إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيعة الإسماعيلية /والمشاكس بالحق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    يرفع للاستاذ مشاكس

    تعليق


    • #47
      أنقل هنا هذا البحث عن فساد الدين الأيوبي للاخوة ليعرفوا حقيقة هذا الشخص
      يحار المرء في الوصول إلى حقيقة شخصية صلاح الدين، وسبر أغوار نفسيته المقلقلة، خاصة وهو بطل معركة حطّين، التي انتهت في الرابع من تموز عام 1187 م بتحرير القدس من أيدي الصليبيين، وتحقيق نصر مؤزر عليهم.
      ولكن المنصف إذا أبحر بعمق، في سفينة المؤرخ والمفكر الكبير السيد حسن الأمين عبر كتابه ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين)، يمكن أن يصل إلى شاطئ فيه الكثير من الصور واللوحات، التي تعبر إن لم يكن عن كل الحقيقة فعن أكثرها جلاء في حياة هذا الرجل.
      يقول السيد الأمين أن صلاح الدين الأيوبي (لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة، حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه، لولا أنه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة، فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة، المؤرخون الذين خدرت عقولهم روائع استرداد القدس، فذهلوا عما بعده، لم تتخدر أقلامهم فسجلوا الحقائق كما هـي، وظل تخدير العقول متواصلاً من جيل إلى جيل، تتعامى حتى عما هـو كالشمس الطالعة، حصل بعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء، والتسليم بعد التمرد، فأسرع يطلب إلى الإفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام )(1).
      ولكي يتوصل صلاح الدين إلى إحلال السلام وإنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، رضخ بصورة مذهلة وغريبة إلى كل الشروط التي اشترطوها عليه أثناء المفاوضات، ومنها: التنازل للصليبيين عن الكثير من المدن التي كان صلاح الدين قد استردها منهم بالحرب00 حيفا - يافا – قيسارية – نصف اللد ونصف الرملة – عكا – صور – وسوى ذلك، حتى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل(2).
      إضافة إلى ماوراء ذلك من اعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم، ورفع العنت والمعاناة عن رقابهم الموضوعة تحت سيوف المجاهدين، وإعطائهم الفرصة الذهبية للراحة، والاستعداد التام للانقضاض على القدس من جديد، الأمر الذي حصل فعلاً بعد موت صلاح الدين.
      ويقول الدكتور حسين مؤنس: (ثم دخلوا في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاً من الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا العمل عادت مملكة بيت المقدس – التي انتقلت إلى طرابلس – إلى القوة بعد أن كانت قد انتهت، وتمكن ملوكها من استعادة الساحل حتى بيروت ... وبذلك تكون معظم المكاسب التي حققها صلاح الدين – فيما عدا استعادته لبيت المقدس – قد ضاعت)(3).
      • متى يكون الجنوح للسلم؟:
      إنه لأمر غريب حقاً وعجيب جداً بل ومريب، أن يجنح إلى السلم قائد مظفر لجيش منتصر، ثم إن هذا الذي جنح إليه صلاح الدين، هل هو سلم أم استسلام؟!.
      قال الله تعالى في محكم التنزيل (وإن جنحوا للسَّلم فاجنح لها وتوكل على الله)[سورة الأنفال: الآية 61].
      يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد اشترط في هذه الآية الكريمة، أن يجنح المعتدون أنفسهم إلى السلم، فيجنح إليه عندئذ المسلمون، وهذا يعني أن الهزيمة الأكيدة قد حاقت بالأعداء، ولاحت لهم بوادرها، فجبنوا عن متابعة الحرب، وجنحوا إلى طلب الصلح حفظاً على أرواحهم وأنفسهم، ولم يعودوا مؤهلين إلى تقديم شروط، وباتوا مستعدين للاستجابة للشروط التي يفرضها عليهم المسلمون، وغني عن البيان أن المسلمين بما هم مكلفون بتبليغ الإسلام إلى البشرية جمعاء، وبما هم مأمورون به من العدل والإنصاف، وتأليف قلوب الكفار ليسلموا لله ويؤمنوا بالحق الذي جاء من عنده، لن يشتطوا في شروطهم، ولن يجعلوها شروطاً تعجيزية مجحفة، بل سيقتصرون من الشروط على سبيل المثال لا الحصر على:
      - فتح الطريق أمام حرية الدعاة في التبليغ ونشر نور الرسالة الربانية.
      - استرداد الأسرى من المؤمنين ـ إن كان هناك أسرى ـ أو تبادلهم مع الأسرى من الكفار المقاتلين.
      - الجلاء التام الكامل عن كل شبر من الأرض الإسلامية، التي دخلها الكفار أو احتلوها أثناء الحرب.
      - وربما دفع جزية للمسلمين، حتى لا يفكر الكفار مستقبلاً في نقض هذه الشروط.
      ولكن شيئاً من هذا لم يحصل بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين المعتدين، فما الذي حصل إذن؟:
      1- إن صلاح الدين هو الذي طلب الصلح والهدنة، وبادر إليها رغم أنه المنتصر في معركة حطين التي انتهت بتحرير القدس.
      2- الصليبيون استغلوا استغلالاً كبيراً هذه المبادرة السلمية من صلاح الدين، وفرضوا عليه شروطهم كاملة.
      3- لم يحقق صلاح الدين أياً من مقتضيات الجنوح الإسلامي إلى السلم، فالصليبيون لا يزالون محتلين لمنطقة كبيرة جداً من البلاد الإسلامية.
      4- وزاد من سوء هذا الجنوح إلى السلم تنازل صلاح الدين للصليبيين عن مناطق أخرى ومدن مهمة كانت في يد صلاح الدين.
      كل هذا في الوقت الذي لم يكن فيه صلاح الدين في حالة ضعف أو تقهقر، بل كان في حالة عظيمة من الانتصار والتقدم والقوة، بل وكان الخليفة الناصر العباسي يلح عليه في أن يمده بجيش الخلافة، وكان ذلك إيذاناً بنصر كاسح على الصليبيين المعتدين، سيؤدي إلى طردهم خارج البلاد الإسلامية، والتنكيل بهم تنكيلاً يجعل الرعب يدب في قلوب من خلفهم من الكفار، بحيث لا يراودهم أي أمل ولو في مجرد التفكير مستقبلاً بالاعتداء على ديار المسلمين، طبقاً لقوله عز من قائل(فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذّكرون)[سورة الأنفال: الآية 57].
      • لماذا جنح صلاح الدين إلى السلام مع الصليبيين؟:
      هنا لابد أن يثور في الفكر سؤال كبير، وبحث عن السبب الذي دفع صلاح الدين إلى إيقاف الحرب مع الصليبيين، والجنوح الشديد نحو مسالمتهم وعقد معاهدة الصلح معهم بهذا الشكل المريب، وهو السؤال الذي لم يبخل التاريخ بالإجابة عنه بصراحة ووضوح، ومن قبل أقرب المقربين من المؤرخين إلى صلاح الدين.
      لو كان صلاح الدين مجاهداً في سبيل الله والإسلام، لالتزم بالتعاليم الإسلامية بشكل عام، وبالأحكام المتعلقة بالسلم والحرب بشكل خاص، وواقع الحال يؤكد غير ذلك(3أ).
      ولو كان صلاح الدين بطلاً قومياً كما يدّعون له، لاختار أن يستمر في الحرب حتى يطهر الأرض العربية من رجس الغزاة المعتدين، ويكنس منها كل أثر للصليبيين، قبل أن يفكر بالخلود إلى الراحة والدعة، وموادعة أعداء الأمة، الرابضين في أهم مدنها وبقاعها، والجاثمين فوق صدور أبنائها.
      • فماذا كان صلاح الدين الأيوبي إذن؟
      إنه لا مفر أمامنا من الاعتراف، أن صلاح الدين الأيوبي ما هو إلاّ طالب لسلطة وملك حازهما بكل خسة ونذالة، وطامح لمجد شخصي ناله بالغدر والخيانة، ولم تكن الدواعي الإسلامية والدوافع القومية لتخطر على باله، أو لتحتل حيّزاً ولو صغيراً في قلبه.
      ومن هنا فقط، نستطيع أن نفهم مبادرته لإيقاف الحرب، وسعيه الحثيث لعقد الصلح مع الصليبيين،ومحاولاته المتكررة لثني الخليفة العباسي الناصر عن إرسال أي جيش إلى فلسطين لمعاضدة صلاح الدين في قتال الصليبيين وطردهم من الديار الإسلامية(4).
      كان نور الدين زنكي ولي نعمة صلاح الدين، قد طلب إليه أن يزحف من مصر، في حين يزحف نور الدين من الشام، ويحصرا الصليبيين بين الجيشين مما يسهل القضاء عليهم، فأبى ذلك صلاح الدين، لأنه اعتقد أنه إذا زال الصليبيون أصبح تابعاً لنور الدين، ولما أدرك أن نور الدين عازم على القدوم بنفسه إلى مصر ليؤدبه، احتمى منه بالصليبيين كما نص على ذلك ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وغيرهم(5).
      يقول أبو شامة: (وكان نور الدين قد شرع بتجهيز السير إلى مصر لأخذها من صلاح الدين، لأنه رأى منه فتوراً في غزو الفرنج من ناحيته، فأرسل إلى الموصل وديار الجزيرة وديار بكر، يطلب العساكر ليتركها بالشام لمنعه من الصليبيين، ليسير هو بعساكره إلى مصر، وكان المانع لصلاح الدين من الغزو، الخوف من نور الدين، فإنه كان يعتقد أن نور الدين، متى زال عن طريقه الفرنج، أخذ البلاد منه، فكان يحتمي بهم عليه ولا يؤثر استئصالهم )(6).
      وياليت الله مدّ في عمر نور الدين ريثما يزيل هذا الجاحد للنعمة، المتخاذل عن النصرة، فيتغير بذلك وجه التاريخ، ولا يبقى للصليبيين أثر في البلاد الإسلامية، ولكن نور الدين أتاه أمر الله الذي لا يرد، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولتكون أمام صلاح الدين الفرصة ليعيد هذا الموقف نفسه مرة ثانية مع الخليفة الناصر العباسي، (ولتنكب الأمة نكبة أخرى بتمزيق صفوفها، وتوريث بلادها كما تورث القرى والمزارع لورثة صلاح الدين، فتعاد القدس التي سفكت دماء المسلمين في سبيل استردادها، تعاد بسبب ترتيبات صلاح الدين إلى الصليبيين)(7).
      (هنا أيضاً وقف صلاح الدين الموقف نفسه من الخليفة الناصر، فرفض قدوم جيش الخلافة لقتال الصليبيين والقضاء عليهم، لأنه اعتقد أنه سيصبح والياً من ولاة الخليفة تابعاً له)(8).
      وأمام الرسالة الأخيرة التي أرسلها الخليفة الناصر، والتي لم يفصح العماد الأصفهاني عن شيء من مضمونها، والتي استشعر صلاح الدين الشدة فيها، والإصرار على إرسال جيش قوي لطرد الصليبيين، قرر صلاح الدين في نفسه التمرد على الخليفة، إلى حد قتال جيشه لو جاء إلى فلسطين.
      ولذلك فقد راح يهيئ وسائل المقاومة ويرتب المحالفات، وخاصة بعدما جاءت الأخبار بقدوم حملة صليبية ألمانية كبيرة، اجتازت القسطنطينية وشقت طريقها في الأناضول، ودخلت مدينة قونيه وتحالفت مع الملك السلجوقي قلج أرسلان.
      فمن جهة حاول صلاح الدين أن يلين للخليفة الناصر، ويطمئنه على قدرته على القيام وحده بواجب صد هذه الحملة وردها على أعقابها، فأوفد رسولاً إليه، وزوده برسالة يقول فيها: (00 والخادم منفرد في عبء هذا الفادح الباهظ بالنهوض، وهو واثق بأن بركات الدار العزيزة تدركه ولا تتركه، وأن الذي يستبعد مـن النصر القريب يتسق ويتسع بـه سلكه ومسلكه إن شـاء الله)(9).
      ومن جهة ثانية، كان يوقع معاهدة الصلح والسلام مع الصليبيين، وينزل عند شروطهم، ويتنازل لهم عما كان في يده وتحت سلطانه من مدن فلسطين وغير فلسطين، ويتحالف معهم لقتال جيش الخليفة إن هو جاء إلى فلسطين.
      فما أن تم له إنجاز هذا التحالف واستكمال متطلباته، حتى كتب إلى الخليفة معلناً رفض أمراء جيشه مواصلة القتال، وبالتالي تململهم من قدوم جيش الخليفة، لأن العسكر قد أنهكتهم الحرب حتى سئموا وملوا وضجروا وكلّوا(10).
      على أن صلاح الدين الذي أبرم هذا الصلح مع الصليبيين أعداء الأمة الإسلامية، ورسم هذه الصورة الهزيلة لجيشه، زاعماً في رسالته للخليفة أن جيشه قد ملّ القتال وسئم الحرب، وغدا عاجزاً ضعيفاً عن مواصلة الكرّ والفرّ، كان يعدّ لحرب جديدة، ولكن لا لإنقاذ الوطن الإسلامي مـن خطر الصليبيين هذه المرة، وإنما لتوسيع رقعة مملكته الخاصة على حساب ممالك إسلامية أخرى، (لأن إنقاذ الوطن الإسلامي من الصليبيين يحد من نفوذه ويقلل من هيمنته، أما القتال في مناطق أخرى، فإنه يزيد من نفوذه ويكثر من هيمنته، فإذا ضمن ذلك فليبق الصليبيون في بلاد الشام، ولو أن المناطق التي عزم على القتال فيها، هي مناطق أجنبية يريد إدخالها ضمن المناطق الإسلامية لهان الأمر، ولكن صلاح الدين الذي عزم على مسالمة الصليبيين وإنهاء الحرب معهم والتسليم بوجودهم، صلاح الدين هذا كان يخطط لغزو البلاد الإسلامية، وسفك دماء المسلمين، تحقيقاً لمطامعه الشخصية، عزم على ترك الصليبيين في أمان، واتجه لترويع المسلمين الآمنين)(11).
      ويذكر ابن الأثير في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية، أن صلاح الدين كان عازماً على أن يغزو بنفسه بلاد الأناضول، التي كانت وقتذاك بلاداً إسلامية، يحكمها أولاد قلج أرسلان السلجوقي، وأن يوجه أخاه (العادل) لغزو بلاد (خلاّط) والدخول منها إلى أذربيجان، ومن ثم بلاد العجم، لكن المنية عاجلت صلاح الدين، وحالت بينه وبين الإقدام على جريمة أخرى من جرائمه الكثيرة في حق الإسلام والمسلمين، كما حالت من قبل بين نور الدين زنكي وبين السير إلى مصر، لإنزال عقوبة الموت بصلاح الدين الذي نكل بوعده ونكص عن التوجه لقتال الصليبيين، حسب الخطة التي رسمها لـه نور الدين زنكي، وليّف نعمته وصاحب الفضل الذي لا ينكر عليه.
      • ما الذي فعله صلاح الدين؟:
      وقبل أن نصل إلى ختام هذا البحث، نسأل أنفسنا والتاريخ هذا السؤال المهم عما فعله حقاً صلاح الدين، ونستنطق التاريخ فنجده يقول بكل صراحة:
      1- قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية في مصر، وأباد المكتبات العظيمة التي أنشاؤها، وشتت الكتب التي سهروا طويلاً على جمعها وترتيبها، ووضعوها بين أيدي العلماء، لينهلوا من معينها الفياض، ونكّل بأتباعهم وأشياعهم بكل قسوة ووحشية.
      هذه الدولة العظيمة، التي كانت طوال فترة حكمها، السدّ المنيع أمام أطماع الروم البيزنطيين، والحارس القوي اليقظ على ثغور دولة الإسلام، سواء في الشام بالمشرق، أو في إفريقيا بالمغرب، متابعة في ذلك الدور العظيم، الذي كانت تقوم به قبلها الدولة الحمدانية في حلب، بقيادة سيف الدولة الحمداني، والتي قضى عليها هي الأخرى أسياد صلاح الدين وآباؤه.
      لقد كانت الدولة الفاطمية، في صراع دائم وثابت مع الروم البيزنطيين، ورغم كل الحشود الضخمة والجهود الحثيثة، والإصرار من قبل البيزنطيين للوصول إلى القدس، فإن الفاطميين استطاعوا بصمودهم وشجاعتهم صدّ هؤلاء عن القدس، بل عن كل البلاد الإسلامية في المشرق والمغرب على السواء، وظلت الضربات الفاطمية تلاحقهم حتى ردتهم إلى أنطاكية، ولما حاق الفشل الذريع بالإمبراطور البيزنطي، عاد آيباً إلى القسطنطينية، حيث مات فيها مقهوراً في أوائل سنة 971 م (12).
      2- اكتفى صلاح الدين بالنصر الذي حققه في معركة حطين، والتي انتهت بانتزاع القدس من أيدي الصليبيين، وبدلاً من متابعة الحرب، واضعاً يده في يد الخليفة الناصر العباسي حتى طرد الصليبيين من كافة الأرجاء والمدن الإسلامية، آثر مصلحته الشخصية في بسط نفوذه على بلاد الشام، وتمكين ملكه فيها، بعيداً عن نفوذ الخليفة، أو تدخله في شؤون تصريفه لأمور مملكته هذه.
      ولتحقيق هذه الغاية بادر إلى مسالمة الصليبيين وموادعتهم، بل إلى التحالف معهم لقتال جيش الخلافة لو جاء إلى فلسطين، هذه المسالمة التي تنازل صلاح الدين مـن أجل الوصول إليها، عن معظم مدن فلسطين ولبنان للصليبيين، واعترف لهم بشرعية وجودهم فيها خلافاً لتعاليم الإسلام ورغبة المسلمين، بما فيهم الخليفة الناصر العباسي.
      3- في عام 1190 م أصدر صلاح الدين مرسوماً دعا فيه اليهود إلى الاستيطان في القدس، وكان الصليبيون أثناء فترة احتلالهم للمدينة قد حظروا على اليهود الإقامة فيها، وحين زار الحاخام اليهودي (يهوذا بن سليمان الحريزي) (القدس عام 1216 م) وجد فيها جماعة يهودية معتبرة، مكونة من مهاجرين من فرنسا والمغرب وسكان عسقلان السابقين(13).
      وترد الموسوعة اليهودية إصدار ذلك المرسوم، إلى نفوذ اليهودي موسى بن ميمون طبيب صلاح الدين، فتقول بشكل صريح وواضح كل الوضوح: (استخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط صلاح الدين لحماية يهود مصر، ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد وابتناء كفنفسف ومدارس)(14).
      ويشير الدكتور جورج طرابيشي إلى هذا النفوذ بقوله: (بعد أن فتح صلاح الدين القدس، استحصل ابن ميمون لأبناء ملّته على إذن في التوطن فيها وفي فلسطين بصفة عامة)(15).
      وبهذا المرسوم انفتح الطريق منذ ذلك اليوم لقيام دولة إسرائيل، وما وصلت إليه في عصرنا الحاضر من طغيان وفساد في الأرض.
      4- قبل أن يموت صلاح الدين، قام بتقسيم البلاد التي كان يحكمها بين ورثته على الشكل الذي يحدده ابن كثير كما يلي:
      - مصر: لولده (العزيز عماد الدين أبي الفتح).
      - (دمشق وما حولها) لولده (الأفضل نور الدين علي).
      - (حلب وما إليها) لولده (الظاهر غازي غياث الدين).
      - (الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدان كثيرة على قاطع الفرات) لأخيه (العادل).
      - (حماه ومعاملة أخرى معها) لابن أخيه (الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر).
      - (حمص والرحبة وغيرها) لابن عمه (أسد الدين بن شيركوه).
      - (اليمن) جميعه بمعاقله ومخاليفه لأخيه (ظهير الدين سيف الإسلام طفتكين بن أيوب).
      - (بعلبك وأعمالها) لابن أخيه (الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه).
      - (بصرى وأعمالها) لـ (الظافر بن الناصر).
      ويضيف ابن كثير بعد هذا النص قائلاً: (ثم شرعت الأمور بعد صلاح الدين تضطرب وتختلف في جميع الممالك)(16).
      ويقول الدكتور حسين مؤنس واصفاً تلك القسمة: (قسم صلاح الدين الإمبراطورية ممالك بين أولاده واخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطناً عربياً إسلامياً ضخماً يملكه مواطنوه!)(17).
      ثم يقول عما آل إليه الحال بين ورثة صلاح الدين: (عملوا أثناء تنافسهم بعضهم مع بعض، على منح (بقايا الصليبيين) في أنطاكية وطرابلس وعكا امتيازات جديدة، فتنازل لهم السلطان (العادل) عن الناصرة، وكانت بقية من أهل مملكة بيت المقدس الزائلة قد أقامت في عكا، واستمسكت بلقب (ملوك بيت المقدس)، فاعترف لهم به هذا (العادل) في ثلاث معاهدات... وحاول الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب، أن يتحالف مع الصليبيين على عمّه (العادل)... وعندما أقبل الإمبراطور فريدريك الثاني يقود الحملة الصليبية السادسة ونزل عكا سنة 1227 م، أسرع الملك (الكامل) سلطان مصر وتنازل له عن بيت المقدس وجزء من أرض فلسطين يمتد من الساحل إلى البلد المقدّس، ووقّع معاهدة بذلك في 18 شباط 1229 م، وفي سنة 1244 م تقدم أيوبي آخر هو الصالح إسماعيل صاحب دمشق، فجعل للصليبيين الملكية الكاملة لبيت المقدس، وسلم لهم قبة الصخرة)(18).
      ويعقب السيد الأمين على ذلك فيقول: (لم يكد صلاح الدين يموت، حتى استقل كل واحد من ورثته بما ورثه عن صلاح الدين، وتمزقت البلاد وفقدت وحدتها، وتشتت الشعب قطعاً قطعاً لا تربطها رابطة، ولم يقنع كل وارث بما ورثه، بل راح كل واحد منهم يطمع فيما في يد غيره، ويستعين على غريمه بالصليبيين، ففي سنة 638 هـ سلم الصالح إسماعيل صاحب دمشق للصليبيين صيدا وهونين وتبنين والشقيف، ليساعدوه على ابن أخيه الصالح أيوب صاحب مصر، وفي سنة 625 هـ شباط 1229 م سلم الكامل والأشرف ولدا العادل – أخي صلاح الدين – القدس وما حولها، للملك الصليبي فريدريك الثاني، وسلماه معها الناصرة وبيت لحم وطريقاً يصل القدس وعكا، ليساعدهما على أقربائهما، ويصف ابن الأثير وقع هذه الرزية على العالم الإسلامي بقوله: (واستعظم المسلمون ذلك وأكبروه، ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه)(19).
      فماذا بقي لصلاح الدين هذا مما يمكن أن يتفاخر به مؤيدوه بتحرير القدس، وقد أدت تصرفاته الرعناء ومطامعه الشخصية، إلى أن يعود الصليبيون إلى القدس؟!.
      إن هذه الحقائق عن مخازي صلاح الدين الأيوبي، لم ينفرد بها السيد الأمين ولم يخترعها من عند نفسه، وإنما انتزعها من بطون كتب التاريخ، وخاصة من المؤرخين الذين عاصروا صلاح الدين، والفترة التي تلت عصره، وكانوا من المقربين إليه والأثيرين عنده، وقام مشكوراً بجهد كبير ليكشف لنا هذه الحقائق الناصعة، مأخوذة من مؤرخين لا يرقى الشك إلى ولائهم لصلاح الدين، وبالتالي إلى صدق ماكتبوه عنه وعن ورثته، من مثل العماد الأصفهاني، والقاضي بهاء الدين بن شداد، وابن الأثير وابن كثير والنعمان بن محمد، والمقريزي وابن القلانسي ومن إليهم، ونقله عنهم بعد ذلك جمع كثير من المؤرخين المعاصرين، منهم الدكتور حسن إبراهيم حسن، والدكتور طه أحمد شرف، والدكتور حسين مؤنس، وسواهم.
      • ختام البحث:
      هذا هو صلاح الدين الأيوبي، وهذه هي شخصيته الحقيقية كما أفصح عنها التاريخ، لم يكن مجاهداً إسلامياً، ولا بطلاً قومياً عربياً، وإنما كان مجرد طالبف لسلطة، وطامع بملك، وقد نالهما عبر مراحل طويلة من خداعه للمسلمين والعرب، فباسم الجهاد سالم الصليبيين بل وتحالف معهم، وباسم الجهاد قاتل شعوباً إسلامية، وقضى على دول إسلامية في مصر واليمن وسواهما، وكان قاسياً جداً لدرجة الوحشية مع المسلمين الذين يحكمهم، ومتسامحاً لدرجة مريبة جداً مع اليهود والصليبيين.
      ولا بأس أن ننقل في هذا الختام، حديث الدكتور حسين مؤنس عن سيرة صلاح الدين مع الشعب، والمعاملة السيئة والقاسية التي كان هو وعماله يعاملون بها الناس: (كانت مشاريعه ومطالبه متعددة لا تنتهي، فكانت حاجته للمال لا تنتهي، وكان عماله من أقسى خلق الله على الناس، ما مرّ ببلده تاجرٌ إلاّ قصم الجفباةف ظهره، وما بدت لأي إنسان علامة من علامات اليسار إلاّ أفنذر بعذاب من رجال السلطان، وكان الفلاحون والضعفاء معه في جهد، ما أينعت في حقولهم ثمرة إلاّ تلقفها الجفباةف، ولا بدت سنبلة قمح إلاّ استقرّت في خزائن السلطان، حتى أملق الناس في أيامـه، وخلّفهم على أبواب محن ومجاعات حصدت الناس حصداً)(20).
      هذا هو صلاح الدين الأيوبي على حقيقته الكاملة، ولكن الناس خدّرتهم أنباء الفتوحات المزيفة والبطولات الموهومة، فلم يعودوا يميزون بين الغث والثمين، ولا بين الصدف والجوهر، وكل هذا بفضل التعتيم المستمر على حوادث التاريخ، والتزوير المخطط من قبل حواشي السلاطين.
      أضف إلى ذلك، أن الناس عندما يهبطون إلى درك من الضعف والعجز، يحاولون أن يفتشوا عن بطولات لهم في التاريخ، وعندما لا يجد هؤلاء لهم أبطالاً حقيقيين، لا يضيرهم أن يستظلوا تحت سقف أبطال مزيفين، ولا يكتفون بذلك بل يجعلون منهم أبطالاً أسطوريين، يقاتلون طواحين الهواء باسمهم وتحت راياتهم، ولله في خلقه شؤون، والحمد لله رب العالمين.

