الصورة الكارثة تظهر "السيد" .. أبن رسول الله .. المناضل .. المجاهد .. المقاوم .. المفوه .. الدك تور .. الشفاف ... "القوي الأمين!"... أبو أحمد .. الأشيقر .. ابراهيم الجعفري ، الممثل الأوحد و القيادي الأول في حزب الدعوة العتيد و رئيس الوزراء "المنصرم" ، و هو يهدي المجرم (دونالد رامسفيلد) وزير الحرب الأميركي سيف علي ابن أبي طالب .. "ذو الفقار" .. مرصعاً و مزركشاًً .. تقديراً للموقف البطولي ، و الشجاعة الفائقة التي أبداها زعيم الصقور و مهندس دمار العراق في إغراق العراق في بحر الدماء و المجازر اليومية!
ليس هذا فقط .. فـ "السيد" ، ابن رسول الله ، يقدم السيف إلى "مولانا" رامسفيلد (عليه السلام) مبتسماً بنظرة الذليل إلى العزيز القاهرِ ، و من تعابير الذلة و الصَّغار المطبوعة على وجه "القوي الأمين" و طريقة وقوفه كالمسكين طالباً الصدقة بالزلفى عند عتبة البيت الأبيض تستطيع أن تستنطق حاله و كأنه يقول لرامسفيلد (( يا سيدي و مولاي و مالك رِقي ، يا من بيده ناصيتي ، يا عليماً بضري و مسكنتي ، يا خبيراً بفقري و فاقتي ، يا رب يا رب يا رب ! أسألكم رضاكم عنا مولانا بحقك و حق آل بوش ، خادمكم المطيع رهن اشارة حذائكم الشريف ، و أنا بالنيابة عن شعبـــــــــــــي العريق أقدم لكم هذا الرمز الذي ورثته عن جدي الحسين عن جدي علي بن أبي طالب ، و هو آخر ما تبقى من رمز نتذكره لكرامتنا ، أقدمه هدية لكم ، أنتم أولى به مولانا ، و يا حبذا الإمارة و لو على الحجارة ..))
إذا قيل للعار تشكل في أقبح صورك فلن يجد أفضل من هذه الصورة شكلاً، و إذا قيل للخيانة أفصحي عن أرذل أحوالك فلن تجد أبلغ من هذه الصورة وصفاً ، و إذا قيل للحضيض أين منتهاك فسيقول موقفاً كموقف الجعفري أمام رامسفيلد. يوم أسود على العراق و يوم أسود على الإسلام و يوم أسود على العراقيين. يوم أسود على الشهداء الذين مزقت أجسادهم صواريخ رامسفيلد و طائراته و دباباته أن يقف ممثل أكبر كتلة نيابية لكي يقدم رمزاً كسيف ذي الفقار لمجرم حرب كرامسفيلد الذي أبتكر أبشع الإنتهاكات بحق الإنسان العراقي. ففي الوقت التي يتعرض فيه أهلنا إلى بلاء عظيم و محنة كارثية مرعبة لم يشهدها تأريخ العراق كله على أيدي أعتى و ألعن عصابة مجرمة استباحت أرضنا و دمائنا و أعراضنا و كياننا و خططت لإستئصال شأفتنا ، يقوم رأس ((حزب الدعوة)) و القيادي الأول فيه ومرشح قائمة الإئتلاف العراقي الموحد المسماة 555 بإهداء المجرم السفاح رامسفيلد هدية - من باب ((تهادوا تحابوا)) -... سيف "ذو الفقار"
هذا السيفٌ الذي طالما كشف الكرب عن وجه رسول الله بيد علي بن أبي طالب ، و ذب عن محارمه بيد ولده الحسين ، سيفٌ طالما ضرب المجرمين و المنافقين ، سيف حملته أيادي طاهرة و شريفة لم تقبل الذلة يوماً و قارعت الظلم و انتصرت للمظلومين ... كيف يهدى لمجرم سفاح حقير يحمله بين يديه المشبعة بدمائنا يا "سيد" .. يا "ابن رسول الله" ؟!!
لأي شيء يقدمُ هديةً إلى رامسفيلد ؟! أتقديراً لقتله أبنائنا و آبائنا و تثميناً لإغتصابه رجالنا في أبي غريب ، أم امتناناً لانتهاكه أعراض نسائنا في سجونه و غرف تعذيبه ؟
ماذا ستقول أيها "القوي الأمين" للطفل "علي عباس" الذي قطعت طائرات رامسفيلد أوصاله الأربع و مزقت أجساد أمه و أبيه و باقي أهله؟ ماذا ستقول أيها السياسي المحنك لـ "عبير" العراقية التي أغتصب شرفها جنود رامسفيلد و أحرقوا جسدها الطاهر و قتلوا أهلها جميعاً؟ ماذا ستقول لآلاف القتلى .. و المعذبين .. و الأرامل ... و الأيتام ... الذين دمرت حياتهم أحذية جنود رامسفيلد و داست على كرامتهم؟
هل كنت مضطراً لذلك؟ هل طلب منك رامسفيلد أن تهدية ذا الفقار؟ هل وجدت رامسفيلد متعلقاً بشباك "الحضرة العلوية" ينادي (واخجلتاه منك يا أمير المؤمنين) فأردت أن تطيب خاطره؟ أم هو نذر نذرته أن إذا حل البلاء بأهل العراق لتهبن آخر تراث الكرامة لمن يشفي غليلك!
