الطائر الحائر
كنت بيضة صغيرة لاحول لها ولا قوة أردت الحياة فاحتضنتها أم حنون فصبرت على الحرارة التي أخذتها من احتضانها لي وجعلتها بلاء يمحصني فصبرت عليه حتى بلغت غاية خرجت بها فرخا صغيرا ، وكذلك في هذه المرحلة لا املك الحول ولا القوة لحياة كنت انشدها وابتغيها فكانت أمي تزق الطعام في فمي زقا وصبرت على هذا أيضاً طالبا كمال ما كنت ابتغيه إلى أن ملكت ما يجعلني أن احلق في السماء وهما جناحاي اللذان بهما ملكت حريتي فبدأت أجول في أفاق السماء لأرى ماذا يفعل خلق الله غيري وكيف يعيشون حياتهم ومنهم البشر الذي يعتبر أرقى المخلوقات فما وجدت إلا ما يتقطع منه القلب ، وجدت أطفالا محرومين من ابسط وسائل الحياة حُرموا من لذة اللعب لمن هم في سنهم حرموا من الذهاب إلى مدارسهم حتى إذا مرضوا لم يجدوا ألدواء للشفاء من هذا المرض وأطفالا حرموا حتى من آبائهم وأمهاتهم بسبب فتنة لا ذنب لهم بها وجدت أناساً بعضهم يقتل البعض الآخر لا لسبب معقول وإنما لفكرة شيطانية موجودة في داخلهم امتلأت بها نفوسهم ألا وهي فكرة المسميات الطائفية هذا سني وهذا شيعي والذي يزيد الطين بلة بان لا السني يعرف حقيقة السنة ولا الشيعي يعرف حقيقة الشيعة وإنما كلمة حق أريد بها باطل اتخذوها ذريعة لتنفيذ خططهم ومآربهم التي بها يرضون من هيمن على نفوسهم المريضة وجعلهم يسيرون إلى مثل هذه هذه الأعمال , ونظرت إلى شباب وقفوا على الحد الفاصل إما الذهاب إلى سبيل الرحمن أو إلى سبيل الشيطان وهم في بداية سن تكليفهم و كما تقول الآية ( إنّا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) وهذا ما يتصدّع له القلب ويندى له الجبين فمنهم من اختار لنفسه بان يسفلها بعمل المحرمات ، ومنهم من اختار الدنيا ودنانيرها ولذاتها وشهواتها ، ومنهم من اختار له دينا شكليا كعجل بني إسرائيل لا ينفع ولا يضر ذلك لأنهم لم يعرفوا علة وجودهم وسبب خلقهم وما الغاية منه فأذهلني ما رأيت وأخافني ما اطلعت عليه من فتنة قائمة بين الناس تأكل فيهم وتحرقهم.
ووسط هذه الفتنة رأيت منهم من ملك حقيقة وعلة الوجود والحياة الإلهية ويريد لهم ان يمتلكوا هذه الحياة ليكونوا مثله ورغم ذلك لا يعيرونه عقولهم فهم راضين بالذلة وهو يريد لهم العزة بما امتلكه من عزة ، فتعجبت وتحيرت لما يفعله هؤلاء البشر لماذا لا يريدون النور والسلطان الذي ملكه؟؟! وهوجاء ليعطيهم ما أغناه الله به فأصبحت في حيرة من أمري أهم مثل قوم نوح وضعوا اصا بعهم في اذا نهم فلا يسمعون له قول ، أم هم كمثل ممن ادعى بأنهم من امة رسول( الله صلى الله عليه واله) الذين نصبوا العداء له لما عرفوا ما جاء به ، أم مثل القوم الذين ظلموا الحسين ولم يعرفوا آمره فعجبت منهم وبنفس الوقت حزنت عليهم لانهم يرفضون ما اتا هم من خير، ورضوا ما جائهم من شر لم يجعلوا هذه الفتنة كبلاء يمحصهم فيصبروا كما صبرت عليه وأنا في البيضة وأنا طيرا صغيرا حتى نلت مرادي.
فإليكم أيها البشرنصيحة من طائر يحلق فوق سمائكم خلص نفسه من بلائكم أن أطيعوا من يريد لكم الحياة الحرة الكريمة الباقية والسعادة الدا ئمة واصحوا قبل إن تنال منكم هذه الفتنة والحمد لله رب العالمين .
تعليق