      ــــــــــــــــــــــــــــ

      الهوامش:
      1- كتاب: (صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسـن الأمين ص 144، ومن الطريف أن (العادل) وهو أخو صلاح الدين ومندوبه الذي فاوض الصليبيين، حاول إغراء ريتشارد قلب الأسد ملك الإنكليز أن يزوجه أخته فتتوحد المصالح وتمتزج الأهداف. المصدر السابق ص 124- 125 ينقله عن: (الفتح القسي في الفتح القدسي) للعماد الأصفهاني.
      2- انظر في المدن التي نزل عنها صلاح الدين للصليبيين كتاب (الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة) ص 173- 184 وص 259 لقاضي صلاح الدين بهاء الدين بن شداد.
      3- الدكتور حسين مؤنس: (أطلس تاريخ العالم) ص 269.
      3أ- يقول المقدسي المعروف بأبي شامة في (كتاب الروضتين في أخبار الدولتين)- أي النورية والصلاحية -: ( فأرسل الخليفة العاضد إلى صلاح الدين، يأمره بالحضور في قصره ليخلع عليه الوزارة، ويولّيه بعد عمّه)، ويقول ابن شدّاد في (النوادر السلطانية): ( وشكر- أي صلاح الدين- نعمة ربّه، فتاب عن الخمر، وأعرض عن أسباب اللهو)، ويذكر ذلك أيضاً: ابن العديم في (زبدة الحلب في تاريخ حلب)، وأبو الفداء في تاريخه، والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وسواهم، ويعلق السيد حسن الأمين على ذلك بقوله: (وإذا كان هؤلاء قد اعترفوا، بأن صلاح الدين كان سفكّيراً مدمناً على الخمر قبل تولّيه الوزارة، فالله وحده يعلم هل تاب أولا ). انظر (صلاح الدين الأيوبي بين الفاطميين والعباسيين والصليبيين) للسيد الأمين ص 185 - 186.
      4- للوقوف على تفاصيل المراسلات بين الخليفة الناصر العباسي وبين صلاح الدين، يراجع كتاب (الفتح القسّي في الفتح القدسي) لعماد الدين الأصفهاني الذي كان من حاشية صلاح الدين ومن أقرب المقربين إليه، وكان يرافقه في حله وترحاله، ويسجل ما يحلو له تسجيله من وقائع وأحوال صلاح الدين.
      5- صلاح الدين الأيوبي للسيد الأمين ص 117- 118.
      6- كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية) القسم الثاني من الجزء الأول ص 58، لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة. وذكر مثله ابن الأثير وابن النديم وسواهما من المؤرخين.
      7- السيد الأمين المصدر سابق ص 158 – 159.
      8- المصدر السابق ص 118.
      9- انظر نص الرسالة في كتاب العماد الأصفهاني المتقدم ذكره.
      10- للوقوف على تفاصيل مفاوضات صلاح الدين مع الصليبيين وصولاً إلى عقد الهدنة وإحلال السلام بينهما، ورسائل صلاح الدين إلى الخليفة الناصر يمكن الـرجوع إلى كتاب: (الفتح القسّي في الفتح القدسي) لعماد الدين الأصفهاني.
      11- الأمين المصدر السابق ص 122- 123.
      12- للوقوف على تفاصيل هذه الحروب التي انتهت بهزيمة البيزنطيين، يمكن العودة إلى كتاب (المعز لدين الله) للأستاذين: الدكتور حسن إبراهيم حسن والدكتور طه أحمد شرف، وكتاب (المجالس والمسايرات) للنعمان بن محمد، وكتاب (خطط الشام) للمقريزي، وكتاب ابن القلانسي في ذيل تاريخ دمشق.
      13- انظر الموسوعة اليهودية ج 14 ص 669 التي افتتحت هذا الكلام بقولها: (كان موقف صلاح الدين من اليهود والمسيحيين شديد التسامح).
      14- 178 Zeitlin, Mimonades,.
      15- الدكتور الطرابيشي: (معجم الفلاسفة) ص 32.
      16- السيد الأمين المصدر السابق ص 130.
      17 و 18 - السيد الأمين المصدر السابق ص 130- 131.
      19- السيد الأمين المصدر سابق ص 131- 132.
      20- مجلة (الثقافة) العدد 462، انظر الأمين ص 164.

