الهم صلى على محمد وأل محمد
اليوم حبيت أخبركم عن قصة قوم عاد
يقال ان عاد الاولى وليس بعاد قوم هود كان له ابنان سمي احدهم شديد والاخر شداد فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبرا وأطاعهما الناس في الشرق والغرب فمات شديد وبقى شداد؛ فملك وحده لم ينازعه أحد. وكان مولعا بقراءة الكتب وكان لما سمع بذكر الجنه وما فيها من البنيان والياقوت والزبرجد رغب أن يفعل مثل ذالك في الدنيا عتوا على الله عز وجل فجعل على صناعتها مائة رجل تحت كل واحد الف من الاعوان فقال انطلقو الى اطيب فلاه في الارض واوسعها واعملوا لي فيها مدينة من ذهب و فضه وياقوت و زبرجد و لؤلؤ واصنعوا تحت تلك المدينة اعمده من زبرجد وعلى المدينة قصورا وعلى القصور غرفا وعلى الغرف غرف؛ وأغرسوا تحت القصور وفي أزقتها اصناف الثمار كلها واجروا فيها الانهار؛ حتى تكون تحت أشجارها فاني ارى في الكتب صفة الجنه وأنا احب أن اعمل مثلها في الدنيا؛ قالوا له كيف نقدر على ما وصفت لنا من الجواهر و الذهب و الفضه حتى يمكننا أن نبني مدينة كما وصفت؟
قال شداد ألا تعلمون أن ملك الدنيا بيدي؟ قالوا بلى؛ قال فانطلقوا الى كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتى تجمعون ما تحتاجون اليه وخذوا جميع ما في ايدي الناس من الذهب والفضه؛ فكتبوا الى ملك الشرق والغرب فجعلوا يجمعون انواع الجواهر عشر سنين فبنو له هذه المدينة في مدة ثلاثمائة سنة؛ وعمر شداد تسعمائة سنة؛ فلما أتوه واخبروه بفراغهم منها؛ قال فانطلقوا فاجعلوا عليها حصنا وجعلوا حول الحصن الف قصر عند كل قصر الف علم يكون في كل قصر وزير من وزرائي؛ فرجعوا وعملوا ذالك كله. ثم أتوه وأخبروه بالفراغ منها كما امرهم؛ فأمر الناس بالتجهيز الى أرم ذات العماد فأقاموا بالتجهيز اليها عشر سنين ثم سار الملك يريد أرم فلما كان من المدينة على مسيرة يوم و ليله بعث الله عز و جل عليه وعلى جميع من كان معه صيحه من السماء فأهلتهم جميعا؛ ولا دخل أرم ممن كان معه.
هذه هي صفة ارم ذات العمات على حسب ما قرات من قصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام والله أعلم
تعليق