قوله تعالى
(اني جاعلك للناس اماما) ودلالته على عصمة الامام ]
مسألة :
قال اللّه تعالى
(و اذا بتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ).
شـرح
ذلك
لما أتم ابراهيم كلمات اللّه
وتلك الكلمات بناء البيت
والمناسك المتعلقة به
وذبـح ولده
وابعاد اسماعيل و امه هاجر عن سارة
و أ ن اللّه تعالى اءخبر عن فضائل شيعة على (ع ) ودرجاتهم عند القيامة
قال
الهي أساءلك بمحمد وعلى أن تجعلني من شيعة على .
فاءجاب دعاءه . ومن ذلك قوله تعالى (و ان من شيعته لابراهيم ).
فـقـال اللّه تـعـالـى (انـي جـاعـلـك لـلـنـاس امـامـا) اكـرامـا لـك بـاتـمـام الـكـلـمـات .
وأضـافـه الـى نـفـسـه لـيـعـلـم الـنـاس
أ ن الـتـأمـيم
و الاسـتـخلاف منه تعالى وبنصبه موضعه
كما قال اللّه تعالى : (اللّه اعـلـم حـيـث يـجـعـل رسالته )
وأن ليس لنا اختياره ولا أثر فيه لاجماعنا ولـبـيـعـتـنـا به
كما قال تعالى (و ربك يخلق ما يشء ويختار ما كان لهم الخيرة ).
وعـلـم ابـراهـيم دأبه تعالى أ نه يجعل هذا الامر بالوراثة
كما قال : (ذرية بعضها مـن بعض )
أراد اءن يعرف حال ذريته في اطراد الحكم فيهم ليطمئن به قـلـبـه ,
فـقـال : (ومـن ذريتي )أورد (بمن ) التبعيض لما علم اء ن من ذريته من لا يستحق الامـامـة
فاللّه تعالى أجابه مطلقا
لامعينا على لفظ, يدخل فيه جميع الخلفاء الى يوم القيامة .
فقال : من كان في الدنيا ظالما من ذريتك أو من غير ذريتك لا ينال عهدي الذي هوالامامة .
ولا يـنـال عـهـدي سـالـبـة كـلـيـة دائمـة .
مـثـل مـا قال اللّه تعالى : (لا ينفع مال ولابـنـون )
وقـال : (يـوم لا يـنـفـع الظالمين معذرتهم )
(ولا يظلم ربـك احـدا)
(ولا يـسـاءل حـمـيـم حـميما)
(ولا يخفف عنهم من عذابها).
هذه وأمثالها منفية انتفاء الحكم عن محله الى أبد الاباد.
والظالم من يضع الشئ في غير موضعه
فعلى هذه كان أبوبكر و عمر يظلمان سنين متطاولة في وضع الجبهة عند ما لا يستحقه وهو الظلم .
فقال اللّه تعالى (والكافرون هم الظالمون )
وقال : (ان الشرك لظلم عظيم )
وادعـاء الـخـلافـة دون العترة .
ولم يحكما بية الغدير وغيرها
والاخبار الواردة من الرسول لعلي واءهل بيته
و بية المواريث لفاطمة (س ),
وبخبر (البينة على المدعي واليمين على من أنكر).
كـانت فاطمة (س ) صاحب اليد لفدك وطلبوا منها البينة .
ولما أحضرتها ذوي عدل مثل عـلـى والـحسن والحسين (ع ) وام اءيمن وغيرهم لم يحكموابها . قال اللّه تعالى في ذلك : (ومن لم يحكم بما انزل اللّه فالئك هم الظالمون )
ولـمـا ثـبـت الظلم عنهما ثبت أنهما دخلا في آية عامة متناولة لسائر من لايستحق الـخلافة الى يوم القيامة
وهي قوله تعالى : (لا ينال عهدى الظالمين ).
فلايستحقان الخلافة ولامن ماثلهما
من العباسية والتيمية والاموية وغيرهم . فصل
تعليق