      البحث :الأستاذ ابراهيم محمد جواد
      المشاركة الأصلية بواسطة مسلم حق
      يقول الموسوى هداه الله :

      ((( وبعد انهيار الدولة الفاطمية على يد الناصبي صلاح الدين الأيوبي )))

      هل الناصبى هو من يحرر بيت المقدس والمسجد الاقصى من الصليبيين واعوانهم من العرب الخونه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      ليت كل المسلمين مثل صلاح الدين ناصبيين ولكن ليس من وجهة نظرك المريضه



      ويقول ايضا :

      ((( بالنسبة لآيات الإمامة قلت انهم يعتمدون التآويل لذلك قد يأولون أي آية لخدمة فكرتهم .... )))

      ليسوا هم فقط من يؤولون ايات الله وكتابه المجيد




      تعليق


      • #48
        يرفع بانتظار الاستاذ مشاكس

        تعليق


        • #49
          يرفع بانتظار الاستاذ مشاكس

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة reda_2008
            دعوكم من البواطن والله منتداهم لم افهم فيه شئ سبحان الله

            الحمد لله على ولاية امير المؤمنين واهل البيت عليهم السلام

            ممكن ان تعرفونا قليلا على مدهب الاسماعيلية يعني من هم البهرة الاغانجية او لا ادري مادا

            للاسف يوجد متل هؤلاء الاسماعيلية الدي بسببهم تشوه مدهب الشيعة الامامية فترى العامة لايفرقون بين الاسماعيلية و الاتني عشرية
            الشيعة هم نحن نحن الاتنى عشرية
            اللهم صل على محمد و على ال محمد
            اولا الشيعة اسم يطلق على كل من نادى بامامة علي بن ابي طالب وهي بهذا المعنى تشمل الزيدية والاثنا عشرية والاسماعيلية والكيسانية والنصيرية اما قولكذ ان الاثنا عشرية هم الشيعة الحقيقيون فالاسماعيليون والزيديون والكيسانيون والنصيريون يقولون ايضا انهم هم الشيعة الحقيقيون وهذه نتيجة الغلو في مسالة الامامة مع العلم انها ليست سوى فكرة سياسية تعددت فيها الاراء

            تعليق


            • #51
              [quote=أحمد الثائر]أنقل هنا هذا البحث عن فساد الدين الأيوبي للاخوة ليعرفوا حقيقة هذا الشخص
              يحار المرء في الوصول إلى حقيقة شخصية صلاح الدين، وسبر أغوار نفسيته المقلقلة، خاصة وهو بطل معركة حطّين، التي انتهت في الرابع من تموز عام 1187 م بتحرير القدس من أيدي الصليبيين، وتحقيق نصر مؤزر عليهم.
              ولكن المنصف إذا أبحر بعمق، في سفينة المؤرخ والمفكر الكبير السيد حسن الأمين عبر كتابه ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين)، يمكن أن يصل إلى شاطئ فيه الكثير من الصور واللوحات، التي تعبر إن لم يكن عن كل الحقيقة فعن أكثرها جلاء في حياة هذا الرجل.
              يقول السيد الأمين أن صلاح الدين الأيوبي (لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة، حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه، لولا أنه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة، فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة، المؤرخون الذين خدرت عقولهم روائع استرداد القدس، فذهلوا عما بعده، لم تتخدر أقلامهم فسجلوا الحقائق كما هـي، وظل تخدير العقول متواصلاً من جيل إلى جيل، تتعامى حتى عما هـو كالشمس الطالعة، حصل بعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء، والتسليم بعد التمرد، فأسرع يطلب إلى الإفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام )(1).
              ولكي يتوصل صلاح الدين إلى إحلال السلام وإنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، رضخ بصورة مذهلة وغريبة إلى كل الشروط التي اشترطوها عليه أثناء المفاوضات، ومنها: التنازل للصليبيين عن الكثير من المدن التي كان صلاح الدين قد استردها منهم بالحرب00 حيفا - يافا – قيسارية – نصف اللد ونصف الرملة – عكا – صور – وسوى ذلك، حتى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل(2).
              إضافة إلى ماوراء ذلك من اعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم، ورفع العنت والمعاناة عن رقابهم الموضوعة تحت سيوف المجاهدين، وإعطائهم الفرصة الذهبية للراحة، والاستعداد التام للانقضاض على القدس من جديد، الأمر الذي حصل فعلاً بعد موت صلاح الدين.
              ويقول الدكتور حسين مؤنس: (ثم دخلوا في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاً من الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا العمل عادت مملكة بيت المقدس – التي انتقلت إلى طرابلس – إلى القوة بعد أن كانت قد انتهت، وتمكن ملوكها من استعادة الساحل حتى بيروت ... وبذلك تكون معظم المكاسب التي حققها صلاح الدين – فيما عدا استعادته لبيت المقدس – قد ضاعت)(3).
              • متى يكون الجنوح للسلم؟:
              إنه لأمر غريب حقاً وعجيب جداً بل ومريب، أن يجنح إلى السلم قائد مظفر لجيش منتصر، ثم إن هذا الذي جنح إليه صلاح الدين، هل هو سلم أم استسلام؟!.
              قال الله تعالى في محكم التنزيل (وإن جنحوا للسَّلم فاجنح لها وتوكل على الله)[سورة الأنفال: الآية 61].
              يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد اشترط في هذه الآية الكريمة، أن يجنح المعتدون أنفسهم إلى السلم، فيجنح إليه عندئذ المسلمون، وهذا يعني أن الهزيمة الأكيدة قد حاقت بالأعداء، ولاحت لهم بوادرها، فجبنوا عن متابعة الحرب، وجنحوا إلى طلب الصلح حفظاً على أرواحهم وأنفسهم، ولم يعودوا مؤهلين إلى تقديم شروط، وباتوا مستعدين للاستجابة للشروط التي يفرضها عليهم المسلمون، وغني عن البيان أن المسلمين بما هم مكلفون بتبليغ الإسلام إلى البشرية جمعاء، وبما هم مأمورون به من العدل والإنصاف، وتأليف قلوب الكفار ليسلموا لله ويؤمنوا بالحق الذي جاء من عنده، لن يشتطوا في شروطهم، ولن يجعلوها شروطاً تعجيزية مجحفة، بل سيقتصرون من الشروط على سبيل المثال لا الحصر على:
              - فتح الطريق أمام حرية الدعاة في التبليغ ونشر نور الرسالة الربانية.
              - استرداد الأسرى من المؤمنين ـ إن كان هناك أسرى ـ أو تبادلهم مع الأسرى من الكفار المقاتلين.
              - الجلاء التام الكامل عن كل شبر من الأرض الإسلامية، التي دخلها الكفار أو احتلوها أثناء الحرب.
              - وربما دفع جزية للمسلمين، حتى لا يفكر الكفار مستقبلاً في نقض هذه الشروط.
              ولكن شيئاً من هذا لم يحصل بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين المعتدين، فما الذي حصل إذن؟:
              1- إن صلاح الدين هو الذي طلب الصلح والهدنة، وبادر إليها رغم أنه المنتصر في معركة حطين التي انتهت بتحرير القدس.
              2- الصليبيون استغلوا استغلالاً كبيراً هذه المبادرة السلمية من صلاح الدين، وفرضوا عليه شروطهم كاملة.
              3- لم يحقق صلاح الدين أياً من مقتضيات الجنوح الإسلامي إلى السلم، فالصليبيون لا يزالون محتلين لمنطقة كبيرة جداً من البلاد الإسلامية.
              4- وزاد من سوء هذا الجنوح إلى السلم تنازل صلاح الدين للصليبيين عن مناطق أخرى ومدن مهمة كانت في يد صلاح الدين.
              كل هذا في الوقت الذي لم يكن فيه صلاح الدين في حالة ضعف أو تقهقر، بل كان في حالة عظيمة من الانتصار والتقدم والقوة، بل وكان الخليفة الناصر العباسي يلح عليه في أن يمده بجيش الخلافة، وكان ذلك إيذاناً بنصر كاسح على الصليبيين المعتدين، سيؤدي إلى طردهم خارج البلاد الإسلامية، والتنكيل بهم تنكيلاً يجعل الرعب يدب في قلوب من خلفهم من الكفار، بحيث لا يراودهم أي أمل ولو في مجرد التفكير مستقبلاً بالاعتداء على ديار المسلمين، طبقاً لقوله عز من قائل(فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذّكرون)[سورة الأنفال: الآية 57].
              • لماذا جنح صلاح الدين إلى السلام مع الصليبيين؟:
              هنا لابد أن يثور في الفكر سؤال كبير، وبحث عن السبب الذي دفع صلاح الدين إلى إيقاف الحرب مع الصليبيين، والجنوح الشديد نحو مسالمتهم وعقد معاهدة الصلح معهم بهذا الشكل المريب، وهو السؤال الذي لم يبخل التاريخ بالإجابة عنه بصراحة ووضوح، ومن قبل أقرب المقربين من المؤرخين إلى صلاح الدين.
              لو كان صلاح الدين مجاهداً في سبيل الله والإسلام، لالتزم بالتعاليم الإسلامية بشكل عام، وبالأحكام المتعلقة بالسلم والحرب بشكل خاص، وواقع الحال يؤكد غير ذلك(3أ).
              ولو كان صلاح الدين بطلاً قومياً كما يدّعون له، لاختار أن يستمر في الحرب حتى يطهر الأرض العربية من رجس الغزاة المعتدين، ويكنس منها كل أثر للصليبيين، قبل أن يفكر بالخلود إلى الراحة والدعة، وموادعة أعداء الأمة، الرابضين في أهم مدنها وبقاعها، والجاثمين فوق صدور أبنائها.
              • فماذا كان صلاح الدين الأيوبي إذن؟
              إنه لا مفر أمامنا من الاعتراف، أن صلاح الدين الأيوبي ما هو إلاّ طالب لسلطة وملك حازهما بكل خسة ونذالة، وطامح لمجد شخصي ناله بالغدر والخيانة، ولم تكن الدواعي الإسلامية والدوافع القومية لتخطر على باله، أو لتحتل حيّزاً ولو صغيراً في قلبه.
              ومن هنا فقط، نستطيع أن نفهم مبادرته لإيقاف الحرب، وسعيه الحثيث لعقد الصلح مع الصليبيين،ومحاولاته المتكررة لثني الخليفة العباسي الناصر عن إرسال أي جيش إلى فلسطين لمعاضدة صلاح الدين في قتال الصليبيين وطردهم من الديار الإسلامية(4).
              كان نور الدين زنكي ولي نعمة صلاح الدين، قد طلب إليه أن يزحف من مصر، في حين يزحف نور الدين من الشام، ويحصرا الصليبيين بين الجيشين مما يسهل القضاء عليهم، فأبى ذلك صلاح الدين، لأنه اعتقد أنه إذا زال الصليبيون أصبح تابعاً لنور الدين، ولما أدرك أن نور الدين عازم على القدوم بنفسه إلى مصر ليؤدبه، احتمى منه بالصليبيين كما نص على ذلك ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وغيرهم(5).
              يقول أبو شامة: (وكان نور الدين قد شرع بتجهيز السير إلى مصر لأخذها من صلاح الدين، لأنه رأى منه فتوراً في غزو الفرنج من ناحيته، فأرسل إلى الموصل وديار الجزيرة وديار بكر، يطلب العساكر ليتركها بالشام لمنعه من الصليبيين، ليسير هو بعساكره إلى مصر، وكان المانع لصلاح الدين من الغزو، الخوف من نور الدين، فإنه كان يعتقد أن نور الدين، متى زال عن طريقه الفرنج، أخذ البلاد منه، فكان يحتمي بهم عليه ولا يؤثر استئصالهم )(6).
              وياليت الله مدّ في عمر نور الدين ريثما يزيل هذا الجاحد للنعمة، المتخاذل عن النصرة، فيتغير بذلك وجه التاريخ، ولا يبقى للصليبيين أثر في البلاد الإسلامية، ولكن نور الدين أتاه أمر الله الذي لا يرد، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولتكون أمام صلاح الدين الفرصة ليعيد هذا الموقف نفسه مرة ثانية مع الخليفة الناصر العباسي، (ولتنكب الأمة نكبة أخرى بتمزيق صفوفها، وتوريث بلادها كما تورث القرى والمزارع لورثة صلاح الدين، فتعاد القدس التي سفكت دماء المسلمين في سبيل استردادها، تعاد بسبب ترتيبات صلاح الدين إلى الصليبيين)(7).
              (هنا أيضاً وقف صلاح الدين الموقف نفسه من الخليفة الناصر، فرفض قدوم جيش الخلافة لقتال الصليبيين والقضاء عليهم، لأنه اعتقد أنه سيصبح والياً من ولاة الخليفة تابعاً له)(8).
              وأمام الرسالة الأخيرة التي أرسلها الخليفة الناصر، والتي لم يفصح العماد الأصفهاني عن شيء من مضمونها، والتي استشعر صلاح الدين الشدة فيها، والإصرار على إرسال جيش قوي لطرد الصليبيين، قرر صلاح الدين في نفسه التمرد على الخليفة، إلى حد قتال جيشه لو جاء إلى فلسطين.
              ولذلك فقد راح يهيئ وسائل المقاومة ويرتب المحالفات، وخاصة بعدما جاءت الأخبار بقدوم حملة صليبية ألمانية كبيرة، اجتازت القسطنطينية وشقت طريقها في الأناضول، ودخلت مدينة قونيه وتحالفت مع الملك السلجوقي قلج أرسلان.
              فمن جهة حاول صلاح الدين أن يلين للخليفة الناصر، ويطمئنه على قدرته على القيام وحده بواجب صد هذه الحملة وردها على أعقابها، فأوفد رسولاً إليه، وزوده برسالة يقول فيها: (00 والخادم منفرد في عبء هذا الفادح الباهظ بالنهوض، وهو واثق بأن بركات الدار العزيزة تدركه ولا تتركه، وأن الذي يستبعد مـن النصر القريب يتسق ويتسع بـه سلكه ومسلكه إن شـاء الله)(9).
              ومن جهة ثانية، كان يوقع معاهدة الصلح والسلام مع الصليبيين، وينزل عند شروطهم، ويتنازل لهم عما كان في يده وتحت سلطانه من مدن فلسطين وغير فلسطين، ويتحالف معهم لقتال جيش الخليفة إن هو جاء إلى فلسطين.
              فما أن تم له إنجاز هذا التحالف واستكمال متطلباته، حتى كتب إلى الخليفة معلناً رفض أمراء جيشه مواصلة القتال، وبالتالي تململهم من قدوم جيش الخليفة، لأن العسكر قد أنهكتهم الحرب حتى سئموا وملوا وضجروا وكلّوا(10).
              على أن صلاح الدين الذي أبرم هذا الصلح مع الصليبيين أعداء الأمة الإسلامية، ورسم هذه الصورة الهزيلة لجيشه، زاعماً في رسالته للخليفة أن جيشه قد ملّ القتال وسئم الحرب، وغدا عاجزاً ضعيفاً عن مواصلة الكرّ والفرّ، كان يعدّ لحرب جديدة، ولكن لا لإنقاذ الوطن الإسلامي مـن خطر الصليبيين هذه المرة، وإنما لتوسيع رقعة مملكته الخاصة على حساب ممالك إسلامية أخرى، (لأن إنقاذ الوطن الإسلامي من الصليبيين يحد من نفوذه ويقلل من هيمنته، أما القتال في مناطق أخرى، فإنه يزيد من نفوذه ويكثر من هيمنته، فإذا ضمن ذلك فليبق الصليبيون في بلاد الشام، ولو أن المناطق التي عزم على القتال فيها، هي مناطق أجنبية يريد إدخالها ضمن المناطق الإسلامية لهان الأمر، ولكن صلاح الدين الذي عزم على مسالمة الصليبيين وإنهاء الحرب معهم والتسليم بوجودهم، صلاح الدين هذا كان يخطط لغزو البلاد الإسلامية، وسفك دماء المسلمين، تحقيقاً لمطامعه الشخصية، عزم على ترك الصليبيين في أمان، واتجه لترويع المسلمين الآمنين)(11).
              ويذكر ابن الأثير في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية، أن صلاح الدين كان عازماً على أن يغزو بنفسه بلاد الأناضول، التي كانت وقتذاك بلاداً إسلامية، يحكمها أولاد قلج أرسلان السلجوقي، وأن يوجه أخاه (العادل) لغزو بلاد (خلاّط) والدخول منها إلى أذربيجان، ومن ثم بلاد العجم، لكن المنية عاجلت صلاح الدين، وحالت بينه وبين الإقدام على جريمة أخرى من جرائمه الكثيرة في حق الإسلام والمسلمين، كما حالت من قبل بين نور الدين زنكي وبين السير إلى مصر، لإنزال عقوبة الموت بصلاح الدين الذي نكل بوعده ونكص عن التوجه لقتال الصليبيين، حسب الخطة التي رسمها لـه نور الدين زنكي، وليّف نعمته وصاحب الفضل الذي لا ينكر عليه.
              • ما الذي فعله صلاح الدين؟:
              وقبل أن نصل إلى ختام هذا البحث، نسأل أنفسنا والتاريخ هذا السؤال المهم عما فعله حقاً صلاح الدين، ونستنطق التاريخ فنجده يقول بكل صراحة:
              1- قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية في مصر، وأباد المكتبات العظيمة التي أنشاؤها، وشتت الكتب التي سهروا طويلاً على جمعها وترتيبها، ووضعوها بين أيدي العلماء، لينهلوا من معينها الفياض، ونكّل بأتباعهم وأشياعهم بكل قسوة ووحشية.
              هذه الدولة العظيمة، التي كانت طوال فترة حكمها، السدّ المنيع أمام أطماع الروم البيزنطيين، والحارس القوي اليقظ على ثغور دولة الإسلام، سواء في الشام بالمشرق، أو في إفريقيا بالمغرب، متابعة في ذلك الدور العظيم، الذي كانت تقوم به قبلها الدولة الحمدانية في حلب، بقيادة سيف الدولة الحمداني، والتي قضى عليها هي الأخرى أسياد صلاح الدين وآباؤه.
              لقد كانت الدولة الفاطمية، في صراع دائم وثابت مع الروم البيزنطيين، ورغم كل الحشود الضخمة والجهود الحثيثة، والإصرار من قبل البيزنطيين للوصول إلى القدس، فإن الفاطميين استطاعوا بصمودهم وشجاعتهم صدّ هؤلاء عن القدس، بل عن كل البلاد الإسلامية في المشرق والمغرب على السواء، وظلت الضربات الفاطمية تلاحقهم حتى ردتهم إلى أنطاكية، ولما حاق الفشل الذريع بالإمبراطور البيزنطي، عاد آيباً إلى القسطنطينية، حيث مات فيها مقهوراً في أوائل سنة 971 م (12).
              2- اكتفى صلاح الدين بالنصر الذي حققه في معركة حطين، والتي انتهت بانتزاع القدس من أيدي الصليبيين، وبدلاً من متابعة الحرب، واضعاً يده في يد الخليفة الناصر العباسي حتى طرد الصليبيين من كافة الأرجاء والمدن الإسلامية، آثر مصلحته الشخصية في بسط نفوذه على بلاد الشام، وتمكين ملكه فيها، بعيداً عن نفوذ الخليفة، أو تدخله في شؤون تصريفه لأمور مملكته هذه.
              ولتحقيق هذه الغاية بادر إلى مسالمة الصليبيين وموادعتهم، بل إلى التحالف معهم لقتال جيش الخلافة لو جاء إلى فلسطين، هذه المسالمة التي تنازل صلاح الدين مـن أجل الوصول إليها، عن معظم مدن فلسطين ولبنان للصليبيين، واعترف لهم بشرعية وجودهم فيها خلافاً لتعاليم الإسلام ورغبة المسلمين، بما فيهم الخليفة الناصر العباسي.
              3- في عام 1190 م أصدر صلاح الدين مرسوماً دعا فيه اليهود إلى الاستيطان في القدس، وكان الصليبيون أثناء فترة احتلالهم للمدينة قد حظروا على اليهود الإقامة فيها، وحين زار الحاخام اليهودي (يهوذا بن سليمان الحريزي) (القدس عام 1216 م) وجد فيها جماعة يهودية معتبرة، مكونة من مهاجرين من فرنسا والمغرب وسكان عسقلان السابقين(13).
              وترد الموسوعة اليهودية إصدار ذلك المرسوم، إلى نفوذ اليهودي موسى بن ميمون طبيب صلاح الدين، فتقول بشكل صريح وواضح كل الوضوح: (استخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط صلاح الدين لحماية يهود مصر، ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد وابتناء كفنفسف ومدارس)(14).
              ويشير الدكتور جورج طرابيشي إلى هذا النفوذ بقوله: (بعد أن فتح صلاح الدين القدس، استحصل ابن ميمون لأبناء ملّته على إذن في التوطن فيها وفي فلسطين بصفة عامة)(15).
              وبهذا المرسوم انفتح الطريق منذ ذلك اليوم لقيام دولة إسرائيل، وما وصلت إليه في عصرنا الحاضر من طغيان وفساد في الأرض.
              4- قبل أن يموت صلاح الدين، قام بتقسيم البلاد التي كان يحكمها بين ورثته على الشكل الذي يحدده ابن كثير كما يلي:
              - مصر: لولده (العزيز عماد الدين أبي الفتح).
              - (دمشق وما حولها) لولده (الأفضل نور الدين علي).
              - (حلب وما إليها) لولده (الظاهر غازي غياث الدين).
              - (الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدان كثيرة على قاطع الفرات) لأخيه (العادل).
              - (حماه ومعاملة أخرى معها) لابن أخيه (الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر).
              - (حمص والرحبة وغيرها) لابن عمه (أسد الدين بن شيركوه).
              - (اليمن) جميعه بمعاقله ومخاليفه لأخيه (ظهير الدين سيف الإسلام طفتكين بن أيوب).
              - (بعلبك وأعمالها) لابن أخيه (الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه).
              - (بصرى وأعمالها) لـ (الظافر بن الناصر).
              ويضيف ابن كثير بعد هذا النص قائلاً: (ثم شرعت الأمور بعد صلاح الدين تضطرب وتختلف في جميع الممالك)(16).
              ويقول الدكتور حسين مؤنس واصفاً تلك القسمة: (قسم صلاح الدين الإمبراطورية ممالك بين أولاده واخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطناً عربياً إسلامياً ضخماً يملكه مواطنوه!)(17).
              ثم يقول عما آل إليه الحال بين ورثة صلاح الدين: (عملوا أثناء تنافسهم بعضهم مع بعض، على منح (بقايا الصليبيين) في أنطاكية وطرابلس وعكا امتيازات جديدة، فتنازل لهم السلطان (العادل) عن الناصرة، وكانت بقية من أهل مملكة بيت المقدس الزائلة قد أقامت في عكا، واستمسكت بلقب (ملوك بيت المقدس)، فاعترف لهم به هذا (العادل) في ثلاث معاهدات... وحاول الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب، أن يتحالف مع الصليبيين على عمّه (العادل)... وعندما أقبل الإمبراطور فريدريك الثاني يقود الحملة الصليبية السادسة ونزل عكا سنة 1227 م، أسرع الملك (الكامل) سلطان مصر وتنازل له عن بيت المقدس وجزء من أرض فلسطين يمتد من الساحل إلى البلد المقدّس، ووقّع معاهدة بذلك في 18 شباط 1229 م، وفي سنة 1244 م تقدم أيوبي آخر هو الصالح إسماعيل صاحب دمشق، فجعل للصليبيين الملكية الكاملة لبيت المقدس، وسلم لهم قبة الصخرة)(18).
              ويعقب السيد الأمين على ذلك فيقول: (لم يكد صلاح الدين يموت، حتى استقل كل واحد من ورثته بما ورثه عن صلاح الدين، وتمزقت البلاد وفقدت وحدتها، وتشتت الشعب قطعاً قطعاً لا تربطها رابطة، ولم يقنع كل وارث بما ورثه، بل راح كل واحد منهم يطمع فيما في يد غيره، ويستعين على غريمه بالصليبيين، ففي سنة 638 هـ سلم الصالح إسماعيل صاحب دمشق للصليبيين صيدا وهونين وتبنين والشقيف، ليساعدوه على ابن أخيه الصالح أيوب صاحب مصر، وفي سنة 625 هـ شباط 1229 م سلم الكامل والأشرف ولدا العادل – أخي صلاح الدين – القدس وما حولها، للملك الصليبي فريدريك الثاني، وسلماه معها الناصرة وبيت لحم وطريقاً يصل القدس وعكا، ليساعدهما على أقربائهما، ويصف ابن الأثير وقع هذه الرزية على العالم الإسلامي بقوله: (واستعظم المسلمون ذلك وأكبروه، ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه)(19).
              فماذا بقي لصلاح الدين هذا مما يمكن أن يتفاخر به مؤيدوه بتحرير القدس، وقد أدت تصرفاته الرعناء ومطامعه الشخصية، إلى أن يعود الصليبيون إلى القدس؟!.
              إن هذه الحقائق عن مخازي صلاح الدين الأيوبي، لم ينفرد بها السيد الأمين ولم يخترعها من عند نفسه، وإنما انتزعها من بطون كتب التاريخ، وخاصة من المؤرخين الذين عاصروا صلاح الدين، والفترة التي تلت عصره، وكانوا من المقربين إليه والأثيرين عنده، وقام مشكوراً بجهد كبير ليكشف لنا هذه الحقائق الناصعة، مأخوذة من مؤرخين لا يرقى الشك إلى ولائهم لصلاح الدين، وبالتالي إلى صدق ماكتبوه عنه وعن ورثته، من مثل العماد الأصفهاني، والقاضي بهاء الدين بن شداد، وابن الأثير وابن كثير والنعمان بن محمد، والمقريزي وابن القلانسي ومن إليهم، ونقله عنهم بعد ذلك جمع كثير من المؤرخين المعاصرين، منهم الدكتور حسن إبراهيم حسن، والدكتور طه أحمد شرف، والدكتور حسين مؤنس، وسواهم.
              • ختام البحث:
              هذا هو صلاح الدين الأيوبي، وهذه هي شخصيته الحقيقية كما أفصح عنها التاريخ، لم يكن مجاهداً إسلامياً، ولا بطلاً قومياً عربياً، وإنما كان مجرد طالبف لسلطة، وطامع بملك، وقد نالهما عبر مراحل طويلة من خداعه للمسلمين والعرب، فباسم الجهاد سالم الصليبيين بل وتحالف معهم، وباسم الجهاد قاتل شعوباً إسلامية، وقضى على دول إسلامية في مصر واليمن وسواهما، وكان قاسياً جداً لدرجة الوحشية مع المسلمين الذين يحكمهم، ومتسامحاً لدرجة مريبة جداً مع اليهود والصليبيين.
              ولا بأس أن ننقل في هذا الختام، حديث الدكتور حسين مؤنس عن سيرة صلاح الدين مع الشعب، والمعاملة السيئة والقاسية التي كان هو وعماله يعاملون بها الناس: (كانت مشاريعه ومطالبه متعددة لا تنتهي، فكانت حاجته للمال لا تنتهي، وكان عماله من أقسى خلق الله على الناس، ما مرّ ببلده تاجرٌ إلاّ قصم الجفباةف ظهره، وما بدت لأي إنسان علامة من علامات اليسار إلاّ أفنذر بعذاب من رجال السلطان، وكان الفلاحون والضعفاء معه في جهد، ما أينعت في حقولهم ثمرة إلاّ تلقفها الجفباةف، ولا بدت سنبلة قمح إلاّ استقرّت في خزائن السلطان، حتى أملق الناس في أيامـه، وخلّفهم على أبواب محن ومجاعات حصدت الناس حصداً)(20).
              هذا هو صلاح الدين الأيوبي على حقيقته الكاملة، ولكن الناس خدّرتهم أنباء الفتوحات المزيفة والبطولات الموهومة، فلم يعودوا يميزون بين الغث والثمين، ولا بين الصدف والجوهر، وكل هذا بفضل التعتيم المستمر على حوادث التاريخ، والتزوير المخطط من قبل حواشي السلاطين.
              أضف إلى ذلك، أن الناس عندما يهبطون إلى درك من الضعف والعجز، يحاولون أن يفتشوا عن بطولات لهم في التاريخ، وعندما لا يجد هؤلاء لهم أبطالاً حقيقيين، لا يضيرهم أن يستظلوا تحت سقف أبطال مزيفين، ولا يكتفون بذلك بل يجعلون منهم أبطالاً أسطوريين، يقاتلون طواحين الهواء باسمهم وتحت راياتهم، ولله في خلقه شؤون، والحمد لله رب العالمين.

