تويت
هذا المقال هو من مقالاتنا القديمة... تم نشره في شبكة الحق الثقافية.... نعيد نشره بسبب قرب رمضان والمجالس الحسينية فيه..
هو بالضبط ما فهمته أنت عزيزي القارئ..
إنني أتهم الكثير من المجالس الحسينية
بالتخلف!!!
ولي أسبابي التي أعتقد أنها وجيهة..
- قلة الحصيلة الثقافية للكثير من الخطباء مما يؤدي إلى ضعف المحتوى الثقافي المقدم في المحاضرات، والتركيز على مواضيع هامشية تتبخر من ذهن الحضور بمجرد خروجهم من الحسينية!!
-تنافس الكثير من الوجهاء أصحاب السينيات على اعمار حسينياتهم بالحضور الجماهيري الكثيف مما يؤدي إلى التركيز على أصحاب الأسماء المشهورة من دون التركيز على محتوى الطرح علما بأن الكثير من أصحاب الأسماء المشهورة قد أفلسوا خطابياوأضحت خطبهم تكرارا مملا لما قد طرحوه في السنوات الكثيرة الماضية، ناهيك عن أن البعض من أصحاب الحسينيات يتجاوب مع تركيز بعض الحضور على قضايا البكاء وما أشبه فيتم التركيز على قدرة الخطيب على استدرار العواطف من خلال التركيز على النعي على حساب المضمون، هذا بغض النظر عن الأسعار الخيالية التي يتقاضاها البعض وخصوصا في دول الخليج!!
-جلب الخطباء من غير أبناء الدولة المقام فيها الجلس، وهذه ليست المشكلةفي ذاتها ولكن المعضلة هي في عدم إلمام هؤلاء المستورَدين بطبيعة وخصوصية وحاجات هذه المجتمعات، والحال في الكويت مثلاً خير مثال، ففي هذه الدولة التي يتكالب عليها الكثيرون تمثل المجالس الحسينية أكبر مثال على انفصال الخطباء عن مايدور في المجتمع، بل ويبذر الكثير منهم بذورا طائفية بغيضة بين أبناء البلد الواحد!!
وهذه تحديدا بعض المواضيع التي أعتقد بضرورة طرحها في الحسينيات، ولأكون موضوعيا، فسأذكر جملة من الأمور التي تفتقدها الحسينيات في الكويت خاصة، لعدم إلمامي بمجمل حاجات المجتمعات الأخرى
-الطرح العقائدي
وهذا الموضوع مهم للغاية وأتمنى أن أكون قادرا على إيصاله للقارئ جيدا.
فالخطباء-على الأغلب- لا يقومون بالاستعانة بنتائج الأبحاث العلمية الأخيرة في تدعيم إيمان الناس بعقيدتهم، معتمدين على ان جوهر الإسلام هو التسليملأمر الله دون اعتراض، مما أنتج جيلا هش العقيدة مذبذبها،لا يربطه بدينه سوى الإنتماء الوراثي أو العاطفي.
ناهيك عن أن بعض الخطباء يركز في قضايا السيرة على الغريب أو المشكوك فيه من الأخبار -مثل ذلك الخطيب الذي قال أن الحسن والحسين يوما ما لم يجدا ما يلعبان به فمدا يديهما إلى السماء فالتقط كل منهما كوكبا ليلعب به !!!- مما أنتج جيلا متناقضا، يجد في داخله رفضا لهكذا روايات بينما يرى نفسه ملزما بتصديقها خشية من اتهامه بعدم الإيمان بفضائل أهل البيت-خصوصا وهو يجد البعض من المساكين يسارعون عند سماع مثل هذه الروايات إلى رفع الصوت بالصلاة على محمد وآل محمد ص - !!!!
