إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشهداء عند الحساب في كتب العقائد الإمامية أعلى الله شأنهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهداء عند الحساب في كتب العقائد الإمامية أعلى الله شأنهم

    السلام عليكم

    أحببنا أن نخصص لكم هذا الموضوع ليكون جامعا لكلام المتكلمين والمحققين والفلاسفة الإمامية من كتبهم العقائدية حول الشهداء يوم القيامة وعرض الأعمال على هؤلاء الشهداء مع موجز مختصر لكل إستشهاد.


    (1)

    كتاب دروس في العقيدة الإسلامية للأستاذ الشيخ مصباح اليزدي
    http://www.najaf.org/arabic/book/35/index.html

    صورة القيامة في القرآن الكريم

    محكمة العدل الالهية

    وبعد ذلك، تشكل محكمة العدل الالهية، وتحضر اعمال العباد جميعا(119)، وتوزع صحائف الاعمال(120)، وينسب كل فعل لفاعله الحقيقي برجة من الوضوح لا يحتاج معها للسؤال عن عمله(121).
    ويحضر في هذه المحكمة الملائكة والانبياء والمختارون من عباد الله شهداء(122)، بل إن اليد والرجل وجلد البدن ستتكم وتشهد(123)، ويحاسب الناس جميعا بقة، ويوزن حسابهم بالميزان الالهي(124)، ويقضى بينهم على اساس العدل والقسط(125)، وسيرى كل واحد منهم، نتيجة سعيه وعمله(126)، ويضاعف الثواب للصالحين، فمن جاء بالحسنة فله عشر امثالها(127)، ولا يتحمل احد وزر غيره، ولا تزر وازرة وزر اخرى(128)، اما اولئك الذين اضلوا غيرهم، فيستحملون وزر ذنوب المضللين بهم، اضافة لذنوبهم(129)، (ون ان ينقص من ذنوبهم شئ)، ولا تقبل من احد فدية(130)، ولا تقبل شفاعة احد(131)، الا شفاعة اولئك الذين اذن الله تعالى لهم بالشفاعة حيث يشفعون وفق المعايير التي يرضى بها الله(132).


    --------------------------------------------------------

    إذا من كلام سماحته الذي كان جميعه مقتبس من آيات القرآن نستنج أن المحكمة الإلهية أو الحساب يوم القيامة يحضر فيها كل من:
    1- الملائكة
    2- الأنبياء
    3- المختارون من عباد الله شهداء
    4- جوارح نفس المحاسب كاليد والرجل والعين واللسان ...الخ.

    ولكن من هم هؤلاء الشهداء المختارون من عباد الله ... ؟ وما هي صفاتهم ؟

  • #2
    الأستاذ الشيخ السبحاني دام ظله نورده مرة موجزا من كتاب العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت وأخرى مفصلا من كتاب الإلهيات

    (2)

    كتاب العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت
    http://www.imamsadeq.org/book/sub3/a...h-240.html#240

    الاَصلُ الثالثُ عشر بعد المائة: مراحل الحساب والقيامة

    بعد عَودة الموتى إلى الحَياة، وحَشْرِهمْ ونَشْرِهِمْ، تتحقَّق عدةُ أُمور قبلَ دُخولِ الجنة أو النار، أخبر بها القرآنُ الكريمُ، والاَحاديثُ الشريفة:

    1. محاسَبة النّاس على أعْمالهم بشكلٍ خاصّ، أو بصورٍ معيّنة إحداها إعطاءُ صحيفةِ عملِ كل أحد بيده.(3)

    2. مضافاً إلى ما هو مُدرَجٌ في صحيفة كل واحد من الصغائر والكبائر، ثمّتَ شهُودٌ من داخلِ الاِنسان وخارجه تشهدُ يومَ القيامة بأعمالهِ التي عَمِلَها في العالمِ الدُّنْيويّ.

    والشُهود الّذين من الخارج هم عبارةٌ عن الله (1) ونبي كلّ أُمّة (2) ونبيّ الاِسلام (3)، والصَفوة الاَخيار من الاَُمّة (4)، والملائكة (5)، والاَرض (6).

    وأمّا الشهودُ من داخل الكيانِ البشريّ فهم عبارة عن الاَعضاء والجوارح (7)، وتجسّم الاَعمال نفسِها (8).



    3. هناكَ لمحاسبة الاِنسان على أعماله ـ مضافاً إلى ما قلناه ـ ما يُسمّى بـ «موازين العَدل» التي تُقامُ يومَ القيامة، وتضمِن وصولَ كلّ إنسان إلى ما يستحقه من الجزاء على وجهِ الدِقّة كما يقول تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ القيامة فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شيْئاً وإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِها وَكَفَى بِنَا حاسِبين) (9).

    4. ويُستفاد من الاَحاديث الشريفة أنّ هناك ـ يومَ القيامة ـ ممرّاً يجبُ أن يعبر منه الجميعُ بلا استثناء

    وهذا الممرّ يُعبّر عنهُ في الروايات بالصراط، وقد ذهبَ المفسرون إلى أنّ الآيات 71 ـ 72 من سورة مريم ناظرة إليه.(1)

    5. هناكَ حائلٌ بين أهل الجنّة وأهل النار أسماه القرآنُ الكريم بـ(الحجاب) كما أنّه يقف شخصياتٌ رفيعةُ المستوى على مكانٍ مرتفعٍ يعرفون كلاًّ مِن أهلِ الجنّة وأهلِ النارِ بسيماهُم كما يقولُ سبحانه:

    (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الاََعراَفِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًَّ بِسِيماهُمْ)(2).


