إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تظاهرة بنص دجاجة قصة من الواقع العراقي ادخل واقرأ وموت من الضحك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تظاهرة بنص دجاجة قصة من الواقع العراقي ادخل واقرأ وموت من الضحك

    تظاهرةبنص دجاجة

    محيسن فلاَّح من قضاء سوق الشيوخ، لم يكن يعرف مهنة سوى العمل في الأرض، ولكن أمورهساءت عندما جاءت الحكومات المتعاقبة بعد اسقاط النظام البعثي، فلا حاصودة يمكنتوفرها بسهولة ولاوقود متاح لتشغيل ماكنة المياه التي تسقي ارضه الجرداء ولابذورولا أموال، وقد توقف الدعم الذي كانت توفره الحكومة السابقة للفلاحين، وتكلفةالزراعة الآن اكبر من الناتج المتوقع لتوقف الدعم، والأراضي بعد مدة محددة سوف لاتصلح للزراعة إلا بعد اعادة الاستصلاح. جاء محيسن يتمشى متجاوزاً بساتين تابعة لآلشنين في الكرماشية، وهو يحدِّث نفسه: إلى متى نبقى ماكلين تبن، خلصنة من صدامواجانة الف صدام، والنوب الجماعة الموامنة متولِّين فليسات الله وعباده تفرهد،السيد اول ما دخل من الهور كال الخير جاي، وراح تحكمكم جمهورية اسلامية، والسيدالحكيم راح يسوي الهور مرك والزور خواشيك، وتاليهه السادة وجماعة الهور فرهدو مالالله ومال عباده، والسيد ساكن بغصر ابغداد، واحنة ابونة مسموط من الحر لا كهرباءولامي، مبارك السيد متونس، وجمهورية اسلامية من دبش.
    وصل محيسن الى السلف بعدحوالي 45 دقيقة ودخل الى مضيف شيخ عشيرته الذي لم يكن فيه احد سوى ثلاثة من ابناءعمومته، صيَّاح وخلف وشلتاغ، فالقى إليهم السلام وجلس، فأعطاه خلف مروحة يدوية وقالمتندراً: اتفضل امحفوظ برِّد روحك شوية. فأجابه محيسن: أبرِّد روحي بشيب ابوك. فانفجروا ضحكاً حيث كانوا يبيِّتون الامر له عندما رأوه مقبلاً وهو يتأفف من الحر،عندها قال شلتاغ بعد ان كفّوا عن الضحك: شكو ماكو وراك ابو عليوي. فقال محيسن: والله اجيتكم ببشارة وغنيمة ﭼبيرة. فأعطوه آذانهم. فاسترسل: اليوم جنت بالولايةومرّيت على مكتب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، إي وحك الله، اسلامية كلش،إسلامية من حدر، وهناك التغيت بالسيد مسعول المكتب، وكال اتحضِّر روحك وجماعتك علىباجر من غبشة، لأن السيد الله يحفظه ويشافيه عنده كلمة كلش مهمة بالنجف، وبشِّرربعك كل واحد ايروح ويانة اله عشر تالاف دينار، وغده من هذا التمام وزيارة. فياجماعة الخير مادام احنة عطّالة بطّالة مانخسر شي، وانعل ابو المجلس لابو الخيِّرالبيه. هم افلوس وهم غده وهم انزور، ها، اشكلتو؟. ونظراً لكونهم عاطلين عن العملوراودهم احساس بالإثم لأنهم لم يزورا احد الائمة منذ أمد، لاقت هذه الدعوةاستحساناً فأعطوه موافقتهم، ولم يتوسع محيسن بالدعوة على الرغم من ان السيد مسؤولمكتب المجلس وعده ان يعطيه خمسة الآف دينار زيادة