للاسلام القويم , كان أعضاء الدّائرة المقرّبة من الأفغاني يخفون اعتناقهم للغنّوصيّة الاسماعيليّة .
لقد كان الأفغاني يشير الى أخوته الماسونيين ب"إخوان الصّفا و خلّان الوفا" , في اشارة واضحة الى أخويّة اسماعيليّة من القرن العاشر بذات الاسم . [16]
بمساعدة رياض باشا و السفارة البريطانيّة , قام الأفغاني بإعادة تنظيم الماسونيّة الاسكتلنديّة و محافل الشرق الأعظم الماسونيّة , و بدأ بتنظيم شبكة من عدّة بلدان اسلاميّة من حوله , بالخصوص سوريا و تركيا و بلاد فارس . [17] في السنوات القليلة اللّاحقة , لقد استطاع استقطاب عددا من الكتّاب اليافعين و النّاشطين , و من بينهم محمّد عبده الذي سيصبح القائد لما ينظر اليه بحركة العصرنة في الاسلام و التي تعرف أيضا بالسّلفيّة , و سعد باشا زغلول , الذي أعلن نفسه ماسوني , مؤسس حزب الوفد أو حزب القوميين المصريين . [18]
مترجم عن كتاب Terrorism of Illuminati
جمال الدّين الأفغاني .
للبدأ بمشروع ألبرت بايك باشعال ثلاث حروب عالمية في القرن العشرين , كان لا بد من تحقيق عامل مهم و هو التّسلل خفية في العالم الاسلامي و اختراق قيادته لجره اتجاه صدام مع الغرب . الوسائل التي كان من المقرر أن يتم إنجازه عبرها كانت من خلال انتشار الماسونية الاسكتلندية في الشرق الاوسط ، من اجل تعيين اعضاء في المؤامرة ، سيسهمون عبر العمل كمصلحين بتضليل العالم الاسلامي الى الرجعيّة و مبادىء عدائية , لتشكل ما بات يعرف بالأصوليّة .
هذه الاستراتيجيه كانت رأس حربة ما يشار اليه على أنه حركة اوكسفورد , التي انشئت في عام 1820 , مع مجموعة من المبشّرين يعيّنهم تجمّع مشترك من جامعة أكسفورد و الكنيسة الانجليكانية و كليّة الملوك من جامعة لندن , و الكل كان تحت الماسونية الاسكوتلنديّة [1]. مركز هذا التّحرك كان مصر . الحركة ستواصل الاستفادة من الماسونية المصرية التي أوجدها كاغليوسترو , لكون مصر في هذه الحالة تتسم بأهمية خاصة حيث يعتبر الماسونيون أنفسهم الورثة للتقاليد الغنوصيّة الكلاسيكية التي انتقلت عبر المحفل الاسماعيلي الفاطمي الكبير .
المشجعين الرائدين لحركة أوكسفورد كانوا زملاء بايك الأعضاء في البلادين رايت , اللورد بالمرستون و رئيس الوزراء بنجامين ديسرائيلي , و ادوارد بلوير-ليتون زعيم لفرع منظمة الصليب الوردي الانكليزيّة (روزيكروسيانيسم), و هي فرع من الروزيكروسيانيسم الذي تطور من الأخويّة الآسيويّة . تلقت حركة اوكسفورد مزيد من الدعم من اليسوعيين .و كذلك من الاسرة المالكة البريطانية نفسها و العديد من رؤساء الوزراء و مساعديهم . بنجامين ديسرائيلي كان المرشد الاكبر للماسونيّة ,و كذلك برتبة فارس في تنظيم غارتر . لقد اعترف في كونينغسبي عبر شخصيّة مسمّات سيدونيا على غرار صديقه ليونيل دو روثتشيلد , "ان العالم تحكمه شخصيات مختلفة جدا عما يتصورها اولئك الذين ليسوا من خلف الكواليس".
