تويت
بقلم: نظام المهداوي _ لوس أنجليس
السلام عليكم
ولا ترد، فالسلام اليوم أصبح يحمل أكثر من معنى، وأكثر من حرب ومذبحة. والعالم بأسره وبمحوريه ينشد السلام، محور الخير، ومحور الشر، تماماً كما قسمته، جلالتك، بعد أحداث أيلول، وكما قسمه أيضاً عدوك أسامه بن لادن لفسطاطين، فسطاط الخير، وفسطاط الشر. لا أختلاف بين القسمتين، فالمحور والفسطاط واحد، وان اختلفت الرؤية حول الضحية.
بالأمس كنت أطالع خطابك، بعد انتظار طويل، وبشغف كبير، ولم أصدق نفسي انك حين أدرت ظهرك، ودلفت الى داخل البيت الأبيض، أنك كنت أنهيت كل كلامك، ولم أصدق عدلك وانسانيتك وانتصارك الكبير للمبادئ والقيم الأمريكية، وهتفت بيني وبين نفسي: (اشتدي يا أرض، واخضعي فما شهدتِ منذ خلقكِ قوة فرضت العدل على الناس والأمم كما فرضتها أمريكا!).
ورغم انني كنت معترضاً منذ البداية على حكاية وجودك على رأس محور الخير في العالم، بسبب أن هناك من يستحق هذا المنصب أفضل منك، وهو شارون الذي أمضى عمره بأكمله وهو يرتكب المجازر والمذابح ويشن الحروب ويحتل أراضي الغير من أجل أن يعم الخير في العالم، الا أنني عدلت عن رأيي بعدما تأكدت فور سماع خطابك أنكما أنت وشارون بالنهاية أخوة.. وهو أخ لك ولدته لغة التحالف والمصالح والتآمر والعجرفة، لا فرق بينكما، وهو بالنهاية يشاركك الحكم من خلال اللوبي اليهودي الذي ترضخ له وترتعد فرائصك منه اذا حاولت أن تخرج عن النص وتُغضب أصحاب الأموال منهم والمناصب والاعلام، بل أصحاب الكونغرس بأكمله (المطوّب) لهم منذ أكثر من نصف قرن.
ولهذا كله تحمست لخطابك، ولكنني لم أصدق كلامك، ولم يعجبني أن يواجه خطابك هذا النقد من الأصدقاء قبل الأعداء ومن الأمريكيين أنفسهم، والأوربيين وبعض الصهاينة الخبيثين أمثال يوسي بيلين الذي استنكر تدخلك وشروطك القاسية التي فرضتها على الفلسطينيين، وكأن هذا الصهيوني الذي لا يرى الا بعين واحدة قلبه على الفلسطينيين أكثر من الرئيس مبارك الذي وجد خطتك للسلام متوازية كثيراً، أو الملك عبد الله أو عرفات نفسه الذي رحب بخطتك ومنّن نفسه أنه ليس المقصود بالتغيير الذي طلبته!
من هو هذا اليوسي بيلين ومن هم هؤلاء الذين يسمّون شعب عربي وفلسطينيين بحيث يتجرأون على معارضة خطتك للسلام، وأنت السلام وأنت المانح، وأنت القاطع، وأنت الفارض، وأنت القادر، وأنت المعز، وأنت المذل.. تمنح للشعوب حين ترتقي إلى مفهوم انسانيتك دولاً مؤقتة ودولاً مشروطة ودولاً قادرة على البقاء ولا تنقرض مثلما انقرض الهنود الحمر.
ألا يدرك كل من يعارض قراراتك وخططك أن اعتراضهم لن ينقص سلطانك شيئا، وأنه ليكفيك الحكام العرب الذين يسبحون بحمدك وهم أصحاب الشأن وما هم بأصحاب الشأن! وأنت تعرف هذا، وتدرك بأنك تفرّخ لهذا العالم ملايين الانتحاريين أو الارهابيين، سمهم كيفما شئت، فالمهم بالأمر أن لا يبقى مجال للضحية سوى أن تختار الموت جثثاً ملغومة.
لقد أنسيتني السبب الذي جعلني أكتب اليك، وقد أخذني الحديث وتشعبت. وما سبب خطابي اليك اليوم الا لأعلن لك أنني كنت فخوراً بك -سيدي الرئيس- وأنت تتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنهم فئران، يتوجب عليهم أن يبقوا بأقفاصهم ثلاث سنوات وسط الدبابات التي تحتل مدنهم وتهدم بيوتهم لكي يحصلوا على دولة مؤقتة، قابلة للبقاء حسب مشيئة شارون التي هي مشيئتك.
اني فخور بك -سيدي الرئيس- وأنت سيد هذا العالم، تجسد دور الآله وتنشر القيم الانسانية الغالية التي وضعها أسلافك الأوائل، أني فخور بك وأنت المانح والمانع والقادر وصاحب مفاتيح جنة محور الخير، فمن أطاعك دخلها وتنعم بنعيمها، ومن خالفك فبيدك مفاتيح جحيم محور الشر، وسيذوق العذاب ألوانا. أني فخور بك وأنت الخاضع والراكع أمام أقدام شارون.. وأنت لسان حاله.