              ــــــــــــــــــــــــــــ

              الهوامش:
              1- كتاب: (صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسـن الأمين ص 144، ومن الطريف أن (العادل) وهو أخو صلاح الدين ومندوبه الذي فاوض الصليبيين، حاول إغراء ريتشارد قلب الأسد ملك الإنكليز أن يزوجه أخته فتتوحد المصالح وتمتزج الأهداف. المصدر السابق ص 124- 125 ينقله عن: (الفتح القسي في الفتح القدسي) للعماد الأصفهاني.
              2- انظر في المدن التي نزل عنها صلاح الدين للصليبيين كتاب (الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة) ص 173- 184 وص 259 لقاضي صلاح الدين بهاء الدين بن شداد.
              3- الدكتور حسين مؤنس: (أطلس تاريخ العالم) ص 269.
              3أ- يقول المقدسي المعروف بأبي شامة في (كتاب الروضتين في أخبار الدولتين)- أي النورية والصلاحية -: ( فأرسل الخليفة العاضد إلى صلاح الدين، يأمره بالحضور في قصره ليخلع عليه الوزارة، ويولّيه بعد عمّه)، ويقول ابن شدّاد في (النوادر السلطانية): ( وشكر- أي صلاح الدين- نعمة ربّه، فتاب عن الخمر، وأعرض عن أسباب اللهو)، ويذكر ذلك أيضاً: ابن العديم في (زبدة الحلب في تاريخ حلب)، وأبو الفداء في تاريخه، والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وسواهم، ويعلق السيد حسن الأمين على ذلك بقوله: (وإذا كان هؤلاء قد اعترفوا، بأن صلاح الدين كان سفكّيراً مدمناً على الخمر قبل تولّيه الوزارة، فالله وحده يعلم هل تاب أولا ). انظر (صلاح الدين الأيوبي بين الفاطميين والعباسيين والصليبيين) للسيد الأمين ص 185 - 186.
              4- للوقوف على تفاصيل المراسلات بين الخليفة الناصر العباسي وبين صلاح الدين، يراجع كتاب (الفتح القسّي في الفتح القدسي) لعماد الدين الأصفهاني الذي كان من حاشية صلاح الدين ومن أقرب المقربين إليه، وكان يرافقه في حله وترحاله، ويسجل ما يحلو له تسجيله من وقائع وأحوال صلاح الدين.
              5- صلاح الدين الأيوبي للسيد الأمين ص 117- 118.
              6- كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية) القسم الثاني من الجزء الأول ص 58، لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة. وذكر مثله ابن الأثير وابن النديم وسواهما من المؤرخين.
              7- السيد الأمين المصدر سابق ص 158 – 159.
              8- المصدر السابق ص 118.
              9- انظر نص الرسالة في كتاب العماد الأصفهاني المتقدم ذكره.
              10- للوقوف على تفاصيل مفاوضات صلاح الدين مع الصليبيين وصولاً إلى عقد الهدنة وإحلال السلام بينهما، ورسائل صلاح الدين إلى الخليفة الناصر يمكن الـرجوع إلى كتاب: (الفتح القسّي في الفتح القدسي) لعماد الدين الأصفهاني.
              11- الأمين المصدر السابق ص 122- 123.
              12- للوقوف على تفاصيل هذه الحروب التي انتهت بهزيمة البيزنطيين، يمكن العودة إلى كتاب (المعز لدين الله) للأستاذين: الدكتور حسن إبراهيم حسن والدكتور طه أحمد شرف، وكتاب (المجالس والمسايرات) للنعمان بن محمد، وكتاب (خطط الشام) للمقريزي، وكتاب ابن القلانسي في ذيل تاريخ دمشق.
              13- انظر الموسوعة اليهودية ج 14 ص 669 التي افتتحت هذا الكلام بقولها: (كان موقف صلاح الدين من اليهود والمسيحيين شديد التسامح).
              14- 178 Zeitlin, Mimonades,.
              15- الدكتور الطرابيشي: (معجم الفلاسفة) ص 32.
              16- السيد الأمين المصدر السابق ص 130.
              17 و 18 - السيد الأمين المصدر السابق ص 130- 131.
              19- السيد الأمين المصدر سابق ص 131- 132.
              20- مجلة (الثقافة) العدد 462، انظر الأمين ص 164.

