إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

جيش أسامة بن زيد (رضوان الله عليه)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جيش أسامة بن زيد (رضوان الله عليه)

    أمر النبي بتجهيز جيش أسامة ولعنه لمن تخلف عن جيشه
    من كتاب مؤتمر علماء بغداد لآية الله الشيخ محمّد جميل حمّود:1/153ـ162

    قد يسأل البعض:
    ما وجه الحكمة من إرسال بعض الصحابة في جيش أُسامةبن زيد؟
    والجواب:
    إنّ هذا تدبير وقائي صدر من النبي‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) اتجاه الذين سيغتصبون الخلافة من صاحبها الشرعي الإمام عليّ‏بن أبي طالب‏ (عليه السَّلام) بعد تواتر النصوص القرآنية والنبويّة على أنه الخليفة، بدءاً من أول البعثة إلى آخر عمر النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) لا سيّما وهو على فراش الموت حيث رأى إجراء أمرين لإبعاد القوم عن المدينة ريثما يتم الأمر لعليّ أمير المؤمنين‏ (عليه السَّلام) لكنّ الحق يقال أنْ يقال:إنّ أمر النبيّ بإرسال القوم في جيش أسامة لم يكن أمراً وقائياً محضاً لإبعادهم عن منازعة أمير المؤمنين‏ (عليه السَّلام) وإنما وجه الحكمة فيه هو فضحهم وتعريتهم أمام المسلمين وأنهم لا يستحقون أن يكونوا أوصياء النبيّ على أمة رسول اللَّه محمّد، حيث إنّهم عصوه في حياته فكيف لا يعصون أوامره بعد مماته، وهذان الأمران هما:
    الأول: إرسال هؤلاء في جيش أسامة.
    الثاني: أمرهم بإحضار الدواة والكتف.
    ولكنّ الأمرين لم يتحققا؛ وهو (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) على يقين أنهما لن يتحققا للنكتة التي ذكرنا آنفاً، وليس كما أخذه مشهور علمائنا أخذ المسلمات، وهذا برأي المتواضع يترتب عليه مسألة جهل النبي بالموضوعات التي يترتب عليها حكم شرعي مع أن علمه بهما من وظائفه المقرّرة.
    أما بيان الأمر الأول:
    فقد اتفق المؤرخون على أن النبي‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قد أمر بتجهيز جيش أسامة فقال:
    "جهّزوا جيش أسامة، لعنَ اللَّه من تخلّف عنه".
    فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وأسامة قد برز من المدينة، وقال قوم: قد اشتد مرض النبي فلا تسع قلوبنا مفارقته.
    ولم يكتفوا بمخالفتهم لأمر النبي حتى طعنوا بإمارة أسامة مدّعين حداثة سنّه في مقابل مشيختهم العاجية؛ فروى ابن عبّاس فقال:
    كان النبي قد ضرب بعث أسامة فلم يستتبّ لوجع رسول اللَّه ولخلع مسيلمة والأسود وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغه فخرج النبي على الناس عاصباً رأسه من الصداع فقال:
    "وقد بلغني أنّ أقواماً يقولون في إمارة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقاً للإمارة وإنه لخليق لها فأنفذوا جيش أسامة..".
    وروى مثل هذا ابن الأثير فقال:
    "... وأمر بإنفاذ جيش أسامة وقال: لعن اللَّه الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
    إلفات نظر: مما لا ريب فيه إن عبارة ابن الأثير تحريف لقوله‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): لعن اللَّه من تخلّف عن جيش أسامة.
    إذن لقد طعن القوم بإمارة الفتى الصغير.
    والسؤال الذي يطرح نفسه ويثير انتباه الكثيرين: لماذا عيّن النبي‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أسامةبن زيد قائداً على جيش كبير يريد غزو جيش الامبراطورية الرومية القابع في مستعمرات قرى البلقاء والداروم من أرض فلسطين يومذاك، في حين وجود شخصيات من أكابر الصحابة أكبر منه سناً؟!
    والجواب من وجوه:
    أولاً: أراد النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من فعله الحكيم ذاك أنْ يهيى‏ء المسلمين لقبول قاعدة "الجدارة والكفاءة" في ولاية أمورهم من الناحية العملية، فليس الجاه والشهرة أو المال أو النسب أو تقدّم العمر هو الأساس لإستحقاق الإمارة والولاية، لذا عبّر النبي‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) عن أسامة أنه كان جديراً بالإمارة كما كان أبوه من قبل.
