مستكبرون ....ومستظعفون ..لانفسهم ظالمون
قال تعالى
.(أنا هديناك السبيل إما شاكرا وأما كفورا) الإنسان .3
وآيات كثيرة أبرزت هذا المعنى في خلقة الإنسان النفسية بأنها نتاج بين عنصرين الأول حفنة التراب وما تشكل به جسده يستتبع ذلك جميع حاجاته
.والثاني نفخة الروح الربانية وما يستتبع ذلك جميع الفضائل .والقيم التي ترشده وتهديه إلى سعادة الدنيا والآخرة فردا" ومجتمعا".
إذا الإنسان مجموع نقيضين اجتمعا والتحما فيه حفنة التراب تجرة إلى الأرض تجره إلى الشهوات إلى الميول والأهواء تجره إلى كل ما ترمز أليه الأرض من ماده وطمع وجشع واستغلال
,وروح الله تعالى التي نفخها فيه ترفعة إلى أعلى تتسامى به إلى حيث صفات الله إلى حيث أخلاق الله إلى حيث العلم والقدرة والرحمة والرأفة والتسامح.
والعين ألمنتجه لكل أنواع التناقضات الاجتماعية بين الإنسان والإنسان بحسب تغلب أحدى القوتين في داخلة
.
وهذه التناقضات والاختلافات الاجتماعية تتخذ صيغا
" متعددة وألوانا مختلفة كالطبقية والعرقية والإقليمية وألوان الاستغلال والظلم والتسلط وانهب والسلب الظاهرة منه والمبطنة ....الخ..
عندما تتغلب حفنة التراب ولكنه يظل في حقيقته وجوهره شيئا ثابتا وحقيقة واحدة وهي التناقض بين القوي والضعيف بين كائن القوة وكائن الضعف
.
فالقوة والضعف وجودان بشريان اجتماعيان فطريان بحسب الاختلاف بين أفراد الجنس البشري وهذان الوجودان
ليس فيهما خطرا إذا كانت العلاقة بينهما علاقة تعاون واتحاد لصالح الطرفين ولاكن الخطر الفظيع فيهما عندما يحتويهما الصراع الداخلي والجدل الأساسي في الإنسان فيحول ساحتهما إلى ساحة صراع واستغلال من القوي للضعيف بسبب تغلب حفنة المادية فية على نفخة الروح ومعطياتها السامية ومن حيث بدا الاستغلال كمطلب نفسي في الإنسان يبدأ الاستكبار كظاهرة اجتماعية
ليس فيهما خطرا إذا كانت العلاقة بينهما علاقة تعاون واتحاد لصالح الطرفين ولاكن الخطر الفظيع فيهما عندما يحتويهما الصراع الداخلي والجدل الأساسي في الإنسان فيحول ساحتهما إلى ساحة صراع واستغلال من القوي للضعيف بسبب تغلب حفنة المادية فية على نفخة الروح ومعطياتها السامية ومن حيث بدا الاستغلال كمطلب نفسي في الإنسان يبدأ الاستكبار كظاهرة اجتماعية
.
فالمجتمع ووجود التفاوت بين الناس في القدرة والذكاء والشجاعة والمال كل ذلك بؤرة ومناخ لظهور المتجبرين
والمستكبرين فيه
والمستكبرين فيه
.والمستكبرين أنما خصهم الله تعالى بهذا الاسم لان أخر خطوة في طريق ظلمهم وإشباع شهواتهم
المحمومة هي التعالي والتكبر على الآخرين وقد يكون المستكبر فردا" فرعونا"وقد يكون عصابة أو حزبا أو عائلة او عشيرة وقد يكون طبقة وقد يكون شعبا أو امة أن الفرعونية ليست اسم شخص محدد حكم بلاد مصر وإنما لقب لسلسلة من الملوك حكمت تلك البلاد وما حولها فيما امتد إليه سلطان أولئك المستكبرين وصارت هذه ألصفة عنوانا لكل سلطان لا يحكم بما انزل الله ويستكبر على دعوة الهدى في أمته ولكل فرعون درجة في فرعونيتة بقدر درجته في ظلمة وعتوه واستكباره وبطشه .