    وهؤلاءُ الشخصيّات العالِية المستوى هم ـ كما تُصرّح رواياتُنا ـ الاَنبياءُ وأوصياؤهم الكرام البرَرَة.

    6. عندما تَنْتهِي عمليّةُ الحساب ويَتّضح مصيرُ الاَشخاص يومَ القيامة يعطي اللهُ سبحانه لواءً بيد النبيّ الاَكرمِ محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يُدعى «لواء الحمد» فيتحرّكُ أمامَ أهلِ الجنة، إلى الجنّة.(3)

    7. أخبَرَتِ الرواياتُ العديدةُ بوجود حوضٍ كبير في المحشر يُعرَف بحوض «الكوثر»، يحضر عنده رسولُ الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ويسقى الصالحون من الاَُمّة من ماء ذلك الحوض بأيدي النبيّ وأهلِ بيته ـ عليهم السلام ـ.



    ----------------------------------------------------------------------------

    هنا قسم سماحة الأستاذ السبحاني الشهود إلى شهُودٌ من داخلِ الاِنسان ومن خارجه تشهدُ يومَ القيامة بأعمالهِ التي عَمِلَها في العالمِ الدُّنْيويّ.

    أما الذين من الخارج فهم:
    1- الله
    2- ونبي كلّ أُمّة ونبيّ الاِسلام
    3- والصَفوة الاَخيار من الاَُمّة
    4- والملائكة
    5- والاَرض

    أما الشهود من داخل الإنسان:
    1- الاَعضاء والجوارح
    2- وتجسّم الاَعمال نفسِها

    كل هؤلاء يحضرون الحساب وشهدون على أعمال العباد

    كما ذكر سماحته موقفا آخر ليوم القيامة يقف فيه شخصياتٌ رفيعةُ المستوى هم ـ كما تُصرّح رواياتُنا ـ الاَنبياءُ وأوصياؤهم الكرام البرَرَة على مكانٍ مرتفعٍ يعرفون كلاًّ مِن أهلِ الجنّة وأهلِ النارِ بسيماهُم

    تعليق


    • #3
      نواصل معكم عرض كلام العلماء والمحققين في الشهداء الذين سيحضرون عند الحساب ، وبالخصوص الشهداء على الناس من خارجه ، حيث تم تقسيم الشهود على الإنسان بشهود من خارجه كالملائكة والانبياء والمختارون من عباد الله الذي هم صفوة الأخيار والأرض ، والشهود من الداخل وهم جوارح الإنسان ونفس هذه الأعمال بعد تجسمها.
      وفي هذه المرة نورد تفصيل كلام الشيخ السبحاني دام ظله الذي أجمله في كتابه السابق من كتابه الآخر الإليهات على ضوء الكتاب والسنة والعقل ، وكذلك من تلخيصه المسمى بمحاظرات في الالهيات لعلي الرباني الكلبيكاني.
      ثم سنشرع بعدها إلى التعمق أكثر حول الصفوة المختارة من عباد الله الشهداء لمعرفة رأي علماء الشيعة في هذا الأمر وذلك من كتاب آخر من كتب الشيعة الإمامية أعلى شأنهم ألا وهو كتاب عقائد الإمامية للشيخ المظفر قدس الله تربته ، مع شرحه من كتاب بداية المعارف الإلهية للسيد الاستاذ محسن الخرازي دام ظله.



      (3)

      الإلهيات
      على هدى الكتاب والسُّنة والعقل
      http://www.imamsadeq.org/book/sub3/a...t-4j/index.htm


      4 ـ الحساب والشهود


      وبعد تناول الصحف يبدأ الحساب، وهو مشهد مروّعٌ للقلوب ومقطّعٌ للأرواح، إنّه مشهد القضاء على الناس بشهود لا يتطرق إلى شهادتهم ريب ولا يتّهمون بكذب. وهم بين شاهد خارجي كالله سبحانه، والأنبياء، والملائكة، والأرض، وداخلي كالأعضاء والجوارح حتى جلد البدن .

      وهناك نوع آخر من الشهود لا يشابه القسمين، وهو تجسّم أعمال الإنسان بوجود يناسب تلك النشأة وهذا نظير عرض صور الجريمة ووقائعها التي التقطت عند ارتكاب المجرم لها، أوبثّ الشريط الّذي سجل فيه كلام المعتدي بالسبّ والوقيعة، وإن كان هناك فرق بين الممثّل والممثّل له .

      وبذلك لا يجد المجرم لنفسه إلا الاعتراف بالذنب والتقصير والجرأة، لثبوت الجرم عليه بوجه لا يقبل الإنكار، و إليك عرض هؤلاء الشهود في ضوء آيات القرآن الكريم، مقدّمين الشهود الخارجيين على الداخلين .

      الشاهد الأول : الله سبحانه

      من عجيب الأمر أنّ الله سبحانه هو القاضي والحاكم بين العباد، وهو بنفسه أيضاً شاهد على أعمالهم، يقول سبحانهإِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْء شَهِيدٌ)(2).

      ويقول سبحانه (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَ اللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ)(3).


      الشاهد الثاني : نبىّ كلّ أمّة

      يدل القرآن الكريم على أنّ لكلّ أُمّة شهيداً من أنفسهم، وقدجاء ذلك في عدة آيات منها قوله سبحانهوَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)(1).

      وقوله سبحانهوَ يَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ * وَ نَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا...)(2).

      والظاهر أنّ هذا الشاهد من كل أُمّة هو نبيهم، وإن لم يصرح به في الآيات، وذلك للزوم كون الشهادة القائمة هناك مشتملة على حقائق لا سبيل للمناقشة فيها، فيجب أن يكون هذا الشاهد عالماً بحقائق الأعمال التي يشهد عليها، لا بظاهر صورها وهيئاتها المحسوسة لأنّ صورها مشتركة بين الطاعة والمعصية.

      ولايكون هذا إلاّ بأن يستوي عنده الحاضروالغائب، ويعاين حقيقة ما انعقدت عليه القلوب فيتميز هذا الشاهد بخصوصيتين .

      الأولى: أنّه محيط إحاطة علمية تامةً على حقائق الأعمال ومايجري في القلو، ويختلج في النفوس .

      الثانية: أن يكون ذا عصمة إلهية ليمتنع عليه الخطأ والاشتباه عند تحمّل الشهادة، والكذب والخيانة عند أدائها .


      ولا يتصور هذا المقام إلا لنبىّ كلّ أُمّة، وسيأتي تتميم لذلك في الشاهد الرابع


      الشاهد الثالث: نبيّ الإسلام

      عدّ القرآن نبيّ الإسلام شاهد أُمّته، يقول سبحانهفَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّة بِشَهِيد وَ جِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا)(1).

      ويقول سبحانه: (وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاَءِ..)(2).

      وقد عرفت أنّ هذه الشهادة تستلزم من الكفاءات شيئاً عظيماً، وبهذا يظهر عظم مقام هذا الشاهد، لوقوفه على ضمائرالقلوب وأعمال الأُمّة، وإن كانوا بعيدين عنه. ومن كان له هذا المقام، فتعرّفه على الغيب من أهون الأُمور، ومع ذلك نرى بعض القشريين ينزعجون من إثبات علم الغيب للنبيّ، ويزعمون انّ نسبته إليه وإلى الله سبحانه يستلزم الشرك، ولكن عزب عنهم الفرق بين العلم الكسبي والذاتي، والمحدود واللامحدود، والقائم بالغير والقائم بالنفس .


      الشاهد الرابع: بعض الأُمّة الاسلامية

      يقوله سبحانهوَ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(3).

      والخطاب في الآية للأُمّة الإسلامية، ولكن المراد قسم منها، نظير قوله سبحانه (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً)(4)، مخاطباً بني إسرائيل، والمراد بعضهم. فباعتبار وجود الصّلة القوية بين القبيلة وملوكها، نسب الملوكية إلى الجميع .

      والدليل على أنّ المراد بعض الأُمّة، هو أنّ أكثر أبناء الأُمّة، مجهزون بحواس عادية لا تتحمل إلاّ صور الأفعال والأعمال إذا كانوا في محضر المشهود عليهم، وهولا يفي في مقام الشهادة، لأنّ المراد من الشهادة هوالشهادة على حقائق الأعمال، والمعاني النفسانية من الكفر والإيمان والفوز والخسران، وعلى كل خفي عن الحسّ، و مستبطن عن الإنسان، وعلى كل ما تكسبه القلوب، الذي يدور عليه حساب ربّ العالمين، يقول سبحانهوَ لَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَت قُلُوبُكُمْ)(1).

      وليس ذلك في وسع الإنسان العادي إذا كان حاضراً عند المشهود عليه، فضلاً عن كونه غائباً، وهذا يدلّنا على أنّ المراد رجال من الأُمّة لهم تلك القابلية، بعناية من الله تعالى، فيقفون على حقائق أعمال الناس من إخلاص ورياء، وانقياد وتمرد، ويؤدّون ذلك يوم القيامة. وهذه الكرامة ليس ينالها جميع الأُمّة، بل الأولياء الطاهرون منهم، لا المتوسطون في الإيمان، فضلاً عن الملوثين بالمعاصي والملطخين بالجرائم .

      وقد التجأ بعضهم إلى جعل متعلق الشهادة كون الأمّة على دين جامع ووسط، وهو بمعزل عن التحقيق، إذ ليس ذلك شهادة بشيء، وقد وردت لفظة الشهادة بمعنى واحد في جميع القرآن، في آياته المختلفة.

      وبذلك يظهر معنى قوله سبحانهوَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)(2). فالخطاب متوجّه إلى الأُمّة، والمراد بعضهم ممن أُعطيت لهم هذه الكرامة.

      وهناك وجه آخر لما ذكرنا، وهو أنّ أقلّ مايعتبر في الشهود هوالعدالة والتقوى، والصدق والأمانة، والأكثرية الساحقة من الأُمّة، يفقدون ذلك، وهم لا تقبل شهادتهم على صاع من تمر أو باقة من بقل، فكيف تقبل شهادتهم يوم القيامة؟!

      وإلى هذا تشير رواية الزبيري عن الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ قال: «قال الله تعالىوَ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(3)، فإن ظننت بأنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين، أفترى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر، يطلب الله شهادته يوم القيامة، ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية. كلا، لم يعن الله مثل هذا من خلقه »(1).

      إلى هنا تمّ الكلام حول الشهود الخارجيين، وإليك الكلام في الشهود الداخليين، الذين لا ينفكون عن نفس المجرم.



      الشاهدالخامس: الأعضاء والجوارح

      من عجيب الأمر أن تشهد أعظاء الإنسان عليه: لسانه ويده ورجله، بأمر من الله سبحانه .

      يقول سبحانهيَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(2).

      ويقول سبحانهالْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(3).

      وأما كيفية الشهادة فهي من الأمور الغيبية نؤمن بها، وما إنطاقها عليه بعزيز، وقد وسعت قدرته تعالى كلّ شيء.


      الشاهد السادس: الجلود

      وتشهد على الناس جلودهم أيضاً.