    ثانياً: لكي يترسخ في أذهان المسلمين أن صغر السنّ ليس عائقاً ولا شرطاً لقيادة الجيوش والمجتمعات، فإذا جاز لأسامةفبن زيد قيادة جيش إسلامي كبير ينضوي تحته مشايخ كبار، فبطريق أولى جاز لعليّ أمير المؤمنين‏ (عليه السَّلام) أن يتولى الخلافة وهو لا يتجاوز الثلاثين من عمره.
    ثالثاً: أراد النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بذلك أن يقيم الحجة للناس أن من لم يكن جديراً لقيادة جيش فكيف يكون جديراً لقيادة مجتمع بكامله وهي ولاية أمور جميع المسلمين قاطبة؟!!
    وبالجملة فما ادّعاه محبو الشيخين من أنّ القوم إنما تخلّفوا عن جيش أسامة لصغر سنّه، ليس سبباً كاملاً أو حقيقياً لتخلفهم، وإنما لأجل أن يبقوا بجانب النبي ليتمّ ما اتفقوا عليه سابقاً، وإلا لو كان صغر السنّ سبباً وافياً لما تنفّذ البعث بعد أن تم أمر الخلافة، وحسب رواية ابن الأثير في تاريخه ج2/334 أن عمرفبن الخطاب كان في جيش أسامة بالجرف، فطلب أسامة من أبي بكر أن يستعفي ابن الخطاب من الخدمة العسكرية فأعفاه.
    وأما بيان الأمر الثاني:
    فإنّ القوم لمّا لم يمتثلوا أمر النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) في إنفاذ جيش أسامة، أراد أن يدبّر أمراً آخر عسى أن يكون أنجع وحجة على القوم، وأمرهم بإحضار دواة وكتف ليكتب لهم كتاباً لا يضلون من بعده أبداً، فنسب عمر بن الخطّاب إلى النبيّ الهجر، وقد رواها العامة في مصادرهم، لكنّهم بدّلوا في بعضها عبارة "النبي ليهجر" ب"غلبة الوجع".
    فعن عبد اللَّه بن عبّاس قال: لمّا اشتدّ بالنبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) مرضه الذي مات فيه، قال:ائتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي فقال عمر: إنّ رسول اللَّه قد غلبه الوجع، حسبنا كتابُ اللَّه. وكثر اللغط، فقال النبي: قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع؛ قال ابن عبّاس:
    الرزية كلُّ الرّزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول اللَّه.
    وفي رواية سعيد بن جبير قال:
    قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول اللَّه وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع.
    فقالوا: ما شأنه أهجر؟
    استفهموه! فذهبوا يرّدُّون عليه، فقال:
    دعوني فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعوني إليه.
    وعن ابن عبّاس قال:
    يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جرت دموعه على خدّيه اشتدّ برسول اللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) مرضه ووجعه، فقال: ايتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع فقالوا: إن رسول اللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يهجر، فجعلوا يعيدون عليه، فقال: دعوني فما أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه، فأوصى ]بثلاث[: أنْ يخرج المشركون من جزيرة العرب، وأنْ يجاز الوفد بنحو مما كان يجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً أو قال: نسيتها.
    والثالثة التي نسيها أو تناسها الراوي الذي نقل عن ابن عبّاس هي التي أرادها النبي‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وهي كتابة الكتاب يوصيهم فيه بعليّ‏بن أبي طالب أمير المؤمنين‏ (عليه السَّلام).
    وعن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال: لما حُضر النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال وفي البيت رجال فيهم عمرفبن الخطّاب قال: "هلمّ أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده" قال عمر: إنّ النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب اللَّه، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول اللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف عند النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: قوموا عنّي.
    قال عبيد اللَّه: فكان ابن عبّاس يقول: إن الرّزية كلّ الرّزيّة ما حال بين رسول اللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وبين أنْ يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
