بسم الله الرحمن الرحيم
معرفة الأعلم
أن الطعن والسب غير لائق اخلاقياً باهل العلم ولا بأي انسان عاقل فكيف الحال إذا صدر من يمثل اكبر الواجهات الإسلامية ويعتبرون مراجع التقليد وآباء روحانيين للمسلمين من ابناء المذهب الشريف والمفروض ان يكونون قمة في الاخلاق والورع والزهد والنصيحة والتضحية وإنهم لا ينطقون إلا بالحق ومن اجل عدم الإطالة عزيزي القارئ الكريم اقول :
ظهرت في السنوات المتاخرة من القرن العشرين مدرستان اصوليتان هن أعلى قمة في علم الأصول في العالم الاسلامي والمدرستان هن :
الأولى : المدرسة الأصولية القديمة والتي قام بتطويرها سماحة السيد الخوئي (قدس سره) وأصبح على قمتها وتتلمذ على يده العديد من الفقهاء شهدتهم الساحة الحوزوية في النجف الاشرف رحم الله منهم الاموات ودام عز الاحياء .
الثانية : وهي مدرسة علم التعميق والتجديد في علم الأصول التي اسسها وقام باعمارها سماحة السيد الشهيد الصدر (قدس سره) فكانت بالحقيقة هي اعلى مرتبة في العلم من المدرسة الأصولية التي جاء بها السيد الخوئي وذلك لاعتراف السيد الخوئي بذلك من خلال اجازته للمكلفين بتقليد السيد الشهيد الصدر في حياته فكان هذا تلويحاً واضحاً من السيد الخوئي بان مدرسة السيد الصدر (قدس سره) اعلى مرتبة بالعلم الاصولي من المدرسة الأصولية التي يدرسها وقام بتطويرها ولقد استمرت المنافسات العلمية بالفقه والأصول بين المدرستين الاصوليتين لطول تلك الفترة سجلت فيها عدة اشكالات مدونة في بحوثهم وكتبهم الاصولية فكانت الساحة الحوزوية في النجف الاشرف ساحة علمية حافلة بالمباريات العلمية وفي حياة السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره) وللاسف الشديد ضاع تحديد الأعلم وسلب حقه وبعد وفاته قالوا انه الأعلم وانه (عبقري العصر) وانه كان بالعلم كالجبل الشامخ والسيد الخوئي سهل منبسط أمام علمه الوافر وماذا يفيد ذلك ؟
المهم ان المنافسات العلمية بين الاصوليين لم تنهِ لكن بعد رحيل السيد الخوئي اختلفت هذه المنافسة لأنها في زمن حياته كانت منافسة بين مجتهدين كل منهم يمتلك الكبرى وهو البحث الاستدلالي الفقهي الخاص به التام الذي يؤيد امتلاكه ملكة الاستنباط فالتنافس بينهم مشروع لاعتقاد كل منهم برأيه لانه مجتهد واعتقد انه الأعلم , بعد وفاة السيد الخوئي ادعى الكثير الاجتهاد بدون حجة فهم اكثرهم لا يمتلكون الكبرى التي تدل على الاجتهاد كما ذكرنا لك ويدعي انه مجتهد والامر من ذلك يدعي انه الأعلم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد