إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آية الله العظمى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء( قدس سره)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية الله العظمى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء( قدس سره)

    ولادته ونسبه:
    ولد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في النجف الأشرف سنة 1294 هـ في عائلة علمية متدينة معروفة بالعلم والفضلية، و تنسب عائلة آل كاشف الغطاء إلى الصحابي الجليل مالك الاشتر النخعي ( عليه الرحمة )، وبالتالي إلى قبيلة بني مالك إحدى القبائل العربية المعروفة.

    وكان أحد أجداد العائلة وهو الشيخ خضر بن يحيى بن مطر المالكي من فحول الإمامية، أمّا والده فهو المرحوم الشيخ علي بن محمد رضا ابن الشيخ جعفر الكبير، فقد كان مؤرخاً ومحققاً، وله كتاب ( الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ).

    دراسته وأساتذته:
    درس المقدمات في محل ولادته ( النجف الأشرف ) على يد علمائها المعروفين آنذاك.

    أخذ يحضر دروس علم الأصول عند آية الله العظمى الآخوند الخراساني، وحضر عنده ست دورات في هذا العلم.

    حضر دروس الفقه لآية الله رضا الهمداني وآية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي ( اعلى الله مقامهما ).

    درس الأخبار والأحاديث عند المحدث الكبير الميرزا ( حسين النوري )، وحصل منه على إجازة برواية الأحاديث.

    درس الفلسفة وعلم الكلام عند نوابغ العصر الثلاثة: آية الله الشيخ أحمد الشيرازي، والميرزا محمد باقر الإصطهباناتي، والمرحوم محمد رضا النجف آبادي.

    نظراً لاستعداداته العالية وحِدة ذكائه فقد طوى مراحل شتى العلوم بسرعة وهو في فتوّته، لذلك أصبح موضع اهتمام وثقة أستاذه آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي، الذي عيّن قبل وفاته أربعة وكلاء عنه في الإستفتاء، كان شيخنا كاشف الغطاء أحدهم.

    مرجعيته:
    بعد وفاة آية الله العظمى السيد اليزدي عام ( 1337 هـ )، أخذ الناس في العراق بتقليد آية الله الشيخ أحمد كاشف الغطاء ( أخ الشيخ محمد حسين ). وفي 1338 هـ أخذ كثير من أهالي العاصمة بغداد بالعدول في تقليدهم إلى اية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، وشيئاً فشيئاً ذاع صيته بين أوساط المقلدين في العراق حتى أحرز المرجعية الدينية العليا.

    تدريسه:
    كانت حلقاته في التدريس عامرة بالفضلاء والعلماء من جميع أنحاء العالم الاسلامي، وقد نهلوا من معينه في مختلف العلوم، وكتب كثير من طلابه تقريرات دروسه القيّمة في الفقه والأصول، حتى بلغت عشرات المجلدات.

    صفاته وخصائصه:
    كان الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء من أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) الحقيقيـين، فقد جسّـد في سلوكه وتصرفاته ما أوصى به الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الطاهرون ( عليهم السلام )، ولهذا وجدناه محمدياً حقيقياً في سلوكه وأخلاقه.

    كان شجاعاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى في جميع المجالات، العلمية والسياسة وغيرها، وكمثال على شجاعته السياسية ما كتبه في إحدى رسائله، من أن أمريكا تُبقي شعوبنا رازحة تحت أشكال الفقر والجهل والتخلف، وكذلك في مجال الزراعة والصناعة; لكي تجعلنا أذلاء خاضعين لها . وفي مقابل ذلك كله تسعى للسيطرة على ثرواتنا واستثمارها ونحن راضين.

    وكان من صفاته العفو عمن أساء إليه والحلم والصبر عمن أخطأ بحقه، ولم يكن مستبداً برأيه يتقبل النقد برحابة صدر، وإذا تبيّن له بأن الرأي الذي كان يعتمده خطأ كان يتركه ويأخذ بالصحيح. وكان يعتمد على نفسه وفي الوقت نفسه لم يكن متكبراً أو معجباً بنفسه، وكان نقي السريرة لا يحقد على الناس، لذلك لم ينظر إلى أحد نظرة حسد أو حقد أو ما شابه ذلك، وكان متواضعاً للجميع، الصغير منهم والكبير، والقريب والبعيد، وكل مَنْ جاء لمقابلته أو زيارته من جميع أرجاء العالم تحدّث عن تواضعه واحترامه واهتمامه بالجميع.

