بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد واله الطاهرين
منقول للفائدة ونبذ الطائفية
وصل اللهم على محمد واله الطاهرين
منقول للفائدة ونبذ الطائفية
جاسم الصحيح
عشقٌ مضادٌّ للرصاص الطائفّي
تقولينَ :
حضنُكَ مملكتي يا حبيبي ..
فلا تعذليني إذا انتَصَبَ العرشُ ..
لا تعذليني إذا اتَّخَذَتْ شهوتي بين كفَّيكِ شكلَ السريرْ !
أحبُّكِ..
يا خيرَ ما صَدَّرَتْ (نجدُ) من فِتَنٍ عبر تاريخِها المستطيرْ
تعالي نعيدُ الأمانَ لأجدادِنا
ودعي ما (الطوائفُ) تجترُّ عن بعضِها..
أَيْ نَعَمْ.. أنتِ (سنِّيَّةٌ) وأنا (جعفريٌّ)
ونبقى كذلكَ
مثل الغرائزِ ليست تُبَدِّلُ جلدتَها..
غير أنَّا على (مذهب) الشوقِ
نبرأُ من كلِّ (طائفةٍ) تقتل الحبَّ باسم الإله القديرْ !
أحبُّ لأجلكِ كلَّ الصحابةِ والتابعين
فلا تأنفي من مشاركتي في عزاء (الحسين)..
دعينا نراوغُ من حولكِ العسسَ (الأموِيَّ)
ومن حولِيَ الحرسَ (الصفوِيَّ)..
دعينا نراوغُ هذا الحصارَ الكبيرْ !
هنا أنتِ (نجدٌ) تعودُ إلى (هَجَرٍ) من جديدٍ
لتفتحَ بالحبِّ
ما لم تُطِقْ فتحَهُ آلةُ الحربِ :
ذلك قلبي العصيُّ على الطعنِ والضربِ..
يا غزوةً للغوايةِ نجديَّةً :
وَفِّري ما أعدَّ الهوى من صليل الخلاخلِ ..
من حمحماتِ المكاحلِ ..من طعنات الحريرْ ...
وَفِّري كلَّ هذا النفيرْ !
همسةٌ من شفاهِكِ
تكفي لتحتلَّ نصفَ الممالكِ في جسدي..
كيف لو هاجَمَتْني الشفاهُ مُدَرَّعَةً بالشهيقِ.. مُدَجَّجَةً بالزفيرْ !!
وقد كنتِ حَدَّثْتِني عنكِ ..
حَدَّثتِني عن أسَى فَرَسٍ ما جَرَتْ في مضاميرِ شهوتِها بعدُ ..
رغم (الثلاثين والستِّ) من سنوات التشهِّي المريرْ !
حنانيكِ يا جَنَّةً أُوكِلَتْ للخريفِ
فما عادَتِ الروحُ ريَّانةً
غير أنّي سأسفكُ ما ظلَّ من مائِها قربةً لِرِضاكِ
وإن قَصَّرَتْ شهوتي
فاعذريني كما تعذرينَ المصيرْ !
تَسَمَّرْتُ أصغي إلى شَهَقَاتِكِ تبتلع الليلَ
حتَّى الشهاب الأخيرْ
وأنفاسُكِ المارقاتُ
تصيبُ المسافةَ ما بيننا بالدُّوارِ وتثقلُ رأسَ الأثيرْ
دخلتُ إلى عرشِ صدرِكِ ..
كان هناك أميرانِ من شهوةٍ جالسانِ على العرشِ ..
ناجيتُ رأسي :
تَبَيَّنْ لِمَنْ تنحني أوَّلاً ..
لا أريدُكَ أن تستفزَّ أميراً وتُرضي أميرْ !!
وحَدَّثني جسدي أنَّنا في شتاءٍ من الخوفِ ..
والقشعريرةُ أضحت تمشِّط أعضاءَنا في يد الزمهريرْ !
وكانَتْ طبولٌ من الخفقاتِ تُدَقُّ بأحشائِنا ..
خفقةً .. خفقتينِ .. ثلاثاً..
و(نجدٌ) تواصلُ (عرضتَها) داخل الجسدينِ ..
وتُذكيهما بالحماسِ المثيرْ !
تكاثرتُ حتَّى تعجَّبتُ من كثرتي ..
لم أكنْ قطُّ في ذلك الكَمِّ مِنِّي ..
كأنِّي تجمَّعتُ من ألفِ صَوبٍ بجمسي فأصبحتُ هذا الكثيرَ الكثيرَ الكثيرْ !!!
تفاصحتُ ..
حاولتُ أدركُ كيف يسير الكلامُ البليغُ على شفة الرغباتِ..
فأدركتُ أنَّ البلاغةَ عرجاءُ في سُكَّةِ العشقِ ..
لا بدَّ أن نأخذَ الحرفَ
من لفظِهِ الشاعِرِيِّ إلى لفظِهِ الشارِعِيِّ لكي يستقيمَ المسيرْ !!
تُرى مَنْ سَيُقنعني أنَّني لستُ ظلاًّ أمامَكِ ..
لا شئَ غير العناقِ الخبيرْ !!
دخلنا معاً في مقامِ هوًى واحدٍ
تتعاشقُ كلُّ المقاماتِ فيهِ ..
وكنتُ أحسُّكِ
تنـزلقينَ بكُلِّكِ سُكَّرَةً تِلْوَ سُكَّرَةٍ في عروقي ..
وكانت أصابعك الحانياتُ على الروح تجرحني بالحنان الوثيرْ !
كذا جَسَّدَ العشقُ تفَّاحةً منكِ بَرِّيَّةً
فانثنيتُ أروِّضُها قضمةً.. قضمةً..
كان جوعي -كما اتَّهَمَتهُ الغريزةُ- جوعاً ضريرْ !
وراحَتْ عناصرُنا تتفكَّكُ من خلقِها الأوَّلِيِّ
وتنحلُّ في بعضها موجةً .. موجةً ..
هكذا عَزَفَ النهرُ رحلتَهُ
ثمَّ وَحَّدَنا في مداهُ تَوَحُّدَ أمواجِهِ والخريرْ !
كلَّما استدرجتْناَ (الموسيقى) إلى حضنِها الأريحيِّ ..
وحَرَّضَناَ - أن نغيبَ عن الوعيِ - نفحُ العبيرْ
أَفَقْناَ على زغردات المراهمِ بين المفاصلِ ..
والرعشاتُ اللذيذةُ قامَتْ قيامتُها
والتحمنا كأنَّا نصلِّي لِندرأ عن بعضنا غضبَ الماءِ ..
حتَّى إذا انفرجَ النهرُ عن فيضانٍ وديعٍ
لِتنقذفَ الموجةُ المخمليَّةُ تشبهُ ضحكةَ طفلٍ صغيرْ
وَصَلْناَ لآخرِ منعطفاتِ الصلاةِ
وحطَّت مفاصلُنا رحلَها في رحاب السجود الأخيرْ !!
والحمد لله