إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحقيقة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقيقة

    شهادات في الثناء على الصحابة

    1-سأل رجل الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يابن رسول الله! ما تقول في حق أبي بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: «إمامان عادلان قاسطان، كانا على الحق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة»([1]).
    2-سئل الإمام علي عليه السلام: لم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإماماً لهم؟ فأجاب بقوله: «إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي»([2]).
    3-وروي عن الصادق أنه قال: «ولدني أبو بكر مرتين»([3]).
    4-جاء رجل من قريش إلى الإمام علي عليه السلام، فقال: سمعتك تقول: «اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين فمن هما؟ قال: حبيباي وعماك، أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»([4]).
    5-وسئل أبو جعفر عليه السلام عن حلية السيوف فقال: «لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة، وقال: نعم؛ الصديق! نعم؛ الصديق! نعم؛ الصديق! فمن لم يقل له: الصديق؛ فلا صدق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة»([5]).
    6-وقال علي عليه السلام في مدح الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «وكان أفضلهم في الإسلام، وأنصحهم لله ولرسوله: الخليفة الصديق، والخليفة الفاروق، ولعمري! أن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد»([6]).
    7-وقال علي عليه السلام في مدح عمر رضي الله عنه: «لله بلاء فلان -أي عمر- فقد قوّم الأود، وداوى العمد، خلّف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدّى إلى الله طاعته واتقاه بحقه»([7]). فما هو رد الاخوة المسلمين من السنة و الشيعة؟

    ([1]) إحقاق الحق للشوشتري: (1/16)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت: (ص:58).

    ([2]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: (1/332)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت: (ص:51).

    ([3]) كشف الغمة: (2/161).

    ([4]) تلخيص الشافي: (2/428)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت: (ص:53).

    ([5]) كشف الغمة: (2/360).

    ([6]) شرح نهج البلاغة للميثم: (1/31)، نقلاً عن الشيعة والسنة لإحسان إلهي ظهير.

    ([7]) نهج البلاغة: (2/505).








    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعد الدمج ينقل الى منتدى العقائد


    محرر المنبر الحر
    م12



    0
    ممتاز
    0%
    0
    حسن على العموم
    0%
    0
    غير موثوق
    0%
    0
    ردئ
    0%
    0
    التعديل الأخير تم بواسطة م12; الساعة 19-08-2007, 01:24 PM.

  • #2
    موقف الامامين الصادق و الباقر من غير الشيعة

    موقف الإمامين الصادق والباقر من غير الشيعة

    تمهـــيد:
    الحمد لله واسع العطاء، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
    وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
    وبعد:
    فإن الناظر إلى حياة الأئمة رضوان الله عليهم ليجد العدل والإنصاف، مع مستحقيه، والفضل ومكارم الأخلاق مع خيار الخلق، فلا غرو فهم مقتدون بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
    وسنذكر من هذه المكارم موقف الإمامين الجليلين الباقر والصادق -رحمهما الله- من بعض الناس الكرماء السابقين لزمانهم والمعاصرين لهم، ومدى حرصهما في الاقتداء بهم.

    موقف الباقر والصادق رحمهما الله من أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
    عن عروة بن عبدالله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام عن حلية السيوف فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة)([1]).

