إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التعريف بالسيده عائشه رضي الله عنها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التعريف بالسيده عائشه رضي الله عنها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هى الصديقة إبنة الصديق الطاهرة العفيفة المبرأة من فوق سبع سماوات ….. حبيبة رسول الله التى ولدت فى بيت خير إنسان وطء الأرض بعد الأنبياء أبى بكر رضى الله عنه … ثم انتقلت من سن التاسعة لتتربى فى مدرسة بيت النبوة و قد كناها النبى صلى الله عليه و سلم بأم عبدالله….، وقبض عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة، وبقيت إلى خلافة معاوية رضى الله عنه، وتوفيت سنة ثمان، وقيل سبع وخمسين وقد قاربت السبعين، وأوصت أن تُدفن بالبقيع، وكان وصيها عبد الله بن الزبير بن العوام…. فما أطهرها و ما أزكاها !

    قال الحافظ الذهبى: [ كانت عائشة رضى الله عنها إمرأة بيضاء جميلة و من ثم يقال لها الحميراء و لم يتزوج النبى صلى الله عليه و سلم بكراً غيرها و لا أحب إمرأة حبها و لا أعلم فى أمة محمد و لا فى النساء مطلقاً إمرأة أعلم منها و ذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها و هذا مردود، و قد جعل الله لكل شىء قدراً بل نشهد أنها زوجة نبينا فى الدنيا و الأخرة ، فهل فوق ذلك من مفخر؟ ] (سير أعلم النبلاء 2/140)

    تقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها :
    {فضِّلت بعشرٍ ، فذكرت من هذه العشر مجئ جبريلبصورتهاـ ولم ينكح بكراً غيري ـ ولا امرأةً أبواها مهاجران غيري ـ وأنزل اللهبراءتي من السماء ، وكان عليه الصلاة والسلام ينزل عليه الوحي وهو معي ، وكان يصليوأنا معترضة بين يديه ـ غرفة صغيرة جداً لا تتسع لصلاة النبي ونومها ، فكان إذا صلىأزاحت رجلها قليلاً كي يسجد ـ وقُبض بين سَحْري ونحري في بيتي وفي ليلتي ، ودفن فيبيتي}

    (سير أعلم النبلاء للذهبى 2/147 ، قال الألبانى: إسناده صالح)



    من فضــائلــــــها



    (1) كان بين السيدة عائشة رضى الله عنها و بين ربها جل فى علاه قربة متينة… فكان القرأن يتنزل بشأنها و بسببها فى مواضع شتى منها:

    * - تنزلت الأيات لتذب و تدافع عنها مصداقاً لقوله تعالىإِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِالَّذِينَ آمَنُوا
    و نقصد بهذا كلام ربنا فى تطهير ام المؤمنين من الإفك الذى وقع .. حين أُتهمت فى عرضها و شرفها من قبل بعض سفهاء و منافقى المدينة و ذاعت الفرية ….و هى الطاهرة العفيفة الطيبة زوجة الطيب… فنزلت سبع عشرة أية فى كتاب الله من فوق سبع سموات تبرأة لها، آيات تتلى إلى أن يأذن الله برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى من سورة النور: إن الذين جاءوا بالإفك عصبةمنكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولىكبره منهم له عذاب عظيمإلى قوله الخبيثات للخبيثين والخبيثونللخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزقكريم
    فهذه الآيات من أكبر الأدلة على طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين.

    تقول أم المؤمنين عائشة: {والله ما كنت أظن أن اللهمنزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر، ولكنيكنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها……. الحديث} رواه البخارى

    -
    و أنزل رب العزة تبارك و تعالى يعاتب السيدة عائشة و السيدة حفصة حين دفعتهما الغيرة من السيدة زينب إلى التظاهر كما فى حديث عائشة : {انّ النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أناوحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي فلتقل: انّي أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخلعلى أحدهما فقالت: له ذلك...الحديث}

    فعاتبهما القرأن عتاب المـــربى المحــــــــب و أمرهما بالتوبة فقال تعالىإِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِفَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَمَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَظَهِيرٌ

    - *و أنزل الله فى كتابه أيضاً ما أظهر به فضل أمهات المؤمنين و عظيم شأنهن و على رأسهن أم المؤمنين عائشة ……. و من ذلك أمر الله تعالى لنبيه المصطفى أن يخير نساءه بَيْن أَنْ يفارقهم فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و بين الصبر على ما عنده من ضيق الحال و لهن عند الله فى ذلك الثواب الجزيل و ذلك فى قوله تعالىيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُللِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَافَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِنكُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَأَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً

    فَاخْتَرْنَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ وَأَرْضَاهُنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَجَمَعَ اللَّه تَعَالَى لَهُنَّ بَعْد ذَلِكَ بَيْن خَيْر الدُّنْيَا وَسَعَادَة الْآخِرَة.