      يقول سبحانهحَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصَارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَ قَالُوا لجُلُوِدِهمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْء)(4).

      وقولهأنطقنا الله الّذي أنطق كلّ شيء)، يشير إلى سعة قدرته سبحانه على إنطاق الجلود (1).


      الشاهد السابع: الملائكة

      إنّ للإنسان حفظة يصحبونه منذ بلوغه التكليف فيسجّلون إعماله خيرها وشرّها، وهذا قوله سبحانهمَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْل إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(2).

      وهذا الرقيب العتيد يشهد أعمال من وكّل به يوم القيامة، عندما يرد الإنسان صعيد الحساب مع سائقه، كما يقول سبحانهوَ جَاءَتْ كُلُّ نَفْس مَعَهَا سَائِقٌ وَ شَهِيدٌ)(3).

      فأحد الملائكة يسوق الإنسان، وآخر يشهد على أعماله .


      الشاهد الثامن: صحيفة الأعمال

      هناك آيات تدلّ على وجود صحف تضبط فيها أعمال العباد خيرها وشرّها، وكتبة يمارسون كتابتها، ويوم الحساب تعرض على الإنسان، فيقرؤها، فيرى المجرم مشفقاً منها، يغلبه التعجب من إ حاطة الكتاب بدقيق أعماله وجليلها.

      يقول سبحانه: (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ)(4).

      ويقول سبحانهوَ كُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَ كُلُّ صَغِير وَ كَبِير مُسْتَطَرٌ)(5).

      ويقو ل سبحانه إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَ نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَ آثَارَهُمْ وَ كُلَّ شَىْء أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين)(1).

      ويقول سبحانه مصوّراً حال المجرم عند الحساب وشهادة الكتاب عليهوَ وُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرى الُْمجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ)(2).

      ويقول سبحانه حاكياً تعجّب المجرمين من إحاطته بعظائم الأعمال ودقائقهامَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَ لاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا)(3).

      وكفى في إذعان الإنسان بجرمه وعصيانه، كتابه، يقول سبحانهاِقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)(4).


      الشاهد التاسع: الأرض

      إنّ كلّ عمل طالحاً كان أو صالحاً، إذا كان بدنياً، يصدر من الإنسان في نقطة وبقعة من بقاع الأرض، وهي تشهد يوم القيامة على الحوادث التي وقعت فيها، يقول سبحانهيَوْمَئِذ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا )(5). وكيفية شهادتها من الأمور الغيبية، ولكن يمكن أن نستعين على تقريبها بالأمور المحسوسة ببيان أنّ المجرم والمحسن يتركان بعد العمل آثاراً يستدل ّبها على كيفية عمله .

      هذا وإن الخبراء يستدلّون بالمستندات الحفرية، على كيفية حياة الماضين وحضارتهم وعلومهم، وسائر شؤون حياتهم، وقد ورد عن النبي أنّه لم يرتحل من منزل إلاّ صلى فيه ركعتين وقال: «حتى يشهد عليّ بالصلاة» (6).

      روى الشيخ الطوسي بإسناده عن أبي ذرّعن النبي صلى الله عليه وآله، في وصيته له: «يا أباذرّ، مامن رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض، إلاّ شهدت له بها يوم القيامة» (1).


      الشاهد العاشر: تجسم العمل بهويّته الأُخروية

      دلّ القرآن والأحاديث على انّ لكل عمل يرتكبه الإنسان في هذه النشأة، صورتين وظهورين وهويتين، يتمثل بإحداهما في هذه النشأة، وبالأخرى في النشأة الآخرة. فالصلاة في هذه الدنيا عبارة عن الأذكار والحركات، وهي هويتها الدنيوية، ولكنها لها في النشأة الأُخروية ظهوراآخر. ومثله الأعمال الإجرامية، فإنّ لكلّ منها صورتين، يتمثّل بإحداهما في الدنيا، وبالأُخرى في الآخرة.

      يقول سبحانهفَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَيْرًا يَرَهُ * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرًّا يَرَهُ)(2)، وظاهرالآية هو مشاهدة نفس العمل. وتأويله بمشاهدة الجزاء، على خلاف الظاهر، والآيات الواردة في مجال تجسّم الأعمال كثيرة، نكتفي بواحدة منها :

      يقول سبحانه: (وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَاب أَلِيم * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَ جُنوبُهُم وَ ظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)(3).

      والآية تعرب عن تجسم الذهب والفضة اللّذين كنزا بصورة النار المُحمّاة، بحيث يطلق عليها أنّها نفس ما كنزوه



      -------------------------------------------------------------

      بعض الإستنتاجات والنقاط من كلام سماحة الشيخ الأستاذ:

      * بخصوص شهادة الأنبياء أو نبي كل أمة:
      - الشهادة القائمة هناك مشتملة على حقائق لا سبيل للمناقشة فيها
      - هذا الشاهد عالماً بحقائق الأعمال التي يشهد عليها، لا بظاهر صورها وهيئاتها المحسوسة لأنّ صورها مشتركة بين الطاعة والمعصية.

      * يتميز هذا الشاهد بخصوصيتين:
      1- أنّه محيط إحاطة علمية تامةً على حقائق الأعمال ومايجري في القلو، ويختلج في النفوس .
      2- أن يكون ذا عصمة إلهية ليمتنع عليه الخطأ والاشتباه عند تحمّل الشهادة، والكذب والخيانة عند أدائها.

      * هذه الشهادة تستلزم من الكفاءات شيئاً عظيماً، ويظهر عظم مقام هذا الشاهد، لوقوفه على ضمائرالقلوب وأعمال الأُمّة، وإن كانوا بعيدين عنه.

