ثانياً......رسالتنا والدعاة
ان للرسالة الاسلامية خصائص ومميزات في كل ا لحقول والميادين تبرهن على انها أكفأ الرسالات واجدرها بالدعوة والنجاح والخلود ومن تلك الميادين التي تبرز فيها خصائص الرسالة الاسلامية قويًة رائعًة الميدان العلمي ميدان الدعوة وحمل لواء الرسالة فان الدعوة الى الرسالة الاسلامية تمتاز على اكثر الدعوات الى مختلف الرسالات الاخرى بانها تستمد من الرسالة نفسها وطبيعتها الخاصة عناصر قوتها وشروط نجاحها ومقوماتها الروحية في مجال الجهاد والكفاح.. فالرسالة الاسلامية تمون الدعوة بهذه العناصر والشروط والمقومات بما لايمكن لرسالة اخرى ان تقوم بذلك ولهذا تضطر كثير من الدعوات ان تستجدي بعض تلك المقومات الروحية من جهات اخرى غير رسالتها التي تتبناها وتحمل رايتها...
واهم تلك المقومات الروحية التي تحتاجها كل دعوة ذات رسالة مهما كان لونها هي:
اولا: العقائدية التي تسبغ على الرسالة في نظر الدعوة طابعاً تقديسياً يقينياً فبمقدار ما يرسخ هذا الطابع التقديسي اليقيني في نفوس الدعاة تزداد اندفاعاتهم وتتضاعف طاقاتهم لذلك يجهد قادة كل دعوة ان يضفوا على الرسالة التي يحملونها لوناً من التقديس العميق ويغذوا في نفوس الدعاة اليقين غير المحدود بصحة الرسالة وتفوقها على كل نقاش وجدال ليتولد من هذا الايمان اليقيني طاقة حرارية دافعة في مجال العمل والتبشير..
ومن الواضح ان طبيعة الرسالة الاسلامية تكون لها هذا الطابع في نفوس الدعاة لانها ليست نتيجة اجتهاد معين يكون عرضة للخطأ او حصيلة تجارب محدودة قد لاتصور الواقع تصويراً كاملاً وانما هي الرسالة الخاتمة التي اصطفاها الله سبحانه للأنسانية وبعث بها خاتم رسله (ص) فهي مع كونها مذهباً للحياة والمجتمع تتمتع بالطابع الديني الذي يحيطها بالتقديس واليقين المطلق. هذا هو الفارق بينها وبين سائر مذاهب الحياة التي لاتصل في عقيدة اصحابها الى درجات الدين ولاتحظى بما يحظى به الدين لدى المتدينين من يقينية مطلقة وفي ضوء هذا الفرق يتبين السر في مانطالعه من صلابة عقائدية في حملة رسالة الدين المخلصين وميوعة او انخفاض عقائدي في حملة الرسالات الفكرية الاخرى بالرغم من نبوغهم وعبقريتهم فليس عجيباً مثلاً ان نرى ماركس وهو منشئ مذهب ودعوة من اشهر مذاهب التأريخ ودعواته يقول (( انني لست ماركسياً)) بينما يقول داعية مسلم لعلي(ع)(( لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً)) فأن عقيدة علي (ع) كانت ديناً ومن طبيعة الدين ان يشع في نفوس رجاله المخلصين بهذا اليقين ويكسب هذه العقائدية المطلقة, واما الماركسية فلم تكن على ابعد تقدير الا اجتهاداً علمياً خاصاً ولذلك لم تستطيع ان تجعل من ماركس نفسه ماركسياً ولم تستطيع بعد ذلك ان تكتسب الصفة القطعية والقدسية العقائدية الابعد ان لعب الماركسيون دوراً كبيراً في رفع الماركسية الى مستوى الدين في عقائديته وقدسيته وهكذا نعرف ان الامتياز الديني للرسالة الاسلامية يجعلها قادرة على خلق جو عقائدي كامل في اجواء الدعوة..
