
....
أوقــد شــموعك في رحاب المولــدِ
شـعبان يـا شــهـر النـبي محــــمدِ
و اخفض جناحَك يا هلال تضـرعا
إن لاح فى علـــياك نورُ الفـــرقدِ
لا تـنتـمي لك في الليـالي أنجـــــمٌ
سـطعت بضــيِّ شـعاعِه المتـوقـد
فـانعم بها فــلقـــد حُــبــيت بلــيلــةٍ
نـُســبت إلـيك بــروعــةٍ و تـفــرّد
تخــتال فيها المكــرمات و ترتدي
حـــللَ الطهارة و النهى و السؤدد
بل في مــــنازلها الملائــكُ تحتفي
بربيـبـــــها ذاك الولــــــيد الأمجد
من دوحـــــــةٍ الله أعلى شـــــأنها
و أرومـةٍ شـــــرفت بكل الأصعد
نسلُ الكرامة و النجابة و الإبـــــا
و قطافُ هاشمَ ذي الندا و المحتد
ذاك الحسـين الطهر شبل المرتضى
و حبـيبُ فاطـــمةٍ و مهجــة ُ أحمد !
**************
يا أيــــها الحب الذي لا ينـــــتهي
خـــذ من فــؤادي لهــــفة المتودد
حــلـق بروحي في هواه و روّني
من هديــه كأسا بأعــــذبَ مورد
و على جوانب ذكره طفْ سـبعة ً
بل طف مدى الأزمان دون تقــيد
حيث الخصالُ الغـــرُّ فيه تألقـت
و تجمعت فى شـــــخصه المتفرد
حيث الكرامة فى بهاء جــــبينـه
و العـزُّ يجري فى عروق الأصيد
حيث الشـكيمة في رباطة جأشـه
و ســــنا الإبـاء على بريق مهــند
حين اســـــتقر بكـفه يوم الوغى
و القــوم منه بمسـمع ٍ و بمشـــهد
فهـززته و الأدعيــــاء بقــــربه
ما بيـن مذعـــــــور ٍ و بين مُهـدّد
فتـفر خائبــة ً جيوشُـــــــهم التي
قــدمـت إليك بجمعـها المتحشــــد
أطلقتـها للدهــــــر أبلغَ صيـحةٍ
لا للــدنـيـة و العزيمــة فى يــدي
فأضــأت وجـهَ الدين بعد حلوكه
بغـــياهبَ الحقدِ الدفين الأسـود
إن رامـت الأحـرار دربا للعــلا
ســـاروا بدربٍ للجنـــــان معــبّد
فلأنـت نبراس الحياة و قـــــدوة ٌ
منـك الخلائق تســتـنير و تقتـدي
و لأنـت رمزٌ للشـموخ و رايــة
لـلثائــرين و فخــرُ كــل مجـــدد
*************
يا نجـــل فاطمةٍ إليــك تحـــــية ً
من قـلب مـأسـور ٍ و مهـجة مكمــد
هــذى جوارحـنا تضج إذا أتى
ذكـر الحســين بلوعةٍ و تـوجُّــد
تأتيـك مرسلة ً على جنح الهـوى
نحـو الضريح وعنـد ذاك المـرقــد
قصدتك و الشـوق الملّحُّ يسوقها
فلخير مقصـودٍ لأســمى مقصـــــد
يـا حــبـذا تلك البقاعُ و تربـُــها
و نسيمُها الزاكي على قلـب الصدي
كم دعـــوةٍ للــه فيها لـبّيـــــــت
و لكمْ شــفي داء العـلــــيل المقعــد
و لكـم تـوارى فى رحابك همها
و أزال حـزنا بـالفـــــؤاد المنــكــد
قضيت بحضرته الحوائج بعدما
عـــزت بأن تقضـــى بـليـل تعـــبد
و إذا تعســــر للبـرية مطـــــلبٌ
يقـضـــى بإذن الله دون تــــــــردد
فـلقـد حبـــــــاه الله أعظـم رتبــةٍ
بـل خصّــهُ بمقــام صـدق ٍ أوحــــد
فهـو الســفينة من غـدا في ركبها
ينجـو و يحظــى بالنعيـــم الأرغــد
و الخائبـون هم الذين تخـلفـــــوا
عن ركبـها و الى جـهنــــمَ في غـد
فتنشــقي يا نفـــس من نفحـــــاته
ريح الجنـان و من شــــذاه تزودي
و توهجــي يا شــمعة الدهر التي
عــزت لتطفئـــهـا رياح الحســـــد
و اهـتف لـه يا قـلب أروع مدحةٍ
و اصـدح له بلسـان أعذب منشـــد !
لنفــوزَ فى عطف الإلـه و لطـــفهِ
و شــفاعة الأطهار حيــن الموعـد!
.
.
علي ,,
تعليق