ذم مبغضيهم وأنّه كافر.. واستحباب لعن أعدائهم (عليهم السَّلام)(*)
(2) _ ثولى: ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا، قيل: يا رسول الله وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم فإنما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل: وكيف يا رسول الله؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به.
(3) _ أمالي الصدوق: ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو أن عدو علي جاء إلى الفرات وهو يزخ زخيخا قد أشرف ماؤه على جنبتيه فتناول منه شربة وقال: بسم الله، وإذا شربها قال: الحمد لله، ما كان ذلك إلا ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير.
بيان: يزح زخيخا بالخاء المعجمة، أي يدفع بعضه بعضا لكثرته أو يبرق، قال الفيروزآبادي: زخه: دفعه في وهدة، وزخ الخمر يزخ زخيخا: برق، وفي بعض النسخ: بالراء المهملة والجيم، قال الفيروزآبادي: الرج: التحريك والتحرك و الاهتزاز، والرجرجة: الاضطراب. انتهى. والغرض بيان أن مثل هذا الماء مع وفوره وكثرته وعدم توهم إسراف وغصب و تضييق على الغير إذا شرب منه مع رعاية الآداب المستحبة كان عليه حراما لكفره، و إنما أبيح نعم الدنيا للمؤمنين.
(4) _ أمالي الطوسي: المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعيد بن عبد الله بن موسى عن محمد بن عبد الرحمان عن المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قلت للنبي صلى الله عليه وآله: أوصني، قال: عليك بمودة علي بن أبي طالب عليه السلام، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو تعالى أعلم فان جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار، يا بن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا على مبغض علي عليه السلام منها على من زعم أن لله ولدا. يا بن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار، قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال: يا ابن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيباً.
يا بن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه، والذي بعثني بالحق ما بعث نبيا أكرم عليه مني ولا أوصياء أكرم عليه من وصيي علي، قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصاني بمودته وإنه لأكبر عملي عندي الخبر.
(5) _ أمالي الطوسي: أبو القاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين عليه السلام قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك يا بن رسول الله إني وجدت في كتب أبي أن عليّاً عليه السلام قال لأبي ميثم: أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: ]الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية[ ثم التفت إلي وقال: هم والله أنت وشيعتك يا علي وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين، فقال أبو جعفر عليه السلام: هكذا هو عيانا في كتاب علي.
(6) _ أمالي الطوسي: الغضائري عن الصدوق عن ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن القاسم بن الوليد عن شيخ من ثمالة قال: دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدث الناس قلت لها: يرحمك الله حدثيني من بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، قالت: أحدثك وهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم؟ قلت لها: ومن هذا؟ فقالت: أبو الحمراء خادم رسول الله صلى الله عليه وآله فجلست إليه. فلما سمع حسي استوى جالسا فقال: مه؟ فقلت: رحمك الله حدثني بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله يصنعه بعلي عليه السلام وإن الله يسألك عنه، فقال: على الخبير سقطت، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عرفة وهو آخذ بيد علي عليه السلام فقال: يا معشر الخلائق إن الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة، ثم التفت إلى علي عليه السلام ثم قال له: وغفر لك يا علي خاصة. ثم قال له: يا علي ادن مني، فدنا منه، فقال: إن السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك، وإن الشقي كل الشقي من عاداك وأبغضك ونصب لك، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، يا علي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله، يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله وأتعس الله جده وأدخله نار جهنم.
بيان: فقال: مه؟ كأنه (ما) للاستفهام حذفت ألفها وألحقت بها هاء السكت أي ما تريد؟ أو ما تقول؟ قال في النهاية: فيه قلت: فمه؟ فما للاستفهام فأبدل الألف هاء للوقف والسكت، وفي حديث آخر: ثم مه، انتهى. والتعس: الهلاك، وأتعسه: أهلكه. والجد بالفتح: الحظ والبخت.
(7) _ أمالي الطوسي: أبو عمرو عن ابن عقدة عن جعفر بن محمد بن هشام عن الحسين بن نصر عن أبيه عن عصاص ابن الصلت عن الربيع بن المنذر عن أبيه قال: سمعت محمد بن الحنفية يحدث عن أبيه قال: ما خلق الله عز وجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه.
(8) _ مجالس المفيد، أمالي الطوسي: المفيد عن الجعابي عن محمد بن عبيد الله بن أبي أيوب عن جعفر ابن هارون عن خالد بن يزيد عن أبي الصيرفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: برئ الله ممن يبرأ منا، لعن الله من لعننا، أهلك الله من عادانا، اللهم إنك تعلم أنا سبب الهدى لهم، وإنما يعادونا لك فكن أنت المتفرد بعذابهم.
(9) _ تفسير علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ]ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين[ من لا يؤمن به هم أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله، والفساد: المعصية لله ولرسوله.
(10) _ عيون أخبار الرضا (عليه السَّلام): بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وعلى من قاتلهم وعلى المعين عليهم وعلى من سبهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
(11) _ تفسير الإمام العسكري: قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: قوله عز وجل: ]اهدنا الصراط المستقيم[ يقول: أرشدنا للصراط المستقيم، أي أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمانع أن نتبع أهواءنا فنعطب ونأخذ بآرائنا فنهلك، ثم قال الصادق عليه السلام: طوبى للذين هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين): فقال له رجل: يا بن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم، ولست أملك إلا البراءة من أعدائكم واللعن، فكيف حالي؟ فقال له الصادق عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلوات الله عليهم أنه قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته جميع الاملاك من الثرى إلى العرش، فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنا ساعدوه ولعنوا من يلعنه ثم ثنوا فقالوا: اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه، ولو قدر على أكثر منه لفعل، فإذا النداء من قبل الله عز وجل: قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم وصليت على روحه في الأرواح وجعلته عندي من المصطفين الأخيار.
(12) _ مناقب ابن شهرآشوب: الحارث الأعور وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن يزيد ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وعيسى ابن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام _ ودخل بعض الخبر في بعض _ أن عليّاً عليه السلام كان يدور في أسواق الكوفة فلعنته امرأة ثلاث مرات فقال: يا ابنة سلقلقية كم قتلت من أهلك؟ قالت: سبعة عشر أو ثمانية عشر، فلما انصرفت قالت لامها: ذلك، فقالت: السلقلقية من ولدت بعد حيض ولا يكون لها نسل فقالت: يا أماه أنت هكذا؟ قالت بلى.
(*)بحار الأنوار:ج27 باب في ذم مبغضيهم وأنه كافر حلال الدم وثواب اللعن على أعدائهم/ح1ــ12، ويتضمن الباب 62 رواية في هذا الصدد.
تعليق