عن تأثير الجمعيّات السريّة , أضاف ديسرائيلي ملاحظات في مناقشه برلمانيّة :
لا جدوى من انكار... أنّ جزءا كبيرا من اوروبا - كل ايطاليا وفرنسا ، وجزء كبير من ألمانيا ، ناهيك عن بلدان اخرى , مغطّاة بشبكة من هذه الجمعيّات السرّية كما سطح الأرض الآن مغطّى بالسّكك الحديدية . وما هي اهدافها؟ انهم لا يحاولون اخفاءها. انهم لا يريدون الحكومة الدستورية. انهم لا يريدون تحسين المؤسسات ؛ انهم لا يريدون المجالس الاقليمية و لا تسجيل الاصوات ؛ انما يريدون ..انهاء المؤسسات الكنسية...
بولوير-ليتون هو الراعي الكبير لمجتمع الصليب الوردي في انجليا ,الذي أنشأه روبرت ونت وورث ليتل في عام 1865 ، على اساس الاخويّة الآسيوية. العديد من اعضاء الأخويّة الاسيويّة ، أو فراتريس لوكيس ، اصبحوا أعضاء في المحفل الماسوني الألماني المدعو "ل اورور نيسّانت"او "الفجر الوليد" ، الذي تأسّس في فرانكفورت-اون-مين سنة 1807 . و كان انتساب اللورد بولوير-ليتون في هذا المحفل [3]. بولوير - ليتتون ، الذي عمل رئيسا للمكتب الاستعماري البريطاني ومكتب الهند ، كان ايضا عضوا في جمعيّة عبادة ايزيس واوزوريس . من مؤلّفاته :"آخر أيّام بومبيي" ، و "العرق القادم "، او "مدينة زانوني"، الذي أرسى فيه الأسس للنظريات العنصرية النازية. لقد أصبح الجد لأخويّة الرافائيليين لجون روسكن , و مجتمع برتراند راسل الميتافيزيكي ، والجمعيّات الباطنيّة كالفجر الذهبي لآلدوس هوكسلي ، و جمعية السيدة بلافاتسكي الثيوزوفيّة .
في مصر , لقد ركّزت حركة أوكسفورد على خلق الحركة الاصلاحيّة في الاسلام ,المعروفة بالسلفيّة , لخدمة الإلّوميناتي (المتنوّرين) في حماية مصالحهم النامية في قناة السّويس , التي ستصبح فيما بعد نقطة أساسيّة لشحن النفط لأوروبا و مناطق أخرى . في 1845 و 1856 حصل فرديناند دو ليسبس على امتياز من سعيد باشا والي مصر , الذي اجاز انشاء شركة لغرض بناء قناة بحريّة مفتوحة أمام جميع سفن الامم. تركت القناة اثرا كبيرا على التجارة العالمية ، لاعبة دورا هاما في زيادة التغلغل والاستعمار الأوروبي لافريقيا.
في عام 1875 ، تزايدت ديون سعيد باشا الذي خلف اسماعيل باشا ، مما اجبره على بيع حصة مصر في القناة للبريطانيين.و هكذا فإن الحكومة البريطانية ،تحت رئاسة بنجامين ديسرائيلي و بتمويل من صديقه ليونيل روثتشايلد ، حصلت على حوالى نصف اجمالي الأسهم في شركة قناة السويس ، ورغم انها ليست حصّة غالبة ، ولكن لأغراض عمليّة كانت حصّة تتيح التحكّم.
لقد أسّست في عام 1878 لجنة للتحقيق في خسائر اسماعيل المالية ، برئاسة السيدة ايفلين بارينغ ,الإيرل الأوّل لكرومر , و آخرين , أجبرت الوالي على التنازل عن عقاراته لمصلحة الأمّة لتبقى تحت الادارة البريطانية والفرنسية , و قبول منصب ذات سيادة دستوريّة .
