بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

الأخ العزيز جابر: كتاب ملاذ الأخيار لدي، والرواية قال فيها المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة أنها موثقة أو ضعيفة!!!

وليس كما دلس عزيزنا القادسية، وذكر أن المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة صححها، لأنه هناك فرق شاسع بين الصحيح والموثق في المذهب الشيعي، وذلك يعرفه أرباب الأصول.

وقد ناقشت شخصا في السرداب قبل هذا عن هذه الرواية، وكنت على باب كتابة رد أصولي مطول في الموضوع، ولكني انشغلت في مشروع آخر، فتوقفت حتى عن المشاركة في المنتديات!!!!

ومسودة ما كتبته يتلخص في عدة أمور:

1-الفرق بين الموثق والصحيح وأن الموثق له شروط للعمل به وتطبيق أحكامه.
2-أن هذه الرواية مأخوذة من أصل زيد بن علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليه، وهو من رواية عمرو بن خالد، وعمرو بن خالد جليل عند الزديدية، وهو ثقة كما هو دعوى ابن فضال قدس الله نفسه الطاهرة، إلا أنه كذاب وضاع لدى السلفية،وهنا لطيفة لا بأس بذكركها، وهي أنه قد ذكر أعلام الزيدية: أنه لا يطعن في عمرو بن خالد إلا رافضي أو ناصبي، وهذه هدية للسلفية من أخوانهم الزيدية.
3-كون هذه الرواية مأخوذة من أصل زيد بن علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليه برواية عمرو بن خالد، يجعل الشخص يتوقف في ما تفرد بروايته مما خالف المذهب، ووافق مذهبه، ومعلوم أنه من ضروريات المذهب الإمامي المتعة، والمذهب الزيدي يحرم المتعة شأنه كشأن المذهب السني، وهذا ما يضعف الرواية، لما نص عليه الأعلام في قبول خبر الثقة المخالف للعقيدة.
4-هذه الرواية رواها الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة من أصل محمد بن أحمد بن يحيي الأشعري، ولكي لا تختلط الأمور، مقصودنا بذلك: أن الشيخ يرويها بطريقه إلى محمد بن أحمد بن يحيي الأشعري، وهو يرويها بطريقه إلى زيد بن علي بن الحسين، والطريق الأول من طرق الإمامية، والطريق من طرق الزيدية، والواضح كما نص الأعلام، أنه من كتاب نوادر الحكمة، وكتاب نوادر الحكمة كل طرق الشيخ إليه ضعيفة ما عدى طريق واحد فقط، وهو طريق الصدوق قدس الله نفسه الطاهرة، والصدوق قدس الله نفسه الطاهرة قد ذكر نوادر الحكمة في مصادر الفقيه، إلا أنه أعرض عن هذه الرواية، وهذا يدل على وهنها عنده، وإلا ما أعرض عنها.
5-ذكر أخونا جابر عدة روايات في حلية المتعة، بل ألف شيخ الصدوق قدس الله نفسه الطاهرة كتابا كاملا في حليتها، ولا بد من الجمع بين الأخبار، وعند الجمع تسقط هذه الرواية.
6-ما ذكرناه يطبقه أهل السنة أيضا على مروياتهم، وما رواية إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه من ذلك ببعيد، فأهل السنة ردوا أحد طرق هذه الرواية لتفرد عبد الرزاق بن همام رضوان الله تعالى عليه بروايتها وهو شيعي، وهي رواية موافقة لمذهبه.

هذه هي مسودة ما كنت أود كتابته، ولولا الإنشغال، لتوسعنا أكثر، ولكنا منشغلون في مشروع قد يأخذ منا سنة كاملة وبعدها نعود مرة أخرى إن شاء الله سبحانه وتعالى.

مع تحيتي.