    هذا وقد التمس السّنة الأعذار لعمر ولكنَّ واقع الحادثة يأبى ذلك، حتى لو أُبدلت كلمة يهجر بلفظة غلبه الوجع، فسوف لن نجد مبرّراً لقول عمر: "حسبنا كتاب اللَّه".
    ومما يدعو للاستغراب ما ذكره النووي في شرحه على صحيح مسلم حيث )جعل اعتراض عمر على رسول اللَّه واتّهامه إياه بالهجر من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره لأنه بحسب نظر النووي خشي أنْ يكتب‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أموراً ربما عجزوا عنها واستحقّوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها فقال عمر: حسبنا كتاب اللَّه لقوله تعالى: ]مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ[وقوله:]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[، فعلم أنّ اللَّه أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة وأراد الترفيه على رسول اللَّه فكان عمر أفقه من ابن عبّاس وموافقيه).
    · يَرِدُ عليه:
    أنّ هذا الكلام مخالف لصريح العقل والنقل، وما هو إلاّ شنشنة بغض لأمير المؤمنين عليّ‏بن أبي طالب‏ (عليه السَّلام) وموافقيه، وهل من الفقه أنْ ينسب عمر إلى رسول اللَّه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) الهذيان والخبل، مع أنّ اللَّه اصطفاه وطهّره من كل نقصٍ ورذيلة، أوَليس الهذيان والهجر من علائم النقص في شخصية النبي الذي لا يتحرّك إلاّ بوحي من اللَّه؟!
    وهل كان عمر حسب هذا الكلام أفقه من رسول اللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) حتى يكون حريصاً على أمة محمد من نفسِ نبيّ الرحمة محمّدفبن عبدفاللَّه؟!!
    هذا مضافاً إلى أنّ عدم كتابتهم للكتاب من أجل عجزهم عن تحقيق مضمونه خوفَ استحقاق العقاب لأنها منصوصة، هذا الكلام دونه خرط القتاد، وخلاف ظواهر لغة العرب؛ أليس أمر النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من المنصوص الذي لا مجال للاجتهاد فيه؟! وأيّ ترفيه على رسول اللَّه وقد زجرهم وامتعضمنهم حتى قال لهم: دعوني.
    فهل هناك أبلغ للقوم من هذا التصريح، ولو كان ما يقوله صحيحاً لشكره رسول اللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) على ذلك وقرّبه بدلاً من أن يغضب عليه ويقول لهم: قوموا عنّي، لا ينبغي عندي التنازع.
    ولماذا لم يتهموه بالهجر عندما طردهم من الحجرة؟ ألأنهم نجحوا بمخططهم في منع الرسول من الكتابة، فلا داعي بعد ذلك لبقائهم.
    أنسي أو تناسى عمر وتبعه النووي أنّ النبيّ لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى، حتى ولو كان على فراش الموت، فلا يؤثّر فيه المرض كما اتهمه عمر، أيحق له أنْيعترض على رسول اللَّه واللَّه يقول:
    ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ[ [الحجرات:2].
    ولقد تعدّى عمر وأصحابه حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلى رميه بالهجر والهذيان.
    ولعمري فلقد كان عمر ومن جرى على منواله أحقّ بالهذيان والهجر، والخبل، من أن يتّهم به سيد العالمين رسول الرحمة محمدفبن عبدفاللَّه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهو خصمه على الحوض، وسيعلم الذين ظلموا رسول اللَّه وآل بيته أيّ منقلب ينقلبون.
    كما إنّا لنا ملاحظات أُخر على مقالة عمر بن الخطاب هي كما يلي:
    أولاً:
    إن نسبةالهجر إلى النبي‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) إساءة أدبٍ معه بل كفر بمقامه، لأنّ الهجر يعني الهذيان وهو ممتنع عقلاً على النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) في صحته ومرضه، لأن من جاز عليه الهجر ولم يؤمن عليه الهذيان والخطأ، أمكن التشكيك في أقواله وأفعاله، فلا يكونان حجة وهو مناف لمنزلة النبوة ومنافٍ لفائدة البعثة لاستلزامه التنفير عن قبول الأحكام.
    ثانياً:
    إنّ اللَّه سبحانه وتعالى أطلق طاعة النبي في حال الصحة والمرض بقوله تعالى: ]أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ[ وقوله أيضاً:]وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا[ وقوله تعالى:]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[.