-الطرح السياسي
نفتقد في الكويت التوجيه السياسي المنبري، لذا تجد الطائفة الشيعية في الكويت بلا لون أو طعم أو رائحة -باستثناء تنظيم الائتلاف الإسلامي الوطني المسمى تجاوزاً حزب الله فرع الكويت-، فالطائفة الشيعية تفتقد المؤسسات السياسية التي تنظم وتفعل دور الطائفة في التعامل مع مجمل المستجدات السياسية أو التعامل مع رسم الخطط التنموية للبلد، وقد يتبادر إلى الذهن ، هل هذا كله هو مسؤولية الخطباء المنبريين؟
والإجابة بالطبع لا، ولكن الخطباء-وهم غالبا من خارج المجتمع الكويتي- يساهمون بشكل كبير جدا في نسف أي جهد يرمي إلى ذلك عن طريق التشكيك المتشنج في مثل هذه التجمعات نتيجة لتجربة شخصية عايشها هذا الخطيب أو ذاك في مجتمعه هو، مما يؤدي بالفرد الشيعي الكويتي إلى العزوف عن تأييد هذه الأفكار أو المشاريع نتيجة لتأثره بكلام رجل الدين.
-الطرح الإجتماعي
نفتقد في الكويت المعالجة المنبرية الفذة للكثير من الممارسات الغريبة والمستهجنة التي طرأت على المجتمع الكويتي وخاصة في مرحلة ما بعد الغزو العراقي، فالخطباء يتطرقون لظواهر سيئة -كازدياد معدل العلاقات المنحرفة بين الجنسين- بسذاجة منقطعة النظير!! فهؤلاء الخطباء يكتفون بالصراخ معلنين حرمة هذه الظواهر ومنذرين الناس من العذاب الأليم، وكأن الناس كلهم لم يسمعوا قط بهذا، متناسين أن لمثل هذه الظواهر وغيرها أسبابا كثيرة يجب معالجتها قبل التطرق للسلوك المرفوض بعينه.
-الطرح الثقافي
نفتقد الطرح الثقافي الدسم الذي يتعامل بجدية مع مستجدات الحياة المعاصرة، والقادر على خلق مسلم يؤثر في الحياة بأكثر مما يتأثر فيها، فماذا تعني العولمة؟ وماذا تعني الحداثة؟ بل ماذا نعني بالحداثة أة المعاصرة؟
-الطرح الإسلامي التقريبي
لعلي أعتقد أن الكويت تصلح لأن تكون نقطة انطلاق لاطروحة التقريب بين أبناء الأمة الإسلامية لأسباب أعتقد أن من أهمها موقعها الجغرافي المتوسط بين حواضن المذاهب الإسلامية المختلفة، مصر والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، وثاني الأسباب هو حالة التلاحم التي تسود علاقة السنة والشيعة في الكويت، وثالث هذه الأسباب هو وجود ثلة من العلماء الأخيار الذين يحظون باحترام واسع في الحواضر الإسلامية.
هذه المقومات -ليس فقط- لم يتلقفها الخطيب أوحاول تغذيتها، بل تساهم قاعدة واسعة من الخطباء هدمها من الأساس، عن طريق التعرض للأخوة السنة والتهجم المنبري على أعلامهم -لاحظ عزيزي القارئ أنني لم أبرئ السنة من ذلك أيضا بل لعلهم يفوقونا في ذلك-، مما يؤدي إلى بذر البذرة السيئة المأفونة ((الطائفية)).
والظاهر أنني مضطر للنزول إلى أرض الواقع والتحدث عن ضرورة تقارب علمائنا الشيعة أولا بدل التهجم والتنابز بالألقاب الحادث بين أتباعهم مما خلخ حالة فئوية سيئة بينهم-بالمناسبة، هل يعلم القارئ العزيز أن الشيعة في الكويت كثيرا ما لا يتفقون على موعد واحد للصيام أو العيد!!!- .
-محاربة ظاهرة الإرهاب الفكري
ففي الوقت الذي نتمنى فيه ازدياد الوعي بضرورة حرية التعبير والبحث العلمي، يظهر لدينا تيار قوي مقاوم لهذا التطور المنشود، فيتم التعرض لثلة من العلماء والباحثين بحجة خروجهم على الثوابت، ويتم شتمهم من على المنابر والتشكيك في نواياهم واتهامهم بالعمالة والخيانة وغيرها، مما أدى إلى سهولة اتهام أي عالم كبير في دينه من قبل أي متسكع أو متطفل أو أرعن!!
