لبنان الموالاة والمعارضة
بقلم
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
الموالاة تجمع سياسي لعدد من الأحزاب والتيارات والحركات الحزبية, كل له ارتباطاته التنظيمية بمرجعيته الادارية, ولكل رؤاه التي يتطلع اليها من منطلقات أساسياته التنظيمية, ولكنهم في مجموعهم وأحادياتهم لا يمثلون كل الشعب اللبناني بكافة شرائحه وانتماءاته الدينية والسياسية والوطنية, مهما لعب الاعلام من أدوار دقيقة أو أجرى من عينات احصائية, وبالتالي ليسوا وحدهم على الساحة اللبنانية ولا يحق لهم التفرد بالقرارات الوطنية داخليا وخارجيا, تحت أية ظروف كانت...
والمعارضة كذلك تجمع سياسي لعدد من الكتل والفئات والتيارات والأحزاب, كل له تطلعاته أيضا ولكل اداراته التنظيمية, ولكل توجهاته الخاصة, التي ترتكز على مفاهيم معينة, اجتمعوا تحت خيمة واحدة ليتحدوا في تفعيل مطالبهم المحقة بمشاركاتهم النسبية المنصفة في ادارة دفة سياسة الوطن من الداخل, والمشاركة الفاعلة في أحقية رسم السياسة الخارجية للوطن, وهم بالتالي مهما كان العدد الاحصائي لتجمعهم العام أو الخاص, لا يمثلون كل الناس في لبنان, بل يمثلون نسبة معينة يمكن أن تكون عالية أو مرتفعة, وهم ليسوا وحدهم على ساحة الوطن, ولا يحق لهم مصادرة القرارات أو العمل على تقويضها, تحت أية عناوين كانت...
وآخرون ليسوا من كشكول الموالاة وليسوا بالتالي من كشكول المعارضة, وليسوا ينتمون لتجمعات منتظمة في كتل وأحزاب أو فئات وتيارات, وإن ظهرت بينهم بعض التكتلات العاطفية, ولكنهم جماعات وفرادى يحملون هوية هذا الوطن, ويحملون الولاء لهذا الوطن والاخلاص لهذا الوطن, ويترجمون ولاءهم واخلاصهم من خلال التزامهم بهوية هذا الوطن والعمل في أرض هذا الوطن كل حسب تكليفه ومسؤوليته, وكل حسب اختصاصه مهما كان وضيعا أو رفيعا, ويمارسون الصمت على البوح بما يجيش بأنفسهم, حول ما يحصل في هذا الوطن من تجاذبات ومناوشات وشقاقات ومناكفات ومناورات واتهامات تكال بالقناطير المقنطرة بين الأحزاب والتنظيمات والتيارات والحركات السياسية والحزبية... وهؤلاء هم الغالبية الصامتة على مضض, الساكتة رغم آلامها, العاضة على جروحها رغم نزفها, هؤلاء يقومون على خدمة الوطن بعيدا عن الهرطقات السياسية, والخلافات الانقسامية, التي زعزعت بنيان هذا الوطن...
كل من تجمع الموالاة وتجمع المعارضة, يمتلكون الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية, وبالتالي يملكون المواقع والمدونات والمنتديات المتعددة في الشبكة العنكبوتية, وكل يغني عبر وسائله هذه على ليلاه, وكل من الطرفين ينشر ما يريد نشره من تحليلات وحوارات ونقاشات وأخبار وأحداث وتسجيلات ومواقف وغيرها وفق ما يراه يتوافق ويتطابق مع رؤاه, ويوجه مناصريه ويؤطرهم باتجاه واحد هو الاخلاص للبوتقة التنظيمية التي ينتمي لها, دون غيرها, وهو حق مشروع لكل منهما في ظل عولمة الحرية العقائدية والفكرية, شرط أن لا يعتدي على حرية الآخرين بحيث تنتهي حريته عندما تبدأ حريتهم...
