صنع السفينة
بعد فترة من بعثة نبي الله نوح(ع) ودعوته للناس وتكذيبهم اياه وعدم قبولهم لما دعاهم اليه امره الله عزوجل بصنع السفينة قال تعالى {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37.
وفعلاً بدأ نوح (ع) بصنع تلك السفينة بعد ان علمه جبرئيل (ع) كيفية صنعها فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي عبد الله (ع) انه قال(يعني نوح(ع) -الى ان قال- امره الله ان ينحت السفينة وامر جبرئيل (ع) ان يعلمه فقد طولها في الارض الفا ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعاً فقال يارب من يعينني على اتخاذها فاوحى الله اليه ناد في قومك من اعانني عليها ونجر منها شيئاً صار ماينجره ذهباً وفضة فنادى نوح فيهم بذلك فاعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون يتخذ سفينة في البر ) قصص الانبياء للجزائري - وبما ان للمهدي (ع) شية وسنة من نوح (ع) فلا بد اذن ان تكون للمهدي(ع) سفينة خاصة بان هناك طوفان من الفتن يسبق قيام الامام المهدي (ع) وهذه السفينة حتماً ليست من خشب كما كانت سفينة نوح بل هي سفينة هداية لكي تطفو على الطوفان الفتن فلا ينحرف من ركبها ولايضل بل سوف ينجو ولايقع في الفتن وطوفانها فقد ورد عن الحسين بن علي (ع) ان رسول الله(ص) كان يدعو عند الزوال بهذا الدعاء (اللهم صل على محمد وال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق) بحار الانوار ج84 - وجاء في الحديث ان الحسن البصري كتب الى ابي محمد الحسن بن علي(عليهما السلام) ( اما بعد فانكم معاشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة .....) علام الدين - وجاء في الصلاة الشعبانية الواردة عن الامام زين العابدين عليه السلام (اللهم صلي على محمد وال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة ....)الاقبال - فآل محمد الأئمة الطاهرين (عليه السلام هم سفن النجاة فلا ينجو الا من تمسك بهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وركب سفينتهم وفي كل عصر واوان هناك سفينة هداية فالامام المهدي (عليه السلام) في زماننا هذا هو سفينة النجاة فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : (اعلموا ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيها خلق كثير وان سفينة نجاتها آل محمد علي هذا وولده) بحار الانوار ج17 - وعن ابي ذر الغفاري قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله)يقول ( من قاتلني في الاولى وقاتل اهل بيتي في الثانية حشره الله في الثالثة مع الدجال ، انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثل باب حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك ) بحار الانوار ج23.
وعن الرضا عليه السلام من ابائه عليهم السلام قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زُخ في النار ) بحار الانوار ج23 . ومما يؤكد ان المهدي ( عليه السلام ) هو سفينة النجاة في زماننا هذا ما جاء عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري انه قال خرج توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله تعالى - جاء فيها بعد اللاة على الائمة الطاهرين : (( اللهم صل على محمد بن الحسن حجتك في ارضك وخليفتك في بلادك والداعي الى سبيلك والقائم بقسطك والسائر بأمرك ولي المؤمنين وبوار الكافرين ومجلي الظلمة ومنير الحق والناطق بالحكمة والصدق وكلمتك الباقية في ارضك المرتقب الخائف والولي الناصح سفينة النجاة وعلم الهدى )) .
اذن لما تبين هذا كله اقول لا بد ان يكون للمهدي (عليه السلام) سفينة الا ان سفينته ستكون راية هدى وهداية وهي دعوته ( عليه السلام) ولا بد ان تصنع تلك السفينة (( الدعوة )) في الكوفة كما كان صنع سفينة نوح في الكوفة فعن المفضل بن عمر قال : كنت مع ابي عبد الله (عليه السلام ) بالكوفة ايام قدم على ابي العباس فلما انتهينا الى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد رحمه الله - الى ان قال - قال فأوحى الله اليه يا نوح اصنع الفلك واوسعها وعجل عملها بأعيننا ووحينا فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها، بحار الانوار ج11 .
ومن هذا يتبين لنا واضحاً ان دعوة المهدي ستبدأ في الكوفة وستنطلق من الكوفة الى العالم وهي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق في بحر الفتن والانحراف والضلالة .
وراثة الارض
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5.
قال تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105.