تجمّع المصريّون الغاضبون حول أحمد عرابي , الذي وفّر تمرّده في نهاية المطاف ذريعة للبريطانيين للمضي في "حماية" قناة السويس ,
تلاها غزو و احتلال رسمي جعل من مصر مستعمرة. العامل المسبّب للتمرد ضد اسماعيل باشا كان من تنظيم حركة جمال الدين الأفغاني , مؤسس ما يسمى السلفية , حركة "الاصلاح" في الاسلام . الافغانى هو الشخص الذي من خلاله كانت البعثة البريطانية تعمل ليس فقط لهدم السيادة المصرية ، بل لنشر نفوذها الباطني في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
طوال أربعين عاما كموظف في المخابرات البريطانية ، كان جمال الدين الافغاني يسترشد باثنين من المتخصصين بالشؤون الاسلاميّة و التنظيمات الدّينيّة ويلفرد سكاون بلانت و ايدوارد ج. براون . [4] إ. ج. براون كان من قياديي المستشرقين البريطانيين في القرن التاسع عشر ، و كان من بين محسوبيّاته هاري "عبد الله"أو سانت جون ب فيلبي أحد المتخصّصين بالمخابرات البريطانيّة الذي كان وراء نشوء الحركة الوهّابيّة . ويلفرد س. بلانت , عضو آخر في المدرسة الاستشراقية البريطانية , أناطت به الماسونيّة الاسكتلنديّة مسؤوليّة تنظيم المحافل الفارسيّة و محافل الشرق الأوسط .لقد كان الأفغاني عميلهم الأوّل .[5]
لا يعرف الا القليل جدا عن أصول جمال الدين الافغاني .على الرغم من أن كنيته"الافغاني"، التي اعتمد عليها و بها كان يعرف ، تشير بعض التقارير الى انه كان يهوديا[6] .ومن جهة اخرى ، فإن بعض العلماء يعتقدون انه لم يكن افغانيا بل كان من الايرانيين الشيعة. وعلى الرغم من تموقعه كمصلح للإسلام القويم ، الا أنّه كان بمثابة داعية الى العقيدة البهائيّة , و هي اول مشروع مسجّل لحركة اوكسفورد , و هي عقيدة ستصبح محور لأجندة المتنوّرين باقامة ديانة واحدة عالميّة .
في سنة 1845 , عائلة الأفغاني أدخلته في مدرسة اسلاميّة في النّجف الأشرف في العراق , حيث تلقّفه أتباع الأحسائي و أدخلوه الى العلوم السريّة . الشيخ زين الدّين احمد الأحسائي هو مؤسس المدرسة للشيخيّة. و خلفه بعد وفاته سيد محمد الرشتي , الذي عرض فكرة "الشيعي الكامل" , المسمّى بالباب . في 1844 ، ادعى ميرزا محمد علي انّه الباب الموعود ، وأسّس البابيّة ، و كان من بين اتباعه من تربطه بالأفغاني روابط أسرية . [7]
أحد أتباع الباب , ميرزا حسينعلي نوري اعلن انه كان مظهر "الذي هو أعظم من نفسه" الذي تنبّأ به الباب , و تسمّى ببهاء الله . كان ينحدر من سلالة حكّام مقاطعة مازندران في شمال ايران المطلّة على بحر قزوين في الشمال . كانت سلالة حاكمة اسماعيليّة تصاهرت مع أحفاد بوستاناي , رئيس يهودي (إيكزيل-أرك أو حاكم المسبيين) من القرن السابع الميلادي. [8] مشيرا الى نفسه ,أعلن بهاء الله أنّ "القانون الأعظم قد جاء , والجمال القديم يخيّم على عرش داوود .كذلك تكلّم قلمي بما أملت تواريخ الأزمنة المندرسة " .
لقد أسّس بهاء الله الديانة البهائيّة على خليط من الاسلام و المسيحية و الزرادشتيّة و اليهوديّة ولكنه ادعى أنّه يجبّ كل الاديان الاخرى في "ديانة عالميّة واحدة". المعتقدات الرئيسية البهائيّة هي وحدة جميع الأديان و وحدة الانسانيّة . يعتقد البهائيّون أنّ جميع مؤسّسي ديانات العالم الكبرى هم تجلّيات الله وعملاء لخطّة الهيّة تدريجيّة لتعليم الجنس البشري. لذا ، وفقا للبهائيّة ، انّ ديانات العالم الكبرى رغم خلافاتها تدرّس حقيقة مطابقة .
