إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ياlady emma ماذا تعتقدين في القرآن هل هو كتاب الله أو من تأليف محمد (ص )؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ياlady emma ماذا تعتقدين في القرآن هل هو كتاب الله أو من تأليف محمد (ص )؟

    ياlady emma ماذا تعتقدين في القرآن هل هو كتاب الله أو من تأليف محمد (ص )؟




    أنا في إنتظاركي لكي اعرف رأيكي

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل حمد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنا اعتقد بأن القران بشكله وعباراته وحروفه وما احتوى عليه من علوم ومعارف وأسرار وجمال بلاغىودقة لغوية هو مما لا يدخل في قدرة بشر أن يؤلفه.. فإذا أضفنا الى ذلك أن محمداصلى الله عليه وآله وسلم كان أميا، لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم في مدرسة ولم يختلطبحضارة، ولم يبرح شبه الجزيرة العربية، فإن احتمال الشك واحتمال إلقاء هذا السؤاليغدو مستحيلا.. والله يتحدى المنكرين ممن زعموا أن القرآن مولف.

    "قل فأتوابسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله" استعينوا بالجن والملائكة وعباقرة الإنسوأتوا بسورة من مثله ومازال التحدى قائما ولم يأت أحد بشيء... إلا ببعض عباراتمسجوعة ساذجة سموها "سورة من مثله"... أتى بها أناس يعتقدون أن القرآن مجرد كلاممسجوع.. و لكن سورة من مثله.. أي بها نفس الإعجاز البلاغي و العلمي..

    وإذانظرنا إلى القرآن في حياد وموضوعية فسوف نستبعد تماما أن يكون محمد عليه الصلاةوالسلام هو مؤلفه.

    أولا: لأنه لو كان مؤلفه لبث فيه همومه وأشجانه، ونحن نراه فيعام واحد يفقد زوجه خديجة وعمه أبا طالب ولا سند له في الحياة غيرهما.. وفجيعتهفيهما لا تقدر.. ومع ذلك لا يأتي لهما ذكر في القرآن ولا بكلمة.. وكذلك يموت ابنهإبراهيم ويبكيه، ولا يأقى لذلك خبر في القرآن.. القرآن معزول تماما عن الذاتالمحمدية.

    وأحيانا يأمر القرآن محمد بأن يقول لأتباعه ما لا يمكن أن يقوله لو أنهكان يؤلف الكلام تأليفا:
    "قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولابكم" 9- الأحقاف
    لا يوجد نبي يتطوع من تلقاء نفسه ليقول لأتباعه لا أدرى ما يفعلب ولا بكم.. لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا.. ولا أملك لكم ضرا ولا نفعا. فإن هذا يؤدىإلى أن ينفض عنه أتباعه.
    وهذا ما حدث فقد اتخذ اليهود هذه الآية عذرا ليقولوا..ما نفع هذا النبي الذي لا يدرى ماذا يفعل به ولا بنا.. هذا رجل لا جدوى فيه. مثلهذه الآيات ما كان يمكن أن يؤلفها النبي لو كان يضع القرآن من عند نفسه.
    ثانيا: لو نظرنا بعد ذلك في العبارة القرآنية لوجدنا أنها جديدة منفردة في رصفها وبنائهاومعمارها ليس الا شبيه فيما سبق من أدب العرب ولا شبيه فيما أتى لاحقا بعد ذلك..حتى لتكاد اللغة تنقسم إلى شعر ونثر وقرآن.. فنحن أمام كلام هو نسيج وحده لا هوبالنثر ولا بالشعر. فموسيقى الشعر تأتى من الوزن ومن التقفية فنسمع الشاعر ابنالأبرص الأسدى ينشد:

    أقفر من أهله عبيد ****فليس يبدى ولا يعيد
    هنا الموسيقىتخرج من التشطير ومن التقفية على الدال الممدودة، فهي موسيقى خارجية.. أما موسيقىالقران فهي موسيقى داخلية: (والضحى. والليل إذ ا سجى) 1- 2- الضحى
    لا تشطير ولاتقفية في هذه العبارة البسيطة، ولكن الموسيقى تقطر منها.. من أين؟ إنها موسيقىداخلية.

    اسمع هذه الآيات:
    "رب إني وهن العظم منّي واشتعل الرأس شيبا ولمأكن بدعائك رب شقيا"4- مريم
    وهذه الآيات:
    "طه. ما انزلنا عليك القران لتشقى.إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى.
    الرحمن على العرش استوى" 1-5- طه
    فإذا تناولت الآيات تهديدا تحول بناء العبارة ونحتها إلى جلاميد صخر.
    وأصبح للإيقاع صلصلة نحاسية تصخ السمع:
    "إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحسمستمر. تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر"19- 20- القمر
    كلمات مثل "صرصرا".. "ومنقعر".. كل كلمة كأنها جلمود صخر. فإذا جاءت الآية لتروى خبرا هائلا كما فينهاية الطوفان تقاصرت العبارات وكأنها إشارات "مورس " التلغرافية. وأصبحت الآيةكلها كأنها تلغراف مقتضب له وقع هائل:

    "وقيل يأرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعىوغيض الماء وقضى ا لأمر"44- هود
    هذا التلون في نحت الألفاظ وفي بناء العبارة وفيإيقاع الكلمات مع المعاني والمشاعر.. يبلغ في القرآن الذروة ويأتي دائما منسابا لاتكلف فيه ولاتعمل.
    ثالثا: إذا مضينا في التحليل أكثر فإنا سنكتشف الدقة البالغةوالإحكام المذهل.. كل حرف في مكانه لا تقديم ولا تأخير.. لا تستطيع أن تضع كلمةمكان كلمة، ولا حرفا مكان حرف.. كل لفظة تم اختيارها من مليون لفظة بميزاندقيق.

    وسنرى أن هذه الدقة البالغة لا مثيل لها في التأليف.

    انظر إلى هذهالكلمة "لواقح " في الآية:
    "وأرسلنا الرياح لواقح"22- الحجر
    وكانوا يفسرونهافي الماضي على المعنى المجازى بمعنى أن الرياح تثير السحب فتسقط المطر فيلقح الأرضبمعنى "يخصبها" ثم عرفنا اليوم أن الرياح تسوق السحب إيحابية التكهرب وتلقى بها فيأحضان السحب سالبة التكهرب فيحدث البرق والرعد والمطر.. وهي بهذا المعنى "لواقح" أيضا، ونعرف الان أيضا أن الرياح تنقل حبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة فتلقحهابالمعنى الحرفي، ونعرف أخيرا أن المطر لا يسقط إلا بتلقيح قطيرات الماء بذراتالغبار فتنمو القطيرات حول هذه الأنوية من الغبار وتسقط مطرا. كها نحن أولاء امامكلمة صادقة مجازيا وحرفيا وعلميا، ثم هي بعد ذلك جميلة فنيا وأدبيا وذات إيقاعحلو.