على كل رجل يستطيع ان يأتي بهمعه. ومنذ الصباح الباكر توجَّه محيسن ورفاقه الى سوق الشيوخ ووجدوا حافلات كبيرةلنقل الركاب، ولكن بالكاد امتلأت واحدة منها، فتلثم محيسن ورفاقه كأنهم بعض اللصوصكي لايراهم احد من معارفهم، واسرعوا بخطاهم واندسّوا بين المقاعد، وراح خلف يتأملالحضور فلم يشاهد أحداً من السلف، فتنفس الصعداء والقى بلثامه، وقال: خوش ولاواحدايعرفنه. فقال صيَّاح: شلون ولك مو هذا المُلاَّ. فصوبوا نظرهم ناحية السائق حيثاشار صيَّاح فرأوا الملا قد انتهى من الصعود. فتنحنح الملا فقال متصنعاً السكينة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي المجاهدين. فأجابه الحضور ببرود. فقال محيسنهامساً لرفاقه: انهجم بيتك وبيت ابوك، يامجاهدين هذوله، مؤمن صاير ابن الكلاش،شوفوا علباته معتورة من الدجاج مال السحر اللي يسويه للنسوان. ولكن الملا الذي لميسمع التعليق الساخن تناول مكبرة صوت يدوية منتظراً ان تتحرك الحافلة، وما ان بدأتبالسير حتى علا صوته: طيبوا افواهكم بالصلاة على محمد وآل محمد. فعلت الاصوات بهمّةمجيبة له بالصلاة على النبي وآله. وبدأ الملا يلقي عليهم محاضرة بتكليف من السيدالمسؤول مقابل خمسين الف دينار، وقبل ان يشرع رفع خلف صوته: ملا بروح ابوك السيدوين شو ما اجه ويانه. فقال الملا بنفاذ صبر: السيد المجاهد راح ليجدام، ونلتغي وياهبالنجف. فعلَّق شلتاغ: راح بسيارات الحكومة مو مُلاَّ؟. فنظر اليه الملا بحِّدة ولميعلِّق شيئاً. فهمس محيسن لخلف الذي كان جالساً بقربه: طبعاً ايروح بالسياراتالجديدة، تبريد وحماية وبالك عني، الله يرحم ايام الزورة. فقال خلف: جا اتريده يجيويانه؟، عمي هذا حاسبنه من المطاية ماتسكت ابو عليوي. وعلا صوت الملا عبر مكبرةالصوت: اخواني الغضية الاسلامية تحتاج من عدنه مجهود ﭼبير. فهمس محيسن: غضية الدجاجتحتاج مجهود ﭼبير. فكان رفاقه يغالبون ضحكهم، فواحد اخفض رأسه قرب ركبتيه، والآخرأعاد لثامه الى فمه، والثالث ادار رأسه ناحية زجاج النافذة كي لايلتفت اليهم احد. وكان الملا لايزال مسترسلاً: وتعرفون السيد الحكيم شوية بعافية. فهمس محيسن: أيشوية، كلش شوية. فاشتد الضحك على الآخرين. اكمل الملا: والمطلوب من عدنه انكملالمسيرة الجهادية. فعاد محيسن الى تعليقته الساخرة: أي بعد عمك احنة انكمل المسيرةبالحر والجوع، والسيد ايكمل المسيرة بغصر طارق عزيز، والله انعل ابوك لابو هالمسيرةالجايفة.
    والجهاد يحتاج تضحية بالمال والنفس والاهل مثل ماتعرفون. فقال خلف: احنة انضحي بالكصب والشرجية، والسيد يضرب غوزي ولحم مشوي، والتبريد يكفخ عليه ليلانهار، خوش تضحية.
    فاليوم احنة متوجهين للنجف حته انبايع السيد ونسمع توجيهاتسماحته. فقال شلتاغ: سمعت ابو عليوي راح نشبع توجيهات، ومن نرجع راح انجيب للفروخعلاّكة مال توجيهات.