    و فى هذا المقام كانت السيدة عائشة صاحبة السبق فى اختيار الله و رسوله و تبعها على ذلك سائر أمهات المؤمنين رضى الله عنهم

    قال ابن كثير: َ[حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشِير عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَةالتَّخْيِير بَدَأَ بِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا عَائِشَة إِنِّي عَارِض عَلَيْك أَمْرًا فَلَا تَفْتَاتِي فِيهِ بِشَيْءٍحَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْك أَبِي بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّهعَنْهُمَا " فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه وَمَا هُوَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِكإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا فَتَعَالَيْنَأُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهوَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّأَجْرًا عَظِيمًا " قَالَتْ فَإِنِّي أُرِيد اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَةوَلَا أُؤَامِر فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّهعَنْهُمَا فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّاِسْتَقْرَأَ الْحُجَر فَقَالَ " إِنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْكَذَا وَكَذَا " فَقُلْنَ وَنَحْنُ نَقُول مِثْل مَا قَالَتْ عَائِشَة….. رَضِيَاللَّه عَنْهُنَّ كُلّهنَّ] )و كذا روى البخارى و أحمد و ابن جرير و ابن أبى حاتم نحوه)



    فأنزل الله تعالى أية تهدف فى الأساس إلى بيان شرف و مكانة أمهات المؤمنين و هى قوله تعالىلَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِنبَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّإِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً

    قال ابن كثير: [ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْالْعُلَمَاء كَابْنِ عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَابْن زَيْدوَابْن جَرِير وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ مُجَازَاة لِأَزْوَاجِالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضًا عَنْهُنَّ عَلَى حُسْنصَنِيعهنَّ فِي اِخْتِيَارهنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة لَمَّاخَيَّرَهُنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ فِيالْآيَة فَلَمَّا اِخْتَرْنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَجَزَاؤُهُنَّ أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَصَرَهُ عَلَيْهِنَّ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْيَتَزَوَّج بِغَيْرِهِنَّ أَوْ يَسْتَبْدِل بِهِنَّ أَزْوَاجًا غَيْرهنَّ وَلَوْأَعْجَبَهُ حُسْنهنَّ إِلَّا الْإِمَاء وَالسَّرَارِيّ فَلَا حَرَج عَلَيْهِفِيهِنَّ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ عَنْهُ الْحَرَج فِي ذَلِكَ وَنَسَخَ حُكْمهَذِهِ الْآيَة وَأَبَاحَ لَهُ التَّزَوُّج وَلَكِنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ بَعْدذَلِكَ تَزَوُّج لِتَكُونَ الْمِنَّة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ]

    -*و بل و جعل الله تعالى السيدة عائشة سبباً لنزول بعض الأحكام التشريعية منها على سبيل المثال التيمم
    ‏قالت أم المؤمنينعائشة رضى الله عنها : ‏
    ‏{خرجنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيبعض أسفاره حتى إذا كنا ‏ ‏بالبيداء ‏ ‏أو ‏ ‏بذات الجيش ‏ ‏انقطع عقد لي فأقامرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏التماسه ‏ ‏وأقام الناس معه وليسوا علىماء فأتى الناس إلى ‏ ‏أبي بكر الصديق ‏ ‏فقالوا ألا ترى ما صنعت ‏ ‏عائشة ‏ ‏أقامتبرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء ‏‏أبو بكر ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏واضع رأسه على فخذي قد نام فقالحبست رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماءفقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فعاتبني ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعننيبيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏على فخذي فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين أصبح على غير ماء فأنزلالله ‏ ‏آية التيمم ‏ ‏فتيمموا فقال ‏ ‏أسيد بن الحضير ‏ ‏ما هي بأول بركتكم يا آل‏ ‏أبي بكر ‏ ‏قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته}
    (رواهالبخارى – كتاب التيمم – باب فامسحوا و قول الله تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا ثعيداً طيبا)

    قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما لأم المؤمنين حين عادها و هى على فراش الموت [ : كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليـه وسلَّم إليه ، ولم يكنرسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلا طيِّباً "
    وقال : " هلكتقِلادتكِ بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها ، وبعدها لم يجدماءً للوضوء فأنزل الله عزَّ وجل أية التيمم

    "
    وأنزل الله براءتك من فوق سبعسنوات ، فليس مسجدٍ يُذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الله وأطراف النهار " .

    فكان جواب أم المؤمنين المخلصة : "يا بن عباسدعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نَسياً منسيا] . (أحكام النساء ص125)

    لأن المخلص لا يلتفت إلى مديح الناس ، ومديح الناس لا يملأ قلبه…بل يضع نصب عينيه دائماً لقاء ربه و هول المطلع


    (2) و في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً : {ياعائشة هذا جبريل يقرئك السلام، قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى"تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم}

    (3) وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {كمل من الرجال كثير،ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساءكفضل الثريد على سائر الطعام}).‎...متفق عليه)

    (4) وعن هشام بن عروة عن عائشة قالت إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول: {أين أنا اليوم؟أين أنا غداً؟ استبطاءً ليوم عائشة قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحريونحري}.متفق عليه

    (5) روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: {أما ترضين أن تكوني زوجتي فيالدنيا والآخرة، قالت: بلى والله ، قال: فأنت زوجتي في الدنياوالآخرة}

    (6) وعن هشام بن عروة قال: {كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة والله إنالناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول اللهصلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار، قالت فذكرتذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليّ ذكرت له ذلكفأعرض عني، فلما كان الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنهوالله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها}
    (رواه البخاريكتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائش)

    (7) وعن عمرو بن العاص - رضي اللهعنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال : {فأتيته فقلت: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من قال: ثمعمر بن الخطاب فعدّ رجالاً.}(..متفق عليه)

    (8) وقال صلى الله علية وسلملام سلمة: {يا ام سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فانه والله ما نزل علي الوحي وانافي لحاف امأة منكن غيرها}
    (رواه البخارى- كتاب فضائل الصحابة- باب فضلعائشة رضي الله عنها)

    (9) دعى لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : {اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة، ظاهرة، باطنة}
    (رواهالحاكم فى المستدرك- كتاب معرفة الصحابة – باب ذكر الصحابيات من أزواج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم)

    (10) قال محمد بن يعقوب حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبدالغني بن سعيد حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه إلى النبي -صلى الله لعيه وسلم- قال: {لما توفيت خديجة نزَل جبريل بصورة عائشة في سرَقة حرير خضراء، فقال: "يا محمد هذه عائشة زوجتك في الدنيا وزوجتك في الآخرة عوضا منخديجة".}
    (غريب بهذا الإسناد تفرد به عبد الغني، ورُوي عن هشام بن عروة عنأبيه عن عائشة)

    (11) و كانت هذه السيدة الجليلة تسأل النبي عليه الصلاةوالسلام : {" كيف حبك لي ؟ " فكان عليه الصلاة والسلام يقول : " كعقدة الحبل " . أيعقدة متينة جداً لا تُفَك . فكنت أقول من حينٍ إلى آخر : " يا رسول الله كيف العقدةـ طمئنّي ـ " . فيقول عليه الصلاة والسلام : " على حالها}

    -و عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت{ سابقني النبي صلي الله عليه وسلم فسبقته ما شاءالله حتى إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني فقال يا عائشة هذه بتلك}




    فقــــهها و علمــــها



    (1) روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها الفين ومئتين وعشرة احاديث. وكانت رضي الله عنها افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث روى عنها الرواة من الرجال والنساء. وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة.