ومع ذلك ، سرعان ما وجدت البهاءيّة نفسها مكروهة في بلاد فارس لتطرّفها. في 1852 ، اعتقل زعيم البهائيين لمحاولة اغتيال شاه بلاد فارس ، بعد ذلك جرى قمع الحركة و تمّ نفي كثير من اعضائها الى بغداد و اسطنبول. وطوال هذا الوقت ، حسب تقارير روبرت دريفوس , حافظ قادة البهائيّة على علاقات وثيقة مع للماسونيّة الاسكتلنديّة ومختلف الحركات التي بدأت تنتشر في جميع أرجاء الهند و الامبراطوريّة العثمانيّة و روسيا و حتى افريقيا. [9]
يُعتقد أنّ الأفغاني من أسدآباد ، وهي مدينة تقع في بلاد فارس بالقرب من حمدان ، و هي مركز استيطان اسماعيلي . كالاسماعيليين الذين سبقوه , كان يؤمن الأفغاني بضرورة إبقاء الدّين للجماهير ، مع احتفاظ الصّفوة بالسّر بحقيقة الالحاد . حسب نيكي ر. كيدديي ، في دراستها عن الأفغاني , "على قدر ما قدّمت الاسماعيليّة الباطنيّة في القرون السابقة من مستويات مختلفة لتفسير النصوص نفسها ملزمة الجماهير والنّخبة في برنامج مشترك , كذلك ممارسة جمال الدين لمختلف مستويات التعاليم من الممكن أن تكون قد صهرت عقلانيي النّخبة والجماهير الأكثر تديّنا في حركة سياسية مشتركة." [10]
العديد ممّن شهد تعاليم اللأفغاني أكّد على انحرافه عن العقيدة. بينهم لطفي جمعة ، الذي ذكر "معتقداته غير مبنيّة على الاسلام الصّحيح بالرّغم من أنّه كان يقدّمها كذلك ، و لا يمكنني ان أحكم على معتقدات أتباعه". ومرّة أخرى ، كتب الدّكتور شبلي شميّل وهو أحد السّوريين المعجبين ، عندما سمع انّ الأفغانى قد كتب اطروحة ضد "المادّيين" علّق قائلا : "لقد استغربت ذلك , لأنّني اعلم انه ليس رجلا متديّنا . من الصّعب بالنّسبة لي بعد تجربتي الشّخصيّة مع الرّجل أن أصدر حكم نهائي بشأن ما سمعت عنه بعد ذلك ، ولكنّني الآن اكثر ميلا الى الاعتقاد بانه ليس مؤمنا."[11]
بالاضافة الى ذلك لقد اكتسب الأفغاني معرفة كبيرة في الفلسفة الاسلاميّة ، وبخاصّة فلسفة الفرس ، وابن سينا ، و نصير الدّين الطوسي ، وغيرهم ، و كذلك من الصّوفيّة.تثبت الأدلّة انّه كان يملك مثل هذه الأعمال و أظهر أيضا إهتماما بالمواضيع الغيبيّة مثل الابجديّة الرّوحانيّة , و التّركيبات العدديّة ، و الخيمياء و المواضيع القاباليّة . و ما يشير كذلك الى اهتمام الأفغاني بالتّصوّف , من النّوع النيوبلاتوني , هي أطروحة عن الغنّوصيّة (العرفان) من اثنا عشر صفحة نسخها بيده .
هناك الكثير من الجدل فيما عن أنشطة الأفغاني خلال الفترة من 1858-1865.وفقا لأحد كتّاب السّيرة ، سالم الأنهوري ، و هو كاتب سوري التقى به لاحقا في مصر , أوّل سفريّات الأفغاني خارج ايران كانت الى الهند . و من هناك ، يؤكد الكاتب, تكوّنت عند الأفغاني نزعة الهرطقة و دراساته في الدّين أدّت به الى الإلحاد و الإيمان بوحدة الموجود. اساسا ، يعتقد الأفغاني يفلسفة شبيهة بالقابالا اللّوريانكيّة ، في التّطور الطّبيعي للكون ، الذي يشكّل التّقدم الفكري للانسان جزءا منها. كما وصف الأنهوري ، كان الأفغاني يعتقد أنّ :