ثانياً: الامل فأن الامل هو بصيص النور الذي لا تستغني عنه كل الدعوات واذا فقدت الدعوة املها في الفوز والنجاح فقدت وجودها ومعناها الحقيقي لان الدعوة الى ما لا امل في تحقيقه ضرب من العبث واللهو ولهذا كان لابد لمختلف الدعوات ان تفتش عن الامل وتغذيه في ضوء الظروف والاحداث وان تتصيده من الظروف والاحداث نفسها واما الدعوة الى الرسالة الاسلامية فهي وان كانت تعتمد في امالها على الظروف والملابسات ولكنها تعتمد قبل ذلك على الامل الذي تزودها به طبيعة الرسالة الاسلامية نفسها فان هذه الرسالة تفتح بنفسها للدعاة اجواء من الامل وتقوي من عزيمتهم ورجائهم ولا ادل على ان الدعاة الاسلاميين يقتبسون املهم من الرسالة نفسها قبل ان يستوحوه من الظروف والاحداث.
ان الطليعة الاسلامية التي عاصرت محنة الاسلام في مكة وهو يومئذ وليد ضعيف قد اجتمعت القوى على سحقه وتألب الاعداء على خنقه كانت هذه الطليعة تهتز املاً بل يقيناً بتهديم عروش الظلم كل العروش وانقاذ بلاد كسرى وقيصر من كسرى وقيصر ولانبالغ اذا قلنا : ان هذا الامل الحي القوي من اكبر القوى المعنوية التي كان يتمتع بها اولئك المسلمون ويستعينون بها على الصبر والاستبسال في المحنة ولم يكن من الممكن ان يخلق هذا الامل في نفوس الدعاة شيئاً سوى رسالة لها طبيعة الرسالة الاسلامية طابعها الالهي اليقيني ومددها الروحي والمعنوي فلم يكن المسلم ليستهين او يضعف امام الشدائد وبيده مشعل السماء ومن روائه الوعود الالهية بالنصر والتأييد ولازلت حتى الان الرسالة الاسلامية كما كانت قادرة على بعث الامل في نفوس الدعاة بل هي تبعثه فعلاً بما يشع في نصوصها القرأنية والنبوية من وعد بالنصر اذا خلصت النية واحكمت الخطة على اساس الاسلام.
ثالثاً:الدافع الذاتي فأن الانسان العادي مهما تصل به دوافعه المثالية فأن للدافع الذاتي اثراً بليغاً في حياته واندفاعه ومن هنا تنشأ المشكلة في كثير من الدعوات والرسالات لان الرسالة تتطلب المثالية في الدوافع وروح التضحية والمفاداة والدعوة تتطلب شيئاً من الدوافع الذاتية التي تزيد من حرارتها وقوتها واندفاعها ولاجل ذلك نجد ان الدعاة كثيراً ما يغرقون بعد زمن قصير او طويل من دعواتهم او انتصارهم في الدوافع الذاتية وتخبو في نفوسهم تلك الدوافع المثالية بالتدريج لتحل مكانها دوافع الذات .. وتصبح الرسالة اداة ومبرراً لتلبية هذه الدوافع بعد ان فقدت في نفوس الدعاة دوافعها المثالية واما الاسلام فهو يختلف عن بقية الرسالات في لاقدرته على تسخير الدوافع الانانية والمثالية معاً لصالحه فان طبيعة الرسالة الاسلامية اقناع المسلم بان الاخلاص لهذه الرسالة والدعوة اليها والتضحية في سبيلها مكسب شخصي قبل ان يكون مكسباً مثالياً او اجتما عياً وربح لجزاء ونعيم لا حدود له قبل ان يكون عاطفةً مثالياً او اندفاعاً تحمسياً وهكذا تجنيد الرسالة الاسلامية جميع الدوافع الانسانية لصالحها وتجعل من الدوافع الانانية دوافع خيرة تواكب الدوافع المثالية في مقتضياتها ومتطلباتها فالرسالة الاسلامية اذن:
رسالة عقيدة وايمان
رسالة امل ورجاء
ورسالة تجنيد لكل الدوافع والقوى الانسانية.