    وقوله تعالى: ]إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ[، ولقوله تعالى: ]مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى[.
    ونسبة الهجر إلى النبي منافٍ لهذا الإطلاق بالطاعة وبالأخذ منه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، وخلاف كونه أميناً.
    وقوله تعالى:]وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ[ إشارة إلى بعض أصحابه الذين قذفوه‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بالهجر لأن من وقع عليه الهجر كان مجنوناً، لأن الجنون حالة في الإنسان يستتر فيها العقل، وكل ذلك ينافي فائدة البعثة.
    ومما ذُكر يُعْلَم أنه لا فائدة فيما قصدوا به إصلاح هذه الغلطة إذ بدّلوا في بعض أخبارهم لفظ الهجر إلى "غلبه الوجع" لأن النتيجة بهما واحدة وهي إثبات الهذيان للنبي "حاشاه" صلوات اللَّه عليه وآله.
    ثالثاً:
    لماذا لم ينسب عمر بن الخطّاب إلى أبي بكر "الهذيان" عندما أوصى بالخلافة إلى عمر نفسه وكان قد أغمي على أبي بكر أثناء تحرير الاستخلاف فأتمّ ذلك عثمان‏بن عفّان بالنصّ على عمر من دون علم أبي بكر خشية أن يدركه الموت قبل الوصية، فأمضى ما كتبه عثمان لمّا استفاق.
    ذكر ابن الأثير في تاريخه أنّ أبا بكر أحضر عثمان‏بن عفان ليكتب عهد عمربن الخطاب، فقال له: اكتب:
    بسم اللَّه الرحمن الرحيم
    هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين.
    أما بعد...
    ثم أُغمي عليه، فكتب عثمان:
    أما بعد...
    فإني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلُكم خيراً!.
    ثم أفاق أبو بكر، فقال: اقرأ عليّ. فقرأ عليه فكبّر أبو بكر وقال: أراك خفت أنْ يختلف الناس إنْ مت في غشيتي، قال: نعم، قال: جزاك اللَّه خيراً عن الإسلام وأهله.
    فلما كتب العهد أمر به أنْ يُقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى لهومعه عمر، فكان عمرفبن الخطاب يقول للناس: انصتوا واسمعوا لخليفة رسول اللَّه فإنه لم يألكم صالحاً، فسكن الناس وقرأ عليهم الكتاب ثم أشرف أبو بكر على الناس وقال: أترضون بمن استخلفتُ عليكم؟ فإني قد استخلفت عليكم ذا قربة....
    انظر كيف افتروا على رسول اللَّه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، فجعلوا أبا بكر خليفة رسول اللَّه ولا عجب من عمر كيف ينصّت الناس ليسمعوا من خليفة رسول اللَّه ليمهّد لنفسه أنْ ينصتوا ويسمعوا له ويطيعوا.
    رابعاً:
    قول عمر "حسبنا كتاب اللَّه" يعني أنه لا يعطي لقول النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أية أهمية، ولو كان الكتاب كافياً لما احتجنا إلى السنّة المتمثلة بأقوال النبي وأفعاله، ولو كان كافياً ذلك فلماذا احتجّ هو وصاحبه على الصدّيقة الزهراء(عليها السَّلام) عندما احتجّت عليه بفدك فقال إنه سمع النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: "إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة". فإذا كان الكتاب الكريم حسبه، فكيف يستشهدان بأقوال النبيّ على الصدّيقة(عليها السَّلام)؟!!
    ولو كان الكتاب كافياً من دون تفسير من النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) لكان على عمر أنْ يصوم عن الكلام فقط لأن اللَّه سبحانه وتعالى يقول: ]كتب عليكم الصيام[ وهو لغةً الصمت؛ ولكنّ السنّة المباركة أوضحت لنا كيفية الصّوم بأحكامه المتقرّرة.
    إذن، لا يكفي الكتاب وحده من دون الرجوع إلى أقوال النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، قال تعالى:
    ]وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ[.
    · خلاصة الكلام:
    إنّ الكتاب الذي أراد أن يكتبه النبيّ‏ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) هو النص على خلافة أمير المؤمنين‏ (عليه السَّلام) ويكفينا ذلك مقالة ابن الخطاب "حسبنا كتاب اللَّه" حيث شعر أنّ النبي أراد من كتابته الكتاب توطيد الأمر للإمام علي‏ (عليه السَّلام) لذا حال بينه وبين كتابته.