المحمومة هي التعالي والتكبر على الآخرين وقد يكون المستكبر فردا" فرعونا"وقد يكون عصابة أو حزبا أو عائلة او عشيرة وقد يكون طبقة وقد يكون شعبا أو امة أن الفرعونية ليست اسم شخص محدد حكم بلاد مصر وإنما لقب لسلسلة من الملوك حكمت تلك البلاد وما حولها فيما امتد إليه سلطان أولئك المستكبرين وصارت هذه ألصفة عنوانا لكل سلطان لا يحكم بما انزل الله ويستكبر على دعوة الهدى في أمته ولكل فرعون درجة في فرعونيتة بقدر درجته في ظلمة وعتوه واستكباره وبطشه .
أن المجتمع بجميع تركيباته إما أن ينشا وفق أحكام الله تعالى وشريعته وذلك هو المجتمع الصالح الذي ينتفع بوجوده كل فرد فيه وإما أن تسيطر عليه جماعة من المستقلين المستكبرين وتحكمه وتسوسه بما تهوى أنفسهم وما تفرض عليهم طبيعة شهواتهم وأطماعهم وذلك هو المجتمع الفرعوني الذي يتضرر غالبية الناس فيه
.والإنسان الذي لم يحل تناقضه الداخلي وظل عن الهدى والعلم بهذه الحقيقة واتبع هواه وشهوته وكان في موقع القوة والسلطة أو استطاع أن يصل إلى السلطة في المجتمع لابد وان يستغل الآخرين ويسلبهم حقوقهم ليتمكن من إشباع شهواته المحمومة التي لاتشبع وكلما توغل في حب الدنيا أكثر كلما عمي عن الحق أكثر وظلم أكثر حتى يمسي فرعونا متجبرا طاغيا يستحل الحرمات ويقتل من يقف في طريقة وطريق أهوائه وشهواته .اذا المحتوى الداخلي للإنسان هو أساس البناء
الاجتماعي الفوقي بكل تفصيلاته وهوا المحرك الأساسي لمسيرة الأمة تاريخيا واذا أي تغيير في الأمة يجب أن يبدأ
من ذلك المحتوى الداخلي للإنسان ثم على ضوئه تتغير جميع البنائات الفوقية في الأمة.
الاجتماعي الفوقي بكل تفصيلاته وهوا المحرك الأساسي لمسيرة الأمة تاريخيا واذا أي تغيير في الأمة يجب أن يبدأ
من ذلك المحتوى الداخلي للإنسان ثم على ضوئه تتغير جميع البنائات الفوقية في الأمة.
أن الأنظمة الفرعونية الحاكمة عادة هي المستفيد الأول من كل ما يحصل للإنسان من تبلد وفراغ فكري وانحراف أخلاقي فالحكام الذين تقوم أنظمتهم على أساس من الظلم والاستقلال وتحصيل المكاسب الشخصية والمنافع الخاصة يرون أن أي تطلع إلى المستقبل وفي أي تجاوز للواقع الذي سيطروا عليه بالقوة وحكموا الناس بالوراثة أو بالانتخابات المزيفة يجدون في ذلك زعزعة لوجودهم وهزا لمراكزهم لذا يكون من مصلحتهم دائما وأبدا أن يغمضوا أعين الناس عن أي تطلع جديد يكون أصلح للأمة اذا كانت على غير خطهم ولا يؤدي إلى تثبيت حكمهم
وان يحولوا الواقع الذي يعيشه الناس الى مطلق الى اله
وان يحولوا الواقع الذي يعيشه الناس الى مطلق الى اله
.
هذا اله يفرزه فكر الانسان هذا الدين الذي يصنعه الانسان لا يمكن ان يكون المصعد الحقيقي لمسيرة الامة لان الامة لايمكن ان تخلق الهها بيدها
.لان الانسان ومهما بلغ من سعة افقه وتصوراته لا يستطيع ان يستوعب المسيرة بكل مراحلها حتى يتمكن من التخطيط لمستقبلها .
وامة تعيش هذا النوع من الالهة تعيش حاله تكرارية في مسيرتها ولا تتقدم الى جديد قط لان مستقبلها هو حاظرها ومثلها الاعلى كان مثلا اعلى لامة سبقتها
.
