..بقي الحسين(ع) نقطة ضوء في الدنيا من الجهل والظلام والنفاق
حوله أصحابه وأبنائه وإخوته صرعى، وزعتهم حرب العدو.
أخد الألم يعتصر قلبه الكبير ليس الألم.. من أجل تلك الزهور الطواهر التي مزقت دون رحمة.. وأصبحت أشلاء تكسوها حلة حمراء.
لا..ليس من أجلهم فقط. بل من أجل الرسالة التي عز أنصارها.. ومن أجل الحق الذي قل أصحابه..
أخذ يبكي.. ويبكي.. ويبكي
يبكي من أجل دين الله..
يبكي من أجل آل رسول الله..
ويبكي من أجل أعدائه الذين غرتهم الدنيا،واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله..
إن الانتصار للحق، يعني الدفاع عنه بكل أسلوب ممكن،حتى ولو كان بالبكاء..
ولكن البكاء وحده لا يكفي.. بل لا يمكن أن يبكي الإنسان بدون أن يعبر عن بكائه بعمل صادق.. وبقيت الكلمة الأخيرة.. التي لخصت أهداف ثورته وروحها النابعة من روح الرسالة الإسلامية قالها حين ضعف عن القتال.. بفعل النزيف الذي أصابه في قلبه المبارك.. ذلك القلب العظيم الذي جرح عدة مرات.. عندما فقد أصحابه وإخوته وأبنائه الكرام.
قالها وهو يغترف من دمائها الطاهرة التي تنبعث من قلبه ويتحمل جراحاته التي لا تحصى.. عندئذ .. وقبل أن يقع على الأرض ، من على فرسه.. وقبل أن يشهد التاريخ أروع أمثلة الجهاد في أعظم المعارك التي دارت بين الحق والباطل.. قال:
"بسم الله وعلى ملة رسول الله"
فكما قال أولا.. قال أخيرا.. أنه من أجل الله ثار..ومن أجل الله قاتل..
فسلام عليه حين ثار وحين قتل، وحين يبعث من مرقده مخضبا بدمه ليحاكم الطغاة عند الله القدير..