"بدأ الانسان بالقول أنّه سيعبر بعد موته إلى حياة أبديّة ، وأنّ الخشب او الحجارة هي التي ستوصله الى المكان الأعلى إذا أظهر التّقديس لها و أمطرها بالتّفاني , فبرز من هذه العبادة تحرّر من مرارة فكرة الموت بلا حياة من بعده. ثمّ حدث له ان النّيران كانت أقوى و أكبر في الفائدة و الضّرر ، فالتفت إليها. ثم رأى أنّ الغيوم هي أفضل وأقوى من النّار ، ولذلك فإنّه تمسّك بها و اعتمد عليها. حلقات هذه السّلسلة ، التي أحدثته أداتي الضّلال والرّغبة معا مع غريزة وطبيعة الإنسان ، استمرّت في الزّياده حتى بلغ الإنسان أوجه في حالاته العليا. نتيجة قوانين الطّبيعة كانت بمثابة رد فعل يؤدي الى الاقتناع بأن كل ما سبق هو كلام معطّل ينشأ في الرغبات ، لا يملك حقيقة و لا تعريف .[12] "
"ضليعا في الجغرافيا والتاريخ ، و يتكلّم العربية و التركية بطلاقة ,و يحدّث بالفارسيّة كإيراني .و يبدو أنّه لا يتّبع ايّ دين معيّن. أسلوب حياته أوروبي أكثر منه من مسلم .[13] "
طوال فترة اقامته فى أفغانستان , لقد حافظ الأفغاني على روابط مع البهائية و الماسونية البريطانية و بعض الصوفيين في الهند حيث التقى ايضا بالمسلمين النيزاريين . ووفقا لتقارير الاستخبارات البريطانية في ذلك الوقت أثناء أسفاره المتكررة الى الهند , تسمّى الأفغاني بجمال الدّين أفندي . آنذاك التقى بآغا خان ، زعيم الإسماعيليين. و على الرغم من تموقعه كشيخ صوفي من الطريقة المولويّة , أو كمولوي, أي يتبع الشاعر الصوفي الإيراني من القرن الثالث عشر الأشد تأثيرا جلال الدين الرومي , لقد كان يبشّر أيضا بالبهائيّة و لعلّة كان موكّل بهذه المهمّة من بهاء الله نفسه .
احد هذه التقارير ، المؤرّخة في عام 1891 ، هي من مسلم هندي غير مسمّى كان عميلا للبريطانيين ,تظاهر أنّه أصبح بهائيّا من اجل جمع معلومات اكثر ، هذا نصّها :
" فيما يلي مضمون بيان ادلى به شخص فيما يبدو أنّه عليم بالأهداف الحقيقيّة لوجود سيّد جمال الدّين الأفغاني في الهند , الموصوف من
المخبر كفارسي و لكنّه يسمّي نفسه تركي من القسطنطينيّة :
على شاطئ مدينة عكّا , يقيم حسنعلي و هو تركي يسمّي نفسه بهاء الله أفندي , و يكنّى بجمال مبارك (أي الجمال المبارك) . هذا الرّجل يعلن ان جميع الأديان سيئة ، ويقول أنّه هو نفسه الله. لقد حوّل عدد من الأشخاص وجمعهم في بغداد. قبل حوالي أربع سنوات تمرّدوا ضدّ الشّاه ، ولكنّهم قمعوا وسحبوا تدريجيّا من بلاد فارس الى تركيا في آسيا.بهاء الله الآن تحت المراقبة في عكّا ، المسمّاة ب "از مقصود"من المتحوّلين [ر ماكود ، مصطلح مشترك بين البهائيّة الايرانيّين عن الأرض المقدسة]. لبهاءالله عملاء يذهبون الى جميع البلدان ويسعون لاقناع النّاس انّ رسل الله تزوره ، و أنّ أتباعه سيصبحون حكّام الأرض.ابن بهاءالله محمد علي جاء الى بومباي في هذه المهمّة وعاد بعدها الى عكّا .
يتم تعيين الوكلاء في كلّ مكان و من بينهم السيّد جمال الدّين الأفغاني . لقد جاء الى قايبلاسبور و مكث فيها 10 أيّام معي . أخبرني كل شيىء عن بهاءالله و مهمّته ، و اقترع عليّ أن يجعلني وكيله ,وطلب مني أن أذهب معه الى بومباي لرؤية محمد علي.