              البحث :الأستاذ ابراهيم محمد جواد [/quote
              اولاا نت تخلط يا هذا بين عدة امور مختلفة ]
              تتحدث عن صلاح الدين ثم عن احفاده وال بيته بعدهلا يستوون مثلا
              اولا انت حاقدعلى صلاح الدين لانك لم تستسغ ان يقوم باسقاط الدولة الفاطمية الاسماعيلية فانت تنقم عليه لهذاالسبب وليس لغيره اما حكاية غيرتك على مقاتلة الصليبيين فانتم لا تقرون بمبدا الجهاد الا بوجود الامام المعصوم فكيف اخذتك الحمية على الجهاد وقتال الصليبيين وتحرير بيت المقدس وانتم تلعنون فاتح القدس الا وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه
              قولك ان صلاح الدين رفض مساعدة نور الدين في قتال الصليبيين هذا مردود عليه بل المعلوم ان صلاح الدين جهز جيشه للقاء نور الدين من اجل مهاجمة الصليبيين ولكن بمجرد خروجه من مصر ثار بقايا الفاطميين في صعيد مصر وقاموا بعمال التخريب واردوا بمساعدة الصليبيين استعادة الحكم تحت قيادة رجل يدعى كنز الدولة فاضطرصلاح الدين الى العودة وكتب الى نور الدين بذلك ثم انت تعلم انه بموت نور الدين اضطرب امر الشام وتفرق بين اسرة نور الدين في الموصل وحلب ودمشق فاستدعى اهل دمشق صلاح الدين فلبى دعوتهم وعلى راسهم كمال الدين الشهرزوري قاضي دمشق زمن نور الدين ثم استوى على حلب لان امراءها كاتبوا الصليبيين لمقاتلة صلاح الدين وفي الاخير بعد موت امير الموصل سيف الدين غازي وتولي عز الدين مسعود تصالح هذا الاخير مع صلاح الدين وتواعدا على قتال الفرنجة.
              فلو كان صاح الدين كما قلت يسعى للمك فقد صار بيده مصر واليمن والشام ولم يكن لغيره من سلاطين المسلمن مثل دلك الملك فقد كان يكتفي بذلك ويهادن الصليبيين ولكنه ما ان وحد البلاد حتى دعا الناس لى اجهاد فهزم الصليبيين في اهم معركة لاتزال الى اليوم لاصقة باذهانهم وهي معركة حطين الخالدة ولدلل على ذلك ان الجنرال الفرنسي غورو الذي غزا سوريا بعد الحرب العالمية الاولى عندما دخل الى دمشق اول مادخل اتى قبر صلاح الدين فقال _ قم يا صلاح الدين فها نحن قد عدنا-
              ثم لا تنسى ان صلاح الدين لم يحرر القدس فقط بل حرر معها مابين ستن حصنا ومدينة واهمها عكا وبيروت وصيدا وعسقلان وجنين ونابلس والكرك والشوبك وحيفا وغيرها فمنذ سنة 583ه الى سنة 587ه كان صلاح الدين في معارك دائمة مع الفرنجة حتى مقدم الحملة الثالثةبقيادة ريتشارد ملك الانجليز وفيليب ملك فرنسا وفريدريك ملك المانيا وغيرهم من الملوك اما قولك ان الخليفة العباسي الناصر كان رسل الجيوش لدعم صلاح الدين فرفض صلاح الدين ذلك فالعكس هو الذي حصل بل انه بمجيء الحملة الصلبية الثالثة بقيادة ريتشارد وفيليب استنجد صلاح الدين بكل سلاطين المسلمين من الخليفة الناصر الى سلطان الموحدين ببلاد المغرب وبعث اليهم بالرسل فمنهم من اجابه ومنهم من رفض فالناصر ارسل بعض النفاطين ومعهم الاموال اما سلطان الموحدين يعقوب المنصور فقد كان هو الاخر في حرب دائمة مع الصلبيين ببلاد الاندلس فلم يكن بامكانه نجدة صلاح الدين ورغم ميزان القوى غير المتكافئ مع الصليبيين فقد صمد صلاح الدين في عكا عامين حتى سقطت ثم قاتل ريتشارد في معركة ارسوف ولولا خذلان الكثير من امرائه لاوقف تقدم ريتشارد ولكنهم تركوه مع قلة من جنده امام عساكر الانجليز القوية فانهزم جيشه في تلك المعركة مما اضطره الى التراجع عن يافا وعسقلان واخلائها من المسلمين خوفا عليهم من ريتشارد الذي كما تعلم قتل منهم 3000 في عكا بعد ان اعطاهم الامان وانت تعلم ان غاية ريتشارد من لحملة الثالة كان استعادة القدس غير ان صلاح الدين جمع كل قواته فيها وخرب الابار من حلها مما اقع ريتشارد في حيرة وجعله يغادر خائفا ومن طلب الصلح هم الصليبيون وعلى راسهم ريتشارد وليس صلاح الدين لان ريتشارد كان خاف على مملكته من اطماع اخيه جون وكان ملك الانجليز مستعدا لتزويج اخته من العادل اخي صلاح الدين لضمن نفوذ لهفي القدس ولتجريد الفرنسيين من مكتسباتهم ورغم ذلك فقد زحف صلاح الدين نحو يافا واستولى عليه ولو انشغال جنده بجمع الغنائم لكانت يافا قد عادت الى سيادة المسلمين ولكن كما حصل في ارسوف من قبل تثاقل الكثير من الجند والقادة عن القتال مما مكن ريتشارد من مهاجمتهم وهم غافلون فهزمهم من جديد ورغم انتصار ريتشارد فقد كان مصرا على مصالحة صلاح الدين وكان مستعدا للتخلي عن القدس في سبيل ذلك اما ما دفع صلاح الدين الى الصلح فهو كما قلت لك تثاقل قادة جنده ومللهم من القتال فاضطر صلاح الدين الى الصلح ورغم ذلك فقد حافظ على اغلب البلاد التي استرجعها من يد الصليبيين وعل راسها القدس اما ان احفاده قد فرطوا فلا تزر وزرة وزر اخرى فلكل حسابه فاذا كان الكامل قد فرط في القدس فقد استعادها نجم الدين ايوب صاحب مصر فهكذا الناس فيهم الصالح والطالح وهم غير معصومين.
              وفي الاخير صلاح الدين قد خلده التاريخ كاعم قائد مسلم قاتل الصليبيين واعداؤه واصدقاؤه على السواء يشهدون له بذلك اما من يريد ان يشذ عن هذه القاعدة فالشاذ لا يقاس عليه