      * من كان له هذا المقام، فتعرّفه على الغيب من أهون الأُمور.

      * غالب الأمة الإسلامية مجهزون بحواس عادية لا تتحمل إلاّ صور الأفعال والأعمال إذا كانوا في محضر المشهود عليهم، وهولا يفي في مقام الشهادة.

      * هناك من الأمة الإسلامية - بعضهم وليس جميع الأمة - رجال منها لهم تلك القابلية، بعناية من الله تعالى، فيقفون على حقائق أعمال الناس من إخلاص ورياء، وانقياد وتمرد، ويؤدّون ذلك يوم القيامة. وهذه الكرامة ليس ينالها جميع الأُمّة، بل الأولياء الطاهرون منهم ، ومن هم يا ترى أطهر من { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } فتأمل.

      تعليق


      • #4
        نواصل معكم أجبتي الموضوع ، حيث تم تقسيم الشهود إلى قسمين : شهود الداخل والخارج ؛ وتم تقسيم شهود الخارج إلى رب العزة ، ونبي كل أمة ، ونبي الإسلام، وشهود من هذه الأمة الإسلامية ، ثم قلنا بأن هذه الشهادة تستلزم كفاءة عظيمة وإحاطة علمية دقيقة بحقيقة الأعمال في ضمائر القلوب يستوي فيها عنده الحاضر والغائب ، ومثل هذا الشاهد لو بحثنا عن مصداقها الخارجي فلن نجد إلا انه من تعرض عليه أعمالنا ويراها ولديه سعة من العلم مختلفة عن علم بقية أفراد الأمة ، ولعل روايات حكم الإمام المهدي صاحب العصر والزمان بحكم داود بلا بينة ناظرة هذا المعنى وكاشفة عن إمتلاكه روحي لتراب مقدمه الفداء هذا المقام ، فتدبر !

        إلى هنا يمكن تلخيص جميع ما سبق بما سطره فضيلة الأستاذ الشيخ الرباني الكلبيكاني - حفظه الله - بتلخيصه كلام شيخه السبحاني - دامت بركاته - في كتابه محاظرات في الإلهيات بالتالي:

        (4)
        http://www.imamsadeq.org/book/sub3/a...it452.html#439


        الفصل السادس
        الحساب و الشهود


        يبحث في هذا الفصل حول الاَُمور التالية:

        1. ما هوالغرض من الحساب؟
        2. كيف يحاسب اللّه تعالى العباد يوم القيامة؟
        3. من هم الشهود يوم القيامة؟

        وإليك البيان:

        إنّ من أسماء يوم القيامة، «يوم الحساب»، يحكي القرآن الكريم دعاء إبراهيم _ عليه السلام _ إلى اللّه تعالى، حيث قال:
        (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُوَْمِنينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسابُ) . (إبراهيم:41.)

        كما يحكي انّ موسى _ عليه السلام _ فيما أجاب فرعون حينما هدّده بالقتل قال:
        (إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُوَْمِنُ بِيَوْمِ الحِسابِ الحِسابِ).(الموَمن:27.)

        ثمّ إنّ الغرض من الحساب ليس هو وقوفه سبحانه على ما يستحقه العباد من الثواب والعقاب، بالوقوف على أعمالهم الصالحة والطالحة وهذا واضح، بل الغرض منه الاِحتجاج على العاصين، وإبراز عدله تعالى على العباد في مقام الجزاء، ولاَجل ذلك يقيم عليهم شهوداً مختلفة، وللشيخ الصدوق كلام مبسوط في المقام نأتي به إيضاحاً للمقصود، قال:

        «إعتقادنا في الحساب انّه حقّ، منه ما يتولاّه اللّه عزّ وجلّ، ومنه ما يتولاّه حججه، فحساب الاَنبياء والاَئمّة _ عليهم السلام _ يتولاّه عزّوجلّ، ويتولّى كلُّ نبي حساب أوصيائه ويتولّى الاَوصياء حساب الاَُمم، واللّه تبارك و تعالى هو الشهيد على الاَنبياء والرسل، وهم الشهداء على الاَوصياء، والاَئمّة شهداء على الناس».

        وذلك قول اللّه عزّ وجلّ:
        (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ علَى النّاسِ) . ( الحج:78.)
        وقوله تعالى:
        (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍوَجِئْنا بِكَ عَلىهوَلاءِ شَهِيداً). ( النساء: 41.)
        وقال اللّه تعالى:
        (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِوَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). ( هود:17.)

        والشاهد أمير الموَمنين _ عليه السلام _ .

        وقوله تعالى:
        (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) . (الغاشية:25ـ26.)

        ومن الخلق من يدخل الجنّة بغير حساب، وأمّا السوَال فهو واقع على جميع الخلق لقول اللّه تعالى:
        (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسَأَلَنَّ الْمُرْسَلين) . (الاَعراف:6.)

        يعني عن الدّين، وكلّ محاسب معذّب ولو بطول الوقوف، ولا ينجو من النار ولا يدخل الجنّة أحد بعمله إلاّ برحمة اللّه تعالى.
        وانّ اللّه تبارك و تعالى يخاطب عباده يخاطب عباده من الاَوّلين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة يسمع منها كلّ واحد قضيته دون غيرها، ويظنّ انّه المخاطب دون غيره، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة.
        ويخرج اللّه تعالى لكلّ إنسان كتاباً يلقاه منشوراً، ينطق عليه بجميع أعماله، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها، فيجعله اللّه محاسب نفسه والحاكم عليها بأن يقال له:
        (إِقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَومَ عَلَيْكَ حَسِيباً) . (الاِسراء: 14.)

