اللهم صلى على محمد وال محمد
علوي العطاس: درست في المدرسة السلفية .. لكنني اليوم داعية للشيعة
هل كان أحد ليتصور أن في بلد كأندونيسيا وحدها أكثر من عشرين مليون فرد علوي من سلالة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)؟! بالتأكيد لا.. فهذا الرقم الكبير لربما يكون صعباً على التصديق، لكنها الحقيقة التي شهد بها شاهد من أهلها. إنه الصحافي الأندونيسي علوي محمد العطاس الذي التقته (المنبر) وأجرت معه لقاء مثيراً تحدث فيه عن تجربته في الانتقال من التسنن إلى التشيع حيث نور ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم)، كاشفاً النقاب عن أن جذور وأصول الشعب الأندونيسي شيعية لكن هويتهم ضائعة بفعل التطورات والتغيرات التي طرأت على المجتمع هنالك.
لقد أدهشتنا إجابات العطاس إلى الدرجة التي جعلتنا أثناء لقائنا معه نتلفت إلى بعضنا بعضاً وعلائم الاستغراب بادية على وجوهنا، فمن منا سمع بأن أحد وزراء السيادة في الحكومة الأندونيسية أجهش بالبكاء عندما قرأ كتاب (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين) لسماحة المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي (دام ظله العالي)، وهو الأمر الذي دفعه إلى مخاطبة السفارة الإيرانية بصفة رسمية طالباً فك طوق الإقامة الجبرية المفروض على الإمام؟
وبقدر ما أسعدتنا المعلومات التي تفضل بها العطاس والتي نقلت إلينا ملامح التشيع في أندونيسيا وكيف أن جموعاً غفيرة من الشعب تحيي كل عام ذكرى أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)، بقدر ما آلمنا حال الانعزالية التي يعيشها إخواننا هناك عن العالم الشيعي الذي أدار لهم ظهره، كما هو الحال بالنسبة إلى كثير من المؤمنين القاطنين في أقصى البلدان والذين يعانون من غياب الدعم والتواصل مع المراكز الشيعية. (المنبر) تأمل من خلال هذه المقابلة المثيرة أن تسلط الأضواء على أوضاع الشيعة في العالم، ولربما تكون هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة لقاءات وتحقيقات في هذا الشأن. وفي ما يلي تفاصيل ما جرى في المقابلة:
المنبر: ما هي العوامل التي دفعتكم إلى ترك المذهب السني واعتناق العقيدة الإمامية؟ ومتى كان ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أن عمدة دراستي كانت في المدرسة السلفية (الوهابية) إلا أنني كنت شغوفاً بقراءة كل ما هو إسلامي جديد، لذا فإنني كنت متابعاً جيداً لمجلة (المواقف) البحرينية إضافة للإرساليات التي كانت تردنا من دار التوحيد في الكويت والكتب الإسلامية المترجمة من العربية إلى الأندونيسية. وأثناء ذلك؛ كنت ألتقي بعدد من أتباع الإمام السيد موسى الصدر، الأمر الذي أزال اللبس عندي حول كثير من القضايا التي تخص المذهب الشيعي.
ولقد قادني ذلك كله، بعد رحلة، بحث وتنقيب شاقة، إلى اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) لأنني وجدته الطريق الأسلم للوصول إلى الله تعالى، وكان ذلك قبل الثورة الإسلامية المباركة في إيران.
المنبر: هل أثر تشيعك في انتقال أفراد أسرتك وأصدقائك مثلاً إلى المذهب الحق؟
نعم بلاشك، فبسبب المد الإسلامي العالمي تعرفنا على منهج أهل البيت (صلوات الله عليهم) أكثر فأكثر، وهو ما ساعد كثيراً على اقتناع أسرتي وأصدقائي وأساتذتي أيضاً بالتشيع. وهم في الواقع كشفوا عن هويتهم الضائعة.
المنبر: أية هوية ضائعة؟
إنني أعتقد بأن غالبية الشعب الأندونيسي كانوا من الشيعة بيد أن الظروف التي طرأت على هؤلاء أثرت تأثيراً كبيراً في اضمحلال هذه العقيدة، وكدليل على اعتقادي فإن السلاطين الذين يحكمون في (سومطرة) أو (كوالا) مازالوا يحتفظون بكثير من التقاليد والعادات الشيعية المتوارثة منذ عشرات السنين رغم أنهم فعلياً لا يعرفون أركان وأصول العقيدة الإمامية. إننا لو رجعنا لكتاب (أعيان الشيعة) لعرفنا أن من يحمل نسب أهل البيت (عليهم السلام) من السادة في أندونيسيا يتجاوزون 20 مليون شخص! وبالطبع فإن من ينتمي إلى هذا المذهب أكثر بكثير! لكن ضعف الوعي الديني من جهة وانقطاع أندونيسيا عن العالم الإسلامي من جهة أخرى بفعل الاستعمار أذابا كثيراً من العقائد والركائز الشيعية.