              تعليق


              • #52
                قولك أننا لا نجاهد الا مع الامام المعصوم كذب صريح فلكل يعرف ما قام به حزب الله و ما قام به شيعة العراق ضد الاحتلال البريطاني قديما و الامريكي حديثا و ما قامت به الدولة الحمدانية كما نشاهد الولائم التي اقيمت لبوش عند زيارة الشرق الاوسط و أم فساد الدين فلم يكن هذا الاحمق المتعصب سوى سادات عصره و ليس لي علاقة باسقاطه للدولة الاسماعيلية فانت ذكرت انها اسماعيلية و نحن اثني عشري
                و لكن شهادة حق غاية ما هناك انت تحاولون اظهار الطواغيت الذين حكموا الاسلام و دمروه على شكل الهة[quote=مسلم مجروح]
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
                أنقل هنا هذا البحث عن فساد الدين الأيوبي للاخوة ليعرفوا حقيقة هذا الشخص
                يحار المرء في الوصول إلى حقيقة شخصية صلاح الدين، وسبر أغوار نفسيته المقلقلة، خاصة وهو بطل معركة حطّين، التي انتهت في الرابع من تموز عام 1187 م بتحرير القدس من أيدي الصليبيين، وتحقيق نصر مؤزر عليهم.
                ولكن المنصف إذا أبحر بعمق، في سفينة المؤرخ والمفكر الكبير السيد حسن الأمين عبر كتابه ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين)، يمكن أن يصل إلى شاطئ فيه الكثير من الصور واللوحات، التي تعبر إن لم يكن عن كل الحقيقة فعن أكثرها جلاء في حياة هذا الرجل.
                يقول السيد الأمين أن صلاح الدين الأيوبي (لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة، حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه، لولا أنه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة، فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة، المؤرخون الذين خدرت عقولهم روائع استرداد القدس، فذهلوا عما بعده، لم تتخدر أقلامهم فسجلوا الحقائق كما هـي، وظل تخدير العقول متواصلاً من جيل إلى جيل، تتعامى حتى عما هـو كالشمس الطالعة، حصل بعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء، والتسليم بعد التمرد، فأسرع يطلب إلى الإفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام )(1).
                ولكي يتوصل صلاح الدين إلى إحلال السلام وإنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، رضخ بصورة مذهلة وغريبة إلى كل الشروط التي اشترطوها عليه أثناء المفاوضات، ومنها: التنازل للصليبيين عن الكثير من المدن التي كان صلاح الدين قد استردها منهم بالحرب00 حيفا - يافا – قيسارية – نصف اللد ونصف الرملة – عكا – صور – وسوى ذلك، حتى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل(2).
                إضافة إلى ماوراء ذلك من اعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم، ورفع العنت والمعاناة عن رقابهم الموضوعة تحت سيوف المجاهدين، وإعطائهم الفرصة الذهبية للراحة، والاستعداد التام للانقضاض على القدس من جديد، الأمر الذي حصل فعلاً بعد موت صلاح الدين.
                ويقول الدكتور حسين مؤنس: (ثم دخلوا في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاً من الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا العمل عادت مملكة بيت المقدس – التي انتقلت إلى طرابلس – إلى القوة بعد أن كانت قد انتهت، وتمكن ملوكها من استعادة الساحل حتى بيروت ... وبذلك تكون معظم المكاسب التي حققها صلاح الدين – فيما عدا استعادته لبيت المقدس – قد ضاعت)(3).
                • متى يكون الجنوح للسلم؟:
                إنه لأمر غريب حقاً وعجيب جداً بل ومريب، أن يجنح إلى السلم قائد مظفر لجيش منتصر، ثم إن هذا الذي جنح إليه صلاح الدين، هل هو سلم أم استسلام؟!.
                قال الله تعالى في محكم التنزيل (وإن جنحوا للسَّلم فاجنح لها وتوكل على الله)[سورة الأنفال: الآية 61].
                يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد اشترط في هذه الآية الكريمة، أن يجنح المعتدون أنفسهم إلى السلم، فيجنح إليه عندئذ المسلمون، وهذا يعني أن الهزيمة الأكيدة قد حاقت بالأعداء، ولاحت لهم بوادرها، فجبنوا عن متابعة الحرب، وجنحوا إلى طلب الصلح حفظاً على أرواحهم وأنفسهم، ولم يعودوا مؤهلين إلى تقديم شروط، وباتوا مستعدين للاستجابة للشروط التي يفرضها عليهم المسلمون، وغني عن البيان أن المسلمين بما هم مكلفون بتبليغ الإسلام إلى البشرية جمعاء، وبما هم مأمورون به من العدل والإنصاف، وتأليف قلوب الكفار ليسلموا لله ويؤمنوا بالحق الذي جاء من عنده، لن يشتطوا في شروطهم، ولن يجعلوها شروطاً تعجيزية مجحفة، بل سيقتصرون من الشروط على سبيل المثال لا الحصر على:
                - فتح الطريق أمام حرية الدعاة في التبليغ ونشر نور الرسالة الربانية.
                - استرداد الأسرى من المؤمنين ـ إن كان هناك أسرى ـ أو تبادلهم مع الأسرى من الكفار المقاتلين.
                - الجلاء التام الكامل عن كل شبر من الأرض الإسلامية، التي دخلها الكفار أو احتلوها أثناء الحرب.
                - وربما دفع جزية للمسلمين، حتى لا يفكر الكفار مستقبلاً في نقض هذه الشروط.
                ولكن شيئاً من هذا لم يحصل بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين المعتدين، فما الذي حصل إذن؟:
                1- إن صلاح الدين هو الذي طلب الصلح والهدنة، وبادر إليها رغم أنه المنتصر في معركة حطين التي انتهت بتحرير القدس.
                2- الصليبيون استغلوا استغلالاً كبيراً هذه المبادرة السلمية من صلاح الدين، وفرضوا عليه شروطهم كاملة.
                3- لم يحقق صلاح الدين أياً من مقتضيات الجنوح الإسلامي إلى السلم، فالصليبيون لا يزالون محتلين لمنطقة كبيرة جداً من البلاد الإسلامية.
                4- وزاد من سوء هذا الجنوح إلى السلم تنازل صلاح الدين للصليبيين عن مناطق أخرى ومدن مهمة كانت في يد صلاح الدين.
                كل هذا في الوقت الذي لم يكن فيه صلاح الدين في حالة ضعف أو تقهقر، بل كان في حالة عظيمة من الانتصار والتقدم والقوة، بل وكان الخليفة الناصر العباسي يلح عليه في أن يمده بجيش الخلافة، وكان ذلك إيذاناً بنصر كاسح على الصليبيين المعتدين، سيؤدي إلى طردهم خارج البلاد الإسلامية، والتنكيل بهم تنكيلاً يجعل الرعب يدب في قلوب من خلفهم من الكفار، بحيث لا يراودهم أي أمل ولو في مجرد التفكير مستقبلاً بالاعتداء على ديار المسلمين، طبقاً لقوله عز من قائل(فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذّكرون)[سورة الأنفال: الآية 57].
                • لماذا جنح صلاح الدين إلى السلام مع الصليبيين؟:
                هنا لابد أن يثور في الفكر سؤال كبير، وبحث عن السبب الذي دفع صلاح الدين إلى إيقاف الحرب مع الصليبيين، والجنوح الشديد نحو مسالمتهم وعقد معاهدة الصلح معهم بهذا الشكل المريب، وهو السؤال الذي لم يبخل التاريخ بالإجابة عنه بصراحة ووضوح، ومن قبل أقرب المقربين من المؤرخين إلى صلاح الدين.
                لو كان صلاح الدين مجاهداً في سبيل الله والإسلام، لالتزم بالتعاليم الإسلامية بشكل عام، وبالأحكام المتعلقة بالسلم والحرب بشكل خاص، وواقع الحال يؤكد غير ذلك(3أ).
                ولو كان صلاح الدين بطلاً قومياً كما يدّعون له، لاختار أن يستمر في الحرب حتى يطهر الأرض العربية من رجس الغزاة المعتدين، ويكنس منها كل أثر للصليبيين، قبل أن يفكر بالخلود إلى الراحة والدعة، وموادعة أعداء الأمة، الرابضين في أهم مدنها وبقاعها، والجاثمين فوق صدور أبنائها.
                • فماذا كان صلاح الدين الأيوبي إذن؟
                إنه لا مفر أمامنا من الاعتراف، أن صلاح الدين الأيوبي ما هو إلاّ طالب لسلطة وملك حازهما بكل خسة ونذالة، وطامح لمجد شخصي ناله بالغدر والخيانة، ولم تكن الدواعي الإسلامية والدوافع القومية لتخطر على باله، أو لتحتل حيّزاً ولو صغيراً في قلبه.
                ومن هنا فقط، نستطيع أن نفهم مبادرته لإيقاف الحرب، وسعيه الحثيث لعقد الصلح مع الصليبيين،ومحاولاته المتكررة لثني الخليفة العباسي الناصر عن إرسال أي جيش إلى فلسطين لمعاضدة صلاح الدين في قتال الصليبيين وطردهم من الديار الإسلامية(4).
                كان نور الدين زنكي ولي نعمة صلاح الدين، قد طلب إليه أن يزحف من مصر، في حين يزحف نور الدين من الشام، ويحصرا الصليبيين بين الجيشين مما يسهل القضاء عليهم، فأبى ذلك صلاح الدين، لأنه اعتقد أنه إذا زال الصليبيون أصبح تابعاً لنور الدين، ولما أدرك أن نور الدين عازم على القدوم بنفسه إلى مصر ليؤدبه، احتمى منه بالصليبيين كما نص على ذلك ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وغيرهم(5).
                يقول أبو شامة: (وكان نور الدين قد شرع بتجهيز السير إلى مصر لأخذها من صلاح الدين، لأنه رأى منه فتوراً في غزو الفرنج من ناحيته، فأرسل إلى الموصل وديار الجزيرة وديار بكر، يطلب العساكر ليتركها بالشام لمنعه من الصليبيين، ليسير هو بعساكره إلى مصر، وكان المانع لصلاح الدين من الغزو، الخوف من نور الدين، فإنه كان يعتقد أن نور الدين، متى زال عن طريقه الفرنج، أخذ البلاد منه، فكان يحتمي بهم عليه ولا يؤثر استئصالهم )(6).
                وياليت الله مدّ في عمر نور الدين ريثما يزيل هذا الجاحد للنعمة، المتخاذل عن النصرة، فيتغير بذلك وجه التاريخ، ولا يبقى للصليبيين أثر في البلاد الإسلامية، ولكن نور الدين أتاه أمر الله الذي لا يرد، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولتكون أمام صلاح الدين الفرصة ليعيد هذا الموقف نفسه مرة ثانية مع الخليفة الناصر العباسي، (ولتنكب الأمة نكبة أخرى بتمزيق صفوفها، وتوريث بلادها كما تورث القرى والمزارع لورثة صلاح الدين، فتعاد القدس التي سفكت دماء المسلمين في سبيل استردادها، تعاد بسبب ترتيبات صلاح الدين إلى الصليبيين)(7).
                (هنا أيضاً وقف صلاح الدين الموقف نفسه من الخليفة الناصر، فرفض قدوم جيش الخلافة لقتال الصليبيين والقضاء عليهم، لأنه اعتقد أنه سيصبح والياً من ولاة الخليفة تابعاً له)(8).
                وأمام الرسالة الأخيرة التي أرسلها الخليفة الناصر، والتي لم يفصح العماد الأصفهاني عن شيء من مضمونها، والتي استشعر صلاح الدين الشدة فيها، والإصرار على إرسال جيش قوي لطرد الصليبيين، قرر صلاح الدين في نفسه التمرد على الخليفة، إلى حد قتال جيشه لو جاء إلى فلسطين.
                ولذلك فقد راح يهيئ وسائل المقاومة ويرتب المحالفات، وخاصة بعدما جاءت الأخبار بقدوم حملة صليبية ألمانية كبيرة، اجتازت القسطنطينية وشقت طريقها في الأناضول، ودخلت مدينة قونيه وتحالفت مع الملك السلجوقي قلج أرسلان.
                فمن جهة حاول صلاح الدين أن يلين للخليفة الناصر، ويطمئنه على قدرته على القيام وحده بواجب صد هذه الحملة وردها على أعقابها، فأوفد رسولاً إليه، وزوده برسالة يقول فيها: (00 والخادم منفرد في عبء هذا الفادح الباهظ بالنهوض، وهو واثق بأن بركات الدار العزيزة تدركه ولا تتركه، وأن الذي يستبعد مـن النصر القريب يتسق ويتسع بـه سلكه ومسلكه إن شـاء الله)(9).
                ومن جهة ثانية، كان يوقع معاهدة الصلح والسلام مع الصليبيين، وينزل عند شروطهم، ويتنازل لهم عما كان في يده وتحت سلطانه من مدن فلسطين وغير فلسطين، ويتحالف معهم لقتال جيش الخليفة إن هو جاء إلى فلسطين.
                فما أن تم له إنجاز هذا التحالف واستكمال متطلباته، حتى كتب إلى الخليفة معلناً رفض أمراء جيشه مواصلة القتال، وبالتالي تململهم من قدوم جيش الخليفة، لأن العسكر قد أنهكتهم الحرب حتى سئموا وملوا وضجروا وكلّوا(10).
                على أن صلاح الدين الذي أبرم هذا الصلح مع الصليبيين أعداء الأمة الإسلامية، ورسم هذه الصورة الهزيلة لجيشه، زاعماً في رسالته للخليفة أن جيشه قد ملّ القتال وسئم الحرب، وغدا عاجزاً ضعيفاً عن مواصلة الكرّ والفرّ، كان يعدّ لحرب جديدة، ولكن لا لإنقاذ الوطن الإسلامي مـن خطر الصليبيين هذه المرة، وإنما لتوسيع رقعة مملكته الخاصة على حساب ممالك إسلامية أخرى، (لأن إنقاذ الوطن الإسلامي من الصليبيين يحد من نفوذه ويقلل من هيمنته، أما القتال في مناطق أخرى، فإنه يزيد من نفوذه ويكثر من هيمنته، فإذا ضمن ذلك فليبق الصليبيون في بلاد الشام، ولو أن المناطق التي عزم على القتال فيها، هي مناطق أجنبية يريد إدخالها ضمن المناطق الإسلامية لهان الأمر، ولكن صلاح الدين الذي عزم على مسالمة الصليبيين وإنهاء الحرب معهم والتسليم بوجودهم، صلاح الدين هذا كان يخطط لغزو البلاد الإسلامية، وسفك دماء المسلمين، تحقيقاً لمطامعه الشخصية، عزم على ترك الصليبيين في أمان، واتجه لترويع المسلمين الآمنين)(11).
                ويذكر ابن الأثير في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية، أن صلاح الدين كان عازماً على أن يغزو بنفسه بلاد الأناضول، التي كانت وقتذاك بلاداً إسلامية، يحكمها أولاد قلج أرسلان السلجوقي، وأن يوجه أخاه (العادل) لغزو بلاد (خلاّط) والدخول منها إلى أذربيجان، ومن ثم بلاد العجم، لكن المنية عاجلت صلاح الدين، وحالت بينه وبين الإقدام على جريمة أخرى من جرائمه الكثيرة في حق الإسلام والمسلمين، كما حالت من قبل بين نور الدين زنكي وبين السير إلى مصر، لإنزال عقوبة الموت بصلاح الدين الذي نكل بوعده ونكص عن التوجه لقتال الصليبيين، حسب الخطة التي رسمها لـه نور الدين زنكي، وليّف نعمته وصاحب الفضل الذي لا ينكر عليه.
                • ما الذي فعله صلاح الدين؟:
                وقبل أن نصل إلى ختام هذا البحث، نسأل أنفسنا والتاريخ هذا السؤال المهم عما فعله حقاً صلاح الدين، ونستنطق التاريخ فنجده يقول بكل صراحة:
                1- قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية في مصر، وأباد المكتبات العظيمة التي أنشاؤها، وشتت الكتب التي سهروا طويلاً على جمعها وترتيبها، ووضعوها بين أيدي العلماء، لينهلوا من معينها الفياض، ونكّل بأتباعهم وأشياعهم بكل قسوة ووحشية.
                هذه الدولة العظيمة، التي كانت طوال فترة حكمها، السدّ المنيع أمام أطماع الروم البيزنطيين، والحارس القوي اليقظ على ثغور دولة الإسلام، سواء في الشام بالمشرق، أو في إفريقيا بالمغرب، متابعة في ذلك الدور العظيم، الذي كانت تقوم به قبلها الدولة الحمدانية في حلب، بقيادة سيف الدولة الحمداني، والتي قضى عليها هي الأخرى أسياد صلاح الدين وآباؤه.
                لقد كانت الدولة الفاطمية، في صراع دائم وثابت مع الروم البيزنطيين، ورغم كل الحشود الضخمة والجهود الحثيثة، والإصرار من قبل البيزنطيين للوصول إلى القدس، فإن الفاطميين استطاعوا بصمودهم وشجاعتهم صدّ هؤلاء عن القدس، بل عن كل البلاد الإسلامية في المشرق والمغرب على السواء، وظلت الضربات الفاطمية تلاحقهم حتى ردتهم إلى أنطاكية، ولما حاق الفشل الذريع بالإمبراطور البيزنطي، عاد آيباً إلى القسطنطينية، حيث مات فيها مقهوراً في أوائل سنة 971 م (12).
                2- اكتفى صلاح الدين بالنصر الذي حققه في معركة حطين، والتي انتهت بانتزاع القدس من أيدي الصليبيين، وبدلاً من متابعة الحرب، واضعاً يده في يد الخليفة الناصر العباسي حتى طرد الصليبيين من كافة الأرجاء والمدن الإسلامية، آثر مصلحته الشخصية في بسط نفوذه على بلاد الشام، وتمكين ملكه فيها، بعيداً عن نفوذ الخليفة، أو تدخله في شؤون تصريفه لأمور مملكته هذه.
                ولتحقيق هذه الغاية بادر إلى مسالمة الصليبيين وموادعتهم، بل إلى التحالف معهم لقتال جيش الخلافة لو جاء إلى فلسطين، هذه المسالمة التي تنازل صلاح الدين مـن أجل الوصول إليها، عن معظم مدن فلسطين ولبنان للصليبيين، واعترف لهم بشرعية وجودهم فيها خلافاً لتعاليم الإسلام ورغبة المسلمين، بما فيهم الخليفة الناصر العباسي.
                3- في عام 1190 م أصدر صلاح الدين مرسوماً دعا فيه اليهود إلى الاستيطان في القدس، وكان الصليبيون أثناء فترة احتلالهم للمدينة قد حظروا على اليهود الإقامة فيها، وحين زار الحاخام اليهودي (يهوذا بن سليمان الحريزي) (القدس عام 1216 م) وجد فيها جماعة يهودية معتبرة، مكونة من مهاجرين من فرنسا والمغرب وسكان عسقلان السابقين(13).
                وترد الموسوعة اليهودية إصدار ذلك المرسوم، إلى نفوذ اليهودي موسى بن ميمون طبيب صلاح الدين، فتقول بشكل صريح وواضح كل الوضوح: (استخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط صلاح الدين لحماية يهود مصر، ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد وابتناء كفنفسف ومدارس)(14).
                ويشير الدكتور جورج طرابيشي إلى هذا النفوذ بقوله: (بعد أن فتح صلاح الدين القدس، استحصل ابن ميمون لأبناء ملّته على إذن في التوطن فيها وفي فلسطين بصفة عامة)(15).
                وبهذا المرسوم انفتح الطريق منذ ذلك اليوم لقيام دولة إسرائيل، وما وصلت إليه في عصرنا الحاضر من طغيان وفساد في الأرض.
                4- قبل أن يموت صلاح الدين، قام بتقسيم البلاد التي كان يحكمها بين ورثته على الشكل الذي يحدده ابن كثير كما يلي:
                - مصر: لولده (العزيز عماد الدين أبي الفتح).
                - (دمشق وما حولها) لولده (الأفضل نور الدين علي).
                - (حلب وما إليها) لولده (الظاهر غازي غياث الدين).
                - (الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدان كثيرة على قاطع الفرات) لأخيه (العادل).
                - (حماه ومعاملة أخرى معها) لابن أخيه (الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر).
                - (حمص والرحبة وغيرها) لابن عمه (أسد الدين بن شيركوه).
                - (اليمن) جميعه بمعاقله ومخاليفه لأخيه (ظهير الدين سيف الإسلام طفتكين بن أيوب).
                - (بعلبك وأعمالها) لابن أخيه (الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه).
                - (بصرى وأعمالها) لـ (الظافر بن الناصر).
                ويضيف ابن كثير بعد هذا النص قائلاً: (ثم شرعت الأمور بعد صلاح الدين تضطرب وتختلف في جميع الممالك)(16).
                ويقول الدكتور حسين مؤنس واصفاً تلك القسمة: (قسم صلاح الدين الإمبراطورية ممالك بين أولاده واخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطناً عربياً إسلامياً ضخماً يملكه مواطنوه!)(17).
                ثم يقول عما آل إليه الحال بين ورثة صلاح الدين: (عملوا أثناء تنافسهم بعضهم مع بعض، على منح (بقايا الصليبيين) في أنطاكية وطرابلس وعكا امتيازات جديدة، فتنازل لهم السلطان (العادل) عن الناصرة، وكانت بقية من أهل مملكة بيت المقدس الزائلة قد أقامت في عكا، واستمسكت بلقب (ملوك بيت المقدس)، فاعترف لهم به هذا (العادل) في ثلاث معاهدات... وحاول الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب، أن يتحالف مع الصليبيين على عمّه (العادل)... وعندما أقبل الإمبراطور فريدريك الثاني يقود الحملة الصليبية السادسة ونزل عكا سنة 1227 م، أسرع الملك (الكامل) سلطان مصر وتنازل له عن بيت المقدس وجزء من أرض فلسطين يمتد من الساحل إلى البلد المقدّس، ووقّع معاهدة بذلك في 18 شباط 1229 م، وفي سنة 1244 م تقدم أيوبي آخر هو الصالح إسماعيل صاحب دمشق، فجعل للصليبيين الملكية الكاملة لبيت المقدس، وسلم لهم قبة الصخرة)(18).
                ويعقب السيد الأمين على ذلك فيقول: (لم يكد صلاح الدين يموت، حتى استقل كل واحد من ورثته بما ورثه عن صلاح الدين، وتمزقت البلاد وفقدت وحدتها، وتشتت الشعب قطعاً قطعاً لا تربطها رابطة، ولم يقنع كل وارث بما ورثه، بل راح كل واحد منهم يطمع فيما في يد غيره، ويستعين على غريمه بالصليبيين، ففي سنة 638 هـ سلم الصالح إسماعيل صاحب دمشق للصليبيين صيدا وهونين وتبنين والشقيف، ليساعدوه على ابن أخيه الصالح أيوب صاحب مصر، وفي سنة 625 هـ شباط 1229 م سلم الكامل والأشرف ولدا العادل – أخي صلاح الدين – القدس وما حولها، للملك الصليبي فريدريك الثاني، وسلماه معها الناصرة وبيت لحم وطريقاً يصل القدس وعكا، ليساعدهما على أقربائهما، ويصف ابن الأثير وقع هذه الرزية على العالم الإسلامي بقوله: (واستعظم المسلمون ذلك وأكبروه، ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه)(19).
                فماذا بقي لصلاح الدين هذا مما يمكن أن يتفاخر به مؤيدوه بتحرير القدس، وقد أدت تصرفاته الرعناء ومطامعه الشخصية، إلى أن يعود الصليبيون إلى القدس؟!.
                إن هذه الحقائق عن مخازي صلاح الدين الأيوبي، لم ينفرد بها السيد الأمين ولم يخترعها من عند نفسه، وإنما انتزعها من بطون كتب التاريخ، وخاصة من المؤرخين الذين عاصروا صلاح الدين، والفترة التي تلت عصره، وكانوا من المقربين إليه والأثيرين عنده، وقام مشكوراً بجهد كبير ليكشف لنا هذه الحقائق الناصعة، مأخوذة من مؤرخين لا يرقى الشك إلى ولائهم لصلاح الدين، وبالتالي إلى صدق ماكتبوه عنه وعن ورثته، من مثل العماد الأصفهاني، والقاضي بهاء الدين بن شداد، وابن الأثير وابن كثير والنعمان بن محمد، والمقريزي وابن القلانسي ومن إليهم، ونقله عنهم بعد ذلك جمع كثير من المؤرخين المعاصرين، منهم الدكتور حسن إبراهيم حسن، والدكتور طه أحمد شرف، والدكتور حسين مؤنس، وسواهم.
                • ختام البحث:
                هذا هو صلاح الدين الأيوبي، وهذه هي شخصيته الحقيقية كما أفصح عنها التاريخ، لم يكن مجاهداً إسلامياً، ولا بطلاً قومياً عربياً، وإنما كان مجرد طالبف لسلطة، وطامع بملك، وقد نالهما عبر مراحل طويلة من خداعه للمسلمين والعرب، فباسم الجهاد سالم الصليبيين بل وتحالف معهم، وباسم الجهاد قاتل شعوباً إسلامية، وقضى على دول إسلامية في مصر واليمن وسواهما، وكان قاسياً جداً لدرجة الوحشية مع المسلمين الذين يحكمهم، ومتسامحاً لدرجة مريبة جداً مع اليهود والصليبيين.
                ولا بأس أن ننقل في هذا الختام، حديث الدكتور حسين مؤنس عن سيرة صلاح الدين مع الشعب، والمعاملة السيئة والقاسية التي كان هو وعماله يعاملون بها الناس: (كانت مشاريعه ومطالبه متعددة لا تنتهي، فكانت حاجته للمال لا تنتهي، وكان عماله من أقسى خلق الله على الناس، ما مرّ ببلده تاجرٌ إلاّ قصم الجفباةف ظهره، وما بدت لأي إنسان علامة من علامات اليسار إلاّ أفنذر بعذاب من رجال السلطان، وكان الفلاحون والضعفاء معه في جهد، ما أينعت في حقولهم ثمرة إلاّ تلقفها الجفباةف، ولا بدت سنبلة قمح إلاّ استقرّت في خزائن السلطان، حتى أملق الناس في أيامـه، وخلّفهم على أبواب محن ومجاعات حصدت الناس حصداً)(20).
                هذا هو صلاح الدين الأيوبي على حقيقته الكاملة، ولكن الناس خدّرتهم أنباء الفتوحات المزيفة والبطولات الموهومة، فلم يعودوا يميزون بين الغث والثمين، ولا بين الصدف والجوهر، وكل هذا بفضل التعتيم المستمر على حوادث التاريخ، والتزوير المخطط من قبل حواشي السلاطين.
                أضف إلى ذلك، أن الناس عندما يهبطون إلى درك من الضعف والعجز، يحاولون أن يفتشوا عن بطولات لهم في التاريخ، وعندما لا يجد هؤلاء لهم أبطالاً حقيقيين، لا يضيرهم أن يستظلوا تحت سقف أبطال مزيفين، ولا يكتفون بذلك بل يجعلون منهم أبطالاً أسطوريين، يقاتلون طواحين الهواء باسمهم وتحت راياتهم، ولله في خلقه شؤون، والحمد لله رب العالمين.