    هذا موقف الباقر رحمه الله من الصديق رضي الله عنه، كيف لا وهو خليفة جده صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف لا والباقر زوج حفيدته أم فروة أم جعفر الصادق رحمه الله، كيف لا وهو مقتد بأبيه علي زين العابدين رحمه الله.
    ورد عنه في الدفاع عن الصديق والفاروق وذي النورين ما ذكره صاحب كتاب كشف الغمة بقوله: وقدم عليه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني (أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) قالوا: لا، قال: (فأنتم الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)؟ قالوا: لا، قال: (أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا).
    اخرجوا عني فعل الله بكم
    ([2]).
    فالباقر رحمه الله ليس إلا مقتدياً بأبيه رحمه الله ولزين العابدين رحمه الله مواقف طيبة مع الصحابة وأبنائهم وأحفادهم سنذكرها في موضعها بمشيئة الله تعالى.
    ولم يكن موقف الإمام الصادق رحمه الله من أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلا كموقف آبائه رحمهم الله تعالى. ففي ترجمة أبي عبدالله جعفر الصادق رحمه الله عن الجنابذي قوله: أبو عبدالله جعفر الصادق عليه السلام وأمه أم فروة واسمها قريبة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
    ولذلك قال جعفر عليه السلام: لقد ولدني أبو بكر مرتين
    ([3]).
    وكذلك روى الكليني في الفروع حديثاً طويلاً عن الصادق رحمه الله، يثبت فيه أن منزلة الصديق رضي الله عنه في الزهد من بين الأمة المنزلة الأولى بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبعده يأتي أبو ذر وسلمان.
    يقول الكليني: عن أبي عبدالله عليه السلام وقال أبو بكر عند موته حيث قيل له: أوصِ، فقال: أوصي بالخمس، والخمس كثير، فإن الله تعالى قد رضي بالخمس، فأوصى بالخمس. وقد جعل الله عز وجل له الثلث عند موته، ولو علم أن الثلث خير له أوصى به، ثم من علمتم بعده في فضله وزهده، سلمان وأبو ذر رضي الله عنهما
    ([4]).
    والصادق رحمه الله تعالى لم يكتف بمحبة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وتوليهما، بل يأمر أتباعه بمحبتهما وتوليهما.
    فعن أبي بصير قال: كنت جالساً عند أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام إذ دخلت علينا أم خالد تستأذن عليه، فقال أبو عبدالله: أيسرك أن تسمع كلامها؟ قال: فقلت: نعم، قال: فأُذن لها، قال: وأجلسني معه على الطنفسة قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة فسألته عنهما -أي عن أبي بكر وعمر- فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته: إنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم
    ([5]).
    يستفاد من هذا الحديث أن محبة الشيخين وتوليهما هو نهج الأئمة ومن خالف هذا فليس هو من أتباعهم ولا من محبيهم وإن ادعى ذلك.

    موقف الباقر والصادق رحمهما الله من الفاروق عمر رضي الله عنه:
    يحكي لنا الإمام الصادق -رحمه الله- إكرام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك بتزويجه بابنته أم كلثوم رضي الله عنها فعن عبدالله بن سنان ومعاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن المرأة المتوفى عنها زوجها، أتعتد في بيتها، أو حيث شاءت؟ قال: بل حيث شاءت، إن علياً عليه السلام لما توفي عمر، أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته
    ([6]).
    وقد ذكر صاحب كتاب مناقب آل أبي طالب هذا الزواج بقوله:
    فصل: فولد من فاطمة عليها السلام: الحسن والحسين والمحسن سقط وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى تزوجها عمر
    ([7]).
    هذه المصاهرة بين آل البيت والصحابة وأبنائهم وأحفادهم لم تأتِ من فراغ، وإنما نتيجة للألفة والمحبة فيما بينهم فقد ذكر صاحب كتاب المناقب عند ذكر أولاد الإمام الباقر رحمه الله قال: وأولاده سبعة: جعفر الإمام وكان يكنى به، وعبد الله الأفطح من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر
    ([8]).

