فِـي ظُـلْـمَـةِ الـلَّـيْـلِ..[..×أَوْقـَدْتُ..نَـارِيْ×..]
وَالـحُـزْنُ..[×ضَـيْـفِـي×]..وَالـدَّمْـعُ..[×أَشْـعَـارِيْ×]
أَبُـوحُ..لِـلضَّـيْـفِ..بِـهِ..عَـمَّـا فِـي الـفُـؤَادِ أُكِـنُّـهُ
مِـنْ لَـوْعَـةٍ..أَحْـرَقَـتْ..بَـعْـضَ..[..×إِنْـسَـانِـيْ×..]..
إِنِّـي الـمُـعَـذَّبُ يَا حُـزْنُ.. فِـي الـحَـيَاةِ..دُونَ إِخْـتِـيَارِيْ

.




:/


طَالَ صَبْرِيْ
وَ اللَّيْلُ يَا حُزْنُ طَوِيلْ
قَدْ عَهِدْتُكَ خِلًّا وَافِيًا
إِذَا مَا مَرَّ لَيْلٌ مُوحِشٌ
كُُنْتَ لِيْ أَوْفَى خَلِيلْ
أَبُوحُ لَهُ كُلَّ أَسْرَارِيْ
كُلَّ أُمْنِيَاتِي .. كُلَّ أَحْلَامِيْ
أُخْبِرْهُ بِالدَّمْعِ عَنِّي
كَيْفَ أَنِّي بِتُّ كالعَلِيلْ
فِي زَمَنٍ
إِنْسَانُهُ دَوْمًا عَلِيلْ
يُصْبِحُ وَالذُّلُّ يَكْسُوهُ مَهَانَةً
وَيُمْسِ ذَلِيلًا ذَلِيلًا ذَلِيلْ !
للهِ صَبْرِي فِي أُمَّةٍ
خَانَتِ العَهْدَ جِيلًا تَلَاهُ جِيلْ
فَأَصْبَحَ عَهْدُ اللهِ فِينَا
مُجَرَّدَ آيَةٍ
تَلُوكُهَا فِي الصَّبَاحِ
أَلْسِنَةُ الوَاعِظِينْ
وَتَخُونُهَا فِي اللَّيْلِ
جَوَارِحُ أَشْبَاهِ المُصَلِّينْ
لَقَدْ ضَلَّ أَكْثَرُنَا
وَمَا ظَلَّ عَلَى العَهْدِ إِلَّا قَلِيلْ
فَلَيْتَكَ فِينَا رَسُولَ اللهِ تَرَى
نَجَفَ الحُبِّ
وَكَرْبَلَاءَ الحُسَيْن
وَقُدْسَنَا
وَأَطْفَالَ فِلَسْطِينْ
وَقِبْلَةَ الْإِسْلَامِ
وَأيْتَامَ المُسْلِمِينْ
إِذَنْ لَقُلْتَ مَاتَ بَعْدَكَ إِسْلَامُنَا
مَاتَ بَعْدَكَ إِنْسَانُنَا
مَاتَ بَعْدَكَ ضَمِيرُ الوَحْيِ
فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلْ
بَكَتْكَ العَيْنُ حُزْنًا يَامُحَمَّدْ
فَسَالَتِ العَيْنُ
مَعَ الدَّمْعِ لِتَشْهَدْ
أَنَّ العَمَى خَيْرٌ فِي زَمَنٍ
كُلَّمَا أُهِينَ المُبْصِرُ فِيهِ
ذُلًّا تَبَلَّدْ
وَيَبْقَ اللَّيْلُ يَا حُزْنُ طَوِيلْ
وَالصَّبْرُ قَدْ وَدَّعَنِي
وَالدَّمْعُ فِي نَزْفٍ أَلِيمْ
وَالبَوْحُ هُنَا لَا يَقْبَلُ التَّأوِيلْ
إِنِّي وُلِدْتُ مَعَ الحُزْنِ فِي لَيْلَةٍ
كَانَ النِّدَاءُ فِي أَجْوَائِهَا
لَقَدْ مَاتَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينْ !
لِذَلِكَ مَا مَلَلْتُ الدَّمْعَ يَوْمًا
وَمَا كَانَ لِي
غَيْرُكَ يَا حُزْنُ خَلِيلْ

لَرُبَّمَا الضَّيْفُ قَدْ أَخْبَرَنِي
فَنَوَيْتُ قَبْلَ الكِتَابَةِ أَنْ
أَتَقَمَّصَكِ حُزْنًا ، وَأَكْتُبَكِ
فَوْقَ بَيَاضِ الْأَوْرَاقِ نَزْفَا ! ، ..



سَأُخْبِرُكِ شَيْئًا ، .. قَلَمُكِ دَوْمًا مَايُعْجِزُنِيْ !
فَأَجِدُنِي مُحْتَاجًا إِلَيْهِ لِأَرُدَّ عَلَيْه ! ، .. لـذاكَ
فَأنَا لَسْتُ إِلَّا أَقْتَبِسُ الذَّوْقَ مِنْ بَارِعَةٍ تـألَّقَت
ذَوْقًا ، وَأسْتَعِيرُ الحَرْفَ مِنْ رَائِعَةٍ تَزَيَّنَت بِهَا
أَجْوَاءُ أبْجَدِيَّتِنَا ، ..


أُخْتٌ بِلُطْفِهَا أَعْجَزَت أَخَاها
فـ..[..×..شُـكْـرًا..×..]
أَكْبَرُ مِنِّي بِصَوْتِكْ
وَأَقَلُّ مِنْكِ بِصَوْتِيْ
لـذا
[..×..فَشُكْرًا..لَكِ..×..]
أُهْدِيهَا ، وَلَكِنْ ، .. بِصَوْتِكْ !

قُـلْ لِـلـْمُـغَـيَّـبِ مُـوسَـى
إنَّا إِلَيْكَ اِشْتَعَلْنَا اِشْتِـيَاقَا



فَـذَابَـتْ مَـشـَاعِرُنـَا لَـوْعَـةً
وَ تَـلَاشَـتْ قُـلُوبُـنَا اِحْتِرَاقَا