فقد أورث الله تبارك وتعالى نبيه نوحاً عليه السلام والمؤمنين به وبرسالته الارض بعد أن اغرق الظالمين وأهلكهم بالطوفان ولم ينجو الا من امن بنوح وركب السفينة حيث أورثهم الله الارض بعد ان كانوا مستضعفين يسميهم قوم نوح (ع) ( الاراذل ) فال تعالى حكاية عنهم {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }هود27. فبعد ان كان الكافرون يستهزؤن بهم ويحالولن ثنيهم من أيمانهم وعقيدتهم وبعد أن كانوا يستضعفونهم ويعذبونهم جازاهم الله عز وجل بأن جعلهم خلائف الارض وحكامها وذلك كله نتيجة ايمانهم وصبرهم في سبيل الله والحق والمباديء التي امنوا بها وساروا عليها واتخذوها منهجاً يسيرون عليه في حياتهم فبعد ان أمتلأت الارض بالماء وغطى الطوفان الارض وما عليها ودوت المياه كل شيء وسكون سفينة نوح (ع) فوق تلك الامواج التي تبتلع كل شيء حتى الجبال منطلقة من منبع الماء في الكوفة الى حيث أراد الله لها أن تسير فشاء عز وجل ان جعلها تطوف بمكة المكرمة ثم تستمر في رحلتها عائدة بأتجاه الكوفة حيث ظهرت اليابسة هناك لترسوا تلك السفينة التي تحكي لنا بوضوح قصة ظهور دعوة المهدي (ع) في الكوفة بعد أن ينطلق طوفان الفتن فيها أيضاً فتظهر سفينة المهدي (ع) هناك ولا يتبعها ويركب فيها الا قلة من المؤمنين بعد أن أمنوا وصبروا وجاهدوا كثيراً من أجل ايمانهم ومبادئهم فتسير بهم تلك السفينة الى مكة المكرمة كما سارت سفينة نوح (ع) من قبل حيث قيام الامام المهدي (ع) بين الركن والمقام فيؤدون البيعة له ثم تسير سفينتهم عائدة من جديد بأتجاه الكوفة لترسوا فيها تلك السفينة العظيمة (( دعوة المهدي )) ليتخذ الامام (ع) من الكوفة عاصمة لدولته ونقطة لفتح العالم أجمع وهؤلاء المؤمنين الذين ركبوا في سفينة المهدي (ع) هم من يرزقهم الله عز وجل وراثة الارض ويجعلهم المهدي(ع) حكاماً في الارض كما أورث الله تبارك وتعالى ارضه الى نوح والمؤمنين من اصحابه بعد أن انجاهم من طوفان الماء الذي اهلك به الكافرين كما سوف يهلك بطوفان الفتن الكافرين بدعوة المهدي (ع) ولا ينجوا منه حينئذ الا المؤمنين بدعوته عليه السلام وهؤلاء هم في الواقع الذين تحدثت عنهم الاية الشريفة في قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55. وبهذا يظهر لنا واضحاً ان من يرث الارض هم المؤمنون المستضعفون الصالحون الذين لا يأبه لهم الناس ولا يعرفونهم بل انهم يعتبرونهم اراذلهم ولا قيمة لهم فيجعل الله لهم العاقبة ويجعلهم أئمة وحكاماً كما جاء في الاحاديث والروايات .
بعد فترة من بعثة نبي الله نوح(ع) ودعوته للناس وتكذيبهم اياه وعدم قبولهم لما دعاهم اليه امره الله عزوجل بصنع السفينة قال تعالى {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37.
وفعلاً بدأ نوح (ع) بصنع تلك السفينة بعد ان علمه جبرئيل (ع) كيفية صنعها فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي عبد الله (ع) انه قال(يعني نوح(ع) -الى ان قال- امره الله ان ينحت السفينة وامر جبرئيل (ع) ان يعلمه فقد طولها في الارض الفا ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعاً فقال يارب من يعينني على اتخاذها فاوحى الله اليه ناد في قومك من اعانني عليها ونجر منها شيئاً صار ماينجره ذهباً وفضة فنادى نوح فيهم بذلك فاعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون يتخذ سفينة في البر ) قصص الانبياء للجزائري - وبما ان للمهدي (ع) شية وسنة من نوح (ع) فلا بد اذن ان تكون للمهدي(ع) سفينة خاصة بان هناك طوفان من الفتن يسبق قيام الامام المهدي (ع) وهذه السفينة حتماً ليست من خشب كما كانت سفينة نوح بل هي سفينة هداية لكي تطفو على الطوفان الفتن فلا ينحرف من ركبها ولايضل بل سوف ينجو ولايقع في الفتن وطوفانها فقد ورد عن الحسين بن علي (ع) ان رسول الله(ص) كان يدعو عند الزوال بهذا الدعاء (اللهم صل على محمد وال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق) بحار الانوار ج84 - وجاء في الحديث ان الحسن البصري كتب الى ابي محمد الحسن بن علي(عليهما السلام) ( اما بعد فانكم معاشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة .....) علام الدين - وجاء في الصلاة الشعبانية الواردة عن الامام زين العابدين عليه السلام (اللهم صلي على محمد وال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة ....)الاقبال - فآل محمد الأئمة الطاهرين (عليه السلام هم سفن النجاة فلا ينجو الا من تمسك بهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وركب سفينتهم وفي كل عصر واوان هناك سفينة هداية فالامام المهدي (عليه السلام) في زماننا هذا هو سفينة النجاة فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : (اعلموا ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيها خلق كثير وان سفينة نجاتها آل محمد علي هذا وولده) بحار الانوار ج17 - وعن ابي ذر الغفاري قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله)يقول ( من قاتلني في الاولى وقاتل اهل بيتي في الثانية حشره الله في الثالثة مع الدجال ، انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثل باب حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك ) بحار الانوار ج23.
