إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قلب عالم الكون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قلب عالم الكون

    قلب عالم الكون

    أتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر

    (الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام)

    يقول سيد الموحدين وأمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام : " الإنسان الصغير هو العالم الأصغر ، كما أن العالم الأكبر هو الإنسان الأكبر" .

    لكل من الأعضاء والجوارح في كيان الإنسان أسرة كبيرة ، ومجموعات معقدة . . .

    فالباصرة تحتوي على القرنية ، والقزحية ، والشبكية ، وسائر الطبقات المشحونة بالأسرار العجيبة .

    والسامعة تتكون من الصماخ ، والدهليز ، والعظام الأربعة ( التي هي العدسية ، والركابية ، والمطرقة ، والسندان ) وما بداخلها من شعيرات وأعصاب !!

    وكذا الأنف والفم والأسنان ومخارج الأصوات ، والأوتار الصوتية ، وأعصاب والشم والذوق ، وسائر الأدوات والآلات الظاهرية من اليد والرجل والأصابع والشعر والأظفار .

    وإذا انتقلنا إلى الأعضاء الداخلية ، وجدنا علاماً من الدقة والنظام !!

    إن النظام الخاص بها يبعث على الدهشة ، ويحير الألباب .

    انظر مثلاً إلى المخ والمخيخ وبصلة النخاع ، والنخاع الشوكي ، والسلسلة العصبية . . . تجد ما يدهش من دقة الصنع .

    وانظر إلى القلب والشرايين والأوردة ، والدورة الدموية الكبرى ، والدورة الدموية الصغرى ، والعروق ، والشعيرات الدموية ، تشاهد من عظمة الإبداع ما لا يوصف .

    لا حظ الكبد والرئتين والكلية والمثانة والمعدة والأمعاء الدقيقة ، والأمعاء الغليظة ، تجد أن كلا منها أمة مستقلة ، وكيان برأسه ، ومصنع كبير واسع .
    كل عضو فينا جامعة مملوءة بالعلماء ، ولجنة تضم الأطباء والمختصين بالتغذية ، وفريق من الصيادلة ، وأفواج من الجيش ، وجهاز إداري كامل !!

    ومع ذلك فهي تتعاون فيما بينها فكل مجموعة تكمل عمل المجموعات الأخرى ، في حين قد لا يحس أي منها بوجود الأجهزة المجاورة ، ولا يعرف شيئاً عن الارتباط الحاصل معها .
    * * *
    لكن يوجد في عاصمة هذه المملكة الواسعة الأرجاء ، وفي وسط هذه الطوائف المختلفة ، موجود ممتاز ، وسلطان عادل ، ومدبر قدير ، ومشرف كفؤ ، وشعور كامل ، وعقل مدبر ، ورسول هاد ، وإمام قائد ، يربط بين أعمال هذه الأعضاء كلها ، ويصل بين مجاميع الروح والجسد ،فيؤلف منها عالماً حاساً ، متطوراً ، نامياً ، متحركاً بالإرادة ، عالماً بالكليات ، أهلا للتكامل والرقي ، وبيده مفتاح كل المشاكل والصعوبات ، ويسمى بالإنسان . . .

    هذا الحاكم ، القائد ، واملوجه ، هو روحه ونفسه ، أو عقله ، أو حقيقة ذاته . . . الذي هو في الواقع : الصادر الأول في هذا العالم الأصغر .

    وقد خلق مطابقاًً للإنسان الأكبر ، والعالم الأكبر ، الذي يتشكل من الثوابت والسيارات والأقمار ، والمجردات ، والسدم .

    هذه الشموس العظيمة ، وتلك السيارات التي لا تعد ، والأقمار الكثيرة ، والحركة الدائبة في الفضاء الرحب ، وهذه الكرات السابحة ، ومليارات من الكواكب والنفوس التي لا تحصى . . . يقوم بعضها بعضاً ، ويشد بعضها أزر بعض ، وتتناسق مدارات الجاذبية والاستقرار فيما بينها ، ومع ذلك فكل منها يجهل كل شيء عن الآخر .