    قال الحافظ الذهبى: [ روت عنه عليه السلام علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه وعن أبيها و عن عمر و سعد و حمزة بن عمرى الأسلمى و جدامة بنت وهب] (سير أعلام النبلاء 2/135)

    (2) قال عطاء بن أبي رباح: [كانت عائشة من افقه الناس واحسن الناس راياُ. ] (سير أعلام النبلاء2/185)

    (3) وقال عروة: [ما رايت احداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضى الله عنها] (الإصابة8/18)</SPAN>

    و عن هشام عن عروة قال: [ كان عروة يقول لعائشة: يا أمتاه لا أعجب من فقهم أقول زوجة نبى الله و إبنة أبى بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر و أيام الناس ، أقول إبنة أبى بكر كان أعلم الناس ز لكن أعجب من علمك بالطب، كيف هو و من أين هو و ماهو؟
    قالت : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كان يسقم في آخر عمره ـ أي يمرض ـ فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجهٍ ، فتنعت له ـ أي تصف له الأدوية ـ فكنت أعالجه ، فمن ثمَّ علمت أساليب الطب " . فكانت بارعةً بالطب ]. (مسند أحمد 6/67-الحلية2/50-مجمع الزوائد9/242)

    وقال أبو الزناد : [ ما رأيت أحداً أروى للشعر من عروة ، فقيل له : ما أرواك ؟ قال : روايتي من عائشة].

    (5) وقال أبو موسى : [ ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة ، إلا وجدنا عندها فيه علماً ] (رواه الترمذى 3883) .


    - وقال الزهرى : [ لو اجتمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل ] (المستدرك4/11) .

    - وقال مسروق : [ رأيت مشيخة أصحاب رسول الله الأكابر يسألونها عن الفرائض] (الدرامى2/342 -الطبقات الكبرة 8/45).

    - وكان الشَعْبي يذكر عائشة فيعجب من فقهها وعلمها ثم يقول : [ ما ظنُّكم بأدب النبوة ؟ " هذه تربية النبي اللهمَّ صلّ عليه .]


    - قال بعضهم : [ لو كان لأبيها الصديق ذَكَرٌ مثلها لما خرج الأمر من يده ]

    (6) و عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : { لقدنزل بمكة على محمد صلى الله عليه و سلم وإني لجارية ألعببل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمروما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده}

    ومن أهم أسباب غزارة علمها إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله، وكانت(رضي الله عنها) تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبيصلى الله عليه و سلم فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله.
    وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها و علو بيانها.
    زد على هذا كله العلم الغزير الذى نقلته للأمة من سنة رسول الله العملية فى بيته

    عبادتها و زهدهـا و ورعها



    أما زهد هذه السيدة الجليلة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فقليلا ما تشهد صفحات القليل ما يقربه:



    * فعن القاسم بن محمد قال : [كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصوم حتى يزلقها الصوم " . أي يجهدها .]

    و قال: [ كانت تصومر الدهر لا تفطر إلا يوم فطر أو أضحى] (رواه ابن سعد فى الطبقات و رجاله ثقات 8/47)

    * وعن ابن المنكدر ، عن أم ذَرَّ وكانت صاحبة عائشة رضى الله عنها ، قالت : [ بعث إليها بمالٍ أراه ثمانين أو مئة ألفٍ فدعت بطبقٍ ، وهي يؤمئذٍ صائمة فجلست تقسم بين الناس ، فأمست وما عندها من ذلك درهمٌ واحد…… فلما أمست قالت : " يا جارية أين فطوري ؟ " فجاءتها بخبزٍ وزيت ، مئة ألف وزَّعتها وهي صائمة ، ولم تبقِ منها شيئاً ، فجاءت بخبزٍ وزيت ، قالت لها أم ذر : " أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهمٍ نفطر عليه ؟ فقالت عائشة: " لا تعنفينى و لكنتِ ذكرتينى لفعات"] (الطبقات الكبرى 8/46- الحلية2/47 رجاله ثقات)

    - وقال عروة : [ لقد رأيت عائشة رضي الله عنها تقسم سبعين ألفاً وإنها لترقع جيب دِرعها....، و قال: كانت عائشة لا تمسك شيئاً جاءها من رزق الله إلا تصدقت به ] (السمط الثمين ص88).