الوطنية يتغنى بها الجميع من موالاة ومعارضة, وكل يجتهد في تفسير الوطنية على مزاجيته وثقافته ووعيه وحزبيته ومرجعيته, والكل يجاهر بوطنيته التي يعتبرها الأرقى والأخلص والأوفى, والكل يعلن جهارا ليلا ونهارا أن الوطن أولا وبعده تأتي باقي الأمور, والكل عنده مسلمات وطنية ومكتسبات دينية أو طائفية أو مذهبية أو حزبية... يقف عندها مطولا ولا يتنازل عن جزء منها مهما كلف الأمر من تضحيات ومن بذل دماء ومن جهود تبذل للحفاظ على هذه المسلمات... ويهدد بعظائم الأمور إذا انتقص منها شيئا, ويدعوا مناصريه للنزول الى الشوارع عند أدنى معضلة, قبل اللجوء للحوار والنقاش والبحث عن حيثيات تضع الأمور في نصابها, وتمارس في الشوارع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت, ويتجاوز المتظاهرون كل القيم الأخلاقية, ويقفزون فوق كل القوانين, ويعتدون ويخربون ويطلقون النار ويتجرؤون على الله ويقتلون ويرتكبون المعاصي, على مرأى ومسمع من قادتهم الميامين, ثم ينكفؤون الى أماكن العبادة ليتقربون لله تعالى متوضئين بدماء الأبرياء الذي سقطوا على ذمتهم الواسعة في الدروب وبين الأبنية وفي مجاهل الأزقة... وعندما تحشرهم في زوايا الوطنية وزوايا الأديان وزوايا القوانين وزوايا الأخلاق... يوزعون التهم يمنة ويسرة على طابور آخر انتهز الخلافات ودخل خلسة وفعل ما فعل, وهو عذر أقبح من ذنب , ليردون عنهم أصابع الاتهام وأياديهم بالدماء ملوثة...
الوطن للجميع ويتسع للجميع, وليس لفئة دون الأخرى, وليس لحزب دون الآخر, وليس لدين دون دين آخر وليس لطائفة واحدة وليس لمذهب واحد, وليس للموالاة وحدهم, وليس للمعارضة وحدهم, وليس الوطن مزرعة, وليس الوطن قطعة من الجبن الأميركي ولا الافرنسي ولا الغربي, ليس الوطن ملجأ للمزايدات الوطنية, وليس مدرسة للاعاقات العقلية والنفسية , وليس ميتما للأيتام, وليس تجمعا للمتسببين والمتسولين والطارئين والدخلاء, وليس ساحة للمبارزات والشقاقات والمنازعات, وليس سلعة للبيع والشراء في أسواق البازارات العالمية والأميركية والغربية والاقليمية, ولا سوقا لممارسة أنواع الرق والاستعباد تحت ستائر العصرنة والانفتاح على الحضارات الغريبة, ولبس الوطن قماشا من نوع ما ليفصل ويخاط على كل على مقاسه, وليست الوطنية شعارات طنانة ورنانة, تخفي وراءها الزيف والزور والبهتان والارتماءات في أحضان جواري السلطان, وليس الوطنية مرقصا ليليا لا يروده الا الخصيان والضاربون على طبول المذهبية والطائفية والحقد والعداء, وليس الوطن مفتوحا لمن أراد فعل التجارب السياسية والحزبية والعسكرية, وليس الوطن كما يحلو للبعض التثرثر ووالهذيان والفلسفة الجنونية, وليس الوطنية تبنى على ذمة عرافة أو قارئة الفنجان, وليست الوطنية تولد على ذمة شمشريخ وعلطبيس وتكهنات هاروت وماروت والمنجمون الكاذبون هنا وهناك, وليس الوطن ملكا لأمريكا وحلفاؤها, وليس محمية للغرب أو دول العهر والكفر وبلاد الغربان...
يا شياطين العالم, يا عفاريت الأرض, يا ملوك الجن, يا نسانس البشر... أرفعوا أياديكم الملطخة بدماء الأبرياء في لبنان, كفوا عن جنونكم العصري في لبنان, أليس في العالم الا لبنان, لتحيكوا المكر والخديعة وتمارسوا العهر والقهر, على شعب لبنان... أتركوا المولاة لشأن لبنان ولا تتدخلوا سفورا معربدا في شؤون الموالاة... أتركوا المعارضة وشأنها ولا تتدخلوا فيها كل على هواه ومزاجيته... وسوف ترون اتحاد المولاة والمعرضة في لبنان وعناق الموالاة والمعرضة في لبنان, وسوف تتلمسون عودة كل الأمور الى سياقها الطبيعي في لبنان, وسوف تؤلف حكومة لبنانية من الموالاة والمعارضة, وسوف يتم تزكية رئيس عتيد للبنان من دون انتخابات في البرلمان اللبناني... نصيحة لوجه الله تعالى : " خيطوا بمسلة غير هذه المسلة" وقد أعذر من أنذر ويا ويلكم جميعا من غضبة الأحرار في وطننا لبنان... ليبقى لبنان...