ان للرسالة الاسلامية خصائص ومميزات في كل ا لحقول والميادين تبرهن على انها أكفأ الرسالات واجدرها بالدعوة والنجاح والخلود ومن تلك الميادين التي تبرز فيها خصائص الرسالة الاسلامية قويًة رائعًة الميدان العلمي ميدان الدعوة وحمل لواء الرسالة فان الدعوة الى الرسالة الاسلامية تمتاز على اكثر الدعوات الى مختلف الرسالات الاخرى بانها تستمد من الرسالة نفسها وطبيعتها الخاصة عناصر قوتها وشروط نجاحها ومقوماتها الروحية في مجال الجهاد والكفاح.. فالرسالة الاسلامية تمون الدعوة بهذه العناصر والشروط والمقومات بما لايمكن لرسالة اخرى ان تقوم بذلك ولهذا تضطر كثير من الدعوات ان تستجدي بعض تلك المقومات الروحية من جهات اخرى غير رسالتها التي تتبناها وتحمل رايتها...
واهم تلك المقومات الروحية التي تحتاجها كل دعوة ذات رسالة مهما كان لونها هي:
اولا: العقائدية التي تسبغ على الرسالة في نظر الدعوة طابعاً تقديسياً يقينياً فبمقدار ما يرسخ هذا الطابع التقديسي اليقيني في نفوس الدعاة تزداد اندفاعاتهم وتتضاعف طاقاتهم لذلك يجهد قادة كل دعوة ان يضفوا على الرسالة التي يحملونها لوناً من التقديس العميق ويغذوا في نفوس الدعاة اليقين غير المحدود بصحة الرسالة وتفوقها على كل نقاش وجدال ليتولد من هذا الايمان اليقيني طاقة حرارية دافعة في مجال العمل والتبشير..
ومن الواضح ان طبيعة الرسالة الاسلامية تكون لها هذا الطابع في نفوس الدعاة لانها ليست نتيجة اجتهاد معين يكون عرضة للخطأ او حصيلة تجارب محدودة قد لاتصور الواقع تصويراً كاملاً وانما هي الرسالة الخاتمة التي اصطفاها الله سبحانه للأنسانية وبعث بها خاتم رسله (ص) فهي مع كونها مذهباً للحياة والمجتمع تتمتع بالطابع الديني الذي يحيطها بالتقديس واليقين المطلق. هذا هو الفارق بينها وبين سائر مذاهب الحياة التي لاتصل في عقيدة اصحابها الى درجات الدين ولاتحظى بما يحظى به الدين لدى المتدينين من يقينية مطلقة وفي ضوء هذا الفرق يتبين السر في مانطالعه من صلابة عقائدية في حملة رسالة الدين المخلصين وميوعة او انخفاض عقائدي في حملة الرسالات الفكرية الاخرى بالرغم من نبوغهم وعبقريتهم فليس عجيباً مثلاً ان نرى ماركس وهو منشئ مذهب ودعوة من اشهر مذاهب التأريخ ودعواته يقول (( انني لست ماركسياً)) بينما يقول داعية مسلم لعلي(ع)(( لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً)) فأن عقيدة علي (ع) كانت ديناً ومن طبيعة الدين ان يشع في نفوس رجاله المخلصين بهذا اليقين ويكسب هذه العقائدية المطلقة, واما الماركسية فلم تكن على ابعد تقدير الا اجتهاداً علمياً خاصاً ولذلك لم تستطيع ان تجعل من ماركس نفسه ماركسياً ولم تستطيع بعد ذلك ان تكتسب الصفة القطعية والقدسية العقائدية الابعد ان لعب الماركسيون دوراً كبيراً في رفع الماركسية الى مستوى الدين في عقائديته وقدسيته وهكذا نعرف ان الامتياز الديني للرسالة الاسلامية يجعلها قادرة على خلق جو عقائدي كامل في اجواء الدعوة..