ومن طريف ما يذكر أن من عاداتنا التي لا تزال متبعة في أندونيسيا صب الماء على ناصية المرأة ورجلها عندما تتزوج، وهذه إحدى تعاليم الأئمة (عليهم السلام)، وهي عادة مختصة بالمذهب الجعفري وحده دون سائر المذاهب.
كما أن الشعب الأندونيسي ملتزم منذ عشرات السنين بإحياء شعائر أبي عبد الله الحسين (عليه الصلاة والسلام) في شهر محرم الحرام، فتجد منابر حسينية في كل البقاع الأندونيسية وكل الضواحي والمناطق، ويحضرها رجال ونساء وأطفال وشيوخ وكذلك كبار مسؤولي الدولة. أما في مدينة سومطرة) الغربية فثمة عادة مميزة تجري في كل شهر محرم، حيث يجتمع الشيعة والسنة في جموع غفيرة ليعدوا نعشاً يمثل نعش الإمام الحسين (عليه السلام)، ويطوفون به لمدة 14 يوماً نسبة إلى عدد المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) في الشوارع والميادين والساحات العامة نادبين لاطمين، والصحف تقوم في مثل هذه المناسبة بتغطية إعلامية مميزة حول شخصية سيد الشهداء (صلوات الله عليه) وشهداء الطف العظيم. أما في مدينة (بريامان) وهي مشتقة من اللفظة العربية (بر الأمان) فهناك خمسة ملايين يقومون بهذه الشعائر كل عام.
المنبر: إذن.. حدثنا عن تاريخ التشيع في أندونيسيا؟
أتصور أن انتشار مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في أندونيسيا جاء بفعل هجرة تجار شيعة من اليمن الجنوبي قبل عشرات السنين، وقد قام هؤلاء بالتبشير بالمذهب الجعفري ودعوة الناس إلى اتباع أهل البيت (عليهم السلام)،ولقد كان معظمهم من السادة الأشراف.
وبطبيعة الحال.. كان للتزواج الذي حصل بين أولئك وبين الشعب الأندونيسي دوراً رئيسياً في زرع بذرة التشيع هناك. ولذلك فقد اكتشتف أسرتناأن أجدادنا هم من اليمن، والأندونيسيون على هذه الحال أخوالنا. كما لا ننسى أن ثمة دور كبير لعبه الدعاة والمبلغون الذين أتوا من العراق وإيران في الترويج للمذهب الاثني عشري.
المنبر: وماذا عن البلدان المجاورة لأندونيسيا؟
علوي العطاس: درست في المدرسة السلفية .. لكنني اليوم داعية للشيعة
هل كان أحد ليتصور أن في بلد كأندونيسيا وحدها أكثر من عشرين مليون فرد علوي من سلالة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)؟! بالتأكيد لا.. فهذا الرقم الكبير لربما يكون صعباً على التصديق، لكنها الحقيقة التي شهد بها شاهد من أهلها. إنه الصحافي الأندونيسي علوي محمد العطاس الذي التقته (المنبر) وأجرت معه لقاء مثيراً تحدث فيه عن تجربته في الانتقال من التسنن إلى التشيع حيث نور ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم)، كاشفاً النقاب عن أن جذور وأصول الشعب الأندونيسي شيعية لكن هويتهم ضائعة بفعل التطورات والتغيرات التي طرأت على المجتمع هنالك.
لقد أدهشتنا إجابات العطاس إلى الدرجة التي جعلتنا أثناء لقائنا معه نتلفت إلى بعضنا بعضاً وعلائم الاستغراب بادية على وجوهنا، فمن منا سمع بأن أحد وزراء السيادة في الحكومة الأندونيسية أجهش بالبكاء عندما قرأ كتاب (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين) لسماحة المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي (دام ظله العالي)، وهو الأمر الذي دفعه إلى مخاطبة السفارة الإيرانية بصفة رسمية طالباً فك طوق الإقامة الجبرية المفروض على الإمام؟
وبقدر ما أسعدتنا المعلومات التي تفضل بها العطاس والتي نقلت إلينا ملامح التشيع في أندونيسيا وكيف أن جموعاً غفيرة من الشعب تحيي كل عام ذكرى أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)، بقدر ما آلمنا حال الانعزالية التي يعيشها إخواننا هناك عن العالم الشيعي الذي أدار لهم ظهره، كما هو الحال بالنسبة إلى كثير من المؤمنين القاطنين في أقصى البلدان والذين يعانون من غياب الدعم والتواصل مع المراكز الشيعية. (المنبر) تأمل من خلال هذه المقابلة المثيرة أن تسلط الأضواء على أوضاع الشيعة في العالم، ولربما تكون هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة لقاءات وتحقيقات في هذا الشأن. وفي ما يلي تفاصيل ما جرى في المقابلة:
المنبر: ما هي العوامل التي دفعتكم إلى ترك المذهب السني واعتناق العقيدة الإمامية؟ ومتى كان ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أن عمدة دراستي كانت في المدرسة السلفية (الوهابية) إلا أنني كنت شغوفاً بقراءة كل ما هو إسلامي جديد، لذا فإنني كنت متابعاً جيداً لمجلة (المواقف) البحرينية إضافة للإرساليات التي كانت تردنا من دار التوحيد في الكويت والكتب الإسلامية المترجمة من العربية إلى الأندونيسية. وأثناء ذلك؛ كنت ألتقي بعدد من أتباع الإمام السيد موسى الصدر، الأمر الذي أزال اللبس عندي حول كثير من القضايا التي تخص المذهب الشيعي.