بقلم
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
الموالاة تجمع سياسي لعدد من الأحزاب والتيارات والحركات الحزبية, كل له ارتباطاته التنظيمية بمرجعيته الادارية, ولكل رؤاه التي يتطلع اليها من منطلقات أساسياته التنظيمية, ولكنهم في مجموعهم وأحادياتهم لا يمثلون كل الشعب اللبناني بكافة شرائحه وانتماءاته الدينية والسياسية والوطنية, مهما لعب الاعلام من أدوار دقيقة أو أجرى من عينات احصائية, وبالتالي ليسوا وحدهم على الساحة اللبنانية ولا يحق لهم التفرد بالقرارات الوطنية داخليا وخارجيا, تحت أية ظروف كانت...
والمعارضة كذلك تجمع سياسي لعدد من الكتل والفئات والتيارات والأحزاب, كل له تطلعاته أيضا ولكل اداراته التنظيمية, ولكل توجهاته الخاصة, التي ترتكز على مفاهيم معينة, اجتمعوا تحت خيمة واحدة ليتحدوا في تفعيل مطالبهم المحقة بمشاركاتهم النسبية المنصفة في ادارة دفة سياسة الوطن من الداخل, والمشاركة الفاعلة في أحقية رسم السياسة الخارجية للوطن, وهم بالتالي مهما كان العدد الاحصائي لتجمعهم العام أو الخاص, لا يمثلون كل الناس في لبنان, بل يمثلون نسبة معينة يمكن أن تكون عالية أو مرتفعة, وهم ليسوا وحدهم على ساحة الوطن, ولا يحق لهم مصادرة القرارات أو العمل على تقويضها, تحت أية عناوين كانت...
وآخرون ليسوا من كشكول الموالاة وليسوا بالتالي من كشكول المعارضة, وليسوا ينتمون لتجمعات منتظمة في كتل وأحزاب أو فئات وتيارات, وإن ظهرت بينهم بعض التكتلات العاطفية, ولكنهم جماعات وفرادى يحملون هوية هذا الوطن, ويحملون الولاء لهذا الوطن والاخلاص لهذا الوطن, ويترجمون ولاءهم واخلاصهم من خلال التزامهم بهوية هذا الوطن والعمل في أرض هذا الوطن كل حسب تكليفه ومسؤوليته, وكل حسب اختصاصه مهما كان وضيعا أو رفيعا, ويمارسون الصمت على البوح بما يجيش بأنفسهم, حول ما يحصل في هذا الوطن من تجاذبات ومناوشات وشقاقات ومناكفات ومناورات واتهامات تكال بالقناطير المقنطرة بين الأحزاب والتنظيمات والتيارات والحركات السياسية والحزبية... وهؤلاء هم الغالبية الصامتة على مضض, الساكتة رغم آلامها, العاضة على جروحها رغم نزفها, هؤلاء يقومون على خدمة الوطن بعيدا عن الهرطقات السياسية, والخلافات الانقسامية, التي زعزعت بنيان هذا الوطن...
كل من تجمع الموالاة وتجمع المعارضة, يمتلكون الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية, وبالتالي يملكون المواقع والمدونات والمنتديات المتعددة في الشبكة العنكبوتية, وكل يغني عبر وسائله هذه على ليلاه, وكل من الطرفين ينشر ما يريد نشره من تحليلات وحوارات ونقاشات وأخبار وأحداث وتسجيلات ومواقف وغيرها وفق ما يراه يتوافق ويتطابق مع رؤاه, ويوجه مناصريه ويؤطرهم باتجاه واحد هو الاخلاص للبوتقة التنظيمية التي ينتمي لها, دون غيرها, وهو حق مشروع لكل منهما في ظل عولمة الحرية العقائدية والفكرية, شرط أن لا يعتدي على حرية الآخرين بحيث تنتهي حريته عندما تبدأ حريتهم...