    هنا نرى منتهى الدقة في انتقاء اللفظة ونحتها، وفي آية أخرى:
    (ولاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناسبالإثم وأنتم تعلمون )188- البقرة كلمة "تدلوا".
    مع أن الحاكم الذي تلقى إليهالأموال في الأعلى وليس في الأسفل.. لا، إن القران يصحح الوضع، فاليد التي تأخذالرشوة هي اليد السفلى ولو كانت يد الحاكم.. ومن هنا جاءته كلمة "تدلوا بها إلىالحكام " لتعبر في بلاغة لامثيل الا عن دناءة المرتشى وسفله.
    وفي آيةالجهاد:
    "ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثَّاقلتم إلى الأرض " 38- التوبة
    القرآن يستعمل كلمة " اثَّاقلتم " بدلا من تثاقلتم.. يدمج الحروف إدماجا،ويلصقها إلصاقا ليعبر عن جبن الجبناء الذين يلتصقون بالأرض "ويتربسون " فيها منالخوف إذا دعوا إلى القتال، فجاءت حروف الكلمة بالمثل "متربسة".
    وفي آية قتلالأولاد من الفقر نراها جاءت على صورتين:
    "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحننرزقكم وإياهم" 151- الأ نعام
    "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم"31- الإسر اء
    والفرق بين الآيتين لم يأت اعتباطا، وإنما جاء لأسباب محسوبة..فحينما يكون القتل من إملاق فإن معناه أن الأهل فقراء في الحاضر، فيقول: نحن"نرزقكم " وإياهم. وحينما يكون قتل الأولاد خشية إملاق فإن معناه أن الفقر هواحتمال في المستقبل ولذا تشير الآية إلى الأبناء فتقول نحن "نرزقهم " وإياكم. مثلهذه الفروق لا يمكن أن تخطر على بال مؤلف. وفي حالات التقديم والتأخير نجد دائماأنه لحكمة، نجد أن السارق مقدم على السارقة في آية السرقة، في حين أن الزانية مقدمةعلى الزانى في آية الزنى.. وذلك لسبب واضح، أن الرجل أكثر إيجابية في السرقة.. أمافي الزنى فالمرأة هي التي تأخذ المبادرة، من لحظة وقوفها أمام المرآة تضع" البارفان " ولمسات " التواليت " وتختار الفستان أعلى الركبة فإنها تنصب الفخاخللرجل الموعود.
    "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة " 2- النور
    "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما"38- الماند
    وبالمثل تقديم السمع علىالبصر في أكثر من 16 مكانا
    "وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة"78- النحل
    "وجعلنا لكم سمعا وأبصارا وأفئدة" 26- الأحقاف
    "أسمع بهم وأبصر"38- مريم
    "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"36 الإسراء
    "وما كنتمتستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم" 22- فصلت
    "ليس كمثله شيء وهو السميعالبصير"11- الشورى
    دائما السمع أولا.
    ولا شك أن السمع أكثر إرهافا وكمالا منالبصر.إننا نسمع الجن ولا نراه.والأنبياء سمعوا الله وكلموه ولم يره أحد.
    وقدتلقى محمد القرآن سمعا. والأم تميز بكاء ابنها في الزحام ولا تستطيع أن تميز وجهه.
    والسمع يصاحب الإنسان أثناء النوم فيظل صاحيا في حين تنام عيناه، ومن حاول تشريحجهاز السمع يعلم أنه أعظم دقة وإرهافا من جهاز البصر.
    وبالمثل تقديم المال علىالولد:
    "يوم لاينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم" 88- 89- الشعراء
    "إنما أموالكم وأولادكم فتنة، والله عنده أجر عظيم " 15- التغابن
    "لنتغنى عنكم أموالكم ولا أولادهم من الله شيئا، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
    16- آل عمران
    "أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بللا يشعرون"55- 56- المؤمنون
    "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد أللهليعذبهم بها في الحياة الدنيا" 55- التو بة
    "اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهووزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته" 20- الحديد
    والأمثلة على هذا التقديم كثيرة والسر أن المال عند أكثر الناس أعز منالولد.

    ثم الدقة والخفاء واللطف في الإعراب. انظر إلى هذه الآية:
    "وإنطائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما"9- الحجرات
    مرة عوملت الطائفتانعلى أنهما جمع "اقتتلوا" ومرة على أنهما مثنى "فأصلحوا بينهما" والسر لطيف.
    فالطائفتانفي القتال تلتحمان وتصبحان جمعا من الأذرع المتضاربة.. في حين أنهمافي الصلح تتفصلان إلى اثنين.. وترسل كل واحدة عنها مندوبا، ومن هنا قال:

    وإنطائفتان من المؤمنين "اقتتلوا" فأصلحوا "بيهما"!
    حتى حروف الجر والوصل والعطفتأتى وتمتنع في القرآن لأسباب عميقة، وبحساب دقيق محكم.
    مثلا تأتي كلمة "يسألونك" في أماكن عديدة من ا لقرآن:
    "يسألونك ماذا ينفقون قل العفو"219- البقرة
    "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"85- الإسراء
    "يسألونك عنالأهلة قل هي مواقيت للناس والحج "189- البقرة
    دائما الجواب بكلمة "قل".. ولكنها حين تأتى عن الجبال:
    "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا"105- طه
    هنا لأول مرة جاءت "فقل " بدلا من "قل".
    والسبب ان كل الأسئلة السابقةكانت قد سئلت بالفعل، اما سؤال الجبال فلم يكن قد سئل بعد، لأنه من أسرار القيامة،وكأنما يقول الله: فإذا سألوك عن الجبال "فقل ".. فجاءت الفاء زاندة لسببمحسوب.
    أما في الآية:
    ")وإذا سألك عبادى عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع" 186- البقرة
    هنا لا ترد كلمة "قل " لأن السؤال عن ذات الله.. والله أولىبالإجابة عن نفسه..
    كذلك الضمير أنا ونحن.
    يتكلم الله بضمير الجمع حيثما يكونالتعبير عن "فعل " إلهي تشترك فيه جميع الصفات الإلهية كالخلق، وإنزال القرآنوحفظه:
    "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون،" 9- الحجر
    "نحن خلقناكم فلولاتصدقون" 57- الواقعة
    "إنا أنزلناه في ليلة القدر" 1- القدر
    "أفرأيتم ماتمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الحالقون"58- 59- ا لواقعة
    "نحن خلقناهم وشددناأسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالم تبديلا" 28- ا لإنسان
    "ونحن " هنا تعبر عن جمعيةالصفات الإلهية وهي تعمل في إبداع عظيم مثل عملية الخلق.
    أما إذا جاءت الآية فيمقام مخاطبة بين الله وعبده كما في موقف المكالمة مع موسى.. تأتي الآية بضميرالمفرد
    "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى" 14- طه
    الله يقول: "أنا" لأن الحضرة هنا حضرة ذات، وتنبيها منه سبحانه على مسألةالتوحيد والوحدانية في العبادة.
    ونجد مثل هذه الدقة الشديدة في آيتين متشابهتينعن الصبر تفترق الواحدة عن الأخرى في حرف اللام.