        ويختم اللّه تبارك وتعالى على قوم على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارجهم بما كانوا يكتمون.

        (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (فصلت:21.) ( رسالة الاعتقادات للشيخ الصدوق، الباب 28، باب الاعتقاد في الحساب والموازين. )


        وقال الشيخ المفيد:

        «الحساب هو المقابلة بين الاَعمال والجزاء عليها، والمواقفة للعبد على ما فرط منه والتوبيخ له على سيئاته، والحمد على حسناته، ومعاملته في ذلك باستحقاقه، وليس هو كما ذهب العامة إليه من مقابلة الحسنات بالسيئات والموازنة بينهما على حسب استحقاق الثواب والعقاب عليهما، إذ كان التحابط بين الاَعمال غير صحيح، ومذهب المعتزلة فيه باطل غير ثابت». ( تصحيح الاعتقاد: 93، ط منشورات الرضي، قم.)


        أقول: يستفاد من آيات الذكر الحكيم انّالشهود في يوم الحساب على أصناف، وهم:

        1. اللّه سبحانه :

        يقول تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّ اللّهَ عَلىكُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) . (الحج:17.)
        ويقول أيضاً:
        (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ) . (آل عمران:98.)


        2. نبيّ كلّ أُمّة:

        يقول سبحانه: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) . (النحل: 89.)
        ويقول أيضاً:
        (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ* وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً...) . (القصص:74ـ75.)

        والظاهر انّ هذا الشاهد من كلّ أُمّة هو نبيُّهم، وإن لم يصرّح به في الآيات، وذلك للزوم كون الشهادة القائمة هناك مشتملة على حقائق لا سبيل للمناقشة فيها، فيجب أن يكون هذا الشاهد عالماً بحقائق الاَعمال التي يشهد عليها، ولا يكون هذا إلاّ بأن يستوي عنده الحاضر والغائب، ولا يتصوّر هذا المقام إلاّ لنبيّ كلّ أُمّة.


        3. نبيّ الاِسلام:

        يقول سبحانه: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هوَلاءِ شَهيداً).(النساء:41.)


        4. بعض الاَُمّة الاِسلامية:

        يقول سبحانه: (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ علَيْكُمْ شَهِيداً) . (البقرة:143.)

        والخطاب في الآية وإن كان للاَُمّة الاِسلامية، لكنّ المراد بعضهم، نظير قوله تعالى: (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) مخاطباً لبني إسرائيل، والمراد بعضهم [ أبوالسائب \ فلم يكن جميع بني إسرائيل ملوكا بل بعضهم ] ، والدليل على أنّ المراد بعض الاَُمّة، هو انّ أكثر أبنائها ليس لهم معرفة بالاَعمال إلاّ بصورها إذا كانوا في محضر المشهود عليهم، وهو لا يفي في مقام الشهادة، لاَنّ المراد منها هو الشهادة على حقائق الاَعمال والمعاني النفسانية من الكفر والاِيمان، وعلى كلّ ما خفي عن الحس ومستبطن عن الاِنسان ممّا تكسبه القلوب الذي يدور عليه حساب ربّ العالمين يقول سبحانه:
        (وَلكِنْ يُوَاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) . (البقرة:225.)


        وليس ذلك في وسع الاِنسان العادي إذا كان حاضراً عند المشهود عليه، فضلاً عن كونه غائباً، وهذا يدلّنا على أنّ المراد رجال من الاَُمّة لهم تلك القابلية بعنايةٍ من اللّه تعالى، فيقفون على حقائق أعمال الناس المشهود عليهم.

        أضف إلى ذلك انّ أقلّ ما يعتبر في الشهود هو العدالة والتقوى، والصدق والاَمانة، والاَكثرية الساحقة من الاَُمّة يفقدون ذلك وهم لا تقبل شهادتهم على صاع من تمر أو باقة من بقل، فكيف تقبل شهادتهم يوم القيامة؟!

        وإلى هذا تشير رواية الزبيري عن الاِمام الصادق _ عليه السلام _ ، قال:
        «أفَتَرى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر، يطلب اللّه شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الاَُمم الماضية؟! كلاّ، لم يعن اللّه مثل هذا من خلقه». (نور الثقلين:1|113، الحديث 409.)


        5. الاَعضاء والجوارح:

        يقول سبحانه: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يعْمَلُونَ) ( النور: 24 ، وفي معناها الآية 65يس، و الآية 20فصلت.).

        وأمّا كيفية الشهادة فهي من الاَُمور الغيبية نوَمن بها، وما إنطاقها على اللّه بعزيز، وقد وسعت قدرته تعالى كلّ شيء، كما يشير إليه قوله تعالى:
        (قالُوا أَنْطَقَنَا اللّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) . ( فصلت:21.).


        ------------------------------------------------------------------------------------

        إلى هنا تم الكلام حول شهداء الحساب يوم القيامة الذي كان معتمدا على تحليل آيات كتاب الله العزيز ، فنأتي الآن إلى دليل السنة المحمدية المطهرة ، حيث سنستعرضها معكم من كتاب عقائدي آخر من كتب الشيعة الإمامية وهو عقائد الإمامية للشيخ المظفر أعلى الله مقامه.

