بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )من بين صفحات التاريخ وأغواره ، بين الحين والآخر يشرق على الأمم والمجتمعات نورا تخفق له أجنحة القلوب الولهى إلى الحرية والكرامة ، وتستنير بهداه لتشق طريقها متحديةً أصنام الإلوهية الطاغوتية المنحرفة فكرا وعقيدة الشغوفة بهوى العروش الهاوية لتحيلها ركاما في مزابل التاريخ ، ومن بين ظلمات الواقع المأساوي يدوي صوت الضمير ليوقض الضمائر التي سَبُتت حتى باتت بذلّ الركون إلى الظالمين مستأنسة .
من بين ذلك كله كان محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف) يشق غبار الحياة بصبر وجهاد وثبات.. يطلق صيحات الفكر والمقاومة .. يقارع الجبابرة .. ويحيل ألهَمّ والغَمّ إلى أمل للأمة تنشد من خلاله الغد الأروع الأفضل .
فكانت صيحة السابع عشر من رجب ، صيحة الثائر الحر الغيور ، انتفاضة قطعت حبائل الخوف عند العراقيين وأرعبت قساة السلطة المتجبرة ، حيث كانت صرخة مدوية وموقف تاريخي سجلته الجماهير المؤمنة جسّد عمق التلاحم وعمق الطاعة والولاء للقيادة الرسالية في أحلك الظروف وأشدها تعقيدا.... كل ذلك من اجل الدين والوطن. فلنتعلم من أولئك الثوار الأبطال صلابتهم في الوقوف أمام أعتى الطواغيت وتسجيل أروع وأنبل المواقف الوطنية والثبات على المبادئ الرسالية السامية والنهوض بالالتزام الشرعي والوطني. نعم نؤكد القول ...الالتزام الشرعي والوطني فامتزاج الدين والوطن في الفكر والسلوك هو الدرع الواقي من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها عراقنا المحتل المستهدف بقيمه وأخلاقياته ..وبتاريخه وحاضره ومستقبله ..فهاهم أعداء العراق من غزاة محتلين وعملاء مأجورين يحاولون جاهدين , يساعدهم في ذلك جبناء ليس لهم موقف هووا بأجسادهم تحت سياط المحتل الكافر, يحاولون زرع ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد ويروجون لمشاريع التجزئة والتفتيت خدمة لمصالحهم الضيقة وغاياتهم الدنيئة.
إن تخندق فئات عديدة خلف عناوين دينية أو سياسية أو عرقية أو مذهبية وابتعادها عن العنوان الوطني الكبير والواسع ساهم إلى حد بعيد في تغييب الوعي الجماهيري ملحقا ابلغ الضرر بالوحدة الوطنية العامل الأساسي في تحقيق أي برنامج نهضوي تحرري وجعل منها كذلك جزءاً أساسياً من الأزمة والمعاناة اليومية لأبناء العراق ، وعاملا مهما في تغييب المشروع الوطني الذي يستوعب كل الجماهير ويضع الأسس السليمة لنهضة وطنية عامة وشاملة تبني عراقاً حراً مستقلاً معافى من الأوبئة الفكرية التي تعصف بواقعه الاجتماعي.
إن الوقوف بوجه المؤامرة يقتضي استشعار القيمة الحقيقة للولاء الوطني عند الجميع وإعادة النظر في طرح المشاريع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للجهات الدينية والسياسية بصيغتها الحالية بعد أن ثبت فشلها وانحرافها وتسببها في إغراق العراق المحتل بدوامة العنف والإرهاب والسلب والنهب ومصادرة الفكر والعقيدة . ومع إيماننا العميق بان الحل الأساسي يكمن في دعم الجهات الوطنية المخلصة الكفوئة وتعزيز دورها وتقوية فعاليتها.. فإننا نرى كذلك ان تبني الخيار الوطني الحر المستقل المبتعد عن دوائر الصراعات الخارجية الذي يعزز الولاء الوطني لأبناء العراق وينأى بهم عن ساحة الصراع المدمرة ويضع البرامج والخطط لوقف نزيف الدم وإزالة أسباب التوتر والاحتقان ويعزز أصالة الانتماء عند أبناء البلد الواحد تحت قيادة وطنية مخلصة هاجسها الأساسي هو حب العراق وشعب العراق ، هو الكفيل بإنقاذ البلد من الاحتلال البغيض ، وقيادته نحو بر الأمان..............
السلام على الوطن الأسير ......الجريح
السلام على الوطن المسلوب .....المغتصب
السلام على الوطنيين الأباة......المقصيين في عراق الأنبياء والأوصياء
السلام على ثوار انتفاضة السابع عشر من رجب المباركة وقائدهم الفذ ......رمز الوطنية وفخر القيادة وقطب المرجعية الرسالية الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه)..........
حزب الولاء الاسلامي
الأمانة العامة
17 رجب 1428 هـ
الأمانة العامة
17 رجب 1428 هـ
تعليق