ثانياً: الامل فأن الامل هو بصيص النور الذي لا تستغني عنه كل الدعوات واذا فقدت الدعوة املها في الفوز والنجاح فقدت وجودها ومعناها الحقيقي لان الدعوة الى ما لا امل في تحقيقه ضرب من العبث واللهو ولهذا كان لابد لمختلف الدعوات ان تفتش عن الامل وتغذيه في ضوء الظروف والاحداث وان تتصيده من الظروف والاحداث نفسها واما الدعوة الى الرسالة الاسلامية فهي وان كانت تعتمد في امالها على الظروف والملابسات ولكنها تعتمد قبل ذلك على الامل الذي تزودها به طبيعة الرسالة الاسلامية نفسها فان هذه الرسالة تفتح بنفسها للدعاة اجواء من الامل وتقوي من عزيمتهم ورجائهم ولا ادل على ان الدعاة الاسلاميين يقتبسون املهم من الرسالة نفسها قبل ان يستوحوه من الظروف والاحداث.
ان الطليعة الاسلامية التي عاصرت محنة الاسلام في مكة وهو يومئذ وليد ضعيف قد اجتمعت القوى على سحقه وتألب الاعداء على خنقه كانت هذه الطليعة تهتز املاً بل يقيناً بتهديم عروش الظلم كل العروش وانقاذ بلاد كسرى وقيصر من كسرى وقيصر ولانبالغ اذا قلنا : ان هذا الامل الحي القوي من اكبر القوى المعنوية التي كان يتمتع بها اولئك المسلمون ويستعينون بها على الصبر والاستبسال في المحنة ولم يكن من الممكن ان يخلق هذا الامل في نفوس الدعاة شيئاً سوى رسالة لها طبيعة الرسالة الاسلامية طابعها الالهي اليقيني ومددها الروحي والمعنوي فلم يكن المسلم ليستهين او يضعف امام الشدائد وبيده مشعل السماء ومن روائه الوعود الالهية بالنصر والتأييد ولازلت حتى الان الرسالة الاسلامية كما كانت قادرة على بعث الامل في نفوس الدعاة بل هي تبعثه فعلاً بما يشع في نصوصها القرأنية والنبوية من وعد بالنصر اذا خلصت النية واحكمت الخطة على اساس الاسلام.
ثالثاً:الدافع الذاتي فأن الانسان العادي مهما تصل به دوافعه المثالية فأن للدافع الذاتي اثراً بليغاً في حياته واندفاعه ومن هنا تنشأ المشكلة في كثير من الدعوات والرسالات لان الرسالة تتطلب المثالية في الدوافع وروح التضحية والمفاداة والدعوة تتطلب شيئاً من الدوافع الذاتية التي تزيد من حرارتها وقوتها واندفاعها ولاجل ذلك نجد ان الدعاة كثيراً ما يغرقون بعد زمن قصير او طويل من دعواتهم او انتصارهم في الدوافع الذاتية وتخبو في نفوسهم تلك الدوافع المثالية بالتدريج لتحل مكانها دوافع الذات .. وتصبح الرسالة اداة ومبرراً لتلبية هذه الدوافع بعد ان فقدت في نفوس الدعاة دوافعها المثالية واما الاسلام فهو يختلف عن بقية الرسالات في لاقدرته على تسخير الدوافع الانانية والمثالية معاً لصالحه فان طبيعة الرسالة الاسلامية اقناع المسلم بان الاخلاص لهذه الرسالة والدعوة اليها والتضحية في سبيلها مكسب شخصي قبل ان يكون مكسباً مثالياً او اجتما عياً وربح لجزاء ونعيم لا حدود له قبل ان يكون عاطفةً مثالياً او اندفاعاً تحمسياً وهكذا تجنيد الرسالة الاسلامية جميع الدوافع الانسانية لصالحها وتجعل من الدوافع الانانية دوافع خيرة تواكب الدوافع المثالية في مقتضياتها ومتطلباتها فالرسالة الاسلامية اذن:
رسالة عقيدة وايمان
رسالة امل ورجاء
ورسالة تجنيد لكل الدوافع والقوى الانسانية.
تعليق