هو بالضبط ما فهمته أنت عزيزي القارئ..
إنني أتهم الكثير من المجالس الحسينية
بالتخلف!!!
ولي أسبابي التي أعتقد أنها وجيهة..
- قلة الحصيلة الثقافية للكثير من الخطباء مما يؤدي إلى ضعف المحتوى الثقافي المقدم في المحاضرات، والتركيز على مواضيع هامشية تتبخر من ذهن الحضور بمجرد خروجهم من الحسينية!!
-تنافس الكثير من الوجهاء أصحاب السينيات على اعمار حسينياتهم بالحضور الجماهيري الكثيف مما يؤدي إلى التركيز على أصحاب الأسماء المشهورة من دون التركيز على محتوى الطرح علما بأن الكثير من أصحاب الأسماء المشهورة قد أفلسوا خطابياوأضحت خطبهم تكرارا مملا لما قد طرحوه في السنوات الكثيرة الماضية، ناهيك عن أن البعض من أصحاب الحسينيات يتجاوب مع تركيز بعض الحضور على قضايا البكاء وما أشبه فيتم التركيز على قدرة الخطيب على استدرار العواطف من خلال التركيز على النعي على حساب المضمون، هذا بغض النظر عن الأسعار الخيالية التي يتقاضاها البعض وخصوصا في دول الخليج!!
-جلب الخطباء من غير أبناء الدولة المقام فيها الجلس، وهذه ليست المشكلةفي ذاتها ولكن المعضلة هي في عدم إلمام هؤلاء المستورَدين بطبيعة وخصوصية وحاجات هذه المجتمعات، والحال في الكويت مثلاً خير مثال، ففي هذه الدولة التي يتكالب عليها الكثيرون تمثل المجالس الحسينية أكبر مثال على انفصال الخطباء عن مايدور في المجتمع، بل ويبذر الكثير منهم بذورا طائفية بغيضة بين أبناء البلد الواحد!!
وهذه تحديدا بعض المواضيع التي أعتقد بضرورة طرحها في الحسينيات، ولأكون موضوعيا، فسأذكر جملة من الأمور التي تفتقدها الحسينيات في الكويت خاصة، لعدم إلمامي بمجمل حاجات المجتمعات الأخرى
-الطرح العقائدي
وهذا الموضوع مهم للغاية وأتمنى أن أكون قادرا على إيصاله للقارئ جيدا.
فالخطباء-على الأغلب- لا يقومون بالاستعانة بنتائج الأبحاث العلمية الأخيرة في تدعيم إيمان الناس بعقيدتهم، معتمدين على ان جوهر الإسلام هو التسليملأمر الله دون اعتراض، مما أنتج جيلا هش العقيدة مذبذبها،لا يربطه بدينه سوى الإنتماء الوراثي أو العاطفي.
ناهيك عن أن بعض الخطباء يركز في قضايا السيرة على الغريب أو المشكوك فيه من الأخبار -مثل ذلك الخطيب الذي قال أن الحسن والحسين يوما ما لم يجدا ما يلعبان به فمدا يديهما إلى السماء فالتقط كل منهما كوكبا ليلعب به !!!- مما أنتج جيلا متناقضا، يجد في داخله رفضا لهكذا روايات بينما يرى نفسه ملزما بتصديقها خشية من اتهامه بعدم الإيمان بفضائل أهل البيت-خصوصا وهو يجد البعض من المساكين يسارعون عند سماع مثل هذه الروايات إلى رفع الصوت بالصلاة على محمد وآل محمد ص - !!!!
