
القراءة والإطلاع نشاط يمارسه الإنسان بأشكال واساليب ولأهداف مختلفة ومتباينة.. ومن ذلك القراءة في الأوقات الضائعة.. إن صح التعبير.. أثناء الانتظار.. أو الترقب والاستعداد.. والتي قد تكون لدقائق معدودة.. وقد تطول وتطول إلى ساعات وساعات.
هذا النوع من القراءة في مثل هذه الظروف.. ربما يكون من الظواهر غير الشائعة في مجتمعنا مع الأسف الشديد.. وكلما سنحت لأحدنا الظروف ليلاحظ ما يميز بعض المجتمعات عن مجتمعنا سيخرج بنتيجة مرَّة.. وهي أننا نهدر مثل هذه الفرص.. ويضيع منَّا وقت ليس بالقليل دون أن نوظفه في القراءة المفيدة.. التي تعتبر مجالاً من مجالات استثمار مثل هذه الأوقات المحسوبة علينا.. والتي تضيع من الجميع بلا فائدة وقد طلبنا من ضيوفنا في هذا التقرير السريع إبداء الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة.. فكانت إجاباتهم كما يلي:
التشويش المتوقع يلغي التفكير
يقول الدكتور محمد اللاحم بالتأكيد لا توجد أسباب واحدة تحرم الجميع من نعمة استثمار الأوقات بالقراءة النافعة.. وبالنسبة لي يحضرني سبب قد يشاركني في المعاناة منه الكثير من الناس.. فأنت عندما تخطط لاستثمار وقت فراغ متوقع عند عيادة طبيب.. أو في أثناء انتظار دورك في أحد المصالح أو ما شابه ذلك.. فإن عملية التخطيط تلك تراعي تجاربك السابقة التي تقول لك بأن الطابع العام لن يكون مناسباً للقراءة.. أما لماذا؟ فلأسباب كثيرة.. فالموعد قابل للتقديم والتأخير.. وبشكل يسبب الضجر لك أو لغيرك أو للجميع!! كذلك قد تجد نفسك مجبراً لمسايرة من يريد أن يقدم لك خدمة ولو على حساب غيرك!!.. وقد تكون مجبراً على مسايرة شخص لا تعرفه ويريد أن يتسلى على حسابك!.. بمعنى أصح.. أنت مقبل على معايشة لحظات مليئة بالتشويش.. لذلك لا تفكر في استثمار مثل هذه الأوقات ولو كانت طويلة.. ولو توفرت الكراسي المريحة أو الكتب.. أو ما شابه ذلك.. فإن القراءة النافعة ممارسة نادرة في مثل هذه الظروف.. واشد ما يؤسفني أن اماكن الانتظار من مرافقنا المختلفة دون المستوى المطلوب كما انها تسود فيها اخلاقيات الشارع من تدخين ونقص في خدمات النظافة والعناية بمظرها.. ويشتد العتب ع
ندما يكون مكان الانتظار خاصاً بمؤسسة علمية أو دائرة لها مكانتها واعتبارها والذي يجب أن تستثمر مثل هذه الأماكن في التوعية والثقيف وتعود أفراد المجتمع العادات الحسنة والاخلاقيات الفاضلة.
أين العوامل المساعدة؟
أما الأستاذ عبدالكريم الجناح فيقول: لا توجد عوامل مساعدة لاستثمار أوقات الفراغ أثناء الانتظار وعلى سبيل المثال قد تنتظر لمدة طويلة دون حصولك على مقعد مناسب أو في مكان غير مناسب للقراءة أو تنعدم فيه الإنارة الجيدة.. أو ما شابه ذلك لذا تنظر لمسايرة الواقع؟ وتمضي وقتك كما يمضيه غيرك في الحملقة بالموجودين!! أو مشاركتهم في أي حديث أو العبث بالجوال!! أو ما شابه ذلك من النشاطات عديمة الجدوى.
والقراءة تلزمها كتب
ويشاركنا الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الحسون بقوله: لكي أجد مجالاً لاستثمار أوقات الانتظار لابد من وجود الكتب المناسبة.. وهي إما أن تكون موجودة في أماكن الانتظار والسفر ووسائل المواصلات وإما أن تكون محمولة مع الأشخاص الذين ينتظرون وهنا يمكن القول بأن من الواضح للجميع من خلال المعايشة أن اماكن الانتظار يندر أن تحتوي على الكتب التي تلبي احتياجات عامة الناس.. بحيث تكون متنوعة ومتجددة وبأعداد مناسبة.. حتى في الأماكن ذات القيمة الاعتبارية والمكانة الكبيرة.. ربما كان الكتاب عملة نادرة في اماكن الانتظار.. أما أن يحمل احدنا دائماً كتاباً ليقرأ فيه أثناء الانتظار.. فذاك يحتاج إلى ممارسة طويلة وتطويع وتعود.. ثم أين الكتب التي يمكن أن توضع في (الجيب)؟.. وهذا يقودنا إلى القول بأن (مقاس الجيب) من المسائل غير المرعية من مؤسساتنا التي تقوم بإنتاج الكتب.. إذ نجد الكتب ضخمة.. ثقيلة.. سريعة التلف وهذه ظاهرة عامة لا يستثنى منها إلا قليل من المحاولات لجعل الكتاب قابلاً لحمله في الجيب.
القراءة تحتاج إلى مقومات
أما الأستاذ صالح المزيرعي فيقول: مع ما سبق ذكره.. فإن القراءة عمل أو نشاط موجه.. له اهدافه ودوافعه وآلياته.. ولا يمكن لأحدنا أن يستثمر أوقات الفراغ دون أن تكون لديه المنهجية التي تجعل القراءة واستثمار الأوقات الضائعة فيها أمراً مخططاً له.. ومن وجهة نظري فإن أول ما ينبغي أن يوضع في الحسبان أن يتوقع كل منا أنه سيكون لديه.. وأنه سيصادف من ساعات اليوم وقتاً ضائعاً.. وفترات انتظار قد تطول وقد تقصر.. وهذا التصور سيجعله يمحل في جيبه كتيباً ينوي الانتهاء من قراءته ليشرع في آخر.. كذلك حمله لهذا الكتيب سيكون خارج دائرة العفوية..
بمعنى أن يقرر حمله كلما كان متوقعاً أن يعايش حالة انتظار كما في جيبه.. نجد أن في مكان العمل.. والسيارة.. وما شابه ذلك كتب معدَّة للقراءة في أوقات الفراغ.
البدائل الجيدة.. ليتنا نراها
ونختتم برأي للاستاذ متعب البازعي يقول فيه: ليتنا في ظل هذا الزخم الهائل من المعوقات الخاصة والعامة نجد بدائل مناسبة في المواقع التي ينتظر فيها الناس ومن ذلك العروض الحاسوبية التي يمكن أن تنتجها المؤسسات العامة والخاصة والتي يمكن أن تقدم من خلالها المعلومات والبرامج الثقافية.. أو من خلال الأفلام العلمية النقية التي تشد الانتباه وتقدم الفائدة الكبيرة.. وعلى سبيل المثال لماذا لا يكون في كل مستشفى دائرة تثقيفية مرئية ومسموعة؟
ولماذا لا نجد في صالات الانتظار إنتاجاً إعلامياً موجهاً بدلاً من إتاحة البث التلفزيوني وربما بعض من القنوات الفضائية بهدف التسلية وحدها.. أعتقد أن على وحدات وأقسام الإعلام في المنشآت العامة والخاصة دوراً مهماً في هذا الجانب.. ومن أهم ما يمكن القيام به تحري مجالات الفائدة لجعل فترات الانتظار مجدية
الموضوع منقووووول
المصدر=========>>>
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...ge/COV_105.php