وهذه المثل العليا المنخفظة المنتزعة من الواقع في كثير من الاحيان تتخذ طابع الدين ويسبق عليها الحكام هذا الطابع من اجل عطائها قدسية تحافض على بقائها واستمرارها على الساحة ولتكون قدسيتها سببا في عقوبة من يخرج عليها او يتجاوزها وهذه حقيقه لكل الانظمة الفرعونية وان الثوب الديني وان كان مستترا تحت شعارات اخرى ومظاهر عبادة اخرى فانه في جوهره دين
.......
ان المثل الاعلى الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى
. نعم الله سبحانه وتعالى هو المثل الاعلى الوحيد العالي فوق كل عال ان الله سبحانه وتعالى موجود حقيقي خارج فكر الانسان وتصوره واكبر من فكر الانسان ووهمه مهما اتسع
على خلاف الالهه الاخرى التي هي افراز ذهني من الانسان فقال تعالى (ان هي الا اسماء سميتموها انتم وابائكم )
النجم ،23
على خلاف الالهه الاخرى التي هي افراز ذهني من الانسان فقال تعالى (ان هي الا اسماء سميتموها انتم وابائكم )
النجم ،23
ان المجتمع الفرعوني عندما تكون السلطة بيد حفنه من المستكبرين تستقل معطيات السلطة لصالح شهواتها واطماعها يكون الناس جميعا مستظعفون غير ان هؤلاء المستظعفون ينقسمون الى فات بحسب وعيهم ودرجة فهمهم وتمييزهم للحق والباطل وطرق معاملتهم للمستكبرين لاسترجاع حقوقهم التي تفرظها الفطرة قبل التشريع والقانون غير ان هؤلاء المستظعفين عاد ما يكونون ظالمين لانفسهم
. وهؤلاء الظالمين لانفسهم بسبب الظلم العام المنصب على المجتمع المتمثل في سلب جميع الحقوق وخصوصا في الفكر والحرية والكرامة والمال حيث ينقلب ميزان فهمهم للحقيقة فيتهيا لهم ان الحق مع القوم والمستقبل الزاهر بين يدية فيتجهون الى فرعون ايمانا به واسنادا لخطه وتثبيتا لنظامه املا في الحصول على مكاسب دنيوية عاجلا تؤمن لهم جانبا من رقد الحياة وقادم املها فهم من المستضعفين ولكن ارتموا في احظان الفرعونية والتزموا خطها تأثرا بشعاراتها وما تطرحه على الساحة الاجتماعية من اكاديبها وظلا لتها فتحولوا بدلك الى أتباع مخلصين يوجهونهم حسبما يشاؤن يؤملونهم المستقبل الزاهر ويصورون لهم أنهم سائرون الى جنة الدنيا...
وروي
ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) خاطب عمر بن العاص عندما التجأ الى معاوية بن أبي سفيان فقال (فتبعت أثره وطلبت فظله أتباع الكلب للضرغام يلوذ الى مخالبة وينتظر ما يلقي أليه من فظل فريسته فذهبت دنياك وأخرتك ولو بالحق اخذت أدركت ما طلبت) الوسائل ج 11 .ص 345
ويقول تعالى
( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهوا له قرين وأنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون إنهم مهتدون حتى ادا جانا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم اد ظلمتم إنكم في العذاب مشتركون افانت تسمع الصم او تهدي ألعمي ومن كان في ظلال مبين ) الزخرف _36_40
وبهذا المعنى من التبعية العمياء وتنفيذ الأوامر بغير تمحيص وفحص
. يشير تعالى الى مجادلتهم يوم ألقيامة فيقول عز وجل ( وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا أنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص ) إبراهيم _21
فهم للمشركين في الدنيا أتباع مخلصون قائمون على تنفيذ أوامرهم وخططهم في أليل والنهار والتي تحاك وراء الكواليس
( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر أليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له أندادا")
ولم يكونوا يعترضون بشئ خوفا او طمعا رغم ان هذه الأوامر ألصادرة من الجهات العليا كان محتواها الكفر بالله تعالى وأتباع الفرعون
.
