مراقبة الله
========
لكل إنسان في هذه الحياة مواهب وطاقات أنعم الله بها عليه، ولو وظفها فيما ينفع لاستفاد وأفاد وسعد وأسعد من حوله ومن كان هذا حاله عليه أن يحمد الله ويشكره على ما أولاه من نعم، قال تعالى: (فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين) (الأعراف 144).
وقال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (إبراهيم 7) والزيادة كما قال بعضهم يعظم علمكم ويزيد فهمكم ويبارك في أرزاقكم ويكثر خيركم، والإنسان الذي منحه الله الصحة والعافية والعلم والعمل الذي يكسب من ورائه عليه أن يستغل ما منحه الله من مواهب ويجيد عمله كي يرضى عنه الله والناس وإتقان العمل يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والحركة والتفكير وهذه وسائل تبعد الإنسان عن دائرة الكسل والإحباط وتبعث في النفس الرضا والشعور بالسعادة وتزداد سعادته عندما يلقى من رؤسائه التقدير، الأمر الذي يجعله لا يكل ولا يمل ويظل شعلة من النشاط الدائب ويكون نموذجا لزملائه كي ينشط الجميع وينفضوا عنهم غبار الكسل ويقدموا أفضل ما عندهم كي يزيد الإنتاج ويتحقق الاستقرار والأمن في المجتمع.
والمسلم الموفق هو الذي يراقب الله في عمله ولا يراقب الناس لأن رب الناس مطلع عليه وسيحاسبه هو وغيره على عمله قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، وقال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون) ( التوبة 105).
فالعمل والإخلاص فيه وتجويد الإنتاج يبعد عن الإنسان الخمول والكآبة وإذا لم يجد من يقدره فليعلم أن الله تعالى مطلع ورقيب عليه وهو الذي سيجازيه وإذا وجد تثبيطا من احد الزملاء عليه ألا يكترث ولا يستسلم ويسلم نفسه للوساوس والأفكار التي تجعله ييأس ويعيش في حالة من عدم الرضا والاستقرار ويشعر وكأن الدنيا وان الحظ يعانده لان هذا ولاشك قد يسلمه إلى الكآبة والشعور بالحزن، والإنسان الموفق هو الذي يزيل العقبات من طريقه وينهض ويستغرق وقته فيما هو مفيد من العمل ويدعو الله أن يتقبل منه ويبعده عن العجب بعمله حتى لا يفخر على احد ويظن انه أفضل من غيره ويتعالى عليهم.
قال تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) (فاطر) قال الإمام السمرقندي الشيخ نصر بن محمد بن إبراهيم من أراد أن يكسر العجب فعليه بأربعة أشياء: أولها أن يرى التوفيق من الله تعالى فإذا رأى التوفيق من الله تعالى فإنه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه والثاني: أن ينظر إلى النعماء التي انعم الله بها عليه فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها واستقل عمله ولا يعجب به.
والثالث: أن يخاف أن لا يقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه. والرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد قل عجبه، وكيف يعجب المرء بعمله وهو لا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة، والمرء الذي يخلص في عمله ويراقب الله فيه يكثر إنتاجه ويوفقه الله تعالى فيه.
قال بعضهم: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق فقط وهذا إشارة إلى آفة الرياء ولذلك قيل: الإخلاص: ما استتر عند الخلائق وصفا عن العلائق وهذا أجمع للمقاصد. وقال الإمام المحاسبي: الإخلاص هو إخراج الخلق عن معاملة الرب وهذا مجرد إشارة لينفي الرياء.
وقال الحواريون لعيسى عليه السلام ما الخالص من الأعمال؟ فقال: الذي يعمل له تعالى، لا يحب أن يحمده عليه أحد وهذا أيضاً تعرض لترك الرياء وإنما خصه بالذكر لأنه أقوى الأسباب المشوشة للإخلاص.
وقال الإمام الجنيد: الإخلاص تصفية العمل من الرياء، وقال الفضيل: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما. وقيل: الإخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها.
