قال أمير المؤمنين (عليه السلام ) : (فأين تذهبون , وأنى تؤفكون ؟ والأعلام قائمة والآيات واضحة ,والمنار منصوبة , فأين يتاه بكم , بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق , وأعلام الدين , والسنة الصدق , فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورد الهيم العطاش . أيها الناس خذوها من خاتم النبيين (صلى الله عليه واله وسلم ):انه يموت من مات منا وليس بميت , ويبلى من بلي منا وليس ببال , فلا تقولوا بما لاتعرفون فان أكثر الحق فيما تنكرون , واعذروا من لا حجة لكم عليه وأنا هو , الم اعمل فيكم بالثقل الكبر واترك فيكم الثقل الأصغر, وركزت فيكم راية الإيمان …. الخ ) .

نهج البلاغة ص152خطبة 83

بعد النظرة الموضوعية وبعد التجرد من كل عاطفة وعدم التعلق بأي شائبة دنيوية , يكون الطريق واضح وضوح الشمس لمن أراد طريق الهداية والرشاد , بعد القطع بان أهل البيت 0سلام الله عليهم )الحبل الممدود بين الأرض والسماء وبهم ختمت النبوة والرسالة فكانوا ورثة الأنبياء , وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي , وآتاهم ما لم يؤتي أحدا من العالمين ... فان الذي جرى ويجري على المسلمين عامة والشيعة خاصة , هو بما قدمت أيديهم وبما كسبت , بعد أن كانت السقيفة أسست سقائف تمتد إلى قائم آل محمد (عليه السلام )..فلو إن الأمة ورموز الأمة انتهلت من عذب أهل البيت ( عليهم السلام ) لما آلت الأمور لما وصلنا إليه من ضياع وفقدان ابسط حقوق الحياة .. ألا من رجعة إلى النفس والعودة إلى أهل البيت وذخيرتهم أل محمد (عليه السلام ) بإتباع الحق والتمسك به وعلينا ان نعلم ونتيقن ان جميع الطرق غير طريق أهل البيت (عليهم السلام ) فهي طرق ملتوية .. كما حصل مع قضية الانتخابات , فلو أنهم ردوا الأمر الى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والثقل الثاني العترة الطاهرة , لوجدوا الطريق سالكا نحو الخير والصلاح , والأمن والأمان ,, ولكن اهتدوا بغير هداهم واعتمدوا على استحسان عقولهم . فأوردوا الأمة هذا المصير المجهول .... فعودوا الى بارئكم وعترة نبيكم ..ز فان الخير كل الخير بالتمسك , بالقول والفعل ,بتركة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) التي تركها فينا .. ألا وهي الثقلين , مع التحمل , والصبر والثبات على هذا الطريق فانه صعب مستصعب ..