ولقد قادني ذلك كله، بعد رحلة، بحث وتنقيب شاقة، إلى اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) لأنني وجدته الطريق الأسلم للوصول إلى الله تعالى، وكان ذلك قبل الثورة الإسلامية المباركة في إيران.
المنبر: هل أثر تشيعك في انتقال أفراد أسرتك وأصدقائك مثلاً إلى المذهب الحق؟
نعم بلاشك، فبسبب المد الإسلامي العالمي تعرفنا على منهج أهل البيت (صلوات الله عليهم) أكثر فأكثر، وهو ما ساعد كثيراً على اقتناع أسرتي وأصدقائي وأساتذتي أيضاً بالتشيع. وهم في الواقع كشفوا عن هويتهم الضائعة.
المنبر: أية هوية ضائعة؟
إنني أعتقد بأن غالبية الشعب الأندونيسي كانوا من الشيعة بيد أن الظروف التي طرأت على هؤلاء أثرت تأثيراً كبيراً في اضمحلال هذه العقيدة، وكدليل على اعتقادي فإن السلاطين الذين يحكمون في (سومطرة) أو (كوالا) مازالوا يحتفظون بكثير من التقاليد والعادات الشيعية المتوارثة منذ عشرات السنين رغم أنهم فعلياً لا يعرفون أركان وأصول العقيدة الإمامية. إننا لو رجعنا لكتاب (أعيان الشيعة) لعرفنا أن من يحمل نسب أهل البيت (عليهم السلام) من السادة في أندونيسيا يتجاوزون 20 مليون شخص! وبالطبع فإن من ينتمي إلى هذا المذهب أكثر بكثير! لكن ضعف الوعي الديني من جهة وانقطاع أندونيسيا عن العالم الإسلامي من جهة أخرى بفعل الاستعمار أذابا كثيراً من العقائد والركائز الشيعية.
ومن طريف ما يذكر أن من عاداتنا التي لا تزال متبعة في أندونيسيا صب الماء على ناصية المرأة ورجلها عندما تتزوج، وهذه إحدى تعاليم الأئمة (عليهم السلام)، وهي عادة مختصة بالمذهب الجعفري وحده دون سائر المذاهب.
كما أن الشعب الأندونيسي ملتزم منذ عشرات السنين بإحياء شعائر أبي عبد الله الحسين (عليه الصلاة والسلام) في شهر محرم الحرام، فتجد منابر حسينية في كل البقاع الأندونيسية وكل الضواحي والمناطق، ويحضرها رجال ونساء وأطفال وشيوخ وكذلك كبار مسؤولي الدولة. أما في مدينة سومطرة) الغربية فثمة عادة مميزة تجري في كل شهر محرم، حيث يجتمع الشيعة والسنة في جموع غفيرة ليعدوا نعشاً يمثل نعش الإمام الحسين (عليه السلام)، ويطوفون به لمدة 14 يوماً نسبة إلى عدد المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) في الشوارع والميادين والساحات العامة نادبين لاطمين، والصحف تقوم في مثل هذه المناسبة بتغطية إعلامية مميزة حول شخصية سيد الشهداء (صلوات الله عليه) وشهداء الطف العظيم. أما في مدينة (بريامان) وهي مشتقة من اللفظة العربية (بر الأمان) فهناك خمسة ملايين يقومون بهذه الشعائر كل عام.
المنبر: إذن.. حدثنا عن تاريخ التشيع في أندونيسيا؟
أتصور أن انتشار مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في أندونيسيا جاء بفعل هجرة تجار شيعة من اليمن الجنوبي قبل عشرات السنين، وقد قام هؤلاء بالتبشير بالمذهب الجعفري ودعوة الناس إلى اتباع أهل البيت (عليهم السلام)،ولقد كان معظمهم من السادة الأشراف.
وبطبيعة الحال.. كان للتزواج الذي حصل بين أولئك وبين الشعب الأندونيسي دوراً رئيسياً في زرع بذرة التشيع هناك. ولذلك فقد اكتشتف أسرتناأن أجدادنا هم من اليمن، والأندونيسيون على هذه الحال أخوالنا. كما لا ننسى أن ثمة دور كبير لعبه الدعاة والمبلغون الذين أتوا من العراق وإيران في الترويج للمذهب الاثني عشري.
المنبر: وماذا عن البلدان المجاورة لأندونيسيا؟
تعليق