ليتني لم أتخذ فلان خليلاً
فنجد أن صاحب الدستور في أهل الدنيا يعطي لشعبه وإتباعه أفضل حياة تجعلهم في آمان واطمئنان هم يطلبونها وهذا ما نجد عليه حياة الغرب وعلى الرغم من تطبيق القاعدة بصورة صحيحة لكنهم في خسران لان حياتهم لا تعطي الوجود والبقاء والخلود ما بعد الموت فهي مؤقتة وزائلة ولكنها صورة ومصداق لحياة الآخرة ، أن الله جل وعلا هو الغني المطلق وهو المعطي وحكمه القائم في سماوات وارض وما بينهما والظاهر بأولياء على أرضه وهو المتبوع لا غيره لمن يريد البقاء والوجود والحياة الأبدية فلا متبوع غير حكم الله وأمره الرباني من زمن آدم ( عليه السلام ) إلى يومنا هذا ذلك لمن عرف نفسه فبدأ يعرف ربه فهو طالب مريد مفتقر إلى ربوبية الله سبحانه وتعالى ، وهناك بالنقيض الأخر من يتبع حكم الشيطان الذي أوهم من اتبعه أو ربما لتحقيق المصالح الدنيوية التي تستر تحت حكم يظن انه تابع لله جل وعلا ، فالتابع والمتبوع من أهل الدنيا أفضل منه فهو يصد عن سبيل الله وعن إتباع الحق الذي ما غاب من على الأرض .
فكلما أرسل سبحانه وتعالى رسولاً اتبع الحق اليقين وجاء إلى الناس ليتبعوه لا يتبعوا شخصه وإنما الحق الذي جاء به لأنه فيه حياتهم إذا وجدوا أنفسهم وعرفوها ولكن إتباع الشيطان أو الظالم المدعي الذي استخف قومه فأطاعوه يصد عن هذا الحق والنور والرحمة التي أرسلها الله جل وعلا وفي قوله : (( أن يتبعوا آلا الظن ....)) أو (( أن يتبعوا ألا شيطاناً مريدا ...)) وهناك الكثير من الآيات التي تذكر أهل إتباع الباطل .
فأريد أن أنبه القارئ أن حكم الله وخليفته على أرضه موجود هو يذكر الناس على أن المتبوع هو الله ولا يعطي الحياة غيره ولا يسد طلب الإنسان وفقره غيره وهنا الطلب والفقر للآخرة وأما الدنيا فهي متاحة والله جل وعلا يقول في كتابه العزيز (( اتبعوا أحسن ما انزل أليكم من ربكم ...)) فمن اتبع غير سبيل الحق وغير صاحب الحق فهو في خسران وندم في الدنيا قبل الآخرة كما إن الله يشير إلى هذا المعنى (( يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا . لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )) قد اتبع من لم يزده ألا ضلالا وابتعاد عن الحق وعن سبيل الله القويم الظاهر بولي الله في كل زمن .
فعلى كل صاحب عقل أن يرجع إلى عقله وينظر إلى من يتبعه هل هو حكم الله هل هو حكم يقين هل هو يعطي الحياة الآخرة فكأنه يعيشها هنا إذا لم يكن كذلك فليبحث عن الحق وعن الذكر والا فسوف يندم ويعض على يديه .