لقد وافقت على أن أصبح أحد أتباع بهاء الله لأعرف لماذا أتى السيد جمال الدين الى الهند . كما وافقت على أن أصبح وكيله لذات السبب , و هو الآن كثيرا ما يكتب إليّ . رسائله ليست معي و لكن أستطيع اظهارها عند الحاجة . هو الآن في فاروقآباد و أعتقد أنّه حصل على عدد من المتحوّلين في الهند . يملك الكثير من المال و يصرفه بحرّيّة , و يسافر بتذاكر درجة أولى في القطار . هناك رجل في بومباي اسمه آغا سيّد ميرزا أفنان و هو تاجر من شيراز يمّده بالمال بوفرة . [14]
المخبر كفارسي و لكنّه يسمّي نفسه تركي من القسطنطينيّة :
على شاطئ مدينة عكّا , يقيم حسنعلي و هو تركي يسمّي نفسه بهاء الله أفندي , و يكنّى بجمال مبارك (أي الجمال المبارك) . هذا الرّجل يعلن ان جميع الأديان سيئة ، ويقول أنّه هو نفسه الله. لقد حوّل عدد من الأشخاص وجمعهم في بغداد. قبل حوالي أربع سنوات تمرّدوا ضدّ الشّاه ، ولكنّهم قمعوا وسحبوا تدريجيّا من بلاد فارس الى تركيا في آسيا.بهاء الله الآن تحت المراقبة في عكّا ، المسمّاة ب "از مقصود"من المتحوّلين [ر ماكود ، مصطلح مشترك بين البهائيّة الايرانيّين عن الأرض المقدسة]. لبهاءالله عملاء يذهبون الى جميع البلدان ويسعون لاقناع النّاس انّ رسل الله تزوره ، و أنّ أتباعه سيصبحون حكّام الأرض.ابن بهاءالله محمد علي جاء الى بومباي في هذه المهمّة وعاد بعدها الى عكّا .
يتم تعيين الوكلاء في كلّ مكان و من بينهم السيّد جمال الدّين الأفغاني . لقد جاء الى قايبلاسبور و مكث فيها 10 أيّام معي . أخبرني كل شيىء عن بهاءالله و مهمّته ، و اقترع عليّ أن يجعلني وكيله ,وطلب مني أن أذهب معه الى بومباي لرؤية محمد علي.
لقد وافقت على أن أصبح أحد أتباع بهاء الله لأعرف لماذا أتى السيد جمال الدين الى الهند . كما وافقت على أن أصبح وكيله لذات السبب , و هو الآن كثيرا ما يكتب إليّ . رسائله ليست معي و لكن أستطيع اظهارها عند الحاجة . هو الآن في فاروقآباد و أعتقد أنّه حصل على عدد من المتحوّلين في الهند . يملك الكثير من المال و يصرفه بحرّيّة , و يسافر بتذاكر درجة أولى في القطار . هناك رجل في بومباي اسمه آغا سيّد ميرزا أفنان و هو تاجر من شيراز يمّده بالمال بوفرة . [14]
الرجل سيد جمال الدين شاه ليس رومي , هو من استرآباد مازندران في بلاد فارس , و اسمه ميرزا محمّد علي . هو ليس محمّدي بل هو بابي , و مركزه في عكّا في فلسطين .
ظهر الأفغانى في اسطنبول عام 1870 , أحضره علي باشا الذي كان هو نفسه ماسوني , و "صدر أعظم" خمس مرّات في عهد السلطان عبد المجيد والسلطان عبد العزيز. كان جمال الدين مكروها بشدّة من رجال الدّين لوجهات نظره الهرطقيّة . حسن فهمي ، أبرز علماء عصره ، و شيخ الاسلام في الأمبراطوريّة العثمانيّة ، أصدر فتوى تعلن أنّ الافغاني كافر تمّ نفيه على أثرها .
في سنة 1871 , ذهب الأفغاني الى القاهرة برعاية رئيس الوزراء مصطفى رياض باشا الذي التقاه في اسطنبول ,و الذي تكفّل له براتب سخيّ و عيّنه في جامعة الأزهر الاسلاميّة .
في البدء لقد بقي الأفغاني مسلم تقليدي بشدّة , و لكنّه في سنة 1878 انتقل الى الحيّ اليهودي في القاهرة حيث بدء بالتنظيم السياسي علنا .
ثمّ من بعدها أعلن عن تأسيس المجتمع العربي الماسوني . و بالرّغم عن ممارستهم العلنيّة للاسلام القويم , كان أعضاء الدّائرة المقرّبة من الأفغاني يخفون اعتناقهم للغنّوصيّة الاسماعيليّة .