    وكان الشيخ كاشف الغطاء مخلصاً لله لم يجعل الدين لنفسه، بل جعل نفسه في خدمة الدين والدفاع عن القيم الإسلامية، لهذا نجده عندما كان يقرأ كتاباً ويجد فيه إدعات باطلة على الإسلام أو المذهب يقوم بإمساك القلم فوراً ليردّ عليه بدون أي تحفظ، وهذا ما نلمسه واضحاً في كتبه ومؤلفاته.

    ومن ابرز تلك الكتب ( أصل الشيعة وأصولها )، ونقده لكتاب ( تاريخ آداب اللغة العربية ) لجرجي زيدان، الذي تعرض فيه للمذهب الشيعي. وبالاضافة إلى ما ذكرناه كان الشيخ كاشف الغطاء ( رحمه الله ) خطيباً بارعاً ساحر البيان فصيح اللسان، يستذوق الشعر له ابيات فى أسباب تخلف المسلمين، تدل على مدى براعته في نظم الشعر، يقول فيها:

    كم نكبة تحطم الإسلام والعرب
    والانكليز أصلها فتّش تجدهم السبب
    فكل ما في الأرض من ويلات حرب وحرب
    هم أشعلوا نيرانها وصيّروا الناس حطب
    واستخـدمـوا ملـوكـنا لضربـنا ولا عـجـب
    فمـلـكهـم بفـرضهـم كـان، وإلاّ لانقـلب
    هم نصبوا عرشاً لهم في كل شعب فانشعب
    واسـوأتا إن حـدّثَ التاريخ عـنهم وكـتب

    مواقفه السياسية:
    لم يقتصر شيخنا كاشف الغطاء على دراسة وتدريس العلوم الدينية، بل كانت له خارج هذه الدائرة نشاطات مختلفة، في خدمة الإسلام والدفاع عن العقيدة وكان له في هذا الصدد رحلات إلى مختلف البلدان الإسلامية.

    وفي عام 1350 هـ سافر إلى فلسطين وحضر المؤتمر الإسلامي الذي عُـقد فيها، وبعد أن اقيمت صلاة الجماعة في المسجد الاقصى قام بإلقاء محاضرة تاريخية على اسماع مئة وخمسين ممثلا من الاقطار الإسلامية المختلفة وبحضور عشرين ألف مشارك، تحدّث فيها عن أمورٍ تهمّ الإسلام والمسلمين وعلى رأسها: وحدة المسلمين واستقلالهم، ووجوب التصدي للمستعمرين والصهاينة المحتلين.

    ونذكر هنا بعض اللقاءات التي قام بها، والتي تعبّر عن مدى ايمانه وشجاعته في طرح المشاكل التي تخصّ عامة المسلمين. فقد التقى به السفير البريطاني بتاريخ 20 / جمادي الأولى / 1374 هـ بالنجف الأشرف وتحدّث معه الشيخ كاشف الغطاء بصراحة، منتقداً المواقف السياسية الاستعمارية التي اتخذتها بريطانيا في مناطق متعددة من العالم الإسلامي، على رأسها ( قضية فلسطين )، فحمّل فيها بريطانيا مسؤولية الإعداد لاحتلال فلسطين من قبل الصهاينة، وتسببها في هجرة الآلاف من الشعب الفلسطيني المظلوم، ولجوئه إلى الدول المجاورة.

    ومثل هذا الاعتراض حدث مع السفير الأمريكي عندما التقى به وأخبره من أن الأمة تلقت منهم ضربات لا يمكن السكوت عليها، وأن ما قاموابه من التآمر عليها في إغتصاب فلسطين، جعل قلوب المسلمين تقطر منهم دماً.

    وكان الشيخ يرى نفسه غارقاً في السياسة من رأسه حتى قدميه ، وان تدخله في السياسة هو من وظيفته وأنه إذا لم يتدخل في السياسة سيجد نفسه مسؤولا أمام الله وأمام وجدانه.

    إن المرجعية الدينية من وجهة نظره كانت مسؤولية إلهية كبيرة، توضحها الآية الشريفة الآتية: ( يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى... ) ص:26.

    واستناداً إلى تلك الأفكار السياسية التي كان يعتقد بها ويدافع عنها، كان يدعم كل شكل من أشكال العمل المناهض للسياسة الاستعمارية، ويدعوا إلى التحرر والاستقلال، وكان اشتراكه ( رضوان الله تعالى عليه ) في الجهاد ضد جيش الاحتلال البريطاني في العراق، إبان الحرب العالمية الأولى خير شاهد على مانقول.

    أمّا عن مواقفه من الوحدة بين المسلمين والسُبل الكفيلة بوحدتهم، فقد عبّر عنها بقوله: بني الاسلام على دعامتين كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ويعني ذلك:

    1 ـ ان الأمور الواجبة هو إيجاد التعاون والتنـسيق بين المسلمين وعقد العهود والمواثيق بين الدول العربية والإسلامية، بشرط أن لا تتدخل الدول الإستعمارية قيد شعرة بهذه العهود.