    من هو العقل المفكر ، والشعور الواعي ، والقائد المنظم لهذه الجماهير الصاخبة ، والمعلقات الثقيلة في الثريا ، والعناصر المتفاوتة ، والقوى المتضادة ؟

    من هو – يا ترى – المحور لهذه الحركات المنظمة ؟ !

    من الذي يحتل دور الروح أو العاقلة الإنسانية في هاذ الجسم العظيم للكون ؟!
    من هو الحاكم في مملكة السماوات والأرضيين ، والذي يربطها ببعض ، ويوجد الانسجام والتناسق بين أجزائها ؟

    إنه – بلا ريب – الصادر الأول !!

    أو عبر عنه بالعقل الكلي !!

    أو الحقيقة المحمدية ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . التي يقول الباري عز اسمه مخاطباً رسوله (ص) :
    " لولاك لما خلقت الأفلاك "
    * * *
    إن معنى هذه الجملة بسيط جداً ، وربما يحاول البعض أن يتعب نفسه في توضيح وشرح هذه العبارة .

    وأفضل المفسرين من يثبت كون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو العلة الغائية من الخلق والإيجاد ، في حين أن تلك الحقيقة النورية إنما هي في الواقع روح الإيجاد ، وجوهر أعراض التكوين .

    إن الهدف الأصلي للباري تعالى في إيجاد الكون هو تلك الذات المشعة ، أما سائر الموجودات فهي فروع هذه الدوحة المباركة ، وأغصان تلك الشجرة الطبية . . .

    وبالتاي فهو المقصود بالأصل ، وسائر المخلوقات تابعة له .

    كمال أن المقصود الأول من خلق الإنسان – العالم الأصغر – هو الحقيقة الإنسانية فقط ، والأعضاء والجوارح كلها تابعة لتلك الحقيقة ، وأمرها وتدبيرها خاضع لقدرة النفس الناطقة ، وإرادة الحقيقة الإنسانية . . .

    بإذن الله تعالى وإرادته طبعاً !!
    * * *
    وأخيراً . . .

    فإن مدبر علام التكوين هو أستاذ جامعة التشريع ذاته ، وولايته على طبق نبوته ، لكن يؤدي واجبه بأمر الرحمن وإمداده .

    يقول أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح :
    "ألفت بقدرتك الفرق "

    وهذا خطاب للباري تعالى الذي آلف بين الفرق المختلفة .
    * * *
    لقد سمعت وقرأت لبعض الفضلاء والباحثين ، أنهم يعبرون عن الباري جل وعلا بروح العالم الكبير ، وشعور الكون ، ويقرنون الخالق الذي ليس كمثله شيء بالعقل الإنساني .

    وهذا غلط فاحش ، وذيب لا يفر .

    سبحان ربي العظيم وبحمده .

    إن الخالق المتعال أسمى من أن يكون جزءاً من عالم الكون ، إنه موجد الكون لا جزء منه .

    إنه خالق الوعي والشعور ، لا وعي الخلق وشعور الخليقة !!

    مضافاً إلى أن الخالق العليم والقادر ، نسبته إلى الآفاق والأنفس ، في البوبية والتدبير ، واحدة ، ولا فرق في ساحة ربوبيته في ذلك .

    فكلما خلق العالم الأصغر ، وجعل له قائداً ومدبراً ، يدبر أمور الجسم والجسم والروح بأمره تعالى ومدده ، وعلى أثر هذا التدبير وهذه الإدارة ترتبط أجزاء الجسم والأجهزة المختلفة في مملكة البدن فيما بينها وتسير نحو هدف موحد ، وتصل إلى نتيجة واحدة . . .

    كذلك جعل للعالم الأكبر قائداً ودليلاً وميراً ومدبراً ، ربط بين جميع أصناف المخلوقات في ظل هذا التدبير ، وهذا كله بيد العقل الكلي والصادر الأول .

    لقد جعل سبحانه هذا الموجود الممتاز ، وعي عالم الكون ، ومظهر قدرة ذي الجلال ، ونموذجاً كاملاً لصفات الجلال والعظمة .

