السلام عليكم و رحمة الله
26 من الرجب الاصب ذكري وفاة السيد الكريم ابي طالب عليه السلام و لذا نشير الي بعض مناقبه و فضائله عليه السلام اخذا من العلامة الجليل فخر الشيعة الاميني صاحب الغدير رحمه الله:
هؤلاء شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يشك أحد منهم في إيمان أبي طالب عليه السلام ويرونه في أسمى مراقيه وعلى صهوته العليا آخذين ذلك يداً عن يد حتى ينتهي الدور إلى الصحابة منهم والتابعين لهم بإحسان، ومذعنين في ذلك بنصوص أئمتهم عليهم السلام بعد ما ثبت عن جدهم الأقدس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال المعلم الاكبر شيخنا المفيد في أوائل المقالات (1) (ص 45): أتفقت الإمامية على ان آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن آدم إلى عبد الله مؤمنون بالله عز وجل موحدون. إلى أن قال: وأجمعوا على أن عمه ابا طالب مات مؤمناً، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد إلخ.
وقال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في التبيان (2) (2 / 398): عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليه السلام أن أبا طالب كان مسلماً، وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه، ولها على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم.
وقال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان (3) (2 / 287): قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة؛ لأنهم أحد الثقلين اللذين مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهما بقوله: «إن تمسكتم بهما لن تضلوا».
(1) أوائل المقالات: ص 51.
(2) التبيان: 8 / 164.
(3) مجمع البيان: 4 / 444.
وقال سيدنا ابن معد الفخار: لقد كان يكفينا من الاستدلال على إيمان أبي طالب عليه السلام إجماع أهل بيت رسول الله صلى الله هليه وآله وسلم وعليهم أجمعين وعلماء شيعتهم على إسلمه واتفاقهم على إيمانه، ولو لم يرد عنه من الأفعال التي لا يفعلها إلا المؤمنون،
والأقوال التي لا يقولها إلا المسلمون، ما يشهد له بصحة الإسلام وتحقيق الإيمان، إذ كان إجماعهم حجة يعتمد عليها ودلالة يصمد ليها، كتاب الحجة (1) (ص 13).
وقال شيخنا الفتال في روضة الواعظين (2) (ص 120): أعلم أن الطائفة المحقة قد أجمعت على أن أبا طالب، وعبد الله بن عبد المطلب، وآمنة بنت وهب، كانوا مؤمنين وإجماعهم حجة.
وقال سيدنا الحجة ابن طاووس في الطرائف (3) (ص84): إنني وجدت علماء هذه العترة مجمعين على إيمان أبي طالب. وقل (4) في (ص 87): لا ريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب من الأجانب، وشيعة أهل البيت عليهم السلام مجمعون على ذلك، ولهم فيه مصنفات، وما رأينا ولا سمعنا أن مسلماً أحوجوا فيه إلى مثل ما أحوجوا في إيمان أبي طالب، والذي نعرفه منهم أنهم يثبتون إيمان الكافر بأدنى سبب وبأدنى خبر واحد وبالتلويح، وقد بلغت عدواتهم لبني هاشم إلى إنكار ايمان أي طالب مع ثبوت ذلك عليه بالحجج الثواقب، إن هذا من جملة العجائب.
وقال ابن أبي الحديد في شرحه (5) (3 / 311): اختلف الناس في إيمان أبي طالب؛ فقالت الإمامية وأكثر الزيدية: ما مات إلا مسلماً، وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك؛ منهم الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما.
وقال العلامة المجلسي في البحار (6) (9 / 29): قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه قد آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول الأمر، ولم يعبد صنماً قط بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى إن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك،
(1) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 64.
(2) روضة الواعظين: 1 / 138.
(3) الطرائف: ص 298.
(4) المصدر السابق: ص 306.
(5) شرح نهج البلاغة: 14 / 65 كتاب 9.
(6) بحار الأنوار: 35 / 138 ح 84.
وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً (1) في ذلك كما لا يخفى على من تتبع كتب الرجال.
ومستند هذا الإجماعات إنما هو ما جاء به رجالات بيت الوحي في سيد الأبطح، وإليك أربعون حديثاً:
1 ـ أخرج شيخنا أبو علي الفتال وغيره عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب». وزاد في رواية: «وفاطمة بنت أسسد» (2). ورضة الواعظين (3) (ص 121).
راجع (4) الكافي لثقة الإسلام الكليني (ص 242)، معاني الأخبار للصدوق، كتاب الحجة للسيد فخار بن معد (ص 8)، ورواه شيخنا المفسر الكبير أبو الفتوح الرازي في تفسيره (4 / 210) ولفظه: «إن الله عز وجل حرم على النار صلباً أنزلك، وبطناً حملك، وثديً أرضعك، وحجرا كفلك».
(1) ستوافيك عدة ممن أفرد لتأليف في إيمان أبي طالب عليه السلم. (المؤلف)
(2) راجع ما سلفناه: ص 378. (المؤلف)
(3) روضة الواعظين: 1 / 139.
(4) أصول الكافي: 1 / 446 ح 21، معاني الاخبار: ص 136 ح 1، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 48 تفسير بو الفتوح الرازي: 8 / 470.
2 ـ عن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: «هبط علي جبرئيل فقال لي: يا محمد إن الله عز وجل مشفعك في ستة: بطن حملتك آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب، وحجر كفلك أبو طالب، وبيت آواك عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية، وثدي رضعك حليمة بنت ابي ذؤيب».
رواه السيد فخار بن معد في كتاب الحجة (1) (ص 8).
3 ـ روى شيخنا المعلم الأكبر الشيخ المفيد بإسناد يرفعه قال: لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فآذنه بموته فتوجع توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً ثم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: «إمض يا علي فتول أمره، وتول غسله وتحنيطه وتكفينه؛ فإذا رفعته على سريره فإعلمني». ففعل ذلك امير المؤمنين عليه السلام، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق وتحزن، وقال: «وصلتك رحم وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً»، ثم أقبل على الناس وقال: «أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين».
وفي لفظ شيخنا الصدوق: «يا عم كفلت يتيماً، وربيت صغيراً، ونصرت كبيراً فجزاك الله عني خيراً» (2).
راجع (3): تفسير علي بن إبراهيم (ص 355)، أمالي ابن بابويه الصدوق، الفصول المختارة لسيدنا الشريف المرتضى (ص 80)، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (ص 67)، بحار الأنوار (9 / 15)، الدرجات الرفيعة لسيدنا الشيرازي، ضياء العالمين.
(1) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 48.
(2) راجع ما مر في صفحة: 373. (المؤلف)
(3) تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1 / 380، الأمالي: ص 330، الفصول المختارة: ص 228، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 265، بحار الأنوار: 35 / 68، الدرجات الرفيعة: ص 61.
4 ـ عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما ترجو لأبي طالب؟ فقال: (0كل الخير أرجو من ربي عز وجل».
كتاب الحجة (1) (ص 15)، الدرجات الرفيعة (2). راجع ما أسلفناه (ص 373).
5عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعقيل بن أبي طالب" «أنا أحبك يا عقيل حبين: حباً لك وحباً لأبي طالب لأنه كان يحبك» (3).
علل الشرئع لشيخنا الصدوق، الحجة (ص 34)، بحار الأنوار (9 / 16) (4).
6 ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي وعمي وأخ {كان} (5) لي مواخياً في الجاهلية». تفسير علي بن إبراهيم (ص 355، 490)، تفسير البرهان (6) (3 / 794). راجع ما أسلفناه في صفحة (378).
(1) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب: ص 71.
(2) الدرجات الرفيعة: ص 48.
(3) راجع ما أسلفناه: ص 375. (المؤلف)
(4) علل الشرائع: 1 / 162، الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 179، بحار الأنوار: 35 / 75.