ان المستكبرين في كل زمان يحاولون جاهدين ان يوسعوا هذه الفئة ويعمقوا جذورها في المجتمع من خلال ما ينفقون عليهم من الأموال والعطايا والمراتب ألمميزة بين الناس يسميهم الأئمة
(عليهم السلام)(أعوان الظلمة) وهم خير حارس أمين على مصالح المستكبرين ومأربهم وأهدافهم الشريرة وبنفس الوقت هم خير أداة ينفذون بهم أوامرهم وخططهم وينشرون من خلالهم فكرهم وعقيدتهم هؤلاء يختلفون من مجتمع لأخر في كيفية ظهورهم على الساحة الاجتماعية فمرة يظهرون على شكل قوات عسكرية ومرة شرطة ومرة امن ومباحث ومرة حزب سياسي ومرة مجالس شعبية ومرة كيانات عشائرية ومرة طائفية ومرة عصابات تجارية ومرة نوادي وجمعيات ومره مؤسسات اجتماعية ثقافية او إعلامية او ترفيهية رجالية ونسائية بكلمة واحده كل مؤسسة تلتزم خط المستكبرين وتسندها سلطة إمكانيات النظام .
ومن الجدير بالذكر ان بعض هؤلاء الأعوان الظلمة اشد أخلاصا للفرعونية
, من الفرعون نفسة ,فتجدهم كالكلاب المسعورة المدربة تدريبا جيدا على طاعة سيدها في كل أمر وخصوصا تحت أقبية السجون الرهيبة ودور الموت الكالحة .التي تنتهي فيها كل قيمة إنسانية وتموت على أبوابها معاني الشرف والغيرة والرحمة والرأفة وتذوب في هوائها المسموم النفوس والأجساد لؤلئك الطليعة من شباب الامة وشاباتها والذين غارت غيرتهم على أمتهم وشعبهم الذي يسحق بالذل والهوان والفقر والمرض والتشرد كل يوم وكل ساعة ثمنا للبغاء والليالي الحمراء والقصور العالية والأرصدة المكدسة وأحدث وسائل الحياة اليومية وأغلاها .
ونحن نرى اليوم الى ما ألت إليه اوظاع العراق والعراقيين من الدمار والتشريد والتطريد والمفخخات والطائفية وكل ذلك لأجل بقاء هؤلاء الحفنة من المرتزقة المأجورين للدجال الأكبر أمريكا
.وقد رأينا ونرى الكثير من عوام الشعب الدين يسندون هؤلاء المستكبرين في تنفيذ مأربهم الشيطانية .كل ذلك من اجل حفنة دنانير زائفة .فنراهم اليوم وهم اليد التي يضرب بها المستكبرين من الأمريكان وأعوانهم الذين تسلطوا على العراق.
ان الله سبحانه وتعالى جعل الانسان في الأرض خليفة
(( واد قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ))البقرة_30 : وان من ركائز خط الخلافة الربانية ان لاظلم ولارظا بظلم ان للظلم من صد عن سبيل الله وانحراف للأغلبية الساحقة من الجماهير عن الهدف السامي الذي بعث الله تعالى لآجلة الرسل وشرع الأديان وهو الرقي بالإنسان فكرا وسلوكا عبر مراحل معلومة فاذا عرفت ذلك عرفت مدى التقصير الذي وقع فيه هؤلاء في حفظ مأتمنهم الله عليه من الامانة ومسؤولية القيام بأعباء الخلافة والتي أخد الله تعالى لها من الانسان العهد والميثاق
وكما بينا فان الظلم والاستكبار عندما يسيطر من خلال الحكومة ويكون له نظام وشريعة وأهداف .مقابل نظام الله وشريعته واهدافة ورسله يكون اكبر العوائق واكبر الموانع دون تحقيق أهداف الرسالات والنبؤات .
وكما بينا فان الظلم والاستكبار عندما يسيطر من خلال الحكومة ويكون له نظام وشريعة وأهداف .مقابل نظام الله وشريعته واهدافة ورسله يكون اكبر العوائق واكبر الموانع دون تحقيق أهداف الرسالات والنبؤات .
ولذا كانت اخطر مسؤولية يجب ان يكافح من اجلها الانسان هي التصدي للطاغوت بكل أشكاله وإقامة حكم الله في الأرض والذي هوا بنفس الوقت حكم الله الطريق الوحيد لإيجاد الانسان الذي يسير نحوا كماله في فكرة وسلوكه
.
وهو الطريق الوحيد لبناء المجتمع الصالح الذي يرغد فيه الناس عيشا" كريما