    وفي الحقيقة ، فان كلا القائدين والدليلين أداة بيد الفياض المطلق ، والناطق الرسمي لخالق الوجود ، الواسطة بين الخالق المتعال والخلق ، ويكتسب كل منهما – بلا انقطاع – من مقام المشيئة الآلهية والخلاقية المطلقة الفيض ، ليوصله إلى المخلوقات الخاضعة تحت تدبيره .

    ولولا ذلك ، فان الخالق العظيم ، والبارئ المنزه عن المثيل والشبيه ، أجل وأسمى من أن يكون وعي المخلوقات ، وعضواً من هذه الأسرة الكبيرة التي تسمى بعالم الخليقة .

    وكما أن الإحاطة والهيمنة الحقيقة لجوهر الإنسان ، الذي يقود الأعضاء والجوارح ومليارات النفوس المجهرية التي هي ( أول ما خلق الله ) في العالم الأصغر ، لا تورد نقصاً تجاه الخالق المتعال ، ولا تسبب الشرك !!!

    كذلك الوساطة والسفارة التكوينية للصادر الأول تجاه الإنسان الكير لا غرابة في ه، ولا يوجب الشرك أو التفويض. . .

    وإذ كان هو ( أول ما خلق الله ) فهو الواسطة بين الحق تعالى والخلق ، وهو مركز الجاذبية لكافة دوائر الإيجاد ، والقائد العام لجنود السماوات والأرض .

    ولهذا ورد في الحديث :
    " أول ما خلق الله نور نبيك ، ياجابر "

    مثال آخر :
    الذرة تحتوي على نواة مركزية ، تعتبر مركزا للجاذبية ، والإلكترونات بمثابة الكواكب والأقمار .

    والعالم الأكبر مع جميع المخلوقات وأنواع المكونات ، على ما هي عليه التباين والإختلاف في الأنواع والأجناس ، والكيفية والكمية ، والجهات والحركات ، في تسير باتجاه واحد ، وتتعاون فيما بينها .

    هنا ، وعلى غرار تلك الذرة والنواة المركزية ، يوجد قطب عظيم ، ومركز خطير ، ونقطة ثقيلة ، جعل الحكيم المقتدر سبحانه فيه جاذبية مدهشة ، بفضلها تسير جميع الأفلاك وتدور في صراط التكوين ، وتجعل ذلك الوجود المقدس ، محوراً لحركتها ودورانها .
    ( سنة الله . . . ولن تجد لسنة الله تبديلاً ).

    وقد روى الشيخ الصدوق في ( الخصال ) عن الإمام الصادق عليه السلام : أن لله اثني عشر ألف عالماً ، كل عالم أكبر من جميع السماوات السبع والأرضيين السبع ، وكل منها لا يرى أن الله تعالى خلق عالماً سواها ، وأنا حجة الله على جميع تلك العوالم .
    ولنعم ما استدل به هشام بن الحكم في مناظرته مع عمروا بن عبيد المعتزلي ، ففي خير شاهد على ما نقول :

    ولقد أوردت الاستدلال بكامله في كتابي ( أحكام الشيعة ) و ( أحكام شيعيان) وقسم أصول الدين .

    لقد استدل هشام لإثبات الجانب التشريعي ، ونحن نثبت كلا الجانبين : التشريعي والتكويني ، لأن الدليل يصلح لكلا القسمين .

    والسلام على من ابتع الهدى .
    المصدر{ الرساله الإنسانيه }

  • #2
    شكرا لك عزيزي الممرض بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      اللهم صلِ على محمد و آل محمد

      آجركم الله أخي الفاضل

      تعليق


      • #4
        مشكورين على قرآءة موضوعي والرد

        تعليق


        • #5
          لا فض فوك
          و سلمت يمناك

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم
            مشكور عزيزنا
            وجعله الله جزاءك الجنه
            بأمان الله

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
            استجابة 1
            11 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
            بواسطة ibrahim aly awaly
             
            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
            ردود 2
            13 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
            بواسطة ibrahim aly awaly
             
            يعمل...
            X