    &&&&&œ

  • #2
    شكرا لك و لمواضيعك المفيدة

    جزاك الله خيرا

    إستفدت من هذه المواضيع ِ

    تعليق


    • #3
      لعن الله من تخلف عن جيش أسامة

      آجرك الله

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة zahraa220
        أمر النبي بتجهيز جيش أسامة ولعنه لمن تخلف عن جيشه

        من كتاب مؤتمر علماء بغداد لآية الله الشيخ محمّد جميل حمّود:1/153ـ162


        قد يسأل البعض:
        ما وجه الحكمة من إرسال بعض الصحابة في جيش أُسامةبن زيد؟
        الحكمة هي توسيع الإمبراطورية الإسلامية ولم يكن أبو بكر ضمن الجيش لأنه كان مكلفا بالإمامة، لكن لماذا لم يخرج علي مع الجيش؟ هل كان له عذر؟

        تعليق


        • #5
          الله يلعنك .. ممووّتكم علي .. قاهركم علي .. قاتلكم علي !!!

          موتووووووووا بغيظكم !!! يا أبناء الزنا يا أبناء عمر !!!

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة super SHI3A
            الله يلعنك .. ممووّتكم علي .. قاهركم علي .. قاتلكم علي !!!

            موتووووووووا بغيظكم !!! يا أبناء الزنا يا أبناء عمر !!!
            ونعم الأخلاق !!!!!!!!!!!!!!!

            تعليق


            • #7
              أخلاق الناصبي العمري أفضل !!

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة super SHI3A
                الله يلعنك .. ممووّتكم علي .. قاهركم علي .. قاتلكم علي !!!

                موتووووووووا بغيظكم !!! يا أبناء الزنا يا أبناء عمر !!!
                شكرا عزيزتي
                لقد رباكم الأئمة عليهم السلام فأحسنوا تربيتكم

                تعليق


                • #9
                  نعم أحسنوا تربيتنا .. طبعا !!

                  انتظر للصباح و ستطرد !! الله يلعنك

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة super SHI3A
                    نعم أحسنوا تربيتنا .. طبعا !!

                    انتظر للصباح و ستطرد !! الله يلعنك
                    شكرا عزيزتي والطرد حيلة العاجز

                    تعليق


                    • #11
                      و أنت أعجز

                      تعليق


                      • #12
                        الأخ صاحب الموضوع المحترم zahraa220
                        ممكن رواية لعن المتخلف المصدر مع السند لنعرف إن كانت هذه الرواية صحيحة أو مكذوبة على من نهانا أن نكون لعانين سبابين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                        علماً أنه لم يتخلف عن الجيش أحد من الصحابة رضي الله عنهم بل لبوا جميعاً النداء. وجود أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في الجيش دليل طاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الرسول أستثنى أبا بكر لإمامة المسلمين في الصلاة وأبو بكر أستأذن أسامة ليبقي له الفاروق عمر رضي الله عنه ، وأذن له أسامة ( فهل أخطأ أسامة في الأذن لعمر رضي الله عن جميع الصحابة )