وعن الرضا عليه السلام من ابائه عليهم السلام قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زُخ في النار ) بحار الانوار ج23 . ومما يؤكد ان المهدي ( عليه السلام ) هو سفينة النجاة في زماننا هذا ما جاء عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري انه قال خرج توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله تعالى - جاء فيها بعد اللاة على الائمة الطاهرين : (( اللهم صل على محمد بن الحسن حجتك في ارضك وخليفتك في بلادك والداعي الى سبيلك والقائم بقسطك والسائر بأمرك ولي المؤمنين وبوار الكافرين ومجلي الظلمة ومنير الحق والناطق بالحكمة والصدق وكلمتك الباقية في ارضك المرتقب الخائف والولي الناصح سفينة النجاة وعلم الهدى )) .
اذن لما تبين هذا كله اقول لا بد ان يكون للمهدي (عليه السلام) سفينة الا ان سفينته ستكون راية هدى وهداية وهي دعوته ( عليه السلام) ولا بد ان تصنع تلك السفينة (( الدعوة )) في الكوفة كما كان صنع سفينة نوح في الكوفة فعن المفضل بن عمر قال : كنت مع ابي عبد الله (عليه السلام ) بالكوفة ايام قدم على ابي العباس فلما انتهينا الى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد رحمه الله - الى ان قال - قال فأوحى الله اليه يا نوح اصنع الفلك واوسعها وعجل عملها بأعيننا ووحينا فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها، بحار الانوار ج11 .
ومن هذا يتبين لنا واضحاً ان دعوة المهدي ستبدأ في الكوفة وستنطلق من الكوفة الى العالم وهي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق في بحر الفتن والانحراف والضلالة .
وراثة الارض
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5.
قال تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105.
فقد أورث الله تبارك وتعالى نبيه نوحاً عليه السلام والمؤمنين به وبرسالته الارض بعد أن اغرق الظالمين وأهلكهم بالطوفان ولم ينجو الا من امن بنوح وركب السفينة حيث أورثهم الله الارض بعد ان كانوا مستضعفين يسميهم قوم نوح (ع) ( الاراذل ) فال تعالى حكاية عنهم {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }هود27. فبعد ان كان الكافرون يستهزؤن بهم ويحالولن ثنيهم من أيمانهم وعقيدتهم وبعد أن كانوا يستضعفونهم ويعذبونهم جازاهم الله عز وجل بأن جعلهم خلائف الارض وحكامها وذلك كله نتيجة ايمانهم وصبرهم في سبيل الله والحق والمباديء التي امنوا بها وساروا عليها واتخذوها منهجاً يسيرون عليه في حياتهم فبعد ان أمتلأت الارض بالماء وغطى الطوفان الارض وما عليها ودوت المياه كل شيء وسكون سفينة نوح (ع) فوق تلك الامواج التي تبتلع كل شيء حتى الجبال منطلقة من منبع الماء في الكوفة الى حيث أراد الله لها أن تسير فشاء عز وجل ان جعلها تطوف بمكة المكرمة ثم تستمر في رحلتها عائدة بأتجاه الكوفة حيث ظهرت اليابسة هناك لترسوا تلك السفينة التي تحكي لنا بوضوح قصة ظهور دعوة المهدي (ع) في الكوفة بعد أن ينطلق طوفان الفتن فيها أيضاً فتظهر سفينة المهدي (ع) هناك ولا يتبعها ويركب فيها الا قلة من المؤمنين بعد أن أمنوا وصبروا وجاهدوا كثيراً من أجل ايمانهم ومبادئهم فتسير بهم تلك السفينة الى مكة المكرمة كما سارت سفينة نوح (ع) من قبل حيث قيام الامام المهدي (ع) بين الركن والمقام فيؤدون البيعة له ثم تسير سفينتهم عائدة من جديد بأتجاه الكوفة لترسوا فيها تلك السفينة العظيمة (( دعوة المهدي )) ليتخذ الامام (ع) من الكوفة عاصمة لدولته ونقطة لفتح العالم أجمع وهؤلاء المؤمنين الذين ركبوا في سفينة المهدي (ع) هم من يرزقهم الله عز وجل وراثة الارض ويجعلهم المهدي(ع) حكاماً في الارض كما أورث الله تبارك وتعالى ارضه الى نوح والمؤمنين من اصحابه بعد أن انجاهم من طوفان الماء الذي اهلك به الكافرين كما سوف يهلك بطوفان الفتن الكافرين بدعوة المهدي (ع) ولا ينجوا منه حينئذ الا المؤمنين بدعوته عليه السلام وهؤلاء هم في الواقع الذين تحدثت عنهم الاية الشريفة في قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55. وبهذا يظهر لنا واضحاً ان من يرث الارض هم المؤمنون المستضعفون الصالحون الذين لا يأبه لهم الناس ولا يعرفونهم بل انهم يعتبرونهم اراذلهم ولا قيمة لهم فيجعل الله لهم العاقبة ويجعلهم أئمة وحكاماً كما جاء في الاحاديث والروايات .