    فقال محيسن: أي وحيات ابوك توجيهات، مايفضهه هذا الملا ابنالحولي خلِّ انام شوية، ورانة طريق راح نتفركس منا لمن نوصل. واستمر الملا بمحاضرتهالاسلامية كما كان يحب ان يسمي اللغو الذي يزعج به ابناء السلف بمناسبة ومن دونها. ولكن محيسن بدأ يغفو وكذلك كل من في الحافلة، فانتبه الملا الى الوضع ووجد نفسهيتكلم ولا احد يستمع له، فهز رأسه وقال محدِّثاً نفسه: والله لأنعل ابوكم لابوالمجلس الاعلى وياكم، ولو منين ايجيب المجلس وادم؟، هالزيج على هالركَعة. وراحتالحافلة تشق الطريق وبعد حوالي اربع ساعات وصلت الى النجف الاشرف، فترجلوا منها فيالساحة التي جمعت القادمين من كل انحاء المحافظات، فالتفت محيسن الى ابناء عمومته: اتفضلوا اغاتي، هذولة اخوانه الجوعوية التموا وراح نشبع اتمضرط منا الباجر. فوجَّهالمسؤولون عن تنظيم الوضع كافة القادمين الى حيث يبيتون، وكيفية تجمعهم يوم غدلاستقبال عبد العزيز الحكيم وولده عمار، والشعارات التي عليهم ان يرددوها قبلواثناء الكلمة. وفي الفندق الذي كان من نصيب محيسن ورفقته ان يبيتوا فيه وجدواانفسهم محشورين في غرفة مستطيلة، والاسرِّة قد حُشرت الواحد جنب الآخر بحيث جعلوهاتستوعب عشرة انفار بينما كانت مخصصة لخمسة. فقال محيسن لهم: خلي نروح نزور ونشوفالولاية، ترة وراكم ليله كشرة، ماراح تنامون من شخير هذولة الجوعية ومن ريحة ال...،فوافقوه واضطروا الى قطع مسافة ليست بالقصيرة حتى وصلوا الى المدينة القديمة، لأنهملم يكونوا يمتلكون شروى نقير، يمنون انفسهم (بالورقة ام الشايب) يوم غد بعد انتهاءمراسيم استقبال عبد العزيز، وقريباً من الصحن الشريف التفتوا الى بناية مسيَّجة تقفشامخة وسط خلاء من الدور او المحال التجارية، فوقفوا يتأملونها، ثم تقدموا وسألوااحد الحراس عنها، فأجابهم الشاب بكل تهذيب: هذا براني السيد الشهيد محمد الصدر. فنظر احدهم الى وجه الآخر وعادت بهم الذاكرة الى ايام كان السيد مسؤول مكتب المجلسلايزال حافياً في اهوار جريشة شرقي قضاء سوق الشيوخ، حينما كان يوصل عن طريق احدابناء عمومتهم من المقاتلين في الاهوار، الكثير من المعلومات عن عمالة السيد الصدرلنظام صدام، وكيف انهم تسلَّموا منه يوماً منشوراً بإسم ابناء الداخل يؤكد على انالسيد الصدر ليس افضل حالاً من صدام بل هو اخطر على الاسلام من صدام ونظامه. وتفاجأوا بعد استشهاد السيد الصدر ان المجاهدين تغيرت لهجتهم وتحول الصدر العميلبين ليلة وضحاها الى الصدر الشهيد. فوقفوا يقرأون الفاتحة على روحه. من مكان ليسبالبعيد كانت عيون الملا تراقب محيسن ورفقته، وهز الملا رأسه كمن كشف خيانة عظمى،واضمر في نفسه العفنة أمراً سيتضح يوم غد. توجهوا بعد ذلك الى الحرم الشريف وبعد انامتلئوا من الزيارة رجعوا سيراً على الاقدام كما جاءوا، وفي طريقهم مروا بسوق النجفالكبير المسقَّف وراحوا يتأملون المحال التجارية، وسال لعابهم لمنظر الحلوى المنمقةواللذيذة، وتوقفوا قليلاً امام (دهين ابو علي) وتوعدوا ان يفرحوا اطفالهم غداً بهذهالحلوى النجفية الشهيرة، وهكذا قضوا بقية النهار. وعند وصولهم الى غرفتهم البائسةفي الفندق تأملوا منظر الجثث الملقاة على الاسرِّة بشكل عشوائي ولكن رائحة نسيمالتبريد ازاحت المنظر البائس، وما ان تمددوا واخذ النوم منهم مأخذه بعد يوم مجهدطويل، إنقطعت الكهرباء ولم يشعروا بالحر بادئ الامر، ولكن بعد مرور نصف ساعة بدأوايستيقظون والرائحة تخنق الغرفة بمزيج مقرف من العرق والانفاس وبقايا اعقاب السكائر،فكان صيَّاح اول من تكلم وسط هذا الصمت: يابوية، وين احنة، ولكم هذا محجر، اللهينتقم منك محيسن على هالطرشة. وتلاه خلف: اشكرك محيسن واشكر الخلّفوك، جبتلكمغنيمة، هيه هاي غنيمتك. واردف شلتاغ: انعل ابو هالغنيمة لابو المظاهرة لابو الساعةالسودة. ولم يكن محيسن بمزاج ليستمع المزيد من التعليقات، فحمل المخدة والبطانيةالوسخة التي كانت تحته وخرج من الغرفة، فنادوه: وين مولِّي. فأشار الى السطح وتابعهبقية رفاقه وقضوا ليلتهم هناك، ولم يستيقظوا الا بعد ان أحرقتهم حرارة الشمساللاهبة، فانتبه محيسن فزعاً حينما رأى الشمس في كبد السماء، وان موعد التجمع قدمضت عليه مدَّة، واذا لم يدركوا التجمع ويهتفوا بحرارة للسيد فالويل لهم وستذهبالعشرة آلآف دينار الموعودة، فأسرعوا خارجين فلم يجدوا احداً في الفندق ولاخارجه،فتراكضوا الى جهة التجمع وادركوا كلمة عمار الحكيم، وحملوا كوفياتهم بايديهم ودخلواضمن مجموعة كانت تهوس بحرارة (هيهات منا الذلة)، فمد خلف يده الى جنب محيسن فقرصهبخفة وهو يلعب بعقاله باليد الاخرى وهو يهوس (اوهاي احسن ذلة، هيهات منا الذلة)،فاجابه محيسن (وشلون تصير الذلة، هيهات منا الذلة)، فشاركهم شلتاغ على نفس الوزنوالقافية (لنعل ابو هالذلة، هيهات منا الذلة)، واستمرت المهزلة حتى انتهى عمار منحديثه النسائي المتميع، وطبعاً الاجر على قدر المشقة، وكان هناك من يراقب الحشود كلواحد على مجموعته مقسَّمين على المحافظات ليرفعوا الموقف، فكان الفرد من المتظاهرينكلما بذل جهداً اكبر بالصعود والنزول وعلا صوته كلما زادت (الاكرامية)، لذلك سعىمحيسن ورفاقه على ان تكون حركاتهم واصواتهم اعلى من الآخرين ضمن من حضر من محافظةذي قار. وبعد ساعتين انتهت المهزلة وكان اصحابنا يلهثون من التعب ولكن تخيل زيادةالاكرامية كان ينسيهم متاعب اليوم، فالتفت خلف الى محيسن: عاد كون الاكرامية تسوةالتعب يبو عليوي. فاجابه محيسن: والله شكلك، شيجي منهم شعرة من جلد خنزير، واللهكريم. اتجهت الجموع الى حيث تم توزيع الغداء الموعود فكان نصيب الفرد نصفدجاجةمع رغيفين من الخبز، ونادى احد الذين يشرفون علىتوزيع الدجاج: اخوان هذا الدجاج حلال مذبوح على الطريقة الاسلامية. فابتسم بخبث احدالواقفين بقربه وهمس لصاحبه: مذبوح على الطريقة البرازيلية. فقال الآخر: يابةياكلون اطحيل، هذولة المعدان ايعرفون البرازيلي من الهندي. فأخذ محيسن حصته وانضمالى صحبته، وجلسوا على الارض يأكلون بنهم، ولكن مع كل الجوع الذي لاقوه فان تهكماتخلف لازالت تجد لها مكاناً : شني هايدجاجةلوزرزور؟. فأضاف محيسن: يابة يالله، شوف الوادم مثل الكلاب طايحة على فطيسة، اكلوبثواب المرحوم. فتسائل شلتاغ: يامرحوم من عدهم؟. قال محيسن: يامرحوم بالله؟، غيرالسيد بيه سرطان وبعد سبة وكت يلحك ربعه. وانهمك القوم في تناول ماتبقى من الدجاج،وبعد ان انتهوا نادى المنادي: اخوان كل واحد يتوجه الى مسؤول حملته ليستلم هديةالسيد. فالتفت خلف: شنهي الغضية ماكو ﭼاي، يالله ورة مانغبض نشبع من شربت الزبيبودهين ابو علي، فوقفوا في الصف قرب حافلتهم حيث كان الملا واقفاً قرب موزع المبالغ،ولما وصل محيسن همس الملا بشيئ في اذن الرجل وتنحى عنهم، فمد محيسن يده فوجد الرجلينظر اليه نظرة