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة التوحيد الرباني
                          الأخ صاحب الموضوع المحترم zahraa220
                          ممكن رواية لعن المتخلف المصدر مع السند لنعرف إن كانت هذه الرواية صحيحة أو مكذوبة على من نهانا أن نكون لعانين سبابين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                          علماً أنه لم يتخلف عن الجيش أحد من الصحابة رضي الله عنهم بل لبوا جميعاً النداء. وجود أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في الجيش دليل طاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الرسول أستثنى أبا بكر لإمامة المسلمين في الصلاة وأبو بكر أستأذن أسامة ليبقي له الفاروق عمر رضي الله عنه ، وأذن له أسامة ( فهل أخطأ أسامة في الأذن لعمر رضي الله عن جميع الصحابة )
                          عرفنا لماذا لم يذهب أبو بكر وعمر لكن لماذا لم يذهب علي؟ هل كان لديه عذر؟

                          تعليق


                          • #14
                            رد على questilnmark

                            ما دليلك أيها العمري على اسستثناء النبي لأبي بكر... ليس هناك ما يثبت ذلك... وما كلام إلاّ من أقاويل الباطل...
                            أما سؤالك عن سبب عدم كون الإمام عليّ مع جيشش أسامة، فلأنّه وصيّه، ومحلّ وصيته، إذ لا بدّ لكل محتضر من أن يوصي بعض المقربين منه بأهله وشؤونه... كما أنّ الإمام عليّ وصيّه وخليفته والوصيّ والخليفة المعصوم هو من سيقوم بتجهيز النبي بعد شهادته... لأنّ المعصوم لا يغسّله ويتولى شؤون دفنه إلاّ المعصوم... أوتريد أنْ يترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته فاطمة الزهراء عليها السّلام وحيدةً بين ذئاب زمنها.....

                            تعليق


                            • #15
                              مصادر لعن المتخلف عن جيش أسامة

                              أهمّ المصادر من كتب السنة:
                              1ـ كتاب الملل والنحل : 1 / 23
                              2ـ الجوهري في كتابه السقيفة ـ كما نقله عنه ابن الحديد في الشرح : 6 / 52 ، الطبعة الثانية دار احياء التراث العربي ـ أورده بسند متصل معتبر : " عن احمد بن اسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيّار ، عن سعيد بن كثير الانصاري ، عن رجاله ، عن عبد الله بن عبد الرحمن " .
                              حديث "لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة" رواه الإمام الشريف الجرجاني في (شرح المواقف في علم الكلام)

                              وإليك بالحرف الواحد الخبر كما أورد الشهرستاني في الملل والنحل:
                              إنّ الشهرستاني في كتابه الملل والنحل, روى هذا الخبر بسند معتبر, وأرسله إرسال المسلمات!

                              فإليك الخبر بعين لفظه مفصلاً من الكتاب:

                              قال: "حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح, عن أحمد بن سيّار, عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله, عن عبد الله بن عبدالرحمن: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته, أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار, منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير, وأمره أن يغير على مؤتة, حيث قتل أبوه زيد, وأن يغزو وادي فلسطين, فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثاقله, وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه يقل ويخف, ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث, حتى قال له أسامة: بابي أنت وأمي أتأذن لي أن أمكث أياماً حتى يشفيك الله تعالى, فقال: "اخرج وسر على بركة الله", فقال يا رسول الله إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال, خرجت وفي قلبي قرحة, فقال: "سر على النصر والعافية" فقال: يا رسول الله إني أكره أن أسائل عنك الركبان, فقال: "انفذ لما أمرتك به", ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وقام أسامة فتجّهز للخروج, فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, سأل عن أسامة والبعث, فأخبر أنهم يتجهزون, فجعل يقول: "انفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه!", وكرر ذلك!!!, فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه: أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين, ومن الأنصار: أسيد بن خضير, وبشير بن سعد, وغيرهم من الوجوه, فجاءه رسول أم أيمن يقول له: أدخل فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يموت, فقام من فوره, فدخل المدينة واللواء معه, فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله, ورسول الله قد مات في تلك الساعة" وراجع شرح نهج البلاغة للعلامة المعتزلي بن أبي الحديد الجزء2 ص20.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X