    * و عن ابن يمن المكى قال: [دخلت على عائشة رضى الله عنها و عليها درع قطرى ثمنه خمسة دراهم فقالت: "ارفع بصرك إلى جاريتى فانظر إليها فإنها تُزهى – تترفع- أن تلبسه فى البيت و قك كان منهم درع على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فما كانت إمرأة تُقيّن – تُزين- فى المدينة إلاأرسلت تستعيره ] (السمط الثمين 87)

    وفى الحديث أن النبى عليه السلام قال:
    {ياعائشة إِذَا أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِالرَّاكِبِ وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الأَغْنِيَاءِ وَلا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًاحَتَّى تُرَقِّعِيهِ} )رواه الذهبى فى ميزان الاعتدال2/292 )


    * و عن السيدة عائشة انها قالت
    {كان يأتيعلينا الشهر ما نوقد ناراً , إنما هو التمر و الماء إلا أن نؤتي باللحيم}(....البخارى 6458)

    * وعنها (رضي الله عنها ) قالت لعروة : {ابن أختى إنكنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهله في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلي اللهعليه وسلم نار.فقلت :"ما كان يعيشكم ؟
    قالت :"الأسودان التمروالماء,إلا أنه كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائحوكانوا يمنحون رسول الله صلي الله عليه وسلم من أبياتهم فيسقيناه }. (رواه البخارى 6459 )


    * وعنها (رضي الله عنها ) قالت :{توفي رسول الله صلي الله عليه وسلموما في بيتى من شئ يأكله ذو كبد الإشطر شعير في رف لى فأكلت منه حتى طال علي فكلتهففني}..(البخارى3097)

    * و عن عروة قال: [كنت إذا غدوت ابدأ ببيت عائشة رضى الله عنها فأسلم عليها فغدوت يوماً فاذا هى قائمة تسبح و تقرأ فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم و تدعو و تبكى و ترددها فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتى ثم رجعت فإذا هى قائمة كما هى تصلى و تبكى] (السمط الثمين ص90)

    * و عن يزيد ابن الأصم تلقيت عائشة و هى مقبلة من مكة أنا و إبن أختها ولدُ لطلحة قريب لميمونة و قد كنا وقعنا فى حائط بالمدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك فأقبلت على إبن أختها تلومه، ثم وعظته موعظة بليغة ، ثم قالت: {أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك فى بيت نبيه ، ذهبت و الله ميمونة و رمى حبلك على غاربك أما إنها كانت من أتقانا إلى الله و أوصلنا للرحم } (المستدرك 4/32- الطبقات 8/99)



    - فهكذا كان علمها و هكذا كان زهدها و عبادتها … لأنها تلميذة رسول الله صلى الله عليه و سلم تربت على منهجه و تزكت على يديه … فكانت أمة وحدها رضى الله عنها

  • #2
    الرد على الشبهات

    قال معترض: «ونتساءل عن حرب الجمل التي أشعلت نارها أم المؤمنين عائشة، إذ كانت هي التي قادتها بنفسها، فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها التي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىونسأل بأي حق استباحت أم المؤمنين قتال خليفة المسلمين علي ابن أبي طالب وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة....

    وجوابــه بعون الله:

    أن قوله إنها أشعلت نار حرب الجمل وقادتها بنفسها .فهذا من أظهر الكذب الذي يعلم فساده كل من له إطلاع على التأريخ وأحداث موقعة الجمل، وذلك أن هذه المعركة لم تقع بتدبير أحد من الصحابة لا علي ولا طلحة ولا الزبير ولا عائشة، بل إنما وقعت بغير اختيار منهم ولا إرادة لها، وإنما انشب الحرب بينهم قتلة عثمان لما رأوا أن الصحابة - رضي الله عنهم - أوشكوا على الصلح، كما نقل ذلك المؤرخون وصرح به العلماء المحققون للفتنة وأحداثها:

    يقول الباقلاني: « وقال جلة من أهل العلم إن الوقعة بالبصرة بينهم كانت على غير عزيمة على الحرب بل فجأة، وعلى سبيل دفع كل واحد من الفريقين عن أنفسهم لظنه أن الفريق الآخر قد غدر به، لأن الأمر كان قد انتظم بينهم وتم الصلح والتفرق على الرضا، فخاف قتلة عثمان من التمكن منهم والإحاطة بهم ، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا، ثم اتفقت أراؤهم على أن يفترقوا ويبدؤوا بالحرب سحرة في العسكرين ، ويختلطوا ويصيح الفريق الذي في عسكر علي: غدر طلحة والزبير، ويصيح الفريق الآخر الذي في عسكر طلحة والزبير: غدر علي، فتم لهم ذلك على ما دبروه، ونشبت الحرب، فكان كل فريق منهم مدافعاً لمكروه عن نفسه، ومانعاً من الإشاطة بدمه، وهذا صواب من الفريقين وطاعة لله تعالى إذا وقع، والامتناع منهم على هذا السبيل، فهذا هو الصحيح المشهور، وإليه نميل وبه نقول». (التمهيد في الرد على الملحدة ص233.)