========
لكل إنسان في هذه الحياة مواهب وطاقات أنعم الله بها عليه، ولو وظفها فيما ينفع لاستفاد وأفاد وسعد وأسعد من حوله ومن كان هذا حاله عليه أن يحمد الله ويشكره على ما أولاه من نعم، قال تعالى: (فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين) (الأعراف 144).
وقال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (إبراهيم 7) والزيادة كما قال بعضهم يعظم علمكم ويزيد فهمكم ويبارك في أرزاقكم ويكثر خيركم، والإنسان الذي منحه الله الصحة والعافية والعلم والعمل الذي يكسب من ورائه عليه أن يستغل ما منحه الله من مواهب ويجيد عمله كي يرضى عنه الله والناس وإتقان العمل يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والحركة والتفكير وهذه وسائل تبعد الإنسان عن دائرة الكسل والإحباط وتبعث في النفس الرضا والشعور بالسعادة وتزداد سعادته عندما يلقى من رؤسائه التقدير، الأمر الذي يجعله لا يكل ولا يمل ويظل شعلة من النشاط الدائب ويكون نموذجا لزملائه كي ينشط الجميع وينفضوا عنهم غبار الكسل ويقدموا أفضل ما عندهم كي يزيد الإنتاج ويتحقق الاستقرار والأمن في المجتمع.
والمسلم الموفق هو الذي يراقب الله في عمله ولا يراقب الناس لأن رب الناس مطلع عليه وسيحاسبه هو وغيره على عمله قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، وقال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون) ( التوبة 105).
فالعمل والإخلاص فيه وتجويد الإنتاج يبعد عن الإنسان الخمول والكآبة وإذا لم يجد من يقدره فليعلم أن الله تعالى مطلع ورقيب عليه وهو الذي سيجازيه وإذا وجد تثبيطا من احد الزملاء عليه ألا يكترث ولا يستسلم ويسلم نفسه للوساوس والأفكار التي تجعله ييأس ويعيش في حالة من عدم الرضا والاستقرار ويشعر وكأن الدنيا وان الحظ يعانده لان هذا ولاشك قد يسلمه إلى الكآبة والشعور بالحزن، والإنسان الموفق هو الذي يزيل العقبات من طريقه وينهض ويستغرق وقته فيما هو مفيد من العمل ويدعو الله أن يتقبل منه ويبعده عن العجب بعمله حتى لا يفخر على احد ويظن انه أفضل من غيره ويتعالى عليهم.
قال تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) (فاطر) قال الإمام السمرقندي الشيخ نصر بن محمد بن إبراهيم من أراد أن يكسر العجب فعليه بأربعة أشياء: أولها أن يرى التوفيق من الله تعالى فإذا رأى التوفيق من الله تعالى فإنه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه والثاني: أن ينظر إلى النعماء التي انعم الله بها عليه فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها واستقل عمله ولا يعجب به.
والثالث: أن يخاف أن لا يقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه. والرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد قل عجبه، وكيف يعجب المرء بعمله وهو لا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة، والمرء الذي يخلص في عمله ويراقب الله فيه يكثر إنتاجه ويوفقه الله تعالى فيه.
قال بعضهم: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق فقط وهذا إشارة إلى آفة الرياء ولذلك قيل: الإخلاص: ما استتر عند الخلائق وصفا عن العلائق وهذا أجمع للمقاصد. وقال الإمام المحاسبي: الإخلاص هو إخراج الخلق عن معاملة الرب وهذا مجرد إشارة لينفي الرياء.
وقال الحواريون لعيسى عليه السلام ما الخالص من الأعمال؟ فقال: الذي يعمل له تعالى، لا يحب أن يحمده عليه أحد وهذا أيضاً تعرض لترك الرياء وإنما خصه بالذكر لأنه أقوى الأسباب المشوشة للإخلاص.
وقال الإمام الجنيد: الإخلاص تصفية العمل من الرياء، وقال الفضيل: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما. وقيل: الإخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها.