البرلماني العراقي محمد الدايني يكشف حقيقة التواجد الملالي في العراق
معظم أعضاء الحكومة العراقية تابعون للحرس الثوري الإيراني يوجد 70ألف جندي إيراني في العراق

-
صحيفة «الخبر» الاسبوعية الجزائرية
أجرى الحوار: حسن كاظم علي
12 أيلول (سبتمبر) 2007أجرى الحوار: حسن كاظم علي
كشف البرلماني العراقي، محمد الدايني، عن الجبهة الوطنية للحوار الوطني في حوار خص به ’’الخبر’’، بالوثائق حقيقة التدخل الإيراني في العراق، وتواطؤ الحكومة العراقية الحالية مع حرس الثورة الإيراني، وكيف أن فيلق القدس يتلاعب بمصير الملف الأمني في العراق.
ما حقيقة التواجد الإيراني في العراق؟
* يمكن أن أسوق بعض الأمثلة عن الاختراق الإيراني للمؤسسات العراقية الرسمية، فمثلا الإيراني جمال جعفر الإبراهيمي، عضو البرلمان العراقي، هرب قبل خمسة أشهر من ملاحقة أمريكية بعد اكتشاف مسؤوليته عن تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت عام .1983 وهو واحد من 11 إيرانيا منتخبون في البرلمان. وهم ضمن الائتلاف الشيعي. أما عبد العزيز الحكيم ونوري المالكي وباقر صولاغ وغيرهم من الحكومة الحالية فأعضاء في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ومنظمة بدر هي الجناح العسكري للمجلس الأعلى الثورة الإسلامية، وتعد جزءا من منظمات عسكرية أوسع، تبدأ ببدر واحد وتنتهي ببدر تسعة، وكل بلد حول إيران، عربي أو غير عربي، له رقم منظمة، تمهيدا لبناء إمبراطورية فارسية. وقد اعترف أحمدي نجاد رئيس إيران رسميا باحتلال العراق عندما قال إنهم مستعدون لملء الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي.
والمفارقة التي لم يتوقف أمامها أحد إلى الآن، هي أن عدد سكان العراق إلى ساعة الغزو كان 22 مليون نسمة، لكنه تحول أثناء الانتخابات إلى 28 مليون نسمة. لقد جاء الفارق من إيران. وفي أثناء الانتخابات أدلوا بأصواتهم لصالح 555 قائمة تعود للائتلاف الشيعي الموحد.
ولدينا وثائق تؤكد وجود 70 ألف جندي من الجيش الايراني في العراق، وأخرى تضع أسماء الضباط الإيرانيين الكبار في الحكومة.
وما مدى مسؤولية هاته المنظمات والاختراق الإيراني بما يجري في العراق من قتل وجرائم؟
*هؤلاء هم قادة فرق الموت، ورؤساء الميليشيات التي تقوم بعمليات التفجير بالسيارات المفخخة، وقتل كل أعضاء الجيش العراقي السابق، ورؤساء العشائر، والعلماء والطيارين. وظهر دورهم البارز في عملية ’’الزرقا ’’ في محافظة النجف عندما قتلوا وجرحوا الآلاف من أبناء الشيعة، متهمين إياهم بأنهم من منظمة إرهابية تدعى’’ جند السماء’’. غير أن هؤلاء أعلنوا رفضهم وجود هذه الأحزاب الإيرانية، فكان الانتقام منهم شديدا ورهيبا.
ومن قام بتصفيتهم هو فيلق القدس الإيراني بمساعدة الطائرات الأمريكية. ويترأس هذه الشخصيات مسؤولون إيرانيون في أجهزة الأمن المختلفة، ويقف على رأس هؤلاء فروزندة الذي قام بتنفيذ إعدام الرئيس العراقي صدام حسين صباح عيد الأضحى في 30 ديسمبر ,2006 ويشرف الآن على إعدام كل الوطنيين العراقيين وإلقاء جثثهم في الأماكن المجهولة، وتفجير الأضرحة والحسينيات والمساجد والجامعات لاختلاق فتنة طائفية. وطالت أعماله حتى الأسواق الشعبية ثم اتهام تنظيمات أخرى بها، سواء المقاومة المشروعة أو تنظيم القاعدة. ولذلك خلقوا ’’قاعدة’’ مرتبطة بإيران تقوم بهذه الأعمال الوحشية..
كيف جرى ذلك تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الأمريكية التي تتحدث بدورها، عن خطر إيراني؟
* بعد انهيار الدولة العراقية في التاسع من إبريل 2003، ودخول القوات الأمريكية إلى البلاد سمحت قوات الغزو بأن تتغلغل أجهزة المخابرات الإيرانية منها فيلق القدس والحرس الثوري الايراني وجهاز ’’اطلاعات’’ -المخابرات الإيرانية- كما عملت على أن تكون جزءا من الوضع السياسي في العراق؛ فدخلت هذه الأجهزة البرلمان وشكلت الحكومة، وتغلغلت في الوزارات المختلفة مثل النفط والصحة والنقل.
ولعلنا لا ننسى أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل نهاية ولايته وصعود أحمدي نجاد مكانه، صرح بأن على أمريكا ألا تنسى مساعدتنا لها في أفغانستان والعراق، وجاء تصريح خاتمي بعد تصاعد الضغوط الأمريكية على إيران في ملفها النووي.
إلى جانب هذا إن الحدود العراقية الإيرانية يبلغ طولها 1487 كلم، وحتى هذه اللحظة سائبة ولا وجود للأمن فيها سواء من أمريكا أو العراق الحالي.. فلا توجد شرطة عراقية ولا جيش عراقي أو أمريكي ولا حرس حدود ولا أبراج مراقبة، في حين أن أمريكا تتهم بلدان عربية أخرى مثل سوريا بفتح الحدود لعبور المقاتلين إلى العراق، ونحن نعلم أن حدود سوريا مع العراق محصّنة بساتر ترابي، وتراقبها أمريكا بدقة على مدار الساعة، ولا تتجاوز هذه الحدود 600 كلم.
هل لديكم وثائق وإثباتات عن كل هذه الاتهامات؟
* مثلا لدينا وثيقة بتوقيع نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، بتاريخ العاشر أوت 2006 يأمر من خلالها بإطلاق سراح 442 إيرانيا قبل زيارته لإيران، ولدينا ملفات أخرى من خلال اطلاعنا على كل القرارات التي تشرع في البرلمان. وليس هذا فحسب، بل لدينا ملفات بتوقيع المالكي بخصوص تصفيات لقوى سياسية معينة، وفيها يخاطب الجهة التي يعمل معها ويأخذ توجيهاته منها ونعني إيران. هذه الوثائق بتوقيع السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي الذي يترأس أيضا اللجنة الأمنية العراقية.
وفي العراق احتلالان: أمريكي وإيراني. وهذا الأخير أخطر من الأمريكي؛ لأن لديه أبعادا توسعيه تمتد إلى بلدان عربية أخرى لتصدير ما يسمى بالثورة الإيرانية.
هل لنا أن نعرف حجم فرق الموت في العراق؟
* إن أمريكا عندما جاءت للعراق وجدت مقاومة كبيرة، لم تكن في حساباتها، فأرادت أن تشوه المقاومة فأطلقت على فصائل المقاومة تسميات لا ترتبط بها، واتفقت مع إيران والصهيونية الإسرائيلية، وخلقت قاعدة مرتبطة بإيران مسؤول عنها شخص اسمه فروزندة مرتبط بفيلق القدس وارتبطت بها ميليشيات للتصفيات الجسدية.
والمالكي وحكومته يعرفون الأمر. وقد عملوا على زج الكثير من أرباب السجون والسوابق إلى وزارات الدولة، ومن يعمل بفيلق القدس قتلوا أغلب ضباط الجيش العراقي واستهدفوا الوطنيين العراقيين وشيوخ العشائر.
وقبل شهرين ألقي القبض على علي دقدوق اللّبناني المرتبط بحزب الله ومرتبط بفيلق القدس الإيراني ويصرف شهريا 7 إلى 10 ملايين دولار ومهمته قتل المواطن العراقي في كل مكان. وسيأتي اليوم الذي نفضح فيه هذه الملفات.
لماذا يتمسّك عبد العزيز الحكيم بفيدرالية الجنوب؟
* إن المجلس الأعلى والذي يعتبر خامنئي الأب الروحي له، هو مؤسسة تابعة لفيلق القدس وتسمى 9 بدر. وهي هيكلية تنطلق من العراق إلى بلدان أخرى، لكن 9 بدر هي مؤسسة من مؤسسات فيلق القدس يترأسها في العراق عبد العزيز الحكيم، ومن قادته مسجدي فروزندة وقاسم سليماني. هذه المؤسسة يرتبط بها من كان يعيش في إيران ومن بينهم المالكي وحزب الدعوة وثأر الله وشهيد المحراب. أما لماذا يصرون على الجنوب ففي اعتقادهم أنهم سيطروا على أهلنا في الجنوب، ولكن من خلال متابعتنا للأحداث، فإن الجنوب انقلب كليا على الحكيم وعلى الأحزاب المرتبطة بإيران.
هناك حديث كبير عن السجون السرية في العراق، ما حقيقة ذلك؟
* هناك العديد من السجون السرية مثل سجن الجادرية، وسجن لواء الذئب، وسجن ساحة النسور، وسجن ديالى، والأخير سجن رهيب ومرعب. واستطعت بمعونة وطنيين أن أصور بالفيديو عمليات اغتصاب الرجال، وكيف يتم جلب زوجات السجناء وبناتهم ليجبروهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، وإلا زنوا أمامهم بهؤلاء النسوة. ورأيت كيف كان يتم قلع الأظافر، وشاهدت التابوت الكهربائي كآلة من أبشع أنواع التعذيب، وفور حصولي على هذه الأدلة عرضتها على الفضائيات قبل عرضها على البرلمان، لأن بعض البرلمانيين متورطون في التعذيب، وصورت فيلما وثائقيا مع قناة ’’البي بي سي’’ وكان صادما للرأي العام الأوروبي والأمريكي.
وكيف ترون موقف الأنظمة العربية مما يجري في العراق ؟
* إن النظام العربي الرسمي خائف على كراسيه من أمريكا، رغم أن المقاومة العرقية أثبتت أن أمريكا مجرد أكذوبة. ومع ذلك التقيت مسؤولين في الجامعة العربية وأطلعتهم على الأوضاع الواقعية، كما سلمت ملفات إلى كثير من الدول العربية. ولكن لا جدوى من المواقف الرسمية، بينما الموقف الشعبي مشرف. ولكن البلدان العربية بدأت أخيرا تتخذ بعض المواقف حيال ما يجري خوفا من النفوذ الإيراني المتنامي الذي بدا يهدد مصالحها الاستراتيجية.
تعليق