لقد كان الأفغاني يشير الى أخوته الماسونيين ب"إخوان الصّفا و خلّان الوفا" , في اشارة واضحة الى أخويّة اسماعيليّة من القرن العاشر بذات الاسم . [16]
بمساعدة رياض باشا و السفارة البريطانيّة , قام الأفغاني بإعادة تنظيم الماسونيّة الاسكتلنديّة و محافل الشرق الأعظم الماسونيّة , و بدأ بتنظيم شبكة من عدّة بلدان اسلاميّة من حوله , بالخصوص سوريا و تركيا و بلاد فارس . [17] في السنوات القليلة اللّاحقة , لقد استطاع استقطاب عددا من الكتّاب اليافعين و النّاشطين , و من بينهم محمّد عبده الذي سيصبح القائد لما ينظر اليه بحركة العصرنة في الاسلام و التي تعرف أيضا بالسّلفيّة , و سعد باشا زغلول , الذي أعلن نفسه ماسوني , مؤسس حزب الوفد أو حزب القوميين المصريين . [18]
مترجم عن كتاب Terrorism of Illuminati
Footnotes:
[1] Dreyfuss, Hostage to Khomeini, p. 113. [pdf]
[2] Hansard's Parliamentary Debates, quoted from Paul A. Fisher, Their God is the Devil, pp. 18-19.
[3] Ruggiu, Jean-Pascal. “Rosicrucian Alchemy and the Hermetic Order of the Golden Dawn”.
[4] Dreyfuss, Hostage to Khomeini. p. 118.
[5] Ibid. p. 123 and 121.
[6] Ibid. p. 118.
[7] Nikki Keddie, Sayyid Jamal ad-Din “al Afghani”: A Political Biography, Berkeley, CA: University of California Press, (1927) p. 87
[8] David Hughes, Davidic Dynasty.
[9] Nikki Keddie, Sayyid Jamal ad-Din “al Afghani”: A Political Biography p. 116.
[10] Ibid. p. 87.
[11] Ibid. p. 91.
[12] Ibid.
[13] Ibid. p. 45.
[14 North West Province Special Branch, 29 August 189. quoted from Momen, Moojan, “Jamal Effendi and the early spread of the Bahai Faith in Asia”, Bahai Studies Review, Volume 8, 1998.
[15] (C.S.B.) Report of D.E. McCracken, dated 14 August 1897, in file Foreign: Secret E, Sept. 1898, no. 100, pp. 13-14; national archives of the government of India, New Delhi.
[16] Raafat, Samir. “Freemasonry in Egypt: Is it still around?” Insight Magazine, March 1, 1999.
[17] Dreyfuss, Hostage to Khomeini, p. 122.
[18] Ibid. p. 122.
[1] Dreyfuss, Hostage to Khomeini, p. 113. [pdf]
[2] Hansard's Parliamentary Debates, quoted from Paul A. Fisher, Their God is the Devil, pp. 18-19.
[3] Ruggiu, Jean-Pascal. “Rosicrucian Alchemy and the Hermetic Order of the Golden Dawn”.
[4] Dreyfuss, Hostage to Khomeini. p. 118.
[5] Ibid. p. 123 and 121.
[6] Ibid. p. 118.
[7] Nikki Keddie, Sayyid Jamal ad-Din “al Afghani”: A Political Biography, Berkeley, CA: University of California Press, (1927) p. 87
[8] David Hughes, Davidic Dynasty.
[9] Nikki Keddie, Sayyid Jamal ad-Din “al Afghani”: A Political Biography p. 116.
[10] Ibid. p. 87.
[11] Ibid. p. 91.
[12] Ibid.
[13] Ibid. p. 45.
[14 North West Province Special Branch, 29 August 189. quoted from Momen, Moojan, “Jamal Effendi and the early spread of the Bahai Faith in Asia”, Bahai Studies Review, Volume 8, 1998.
[15] (C.S.B.) Report of D.E. McCracken, dated 14 August 1897, in file Foreign: Secret E, Sept. 1898, no. 100, pp. 13-14; national archives of the government of India, New Delhi.
[16] Raafat, Samir. “Freemasonry in Egypt: Is it still around?” Insight Magazine, March 1, 1999.
[17] Dreyfuss, Hostage to Khomeini, p. 122.
[18] Ibid. p. 122.