        تعليق


        • #5
          سألني أحد الاخوة في احد المنتديات فكان بيني وبينه الحوار:

          سلام عليكم

          مأجور على هذا الطرح الفيد إن شاء الله

          اقتباس:
          الشاهد الأول : الله سبحانه

          من عجيب الأمر أنّ الله سبحانه هو القاضي والحاكم بين العباد، وهو بنفسه أيضاً شاهد على أعمالهم، يقول سبحانهإِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْء شَهِيدٌ)(2).
          بصراحه كلمه من عجيب الأمر مثيرة للإستغراب والتساؤل !؟

          ما رأيك باستعمالها هل تراه صحيح؟


          أبو السائب \ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

          تدبر أخي أثر مولى الموحدين وسيد المتقين في نهج البلاغة:

          315. وقال(عليه السلام): اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللهِ فِي الْخَلَوَاتِ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ (!)


          فكان رده:
          أنا معك اخي العزيز فيما تفضلت لكن سؤالي على إستعمال كلمة (من عجيب الأمر )

          السؤال لماذ قال من عجيب الأمر أليس هذا الأمر من المسلمات وهو معروف

          يعني معروف بأن الله تعالى الشاهد والحاكم فوق الجميع لماذا يقول إذن (من عجيب الأمر ) لماذا التعجب

          هذا ما إستغربت منه

          نسألكم الدعاء
          أبو السائب \ عزيزي نعم معروف ولكن العادة أن القاضي لا يكون حاكم وشاهد بنفس الوقت ولعله لإلفات القاريء لهذه النقطة.


          -----------------------

          نواصل معكم البحث

          تعليق


          • #6
            نواصل معكم أيها الأخوة الحديث عن شهداء المحكمة الالهية يوم الحساب ، ونفصل الكلام الآن حول الشهداء الذين هم الصفوة المختارة من هذه الأمة الإسلامية ، حيث نثبت أولا كلام الشيخ محمد رضا المظفر الذي صرح بعقيدة الإمامية حول هذا الأمر، يليه شرح كلامه قدس سره ، ثم نورد طرفا من الروايات الصحيحة حول هذا الأمر.

            (5)
            كتاب عقائد الإمامية للشيخ المظفر
            http://www.rafed.net/books/aqaed/imamea/x5.html#4


            26 ـ عقيدتنا في طاعة الاَئمّة


            ونعتقد: أنّ الاَئمة هم أولو الاَمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم(1) ، وأنّهم الشهداء على الناس(2) ، وأنّهم أبواب الله، والسبل إليه، والاَدلاّء عليه(3) ، وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه، وأركان توحيده، وخُزّان معرفته(4) ، ولذا كانوا أماناً لاَهل الاَرض كما أنّ النجوم أمان لاَهل السماء ـ على حد تعبيره صلّى الله عليه وآله(5).

            وكذلك ـ على حدِّ قوله أيضاً ـ «إنّ مثلهم في هذه الاُمّة كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى»(6)
            وأنّهم ـ حسبما جاء في الكتاب المجيد ـ (بَلْ عِبادٌ مُكرَمُون * لا يَسبِقُونَهُ بالقَولِ وَهُم بأَمرِه يَعمَلُونَ)(7).
            وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً(8).

            بل نعتقد: أنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه، وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم معصيته، ووليّهم وليّه، وعدوَّهم عدوّه(9).
            ولا يجوز الرد عليهم والراد عليهم كالراد على الرسول، والراد على الرسول كالراد على الله تعالى(10).

            .... الخ

            ---------------------------------------

            الهامش:

            (1) إشارة إلى قوله تعالى: (يأَيُّها الّذِينَ آمَنوُا أَطِيعوُا اللهَ وأطيعوُا الرَّسُولَ وأُوْلِي الاَمْرِ منْكُمْ فَإنْ تَنَزَعْتُمْ فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسُولِ إِن كُنْتُم تُؤمِنُونَ باللهِ وَاليومِ الاَخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً) النساء 4: 59.

            (2) فقد ورد عن الامام الباقر عليه السلام وعن الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّهم قالوا: «نحن الاَمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه» الكافي: 1|146 ح2 و4، حيث ورد قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) البقرة 2: 143.

            (3) حيث أنّهم هم الاَئمة بالحق، وقد تواتر عن النبي قوله: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية». انظر: عقيدتنا في الامامة.

            وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسهُ، ولكن جعلنا أبوابه، وصراطه، وسبيله، والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا فانّهم عن الصراط لناكبون» الكافي: 1|184.

            (4) ورد عن الاِمام الباقر عليه السلام: «نحن خزّان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الاَرض» الكافي: 1|192.
            وورد ـ أيضاً ـ عن الامام الصادق عليه السلام قوله: «نحن ولاة أمر الله، وخزنة علم الله وعيبة وحي الله» الكافي: 1|192.

            (5) انظر: صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): 47 ح67، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2|27 ح14، علل الشرائع: 123 ح1، إكمال الدين: 1|205 ح19، فضائل أحمد: 189|267، المعجم الكبير للطبراني: 7|25 ح6260، المطالب العالية: 4|74 ح4002، إحياء الميت بفضائل أهل البيت (عليهم السلام) للسيوطي: 42 ح21، ذخائر العقبى: 17، فرائد السمطين: 2|241 ح515، كنز العمال: 12|101 ح34188، مستدرك الحاكم: 3|149، مجمع الزوائد: 9|174، الصواعق المحرقة: 234.

            (6) انظر: إكمال الدين: 239 ذيل الحديث 59، الاَمالي للطوسي: 60 ح88|57 و459 ح1026|32، عيون الاَخبار لابن قتيبة: 1|310، مستدرك الحاكم: 2|343 و3|150، حلية الاَولياء: 4|306، تاريخ بغداد: 12|91 ح6507، مقتل الحسين للخوارزمي: 1|104، المعجم الكبير للطبراني: 12|34 ح12388، المعجم الصغير للطبراني: 2|22، المناقب لابن المغازلي: 132 ـ 134 ح173 ـ 177، ارجح المطالب: 4|75 ح4003، 4004، ذخائر العقبى: 20، الخصائص الكبرى: 2|266، إحياء الميت بفضائل أهل البيت (عليهم السلام) للسيوطي: 45 ح24 ـ 27، فرائد السمطين: 2|242 ح516، كنز العمال: 12|95 ح34151، مجمع الزوائد: 9|168، الصواعق المحرقة: 234.