                ــــــــــــــــــــــــــــ

                الهوامش:
                1- كتاب: (صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسـن الأمين ص 144، ومن الطريف أن (العادل) وهو أخو صلاح الدين ومندوبه الذي فاوض الصليبيين، حاول إغراء ريتشارد قلب الأسد ملك الإنكليز أن يزوجه أخته فتتوحد المصالح وتمتزج الأهداف. المصدر السابق ص 124- 125 ينقله عن: (الفتح القسي في الفتح القدسي) للعماد الأصفهاني.
                2- انظر في المدن التي نزل عنها صلاح الدين للصليبيين كتاب (الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة) ص 173- 184 وص 259 لقاضي صلاح الدين بهاء الدين بن شداد.
                3- الدكتور حسين مؤنس: (أطلس تاريخ العالم) ص 269.
                3أ- يقول المقدسي المعروف بأبي شامة في (كتاب الروضتين في أخبار الدولتين)- أي النورية والصلاحية -: ( فأرسل الخليفة العاضد إلى صلاح الدين، يأمره بالحضور في قصره ليخلع عليه الوزارة، ويولّيه بعد عمّه)، ويقول ابن شدّاد في (النوادر السلطانية): ( وشكر- أي صلاح الدين- نعمة ربّه، فتاب عن الخمر، وأعرض عن أسباب اللهو)، ويذكر ذلك أيضاً: ابن العديم في (زبدة الحلب في تاريخ حلب)، وأبو الفداء في تاريخه، والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وسواهم، ويعلق السيد حسن الأمين على ذلك بقوله: (وإذا كان هؤلاء قد اعترفوا، بأن صلاح الدين كان سفكّيراً مدمناً على الخمر قبل تولّيه الوزارة، فالله وحده يعلم هل تاب أولا ). انظر (صلاح الدين الأيوبي بين الفاطميين والعباسيين والصليبيين) للسيد الأمين ص 185 - 186.
                4- للوقوف على تفاصيل المراسلات بين الخليفة الناصر العباسي وبين صلاح الدين، يراجع كتاب (الفتح القسّي في الفتح القدسي) لعماد الدين الأصفهاني الذي كان من حاشية صلاح الدين ومن أقرب المقربين إليه، وكان يرافقه في حله وترحاله، ويسجل ما يحلو له تسجيله من وقائع وأحوال صلاح الدين.
                5- صلاح الدين الأيوبي للسيد الأمين ص 117- 118.
                6- كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية) القسم الثاني من الجزء الأول ص 58، لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة. وذكر مثله ابن الأثير وابن النديم وسواهما من المؤرخين.
                7- السيد الأمين المصدر سابق ص 158 – 159.
                8- المصدر السابق ص 118.
                9- انظر نص الرسالة في كتاب العماد الأصفهاني المتقدم ذكره.
                10- للوقوف على تفاصيل مفاوضات صلاح الدين مع الصليبيين وصولاً إلى عقد الهدنة وإحلال السلام بينهما، ورسائل صلاح الدين إلى الخليفة الناصر يمكن الـرجوع إلى كتاب: (الفتح القسّي في الفتح القدسي) لعماد الدين الأصفهاني.
                11- الأمين المصدر السابق ص 122- 123.
                12- للوقوف على تفاصيل هذه الحروب التي انتهت بهزيمة البيزنطيين، يمكن العودة إلى كتاب (المعز لدين الله) للأستاذين: الدكتور حسن إبراهيم حسن والدكتور طه أحمد شرف، وكتاب (المجالس والمسايرات) للنعمان بن محمد، وكتاب (خطط الشام) للمقريزي، وكتاب ابن القلانسي في ذيل تاريخ دمشق.
                13- انظر الموسوعة اليهودية ج 14 ص 669 التي افتتحت هذا الكلام بقولها: (كان موقف صلاح الدين من اليهود والمسيحيين شديد التسامح).
                14- 178 Zeitlin, Mimonades,.
                15- الدكتور الطرابيشي: (معجم الفلاسفة) ص 32.
                16- السيد الأمين المصدر السابق ص 130.
                17 و 18 - السيد الأمين المصدر السابق ص 130- 131.
                19- السيد الأمين المصدر سابق ص 131- 132.
                20- مجلة (الثقافة) العدد 462، انظر الأمين ص 164.

                البحث :الأستاذ ابراهيم محمد جواد [/quote
                اولاا نت تخلط يا هذا بين عدة امور مختلفة ]
                تتحدث عن صلاح الدين ثم عن احفاده وال بيته بعدهلا يستوون مثلا
                اولا انت حاقدعلى صلاح الدين لانك لم تستسغ ان يقوم باسقاط الدولة الفاطمية الاسماعيلية فانت تنقم عليه لهذاالسبب وليس لغيره اما حكاية غيرتك على مقاتلة الصليبيين فانتم لا تقرون بمبدا الجهاد الا بوجود الامام المعصوم فكيف اخذتك الحمية على الجهاد وقتال الصليبيين وتحرير بيت المقدس وانتم تلعنون فاتح القدس الا وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه
                قولك ان صلاح الدين رفض مساعدة نور الدين في قتال الصليبيين هذا مردود عليه بل المعلوم ان صلاح الدين جهز جيشه للقاء نور الدين من اجل مهاجمة الصليبيين ولكن بمجرد خروجه من مصر ثار بقايا الفاطميين في صعيد مصر وقاموا بعمال التخريب واردوا بمساعدة الصليبيين استعادة الحكم تحت قيادة رجل يدعى كنز الدولة فاضطرصلاح الدين الى العودة وكتب الى نور الدين بذلك ثم انت تعلم انه بموت نور الدين اضطرب امر الشام وتفرق بين اسرة نور الدين في الموصل وحلب ودمشق فاستدعى اهل دمشق صلاح الدين فلبى دعوتهم وعلى راسهم كمال الدين الشهرزوري قاضي دمشق زمن نور الدين ثم استوى على حلب لان امراءها كاتبوا الصليبيين لمقاتلة صلاح الدين وفي الاخير بعد موت امير الموصل سيف الدين غازي وتولي عز الدين مسعود تصالح هذا الاخير مع صلاح الدين وتواعدا على قتال الفرنجة.
                فلو كان صاح الدين كما قلت يسعى للمك فقد صار بيده مصر واليمن والشام ولم يكن لغيره من سلاطين المسلمن مثل دلك الملك فقد كان يكتفي بذلك ويهادن الصليبيين ولكنه ما ان وحد البلاد حتى دعا الناس لى اجهاد فهزم الصليبيين في اهم معركة لاتزال الى اليوم لاصقة باذهانهم وهي معركة حطين الخالدة ولدلل على ذلك ان الجنرال الفرنسي غورو الذي غزا سوريا بعد الحرب العالمية الاولى عندما دخل الى دمشق اول مادخل اتى قبر صلاح الدين فقال _ قم يا صلاح الدين فها نحن قد عدنا-
                ثم لا تنسى ان صلاح الدين لم يحرر القدس فقط بل حرر معها مابين ستن حصنا ومدينة واهمها عكا وبيروت وصيدا وعسقلان وجنين ونابلس والكرك والشوبك وحيفا وغيرها فمنذ سنة 583ه الى سنة 587ه كان صلاح الدين في معارك دائمة مع الفرنجة حتى مقدم الحملة الثالثةبقيادة ريتشارد ملك الانجليز وفيليب ملك فرنسا وفريدريك ملك المانيا وغيرهم من الملوك اما قولك ان الخليفة العباسي الناصر كان رسل الجيوش لدعم صلاح الدين فرفض صلاح الدين ذلك فالعكس هو الذي حصل بل انه بمجيء الحملة الصلبية الثالثة بقيادة ريتشارد وفيليب استنجد صلاح الدين بكل سلاطين المسلمين من الخليفة الناصر الى سلطان الموحدين ببلاد المغرب وبعث اليهم بالرسل فمنهم من اجابه ومنهم من رفض فالناصر ارسل بعض النفاطين ومعهم الاموال اما سلطان الموحدين يعقوب المنصور فقد كان هو الاخر في حرب دائمة مع الصلبيين ببلاد الاندلس فلم يكن بامكانه نجدة صلاح الدين ورغم ميزان القوى غير المتكافئ مع الصليبيين فقد صمد صلاح الدين في عكا عامين حتى سقطت ثم قاتل ريتشارد في معركة ارسوف ولولا خذلان الكثير من امرائه لاوقف تقدم ريتشارد ولكنهم تركوه مع قلة من جنده امام عساكر الانجليز القوية فانهزم جيشه في تلك المعركة مما اضطره الى التراجع عن يافا وعسقلان واخلائها من المسلمين خوفا عليهم من ريتشارد الذي كما تعلم قتل منهم 3000 في عكا بعد ان اعطاهم الامان وانت تعلم ان غاية ريتشارد من لحملة الثالة كان استعادة القدس غير ان صلاح الدين جمع كل قواته فيها وخرب الابار من حلها مما اقع ريتشارد في حيرة وجعله يغادر خائفا ومن طلب الصلح هم الصليبيون وعلى راسهم ريتشارد وليس صلاح الدين لان ريتشارد كان خاف على مملكته من اطماع اخيه جون وكان ملك الانجليز مستعدا لتزويج اخته من العادل اخي صلاح الدين لضمن نفوذ لهفي القدس ولتجريد الفرنسيين من مكتسباتهم ورغم ذلك فقد زحف صلاح الدين نحو يافا واستولى عليه ولو انشغال جنده بجمع الغنائم لكانت يافا قد عادت الى سيادة المسلمين ولكن كما حصل في ارسوف من قبل تثاقل الكثير من الجند والقادة عن القتال مما مكن ريتشارد من مهاجمتهم وهم غافلون فهزمهم من جديد ورغم انتصار ريتشارد فقد كان مصرا على مصالحة صلاح الدين وكان مستعدا للتخلي عن القدس في سبيل ذلك اما ما دفع صلاح الدين الى الصلح فهو كما قلت لك تثاقل قادة جنده ومللهم من القتال فاضطر صلاح الدين الى الصلح ورغم ذلك فقد حافظ على اغلب البلاد التي استرجعها من يد الصليبيين وعل راسها القدس اما ان احفاده قد فرطوا فلا تزر وزرة وزر اخرى فلكل حسابه فاذا كان الكامل قد فرط في القدس فقد استعادها نجم الدين ايوب صاحب مصر فهكذا الناس فيهم الصالح والطالح وهم غير معصومين.
                وفي الاخير صلاح الدين قد خلده التاريخ كاعم قائد مسلم قاتل الصليبيين واعداؤه واصدقاؤه على السواء يشهدون له بذلك اما من يريد ان يشذ عن هذه القاعدة فالشاذ لا يقاس عليه

                تعليق


                • #53
                  ماذا سيصنع بغضك انت لصلاح الدين رحمه الله؟
                  لقد ذهب مصحوبا بمحبة المسلمين الا من كان في قلبه مرض بل شهد له الغربيون بسمو الاخلاق والرجل قد خلده التارخ كعظيم من العظماء
                  ومشكلتكم انتم لا تصنعون امجادا يذكركم بها التاريخ بل يقتلكم الحسد والغيرة من امجاد الاخرين
                  اما بالنسبة لحزب الله فلا يتفق جميع الشيعة على ما يقوم به اما الحمدانيون فلم يكن لهم من انجاز يذكر سوى زمن سيف الدولة ثم عاشت دولتهم فتنا بين افراد بيتها والدليل قتال ابي فراس الحمداني لابي المعالي بن سيف الدولة واستيلاء الروم على حلب مما دعا قرعويه غلام سيف الدولة الى مصالحتهم بل دخل الحمدانيون في قتال مع البويهيين رغم انهم كلهم شيعة فلا يجب ان تعيب عليناماهوفيكم ايضا ولكن شتان بين ما انجزنا وما انجزتم

