دين الفطرة دين أهل العقل
على الأرض وهو ادم الذي افتتن بعصيانه لله رب العالمين بإطاعته للشيطان وخروجه أن فعل الله ساري بعمله من زمن ادم (عليه السلام) إلى يومنا هذا بقاعدة الاستضعاف الذي استشعره أول مخلوق من مدرسة ربوبية الرحمان لكنه استشعر ذنبه من بعد ذلك فأستغاث ربه بعقله مضطرا يريد أن يكشف عنه السوء والجهل الذي تسفل بهما إلى حياة دنيوية زائلة لا يملك بها حقيقة حياة لما بعد الموت فأراد ادم ( عليه السلام ) أن يطمئن بحياة ينال بها البقاء والسعادة عندما يموت كي يبقى سعيدا ومستشعرا بهذه السعادة في الدنيا قبل الآخرة لان هناك من ينازع ادم (عليه السلام ) وهو فطرته التي تطالبه بهذا المطلب .وعندما رأى الله صدّق ادم وطلبه الحقيقي استجاب له وهداه إلى صراط مستقيم وبهذا أصبح ادم خليفة لله سبحانه وتعالى بالعمل الالهي معه فبقي عمل الله مع من استشعر بعقله انه لا بد من حياة لا موت بعدها وسعادة دائمة بصفات الله الباقي لتلبية مطلبه الفطري الذي لا بد منه لان ما دون ذلك المطلب هو خسارة فعمل الله معه ورباه وجاء للناس ليدعوهم إلى هذه السعادة وهي غاية كل إنسان على الأرض فهم محتاجوه لأنه مطلب فطري والناس كلهم فطرة لله لكن الناس بجهلهم وبدين لا يعطي الحياة أصبحوا مختلفين ومتقاتلين فدست فطائرهم وهي أمانة الله المودعة في كل إنسان .
الى أهل العقول الذين رفضوا أعمال الجهال ممن يدعون الدين وممن يريدون أن يعطوا الدنيا وهم عاجزون عن إعطائها لأنهم لا يملكون الحياة بالله فخطاب الله بمن عمل معه ومنه إلى أهل العقول ليقول لهم ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) لكن بمن نصر الله كفطرة مودعة فيه فنصره الله بصفاته فأصبح خبيرا ودالا لمن يريد النصرة كي لا يكون عليه خوف ولا حزن في الدنيا وآلاخرة .
فهذه دعوة الله بمن أعطاه نوره وأعطاه حكمته لأهل العقول كي ينجوا بأنفسهم من فتنة جهل أنفسهم وجهل الجاهلين مدعي الدين والدنيا .