الوطنية يتغنى بها الجميع من موالاة ومعارضة, وكل يجتهد في تفسير الوطنية على مزاجيته وثقافته ووعيه وحزبيته ومرجعيته, والكل يجاهر بوطنيته التي يعتبرها الأرقى والأخلص والأوفى, والكل يعلن جهارا ليلا ونهارا أن الوطن أولا وبعده تأتي باقي الأمور, والكل عنده مسلمات وطنية ومكتسبات دينية أو طائفية أو مذهبية أو حزبية... يقف عندها مطولا ولا يتنازل عن جزء منها مهما كلف الأمر من تضحيات ومن بذل دماء ومن جهود تبذل للحفاظ على هذه المسلمات... ويهدد بعظائم الأمور إذا انتقص منها شيئا, ويدعوا مناصريه للنزول الى الشوارع عند أدنى معضلة, قبل اللجوء للحوار والنقاش والبحث عن حيثيات تضع الأمور في نصابها, وتمارس في الشوارع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت, ويتجاوز المتظاهرون كل القيم الأخلاقية, ويقفزون فوق كل القوانين, ويعتدون ويخربون ويطلقون النار ويتجرؤون على الله ويقتلون ويرتكبون المعاصي, على مرأى ومسمع من قادتهم الميامين, ثم ينكفؤون الى أماكن العبادة ليتقربون لله تعالى متوضئين بدماء الأبرياء الذي سقطوا على ذمتهم الواسعة في الدروب وبين الأبنية وفي مجاهل الأزقة... وعندما تحشرهم في زوايا الوطنية وزوايا الأديان وزوايا القوانين وزوايا الأخلاق... يوزعون التهم يمنة ويسرة على طابور آخر انتهز الخلافات ودخل خلسة وفعل ما فعل, وهو عذر أقبح من ذنب , ليردون عنهم أصابع الاتهام وأياديهم بالدماء ملوثة...
الوطن للجميع ويتسع للجميع, وليس لفئة دون الأخرى, وليس لحزب دون الآخر, وليس لدين دون دين آخر وليس لطائفة واحدة وليس لمذهب واحد, وليس للموالاة وحدهم, وليس للمعارضة وحدهم, وليس الوطن مزرعة, وليس الوطن قطعة من الجبن الأميركي ولا الافرنسي ولا الغربي, ليس الوطن ملجأ للمزايدات الوطنية, وليس مدرسة للاعاقات العقلية والنفسية , وليس ميتما للأيتام, وليس تجمعا للمتسببين والمتسولين والطارئين والدخلاء, وليس ساحة للمبارزات والشقاقات والمنازعات, وليس سلعة للبيع والشراء في أسواق البازارات العالمية والأميركية والغربية والاقليمية, ولا سوقا لممارسة أنواع الرق والاستعباد تحت ستائر العصرنة والانفتاح على الحضارات الغريبة, ولبس الوطن قماشا من نوع ما ليفصل ويخاط على كل على مقاسه, وليست الوطنية شعارات طنانة ورنانة, تخفي وراءها الزيف والزور والبهتان والارتماءات في أحضان جواري السلطان, وليس الوطنية مرقصا ليليا لا يروده الا الخصيان والضاربون على طبول المذهبية والطائفية والحقد والعداء, وليس الوطن مفتوحا لمن أراد فعل التجارب السياسية والحزبية والعسكرية, وليس الوطن كما يحلو للبعض التثرثر ووالهذيان والفلسفة الجنونية, وليس الوطنية تبنى على ذمة عرافة أو قارئة الفنجان, وليست الوطنية تولد على ذمة شمشريخ وعلطبيس وتكهنات هاروت وماروت والمنجمون الكاذبون هنا وهناك, وليس الوطن ملكا لأمريكا وحلفاؤها, وليس محمية للغرب أو دول العهر والكفر وبلاد الغربان...
يا شياطين العالم, يا عفاريت الأرض, يا ملوك الجن, يا نسانس البشر... أرفعوا أياديكم الملطخة بدماء الأبرياء في لبنان, كفوا عن جنونكم العصري في لبنان, أليس في العالم الا لبنان, لتحيكوا المكر والخديعة وتمارسوا العهر والقهر, على شعب لبنان... أتركوا المولاة لشأن لبنان ولا تتدخلوا سفورا معربدا في شؤون الموالاة... أتركوا المعارضة وشأنها ولا تتدخلوا فيها كل على هواه ومزاجيته... وسوف ترون اتحاد المولاة والمعرضة في لبنان وعناق الموالاة والمعرضة في لبنان, وسوف تتلمسون عودة كل الأمور الى سياقها الطبيعي في لبنان, وسوف تؤلف حكومة لبنانية من الموالاة والمعارضة, وسوف يتم تزكية رئيس عتيد للبنان من دون انتخابات في البرلمان اللبناني... نصيحة لوجه الله تعالى : " خيطوا بمسلة غير هذه المسلة" وقد أعذر من أنذر ويا ويلكم جميعا من غضبة الأحرار في وطننا لبنان... ليبقى لبنان...
تعليق