إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لقاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء

    لقاء

    مهداة للصديق الراحل الذي مازالت ذكره تسبح بدمي:


    ماهر عدنان ولكل من قطع الطغاة أحلامهم...


    جاء يوم التاسع من نيسان، وهوى الصنم.. كنا نراقبه من على شاشة التلفاز .. رحت متنهدا شاكيا لأحدهم: حتى التمثال لم نستطع إسقاطه .. تتقطع حبالنا .. أما سلسلتهم ؟!..
    كان المطر النيساني يغسل الأرض من غبار عاصفة هوجاء .. كنا نترقب نور الشمس .. فإذا به ضياء قمر صناعي .. "مازلت أتذكر مساء ذلك اليوم ، حيث كنا ننتظر أحد الأخوة .. راح ينزع الهموم من جسده وهو يقول: كتب علينا أن نتعطر بالبارود .. وأن نحمل بأيدينا السلاح في حين أقراننا يحملون أدوات اللهو ؟!.. وأردف متنهدا: قسما لا أريد اللعب .. فقط أريد النوم ، النوم ولو ليلة واحدة بأمان .. ليلة خالية من العفالقة والبعوض!!.
    قلت له: حافظ أسد مات.
    فاستبشر قائلا: ومن خلفه؟
    -بشار الأسد.
    تغير وجه صاحبنا واطرق برأسه إلى الأرض.
    -ما بك؟!
    - خلت عدي او قصي اعتلى عرش الجمهورية!!.
    فقال احد الأخوة الحضور:
    - يمعود... عدي ، قصي ،نتن ياهو ، كلبنا – مع احترامي للأخير-المهم كم يوم أنام بأمان .. واعرف مصير الأحبة.. من ثم أعانق رفيقة دربي .. وراح يحتضن بندقيته.
    - رفيقة دربي هه.. قالها آخر ،وهو يمسد ماسورة بندقيته، هامسا: سأطلقك ثلاثا .. نعم سأطلقك ، ولمَ أحملك؟، ومن اجل من؟..أ من اجل هذا المجتمع الذي لا يستحق حتى رد السلام؟ .. هذا إذا سلموا!!.. وأضاف بمرارة واضحة : ما يقارب سنة وما من سؤال .. فلا يسألوا ..لكن فليكفوا اللسنتهم.
    - إيه والله .. ليكفوا اللسنتهم ..كلما رأى أبي احدهم أعطاني محاضرة بمبادئ التقية .. او قارن بيننا وبين من طبعت عليهم الذلة ".
    بعد ان طل علينا ضوء البلاجكتور ، غدونا مسرعين ، نبحث عن أهالينا ..كنا نظنهم بمحاجر تحت الأرض وإذا بهم تحت الأرض ..لكن بذور تنتظر المطر لكي تتفتح ورودا.. وصلنا لإحدى الصحاري.. كان جراف ينقب وأناس هنا وهناك .. هذا يُغّسل بدموعه بعض العظام ،وهذا يندب:
    - "خوية فاطمة.. هاي شهادتج ناجحة امتياز.
    - حسين .. يمه شنهي ذنبك؟
    -بابا .. أنا علاوي .. صرت رجال وهسه اني بالإعدادية".
    أه تزاحمت في مخيلتي الذكريات حيث الصبا .. حيث أمي ، وهي تحتضن صورة معمم، سألتها.. فنهرتني .. لا تسأل عن أمور إن بدت لك تجرك للمشنقة.. المشنقة تلك التي حرمتني من الافتخار بخالي .. بأهلي ..همس أحدهم يوما ما في إذني : إن أباه أوصى أخا له بأن يترك الكلية؟!! فأبى قائلا: لست أحسن من شباب (بيت المبرقع) .. وذهب ولا يدري صاحبي أ فرموا عمه طعاما لأسماكهم ، أم صهروه أم ،أم..
    أه... كنت كلما اختليت بنفسي اقسم بأني سأشرب من دماء العفالقة ..
    ها أنا أتنقل بين جثث الأحبة .. والله كلهم أحبه.. لا أدري أعليهم أبكي؟‍.. أم أبكي على نفسي لأني حرمت لذة سماع أخبار أهلي مثلما سمعوها الآن .
    صاح أحد رفاقي وهو يبكي: هذا .. تعالوا .. هذا..
    وإذا به حسن.. حسن صديق الطفولة والصبا.. حسن الذي ابتعد عنا وعاد لنا .. لكن أي عودة .. لم يتغير رغم سني الدفن.. نعم هكذا افترقنا .. نفس الثياب .. الشعر ، تقاسيم الوجه الذي غيرت لونه الشمس.. سألته حينها لمَ لم ترجل شعرك .. فبتسم ولم يجبني .. قسما قد رأيته كثيرا لكني لم أراه أجمل من ذالك اليوم.. كنت لا أدري –حينها – بأن له موعد مع الحور العين .. كانت تعلوا ثغره الرقيق ابتسامة ، ابتسامة وردية ذابلة .. تحكي عن ألم ، وأمل ... عن ألم الجراح .. وأمل بفجر خلاص قادم..كانت شفته السفلى مشقوقة من حرارة الشمس .. مازال الشق واضحا...
    - "حسن .. خوية شفتك أمازالت تؤلمك .. حسن ، خوية والحساسية، كيف وهذا التراب" .. كان يشكوا لي آلامها عند هيجان الغبار، وارتفاع الحرارة.. "خوية شلون لزموك"؟؟.. كنا سوية بمنطقة (گريط) متعبين ، كانت أصوات خدمة الحسين(ع) تتعالى محذرة: "زوار بس أعبروا التبليط" .. (التبليط) ذالك الذي يكمن به (مزبان خضر هادي) وخنازير ؛ وعبرنا، فتعالت أصوات كلاب ونعيب بوم ...ثم افترقنا وها نحن نلتقي .. كم مرة نفترق ونلتقي ، واليوم افترقنا فمتى نلتقي؟.. كنا سوية عند ما هطل المطر ، قلت له عند نزول المطر يستجاب الدعاء .. رفع يديه داعيا: ربي أغسل ذنوبي كما يغسل هذا المطر ثيابي .. ربي احشرني مع الحسين بحق الحسين(ع)..
    كانت عيناه معصوبتان ، مد أحد رفاقي يده وأزاح العصابة .. كانتا شبه مغمضتين ، هكذا كان يحتمي من ألم الحساسية، تلألأتا من تحت أهدابه.. مددت يدي كي أغلقهن ، فجذبني بريق الثورة ففتحهن تحت الشمس ..فاستحت وتوارت خلف الغبار .. سألته وأنا أمسد شعره الذهبي ،باكيا : أمازلت متعبا ؟.. أما زالت قدماك تؤلمك؟.. كنت تقول :بعد أن أرى القبة الشريفة سيذهب عني التعب .. أرأيت القبة ؟.. أزال عنك التعب ... سمعته يهمس بأذني مما بكاؤك وأي تعب و أنا ها هنا .. حيث لا زمن، ولا تعب .. نحن جميعا نسمعكم ونتألم من أجلكم فلا تزيدوننا ألما .. عودوا.. عودوا من حيث أتيتم ستجدون ما لم يستطع الموت أن يأخذه منا ومنكم.. عودوا واذكرونا بالقرآن والزيارة .. عودوا واذكرونا كلما رأيتم دموع يتيم وسمعتم صوت ثكلى .. واذكرونا كلما رأيتم شابا ضائعا.

  • #2
    شكرا على الموضوع الجميل

    تعليق


    • #3
      شكرا لك اخي الغالي ... ولا تنساني من دعاءك

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X