    2 ـ إذا تم الإتحاد بين صفوف المسلمين، فسيكونون قوة عظيمة مقابل الدول الأخرى، وستخضع تلك الدول إلى سيطرة الإسلام، كما سيطر عليها في القرون الماضية.

    3 ـ لقد مرّت خمسون سنة وأنا أدعو المسلمين بهذا الشعار ( الوحدة ) وأدعوهم إلى الاتحاد والتضامن.


    مؤلفاته:
    للشيخ كاشف الغطاء آثار علمية قيّمة بعضها مطبوع والبعض لا يزال مخطوطاً، أما المطبوع فهو:
    1 ـ أصل الشيعة وأصولها ( كتاب قيّم تحدث فيه عن الشيعة ومعتقداتها، ترجم إلى اللغة الفارسية والإنكليزية والهندية ).
    2 - نقض فتاوى الوهابية.
    3 ـ تحرير المجلة ( بحوث حقوقية طِبْقَ المذهب الشيعي ).
    4 ـ وجيزة المسائل ( في الفقه، ألّـفه باللغتين العربية والفارسية ).
    5 ـ حواشي عين الحياة ( في الفقه ).
    6 ـ المراجعات الريحانية ( مجلدان، ).
    7 ـ الأرض والتربة الحسينية ( ترجم الى: الإنكليزية والفارسية والهندية ).
    8 ـ الدين والإسلام.
    9 ـ نقد كتاب ملوك العرب لأمين الريحاني.
    10 ـ حواش على وسيلة النجاة لأخيه آية الله الشيخ أحمد كاشف الغطاء.
    11 ـ السؤال والجواب ( في الفقه ).
    12 ـ زاد المقلدين ( ألفه في الفقه باللغة الفارسية ).
    13 ـ حاشية على كتاب التبصرة للعلامة الحلي.
    14 ـ حاشية على العروة الوثقى.
    15 ـ الفردوس الأعلى .
    16 ـ الآيات البينات .
    17 ـ نبذة من السياسة الحسينية ( مترجم إلى الفارسية ).
    18 ـ مختصر الأغاني .
    19 ـ الميثاق العربي الوطني .
    20 ـ مباحثاته مع السفير البريطاني والامريكي .
    21 ـ التوضيح، في بيان ما هو الإنجيل( ترجم إلى اللغة الفارسية ).
    22 ـ المثل العُليا في الإسلام لا في بحمدون ( ترجم إلى الفارسية ).
    23 ـ جنة المأوى .

    اقوال العلماء فيه:
    قال فيه المرحوم العلامة المحقق الشيخ أغا بزرك الطهراني: ( هو من كبار رجال الإسلام المعاصرين، ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة .... والحقيقة، أنّه من مجتهدي الشيعة الذين غاصوا بحار علوم أهل البيت ( عليهم السلام )، فاستخرجوا من تلك المكامن والمعادن، جواهر المعاني ودراري الكلم فنشروها بين الجمهور... ).

    وقال فيه صاحب كتاب أحسن الوديعة: ( كان آية الله العظمى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء علاّمةً كبيراً، ومصلحاً شهيراً، وعالماً مقتدراً، له بيان ساحر وكتابات جذابة، كانت مؤلفاته مكتوبة بلغة سلسة تناسب لغة العصر، منسجمة مع التطور... ).

    وفاته:
    مرض شيخنا الجليل محمد حسين كاشف الغطاء في أواخر حياته، فأدخل على أثر ذلك إلى مستشفى الكرخ في بغداد، ولكن صحته لم تتحسن، فقرروا نقله إلى مدينة ( كِرند ) في غرب محافظة كرمانشاه الايرانية، لغرض النقاهة، أملا في شفائه، وبعد وصوله بثلاثة أيام جاءه الأجل المحتوم فلبّى نداء ربه وذلك بتاريخ 18 / ذي القعدة / 1373 هـ.

    وقد نقل جثمانه الطاهر إلى العاصمة بغداد، ثم إلى مدينة النجف الأشرف، وبعد تشييعه دفن في مقبرة وادي السلام إلى جوار مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في النجف الأشرف، وأقيمت على روحه الطاهرة مجالس الفاتحة في العراق، وايران، وألقى الكثير من الشعراء قصائد في رثائه بهذه المناسبة الأليمة.

  • #2
    مشكور اخي LOVE

    رحم الله علمائنا الماضين وحفظ الباقين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X