لأي شيء هذه الهدية أيها "المناضل" و "المقاوم" العتيد؟ يا من وقفت مدعياً في مؤتمر القاهرة (نحن أبناء المقاومة ، مَن الذين يزاودنا على المقاومة) ؟ أمناضل أنت و مقاوم أيها "السيد" القبيح ؟! أي شيء قاومت ؟ جبروت أميركا أم دكتاتورية صدام ؟ هل كنتم حقاً تحاربون صدام أم كنتم تتسابقون معه؟ هل كان صراعاً إذن بين "هـُبَلِكم" و هبل البعثيين؟ ألم تكونوا تنقمون على البعث أنه صنيعة أميركا و على صدام أنه طاغوت الشيطان الأكبر و أقررتم على هذا و أنتم تشهدون؟؟ ثم أنتم هؤلاء تبايعون رمز طاغوتها و كبير مجرميها جهاراً نهاراً عياناً!!
يا "سلسيل الدوحة الهاشمية" فلم يرف لك جفن لمذابح قومك و بعت آخر ذرة حياء و ذهبت تطلب الزلفى عند سفاحي البيت الأبيض ، و عند من؟ عند أسفل سافليهم .. رامسفيلد المخلوع؟
هل هذا هو القائد الجعفري الذي كنتم تنادون به أيام الطاغوت الأول ((ماكو ولي إلا علي و نريد قائد جعفري)) ؟ هل هذا ما قدمته لنا القائمة 555 التي امتطت ظهر التشيع و خرج العراقيون الغافلون بالملايين يبايعونها تحت وابل الرصاص بعد أن استخلص أصحابها فتوى من سيستاني تنذر المتخلفين عن القائمة 555 بنار جهنم و بئس المصير. و للذي لا يعرف أيحاءات الرقم 555 الذي اختارته (القائمة الإئتلافية الموحدة) التي جاءت لنا بصنائع أميركا الجدد مثل عبد عزيز حكيم و عادل عبد مهدي و هذا "القوي الأمين" أقول له أنها بنيت بالإشارة إلى الآية 55 من السورة 5 من القرآن الكريم في قوله تعالى ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) ، فمبايعتكم للقائمة 555 هي مبايعة لأولياء الله الذين يسيرون على خطى علي بن أبي طالب! هل رأيتم الإنتهازية الرخيصة لمشاعر الناس و الإستغلال السياسي البشع للدين و رموزه؟ ألا ثكلتكم الثواكل .. أين أنتم من علي بن أبي طالب و من أولياءه و أنتم تتولون رامسفيلد و بوش و الذين أجرموا ؟ ألا تكملون الآية التي تليها و أشك أن فيكم من يقرأ القرآن ( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) فهل ولاية بوش و رامسفيلد من ولاية الله و رسوله و الذين آمنوا؟
لماذا الهدية و العراق يذبح من الوريد الى الوريد كل لحظة منذ أن وطئت حوافر هذا الخنزير أرضنا؟ و لماذا "ذو الفقار" ، و لماذا رامسفيلد المجرم بالذات ؟ ألم تجدوا شيئاً آخر تذلون به أنفسكم تحت أقدام هذا الخنزير سوى هذاه الفعلة ؟! هل استنفذتم كل السبل و الوسائل لإثبات عهدكم و ولائكم للغاصب المحتل و لم يبق إلا رامسفيلد بالذات تهدوه ذا الفقار؟ ألا فَقَرَت رؤؤَسكم اللعنة و تبّت الأيادي و بئست الصفقة وساء ما قدمت أيديكم أن سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون .. بأي شيء ستبررون لنا هذا أم كيف تعتذرون؟ كل الشعوب تبتلى بالإستعمار ، و كل الشعوب تبتلى بالخونة المتعاونين ، لكن هؤلاء لا يفصحون عن أنفسهم بهذه الوقاحة لأنهم يعرفون أن شعوبهم لن ترحمهم و تظل تلعنهم و يد القصاص العادل ستصل اليهم لا محالة ، و لذلك يستخفون و يستترون ، إلا كبيركم هذا الذي علمكم السحر. إن كان هذا هو حال "قويكم الأمين" فكيف هو حال من دونه؟ !
برئت منكم الذمة ، و برء منكم العراق ، و برء منكم شهدائنا الذين تسلقتم على جماجمهم و صنعتم مجدكم الرخيص بتضحياتهم و دمائهم الزكية ، و تعس من سكت عنكم سكوت الشياطين ، و الله لا يدافع عن "ضعيفكم الخائن" هذا إلا مخدوع مُستَحمَر ، و ستظل هذه الصورة وثيقة تدين معتلفكم السياسي الموحد ، و تدين حزب الدعوة و تؤرخ لسقوطه المدوي و المخزي - حتى يرفع يده مستبرءاً إلى الله من فعلة الأنذال هذه ، و سيأتي اليوم الذي يدرك فيه العراقيون أن خلاصهم يبدأ عندما يُشنق آخر سياسي بأمعاء أخر كاهن مستعمم.
و تالله لأكيدن أصنامكم..
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...m/ssss1945.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع مكرر يرجى البحث قبل المشاركة
محرر المنبر
م12
تعليق