    ·موقف الباقر والصادق رحمهما الله من بقية الصحابة
    يروي الإمام الصادق رحمه الله حديثاً عن أبيه الباقر يبين فيه موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ممن قاتله في موقعة الجمل وصفين، ووصفه إياهم بالإخوان فعن عبدالله بن جعفر الحميري، بسنده عن جعفر عن أبيه عليه السلام: أن علياً عليه السلام لم ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك، ولا إلى النفاق ولكنه كان يقول: هم إخواننا بغوا علينا
    ([9]).
    في هذا الحديث يتضح لنا موقف الباقر والصادق رحمهما الله تعالى من الصحابة وأبنائهم، فموقف الإمامين الباقر والصادق لا يعدو موقف أمير المؤمنين رضي الله عنه فهم يقتدون به، ويعتقدون ما يعتقد، ويعذرون من قاتله كما عذرهم، وينفون عنهم الشرك والنفاق كما نفى عنهم، فهما سائران على خطاه رحمهما الله تعالى.
    يقول صاحب كتاب كشف الغمة: أسند أبو جعفر الباقر عليه السلام عن جابر بن عبدالله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عباس وأنس والحسن والحسين، وروى عن سعيد بن المسيب وغيره من التابعين
    ([10]).
    فهؤلاء الذين روى عنهم هم مشايخه وقدوته، فهم تربوا في مدرسة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فهو ينهل من معينها الصافي العذب الزلال، ولو كانوا يكذبون كما يدعي الأفاكون لما روى الإمام الباقر -رحمه الله- عنهم.
    فهذا أبوه زين العابدين عندما سمع حديثاً عن أبي هريرة رضي الله عنه صدقه وسارع إلى تطبيقه قال سعيد نب مرجانة: كنت يوماً عند علي بن الحسين عليه السلام فقلت: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله تعالى بكل إرب منها إرباً من النار، حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج، فقال علي عليه السلام: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال لغلام له: أفره غلمانه -وكان عبدالله بن جعفر قد أعطاه بهذا الغلام ألف دينار فلم يبعه- أنت حر لوجه الله تعالى
    ([11]).
    فالباقر رحمه الله يقتدي بوالده في قبول رواية هؤلاء الصحابة، وتصديقهم.

    ·موقف الباقر والصادق رحمهما الله من التابعين وتابعيهم
    يقول الإمام سفيان الثوري -رحمه الله-: ما لقينا أبا جعفر عليه السلام إلاّ وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة فقال عليه السلام: هذه معدة لكم قبل أن تلقوني
    ([12]).
    اهتمام الباقر -رحمه الله- بسفيان الثوري -رحمه الله- وأصحابه علامَ يدل؟
    إنه يدل دلالة أكيدة على الموقف الإيجابي فيما بينهم من المحبة والألفة والمودة، والموالاة، ولكونهم حملة هذه الدين، لأن الله عز وجل يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع آخرين، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    وهذا ولده الإمام الصادق -رحمه الله تعالى- له مواقف من حملة هذا الدين مثل مواقف آبائه رضوان الله عليهم، فهو يروي عنهم، ويجلهم، وكذلك من يروون عنه، فإنه يرفع من منزلتهم ويسدي لهم النصائح ويبذل لهم العلم، فقد ذكر صاحب كتاب المناقب عن من روى الصادق -رحمه الله- ومن روى عنه بقوله: فقد أسند جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه، وعن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة، وعبيد الله بن أبي رافع، وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهم.
    وحدث عنه من الأئمة الأعلام مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان. وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه
    ([13]).
    فهل ترونه يروي عن هؤلاء ويروي أولئك عنه وهو يبغضهم؟!!
    فالصادق -رحمه الله- لم يكن إلاّ مقتدياً بآبائه رضوان الله عليهم، فهذا زين العابدين -رحمه الله- لم يأنف ولم يستكبر في أخذه العلم من مولى آل عمر بن الخطاب وهو زيد بن أسلم العدوي -رحمه الله- قال نافع بن جبير يوماً لعلي بن الحسين عليه السلام: أنت سيد الناس وأفضلهم فتذهب إلى هذا العبد فتجلس عنده-يعني زيد بن أسلم- فقال له: ينبغي للعلم أن يُتَّبع حيث ما كان)
    ([14]).