    يقول لقمانلولده:
    "واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، 17- لقمان وفي آية أخرى عنالصبر نقرأ:
    "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" 43- الشورى
    الصبر فيالأولى "من عزم الأمور" وفي الثانية "لمن عزم الامور".. وسر التوكيد باللام فيالثانية أنه صبر مضاعف، لأنه صبر على عدوان بشري لك فيه غريم، وأنت مطالب فيهبالصبر والمغفرة وهو أمر اشد على النفس من الصبر على القضاء الإلهي الذي لا حيلةفيه.
    ونفس هذه الملاحظة عن "اللام " نجدها مرة أخرى في آيتين عن إنزال المطروإنبات الزرع:
    "أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحنالمنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا"، "أي مالحا" 68- 70- الواقعة وفي آيةثانية:
    "أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناهحطاما" 63- 65- الواقعة في الآية الأولى "جعلناه " أجاجا.. وفي الآية الثانية"لجعلناه " حطاما واللام جاءت في الثانية لضرورة التوكيد، لأن هناك من سوف يدعىبأنه يستطيع أن يتلف الزرع كما يتلفه الخالق، ويجعله حطاما. في حين لن يستطيع أحدمن البشر أن يدعى أن في إمكانه أن ينزل من سحب السماء مطرا مالحا فلا حاجة إلىتوكيد باللام.
    ونفس هذه الدقة نجدها في وصف إبراهيم لربه في القرآن بأنه: "الذييميتنى ثم يحيين" 81- الشعراء
    "والذي هو يطعمنى ويسقين"79- الشعراء.
    فجاءبكلمة"هو" جينما تكلم عن "الإطعام " ليؤكد الفعل الإلهي، لأنه سوف يدعى الكل أنهميطعمونه. ويسمقونه، على حين لن يدعى أحد بأنه يميته ومجييه كما يميته اللهويجييه.
    ونجد هذه الدقة أيضا حينما يخاطب القرآن المسلمين قائلا:
    "اذكرونيأذكركم "152- البقرة- ويخاطب اليهود قائلا:
    "اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم"40- البقرة
    فاليهود ماديون لا يذكرون الله إلا في النعمة والفاندة والمصلحةوالمسلمون أكثر شفافية ويفهمون معنى أن يذكر الله لذاته لا لمصلحة.. وبنفس المعنىيقول الله للخاصة من أولى الألباب:
    "اتقون يا أولى الألباب "197- البقرة- ويقولللعوام:
    "اتقوا النار التي وقود ها الناس والحجارة"24- البقرة
    لأن العوام لايردعهم إلا النار، أما الخاصة فهم يعلمون أن الله أقوى من كل نار، وأنه يستطيع أنيجعل النار بردا وسلاما إن شاء. ونجد مثل هذه الدقة البالغة في اختيار اللفظ فيكلام إبليس حينما أقسم على ربه قائلا:
    "فبعزتك لأغوينهم أجمعين"82- ص
    أقسمإبليس بالعزة الإلهية ولم يقسم بغيرها، فأثبت بذلك علمه وذكاءه، لأن هذه العزةالإلهية هي التي اقتضت استغناء الله عن خلقه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولنيضروا الله شيئا، فهو العزيز عن خلقه، الغز عن العالمين.
    ويقول الله في حديثهالقدسى:
    "هؤلاء في النار ولا أبالى، وهؤلاء في الجنة ولا أبالى".
    وهذا مقتضىالعزة الإلهية.
    وهي الثغرة الوحيدة التي يدخل منها إبليس، فهو بها يستطيع أن يضلويوسوس، لأن الله لن يقهر أحدا اختار الكفر على الإيمان.. ولهذا قال "فبعزتك" لأغوينهم أجمعين.
    "لأقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لآتينهم من بين أيديهم ومنخلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم"16- 17 الأعراف
    ذكر الجهات الأربع، ولم يذكر منفوقهم ولا من تحتهم. لأن "فوق " الربوبية، "وتحت " تواضع العبودية.. ومن لزم مكانهالأدنى من ربه الأعلى لن يستطيع الشيطان أن يدخل عليه.
    ثم ذكر إبليس أن مقعدهالمفضل للإغواء سوف يكون الصراط المستقيم.. على طريق الخير وعلى سجادة الصلاة، لأنتارك الصلاة والسكير والعربيد ليس في حاجة إلى إبليس ليضله، فقد تكفلت نفسهبإضلاله، إنه إنسان خرب.. وإبليس لص ذكى، لا يحب أن يضيع وقته بأن يحوم حول البيوتالخربة.
    متال آخر من أمثلة الدقة القرآنية نجده في سبق المغفرة على العذابوالرحمة على الغضب في القرآن.. فالله في "الفاتحة" هو الرحمن الرحيم قبل أن يكونمالك يوم الدين.. وهو دائما يوصف بأنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء... تأقى المغفرةأولا قبل العذاب إلا في مكانين في اية قطع اليد: "يعذب من يشاء ويغفرلمن يشاء"40- المائده
    لأن العقوبة بقطع اليد عذاب دنيوى.. تليه مغفرة أخروية.. وفي كلام عيسىيوم القيامة عن المشركين الذين عبدوه من دون الله.. فيقول لربه: "إن تعذبهم فإنهمعبادك، وإن تغفر الم فإنك أنت العزيز الحكيم"
    فلا يقول فإنك أنت الغفور الرحيمتأدبا.. ويذكر الم العذاب قبل المغفرة.. لعظم الإثم الذي وقعوا فيه.
    ونجد هذهالدقة القرانية مرة أخرى في تناول القرآن للزمن.. فالمستقبل يأتي ذكره على لسانالخالق على أنه ماض.. فأحداث يوم القيامة ترد كلها على أنها ماض:
    "ونفخ فيالصور"99- الكهف
    "وانشقت السماء فهي يومئذ واهية"16- الحاقة
    "وبرزت الجحيمللغاوين" 91- الشعراء
    "وعرضوا على ربك صفا"48- الكهف
    والسر في ذلك أن كلالأحداث حاضرها ومستقبلها قد حدثت في علم الله وليس عند الله زمن يحجب عنهالمستقبل، فهو سبحانه فوق الزمان والمكان، والذا نقرأ العبارة القرآنية أحيانا فنجدأنها تتحدث عن زمانين نحتلفين، وتبدو في ظاهرها متناقضة مثل:
    "أتى أمر الله فلاتستعجلوه"1- النحل
    فالأمر قد أقى وحدث في الماضي. لكن الله يخاطب الناس بألايستعجلوه كا لو كان مستقبلا لم يحدث بعد.. والسر كما شرحنا أنه حدث في علم الله،لكنه لم يحدث بعد في علم الناس، ولا تناقض.. وإنما دقة وإحكام، وخفاء واستسرار،وصدق في المعافي العميقة.
    هذه بعض الأمثلة للدقة البالغة والنحت المحكم في بناءالعبارة القرآنية وفي اختيار الألفاظ واستخدام الحروف لا زيادة ولا نقص، ولا تقديمولا تأخير، إلا بحساب وميزان، ولا نعرف لذلك مثيلا في تأليف أو كتاب مؤلف، ولا نجدهإلا في القرآن.
    أما لمحات العلم في القران وعجائب الآيات الكونية التي أتتبالأسرار والخفايا التي لم تكتشف إلا في عصرنا،! سوف اذكرها لك في المشاركه القادمه لكي تتعجب وتعرف القرآن الكريم

    تعليق


    • #3
      أنا في إنتظاركي لكي اعرف رأيكي

      أنا في إنتظاركي لكي اعرف رأيكي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X