    ويقول ابن العربي: [ وقدم علي البصرة وتدانوا ليتراؤوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم الحرب، وكثرت الغوغاء على البغواء، كل ذلك حتى لايقع برهان، ولا تقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإن واحداً في الجيش يفسد تدبيره فكيف بألف] (العواصم من القواصم ص159)

    ويقول ابن حزم: [ وأما أم المؤمنين والزبير وطلحة - رضي الله عنهم - ومن كان معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ولا طعنوا فيها... فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا إلى البصرة لحرب علي ولا خلافاً عليه ولا نقضاً لبيعته ... وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير، وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم فرُدِعُوا حتى خالطوا عسكر علي، فدفع أهله عن أنفسهم، وكل طائفة تظن ولا تشك أن الأخرى بدأتها بالقتال، فاختلط الأمر اختلاطاً لم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان، لعنهم الله لا يفترون من شب الحرب وإضرامها] (الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/238-239)


    ويقول ابن كثير واصفاً الليلة التي اصطلح فيها الفريقان من الصحابة: [وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورون، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس] (البداية و النهاية 7/5)

    ويقول ابن أبي العز الحنفي: [ فجرت فتنة الجمل على غير اختيار من علي ولا من طلحة والزبير، وإنما أثارها المفسدون بغيرإختيار السابقين ] (شرح العقيدة الطحاوية ص723(

    فهذه أقوال العلماء المحققين كلها متفقة على أن الحرب يوم الجمل نشأت بغير قصد من الصحابة ولا اختيار منهم، بل إنهم كانوا كارهين لها، مؤثرين الصلح على الحرب، ولم يكن لأي أحد من الصحابة أي دور في نشوبها ولا سعي في إثارتها، لا عائشة -رضي الله عنها- كما زعم هذا الرافضي ولا غيرها، وإنما أوقد جذوتها وأضــرم نارهــا سلف هذا الرافضي الحاقد، وغيرهم من قتلة عثمان - رضي الله عنه - وهو اليوم يرمي أم المؤمنين بذلك، فعليهم من الله ما يستحقون، ما أشد ابتلاء الأمة بهم، وأعظم جنايتهم عليها قديماً وحديثـــاً.

    وأما قوله: إنها خرجت من بيتها، وقد أمرها الله بالاستقرار فيه في قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولـى

    فالرد عليه: أن عائشة -رضي الله عنها- إنما خرجت للصلح بين المسلمين، ولجمع كلمتهم، ولما كانت ترجو من أن يرفع الله بها الخلاف بين المسلمين لمكانتها عندهم، ولم يكن هذا رأيها وحدها


    بل كان رأي بعض من كان حولها من الصحابة الذين أشاروا عليها بذلــك.
    يقول ابن العربي: « وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب، ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناسوبقوله: وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينهماوالأمر بالإصلاح ، مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثىحر أو عبد...»

    وقد صرحت عائشة نفسها بأن هذا هو سبب خروجها، كما ثبت ذلك عنها في أكثر من مناسبة وفي غيرما رواية.
    فروى الطبري أن عثمان بن حنيف - رضي الله عنه - وهو والي البصرة من قبل علي بن أبي طالب أرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- عند قدومها البصرة من يسألها عن سبب قدومها، فقالت: { والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطّي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار، ونزاع القبائل، غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم، ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين، ولا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناسفنهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل ، وأمر رسول الله صلى اللهعليه وسلم الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغيــــيره}.

    وروى ابن حبان أن عائشة -رضي الله عنها- كتبت إلى أبي موسى الأشعري والي علي على الكوفة: [فإنه قد كان من قتل عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر المسلمين].