السلام عليكم
ولا ترد، فالسلام اليوم أصبح يحمل أكثر من معنى، وأكثر من حرب ومذبحة. والعالم بأسره وبمحوريه ينشد السلام، محور الخير، ومحور الشر، تماماً كما قسمته، جلالتك، بعد أحداث أيلول، وكما قسمه أيضاً عدوك أسامه بن لادن لفسطاطين، فسطاط الخير، وفسطاط الشر. لا أختلاف بين القسمتين، فالمحور والفسطاط واحد، وان اختلفت الرؤية حول الضحية.
بالأمس كنت أطالع خطابك، بعد انتظار طويل، وبشغف كبير، ولم أصدق نفسي انك حين أدرت ظهرك، ودلفت الى داخل البيت الأبيض، أنك كنت أنهيت كل كلامك، ولم أصدق عدلك وانسانيتك وانتصارك الكبير للمبادئ والقيم الأمريكية، وهتفت بيني وبين نفسي: (اشتدي يا أرض، واخضعي فما شهدتِ منذ خلقكِ قوة فرضت العدل على الناس والأمم كما فرضتها أمريكا!).
ورغم انني كنت معترضاً منذ البداية على حكاية وجودك على رأس محور الخير في العالم، بسبب أن هناك من يستحق هذا المنصب أفضل منك، وهو شارون الذي أمضى عمره بأكمله وهو يرتكب المجازر والمذابح ويشن الحروب ويحتل أراضي الغير من أجل أن يعم الخير في العالم، الا أنني عدلت عن رأيي بعدما تأكدت فور سماع خطابك أنكما أنت وشارون بالنهاية أخوة.. وهو أخ لك ولدته لغة التحالف والمصالح والتآمر والعجرفة، لا فرق بينكما، وهو بالنهاية يشاركك الحكم من خلال اللوبي اليهودي الذي ترضخ له وترتعد فرائصك منه اذا حاولت أن تخرج عن النص وتُغضب أصحاب الأموال منهم والمناصب والاعلام، بل أصحاب الكونغرس بأكمله (المطوّب) لهم منذ أكثر من نصف قرن.
ولهذا كله تحمست لخطابك، ولكنني لم أصدق كلامك، ولم يعجبني أن يواجه خطابك هذا النقد من الأصدقاء قبل الأعداء ومن الأمريكيين أنفسهم، والأوربيين وبعض الصهاينة الخبيثين أمثال يوسي بيلين الذي استنكر تدخلك وشروطك القاسية التي فرضتها على الفلسطينيين، وكأن هذا الصهيوني الذي لا يرى الا بعين واحدة قلبه على الفلسطينيين أكثر من الرئيس مبارك الذي وجد خطتك للسلام متوازية كثيراً، أو الملك عبد الله أو عرفات نفسه الذي رحب بخطتك ومنّن نفسه أنه ليس المقصود بالتغيير الذي طلبته!
من هو هذا اليوسي بيلين ومن هم هؤلاء الذين يسمّون شعب عربي وفلسطينيين بحيث يتجرأون على معارضة خطتك للسلام، وأنت السلام وأنت المانح، وأنت القاطع، وأنت الفارض، وأنت القادر، وأنت المعز، وأنت المذل.. تمنح للشعوب حين ترتقي إلى مفهوم انسانيتك دولاً مؤقتة ودولاً مشروطة ودولاً قادرة على البقاء ولا تنقرض مثلما انقرض الهنود الحمر.
ألا يدرك كل من يعارض قراراتك وخططك أن اعتراضهم لن ينقص سلطانك شيئا، وأنه ليكفيك الحكام العرب الذين يسبحون بحمدك وهم أصحاب الشأن وما هم بأصحاب الشأن! وأنت تعرف هذا، وتدرك بأنك تفرّخ لهذا العالم ملايين الانتحاريين أو الارهابيين، سمهم كيفما شئت، فالمهم بالأمر أن لا يبقى مجال للضحية سوى أن تختار الموت جثثاً ملغومة.
لقد أنسيتني السبب الذي جعلني أكتب اليك، وقد أخذني الحديث وتشعبت. وما سبب خطابي اليك اليوم الا لأعلن لك أنني كنت فخوراً بك -سيدي الرئيس- وأنت تتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنهم فئران، يتوجب عليهم أن يبقوا بأقفاصهم ثلاث سنوات وسط الدبابات التي تحتل مدنهم وتهدم بيوتهم لكي يحصلوا على دولة مؤقتة، قابلة للبقاء حسب مشيئة شارون التي هي مشيئتك.
اني فخور بك -سيدي الرئيس- وأنت سيد هذا العالم، تجسد دور الآله وتنشر القيم الانسانية الغالية التي وضعها أسلافك الأوائل، أني فخور بك وأنت المانح والمانع والقادر وصاحب مفاتيح جنة محور الخير، فمن أطاعك دخلها وتنعم بنعيمها، ومن خالفك فبيدك مفاتيح جحيم محور الشر، وسيذوق العذاب ألوانا. أني فخور بك وأنت الخاضع والراكع أمام أقدام شارون.. وأنت لسان حاله.