                  تعليق


                  • #54
                    لقد ذهب الى جهنم و بئس المصير و فاز بمحبة الضالين اللاحقين به الا من تاب و آمن و أما قولك عن حزب الله فهو ليس أول أو آخر كذبة يكذبها أهل الكذب شوي شوي لح تسو حزب الله سني و مرة تقولون هو عميل اسرائيل و طبعا قادة المقاومة هم أل سعود و نحن لا نغار أو نحسد من لا يملك في تاريخه شئ مشرف سوى القتل و سفك الدماء ليس لديكم ما تفتخرون به الا ما ندر كحماس التي تأخذ دعمها من شيعة إيران و يحاربها سنة العرب و أما الحمدانيين فقد كانوا جدارا يحمي المسلمين من الروم و نحن نفخر بتاريخ حافل بالابطال تاريخنا رسول الله الأعظم صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام فاتح خيبر و قاتل بن عبد ود و بطل بذر الذي قتل نصف قتلاها أشجع العرب و الامام الحسن عليه السلام و الامام الحسين عليه السلام و اللأئمة المعصومين عليهم السلام و الحمدانيين الذين كانوا كالجدار بوجه الروم و ثورة العشرين التي قادها و أسسها الشيعة و التي لولاها لما أصبح العراق دولة مستقلة و بعد ذلك اسإثر السنة بالسلطة و هاهم الان يدعون القتال بوجه الامريكان و ياخذون دعمهم لقتال الشيعة و لا أنسى جهاد الشيعة في لبنان ضد الفرنسيين و اليهود و ما قامت به الجمهورية الاسلامية الايرانية و أعتذر لمن لم أذكر فضلهم, و أما تاريخكم تاريخ أبوبكر مغتصب الخلافة الذي لم يقتل على حد علمي لا هو و لا عمر و لا عثمان أي شخص زمن رسول الله صلى الله عليه و آله و ان كان هناك من قتله فاذكر لي اسمائهم و الحروب مع المصادر ان وجد و لا أعتقد أنه يوجد فهؤلاء معروفون بالهروب في الحروب و ليس أخره من سفاحين طواغيت امية و العباسيين و العثمانيين و فساد الدين الخائن و الطاغية الجرذ صدام و الزرقاوي و غيرهم من السفاحين

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
                      لقد ذهب الى جهنم و بئس المصير و فاز بمحبة الضالين اللاحقين به الا من تاب و آمن و أما قولك عن حزب الله فهو ليس أول أو آخر كذبة يكذبها أهل الكذب شوي شوي لح تسو حزب الله سني و مرة تقولون هو عميل اسرائيل و طبعا قادة المقاومة هم أل سعود و نحن لا نغار أو نحسد من لا يملك في تاريخه شئ مشرف سوى القتل و سفك الدماء ليس لديكم ما تفتخرون به الا ما ندر كحماس التي تأخذ دعمها من شيعة إيران و يحاربها سنة العرب و أما الحمدانيين فقد كانوا جدارا يحمي المسلمين من الروم و نحن نفخر بتاريخ حافل بالابطال تاريخنا رسول الله الأعظم صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام فاتح خيبر و قاتل بن عبد ود و بطل بذر الذي قتل نصف قتلاها أشجع العرب و الامام الحسن عليه السلام و الامام الحسين عليه السلام و اللأئمة المعصومين عليهم السلام و الحمدانيين الذين كانوا كالجدار بوجه الروم و ثورة العشرين التي قادها و أسسها الشيعة و التي لولاها لما أصبح العراق دولة مستقلة و بعد ذلك اسإثر السنة بالسلطة و هاهم الان يدعون القتال بوجه الامريكان و ياخذون دعمهم لقتال الشيعة و لا أنسى جهاد الشيعة في لبنان ضد الفرنسيين و اليهود و ما قامت به الجمهورية الاسلامية الايرانية و أعتذر لمن لم أذكر فضلهم, و أما تاريخكم تاريخ أبوبكر مغتصب الخلافة الذي لم يقتل على حد علمي لا هو و لا عمر و لا عثمان أي شخص زمن رسول الله صلى الله عليه و آله و ان كان هناك من قتله فاذكر لي اسمائهم و الحروب مع المصادر ان وجد و لا أعتقد أنه يوجد فهؤلاء معروفون بالهروب في الحروب و ليس أخره من سفاحين طواغيت امية و العباسيين و العثمانيين و فساد الدين الخائن و الطاغية الجرذ صدام و الزرقاوي و غيرهم من السفاحين
                      اولا من قال لك ان صلاح الدين في جهنم هل طرت في بساط سحري ودخلت جهنم ووجدته فيها عجبا لكم اي جراءة لكم على الله صرتم تزايدون على رب العالمين وتحددون له من يدخل الجنة ومن هو في النار يعني لازم رب العالمين يستقيل من تسيير شؤون العباد ويوكلها لكم انتم فعلى ما يبدو انتم ادرى منه بعباده
                      اما انجازات على والحسن والحسين فنعرفها ولكن ما انجازاتكم انتم ايها الشيعة اتحداك ان تثبت لي انكم قد فتحتم شبرا واحدا من الارض وادخلتم اليه الاسلام؟
                      كل الفتوحات من انجازاتنا نحن اهل السنة نحن من قارعنا الاعداء في الميدان تشهد لنا المعارك الخالدة التي يعرفها القاصي والداني فهناك اليرموك التي طردت الروم من ارض الشام بقيادة سيف الله خالد بن الوليد زمن ابي بكر الصديق ثم القادسية التي انهت حكم الاكاسرة على العراق وفارس ثم فتوحاتنا في شمال افريقيا والاندلس الى جنوب فرنسا قرب بواتييه ثم الفتوحات في الشرق الى حدود الصين ثم الفتوحات العثمانية في شرق ووسط اوروبا اي ان كل القارات التي وصلها الاسلام وصلها بجهاد اسلافنا العظام من الصحابة وتابعيهم
                      وفي الحروب الصليبية هناك المجاهد عماد الدين زنكي الدي حرر الرها من يد الصليبيين سنة539ه ثم ابنه نور الدين الدي كان شوكة في حلق الصليبيين باعتراف مؤرخيهم وعلى راسهم وليم الصوري فقد حرر حارم وبانياس وحصن انب وقتل ريموند امير طرابلس وحليفه علي بن وفا زعيم الحشاشين في معركة انب سنة 544ه ثم جاء صلاح الدين فهزم الصليبيين في حطين وحرر القدس والكثير من المدن والحصون ثم انجم الدين الدي وقف في وجه حملة لويس ملك فرنسا سنة 649ه ثم جاء المماليك فكان البطل سيف الدين قطز الدي هزم جيوش المغول في معركة عين جالوت الخالدة سنة 658ه اما في الغرب الاسلامي فهناك معركة الزلاقة في الاندلس سنة 479ه حيث انهزم الفرنجة فيها على يد جيوش المرابطين واهل الاندلس ثم معركة الارك سنة589ه والتي انتصر فيها المسلمون ايضا في الاندلس بقيادة يعقوب المنصور امير دولة الموحدين بالمغرب ومعه اهل الاندلس ضد الفرنجة ومند سنتين صور عندنا في المغرب فلم تاريخي عن صلاح الدين اخرجه المخرج الامريكي ريدلي سكوت وشارك فيه الممثل السوري غسان مسعود والممثل المصري خالد النبوي مع مجموعة من الممثلين الانجليز والامريكيين والفلم عنوانه هو مملكة الجنة وهو موجود في الاسواق ان اردت الاطلاع عليه اي ان الغربيين عندما يتحدثون عن الاسلام وعن تاريخه لا يجدوننا الا نحن اما انتم فلا يعترفون بكم ولا يقيمون لكم وزنا.
                      يا ايها الثائر انتم عالة على التاريخ ولدلك لا تملكون الا ان تعيبوا منجزات الاخرين لانه بكل بساطة لا تملكون مثلها والحسد والغيرة تقتلكم ولا تستطيعون طمس امجادنا فقد انتشرت في مشارق الارض ومغاربها والحمد لله.
                      التاريخ لا يخلد الا العظماء ونحن عظماء وان كرهتم ولدلك غالبا ما نسمع دعوات من عندكم لاعادة كتاب التاريخ لان التاريخ قد همشكم حين همشتم انفسكم وتلك مشكلتكم واكبر دليبل على عظمة اهل السنة ان الغربيين الدين يعتنقون الاسلام يعتنقونه على السنة ولا يتشيعون فلوو جد الغربيون في مدهبكم ما يقنعهم لا عتنقوه ولكن مدهبكم كتاريخكم ضعيف وسلبي الى ابعد الحدود.

                      تعليق


                      • #56
                        كل ما ذكرته من معارك الشيعة لهم فيها دخل و سأبين لاحقاً لك ذلك و لكن مادفعني للرد هو قولك كل
                        من يعتنق الاسلام سني يصير هذا من أفتح موقع العقائد لترى الأجانب الذين استبصروا أتعرف أن هناك الالاف المؤلفة من الغربيين صاروا من الشيعة و على سبيل المثال هناك لي قريب في النمسا اخبرني انه في منطقته يوجد مسجديين للشيعة أحدهما
                        ايراني و الاخر للنمساويين الاصليين الذين صاروا شيعة www.aqaed.com راجع هذا الموقع لتعرف لمن استبصر الغالب
                        من الكفار المستبصرين راجع موسوعة من حياة المستبصرين

                        تعليق


                        • #57
                          حيترني والله مرة تقولون ان ليس عندنا من الامجاد ما تحسدوننا عليه ومرة تقولون ان فتوحاتنا هي للغنائم والسلب والنهب ومرة تقولون ان لكم دورا فيها ما هذا التناقض اثبت على موقف واحد واتمنى منك ان تذكر لي اي دور لكم انتم ايها الشيعة في تلك المعارك؟
                          اما موقع عقائد للمستبصرين فقد اطلعت عليه اكثر من مرة ولا حظت ان الغربيين غير موجودين في القائمة بينما انا ساعطيك اسماء اشهر من نار على علم واتمنى منك في المقابل ان تعطيني اسماء الغربيين المستبصرين لكي اصدق ما تقول
                          1-فيليب تروسيي مدرب اليابان في كاس العالم2002 وسمى نفسه عمر تروسيي
                          2-برونو ميتسو وهو فرنسي وسمى نفسه عبد الكريم متسو وهو الان يدرب منتخب الامارات لكرة القدم
                          3-محمد علي كلاي الملاكم الامريكي في الوزن الثقيل في السبعينات
                          4-كيث مور مهندس علم الاجنة الوراثية وهو كندي
                          5-جاك ايفز كوستو عالم البحار المعروف وهو صاحب اكبر معهد فرنسي للابحاث البحرية
                          6_ روجيه غارودي الفيلسوف الاشتراكي الفرنسي وصاحب كتاب-الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائلية- وقد هدد بالقتل اكثر من مرة من طرف اللوبي الصهيوني
                          7-لاعبو المنتخب الفرنسي لكرة القدم وهم نيكولا انيلكا واريك ابيدال وفرانك ريبيري
                          8-مغني البوب البريطاني المشهور كات ستيفنس وسمى نفسه لما اسلم يوسف اسلام
                          9-مايك تايسون وهو ملاكم امريكي سمى نفسه مالك عبد العزيز تايسون
                          هذا غيض من فيض ممن اعرفهم انا فقط وهناك اسماء اخرى لا تحضرني الان

                          تعليق


                          • #58
                            مسلم مجروح...دع مايك تايسون أو مالك شباز على جنب...فهو ما ينفك يخرج من السجن حتى يعود إليه و جسمه مليئ بالوشوم...

                            أضف إلى ذلك كونه من أتباع "أمة الإسلام" و ليس سنيا....و ما أدراك ما "أمة الإسلام"...

                            و كذلك محمد علي فهو من "أمة الإسلام"....و يكفيك النظر إلى ابنته و ما ترتديه و دخولها حلبات القتال و تشجيعه لها...

                            على العموم هذا الموضوع فتح للاستاذ مشاكس بالحق فنرجو من الأخوه عدم الدخول في مناقشات جانبيه لا تسمن و لا تغني من جوع...


                            بانتظار الاستاذ مشاكس
                            التعديل الأخير تم بواسطة Malik13; الساعة 10-03-2008, 08:09 AM.

                            تعليق


                            • #59
                              http://www.aqaed.com/mostabser/hayat/most-1-3.html
                              هذا الموقع لمستبصرين الى التشيع من كل العقائد و الأديان تجد مسيحيين من بريكانيا و اسبانيا و المانيا و أمريكا و غيرلو غيرها و بالمناسبة و من أشهر المستبصرين الفيلسوف الألماني المشهور في ألمانيا و خصوصاً ألمانيا الشرقية السابقة أسلم عام 1990 على مذهب أهل البيت عليهم السلام و أدى الحج عام 1996 و تجد مساهمات صلى لتشيع[quoe=مسلم في قسم مساهمات المستبصرين بالمناسبة ليس كل ما ذكركروح]حيترني والله مرة تقولون ان ليس عندنا من الامجاد ما تحسدوننا عليه ومرة تقولون ان فتوحاتنا هي للغنائم والسلب والنهب ومرة تقولون ان لكم دورا فيها ما هذا التناقض اثبت على موقف واحد واتمنى منك ان تذكر لي اي دور لكم انتم ايها الشيعة في تلك المعارك؟
                              اما موقع عقائد للمستبصرين فقد اطلعت عليه اكثر من مرة ولا حظت ان الغربيين غير موجودين في القائمة بينما انا ساعطيك اسماء اشهر من نار على علم واتمنى منك في المقابل ان تعطيني اسماء الغربيين المستبصرين لكي اصدق ما تقول
                              1-فيليب تروسيي مدرب اليابان في كاس العالم2002 وسمى نفسه عمر تروسيي
                              2-برونو ميتسو وهو فرنسي وسمى نفسه عبد الكريم متسو وهو الان يدرب منتخب الامارات لكرة القدم
                              3-محمد علي كلاي الملاكم الامريكي في الوزن الثقيل في السبعينات
                              4-كيث مور مهندس علم الاجنة الوراثية وهو كندي
                              5-جاك ايفز كوستو عالم البحار المعروف وهو صاحب اكبر معهد فرنسي للابحاث البحرية
                              6_ روجيه غارودي الفيلسوف الاشتراكي الفرنسي وصاحب كتاب-الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائلية- وقد هدد بالقتل اكثر من مرة من طرف اللوبي الصهيوني
                              7-لاعبو المنتخب الفرنسي لكرة القدم وهم نيكولا انيلكا واريك ابيدال وفرانك ريبيري
                              8-مغني البوب البريطاني المشهور كات ستيفنس وسمى نفسه لما اسلم يوسف اسلام
                              9-مايك تايسون وهو ملاكم امريكي سمى نفسه مالك عبد العزيز تايسون
                              هذا غيض من فيض ممن اعرفهم انا فقط وهناك اسماء اخرى لا تحضرني الان[/quote]

                              تعليق


                              • #60
                                صحيح تجد أيضاً في قسم مساهمات المستبصرين عن مستبصرين أخرين غير من ذكر ت صحيح نسيت أقول اسم
                                الفيلسوف بيتر شوت ملاحظة أخي اذا أردت الرد علي يا مسلم مجروح أرجوا اذا أردت الرد علي أن تفتح موضوع آخر بيني و بينك
                                حيث عيب أن نقلب أنا و أنت هذا الموضوع الى موضوع آخر
                                أعتذر للأخوة عن هذه المشاركة
                                يرفع بانتظار مشاكس بالحق

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X