قاسية، فسأله: انت محيسن من اهالي ام نخلة؟. : نعم استاد. : وين رحتوية جماعتك امس الظهر؟. : والله رحنة انزور ونفتر شوية بالسوك. : وبعد وين رحتو؟. : رجعنه للفندغ ونمنه. : بس عندي معلومات انهو عدكم نشاط آخر، فأحسن ألك تحجي وينرحتو بعد. فالتفت محيسن الى رفاقه وقال: والله استاد لانشاط ولاغيره، هي الزيارةوالسوك، ولو ندري وراهه حساب وكتاب مارحنه. : المهم، انتو جايين بغير نية لذلكماراح تحصلون الاكرامية. قال هذه الكلمات وانصرف، وبقي محيسن متحيراً، وسأل اولادعمومته : شكو، يمعودين اخاف واحد منكم سواله مكسورة؟، فقال خلف: ابو عليوي، هو احنهغير وياك رجل على رجل، بس ابو عليوي آني شفت الملا شاور هذا الزلمة كبل مايوصلكالسرة، وانكلبت خلقته عليك وراهه. أطرق محيسن يتفكر ويحاول ان يسترجع احداث اليومالماضي منذ الانطلاق من سوق الشيوخ حتى وصولهم للنجف فلم يجد أي امر غريب، وشعربالخجل من ابناء عمومته لأنه ورطهم بهذا الامر منذ البداية. رجعوا الى الفندقواستلقوا وحدهم هناك، فسأل صياح: بالله هذا الملا منعول الوالدين شكال الهم؟. فأجابه خلف: انت ماتعرف الملا شمشوم من زمن صدام، والبعثيين رايحين جايين عليه. لميكن امام محيسن سوى طريقة واحدة ليعرف ماجرى. راح يبحث عن مقر المجلس الاعلى فيالمحافظة، ولم يكن من الصعب العثور عليه فتوجه الى هناك وسأل الحرس الواقف هناك عنالسيد مسؤول المكتب في قضاء سوق الشيوخ، فأوقفه قليلا وتكلم عبر جهازه، وبعد عشردقائق جاء السيد : ها ابو عليوي خير؟. : والله سيدنا ما أدري. واخبره محيسن بماجرى، فتأمله السيد ثم اشار اليه بالدخول الى الحديقة الواسعة وهناك قال له : واللهابو عليوي ما اضم عليك جماعة شايفينك انت وجماعتك يم براني الصدر، فرفعوا عليكمتقرير، وانت تعرف هذا خط احمر. : سيدنه الله وكيلك بس غرينه الفاتحة وها هيه،لانشاط ولاهم يحزنون، وانت تعرفني مالي علاقة لابهذا ولابذاك. : ميخالف محيسن راحاعتبر هاي اول وآخر مرة بس ماتتكرر خوش. : الله كريم سيدنه، بعد ماتتكرر وجدك محمد. فأخرج السيد مبلغاً من المال، : اتفضل هاي اكراميتك واولاد عمك. : مشكور سيدنه اللهيطول عمرك. فقل محيسن راجعاً ووقف عند البوابة والتفت ناحية البناية وقال : لانعلابوكم لابو اليرجع الكم.
    اخبر محيسن رفاقه بما جرى فقال خلف : شلون حلفت ماترجعتزور السيد الصدر؟، : ماكلت هيج، حلفت ماتتكرر جيتي وياهم ذوله مناعيل الوالدين.
    عندما وصلوا الى كرمة بني سعيد توجه ابناء العمومة الى السلف حاملين معهمالحلوى التي سيفرح بها الاطفال، وعندما ارادوا ان يتفرقوا التفت محيسن اليهم : خوتينحفظ كرامتنه منا وغاد احسن من هالذلة، ونشوف النه شغيلة ونخلي وجوهنه بوجه الله،ولامِنِّيَّة شعيط ومعيط. أومأوا برؤوسهم موافقين وانحدروا تجاه أكواخهم متلثمين منحرارة الشمس التي كانت تلهب في تلك الانحاء، وافترق محيسن عنهم لانعزال كوخه عنالسلف، وعندما إقترب من الكوخ فتح لثامه ليستنشق رائحة ارضه وملئ انفه منها، ورفعرأسه واضع يده فوق عينيه ليحجبهما عن الشمس، وتأمل اقصى الارض وحدودها المتكون منبردي وقصب الهور، وابتسم بسخط رافعاً الهدايا الرخيصة التي سيفرح بها عياله وهمسلنفسه: اموت بكاع ابوي ولاأذل نفسي.


    عبد الحميد الناصري / ذي قار


    الاحد 8 / 7 / 2007
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X