الطب النفسي في التاريخ الإسلامي:-
المتتبع لتراثنا الإسلامي الخالد يجد إن أئمة أهل البيت عليهم السلام وعلماء المسلمين قد تطرقوا بشكل أو بآخر إلى علم النفس والمشاكل النفسية ووصفوا بعض طرق علاجها .ان ما نسمعه ونقرأه ودرسناه من مصطلحات وعلوم تخص النفس البشرية كنا مبهورين بها كونها من علوم الغرب والمتتبع المحقق يجد إن العلماء المسلمين قد تطرقوا لهذا العلم .ولكم بعض من هذه العلوم النفسية من تراثنا الإسلامي المشرق :-
((قول سيدنا ومولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يفيد في علاج مرضى وساوس التجنب سواء كانت من النوع المنتمي للوسواس القهري او لأي من أنواع الرهاب هذه المقولةٌ يمكن اعتبارها الركيزة الأولى للعلاج المعرفي السلوكي وهي:-
"إذا هبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقيه، أعظم من الوقوع فيه"
أي التعرض التدريجي لما تخاف منه مع منع الهروب،وهي طريقه مفيده جدا ومتبعه حاليا من اغلب اطباء الغرب النفسيين.
ومن ما يفيد في علاج مرضى الرهاب الاجتماعي أيضًا مقولة وهي:
"دوام النظر إلى الخالق ينسي ملاحظة المخلوق"،
وهناك امثله اخرى كثيرة منها :-
1. عام 93 هجرية الموافق 707 ميلادية أسس الوليد بن عبد الملك أول مستشفى في التاريخ للمرضى العقليين، وكانت تخصص لهم من بيت المال أموال تنفق عليهم للعيش داخل المشفى وخارجه .
2. في سنة 151 هجرية- 765 ميلادية، أسس العباسيون في مستشفى بغداد أول قسم للأمراض العقلية داخل مستشفى عام
نعم كان المريض النفسي يُعالج في مستشفى بغداد وفي مستشفى قلاوون بالقاهرة في القرن الرابع عشر الميلادي جنبا إلى جنب مع مريض الجراحة والباطنية والرمد وهذا هو ما احتاج الغرب ستة قرون لكي يصلوا إليه على أنه أحدث الصيحات في علاج المريض النفسي مع غيره من المرضى لما لذلك من أثر جيد في تصحيح المفاهيم التي ترى المرض النفسي مجلبتاً للعار وتفصل بين المريض النفسي وبين الامراض الاخرى.
3. ابنُ سينا في تحليله للسلوك اذا كان تناول الطعام مقترنا باللذة، والضربُبالعصا مقترنا بالألمِ فإن الحيوانَ والإنسانَ يحتفظانِ في ذاكرتهما بصورة الطعام مقترنة باللذة ، وبصورة العصا مقترنا بالألم فتصبح رؤيةُ الطعام فيما بعد مثيرةً للشعور باللذة ورؤية العصا مثيرةً للشعور بالألم" وَهذه هي الاستجابةُ الشرطيةُالتي قال بها الروسي إيفان بافلوف بعد عشرة قرون والتي تعتبر حجر أساس علم النفس السلوكي وعلاجهِ كله.
4. إسحاق بن عُمران يتكلم عن المالنكوليا أو الاكتئاب حيث يصف ابن عمران بعض العوارض المرضية التي تميز هذه الحالات فهناك المريض الذي تمر به أفكار رهيبة خيالية فيشعر بأحاسيس خاطئة، كالذي رأى جماعة من السود يريدون قتله، وهناك الذي يتوهم أن لا رأس له أويسمع مثل خرير المياه وقرع الرياح وعصفها وأصوات مهولة في أذنه، كما أن المريض يفقدالمحاكمة والتمييز كالذي يخشى من سقوط السماء على رأسه فيجتنب المشي تحتها والأمثلةعديدة في هذا الصدد غير أن هؤلاء المرضى يشعرون بضرورة اللجوء إلى الطبيب بمزيد منالتعطش والإلحاح لشدة يأسهم وكثرة آلامهم، أما من الناحية الجسمية فكلهم يشتكون منالهزال والأرق ثم يتعرض ابن عمران إلى الأعراض السريرية للأصناف المرضية المختلفةمن المالينكوليا :
) فيلاحظ في الشكل الذي يمس الدماغ الأرق ووجع الرأس وكثرةلمع العينين ونهم من يقل تقوته من الطعام والشراب وهى أخطر الأحداث ويتصف هذا الصنفبالهياج وحتى بالوثب الذي يذكر بالسباع وسماه ابن عمران الصنف السبعي وهو يؤدى إلىالشرسام .
) أما في الصنف الشراسفي فان الأعراض تعم المرضى، وتزيد فيهم حسبقوله ما يجدون لمن التـزقق في بطونهم من الرياح السوداوية. فهذا الصنف يتصف بشدةالكآبة وحب العزلة والاستراحة في الأماكن القاسية.
) وهناك أصناف أخرى تسبق أوتتبع ما يسميه ابن عمران بالمرض العظي.
وهناك امثله كثيره سوف اكتبها لكم بالتتابع انشاء الله
تعليق