(5) من المصدر.
(6) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 25، 142، تفسير البرهان: 3 / 23.
7 ـ عن الإمام السبط الحسين بن علي عن والده أمير المؤمنين أنه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار، فثقال له: «مه فض الله فاك، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام».
المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان (1)، كنز الفوائد للكراجكي (ص 80)، أمالي ابن الشيخ (ص 192)، احتجاج الطبرسي كما في البحار، تفسير أبي الفتوح (4 / 211)، الحجة (ص 15)، الدرجات الرفيعة، بحار الأنوار (9 / 15)، ضياء العالمين، تفسير البرهان (3 / 794) (2).
8 ـ عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: «والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط»: قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلون إلى لبيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به».
رواه (3) شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين (ص 104)، والشيخ أبو الفتوح في تفسيره (4 / 210)، والسيد في البرهان (3 / 795).
9 ـ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال علي عليه السلام: «إن أبي حين حضره الموت شهده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرني عنه بشيء خير لي من الدنيا وما فيها».
رواه بإسناده السيد فخار بن معد في كتاب الحجة (4) (ص 23)، وذكره الفتوني في ضياء العالمين.
(1) محمد بن أحمد القمي الفامي أحد مشايخ شيخ الطائفة الطوسي والكراجكي والكتاب مخطوط موجود عندنا. (المؤلف)
(2) المناقب المائة: ص 161، كنز الفوائد: 1 / 183، أمالي الطوسي: ص 305 ح 612، الاحتجاج: 1 /546 ح 133، تفسير أبي الفتوح: 8 / 471، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 72، الدرجات الرفيعة: ص 50، بحار الأنوار: 35 / 69، تفسير البرهان: 3 / 231.
(3) كمال الدين: ص 174، تفسير أبي الفتوح: 8 / 470، تفسير البرهان: 3 / 232.
(4) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 112.
و للموضوع تتمة
26 من الرجب الاصب ذكري وفاة السيد الكريم ابي طالب عليه السلام و لذا نشير الي بعض مناقبه و فضائله عليه السلام اخذا من العلامة الجليل فخر الشيعة الاميني صاحب الغدير رحمه الله:
هؤلاء شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يشك أحد منهم في إيمان أبي طالب عليه السلام ويرونه في أسمى مراقيه وعلى صهوته العليا آخذين ذلك يداً عن يد حتى ينتهي الدور إلى الصحابة منهم والتابعين لهم بإحسان، ومذعنين في ذلك بنصوص أئمتهم عليهم السلام بعد ما ثبت عن جدهم الأقدس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال المعلم الاكبر شيخنا المفيد في أوائل المقالات (1) (ص 45): أتفقت الإمامية على ان آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن آدم إلى عبد الله مؤمنون بالله عز وجل موحدون. إلى أن قال: وأجمعوا على أن عمه ابا طالب مات مؤمناً، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد إلخ.
وقال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في التبيان (2) (2 / 398): عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليه السلام أن أبا طالب كان مسلماً، وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه، ولها على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم.
وقال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان (3) (2 / 287): قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة؛ لأنهم أحد الثقلين اللذين مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهما بقوله: «إن تمسكتم بهما لن تضلوا».
(1) أوائل المقالات: ص 51.
(2) التبيان: 8 / 164.
(3) مجمع البيان: 4 / 444.
وقال سيدنا ابن معد الفخار: لقد كان يكفينا من الاستدلال على إيمان أبي طالب عليه السلام إجماع أهل بيت رسول الله صلى الله هليه وآله وسلم وعليهم أجمعين وعلماء شيعتهم على إسلمه واتفاقهم على إيمانه، ولو لم يرد عنه من الأفعال التي لا يفعلها إلا المؤمنون،
والأقوال التي لا يقولها إلا المسلمون، ما يشهد له بصحة الإسلام وتحقيق الإيمان، إذ كان إجماعهم حجة يعتمد عليها ودلالة يصمد ليها، كتاب الحجة (1) (ص 13).
وقال شيخنا الفتال في روضة الواعظين (2) (ص 120): أعلم أن الطائفة المحقة قد أجمعت على أن أبا طالب، وعبد الله بن عبد المطلب، وآمنة بنت وهب، كانوا مؤمنين وإجماعهم حجة.
وقال سيدنا الحجة ابن طاووس في الطرائف (3) (ص84): إنني وجدت علماء هذه العترة مجمعين على إيمان أبي طالب. وقل (4) في (ص 87): لا ريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب من الأجانب، وشيعة أهل البيت عليهم السلام مجمعون على ذلك، ولهم فيه مصنفات، وما رأينا ولا سمعنا أن مسلماً أحوجوا فيه إلى مثل ما أحوجوا في إيمان أبي طالب، والذي نعرفه منهم أنهم يثبتون إيمان الكافر بأدنى سبب وبأدنى خبر واحد وبالتلويح، وقد بلغت عدواتهم لبني هاشم إلى إنكار ايمان أي طالب مع ثبوت ذلك عليه بالحجج الثواقب، إن هذا من جملة العجائب.
وقال ابن أبي الحديد في شرحه (5) (3 / 311): اختلف الناس في إيمان أبي طالب؛ فقالت الإمامية وأكثر الزيدية: ما مات إلا مسلماً، وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك؛ منهم الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما.
وقال العلامة المجلسي في البحار (6) (9 / 29): قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه قد آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول الأمر، ولم يعبد صنماً قط بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى إن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك،
(1) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 64.
(2) روضة الواعظين: 1 / 138.
(3) الطرائف: ص 298.
(4) المصدر السابق: ص 306.
(5) شرح نهج البلاغة: 14 / 65 كتاب 9.
(6) بحار الأنوار: 35 / 138 ح 84.
وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً (1) في ذلك كما لا يخفى على من تتبع كتب الرجال.
ومستند هذا الإجماعات إنما هو ما جاء به رجالات بيت الوحي في سيد الأبطح، وإليك أربعون حديثاً:
1 ـ أخرج شيخنا أبو علي الفتال وغيره عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب». وزاد في رواية: «وفاطمة بنت أسسد» (2). ورضة الواعظين (3) (ص 121).
راجع (4) الكافي لثقة الإسلام الكليني (ص 242)، معاني الأخبار للصدوق، كتاب الحجة للسيد فخار بن معد (ص 8)، ورواه شيخنا المفسر الكبير أبو الفتوح الرازي في تفسيره (4 / 210) ولفظه: «إن الله عز وجل حرم على النار صلباً أنزلك، وبطناً حملك، وثديً أرضعك، وحجرا كفلك».
(1) ستوافيك عدة ممن أفرد لتأليف في إيمان أبي طالب عليه السلم. (المؤلف)
(2) راجع ما سلفناه: ص 378. (المؤلف)
(3) روضة الواعظين: 1 / 139.
(4) أصول الكافي: 1 / 446 ح 21، معاني الاخبار: ص 136 ح 1، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 48 تفسير بو الفتوح الرازي: 8 / 470.
2 ـ عن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: «هبط علي جبرئيل فقال لي: يا محمد إن الله عز وجل مشفعك في ستة: بطن حملتك آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب، وحجر كفلك أبو طالب، وبيت آواك عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية، وثدي رضعك حليمة بنت ابي ذؤيب».
رواه السيد فخار بن معد في كتاب الحجة (1) (ص 8).
3 ـ روى شيخنا المعلم الأكبر الشيخ المفيد بإسناد يرفعه قال: لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فآذنه بموته فتوجع توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً ثم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: «إمض يا علي فتول أمره، وتول غسله وتحنيطه وتكفينه؛ فإذا رفعته على سريره فإعلمني». ففعل ذلك امير المؤمنين عليه السلام، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق وتحزن، وقال: «وصلتك رحم وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً»، ثم أقبل على الناس وقال: «أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين».
وفي لفظ شيخنا الصدوق: «يا عم كفلت يتيماً، وربيت صغيراً، ونصرت كبيراً فجزاك الله عني خيراً» (2).
راجع (3): تفسير علي بن إبراهيم (ص 355)، أمالي ابن بابويه الصدوق، الفصول المختارة لسيدنا الشريف المرتضى (ص 80)، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (ص 67)، بحار الأنوار (9 / 15)، الدرجات الرفيعة لسيدنا الشيرازي، ضياء العالمين.
(1) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 48.
(2) راجع ما مر في صفحة: 373. (المؤلف)
(3) تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1 / 380، الأمالي: ص 330، الفصول المختارة: ص 228، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 265، بحار الأنوار: 35 / 68، الدرجات الرفيعة: ص 61.
4 ـ عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما ترجو لأبي طالب؟ فقال: (0كل الخير أرجو من ربي عز وجل».
كتاب الحجة (1) (ص 15)، الدرجات الرفيعة (2). راجع ما أسلفناه (ص 373).
5عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعقيل بن أبي طالب" «أنا أحبك يا عقيل حبين: حباً لك وحباً لأبي طالب لأنه كان يحبك» (3).
علل الشرئع لشيخنا الصدوق، الحجة (ص 34)، بحار الأنوار (9 / 16) (4).
6 ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي وعمي وأخ {كان} (5) لي مواخياً في الجاهلية». تفسير علي بن إبراهيم (ص 355، 490)، تفسير البرهان (6) (3 / 794). راجع ما أسلفناه في صفحة (378).
(1) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب: ص 71.
(2) الدرجات الرفيعة: ص 48.
(3) راجع ما أسلفناه: ص 375. (المؤلف)
(4) علل الشرائع: 1 / 162، الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 179، بحار الأنوار: 35 / 75.
(5) من المصدر.
(6) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 25، 142، تفسير البرهان: 3 / 23.
7 ـ عن الإمام السبط الحسين بن علي عن والده أمير المؤمنين أنه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار، فثقال له: «مه فض الله فاك، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام».
المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان (1)، كنز الفوائد للكراجكي (ص 80)، أمالي ابن الشيخ (ص 192)، احتجاج الطبرسي كما في البحار، تفسير أبي الفتوح (4 / 211)، الحجة (ص 15)، الدرجات الرفيعة، بحار الأنوار (9 / 15)، ضياء العالمين، تفسير البرهان (3 / 794) (2).
8 ـ عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: «والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط»: قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلون إلى لبيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به».
رواه (3) شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين (ص 104)، والشيخ أبو الفتوح في تفسيره (4 / 210)، والسيد في البرهان (3 / 795).
9 ـ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال علي عليه السلام: «إن أبي حين حضره الموت شهده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرني عنه بشيء خير لي من الدنيا وما فيها».
رواه بإسناده السيد فخار بن معد في كتاب الحجة (4) (ص 23)، وذكره الفتوني في ضياء العالمين.
(1) محمد بن أحمد القمي الفامي أحد مشايخ شيخ الطائفة الطوسي والكراجكي والكتاب مخطوط موجود عندنا. (المؤلف)
(2) المناقب المائة: ص 161، كنز الفوائد: 1 / 183، أمالي الطوسي: ص 305 ح 612، الاحتجاج: 1 /546 ح 133، تفسير أبي الفتوح: 8 / 471، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 72، الدرجات الرفيعة: ص 50، بحار الأنوار: 35 / 69، تفسير البرهان: 3 / 231.
(3) كمال الدين: ص 174، تفسير أبي الفتوح: 8 / 470، تفسير البرهان: 3 / 232.
(4) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 112.
و للموضوع تتمة
تعليق