    ولما أرسل علي القعقاع بن عمرو لعائشة ومن كان معها يسألها عن سبب قدومها، دخل عليها القعقاع فسلم عليها، وقال: [ أي أُمة ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّ إصلاح بين النـــاس]
    تاريخ الطبري 4/488، والبداية والنهاية لابن كثير 7/248.

    وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل جاء علي إلى عائشة -رضي الله عنها- فقال لها: (غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح).‎(نقله ابن العماد في شذرات الذهب 1/42)،



    وروى هذا الأثر بدون قولها: { ما أردت إلا الإصلاح} (الطبري في تأريخه 4/534))

    فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح بين المسلمين، وهذا سفر طاعة لا ينافي ما أمرت به من عدم الخروج من بيتها، كغيره من الأسفار الأخرى التي فيها طاعة لله ورسوله كالحج والعمرة.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على الرافضة في هذه المسألة: [فهي -رضي الله عنها- لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سفره، فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقد سافر بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كما سافر في حجة الوداع بعائشة -رضي الله عنها- وغيرها وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحججن كما كن يحججن معه في خلافة عمر- رضي الله عنه - وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان، أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً،فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك] (منهاج السنة 4/317-318.(

    وأما قوله: استباحت قتال خليفة المسلمين ... فقد تقدم إنها ما خرجت لذلك، وما أرادت القتال، وقد نقل الزهري عنها أنها قالت بعد موقعة الجمل: (إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً) [المغازي للزهري ص154]
    ولهذا ندمت -رضي الله عنها- بعد ذلك ندماً عظيماً على شهود موقعة الجمل، على ماروى ابن أبي شيبة عنها أنها قالت: { وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم أسر سيري هذا } [المصنف لابن أبي شيبة 7/543]


    وفي الكامل لابن الأثير أنها قالت للقعقاع بن عمرو: ( والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ).‎‎


    وموقف عائشة -رضي الله عنها- هذا هو موقف علي - رضي الله عنه - من الحرب بعد وقوعها.
    فقد روى ابن أبي شيبة: أن علياً قال يوم الجمل: ( اللهم ليس هذا أردت، اللهم ليس هذا أردت )
    وعنه - رضي الله عنه - أنه قال: ( وددت أني كنت مت قبل هذا بعشرين ســـنة)


    فثبت بهذا أن عائشة -رضي الله عنها- ما أرادت القتال أولاً، وندمت أن شهدته بعد وقوعه، فلئن كان ذنباً فهو مغفور لها من وجهين: بعدم القصد، وبالتوبة منه، هذا مع ما ثبت أنها خرجت لمقصد حسن وهو الصلح بين المسلمين، فهي بذلك مأجورة على قصدها مغفور لها خطؤها.
    وموقف علي - رضي الله عنه - من الحرب دليل على أنه يرى أنها حرب فتنة، ولهذا تمنى لو لم يدخلها، وأنه مات قبلها بعشرين سنة، وذلك لاشتباه الأمور فيها، ولكونه لم يظهر له أن في قتال مخالفيه يوم الجمل حقاً ظاهراً، ولو أنه كان يعتقد في مخالفيه ما يعتقده الرافضة فيهم من الكفر والردة عن الإسلام بحربهم لعلي - رضي الله عنه -، فإنه لو كان يعتقد فيهم هذا لما ندم على قتالهم ذلك الندم العظيم، ولفرح بقتلهم وقتالهم لما في ذلك من عز الإسلام وقمع أعدائه، ولما فيه من الأجر العظيم. كما حصل ذلك منه بعد قتال الخوارج -مع كونه لا يعتقد كفرهم- إلا أنه فرح بقتالهم فرحاً عظيماً، وكبر الله سروراً بقتلهم لمّا تأكد له وصفهم، الذي عهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك وجود ذي الثدية فيهم، على ما جاء ذلك مخرجاً في الصحيحين.‎)
    وفي هذا أكبر رد على هؤلاء الطاعنين في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المتهمين لهم بالعظائم، فلو كان لهم عقول لما حادوا عن موقف علي من مخالفيه الذي لم يكن يتهمهم في دينهم، ولا يذمهم بشيء مما يتشدق به هؤلاء الأفاكون المجرمون ، بل ثبت ثناؤه عليهم، ووصفه لهم بالإيمان والتقوى، واستغفاره لهم،. (نقلاً عن فضيلة الشيخ عثمان الخميس)..

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    10 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X