            (7) الاَنبياء 21: 26 ـ 27.

            (8) أجمع المفسرون، وروي عن أئمة أهل البيت وكثير من الصحابة أنّ قوله تعالى: (إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيراً) الاَحزاب 33: 33. نزل في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. وإلى هذا أشار المصنّف (قدّس سرّه).
            وللاطّلاع: راجع: نهج الحق: 173، شواهد التنزيل للحسكاني: 2|10 ـ 192، الدر المنثور: 5|198، مشكل الآثار: 1|332، مجمع الزوائد: 9|121. مسند أحمد بن حنبل: 1|330 و4|107 و6|292، الصواعق المحرقة: 85، تفسير الطبري: 22|5، أُسد الغابة: 4|29، خصائص النسائي: 4، الغدير: 1|49 و: 3|195 و: 5|416، احقاق الحق: 2|501 ـ 553 و: 3|531 ـ 551 و: 5|54 و58 ـ 60 و: 9|1 ـ 69 و: 18|359 ـ 383، دلائل الصدق: 2|103، صحيح مسلم: 4|1883، سنن الترمذي: 5|351، تفسير ابن كثير: 3|493.

            (9) حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في حق علي عليه السلام في حديث الغدير: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه كيفما دار». وسيأتي الكلام عنه في مبحث عقيدتنا في أنّ الامامة بالنص.

            (10) بما أنّ الامام منصّب من قبل الرسول صلّى الله عليه وآله، وبما أنّ الرسول قال نصاً: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» فهذا يقتضي أنّ طاعة الامام هي طاعة الرسول، والراد عليه كالراد على الرسول، وقد قال تعالى: (مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ) النساء: 4: 80.



            --------------------------------------------------------------------------------

            تعليق


            • #7
              نواصل الحديث حول الشهداء على الناس ، وإليكم تفصيل كلام الشيخ المظفر أعلى الله مقامه

              (6)
              بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية - السيد محسن الخرازي - ج 2 - شرح ص 61 – 63

              الثاني : أن الأئمة - عليهم السلام - هم الشهداء على الناس ، وذلك واضح بعد ما عرفت من محدودة علمهم ، لأن العلم بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة يستلزم العلم بأعمال الناس ، هذا مضافا إلى شهادة الروايات على عرض الأعمال على رسول الله - صلى الله عليه وآله - والأئمة المعصومين - عليهم السلام - في ذيل قوله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ( 2 ) وعليه فيمكن لهم إقامة الشهادة على الناس يوم القيامة وهذا أمر دل عليه الكتاب حيث قال عز وجل : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " ( 3 ) لأن الخطاب إلى الأمة باعتبار بعضهم ممن يكون صالحا لوصف الوسطية المطلقة لا جميعهم ، لوضوح عدم كونهم في الاعتدال فضلا عن الاعتدال المطلق الواقعي ، فالمراد منها هو الخواص وهم الأئمة - عليهم السلام - الذين كانوا معصومين عن الإفراط والتفريط وخطاب الأمة باعتبار بعضها أمر شايع ، كقوله تعالى مخاطبا لبني إسرائيل : " وجعلكم ملوكا " ( 4 ) مع أن الملك في كل عصر لا يكون إلا واحدا ، ولذلك قال الإمام البلاغي - قدس سره - : فهذه الصفات إنما تكون باعتبار البعض ، والموجه إليه الخطاب هو ذلك البعض ، وقد روي في أصول الكافي بأسناد صحيحة عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله - عليهما السلام - : " نحن الأمة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه " ، وعن الحسكاني في شواهد التنزيل ، عن سليم الهلالي عن علي عليه السلام : نحن الذين قال الله : " وجعلناكم أمة وسطا " . وعن العياشي عن ابن أبي عمير الزبيري عن أبي عبد الله - عليه السلام - في هذه الآية " أفتري أن من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاح من تمر ، يطلب الله شهادته يوم القيامة ، ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية ، كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه " ( 1 ) . فهذا المقام مقام رفيع مخصوص بهم ، ومقتضاه هو إشرافهم على الناس وأعمالهم ونياتهم ، بحيث يسرهم إذا كانوا على خير ، ويحزنهم إذا كانوا على معصية ، كما دلت عليه النصوص . هذا مضافا إلى دلالة الآية الشريفة على أن هؤلاء الشهداء موجودون بين الناس ، إذ الشهادة على الناس غير ممكنة بدون الحضور ، كما دل عليه ما رواه في الكافي عن أبي عبد الله - ( عليه السلام ) - في قوله الله عز وجل : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال : نزلت في أمة محمد - صلى الله عليه وآله - خاصة ، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ومحمد - صلى الله عليه وآله - شاهد علينا ( 2 ) . وفي نهاية البحث نقول : إن شهادتهم على الجميع تحكي عن علو شأنهم ومقامهم بالنسبة إلى الجميع ، وعن طهارتهم وعصمتهم ، وإلا فلم تقبل شهادتهم كذلك ، ولعل إليه يشير ما روي عن مولانا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - أنه قال : " إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ( 1 ) ، وبقية الكلام في محله ( 2 ) .

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X