    لفتـــــة:
    لو كان عند الأئمة رحمهم الله علم المنايا والبلايا وعلم الكتب السماوية كما يدعي المفترون، لما احتاجوا أن يطلبوا العلم حتى من الموالي.
    ولم يتوقف زين العابدين -رحمه الله- على هذا فحسب فها هو يعود المرضى، ويقضي عنهم ديونهم، فقد جاء عنه، أنه دخل على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه، فجعل محمد يبكي، فقال له علي عليه السلام: ما شأنك؟ فقال: عليّ دين، فقال له: كم هو؟ فقال: خمسة عشر ألف دينار، فقال علي بن الحسين عليه السلام: هو عليّ فالتزمه عنه
    ([15]).
    وعودة إلى الإمام الصادق -رحمه الله-وتلامذته وخواصه ومحبيه، يذكر صاحب كتاب المناقب حيث يقول: لقد كان أبو حنيفة من تلاميذة الصادق رحمه الله، وكذلك محمد بن الحسن أيضاً من تلامذته، ولأجل ذلك كانت بنو العباس لم تحترمهما
    ([16]).
    ومن خواص أصحاب أبي عبدالله جعفر الصادق -رحمه الله- الأعمش، وسفيان بن عيينة الهلالي، وعبد العزيز بن أبي حازم وسلمة بن دينار المدني
    ([17]).
    والخواص هم الذين يرفع من قدرهم، ويتفقد أحوالهم، ويدنيهم منه، ويجلهم ويحترمهم.
    وقال أبو جعفر الطوسي: كان إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار من غلمانه -أي من غلمان الصادق رحمه الله- ودخل عليه سفيان الثوري يوماً فسمع منه كلاماً أعجبه فقال: هذا والله يا ابن رسول الله الجوهر، فقال له: بل هذا خير من الجوهر وهل الجوهر إلاّ حجر
    ([18]).
    إن دخول هؤلاء الأعلام من تلامذة وخواص وغلمان على جعفر الصادق -رحمه الله- ليتعلموا منه، ويقتدون به لخير شاهد على علو منزلة الصادق -رحمه الله- عندهم، وإن اهتمام الصادق -رحمه الله- بهم، والتعلم منهم وتعليمهم، واحترامهم لخير شاهد على علو منزلتهم عنده رحمة الله عليهم أجمعين.
    ومن مواقف الصادق -رحمه الله- مع التابعين -ما ورد عن إسحاق بن جرير قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات عليّ بن الحسين عليه السلام، قال: وأحسنت والله يحب المحسنين
    ([19]).
    فالصادق -رحمه الله- يبين لنا أن جده القاسم بن محمد وسيد التابعين سعيد بن المسيب وأبو خالد الكابلي كانوا من ثقات زين العابدين علي بن الحسين -رحمه الله- فإذا كانوا ثقاة عند جده فهم عنده ثقات بلا شك ولا ريب. وهو أيضاً يثني على أمه أم فروة فلا غرو فهي ابنة القاسم بن محمد أحد فقهاء المدينة وتلميذ زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة رضي الله عنها.

    ·مناصحة الأئمة لولاة الأمور:
    وللباقر -رحمه الله- مواقف مع ولاة الأمور في إسداء النصح لهم، ومشاورتهم بما فيه مصلحة الأمة، يذكر صاحب كتاب روح التشيع: أن الإمام محمد الباقر عليه السلام أشار على عبد الملك بن مروان في أمر تغيير سك النقود، بعد أن أوضح طريقة سكها، وتحديد مقاديرها، وبشكل قوالبها.
    ولم تكن الدراهم والدنانير قد سُكّت في الإسلام بعد، وإنما كانوا يتعاملون بما يسك منها في بلاد الروم، وذلك بسبب أن ملك الروم كان قد هدد عبد الملك بأن يكتب على النقود ما فيه شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في قصة مذكورة طويلة، فضاق عبد الملك ذرعاً بذلك، وأشير عليه باستدعاء محمد الباقر عليه السلام ليستشيره بذلك، فأشار عليه الإمام الباقر عليه السلام بتغيير الدراهم والدنانير وسكها في البلاد الإسلامية.
    فعمل عبد الملك برأي الإمام، وأبطل جميع النقود الأجنبية، وهدد بقتل من يتعامل بها
    ([20]).
    ولم يكن الباقر -رحمه الله- وحده بل قد سبقه إلى مناصحة ولاة الأمور أبوه زين العابدين -رحمه الله- فقد كتب إلى عبد الملك بن مروان: (أما بعد، فإنك أعز ما تكون بالله، أحوج ما تكون إليه، فإن عززت به فاعف له، فإن به تقدر، وإليه ترجع
    ([21]).


