دعا المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله إلى إجراء حوار جدي بين الشيعة والتيارات السلفية وخاصة "الوهابية"، مشددًا على ضرورة توفر عدة شروط في هذا الحوار حتى يكلل بالنجاح على رأسها "النيات الصادقة والانفتاح والصراحة العلمية".
وقال فضل الله في بيان وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه اليوم الأحد: "إننا نؤكد ضرورة أن يتحرك الحوار الجدي بين المسلمين الشيعة وبين التيارات السلفية، خصوصا الوهابية التي تتحرك بعض آرائها الاجتهادية في شكل حاد سواء بالنسبة للشيعة أو لبعض السنة، مما يمكن من أن تخف حدته من خلال الانفتاح الفكري والثقافي".
وبرغم تشديده على "أهمية العمل للحوار وخصوصا بين الأديان والمذاهب على المستويين العالمي والمحلي" فإنه لفت إلى أن "مفردة الحوار دخلت في إطار الاستهلاك السياسي والإعلامي".
وتابع قائلا: "إننا في هذه الظروف نشعر بضرورة العمل لحوار إسلامي- إسلامي لا يبقى في الأبراج العاجية أو يستهلك نفسه في إطار المجاملات أو الحركة الإعلامية، بل يتحرك على المستوى الميداني في شكل فاعل منتج في حركة المفكرين والمثقفين السنة والشيعة".
ويقصد بـ"الوهابية" أتباع فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- الذي نشر الفكر السلفي في المملكة العربية السعودية خلال القرن الـ18، ومن ثم انتقلت أفكاره منها إلى العديد من أقطار العالم.
شروط النجاح
ووضع فضل الله عددًا من الشروط حتى يكلل هذا الحوار بالنجاح، أولها "توفر النيات الصادقة التي ترتكز على المنهج القرآني"، وثانيها "أن يتحرك الحوار بشكل مفتوح فلا تحول أي مقدسات مذهبية دون انطلاقه، فمن حق أي طرف مناقشة كل شيء؛، لأن الحوار المنتج والجاد هو الحوار الذي يتحرك دون حواجز مسبقة".كما اشترط إبعاد مصطلح "المقدس" من الحوار "لأن هذا المفهوم ملتبس في دلالاته في حين أن المنطق العلمي الذي أكده القرآن"، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية "الصراحة العلمية.. والانتقال مما كاتبه الماضون في هذا المذهب أو ذاك إلى الحوار بين المفكرين المعاصرين.. فإننا لا نرى قداسة لفكر الماضين مهما بلغ شأنهم"، بحسب رأي فضل الله.
الوصول للشارع
وفي تفسيره لفشل الحوارات السابقة بين السنة والشيعة قال المرجع الشيعي: "نرى أن أهم عناصر فشل المؤتمرات الحوارية السابقة أو محدودية نتائجها في كسر الجليد المذهبي أو تخفيف الاحتقان، في عدم نزول النتائج الإيجابية لتلك الحوارات إلى الشارع، بحيث يعمل على تحويلها من خلال آليات التثقيف الشعبية إلى ثقافة إسلامية جديدة، تضع الاختلاف مع الآخر في إطار الاجتهاد ضمن الإسلام لا مقابله".وعلاجا لهذه المشكلة قال: "إننا نرى أنه لا يجوز أن تبقى الازدواجية في حركة الحوار الإسلامي-الإسلامي بين القناعة التي تشكلها المؤتمرات وبين الثقافة التي تنزل إلى المستوى الشعبي، وهذا ما يفترض أن يعاد تقويم كل حالات التثقيف التي يمارسها الدعاة والمثقفون الذين يقفون في حلقة وسيطة بين القيادات الحوارية الإسلامية وبين الحالة الشعبية". ويحمل فضل الله منهجا يتميز بالوسطية والانفتاح على المذاهب الأخرى، حيث يعد أحد أبرز المرجعيات الشيعية الذي يتبنى فكرة التقريب بين السنة والشيعة.
وطفت على السطح قضية التقريب بين السنة والشيعة خلال النصف الأول من القرن الـ20، حيث بدأت مؤتمرات التقريب بين المذاهب الإسلامية أعمالها في القاهرة عام 1947 حيث أسس عدد من العلماء "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية"، وكان من أبرزهم: الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر، والشيخ محمد تقي القمي نائبا عن آية الله العظمى بروجردي. وقد تعرضت هذه الفكرة إلى مصاعب وتحديات أدت في النهاية إلى إغلاق الدار عام 1979.
وواصل بعض العلماء والمفكرين الحريصين على فكرة التقريب عملهم، فشهدت كثير من العواصم الإسلامية مؤتمرات تدعو إلى وحدة الأمة الإسلامية، وذلك من خلال التقريب بين المذاهب. فأقام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمرا سنويا بالعاصمة الإيرانية طهران، والذي عقد حتى الآن 18 مؤتمرا حول هذا الموضوع، كما عقدت مؤتمرات أخرى تبحث القضية نفسها في كل من الرباط وكوالالمبور والجزائر والمنامة.
منقول عن الشبكة الإسلامية
أرجو من الإخوان الكرام إبداء الأراء بموضوعية و بعيدا عن الشتم و القدح، و لكم كل الإحترام......
البراء
تعليق