-الطرح السياسي
نفتقد في الكويت التوجيه السياسي المنبري، لذا تجد الطائفة الشيعية في الكويت بلا لون أو طعم أو رائحة -باستثناء تنظيم الائتلاف الإسلامي الوطني المسمى تجاوزاً حزب الله فرع الكويت-، فالطائفة الشيعية تفتقد المؤسسات السياسية التي تنظم وتفعل دور الطائفة في التعامل مع مجمل المستجدات السياسية أو التعامل مع رسم الخطط التنموية للبلد، وقد يتبادر إلى الذهن ، هل هذا كله هو مسؤولية الخطباء المنبريين؟
والإجابة بالطبع لا، ولكن الخطباء-وهم غالبا من خارج المجتمع الكويتي- يساهمون بشكل كبير جدا في نسف أي جهد يرمي إلى ذلك عن طريق التشكيك المتشنج في مثل هذه التجمعات نتيجة لتجربة شخصية عايشها هذا الخطيب أو ذاك في مجتمعه هو، مما يؤدي بالفرد الشيعي الكويتي إلى العزوف عن تأييد هذه الأفكار أو المشاريع نتيجة لتأثره بكلام رجل الدين.
-الطرح الإجتماعي
نفتقد في الكويت المعالجة المنبرية الفذة للكثير من الممارسات الغريبة والمستهجنة التي طرأت على المجتمع الكويتي وخاصة في مرحلة ما بعد الغزو العراقي، فالخطباء يتطرقون لظواهر سيئة -كازدياد معدل العلاقات المنحرفة بين الجنسين- بسذاجة منقطعة النظير!! فهؤلاء الخطباء يكتفون بالصراخ معلنين حرمة هذه الظواهر ومنذرين الناس من العذاب الأليم، وكأن الناس كلهم لم يسمعوا قط بهذا، متناسين أن لمثل هذه الظواهر وغيرها أسبابا كثيرة يجب معالجتها قبل التطرق للسلوك المرفوض بعينه.
-الطرح الثقافي
نفتقد الطرح الثقافي الدسم الذي يتعامل بجدية مع مستجدات الحياة المعاصرة، والقادر على خلق مسلم يؤثر في الحياة بأكثر مما يتأثر فيها، فماذا تعني العولمة؟ وماذا تعني الحداثة؟ بل ماذا نعني بالحداثة أة المعاصرة؟
-الطرح الإسلامي التقريبي
لعلي أعتقد أن الكويت تصلح لأن تكون نقطة انطلاق لاطروحة التقريب بين أبناء الأمة الإسلامية لأسباب أعتقد أن من أهمها موقعها الجغرافي المتوسط بين حواضن المذاهب الإسلامية المختلفة، مصر والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، وثاني الأسباب هو حالة التلاحم التي تسود علاقة السنة والشيعة في الكويت، وثالث هذه الأسباب هو وجود ثلة من العلماء الأخيار الذين يحظون باحترام واسع في الحواضر الإسلامية.
هذه المقومات -ليس فقط- لم يتلقفها الخطيب أوحاول تغذيتها، بل تساهم قاعدة واسعة من الخطباء هدمها من الأساس، عن طريق التعرض للأخوة السنة والتهجم المنبري على أعلامهم -لاحظ عزيزي القارئ أنني لم أبرئ السنة من ذلك أيضا بل لعلهم يفوقونا في ذلك-، مما يؤدي إلى بذر البذرة السيئة المأفونة ((الطائفية)).
والظاهر أنني مضطر للنزول إلى أرض الواقع والتحدث عن ضرورة تقارب علمائنا الشيعة أولا بدل التهجم والتنابز بالألقاب الحادث بين أتباعهم مما خلخ حالة فئوية سيئة بينهم-بالمناسبة، هل يعلم القارئ العزيز أن الشيعة في الكويت كثيرا ما لا يتفقون على موعد واحد للصيام أو العيد!!!- .
-محاربة ظاهرة الإرهاب الفكري
ففي الوقت الذي نتمنى فيه ازدياد الوعي بضرورة حرية التعبير والبحث العلمي، يظهر لدينا تيار قوي مقاوم لهذا التطور المنشود، فيتم التعرض لثلة من العلماء والباحثين بحجة خروجهم على الثوابت، ويتم شتمهم من على المنابر والتشكيك في نواياهم واتهامهم بالعمالة والخيانة وغيرها، مما أدى إلى سهولة اتهام أي عالم كبير في دينه من قبل أي متسكع أو متطفل أو أرعن!!
تعليق