    ·الخاتمـة:
    وبعد كل ما تقدم عرضه في هذا البحث نجد أن الإمامين الباقر والصادق -رحمهما الله تعالى- لم يكن موقفهم من غير الشيعة إلا كموقف آبائهما رضوان الله عليهم، فهما سائران على خطاهم، من تقدير وإجلال ومدح وثناء على الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وتابعيهم، وخاصة الأئمة الأعلام منهم، فهذه هي أخلاق الأئمة رحمهم الله، فلم يبق إلا أن ندعو محبي أئمة آل البيت رحمهم الله إلى الاقتداء بهم في أخلاقهم وأقوالهم وأفعالهم، أن نوالي من يوالون، وأن نحب من يحبون، وإلا فلسنا ممن يحب الأئمة عليهم السلام أما الذين يخالفونهم ويطعنون فيمن يثني عليهم الأئمة، فهؤلاء ليسوا بشيعة آل البيت حقاً، وإن ادعوا ذلك بل هم أعداء آل البيت.
    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    ·ثبت المصادر والمراجع.
    1)أصول الكافي: الكليني - طبع دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان، سنة الطبع: (1411هـ - 1990م).
    2)تهذيب الأحكام: للطوسي - دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان: (1412هـ - 1992م).
    3)الاستبصار: للطوسي - دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان: (1412هـ - 1992م).
    4)روضة الكافي: للكليني - دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان: (1417هـ - 1997م).
    5)فروع الكافي: للكليني - دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان: (1413هـ - 1992م).
    6)روح التشيع: للشيخ عبدالله نعمة - دار البلاغة - بيروت - لبنان.
    7)كشف الغمة: لأبي الحسن علي بن عيسى الأربلي - دار الأضواء - بيروت - لبنان.
    8)مناقب آل أبي طالب: لابن شهر أشوب - دار الأضواء - بيروت - لبنان.
    9)الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاة والسلام: السيد محمد الحسيني الشيرازي - مؤسسة الفكر الإسلامي - بيروت - لبنان - الطبعة الرابعة: (1424هـ - 2003م).

    ([1]) كشف الغمة الأربلي: (2/360).

    ([2]) كشف الغمة: (2/291).

    ([3]) كشف الغمة: (2/374).

    ([4]) فروع الكافي: (3/63،64).

    ([5]) روضة الكافي: صـ88.

    ([6]) فروع الكافي: (4/121)، التهذيب للطوسي: (8/148)، الاستبصار: (356).

    ([7]) مناقب آل أبي طالب: (3/304).

    ([8]) المرجع السابق: (4/210).

    ([9]) الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام للحسيني الشيرازي: ص249.

    ([10]) كشف الغمة: (2/361).

    ([11]) كشف الغمة: (2/290).

    ([12]) مناقب آل أبي طالب: (4/207).

    ([13]) كشف الغمة: (2/402)، مناقب آل أبي طالب: (4/247، 248).

    ([14]) كشف الغمة: (2/291).

    ([15]) كشف الغمة: (2/293).

    ([16]) مناقب آل أبي طالب: (4/248).

    ([17]) مناقب آل أبي طالب: (4/281).

    ([18]) مناقب آل أبي طالب: (4/248).

    ([19]) أصول الكافي كتاب الحجة: (1/545).

    ([20]) روح التشيع للشيخ لعبد الله نعمة: صـ241.

    ([21]) المرجع السابق: صـ293، 294.



    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X